الفصل "العشرون "

.

.

.


يوم زواج بدر بعد صلاة العشاء ...،

يجلس بدر الي يمنية جده ويسارة احد اعيان قبيلتهم ...،

امتلئت القاعة من الاقارب والاصدقاء والجيران وزملاء العمل...،

وعند باب القاعة في استقبال الضيوف ...،

فهد وبجانبه سلطان وثامر وانور وسعد...،

وخالد وماجد ومحمد ...،

فهد بغضب مكتوم / كلكم تكومتو عند الباب من يضيف العالم الي داخل ...،

أردف وهو يشير لمحمد/ بسرعة اوقف على راس المقهوين يدورون بالقهوة والشاي ...،

ترى من تغفل عنهم فشلونا...،

واشر على ماجد / وانت المويه والعصير والدخون بسرعة ...،

ثامر بهمس لأنور / الله يستر على عمي فهد اليوم ما توقعته عصبي كذا...،

أنور بهمس مماثل / مسوي طالع منها كلكم يالعاصف على اسمكم ما فيكم الحليم الا حبيب قلبي خالي سلطان...،


.

.

.


على الجانب الاخر من القاعة عند النساء

الكل مشغول سعاد ونواظر ونورة واخواتها في الاستقبال...،

مضاوي تصعد الي غرفة العروس تجلس معها دقائق وتنزل تقف في الاستقبال...،

شروق ومنار وريما وسما وسهى يباشرون الضيافة...،

على احدى الطاولات تجلس ام عبد اللطيف وبناتها رفعة ولطيفة وخلود وزوجة ابنها عبد العزيز...،

زوجة عبد العزيز با اعجاب / ماشاء الله تبارك الله ريما صايرة تهبل كبرت بسرعة ...،

اردفت / لو منتس والله ما افوتها عيالي...،

رفعة بتهكم وسخرية تميل فاها / عساهم ما اعرسو الي اخرتهم بنت سعاد...،

ام عبد اللطيف التفتت لزوجة عبد العزيز وبا امتعاض/ وش تبي بسعاد وقربها من ياخذن ولدها علمها فيه...،

وبتهكم / الي يروح لهن ما يرجع...،

لطيفة بمعاتبة ودوده / يمه والله ريما عسل ومؤدبة كني اشوف ابو انور بوجهها...،

زوجة عبد العزيز/ امي تدور لخوي رواف عروس لو اضمن يعطونا خطبناها له ...،

ام عبد اللطيف تشير بكفها وبصوت منخفض اومئت براسها / هذولي لا تقربين منهن ولا تذكرينهن عند احد الا عدواتس امدحيهن عندهن...،

خلود با استهزاء التفتت لريما التي تقف على المنصة / جابتها لتس جدتي من الآخر تنتقمين من اعدائتس وانتي مرتاحة...،

ام عبد اللطيف بنبرة تخفي مشاعر الاستياء والغيرة / للحين تسبدي نار وشلون وافقنا ام ماجد يوم عرضتها علينا ..!!

رفعة بأسف / وش دراني انها بتطلع عقرب...؟َ!

اردفت / ترزز قدامي وضحكت بعقلي مامثلتس يام ماجد وانتِ احسن حريم اخواني...،

وكل ماجا أهلها جنيتهم علي فزعت معي وانا عاد ضعيفة ومشتها علي...،

ام عبد اللطيف / اعرفتس يابنيتي قلبتس كبير وبسرعة ينضحك عليتس مثل امتس...!

وقفت رفعة واتجهت للمنصة ...،

التفت ام عبد اللطيف لسعاد التي تقف با الاستقبال ووجها يعبر عن الضيق والامتعاض / بالله ياريوف هذي مجاز لعبد اللطيف...؟!

زوجة عبد العزيز تجاهلت انتقادات خلود وام عبد اللطيف ورفعة فهي تعرف ان الكلام إذا ابتدأ بسعاد لا ينتهي وهي ليست لا مع ولا ضد

فالوضع يعجبها ام زوجها مكتفيه بفتح جبهة حرب واحدة وهي جبهة سعاد لا تريد لها ان تلتفت لها او لأختها زوجة فلاح الأبن الأصغر لأم عبد اللطيف

فهي واختها ليستا صبورتين مثل سعاد...،

لتو تخرجت من جامعة أهلية إلكترونية رغم ان عمرها تعدى الخامسة والثلاثين وربة بيت...،

واختها خريجة جامعة لكن هي الأخرى ربة بيت...،

ومستوى عائلتهما بنفس عائلة سعاد او ربما اقل لكن منذ زواجها ما يقارب عشرون عاماً وضع زوجها حدود لتدخلات اهله...،

الزمت الجميع عند حده حتى انها عندما تأتي لزيارتهم هي او اختها زوجة فلاح الأبن الأ صغر لأم عبد اللطيف...،

والتي تزوجت بعدها بعشر سنوات تستقبلهم ام عبد اللطيف كما تستقبل الأم بناتها...،

ويكفيها ان زوجها وزوج اختها يقفون معهما قلبا ًوقالباً لا يعنيهما ما تفعله ام عبد اللطيف بغيرهما...،

تأخذ ما يعجبها وتغض النظر عن مالا يخصها...،

همست للطيفة / من الي سلمت علينا بالاستقبال لابسة نيلي ...؟!

لطيفة بفضول تبحث عن من تقصد ريوف / اي وحده ما شفتها ...؟؟

ريوف/ قهر انتي جيتي متأخرة ما شفتيها ...،

وبنبرة تأكيد / اكيد منهم مره توقف في الاستقبال مره تطلع فوق لجناح العروس...،

لطيفة رفعت كتفيها بحيرة/ يمكن منهم والا من صديقات العروس الحين الصديقات صارو يمونون اكثر من القريبات...،

التفت لطيفة لخلود وبأ امر / قومي الحقي امتس ليش قاعدة ..؟!

وبا انتقاد لاذع / من جيت ماشفتس لا قمتي رقصتي ولا ضيفتي مع عماتس...؟!

ام عبد اللطيف / شايفتها مثل المطيورة منار سلمت علينا هي والخبلة بنت سعاد وماعاد شفناهن...!

وابتسمت بحب لخلود / وش يقومها بنتي هي بعد عروس...،

التفت لريوف وبود / ليت مشاعل جاية معتس تنبسط ...،

ريوف / ما رجعت لبيتها من امس عند امي...،

اردفت / البارحة عندهم عشا لخالي ما قالت لتس مشاعل ...،

اردف / اذكر امي موصيتها تعزمتس ...،

ام عبد اللطيف بود مصطنع / ما تقصر ام فراس يمكن قالت لفلاح ونسى ما قال لي ...؟!

التفتت ريوف للطيفة بسرعة وبصوت منخفض واشارة با اعجاب وفضول / شوفي ذيك الي نزلت من فوق ام النيلي ...،

لطيفة با اعجاب مماثل ابتسمت / ما شاء الله أتوقع انها اليتيمة بنت عمهم ...؟!

اردفت / من زمان محد شافها...؟!

خلود با اشمئزاز وحقد / الا هي محد غيرها...،

تجاهلت لطيفة تعليق خلود والتفتت لريوف / ام راكان انتي رحتِ معنا يوم عزا ام جلال الله يرحمها...،

بتأكيد / تراها كانت موجودة...،

اردفت / الي كانت لابسه كمام اسود وجالسة جنب اخت ام أنور...،

ريوف / الا اذكرها لكن ما كان وجها واضح ومشغولة با اخت ام أنور المنهارة...،

اردفت / وشكلها ما تحضر مناسبات اول مره اشوفها...،

لطيفة / صادقة انا بعد مثلتس على كثر ما احضر مناسبات ام ماجد وعزايمها ولا مره شفتها عندها ...،

.


.


.


على طاولة اخرى ام مازن خطيب خلود وبناتها...،

انوار بهمس لوالدتها / وش فيها خطيبة مازن سلمت علينا سلام الي كأنها ما تعرفنا...،

ام مازن بحسن نية / يمكن مستحية ...،

عبير / والله قلبي يقول طبينا طبه قشرة...؟

ام مازن تهمس با انتقاد لاذع لبناتها/ وانتن ما تعرفن تأجلن سوالفكن لحد ما ترجعن للبيت...،

مزون / امي صادقة لو احد مر منهم وسمع كلمة عيب جايين مناسبتهم واستلمناهم حش...،

عبير وضعت يدها على فمها / آسفين نسينا أنفسنا...،

اردفت / من الي لابسة نيلي ...؟

مزون با استفهام/ اي وحده شفت كذا وحده لابسة نيلي...،

عبير / الي مع عمتهم الحامل شفتها تساعدها علشان توقف واضح من اهل العرس وتقرب لهم بس ما تشبه لهم...،

انواربا اعجاب / شفتها واضح انها ذوق تسلم عليتس كنها تعرفتس من زمان...،

لهجتها بدوية مرررة وشكلها غير كلامها ...،

عبير / ايوا سلمت على راس امي ولا تدري احنا مين...،

حتى البنات الي شفناهم في ملكة مازن ماشاء الله اخلاق وعسل ...،

مزون تلفتت في انحاء القاعة / ما شاء الله مره متكلفين بزواجهم...،

عبير تهمس لمزون / بكرا نسيبة اخوتس تطلب تسوون مثله وقولي عبير ما قالت ...؟

مزون / الله يعين...،

.

.

.

على طاولة اخرى كانت ام طلال وابنتاها شادن ولينا...،

وصلت لها منار بصينية حلى وسما وسهى بصواني ضيافة أخرى...،

منار وهي تمد لها الصينية ببشاشة / تفضلي خالتي...،

ام طلال لم تمد يدها / وين شروق ما شفتها...؟!

سما بحرج / ما أدرى قبل شوي شفتها...،

اردفت / تبين اناديها لك...؟

ام طلال / ناديها قولي خالتك تبغاك...!

قدموا الضيافة لشادن ولينا واخذو وشكروا منار وسما وسهى...،

غادرو البنات وهن مستغربات من ام طلال وكأن الحفل لا يوجد فيه الا شروق..!!

شادن بحرج وانتقاد / ليش احرجتي البنات لما قدموا لك الضيافة كان اخذتي والا اعتذرتِ...،

لينا / صادقة شادن الناس من دخلنا وهم يرحبون...،

بناتهم رايحين جايين علينا...،

ام طلال / الا حرمة اخوكم ما شفناها...؟

شادن / كيف ما شفناها وترحيبها با الاستقبال وصلتنا لطاولة هنا...!

ام طلال وهي تأشر بعينيها لطاولة متواجد عليها نواظر وام زوجها ونساء من المؤكد انهم اقرباء زوجها/ شوفو عمتها جالسة مع اهل زوجها ما حقرتهم مثلنا...،

لينا بنفاذ صبر وبهمس / يا أمي وضع شروق يختلف عن عمتها...،

شروق اخت المعرس ومجبورة تروح وتجي وتباشر مع امها الضيوف...،

وعمتهم انا شفتها توها تجلس مع اهل زوجها يمكن تجاملهم وبعدين تروح...،

وبصوت منخفض تهمس لأختها / الله يعين ها البنت علينا...،

وبهمس مماثل شادن / ادعي ربك انه ما يخلص الي تسويه امي بها المسكينة مننا...،

.


.


.


شروق تقف بجانب والدتها وعماتها با الاستقبال وصلو لها سما ومنار وسهى ...،

سما تهمس لشروق / خالتك النفسية تدورتس...،

منار/ مرينا بالضيافة وعيت ما اخذت مصره تبغاتس...،

سما / سبحان الله شكل بناتها ذوق مرره وهي استغفر الله...،

شروق بقلة صبر / اللهم طولتس ياروح وش تبي بعد...،

نورة بصوت منخفض / روحي لها يابنتي استرونا خلي هالليلة تعدي على خير...،

شروق با امتعاض وتذمر / يمه يعني هي شايفتني جالسة فاضية...؟!

هذا انا من الاستقبال لغرفة العروس للمقهويات ...،

هي تظن مافي غيرها اقابله...!

سعاد تبتسم با ارهاق / روحي لها يابنت الحلال ما انتي احسن من حظ عمتس ...،

انا خالتي سلمت عليكن كلكن وتعدتني...،

عادي طنشي ...،

سهى بممازحة / بسرعة روحي لا تستدعيتس بمكروفون المطربة...،

ذهبت شروق وهي تسأل الله ان يلهمها الصبر...،

.


.


.

وصلت لطاولة خالتها وهي تتصنع الابتسامة وتقف بجانبها / حي الله خالتي...،

والتفت لشادن ولينا / نورتونا والله تو ماتبارك فرحنا...،

شادن با بتسامه / تسلمين والله يبارك لكم ويوفق معارسيكم ...،

ام طلال با انتقاد / من جينا ماشفناك اجلسي معنا ما انعرف احد من معازيمكم ...،

جلست شروق على اعصابها / وهي تقهوي ام طلال وبناتها من الضيافة الموجودة على الطاولة...،

ام طلال وهي تنتقد لبس شروق / ليش مالبستي الفستان الي امس قلت لك بيجي عليك حلوالبسيه...،

شروق / ان شاء الله البسه بزوارة العرسان...،

لينا / ماشاء الله اللون الحمي طالع عليك خيال والله احسنتي الاختيار...،

ام طلال تنظر لبنتها بتهديد وتلتفت لشروق / معاريسكم وين بيسافرون...؟

وقفت شروق وقبلت راس ام زوجها / خالتي الله يعافيك ماني فاضية...،

نرجع للبيت بعد مايخلص الزواج وبجاوبك على كل الي تبينه...،

وغادرت ونظرات ام طلال المحرجه تتبعها...،

لينا وشادن التفتا لبعضهما وضحكا على سوال والدتهم وردت فعل شروق...،


.

.

.


في غرفة العروس

دخلت مضاوي وسلمت على الجدة نمشة ام فزه وخالتها...،

سناء تمسك يد مضاوي / أحس اني مكتومه...،

مضاوي / مكتومه من هبالتس طول الوقت شاده اعصابتس ومتوترة...،

سناء بحيرة / طيب كيف مكياجي تحسون حلو...؟

مضاوي / والله مكياجتس يجنن وفستانك خيال واتركي عنتس الوسوسة...،

جميلة (اخت فزه )با امتعاض / ياربِ محد اعرس غيرتس اشغلتي امتس واشغلتينا معها ...،

اردفت / بنتي شهد اعرست أصغر منتس ماسوت سواياتس ...،

سناء / مدري ياخالتي احس مكياجي يفشل...!

نمشة ام فايز / انتي صادقة يفشل من كثر ماهم مصبغين وجهتس ما عاد تنعرفين...؟!

جميلة التفتت لمضاوي / ليت مسوين عرسها مثل عرستس ملموم وكلنا انبسطنا فيه...،

اردفت با انتقاد وتذمر/ هذولا عرسهم عازمين فيه امة الثقلين ولا بعد شفنا منهم احد ...،

اشارت لسناء / مقابلين العروس الي شيبت عين أمها وشيبتنا معها...،

ابتسمت مضاوي / ما عليه يا خالتي بتشوف غلاها عندتس وعند جدتي ام فايز...،

جميلة ابتسمت بود / مزينتس ومزين منطوقتس بسم الله عليتس ...،

فزه بنفاذ صبر / والله يامضاوي هبلت فينا انا وخالتها...،

نبي ننزل نسلم على العالم اشغلتنا...،

وبتذمر / هذا زين احس شكلي غلط ليتني سويت كذا...،

ضحكت مضاوي / ما عليه خالتي انتم انزلو وجاملوا ضيوفكم وخلوها علي...،

الجدة بشرود / من الي واقفة ذي مضاوي الحزام...،

متى جت ...؟!

فزه تحرك رأسها بموافقة / أي يمه هذي مضاوي...،

الجدة نمشه حركت راسها بثقة / عرفتها من ضحكتها...،

و با انتقاد عقدت حاجبيها / وراتس يا ام سعد صابغة وجهتس مثلهن ...؟!

اردفت / وين قرونتس الي خابرينها وليه مسويه بعمرتس كذيه ...،

جميلة المحرجة من كلام والدتها / موضه يمه موضه كل البنات كذا...،

التفتت لمضاوي وابتسمت/ فاولت عليتس امي ان شاء الله ان سعد جاي بالطريق...،

الجدة / من هو الي جاي بالطريق...!؟

فزه ترفع صوتها لوالدتها التي ثقل سمعها مع تقدمها بالعمر / يمه مضاوي ما بعد حملت توها معرسه...،

با استغراب / حضرتي عرسها معنا ما تذكرين...؟!

وبممازحة التفتت لمضاوي / الاعاد كان في شي مندس ما بعد درينا عنه...،

الجدة نمشة / وش الي توها معرسه وسعد ولد جلال أطول من زولها جاي عند ابوه انا شفته...،

اردفت / وابوي امس مبشر امي ان بنت حزام تمم الله حملها وتو جاي عليها بنت يقول الجماعة كلها تباشر بها من السعودية للكويت ...،

فزه با استغراب وتعجب / يمه وش تقولين...،

سناء بهمس لمضاوي / شكل جدتي ياحلمانه والا خرفت...،

مضاوي كتمت ضحكتها وتوجهت لفزه / خالتي ما عليه خليها تقول الي تبي لكن الحين انزلو ما عاد باقي وقت...،

اردفت / وانسو سناء خلوها علي لا تشيلون همها...،

جميلة با امتنان ابتسمت / روحي جعل ربي يشيل عنتس كل هم...،

نزلت فزه واختها يمسكون بيد والدتهم وتركو مضاوي عند سناء...،

سناء / مضاوي توني عذرتس...،

مضاوي تضحك / بدت الهلوسة اشغلتي امتس واشغلتينا ...،

ماتخلين ياربي لقافتتس حتى بليلة العمر..!!!

دخلت شروق وبا استعجال وتذمر تنظر لساعتها / ومتى الزفة ان شاء الله راح الوقت والمصورة والمنسقة هبلو فيني يقولون العروس اخرتنا...،

مضاوي بحزم / هذي ما ينفع معها الا الأمر الواقع قولي الحين بتبدا الزفة...،

شروق وهي تغادر الغرفة / بنسق تحت وانتو استعدو...،

.


.


.


بدأت الزفة

ونزلت سناء على أنغام زفة غيرتها عدة مرات حتى اقتنعت...،

كانت مبهرة بفستان الزفاف ومكياجها الذي ابدعت به خبيرة التجميل...،

وشعرها الطويل المصبوغ باللون الكستنائي الملموم للخلف بطريقة انيقة...،

وطرحتها التي اختارت ان تكون طويلة...،

عندما بدأت المصورة بتصوير العروس ابتعدت عنها مضاوي التي ارتدت عباءتها ونقابها...،

لا تريد ان تفتح مجال لأحد لانتقادها حركتها لفتت انتباه الكثير من الحاضرات حتى ظنوا انها غريبة عنهم...،

وصلت سناء الي الكوشة وحضروا صديقاتها لسلام عليها...،

صعدت شروق للكوشة وهمست لسناء / تو كلمني ابوي يقول شوفو الطريق بيدخلون المعرس ...،

سناء بتوتر وارتباك / نادي امي علميها...،

شروق / تدري بتجي هي وامي وعماتي...،

اعلنت المطربة / ان زفة العريس ستبدا ...،

ازداد توتر سناء ونظرت لشروق برجاء/ وين مضاوي ناديها ...،

شروق بقهر / وش تبين فيها جننتيها عساتس ماتعرسين غير ما اعرستي هبلتي فينا

صعدو الي المنصة جميع بنات العاصف وبنات بناتهم وزوجات أبنائهم...،

الا مضاوي اختارت ان تبتعد...،

قامت شروق وفزه بتغطية العروس بعباءة بيضاء...،

زف بدر على أنغام زفة حماسية اختارتها شروق ووالدتها ...،

وكان معه والده وجده واخوانه واعمامه واخوان العروس وثامر...،

الذي اصر الجد عليه ان يدخل معهم >> اصرار الجد كان بطلب من بدر الذي كان يعلم ان ثامر ملفت لنظر واراد ان يثير غيرة مضاوي...،

والغيرة كما قيل تعمى البصيرة ربما استطاع ان يساعد ثامر...،

صعد الجميع على المنصة في مقدمتهم بدر والجد الذي سلم على العروس وبارك لها...،

وسلموا جميع نساء العاصف وبناتهم على الجد...،

كما توقع بدر كان ثامر ملفت لجميع النساء وتعالت اصوات اعجاب بين الحاضرات وتسألن من هو من بين ابناء العاصف...؟!

لم يدخل معهم الا وهو من العائلة ...!

مضاوي كانت اخر القاعة لم تتوقع ان تراه...،

في البداية ظنت انها واهمه وأنها تتخيله...!؟

اخوان بدر وثامر ابتعدوا الي اخر المنصة وتركو المجال لأخوان العروس ووالدها...،

احس ثامر با الاحراج وتمنى انه لم يسمع كلام جده...،

لأول مره في حياته يرى هذا الجمع الغفير من النساء...،

همس له محمد الذي يقف بجانبه / وش فيك متوتر...،

ابتسم ثامر بمحاولة لأخفاء توتره / شكلي غرت من بدر وبعيد عرسي على مضاوي...،

أردف وهو يبتسم بتعجب / ابي افهم العيال الي يرقصون نشوفهم بالمقاطع وش يحسون فيه...؟!

ضحك محمد / الحين يطقون با اسم العاصف وانت تعرف وش يحسون به...،

ثامر الذي كان يبحث بخلسة عن مضاوي ولم يعثر عليها انتبه لصوت المطربة وهي تنادي...،

مضاوي العاصف تطلع للمنصة...،

ارتبكت مضاوي، ولكن تمالكت نفسها ذهبت للمنصة وهي تسحب اقدامها من الاحراج وتدعو الله وتستودعه نفسها ان لا تقع امام الحضورمن شدت الاحراج...،

التفت لها ثامر وعرفها وهو لم يرى منها الا عيناها من ورى النقاب وبياض كفيها...،

ابتسم لا اراديا وهو يراها تقبل على المنصة...،

لم يستطع ان يحول بصره عنها حتى صعدت من الجهة التي كانت تقف فيها نساء العاصف...،

اشارت لها نواظر التي كانت تقف بجانب الجد ان تقترب وتسلم عليه...،

اقتربت وسلمت على الجد الذي بدوره ابتسم لها احتضنها بحنو وعطف وقبل رأسها...،

وبدأت المطربة با اغنية مدح با اسم العائلة انسحبت مضاوي وتمنت لا تعرف لماذا ان تقف بجانب ثامر وتمسك بيده...؟!

ربما العبارات التي سمعتها اثارت شيء ما في داخلها...،

وكان لها ما ارادت ابتعد محمد وفيصل ليشاركو اعمامهم وعماتهم الرقص

لكنها لم تتجرأ اكتفت ان تقف في الصف المقابل له والذي يقف فيه بنات وزوجات العاصف وتشاركهم التصفيق وهي تنظر اليه...،

ثوبة الشتوي الكحلي وشماغة الأحمر وجزمته وحتى الكبك وساعته هي من نسقتها عندما طلب منها ان تجهز ملابسه...،

احست انها تراها لأول مره...،

يبتسم لها كل ما صادف وان التفت لها ووقعت عيناه عليها...،

وهي تبتسم له من خلف نقابها ...،

هناك شخص اخر يجاهد نفسه الا يفتضح امره ويدعي من الله الثبات...،

وهو سعد الذي منذ ان رئاها تصعد خلف امها عرفها بطولها الفارع ...،

ان كان ثامر اطول الرجال لا ينافسه بالطول سواه وعمه فهد وبدر والجد وان كان ثامر اطول منهم قليلاً فهي ليس لها منافس ...،

شكر سناء من قلبه انه اذا وجه له سؤال مابه كان العذر انه سيشتاق لأخته...؟!

كما ان هناك عيون عاشقة كان هناك عيون حاقدة...؟؟

خلود التي بلغ منها الحقد على مضاوي ما بلغ تسللت حتى اصبحت بجانبها لم تنتبه لها مضاوى دفعتها للخلف بقوه...،

لكن كانت ريما هي الأقرب استطاعت ان تحتفظ بتوازنها وتمسك بيد مضاوي وتحميها من الوقوع على ظهرها من فوق المنصة فجلست في مكانها...،

جمدت الدماء في عروق ثامر وسعد اللذان كانت اعينهم رغم عنهم تلتفت خلسة كلن لوجهته...،

لكن لم تفهم حركة خلود والتي لم ينتبه لها سوى الاربعة وعين خامسة وسادسة قادتهم الصدفة لنظر لتلك الزاوية التي تواجدت فيها خلود ...،

توقف صوت المطربة مع صرخة ريما الخائفة وصرخة خلود الماكرة صرختها ارادة ان تموه على ما فعلته...،

قابله صمت من مضاوي وجلست في مكانها لا تعلم ما سببه هل هوى من هول الموقف ...؟!

او صدمتها بما وصل له تفكير خلود اوهو الخجل من اعين الحضور التي اتجهت لها...،

مضاوي لو وقعت من فوق المنصة اقل ما سيحدث لها كسور مضاعفة اذا لم يكن عاهة مستديمة...؟

فهي كانت ترتدي كعب بالكاد تحافظ على توازنها وهي ترتديه...؟!

اسرع لها ثامر قبل الجميع الذي ابتعدت عنه ريما وتركت له المجال ان يقترب منها ...،

ولو كانت النظرات تقتل لقتلت نظرات ثامر خلود التي لم يعرف من تكون، ولكنها عرفت انه رئاها ...،

انحنى لمضاوي واوقفها استوعب الجميع ما حدث اقترب منها الجد وامسك بيدها ليطمئن عليها ومن ثم اقتربوا عماتها...،

لكنها طمأنت الجميع وان ما حدث نتيجة لعدم توازنها...،

ارادت ريما با اندفاع ان تقول ما حدث لكنها خافت من نظرات مضاوي التي إشارة لها بالسكوت فصمتت...،

الموقف با أكمله لم يتعد دقيقتين بحساب الزمن لكنه اثبت لها ما كان الجد يخاف منه...،

عندما وقعت لم يستطع أحد الاقتراب منها إلا جدها وزوجها...،

ولو كانت اي من نساء او بنات العاصف لهرع اليها الزوج والأخ والوالد والولد هذا هو الفرق انها

تقف لوحدها لا جذور تثبت في الارض ولا فروع تثمر...،

ابتلعت احساسها الموجع وازدادت اصرارا على التمسك بثامر لا يهم ما يحس هو به اتجاهها...،

المهم ان يبقى قريبا منها بصفة شرعية ويرتاح سمعها الذي لا تمر مناسبة عبر السنين الا وربطت با أمها...،

حتى تركت الحضور للمناسبات معتذرة بدراستها او تستمرض وقت المناسبات حتى لا تذهب مع الجدة او عماتها...،

اليوم وهي تمشي في القاعة سمعت احدى اصوات الحاضرات تسأل ...،

من هي هذه فردت الأخرى بنت المرأة التي فعلت وفعلت فردت الأخرى الحمدلله الذي عافانا...،

رجع الجميع الي اكمال احتفالهم وفرحتهم بسناء وبدر وخرج الجد وابنائه الذي كان اخرهم ثامر الذي طمأنته انها بخير...،

وبقي فقط بدر وسناء اللذان ايضا زفا على أنغام اغنية وداعية وتمنى لهم الجميع حياة سعيدة ...،

.

.

.

لا تلهكم الرواية عن الصلاة في وقتها
موعدنا القادم بأذن الله قريباً
تذكروني واحبابي بدعوه طيبه

(سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك اللهم، وأتوب إليك)