كاتب الموضوع :
طيف الأحباب
المنتدى :
قصص من وحي قلم الاعضاء
رد: للحب سجناء
الفصل " الحادي والثلاثون"
.
.
.
ثامر وهو يقف امام باب العمارة /انزل بس هذي توافيق من الله...،
والا هي وش لها غير سواد الوجه والمصايب الي جتنا من تحت راسها...؟!
نزل بدر وثامر وصعدوا الي الشقة...،
الباب كان فقط مردود دفعه ثامر بحذر ودخلوا...؟!
ظلام دامس اضاء ثامر نور الصالة وبجانبه بدر...،
تلفت بدر لأول مره يدخل لصالة منذُ زواج ثامر...،
بدر بصوت منخفض / انت تفقد غرفة النوم وانا بشوف الباقي...؟
دخل ثامر لغرفة النوم اضاء النور توجه لدورة المياه بابها مفتوح على مصراعيه ونورها مضاء...،
ملابسها محذوفة على سلة الغسيل وعبأتها...،
وخصل من شعرها متناثر بغزارة غطت أرضية الحمام شعر بألم ينحر صدره ...،
هذا الشعر الذي تركته يطول لأجله كم مره اخبرته انها لا تحب الشعر الطويل،
ولكن ليس عليه الا ان يطلب وهي تنفذ كما قالت له مرات ومرات انها لن تفعل الا ما يريده...،
طالما كررت انها تمشي عمياء بدونه وأنها لا تتخيل الحياة من غير وجوده...،
اطفئ نور دورة المياه وانتبه للمنشفة امام الدولاب تناولها مازالت رطبة ...،
وعليها بقع دم متفرقة في الوسط وعلى الاطراف ...؟!
احتضنها لا يعرف لماذا هل هو شعور بالذنب ام هو اشتياق لها ...،
جلس على طرف السرير وغطى عيونه وانفه بمنشفتها وانهمرت دموعه شعر برائحتها عالقة بالمنشفة ...،
اقترب بدر من باب الغرفة المفتوح يريد انه يخبره انه لا يوجد شي مريب...،
ربما لم ينتبه أحد ان باب الشقة مفتوح ...!؟
تراجع يعلم بأن صديقة مخنوق ويكبت وجعه...،
ترك له فرصة ليعبر عن مشاعرة يعلم انه يبكي من حركة أكتافه...،
فكما يقال عندما يبكي الرجال فا اعلم ان هموهم قد فاقت قمم الجبال...،
انسحب الي الصالة واخذ بطانية وجدها في المكتبة تغطى وأغمض عينيه مدعي النوم...،
وقلبه مشغول با القادم من الأيام ماذا يفعل...،
لا يريد لعائلته ان تعاني يكفيهم ماذقوا من مرارة الأيام...،
ان استطاع والده ان يقنع الجد ان يقف في صف ثامر ستحل نصف المشكلة...،
وسيحاول ان لا يتسرب امر الخلاف في الوقت الحالي بين افراد العائلة...،
سيكون هناك لغط واخذ وعطاء وستكبر المشكلة وتتوسع أكثر وأكثر...،
يثق بوالده وعمه مساعد وعمته سعاد وحتى زوجته انهم سيبقون الأمر سراً...،
لكن الخوف فقط من عمه سلطان صاحب القلب الرقيق ان يتفوه بكلمة من باب التعاطف وينشر الامر...؟
ندم انه لم يطلب منه ان يتكتم على الأمر ولا يخبر أحد حتى يتوصلو لحل لهذه المشكلة...؟
يريد للوقت ان يمضي حتى تهدأ الأمور فردود الأفعال في وقت الحدث تختلف عنها إذا مر وقت...،
.
.
.
في نفس التوقيت على الجانب الاخر في بيت الجد....،
مضاوي تغمض عيناها وتتأفف / راسي أحس بينفجر من الوجع...،
سناء بانفعال / راستس زين ما انجلط من شي جاه...؟!
مضاوي بملل وتذمر / يا مزعجه مدري وش جابتس والله انتس صداع فوق الصداع...،
روحي لبيتس...،
سناء بتهكم/ بالله هذا جزاي جايه وكارشه بعلي وتطرديني..؟!
مضاوي / اطردتس لأ نتس مزعجه وانا ابي ارتاح ...؟
سناء / تبين اربط راستس يمكن يخف شوي...؟
مضاوي بتوجع / وين تربطينه وانا ما اداني احد يلمسه...،
النقاب والطرحة ما صدقت ادخل غرفتي احذفها...،
سناء بقهر / يا الله وش الغل والقلب الي عند ثامر سوى فيتس كذا...؟!
وبحيرة / الحين وجهتس كيف يرجع زي اول ...؟؟
مضاوي وهي تلمس وجهها بحذر / بالله باين الاثر مره...؟
سناء بدهشه / انتي للحين ما شفتيه...؟!
مضاوي تزفر بتأفف وألم/ هو امداني...؟
وضعت يدها على جبينها / من أصبحت بدوامة توني انسدح...،
سناء / انصحتس لا تشوفين ولا تفكرين...،
الين تلقين دكتور تجميل وجلدية يصلح خشتس...،
مضاوي / من جدتس انتي...؟!
سناء / وش من جدي وجهتس معدوم...؟
وبحرقة تصر على اسنانها / هذا لو اكب على وجهه موية نار ما برد قلبي منه ...؟
مضاوي تنفخ بتوعد / ماعليتس خليه علي والله لأخليه يمشي بينكم ميت وهو حي...؟
سناء تضحك وبتشجيع / قول و فعل بنت حزام...،
علميني وش بتسوين...؟
مضاوي / انا ما اعلمتس الي بيعلمتس بعلمه بير اسراره رجلتس...؟
سناء بتهكم / عاد الثاني هذا لا تخليني اقلب عليه بعد...،
وبود ورأفه / اكلتي شي...،
مضاوي بضجر / ماني مشتهية شي اخذت ملعقتين زبادي عشان المسكن بس...،
سناء / خليني ازين لتس شوربة يخف عنتس الصداع...،
ترى الجوع يزيد الصداع ...،
مضاوي / لا بنام والصباح رباح...،
ساعدت سناء مضاوي حتى تستطيع النوم فجسدها تؤلمه اقل حركة...،
وأمرت الخادمة ان تحضر لها بطانية ونامت بجانب مضاوي...،
.
.
.
في صباح اليوم التالي عاد الجد من صلاة الفجر...،
طرق باب غرفة الجدة يعلم ان مضاوي نامت فيها البارحة...،
بعصاة الذي لا يستعمله في كثير من الأحيان لكنه يضطر في بعض الأيام الثقيلة ان يستعين به...،
الجد / الصلاة خيراً من النوم ...،
سمع صوت مضاوي / طيب طيب...،
الجد / طاب حظتس قومي يابوتس الصلاة...،
ذهب الجد الي غرفته...،
نادت مضاوي سناء حتى استيقظت...،
مضاوي وهي تحاول ان تنزل من السرير / خيشة نوم صدق...،
أبعدت سناء شعرها عن وجها من أثر النوم / متى نمنا امس عشان تبيني افز من تناديني...؟!!
نزلت من على السرير لتساعد مضاوي...،
مضاوي /ما عليتس أقدر ادخل الحمام بالحالي صلي وخلي ميري تصلح فطور بموت جوع...،
خرجت سناء لحمام الضيوف ودخلت مضاوي للحمام الملحق بغرفة الجدة...،
بعد الصلاة...،
سناء / صحيت الشغالات بغو يا كلوني...!
وش عندهم ما ينامون بدري...؟
مضاوي وهي تحاول ان تقف من على الكنبة بعد ان صلت عليها جالسة / اكيد الشبكة مفتوحة وسهرانات...،
سناء / ما ينفع كذا لازم حل...؟
مضاوي / من بعد عشر طفو الشبكة وخلاص...،
اردفت / نادي سوناتي تنزل ملابسي من فوق بتروش...،
خرجت سناء لتخبر الخادمات يجهزو الفطور ويحضرو ملابس مضاوي...،
مشت مضاوي حتى وصلت لتسريحة صعقت من منظر وجها وشعرها...؟!!
انفها وفمها متورمان وأثر العقال بشكل خطوط على وجها ورقبتها وكدمه على عينها اليسرى وحاجبها الايسر منتفخ ...،
حمدت الله ان اسنانها وانفها لم تتحطم الكدمات امرها محلول...،
تحتاج لوقت وستذهب...،
دماء مجتمعه مع الوقت تخف حتى تختفي ...،
لكن الشعر الممزوع هو المشكلة...؟
رجعت سناء للغرفة رأتها تسند يديها على التسريحة اقتربت منها / تبين اساعدتس توصلين السرير...،
مضاوي / ما هو من بعده...؟
سناء بغيض / يازين من استاجر عصابة ترنه لين يعض الأرض ...،
ابتسمت مضاوي بتهكم ونظرت بقهر للمرأة وهزت رأسها بغل وفردت يدها / / ماهم مبردين قلبي فيه مثل فعل يدي...،
ضحكت سناء / تدرين شوقتيني وش بتسوين فيه ...؟!
مضاوي بتوعد / والله لأصهر قلبه صهر...،
سناء با الحاح / بالله وش بتسوين فيه...؟؟
مضاوي بنبرة حادة / اتطلق واعرس قبله وعينه تشوف ...،
اردفت بغل / وهذا الي بيبرد قلبي فيه ...،
اومئت برأسها بتحدي وتوعد / بكرا إذا شافني او حتى سمع اني ادخل واطلع على شارع العاصف مع الي بدلته فيه بيعرف الخسارة الي خسرها...،
تغير وجه سناء وانقبض قلبها لإشارات بدأت تلوح في الأفق لذلك الماضي البعيد ان يعود...؟!!
قاطعتهم سوناتي تطرق الباب ودخلت معها ملابس لمضاوي...،
مضاوي / نزلي الملابس وشوفي لي نقاب كبير وطرحة وشرشف صلاه كبير غير هذا ...،
ذهبت الخادمة ...،
اتجهت مضاوي لدورة المياه استحمت وخرجت وهي ترتدي روب الحمام...،
جلست مضاوي على السرير وساعدتها سناء في ارتداء ملابسها بعد معناه...،
سناء بقهر / اعوذبالله وجهتس يهون عند جسمتس ورجولتس انتي متأكدة مافيتس كسور...؟!!
مضاوي بتوجع تتأفف / يابنت الحلال مافيه الا رضوض من الدرج وأثر لسب العقال
حاولت سناء ان تلم شعر مضاوي وتجمعه ومضاوي تتألم...،
بكت سناء/ حسبي الله عليه شعرتس كله فراغات ...،
مضاوي / لا تنقهرين وتحرقين اعصابتس...،
وانتي وراتس اليوم عشا وهو مرتاح...،
سناء تمسح دموعها / والله ودي ارحم ثامر لكن ما خلى مجال لرحمة...؟!
مضاوي تهز راسها بوجع / والله ماني راحمه الا جدي الحين لو شافني وش بيسوي...؟
أدرى شوي بيجي يسأل عني...،
قاطعهم دخول ميري تدفع عربة تحمل الفطور...،
افطرت مضاوي وسناء وسط تعليقات مضحكة ومبكية...،
.
.
.
في شقة ثامر...،
صحى ثامر وخرج الي الصالة وجد بدر يغط في نوم عميق...،
دخل للمطبخ اخذ علبة ماء شربها...؟
ورجع لصالة نادى بدر الذي استيقظ وهو يمسك أكتافه...،
بدر بصوت مبحوح من أثر النوم / كم الساعة الحين ...؟
ثامر / ست ونص...،
وقف بدر بضجر وتذمر / يا الله راحت علينا الفجر...،
انا من اغير مكان نومي كل شي يتلخبط عندي ...،
صليا الفجر جماعة...،
نظر بدر لهاتفة / الحمدلله حرمتي اليوم لقت الي يشغلها عني...،
تجاهل ثامر تعليقة / يا الله تجهز بنفطر ونطلع لرياض...،
ضرب بدر على جبينه / اليوم عشا عند عمي...،
ابتسم ثامر / ما عليك بتلحق ان شاء الله...،
أردف وهو ينظر لساعته / امر دوامي في اشياء طالبها المكتب مني ونمشي...،
انتهى ثامر من عمله وتوجهوا لرياض...،
.
.
.
في بيت الجد ...،
صحى الجد في السابعة والنصف وكما توقعت مضاوى سأل عنها اخبرته الخادمة انها مستيقظة...،
اخبر الخادمة انه سيذهب ليراها...،
عدلت مضاوي من جلستها ولبست نقابها كي لا يرى الجد وجهها...،
سناء بتعجب/ الحين جدي بينفجع زيادة...؟!
مضاوي / ما عليتس بنصرفها...،
دخل الجد على مضاوي وابتسم / السلام عليكم ...،
استنكر الجد لبسها لنقاب / ليه يابوتس مغطية وجهتس...؟
ضحكت لتخفف من توتر الجد / وعليكم السلام...،
اردفت / ماني معلمتك اخاف تنتف اذان بعض الناس...،
جاءت سناء من وراء الجد سحبت كنبة ليجلس عليها الجد بجانب السرير الذي كانت تجلس عليه مضاوي
وجلست بالقرب منها...،
التفت لها الجد/ انتي منين طلعتي...؟
ضحكت سناء / طلعت من البيت الي جنبك...،
الجد بنقد / تاركه بيتس ومقابلتنا...؟
سناء / هذي جزاي تاركة الشيخ بدر وجايه فزاعه ...!!
رفعت حاجبها بمزح/كأني اشم ريحة طرده ...؟
الجد / عيب على الحرمة تليب بالبيوت وتترك بيتها...؟
التفت لمضاوي بعطف / بنتي ما تبي فزعة من أحد هي تاخذ حقها بيدها...،
أردف بوجع خفي بان على ملامحه / والله يا بنتي ما مسكني عن كسرت يده الي مدها عليتس وأعلقها برقبته...،
غير سوات حمد الله يرحمه به هي الي واقف بيني وبينه ورابطه يدي عنه...،
وضع يده على يدها / وانا معتس بلي تبينه الا انتس تبعدين عني ما اشوفتس ...،
أردف بنبرة حزينة وتنهد بوجع/ تراني اشوف بتس امي وحزام الله يرحمهم ...،
وضعت يدها الأخرى على يده لتطمئنة وبا ابتسامة بانت من خلف نقابها / تطمن ياجدي لو تطردوني انتم ما طلعت عنكم...،
هزت رأسها بمعاتبة لطيفة / تقول ها الكلام كنك ما تعرفني...؟!!
الجد بثقة / لا والله اعرفتس واعرفتس لكن يا بنتي القهر مرات يدفعك لشي انت ما تبيه...،
ابتسم بتردد وقلق / والله يوم شفت اخوانتس كن دخلني خوف وشك...؟
قلت يمكن انفتح لها ها الباب وتبي تطلع عنا ...؟
هزت مضاوي رأسها بنفي / ماني رايحة للغرب وتاركة اهلي ...،
اخواني الله يستر عليهم عيال أهلهم وانا بنت اهلي...،
وبنبرة جادة رفعت يدها /لكن الطلاق لحد يراجعني به ...،
الجد /بكيفتس سوي الي تبينه انا قبل جبرتس الحين لا بالله ماني معترضتس...،
سناء بممازحة مرحة/ يعني انا اطلع من السالفة ما تبون مني خدمات...،
ابتسمت مضاوي / الخدمة الي نبيها منتس انا وجدي روحي لبيتس وراكم الليلة عشا لا تفشلونا عند ضيوفنا...،
لبست سناء عباءتها وطلبت من الجد ان يوصلها لبيتها فالشارع خالي ومازال الوقت مبكرا...،
خرج معها الجد وطلب منها ان لا تشجعها على الطلاق...،
وانه لا يأمن عليها الا مع ثامر حتى مع ما حدث...،
سناء لا تدري ماذا تقول...؟
تعلم تعلق الجد بثامر ومضاوي ...،
ولن يقتنع بطلاقهما مهما قالت حتى وان قال ما قاله لمضاوي قبل قليل فما كان منها الا ان طمأنته...،
مالم تعلمه مضاوي وسناء...،
ان اليوم بعد صلاة الفجر اجتمع فهد بالجد وطلب منه ان لا يشجع مضاوي وتوصل خلافهم للمحاكم...،
لأن الجميع يعلم ان ثامر لم يقم بما قام به الا لجهله بمن كان معها وتصرفه من منطلق غيرته عليها وعلى عرضهم ...،
ولا يريد الطلاق فهو متمسك بها ...،
وما يخيفهم انها اذا تطلقت من ثامر من المؤكد انها لن تجلس بالمكان الذي يجمعهم وهو بيت الجد...،
وستذهب بالتأكيد الي أمها واخوتها...،
فربما جازتهم هيام على محاصرتهم لمضاوي لسنين لم يسمحوا لها ان تلتقي بها وستقطع العلاقة بينهم...؟
وربما تقنعها وتسافر معها الي بلدها...؟
فقد أخبر الجد فهد في وقت سابق ان هيام عادت وطلبت من مضاوي ان تذهب معها...،
لكنه طردها ووافقته مضاوي على طردها ...،
فأن كانت فالماضي وافقته على طردها لأنها كانت صغيرة ولم تتزوج...؟
اوربما منعها الخوف والخجل وحبها وتعلقها بالجدة ان تذهب مع أمها وتترك الجدة...؟
فالآن وضع مضاوي اختلف الجدة توفيت ومضاوي كبرت وتزوجت بالإضافة الي جرحها العميق من ثامر...،
سيدفعها بعد ان تنفصل عنه تذهب ولن تعود لهم ولن يراها مره أخرى...،
أخبر فهد الجد ايضا ان ثامر معترف بخطئه ونااادم اشد الندم ...،
وسيحاول ان يستعيدها ويعتذر منها الاعتذار الذي يليق بها ولن يذخر جهداً في ذلك...،
كما ضغط عليه فهد بتاريخ امه العنقا وانه لو ترك الامر بينها وبين زوجها في السابق لذهب الزعل وتراجعوا ولن يكون ما كان...،
فخراب بيتها وابتعادها عن بلدها لسنين طويلة كان بسبب تدخل الاخرين ووشايات بعض المغرضات والمغرضين ...،
أقنعه ان يتركهما يتواجهان لوحدهما لا يعترض على وجود ثامر داخل البيت يدخل ويخرج كما في السابق...،
فقد استشف فهد من ردات فعل الجد ان ثامر بعد فعلته أصبح وضعه مثل وضع احفاده الاخرين...،
لا يدخل كما في السابق الا با استئذان حتى لا يضايق مضاوي...،
وافق الجد على مضض لخوفه من ما قاله فهد فكل ما قاله سيحدث لا محالة ان تطلقت او تركت بيت العاصف...؟
تمنى الجد ان تنصلح الأمور فيما بينهم، ولكن إذا اصرت فلها ما تريد ولا أحد يجبرها على مالا تريد...،
وان ذهبت ليس له الا الصبر المهم ان تكون ابنة أخيه بخير...،
.
.
.
في نفس اليوم بعد ساعتين
امام بيت بدر نزل بدر ودخل بيته...،
توجه ثامر لبيت جده وجلس داخل سيارته اخذ نفسا عميقا ...،
نزل وفتح الباب من جهة قسم الرجال دخل رأى الخادمات يقومون بتنظيف وترتيب المجلس...،
ومشب الرجال الخارجي استعدادا لمناسبة الليلة كما طلبت منهن سعاد واعطتهم تعليماتها على الهاتف...،
سأل الخادمة المنهمكة بعملها من في الداخل اخبرته ان الجد في غرفته ومضاوي في غرفة الجدة ...،
دخل الي الداخل وهو يدعو الله بكل دعاء يحفظه...،
ان لا يصادفها الآن حتى تهدأ...،
توجه الي غرفة الجد التي كان بابها مفتوح والجد يصلي الضحى...،
وقف عند الباب انتظره حتى سلم من صلاته...،
التفت له الجد وفي عينيه نظرات العتب...،
ذهب الي الجد وانحنى اليه يريد ان يقبل رأسه...،
فاجئة بصفعة على وجهه لم يتوقعها...؟
وضع يده مكان صفعت الجد وصمت ...,
وقف الجد وجلس على سريره وهو يضم يده التي ضرب بها ثامر ويمسكها بالأخرى وبنبره جادة وحادة / الكف هذا علشان تذكر كلامي ...؟
يوم اني دايم أقول مضاوي الاوله ...،
انا صادق هي الاوله ما قلتها جبر خاطر ...،
كلكم بجهة وهي بجهة...،
لم تكن صفعة الجد شديدة من الناحية الجسدية لكنها آلمته بشكل تجاوز الألم البدني...،
زفر بمرارة وكأن شعور الندم والحسرة انطلق مع تلك الزفرة / مدري وشقول...؟
الجد بعتب موجع حرك رأسه دون ان ينظر لثامر / قلت وخلصت وش بعد تبي تقول...؟
ثامر / يا جدي لو اي واحد مكاني وش يبي يسوي يمكن يذبحها...،
هز الجد راسه بسخرية / ما قصرت بها...،
زفر بألم /دخلت عليها اليوم ابي اتطمن عليها غطت وجها ماتبيني اشوفه...،
وبأسى وأسف/ حرمة بدر تحلف ان وجهها ما تعرفة وشلون عاد الي غيره...؟
رفع رأسه لثامر / الرجال إذا شاف من حرمته خمال والا خطأ يأدب ما قلنا شي...،
لكن مدت اليد للبهائم ماهي للأوادم ...،
أخذ ثامر نفسا عميقاً ورفع رأسه وبندم / أدري تهورت وغلطت بس والله من غلاها عندي وصدمتي بلي شفته...،
الجد / حتى ولو...،
وبملامة / ليه انت ما تعرفها كم لها معك ...!
عمرك نقدت عليه والا سوت شي ما عجبك...؟!
وبسخرية لاذعة / ولو تبي تسوي ماهي مسويته قدام مستشفى الرايح والجاي يشوفها...؟
تسافر عنها ايام وتروح تداوم وترجع تلقاها مثل ماهي لو ان عندها بلا تبي تطيح به...،
الثقة يا ولدي مهي سوالف ولا هو كل من قال انا واثق صادق الثقة فعل وموقف...،
والشك من يدخل بين الزوجين المفارق اطيب للكل...،
جلس ثامر امام الجد وامسك بيديه بخوف ورجاء / تكفى ياجدي الا الفراق وانا حاضر باللي هي تبيه والله ان حبها خالط عقلي روحي...،
وشلون تبيني افارقها والله لأموت...،
أردف / قل بس وش يرضيك واسويه ...؟!
نظر الجد بشفقه لهذا الذي يرى في عينيه الصدق والندم والحسرة ...،
كما رأه في الماضي في عيني والده عندما يلتقي به ويسأله عن اخباره واخبار والدته...،
له نفس هذه النظرة التي لا تكذب ابتسم الجد/ ارض الي ازعلتها والا انا جنوبي ماجاها شي...،
امسك ثامر بيد الجد وقبلها/ التوبة ودرس ما انساه...،
الجد / على خير محد يتعلم الا من كيسه...،
ثامر بحرج تحسس وجهه وابتسم بخجل/ جدي...؟
نظر له الجد وهز رأسه / كلهم مرهم مثل ها الدرس...،
امسك بأذنه وأردف / الدرس هذا لك ما هو لغيرك...،
قام ثامر قبل رأس الجد وتوجه لغرفته...،
هذا الاسبوع كان قد طلب اجازة من الشركة أراد ان تكون إجازة شهر عسل...،
الغاها اليوم سيحضر مناسبة اعمامه ثم يرجع لشقته...،
يكمل مذاكرته ويواصل دوامه ويفكر كيف يصلح ما فعله...،
تمدد على سريره ليرتاح قبل صلاة الظهر...،
.
.
.
قبلها بقليل في بيت بدر...،
دخل بدر لبيته بحث عنها ووجدها في غرفة النوم...،
وقف بدر امام الباب يمثل دور الخائف ويطل برأسه / ادخل والا ما ادخل...؟
سناء تنظر له بغيض/ وعليكم السلام...،
وبسخرية وامتعاض / بزعم ما شاء الله أنك خايف حتى السلام نسيته...!
دخل للغرفة عند سناء التي تجهز لبسها لمناسبة اليوم واحتضنها وقبل كتفها...،
سناء بغضب تحاول ان تتملص منه / اقول فك بس...،
بدر بممازحة / وإذا ما فكيت وش بتسوين...؟
سناء بتأفف وضجر / بدر اترك عنك الهبال والله ماني رايقه لك...،
بدر يعلم انها متأثرة وغاضبة جدا بما حدث لمضاوي وارادها ان تفرغ غضبها / وش الي مزعل حبيبيتي...؟
استدارت له وبتهكم رفعت حاجبها / حبيبتك الله يستر من ها الحب...؟
دفعته عنها وبأسلوب ساخر / حب ثامر لمضاوي الي سلخ جلدها ...؟
تركها تتحدث حتى انتهت...،
بدر / طيب ليش تبكين كلنا دارين ان ثامر غلطان وثم غلطان
سناء تجلس على طرف السرير / يا الله لو شفت وش مسوي فيها
بدر / ادري قلتي اثر العقال على وجهها وخشمها وشعرها ادري
وبتذمر أشار بيده / اعادتنا لسالفة ألف مره وش بتفيد يعني وش الحل
أردف / يطلقها مثلا والا تضربه مثل ما ضربها ...،
جلس بجانبها وامسك بيديها بمودة/ مسألة الضرب ما هو مبرد تسبدها لو ضربناه كلنا وطلاقهم بعد ما هو حل...؟
حركت رأسها بحنق / والله ان الطلاق أحسن من انها تعيش مع ها المريض...،
بدر / شوفي هي بنت عمي وهو ولد عمي يعني عينان في رأس ...،
من الظلم أني اوقف مع واحد ضد الثاني...؟
أشاحت بوجهها عنه / على أساس بصدق كلامك وانت صديقه الخاص واكيد بتوقف معه...؟
بدر يمسك ووجها ويديره اليه / لو بشوف من منطقتس بقول مثلتس انتي مع مضاوي بكل الأحوال...،
سناء / مضاوي مظلومة اكيد بوقف معها ...،
زفر بدر بنفاذ صبر / دارين مظلومة وهو تهور وسوى الي سواه...،
وفرضنا اصرت على الطلاق وطلقها وبعدين ...؟
هز رأسه با استفهام / تضمن تاخذ واحد بيكون أفضل من ثامر...،
أردف / يا سناء يا حبيبتي خلينا نكون واقعين محد خالي من العيوب ومثل مافي عيوب في مزايا...،
لكن عاد يوازن الانسان ويشوف الي يناسبه ...،
سناء / حتى ولو بعد النفس ما تنجبر اذا طابت...،
ومضاوي واضح بايعتها ما عاد تفرق معاها تبي الطلاق بلي هي به...،
بدر / ما الومها تنقهر وتتوعد وتنفعل وتكرهه...،
كلها ردات فعل طبيعية مع الوقت بتهدا وتفكر بعقلها...،
سناء با استهزاء / ليه ما تعرفون مضاوي اذا حقدت حقدت ...،
من الي كان يقول هذي ماتنسى ومسميها قلب البعير غيرك...؟
ضحك بدر / والله انتي الي ماتنسين...،
وباستعطاف / إذا كنتي فعلن تعزين مضاوي لا تزيدين النار حطب خلتس بصفها ما قلنا شي ...،
لكن بعد شوفي مصلحتها بعقلتس ماهو بقلبتس وانتس متأثره من حركة ثامر معاها...،
سناء تمط فمها بسخرية / تحاول تهونها تقول حركه...؟
اردفت وهي تشير بيدها / قل دبابة ماشي على ارض رطبه وحافره أثرها...؟
بدر ينفخ بغضب مكبوت يشير بيديه / نرجع نعيد ونزيد على سالفة الضرب...؟
الضرب صار وانتهى...،
انا وش اقول الحين...؟
بنحاول ندور لهم حل يرضي الطرفين...،
سناء بقهر / والله لو ماجدي اليوم طلبني وكسر خاطري انه انا الي ارفع لها قضايا ما هو قضية...؟
تعد سناء على أصابعها بانفعال / طلاق وخلع وفسخ نكاح عشان تفتك من وجهه ...،
بدر يميل فمه بسخرية ويعقد حاجبيه / عشان إذا راحت السكرة وجت الفكرة وهدا الزعل دعت عليتس...،
فتح بدر ازرة ثوبه ويدعي بتمثيل / الله ينتقم من سناء بنت مساعد وفزه تسببت بخراب بيتي ...،
خافت سناء من كلام بدر...،
بدر با امتعاض/ ليه وجهتس انصفق هذا الي يبي يصير...؟
سناء تحرك رأسها بنفي / ما تقولها مضاوي ...،
بدر / الا بتقولها وانتي عارفة ليه ...،
أردف / حنا بمجتمع مهما تقدمنا وتطورنا وصار انفتاح في اشياء مغروسة فينا ما تنمحي ...!
مضاوي لو لا سمح الله تطلقت ليش يعني بتقعد بدون زواج ...؟!
هذي سنة الحياة ولا يختلف عليها اثنين عقولهم سوية...،
من بتاخذ يامطلق يا أرمل...،
خلي نقول ما هو متزوج يمكن بيطمع بوظيفتها وراتبها...،
الزوج الجديد الي بتاخذه تضمن انه ما راح عند اي نقطة خلاف يدقها بلي صار بعايلتها...،
يعني إذا ثامر ولد عمها على قولتس قبل شوي يوم ضربها يعايرها با أمها...،
الزوج الجديد بيعايرها با امها وسجن ثامر...،
ولو سمع ان واحد من العاصف مفحط بشارع بيدقها فيه...،
اردف / تدرين ثامر الي تقولين اني فازع له لو انه متزوج وحده ماهي منا وصار بينه وبينها مثل الي صار بينه وبين مضاوي...؟!
أني ما اعترض ولا اتدخل بيطلقها والا يرجعها بكيفه...،
نظرت له سناء بعدم تصديق / وش معنى...؟!
بدر أشار برأسه بتأكيد / المعنى ان مضاوي بنتنا ومحسوبة علينا ومجبورين بها ومجبورة بنا...،
سناء بقهر وحرقة تعض شفتيها / يعني تنزل راسها وتهين كرامتها علشان تورطت واخذت ولدعمها المريض...؟!
بدر / ما قلت كذا اقولتس المجتمع ما يرحم...،
شوفت عينتس كلنا نتابع مشاهير با السناب او شخصيات بارزة في المجتمع...،
اي مشكلة تافهة تصير له العالم يبحثون عن فضايحة لسابع جد...،
انا لو ماني متأكد ان ثامر يحبها ماراح اخذ واعطي بها السالفة كلها...،
امسك بحنكها برجاء / تكفين خلينا محضر خير لعيال عمنا...،
مضاوي وثامر ما هم صغار وكم يعني الواحد بيعيش...؟
يا سناء يا قلبي الانسان من يوصل لعمر معين تتساوى عنده اكثر الأمور...،
يعني الي ما ارتاح وانبسط اول حياته وحاول يدور الي يسعده راحت عليه...،
سناء تهز راسها بمعنى ان كلامك مقنع ...،
بدر ابتسم / يعني اعتمد...؟
ابتسمت سناء / اعتمد بس عاد ماهو خويك ياخذها لعبه يمد يده كل ماشك بشي...؟
قاطعها بدر / خويي الله يرحم حاله والله انه منزجع اكثر منها...،
سناء / وللحين ماجاه شي...؟
اردفت وهي تحرك رأسه بتأكيد/ والله ما تخليها له...،
ضحك بدر/ اهم شي فكرة الطلاق تلغيها...؟
سناء تنفض يديها وتميل فمها بتهكم / وين تلغيها ...!!
هذي تبي تطلق من هنا وتعرس من هنا مثل جدتها علشان تحرق قلبه...،
غمز بعينه بمرح عكس ما بداخله يريد كسب سناء لصفهم وابتسم / ماعليتس خويي اجود من جدنا بيجيب راسها...،
وبتعجب عقد حاجبيه / من جد سناء ما تحسين ان عرسنا اغرب عرس...؟!!
سناء / ما غريب الا الشيطان...،
وبا استفسار / ليه...؟
بدر / تدرين من تزوجنا تو نكمل اسبوعين مرت علينا جميع الاحداث...؟!
أردف وهو يعد على أصابعه / زواجنا، حمل شروق، ولادة عمتي، هواش ثامر وحرمته،
احداث سنه با اسبوعين الله يستر اذا كملنا سنة اشك القيامة بتقوم ...،
ضحكت سناء / لا تسمعك شروق تمسكها علي هبلت فيها...،
وجهي حلو على العاصف عمتي ولدت وانتي حملتي...؟
وانتي وجهتس يادافع البلا جدتي توفت ...،
نظر لسناء بحب / الله لا يحرمني ها الضحكة...،
يحب عصبيتها تعابير وجهها بشاشتها هي مملوحة أكثر من انها جميلة...،
ومن يراها لأول مره يشعر اتجاهها بالقبول...،
عطوفة ولا ترضى الخطأ حتى على نفسها...،
ضغط على كتفه الايسر...،
سناء بخوف / فيك شي تحس بصدرك شي ...؟
بدر / أمس نمت نومه شينه متكوم على كنبه بشقة ثامر وشكل دخل كتفي برد...،
تقف بغضب وتذمر لتغادر / اوووف من ها الثامر ما وراه الا المغثه عسى مضاوي تنتف رموش عيونه...،
تابعها بدر بنظره وضحك / وين رايحة ...؟!
سمع من صوتها خارج الغرفة ...،
سناء / بشوف لك مسكن والا كريم ادهن كتفك...،
.
.
.
بعد صلاة العصر...،
في بيت الجد امام باب المشب ...،
ماجد بانفعال / ماله حق يا سعد...؟
سعد يخفض صوته / خلاص يابن الحلال تبي تفضحنا شوي بيجون رياجيل خل سوالفنا بعدين...؟!
ماجد بغضب/ والله لو ما يقال ليه كان كسرت يده الي مدها على ها اليتيمة ...،
امسك سعد بيده وبرجاء /استرنا يا ماجد الله يستر عليك...،
ما هو كل فزعة بتحصل من وراها كفو...،
سعد وهو يأشر للعامل بفرش الزوالي داخل الحوش وبتأفف/ ما سوى بنا خير الي جاب لك ها العلم والناس الحين جايتنا وتشوف وجهك معفوس...،
دخل بدر التفت لسعد وماجد باستغراب / وش فيكم احد ماكل غداكم...؟!
ضحك سعد / ما في شي بس ما بقى وقت ويأذن المغرب و ما خلصنا شغلنا ...،
قاطعه ماجد بانفعال وبغضب يشير بيده / الا فيه...؟
وش العلم الي سمعناه ان ثامر الجلال متوطي بنت حزام ولا واحد منكم قال له كلمه...؟!
هز بدر رأسه / اجل هذي السالفة...،
وبنبرة جادة وحازمة / ماجد بقولك كلمتين قبل تجتمع الرياجيل ...؟
لا انا ولا انت ولا اي شارب فينا يقدر يفتح فمه ويسوي فيها رجال وسعد بن عاصف موجود...،
أردف / جدي لو شاف الامر محتاج فزعه ما سبقه أحد...،
شعره من شعرراس مضاوي عند جدي برقابنا كلنا...،
واظن ها الكلمة شبعنا منها من كثر ماجدي دقها با اذانا...،
يعني ياولد عمي لو انك فازع لأي وحده من بنات العاصف يدي قبل يدك...،
الا مضاوي العنقا سعد ابن عاصف فزاعها الله يطول بعمره...،
سعد بتأييد التفت لماجد/ بدر صادق ولا تشوشرون على الحرمة خلاص...،
موتو السالفة وادفنوها بمكانها الحين تلقاها تضحك وتسولف مع رجالها وحنا هنا مشغلين أنفسنا...؟!
التفت بدر لسعد / داري ان ماجد ما قصده الا ان يمكن بنت عمه جاها ضيم ولا أحد وقف معها...،
وضع يده على كتف ماجد وابتسم / جعلك ذخر يا بوسلطان والله أنك محزم...،
تناول بدر هاتفه من جيبة واتصل على ثامر...،
بدر بممازحة/ انت وينك نايم بالعسل وناسي ان في عشا اليوم...؟!
ضحك ثامر/ والله محد غيرك الي غرقان بالعسل...،
بدر / اقول قهوتنا ازين من قهوة حرمتك شفنا في مشب جدي تعال...،
ثامر / انت وش تخربط الحين بلبس وانزل لكم ...،
بدر لا يريد ان ياخذ الموضوع اكبر من حجمه وانما ينحصر مابين مضاوي وثامر فقط...،
يعلم ان ثامر يعاني في داخله ولا يريد لأحد ان يزيدها عليه...،
ارسل بدر رسالة على حين غفلة من ماجد وسعد / ثامر عيال عمنا سمعو بسالفتك وكلهم شايلين بخاطرهم انها يتيمه...،
حاول تبين للعيال انكم تصالحتو والأمور طبيعية بينكم...،
.
.
.
على الطرف الآخر
قرأ ثامر الرسالة وفهم مقصد بدر فهيأ نفسه لاستقبال ملامتهم...،
من منطلق انها اخت للجميع وهو أخطأ عليها...،
قضى يومه كله يتحاشى ان يراها...،
تناول الغداء مع الجد وحدهم بما ان الجميع في دواماتهم وبدر مع زوجته في بيته....،
علمت مضاوي من الخادمات انه موجود ونام الظهر في غرفته القديمة وبعدها صعد للأعلى...،
.
.
.
نزل للأسفل وخرج الي ابناء عمه في المشب...،
سلم على ماجد وسعد شعر ببعض الفتور من ماجد ولكنه تجاهله...،
ثامر / وين جدي ما هو داخل...؟
ضحك سعد وبمرح / جدي بالمجلس عنده شايب خوي له ما شافه من 35 سنه...؟!
ابتسم بدر/ وين لقاه وشلون ..!!؟
سعد / جا يشتكي في البلدية عنده مشكلة على ارض وابوي ماسك موضوعه...،
يوم درى با اسم ابوي عرفه قال انا خوي ابوك ومن ها الكلام وعزمه ابوي وجا ...،
اردف سعد / ياليتكم شفتو فرحة جدي بشوفته ...!
ماجد / اكيد بيفرح جدي مره فاقد الشيبان وخوياه الاولين...،
سعد / صحيح والله حنا لاهين عنه لازم ننتبه لنقطة هذي ...،
تلفت ثامر / وين الشباب وعماني...؟
سعد/ ما تعرف ابوي وعمي أبو بدر الله يحفظهم ...!
ما يدانون يشوفون احد فاضي كل واحد مسكوه شغله...،
.
.
.
بعد صلاة المغرب في بيت الجد...،
دخلت نواظر مع بناتها والتي مازالت لا تعلم بشيء...،
فسعاد حذرت ابنتها ان ترسل شيئا عما حدث ...،
وبدر أخبر سناء ان تتكتم على الموضوع حتى ينتهي العشاء منعا للقيل والقال...،
سألت نواظر الخادمة هل يوجد أحد...؟
اخبرتها ان الجد وثامر خرجوا للمجلس ومضاوي موجودة في غرفة الجدة...،
استغربت وجودها في غرفة الجدة بالذات وهي مغلقة منذٌ فترة لا تدخلها...؟ّ!
صعدوا بنات نواظر للأعلى الي غرفة والدتهم لتغيير ملابسهم استعداد لذهاب لبيت خالهم مساعد...،
وتوجهت نواظر لغرفة الجدة طرقت الباب ظنتها مضاوي الخادمة / ادخلي الباب مفتوح...،
كانت مضاوي لتو انهت صلاة المغرب وتوجهت لسرير ومازالت تلبس شرشف الصلاة اليوم حركتها أفضل من البارحة...،
نواظر / السلام عــ لم تستطع ان تكمل فجعت بما رأت...؟؟؟!!!
اسرعت اليها بخوف ودهشه / سلامات سلامات عسى ماشر...؟
مضاوي لم ترد للأمر ان يكبر وحتى ان كبر الموضوع الحل بيدها هي فقط...،
تعلم ان نواظر ستكتشف الموضوع لكن ليس اليوم / الله يسلمتس ...،
ابتسمت / ابد مافي شي طحت من الدرج والحمدلله جت سلامات...،
جلست على السرير وجلست بجانبها نواظر وهي تتفقدها / عسى مافي كسور وليش محد علمني...؟!
مضاوي / لا الحمدلله أصبعي شي بسيط والباقي رضوض كم يوم وتطيب...،
نواظر با ارتياح / الحمدلله ...،
تلفتت في ارجاء الغرفة وابتسمت بألم / غريبة تاركة غرفتتس وغرفة ثامر وجلستي هنا...؟!
ابتسمت مضاوي بحزن / تعرفيني من صغري إذا اوجعني شي اركض اندعس ورى ظهر امي النيرة ادور ريحتها ...،
رأت ترقرق الدموع في عيني نواظر...،
وبا استغراب سألت / وين البنات كأني سمعت أصواتهم...؟
تنحنحت نواظر محاول ان تبعد شعورها بالحزن وتبتسم / طلعوا غرفتي يلبسون ما امداهم يلبسون في البيت ...،
مضاوي / تعالوا كملو السهرة عندي...،
نواظر / البنات بيرحون لسعاد...،
منهبلين على ولدها يبون يشوفونه ولا في فرصة الا الويكند...،
اردفت / إذا قدرتي تعالي انتي وثامر من زمان عنكم...،
قاطعهم طرق بنات نواظر على الباب المفتوح دخلوا...،
فجعو من الحال التي كانت عليها مضاوي كوالدتهم...،
أرادوا السؤال ماذا حدث...؟!!
ضحكت مضاوي / اول شي سلموا بعدين استفسروا...؟
سما بعيون متسعة ومذعورة / ليش كذا ومن ايش ...؟
مضاوي بمرح / انا بكتب لوحة وألصقها على جبهتي ...؟
هذي اثار طيحة من على السلالم الرجاء تنتبهون وأنتم نازلين والا استعملوا المصعد...،
وضعت بتول يدها على فمها بذهول / مستحيل اتخيل وجه مضاوي كذا يبغى لك كم عملية تجميل...!
التفتت لها نواظر وبامتعاض / اعوذبالله وش هالكلام...؟
كدمات بالجلد الخارجي وتروح ان شاء الله ...،
سما / مضاوي خوذي من أثر بتول يمكن نضلتس تراها معجبة خفيه فيتس...،
بتول با اعجاب / ومن الي يشوف مضاوي ما يعجب فيها...!
بنات عماني مهنبلين عليها ودايم يسألوني عنها...،
ضحكت مضاوي / الله يرفع شانتس وش عاد انا جنب زين بتوله...،
وقفت نواظر / عاد لاتصدقتس هي خلقه تمشي وراتس ...،
الحمدلله تركت شعرها يطول يوم طولتي شعرتس ...،
اردفت وهي ترتدي نقابها / برجع أسلم على ابوي وثامر بعد العشا...،
خرجت نواظر وخلفها بناتها لبيت مساعد ...،
.
.
.
اجتمعوا نساء العائلة في منزل مساعد بعد صلاة العشاء ...،
كان الحضور اقل من حفلة مضاوي فقط اقتصر على نساء العاصف وبعض اصهارهم والجيران...،
سناء امام المراءة في غرفتها القديمة التفت لريما وسهى / تحسون شكلي حلو...؟
ريما تضحك / بتعيدين سالفتس يوم عرستس...؟!
سهى / ما تكون سناء إذا ما ترددت...؟
ريما / افتحي سناب وكلمي مامي ومضاوي هم الي يقنعونك احنا مهما مدحنا ما راح تقتنعين ...؟
دخلت شروق وهي تلهث من التعب وخلفها سما ...،
سما تضحك وتشير لشروق / شوفوا وجها كنها داخلة ماراثون...؟!
جلست شروق ويدها على صدرها / يازين الماراثون شوي واموت من طلعت الدرج ...،
اردفت با انتقاد / وأنتن هنا متكومات والحريم تحت...؟
مافي أحد يقهوي ولا يوجب الضيوف ...؟!
سهى بامتعاض / والمقهوية الي جابتها امي وش شغلها ...؟
شروق / لازم احد وراهن ما تدرين يعني...؟!!
ضحكت ريما / والله مافي اكثرمن بناتكم يا العاصف ...؟
سناء / عين الحسود فيها عود كلكن صفيتن عندي ما باقي الا بنات عمي أبو ماجد...؟
شروق بتهكم / بنات عمتس خلود كا العادة ماخذه دور الضيفة ومنار وش بتلحق عليه...؟
سهى / خلونا ننزل وانتي ياشروق اقنعي حماتس انها حلوه عشان تنزل...،
شروق با انفعال / يعني مضاوي مالقت تطيح من الدرج الا أمس والا كان شايله عنا هم سناء...؟
وقفت سناء وبقهر مكتوم / امر الله عاد وش نقول يا الله بنزل ...،
ريما انزلت رأسها ولم تعلق...،
نزلو البنات وبعدهم سناء...،
.
.
.
في مجلس النساء...،
ام مازن وبجانبها بنتها عبير تهمس لها / وش فيها زوجة ولدتس كأن محد معجبها...؟!
ام مازن / يمكن البنت مستحية انتي لا تدققين...،
في زاوية اخرى نورة وبجانبها ام طلال / يا ام بدر انا عمري ما شفت وحده زي وحم شروق البنت ما فيها حيل...؟
نورة / تحاليلها كلها سليمة لكن تعرفين بنات الحين ما يتحملن شي...؟
ام طلال / ما تتخيلين كيف سعود يعد الايام لولادتها ...،
تضحك نورة / ما أغلى من الولد الا ولد الولد...،
في زاوية اخرى رفعة وبجانبها ابنتها خلود...،
رفعه بجانب ابنتها خلود وبصوت منخفض / وش فيها حماتس تخزنا...؟
خلود با استخفاف / مع نفسها بطقاق ...،
وبا امتعاض / انتي شوفي بنتس تهابد ماخذه راحتها كن البيت بيتها والمعازيم معازيمها...؟
رفعة بتهكم / ليه ما تعرفين خبالها عجزتني...؟
لو يقولون عمانها طيحي بالنار قالت بسم الله...!!
خليها التعب عليها...،
اردفت بتشفي / ازين مافي عزيمتهم افتكينا من شوفة شينة الحلايا وعمتس سعاد...،
ابتسمت خلود بشماته / شينة الحلايا مدعوس وجها ماهي جايه...،
وعمتي ما أدري وين عقلها حملت بها العمر...؟!
رفعة / عقلها اكبر من عقلي وعقلتس شوفي خالتس من ولدت قلب على اهلي...؟
يمشي وراها اعمى الظاهر يحسب انها صغرت عشرين سنة...؟
خالتس عزيز منقهر يقول عبد اللطيف بيوزع تمايم ولده مايبي يتعبها ...؟
ابتسمت خلود / عاد خالي عبد العزيز احس عمتي سعاد طبينته ...!!
رفعة بمحبه / جعلني ماذوق يومه هو الي دايم واقف معي ومع امي ...،
ماهو مثل فلاح واختي الي قلبو علينا عشانها...؟
فزه تنتقل بين الحاضرات بالضيافة والقهوة...،
نورة / ام سعد وين امتس ليتها جايه ودنا بشوفتها ...؟
فزه / اهلي كلهم ماحولتس احد طالعين كشاته يدورون الفقع ...،
نورة / للحين ماجا وقته تو باقي عليه...!
ضحكت فزه / امي الله يعافيها هي الي مشتهم تقول حشرتكم البيوت اطلعوا تفضو...،
الجارة/ الفقع الشي الوحيد الي ابغى اعرف كيف تاكلونه ...،
ضحكت نورة/ والله يا ام احمد عندنا بالشمال وقت الفقع يا كثر ما ناس تدخل المحميات وتنسجن بسببه...،
ام طلال / انا كذا من الناس الي استغرب الفقع والضبان كيف الناس يطلعو مخصوص لها...؟!
ام مازن / اول الناس تاكلها من جوع لكن الحمدلله الحين حنا في خير ونعمة...،
وصارو الناس الكبار يشتاقون للماضي ويطلعون لها يدورونها ...،
دخلت نواظر وسلمت على الجميع وجلست بجانب ام مازن...،
نواظر ببشاشة وترحيب / ياحي الله من جانا...،
ابتسمت ام مازن بخجل / الله يحييتس ويبقيتس...،
ابتسمت عبير / دكتورة انا اخذت عندك مادة إذا تذكريني...؟
نواظر / اكيد اتذكرك واخذتي فيها تقدير مرتفع ...،
ابتسمت عبير وبا اعجاب / والله محاضراتك كانت متعة استغرب بنات حملو المادة عندك...!
نواظر / هذي قدرات في ناس عندهم الاستيعاب شوي بطيء او مهملين او ما يحبون ها النوع من الدروس...،
دخلت سناء وسلمت على الحاضرات يتبعها ريما وسهى وشروق ...،
جلست سناء تفرقوا البنات لتقديم القهوة والشاي والضيافة...،
ام طلال / وين بنتكم المزيونة ما شفناها...؟!
نواظر بممازحة / كل بناتنا مزايين اي وحده فيهم...؟!
ام طلال / الدكتورة ...،
نواظر / تعبانة شوي الله يشفيها...،
نورة با استغراب / سلامات وش فيها ...؟
نواظر / تقول طايحة من الدرج...،
ام طلال بخوف/ عسى ماجاها شي...،
نواظر / الحمدلله عدت على خير رضوض بسيطة ...،
خلود تنظر لولدتها وتبتسم بتشفي ...،
عبير / بسم الله عليها ماتستاهل والله ما تشوف شر...،
الجارة ام احمد /اي والله ربي يسعدها كيف انها طيبة كان لي مراجعة في المستشفى الي دوامها فيه...،
وضيعت العيادة دخلت مع بوابة غير الي متعودة عليها وعرفتني ...،
مشيت معايا ما تركتني الا بعد ما دخلت على الدكتور...،
نواظر وهي تختلس النظر لخلود/ الي مثلها ويساعد الناس بدون مقابل ربي ينجيه من اي حفره تحفر له وهو غافل...،
.
.
.
على الجانب الاخر في بيت الجد...،
في مجلس الرجال بعد العشا لم يبقى في مجلس الجد سوى أبنائه وأحفاده...،
الجد وبجانبه صديقة / تمسى عندنا الليلة يبو مقبل وبكرة العيال ما عندهم شغل يوصلونك وين ما تبي...،
وقف ابو مقبل ووقف الجد وأولاده...،
أبو مقبل / تمسى عندكم العافية سواقي يتحراني ورانا طريق ...،
الجد بمودة / لا تقطع يبو مقبل والله ان دخلتك علي كنها العيد ...،
ابو مقبل / يوم عرفت محلك ابشر كل ما جا عندي شغل في الرياض مريتك...،
وانت بعد ما هو من بعد مكاني خل العيال يمرون بك علي ...،
ودعهم ابو مقبل وغادر...،
خالد / جدي خويك ما شاء الله شكله أصغر منك بواجد ...!
فواز / ما صدقته يوم قالي انا سنين جدك...؟
مساعد / اخر علمي فيه يوم جانا لعزا جلال الله يرحمه ما تغير شكله...؟
الجد / الضعيف دقته الدنيا دق ابوه توفى وخلى برقبته اخوانه ...،
وعقبها تزوج واخذ كم حرمه ولا ربي كتب له شي...،
ويوم كبرو اخوانه وعيالهم طمعو بحلاله كلن عينه عليه يبون الي في جيبه ولا يبونه ...،
أردف الجد / هو ربي فاتحاً عليه وعنده خير ...،
باع كل شي عينهم عليه وشرى له مزرعة وقعد فيها وجاب له عمال للمزرعة وسايق يقضي لزومه ...،
راكان / كفو عليه والله ازين ما سوى...،
سلطان / الله يعين الي ماله عقب يشيله...،
مساعد / أوراقه الي خلصتها له ارض متبرع فيها يبيها مسجد...،
فهد / الحمدلله والله ما هو كل ذرية يقالها عقب...،
مرات تجيب لك عله على تسبدك تشيلها بدال ماتشيلك...،
الجد / يابوك محد يدري وين الخيرة لو كل من قال كذا محد تزوج ولا عيل...؟
لكن عاد فيه ذريه تحييك وذرية تميتك...،
الله يجعل ذرياتنا والسامعين من الصالحين المصلحين...،
تفرق الجميع لم يبق في المجلس الا سعد وثامر وبدر والجد ...،
دخل الجد لداخل البيت...،
نظر بدر لساعة هاتفه / يا الله عن اذنكم انا رجال متأهل واخاف من بنت مساعد إذا تأخرت تجازيني...،
وضع هاتفه في جيبه ووقف / يا الله تصبحون على خير ...،
ابتسم سعد/ يا العيار بنت مساعد تقدر تفرمخها بكلمتين ...،
وإذا ما تقدر عليها وناوي تجلس بتوسط لك عندها...،
أشار بيده / اجلس بس ما عليك خلاف ...،
ضحك بدر وهو يتأهب للخروج / لا ما أحب نظام الواسطات ...،
غادر بدر...،
التفت سعد لثامر وبممازحة / وش عندك ما مسكت خويك...؟!
ابتسم ثامر/ خله يروح اشغلته معي من امس ما ارتاح ...،
سعد بأسف/ والله الي ماهو مرتاح انت ...؟
أردف / لا تاكل بنفسك من طلعت من السجن ما شفتك مثل اليوم انت بوادي والعالم بوادي ...؟
زفر ثامر بضيق / يفرجها الله ...،
سعد / وما غير الله سبحانه وتعالى...،
سألت ابوي وعلمني بسالفتك...،
أردف / ترى ماكنت أدرى لكن ماجد سمعها من امه وجا يسألني ...؟
قلت تراها اشاعات حريم وسألت وابوي وعلمني ...،
الي صار صارولا انا بزيد عليك ليش وليش اعتقد جاك من الملامة ما كفاك ...،
انصحك ابعد ها الفترة لا تزيد النار حطب...،
ثامر / وهذا الي انا مقرره من جده للخرج ...،
هز سعد رأسه / الله يزين الحال ...،
وبمواساة /احمد ربك اقلها للحين الحرمة بذمتك ولا تهورت وطلقتها...،
ومع الوقت ان شاء الله بتذكر العيش والملح الي بينكم وتراجع نفسها...،
وبأسف وحسرة تنهد وأغمض عيناه وحرك رأسه / بلاك من الي ابتلى بطرد سراب لا هو الي مقنع نفسه انه سراب ولا يقدر يوصله...؟
ولا هو قادر يقدم ويتعداه...؟
ضحك ثامر بألم / يعني بالحالتين بلشان...؟
وقف سعد ليغادر مجلس الجد وابتسم / الحمدلله الي شفنا ضحكت ونسناك...،
وقف معه ثامر وبمودة / عسى عمرك طويل يبو مساعد والله يفرجها علينا وعلى راعي السراب ويصير السراب غدير يرويه ...،
دخل ثامر الي داخل البيت ...،
وتوجه سعد الي بيتهم...،
تحاشى سعد ان يذهب للبيت مبكر خوفاً من ان يصادفها كما خرج من بيتهم مبكراً لنفس السبب
.
.
.
|