كاتب الموضوع :
طيف الأحباب
المنتدى :
قصص من وحي قلم الاعضاء
رد: للحب سجناء
الفصل "الثالث والخمسون "
.
.
.
دخلت للبيت واتجهت لغرفة الجد ولم تجده اتصلت به...،
كان يجلس بالمجلس ومتواجد عنده فهد ونورة وبدر...،
.
.
.
قبلها بقليل بمجلس الجد ...،
فهد بممازحة / جبت لك ام بدر تقول ضايق صدرها تبيك تدور لي حرمه تونسها...،
ابتسم الجد بود / الي يدور على بنت راضي حرمة نطقه بالعصى...،
بدر / وانت يبه ما لقيت الا جدي يخطب لك على امي...،
جدي لو تجيك بنت هديه اعرس عليها عشان يفك امي منها...،
ابتسمت نورة / ما يقصر عمي عسى عمره طويل...،
فهد / انتي الي حددتي مكانتس عند ابوي ...،
أردف / واذا شافتس متضايقه تراه يتضايق بعد...،
هز الجد رأسه بتأكيد الجد / أي والله الي يضايق بنت راضي يضايقني ...،
وبعطف نظر لها / يا بنتي احمدي الله سبحانه وتعالى ان والديتس راحو على ملة الإسلام ...،
وراضين عليكم وتركو لكم السمعة الطيبة...،
قاطعهم رنين هاتف الجد...،
الجد بترحيب / هلا وينتس الشغالات يقولن طلعتي من العصر...؟
مضاوي بصوت بح من البكاء/ جدي تعال ابيك انا داخل...،
اعتدل الجد بجلسته وبترقب وخوف / عسى ماشر فيتس شي...؟
مضاوي / عندك أحد والا أجيك...؟
الجد / عندي فهد وأهله...،
مضاوي / اجل تعال للمقلط ابغاك ضروري...،
وقف الجد وهو يستعيذ بالله من ليلة السوء...،
فهد برعب / يبه وش فيه...؟
الجد وهو يغادر المجلس / مضاوي تقول تبيني ضروري وصوتها ما يونس...!
دخل الجد الي الداخل ...،
والتفت فهد لنورة / ادخلي شوفي وش السالفة لا يكون مضاوي صاير عليها شي ...؟
وقفت نورة ودخلت بعد الجد...،
.
.
.
دخل الجد للمقلط الذي كانت تقف فيه مضاوي وتسند ظهرها للجدار وهي مازالت ترتدي عباءتها وترفع نقابها...،
وقف الجد وخلفة نورة المرعوبة من وجه مضاوي...،
الجد بخوف / ما عاد بي حيل وش فيتس ...،
لم يكن يشغل الجد الا الخوف على حملها...،
مضاوي / جدي طلبي الثاني الي وعدتني به العصر تراه حان ...؟؟
الجد بترقب / قولي والي تبينه يتنفذ...؟
مضاوي وهي تغالب دموعها التي انهمرت/ اليوم امي توفت بالمستشفى...،
الجد / انا لله وانا اليه راجعون أحسن الله عزاتس...،
نورة / لاحول ولاقوة الابالله عظم الله اجرتس ...،
مضاوي / الله يجزاكم خير...،
اردفت وهي تحاول ان تتماسك /امي موصيه عيالها تدفن بالمدينة المنورة...،
وتوني خلصت إجراءاتها انا واخواني والاسعاف الي بتاخذها تمشي بكرا الصباح ...،
الجد / الميت يا بنتي تنفذ وصيته...،
اجهشت مضاوي بالبكاء / تكفى يا جدي طالبتك ابي اروح اغسل امي واودعها مالها حريم غيري ...،
حركت رأسها ودموعها تنهمر بغزارة / ما هو معقوله لها بنت والغريبات يغسلونها ويكفنونها...،
اردفت / إذا تقدر تسافر معي والا تسمح لي اروح معها ومع ولدها بالإسعاف وارجع مع اخواني بعد الدفن والعزاء ...،
الجد بتأثر / لا والله ما نخليتس تركبين سيارة اسعاف من الرياض للمدينة...،
وعداتس العيب يوم ما تبين أحد يغسل امتس ويكفنها غيرتس ...،
أردف الجد / الحين اشوف العيال يحجزون لنا طيران ونروح انا وانتي نحضر الدفن والعزا ونرجع...،
قبلت راس الجد وبا امتنان مسحت دموعها / والله ما انساها لك...،
.
.
.
خرجت نورة قبل الجد للمجلس...،
وقف بدر مرعوب من منظر امه وهي تمسح دموعها...،
بدر بخوف / يمه وش صاير...،
جلست نورة وبكت لم تستطع ان تتكلم وفهد وبدر لا يعلمون ماذا حدث في الداخل...،
رجع الجد للمجلس...،
فهد بذعر / يبه وش فيكم مضاوي بها شي...،
جلس الجد / اجلسوا وانا اعلمكم...،
جلسوا ينتظرون ما سيقول الجد...،
الجد / اليوم توفت هيام وموصيه انها تندفن بالمدينة...،
ومضاوي مصممه تروح للمدينة تبي تحضر غسلها والصلاة عليها...،
زفر فهد بقلة حيله / انا لله وانا اليه راجعون لاحول ولاقوة الا بالله ...،
أردف / مضاوي مهي صغيرة لو عيينا بتشوف لها طريقة تروح فيها...،
مسحت نورة دموعها وحركت رأسها بحسرة / ما كذب من قال البطن ما يجيب عدو...،
بعمري ما شفت مضاوي تبكي ها البكاء وهي حتى عرف ما تعرفها...،
تنهد فهد بوجع خفي / تعرفها والا ما تعرفها هذا أمها ما نقدر ننكر ولا نلومها ...،
الجد بضيق / طلبتني اوديها والا بتركب مع اخوانها بالإسعاف الي تنقل امهم للمدينة...،
أردف الجد / الطريق ما هو قريب ومضاوي حامل وانا خايف عليها...،
فهد بعدم استيعاب / حامل...،
أردف / انت متأكد...،
هز الجد رأسه بتأكيد / علمتني اليوم انها حامل وما ودي والله أني قلت على طلبها...،
ما تبي أحد يدري لكن الأمر ما عاد ينسكت عليه...،
بدر ما بين شعور فرحة من خبر حملها وصدمة خبر وفاة أمها / ما هو لازم أحد يدري اهم شي انها حامل...،
التفت الجد لفهد / شوفو لنا رحلة الليلة والا الصباح نوصل قبل توصل امها المدينة انا وهي ...،
فهد/ ابشر الحين اشوف عسانا نحصل شي...،
.
.
.
على الطرف الاخر مضاوي صعدت لغرفتها وصلت الصلوات التي فاتتها...،
جهزت شنطة ملابسها نزلت للأسفل وجلست في الصالة با انتظار ماذا سيفعل الجد...،
.
.
.
في مجلس الجد...،
فهد / ما في رحلات اليوم وبكرا الطيران فل...،
الجد / اجل ما في الا بالسيارة شف من هو من العيال الي فاضي نروح معه...،
بدر بحزم / قل لها تجهز انا اوديكم...،
الجد با استفهام / ما عندك دوام...،
التفت بدر لوالده / كلم العقيد أبو عادل قله بدر عنده ظرف طارئ ويبي أذن منك...،
زفر فهد بضيق / ازهلها لو أني أكره هيام وأحب وجه الله ...،
نورة / احتسبوها لله مضاوي بنتكم والي في بطنها منكم ولكم ...،
بدر / وش رايتس تروحين معنا يمكن خاطرتس يتوسع...،
ابتسم فهد / ما عندي مانع إذا ودها تروح خوذو الجيب حقي اوسع لكم واريح...،
نورة / متى تمشون ...،
نظر بدر لساعته / لو يامر جدي الحين مشينا...،
الجد / نمشي إذا صلينا الفجر...،
وقف الجد / الحين بدخل اعلمها وأنتم الي يبي يروح يتجهز...،
أردف بتحذير / ثامر لا تعلمونه بشي لا حملها ولا وفاة امها خلوه يخلص اختباراته على خير...،
فهد / محد قايل شي والي يسال عنك بقول راح عمره مع بدر...،
وثامر ما هو جاي للجمعة الجاية امداكم رجعتم ...،
.
.
.
دخل الجد ووجد مضاوي تنتظره ...،
الجد / ما لقو العيال حجز طيران...،
قاطعته مضاوي بضيق / خلاص اجل بروح معها بالإسعاف...،
الجد / وين تروحين بالإسعاف تعب عليتس ...،
أردف / الفجر بعد الصلاة نروح مع بدر انا وانتي ونورة وان شاء الله نوصل قبل ما يوصلون...،
مضاوي با امتنان / ما أدري وش اقول لكن جميلكم هذا على راسي كلكم...،
.
.
.
في اليوم التالي...،
وصلت مضاوي والجد للمدينة قبل صلاة الظهر ومعهم نورة وسناء التي اصرت ان تذهب معهم ...،
غسلت مضاوي والدتها وكفنتها ودخل معها نورة التي رأتها بعد ثلاث وعشرون عاما...،
وسناء التي كانت تتمنى ان تراها ورأتها لأول مره...،
صلوا عليها اولادها واقاربهم ومعارفهم والجد وبدر الذي لم يتوقع بيوم من الايام ان يحضر شخص من العاصف جنازتها...،
لكنها الاقدار تجبرك على فعل امر لم تكن تتخيل أنك تفعله ولو بالأحلام...،
مضاوي كانت متماسكة ورفضت ان تنام في بيت أمها...،
رغم طلب اخوتها لها وسماح الجد لها...،
كانت تحضر في الصباح لاستقبال المعزين ثم ترجع مع الجد وبدر الي الشقة التي استأجرها بدر لهم بجانب الحرم النبوي...،
حضروا الجد وبدر ونورة وسناء اليوم الاول من العزاء...،
واليومين الأخرين قضوها في زيارة مسجد الرسول علية الصلاة والسلام والصلاة فيه...،
.
.
.
في اليوم الثالث من العزاء ...،
بعد العشاء ...،
في بيت هيام اصرت بنت زوج هيام على حضور نورة وسناء مع مضاوي فحضروا ...،
كانت امرأة عمرها قارب الخامسة والخمسين يميل جسمها لنحف أكثر تدعى ام شاكر...،
ام شاكر ببشاشة / والله تمنينا نتعرف عليكم بظرف أحسن من هذا...،
نورة / مشاغل الحياة والجايات اكثر من الرايحات ...،
ام شاكر بامتنان / ام معن كانت أصغر مننا كلنا لكن كانت ام للجميع ...،
تلفتت في انحاء الصالة الكبيرة التي يجلسون فيها وبنبرة حزينة / جمعتنا تحت سقف هذا البيت احنا واولادنا ...،
لم تستطع نورة الرد سوى بالترحم عليها ما يعرفونه عنها عكس ما تعرفه...،
زفرت ام شاكر بالم / أكثر من عشرين سنة ما شفنا منها الا كل خير...،
التفتت لأبنتها الجالسة بجانبها وأمرتها ان تحضر شنطة...،
احضرت شنطة كبيرة من الواضح انها تحمل اشياء ثمينة ...،
ام شاكر التفتت لمضاوي الصامتة / مضاوي الشنطة هذي حقت أمك تركتها امانة عندي...،
وقالت لو مت قبل اشوف مضاوي لازم توصلوها لها ...،
والحين الشنطة هذي من ذمتي لذمتك بشهادة الوجيه الطيبة ...،
واشارت لنورة وسناء التي تجلس بجانبها ...،
مضاوي با استفهام / وش فيها الشنطة ...،
ام شاكر اخرجت مفتاح صغير من شنطة يدها ومدته لمضاوي / افتحيها وشوفي ايش فيها...،
قامت مضاوي وفتحت الشنطة...،
رفعت راسها لأم شاكر وبتعجب واستغراب / فيها علب مرصوصة والي داخلها اتوقع ذهب...،
ام شاكر / هذا الذهب حقها وصت فيه لك خوذيه تتذكرين أمك فيه وتترحمي عليها...،
مضاوي اغلقت الشنطة وارجعتها مكانها...،
تنفست بعمق / الذهب هذا انا متنازله عنه لأخواني...،
وامي ذكراها بقلبي ما احتاج شي يذكرني فيها...،
اردفت بعطف / اخواني للحين صغار وطلبه ويحتاجون مصاريف ...،
يبيعونه ويستفيدون منه...،
ام شاكر / الحمدلله ابويا ترك لهم خير ما هم ان شاء الله محتاجينه هذا حق خاص لك انتي...،
مضاوي تضع يدها على صدرها / انا متنازله عن حقي إذا اخواني ما هم في حاجته بيعوه وتصدقوا فيه عنها من ذمتي لذمتكم ...،
نورة / الحمدلله مضاوي بعد هي ماهي محتاجته بيعوه اذا وافقوا عيالها وتصدقوا فيه...،
الميت ما هو منتظر من اهله الا الدعاء والصدقة...،
نظرت ام شاكر با اعجاب لمضاوي وهي تغالب دموعها / سبحان الله انت مثل أمك سباقة لفعل الخير...،
اردفت ام شاكر وهي تلتفت لنورة / انا عايشة بفضل الله ثم فضلها تبرعت لي بكليتها وهي ما تعرف مين انا ...،
نورة / الله يجعلها في موازين حسناتها ويرحمها ...،
استرسلت ام شاكر في مدح هيام وأنها لم تسمع يوم في عمل خير الا ولها فيه بصمة بحسب مقدرتها...،
سناء المذهولة عما تسمع عن هيام التي صورت لها كأنها وحش لم تعرف بماذا تعلق فكان الصمت ابلغ من الكلام...،
مضاوي بتردد / ام شاكر انا لي طلب واحد قبل نمشي...،
ابتسمت ام شاكر بمودة وامتنان / اطلبي انت بنت الغالية هيام طلباتك أوامر...،
مضاوى بخجل / الله يسلمك لكن امي قالت لي انه في البوم خاص لي...،
إذا تعرفين وين مكانه ابغاه هي وعدتني قبل تتوفى ترسله لي ...،
هزت رأسها ام شاكر / ايوا اعرفه...،
اردفت بحزن / تفرجنا عليها كلنا وحفظناه صورة صورة...،
وقفت ام شاكر...،
وطلبت من مضاوي ونورة وسناء ان يأتوا معها...،
لحقو بها وفتحت باب غرفة كبيرة ادخلتهم للغرفة اثاثها قديم نسبياً، ولكنه فخم...،
فخامة غرف القصور التي كانت تعرض في الأفلام القديمة...،
نظروا لداخل الغرفة التي كانت شديدة الترتيب والنظافة ...،
عرفت نورة انها غرفة هيام من اسلوبها بالترتيب ...،
وسناء عرفتها يشبه لمسات مضاوي وطريقتها في الترتيب
ام شاكر بنبرة حزن / هذي غرفتها الله يرحمها ...،
تمالكت مضاوي نفسها وابتلعت غصة بحلقها...،
اخرجت ام شاكر من أحد الادراج البوم الصور وضعته على التسريحة وخرجت...،
تبعها نورة التي اشارت لسناء ان تخرج معهم ويتركوا مضاوي تختلي بنفسها...،
خرجت سناء واغلقت الباب خلفها...،
قامت مضاوى وتجولت في غرفة والدتها فتحت الادراج كانت نظيفة ومرتبة اغلقتها واتجهت لدولاب الملابس...،
فتحته وضعت رأسها بين الملابس شمت رائحة كانت تبحث عنها لسنين...،
لم تجدها في حضن الجدة رغم حنانها ولا الجد بالرغم من عطفه ...،
فقط كانت تشمها في احلامها عندما كانت صغيرة...،
انقطعت تلك الرائحة في اليوم الذي ذهبت فيه لوالدتها وهربت دون ان تخبرها...،
عندما خافت من ابن زوجها...،
اخذت ثوب من ثيابها وجلست على الأرض وضعته على وجهها...،
بكت بكاء مريراً لأول مره تحس بهذه الرغبة في البكاء كانت تشم رائحة الثوب وتبكي...،
لا تعلم كم مضى من الوقت وهي تبكي فقط اعادها للواقع صوت اذان...،
مسحت وجهها وتحسست عيناها المتورمة وقفت وإعادة الثوب الي مكانة...،
اخذت البوم الصور وخرجت من الغرفة...،
كان المنزل يغط في هدوء فقط انوار الممرات واصوات عصافير من الواضح انها عصافير زينة ...،
لم تحس بالخوف رغم انها تدخل هذا المنزل لأول مره عكس شعورها عندما قابلت امها اول مره في الرياض ...،
رأت شنطتها في مكانها الذي تركتها فيه...،
فتحتها واخرجت هاتفها الساعة الخامسة صباحاً صوت الاذان كان اذان الفجر...،
هل يعقل انها قضت كل ذلك الوقت في البكاء من بعد العشاء الي الفجر...،
مازالت ترتدي عباءتها وطرحتها ونقابها مربوط على رأسها ...،
تريد ان تتوضأ وتصلي قبل ان تتصل على الجد ليحضر هو بدر ويأخذوها ...،
كما اتفقوا انهم سيغادرون لرياض بعد صلاة الفجر...،
التي طلبت من الجد ان تصليها في المسجد النبوي وتزور الروضة المطهرة ...،
سمعت صوت اقدام انزلت نقابها على وجهها قبل ان ترى القادم...،
... صباح الخير...،
كان صوت معن...،
مضاوى التي بح صوتها من البكاء / صباح النور...،
أشعل معن انوار الصالة وتقدم وقبل رأسها...،
ابتسم بحب / متى صحيتي...،
استغربت مضاوي سؤاله...،
معن / جيت ادور عليك قالت نجوى أنك نايمة بغرفة امي واهلك رجعوا لشقتهم...،
مضاوي با استفهام / مين نجوى...،
ضرب معن على جبهته / اختي ام شاكر غلطتي ما قلت لك اسمها ...،
مضاوي وضعت الالبوم بجانب حقيبتها...،
وابتسمت لمعن / وين حماماتكم وبعدين عرفني على اهلك...،
اراها دورة المياه...،
توضئت وخرجت لم ترى له اثر...،
فتحت جوالها على تطبيق المصلى لتحدد القبلة...،
رأت صندوق توقعت انه مكان لسجادات الصلاة ...،
فتحته واخرجت منه سجادة فرشتها وصلت الفجر...،
انتهت من صلاتها...،
كانت بطارية هاتفها منخفضه اخرجت شاحنها وشبكة هاتفها بالكهرباء...،
جلست تستغفر وتقرأ اذكرها...،
تنتظر معن واحمد يرجعوا حتى تودعهم وتذهب...،
بعد ربع ساعة دخل احمد وبعده معن...،
جلسوا مقابلين لها...،
معن با متنان وتقدير / الحمدلله انتهى كل شي على خير وبسرعة بفضل الله ثم فضلك ...،
مضاوي / الحمدلله وسهولة الجنازة والدفن نحسبه ان شاء الله انه من حسن الخاتمة ...،
اردفت بنبرة حازمة وجادة/ لازم نرجع لأشغالنا عجلة الحياة ما راح توقف كلنا طلاب وعندنا دراسة ...،
انهار احمد بالبكاء / للحين ماني مستوعب ان امي خلاص راحت...،
معن يغالب دموعه التي سقطت بصمت...،
مضاوي وهي تقاوم ان لا تنهار اخذت نفساً عميقاً / يعني يرضيكم انها تعيش وتتعذب بس عشان احنا ما نفقدها...،
اردفت / جرعات الكيماوي الي كانت تاخذها انتو شفتو كيف تتعذب بعدها...،
معن بحزن / احساس الفقد موجع...،
تلفت في انحاء الصالون الكبير / كانت ماليه البيت هذا حيوية ...،
تفتح باب بيتنا من تصلي الفجر ما يتسكر لحد ما تنام...،
مسح احمد دموعه / شاكر أمس يقول مريت الظهر بيت جدو حسيته مظلم واحنا في النهار...،
مضاوي / أحد عايش معاكم هنا والا بس أنتم...،
معن / هذا بيت ابويا الله يرحمه لما توفى وقسموا الورث صار البيت لأمي ولنا ...،
مضاوي / عندكم اخوان غير ام شاكر...،
معن / نجوى اختي الي شفتيها توفى زوجها قبل سنتين عندها شاكر وهيام...،
كانت في جدة ورجعت للمدينة بعد ما توفى زوجها...،
مضاوي / ابوكم عنده عيال غيركم...،
معن / ولدين ناجي وعصام ...،
أردف / ناجي الكبير الله يرحمه كان ساكن في الرياض اولاده كبار ومتزوجين وعايشين هناك زوجته توفت قبله وما تزوج بعدها...،
احمد / البيت الي اول مره شفناك فيه كان بيته...،
التفت معن لأحمد / تتذكر جا اخذنا من هنا مع امي وبعدها لحقتنا نجوى وأولادها...،
وجلسنا العطلة الصيفية كلها هناك بعد وفاة زوجته الله يرحمها...،
أردف معن / وعصام أصغر من نجوى وناجي ...،
شغله في الخارجية عنده اربع اولاد نشوفهم في الاجازات...،
احمد / أمس يعتذر عن زوجته وأولاده ما قدروا يحضروا العزا ...،
معن / معذورين وفاة امي جات فجاءه وهو يقول بالموت حصل رحلة...،
احمد / الله يسهل عليه اليوم طيارته على الساعة وحده الظهر...،
مضاوي تنظر لساعتها / الي حضر الله يجزاه خير والي ماحضر معذور...،
اردفت / شنطة ذهب امي شوفوها بالغرفة اعطتني إياها ام شاكر...،
اتصرفو فيها...،
معن / هذا حقك من امي...،
وبإصرار شديد/ مستحيل يكون لغيرك...،
ابتسمت مضاوي بتودد/ الحمدلله ماني محتاجة بيعوه وتصدقوا فيها ...،
معن بنبرة انكسار / يعني اهلك بيعارضو أنك اخذتي شي من أمي ...،
مضاوي بنبرة حازمة / انتو ليش ما تفهوني ...،
قاطعها احمد / اتذكر في اشياء امي كانت حاطتها في علبه لوحدها قالت يمكن يجي يوم واشوف مضاوي واعطيها...،
وبرجاء / بالله عليك يامضاوي خوذيها عشان امي...،
ابتلع معن غصة بحلقه / احمد جيب الي امي كانت موصيه عليه بالاسم والباقي راح نحطه في البنك با الأمانات...،
ونطلع زكاته السنوية بيكون امتداد لأجر أمي أكثر...،
ابتسم احمد بحزن / إذا مضاوي ما تبغاه ما في الا كذا ...،
رأت مضاوي الانكسار في عيون أخويها من رفضها لما كان لأمهم وابتسمت بحنو / مو حكاية أني ما ابغاه لكن إحساس داخلي فيني انه ما هو من حقي...،
وبعطف / كل الي تملكه امي من مال ابوكم وضميري ما راح يكون مرتاح لو اخذته أنتم أولى فيه مال ابوكم هذا ...,
ابتسم معن بحزن / فهمت قصدك...,
اردفت / وفكرت معن حلوه اتفقوا مع ام شاكر شكلها حرمة تخاف الله ولا عندها طمع...،
ابتسم معن / اختي نجوى امنا الثانية الله يحفظها...،
ذهب احمد لغرفة والدته وعاد معه علب صغيرة اجبر مضاوي ان تضعها في شنطتها ...،
وضعتها مضاوي اغلقت سحاب الشنطة...،
ابتسمت لأحمد / انبسطت يا عنيد...،
اردفت /الحين بكلم جدي عشان نمشي الرجال الي جابنا وراه دوام اخذ اجازة على شاني...،
احمد / خليهم يسافرون وترجعين معانا...،
احنا الجمعة راجعين...،
ابتسمت مضاوي بود/ ما قصرتو لكن الي جابني يرجعني...،
متواعدين نمشي عشرة الصباح...،
اردفت باستفهام / متى يفتحوا الزيارة لروضه الشريفة...،
نظر معن لساعته / من بعد صلاة الفجر يبدون بالترتيب لزيارة الصباح...،
لكن لازم تكونين حاجزة قبلها موعد...،
مضاوي / كنت اتمنى والله احضر صلاة فيها وعلى أساس اليوم الفجر نصلي في المسجد ونمشي بعد الزيارة ...،
احمد / الحرم قريب من بيتنا يمديك تصلي الضحى هناك...،
مضاوي بفرحة / بكلم جدي اشوف يمكن ما طلعوا للحين ...،
احمد / وانا اتصل على ليموزين يجي ياخذنا سيارتنا في الرياض...،
اتصلت مضاوي بالجد الذي كما توقعت في الحرم ينتظرون الشروق لصلاة الضحى...،
وكما قال معن لا يمكن ان يدخلوا لروضة الا بموعد وترتيب مسبق حتى يحصل جميع الزوار على فرصة الصلاة دون تزاحم ...،
افطرت مع أخويها بعد الحاحهم عليها ان لا تذهب حتى تتناول معهم على الأقل وجبه واحدة تجمعهم لأول مره في حياتهم ...،
تحلق الثلاثة على طاولة الإفطار...،
كان افطاراً عجيباً ممزوج بطعم الدموع من الثلاثة على فراغ تركته (أم)...،
عانت ولاقت ما لاقت في حياتها ...،
احمد ومعن تنسكب دموعهم بغزارة وهم ينظرون لمكانها الخالي...،
يتذكرون تلك الأم صاحبة القلب الكبير ترملت وهي صغيرة...،
أتتها فرص لزواج بعد وفاة والدهم لكنها رفضت ان تتزوج وتتركهم ...،
وأبناء زوجها حملوا لها هذا الجميل انها لم تترك اخوتهم الصغار...،
او تقلق باب بيت والدهم يوماً واحداً في وجوههم ً فكانت لهم اماً ثانية ...،
لم يرو منها الا ما يرى الأبناء من حنان وعطف امهاتهم ...،
وابنتها تسكب دموعها لتذكرها حجم الظلم الذي وقع عليها...،
ولكن عزائها انها اوصلتها لمثواها الأخير وهما راضيتان عن بعضهما...،
ولتأتي دعواتها لها من قلب ابنه بارة لن تقطع عملها من الدنيا...،
ستواصل برها بينها وبين ربها فلم يعد باليد غير هذا...،
دعاء وصدقات تخفيها عن البشر ويعلمها رب البشر...،
ذهبت مع اخوتها الذي لم يكن يبعد بيتهم عن الحرم كثيراً...،
صلت الضحى في المسجد النبوي...،
وودعت اخوتها وعادت لرياض...،
.
.
.
|