كاتب الموضوع :
طيف الأحباب
المنتدى :
قصص من وحي قلم الاعضاء
رد: للحب سجناء
الفصل " الثاني والخمسون"
.
.
.
بعد يومين...،
دخلت مضاوي الي المستشفى قبل دوامها بساعة كعادتها مؤخرا وذهبت لغرفة والدتها...،
اصبحت معروفة للممرضات ان لها علاقة بها وبما انها تتدرب في نفس المستشفى وترتدي البالطو الأبيض وبطاقة التعريف ...،
مسموح لها ان تدخل في هذا الوقت...،
تساعد الممرضات بتحميمها وتغيير ملابسها...،
لا تخرج من عندها الا قبل دوامها بدقائق...،
وترجع لها في فترة الاستراحة...،
سحبت الكرسي وجلست قريبه من والدتها تتفقد ابرة المغذي ...،
مضاوي بابتسامة / ام احمد تحسين بالم اغير لك مكان الابرة أحس ايدك متورمة...؟
نظرت لها هيام / لا يا روحي ما في الم ...،
وبحزن اردفت / تعب عليكي تجي بدري وانتي عندك دوام بيكفي فترة الظهر لا تتعبي حالك...،
مضاوي / تعبك راحة ما سويت شي المفروض كان من زمان لكن قدر الله وما شاء فعل ...،
هيام / احمد راح يموت عشان يتواصل معاكي لكن معن ما هو سامح له ...،
ضحكت مضاوي / شكل معن هو المسيطر...،
ابتسمت هيام بتعب / معن معتبر نفسه الكبير بما انه انولد اول واحد...،
زفرت مضاوى بأسف / سامحيني انا في الوقت الحالي ظروفي ما تسمح حتى اتقابل معاهم ...،
والا ما هو هاين علي اخواني موجودين والا اقدر اشوفهم...،
هيام / الله يرضى عليكي ويسامحك دنيا وأخرة انتي الي سامحيني...،
امسكت مضاوي بيد والدتها وقبلتها بمحبه/ الله يسامحك بالدنيا والأخرة والي فات مات خلاص لا تفكرين فيه...،
هيام ودموعها تتساقط بغزارة / غصبا عني أفكر...،
مسحت مضاوي دموع والدتها برفق وقبلت عيناها...،
وبمحبه ابتسمت وبمعاتبة لطيفة / ليش تبكين تبين عيونك الحلوة يجيها شي...؟
ابتسمت هيام من بين دموعها / والله بكيت دم ما نفعني...،
رفعت يدها ها بامتنان / الحمدلله العالمين...،
الي عوضني فيك وفي اخوانك...،
اردفت بحنو/ ما في شي جاي بالطريق...؟
وبألم تنهدت/ الضنى يا بنتي صحيح بيتعب لكن بيخفف من مرارة الحياة...،
ابتسمت مضاوي وبممازحة مرحه / انتي شو بتتمنى...،
هيام / اتمنى لك كل خير...،
انتي متزوجة إلك فتره فطبيعي بيكون في حمل...،
نظرت مضاوي لساعتها / بعد شوي يفتح المختبر...،
وبروح احلل والله يجيب الي فيه خير...،
ابتسمت هيام وبنبرة أمل / ان شاء الله تبشريني...،
وقفت مضاوي وغادرت غرفة والدتها التي اصبحت الساعة عندها دقيقة ان لم تكن ثانية في حساب الزمن...،
رأت في وجه والدتها ما رأته في وجه جدتها النيرة قبل وفاتها بقليل...،
كانت تشك بحملها، ولكن لا تريد ان تصدق...،
كرهاً بأن يكون بالفعل هناك حمل...،
فما قاله ثامر عن عقمه طمأنها في البداية...،
وهو ما جعلها تشعر ان الحمل أمر مستبعد ولم تحتاط لهذا لأمر...،
تذكرت انها طلبت منه ان ترى التقارير بدافع الفضول الطبي...،
ولكنه أخبرها أنه تخلص منها خوفا ان يكشف امره وان هذا الامر سر بينهما...،
عندما رأت لهفت والدتها لحملها...،
قررت ان تجري تحليل حمل وسواء كانت النتيجة سلبي او إيجابي...،
ستخبر والدتها انها حامل فوالدتها ابتلعت من المرار ما يكفي...،
لتسمع خبر يفرحها قبل الرحيل ...،
كلمات والدتها الضنى يخفف من مرارة الحياة كأنما طبعت في قلبها...،
وصداها يتكرر على مسامعها هل بالفعل لو كان لها ضنى خفف عليها ما تشعر به في بعض المرات من مرارة الأيام وثقلها...،
اتصلت بمها واخبرتها انها موجودة بالمستشفى، ولكن ستتأخر...،
توجهت للعيادة وقابلت الطبيبة ومن ثم ذهبت للمختبر...،
انتهت من اجراء التحليل وطلبت من الممرضة ان تستعجل بالنتيجة...،
واخبرتها الممرضة ان تعود في فترة الاستراحة لأخذها...،
خرجت من باب المختبر...،
شعرت باهتزاز هاتفها الصامت ...،
فتحت الهاتف كان المتصل مريم...،
مضاوي / هلا مريم...،
مريم / الحمدلله يوم رديتي...،
امسكت مضاوي بذراعها الذي اخذ منه عينت الدم احست بدوخة وجلست على كراسي الانتظار/ شفت اتصالتس لكن انشغلت ما اتصلت...،
مريم تضحك وبمزح / ماهي اول مره تنطنشين اتصالاتي...،
اردفت / انتي مداومة ...،
مضاوي / ايوا بدا دوامنا...،
مريم / انا بالمستشفى الي تطبقين فيه وطالعه للمختبر وقلت بشوفس...،
مضاوي با استفهام / وينتس الحين...؟
اغلقت مريم هاتفها...،
اعادة مضاوي الاتصال سمعت رنين هاتف بالقرب منها...،
رفعت رأسها كانت مريم...،
وقفت مضاوي واحتضنتها مريم باشتياق...،
وبمحبه /مشتاقة لس يا القاطعة...،
سلمت عليها مضاوي...،
وبممازحة مرحة / شفتي كيف جيت المختبر من قلتي لي...،
ضحكت مريم / يا نصابة شفتس قبل اقول لس أني ابي المختبر لكن قلت يمكن غلطانة...،
مضاوي / مشيها لي يابنت بشير...،
اردفت / وش عندتس بالمختبر...،
مريم باستفهام / انتي وش الي جايبس هنا وتاركه شغلس ...،
مضاوي / سويت تحاليل شاملة...،
تغمز مريم بعينها / شاملة والا في شي ثاني...،
ضحكت مضاوي / اتركتس من تحاليلي عسى ماشر...،
مريم / جايه اتأكد سويت تحليل منزلي قبل يومين...،
يوم اتصل عليس وطلع في حمل بس ماني مصدقه...،
قلت المستشفى اضمن ...،
تو طلعت من عند الدكتور وطلبت تحليل حمل بتأكد...،
وإذا في حمل بفتح ملف متابعة ...،
مضاوي باستنكار / ما يمدي يصير في حمل اكيد لخبطت هرمونات...؟
مريم / ان شاء الله في حمل تبين نصار ينجن لو ما في شي...،
مضاوي / توكم متزوجين وش مستعجل عليه...!
مريم بتهكم / مستوعبة أمس يحسب يقول لنا شهرين متزوجين اكيد التحليل صادق...،
مضاوي تنظر لساعتها / انا تأخرت نكمل سوالفنا بالجوال ان شاء الله...،
ذهبت مضاوي ودخلت مريم للمختبر لأجراء التحليل...،
.
.
.
انشغلت مضاوي بالحالات التي دخلت عليها اليوم كان هناك عملية زراعة عدسه لمريض...،
غامرت وطلبت من الطبيب اجرائها...،
اجرتها بنجاح باهر ابهر كلآ من الطبيب المختص والاستشاري...،
بعد العملية وقفو في ممر القسم ومضاوي معهم...،
مضاوى بامتنان للأخصائي / اشكرك يا دكتور على ها الثقة...،
الدكتور بمؤازرة وتشجيع / الحمدلله يا دكتورة مضاوي إذا استمريتي كذا بيكون عندنا دكتورة عيون من الصف الأول...،
الدكتور الاستشاري / سمعت كثير عنك لكن اليوم حقيقة ابهرتينا بدقتك وسرعة شغلك الله يوفقك...،
الدكتور الاخصائي با اعجاب وتقدير/ دكتورة مضاوي من بناتنا المجتهدات الي نفخر فيهم...،
استأذنت مضاوي من الدكاترة لم يبقى وقت على فترة البريك...،
.
.
.
عادت مضاوي للمختبر ودخلت الي الداخل تستفسر...،
سلمتها الممرضة ورقة التحليل...،
وببشاشة / ألف مبروك دكتورة مضاوي نتيجتك إيجابيه انتِ حامل...،
عقبال ما نسمع خبر ولادتك بالسلامة...،
نظرت مضاوى للورقة التي بين يديها...،
قرأت النتيجة بعينيها دون ان تصل لمشاعرها...،
لم تتوقع انها ستستقبل خبر حملها بهذا الشعور...،
لا فرح، ولا حزن، ولا خوف ...!؟
ولا استغراب انه كيف حدث هذا الحمل وهو يدعي انه عقيم...؟
شعور ليس له تصنيف عندها...!
لم يكن يهمها الا انها تذهب بهذا الخبر لوالدتها لتدخل الفرحة الي قلبها ...،
فمن قال ما اعز من الولد الا ولد الولد قالها عن تجربه...،
خرجت من المختبر بخطوات متسارعة وضعت الورقة في جيبها نظرت لساعتها...،
لا تستطيع التوقف عن التفكير لكن ليس لديها وقت لتسمح لأي شعور ان يسيطر عليها الآن...،
عبرت الممرات الطويلة بسرعة وصلت للغرفة ودخلت ...،
حاولت تهدئة أنفاسها المتلاحقة...،
اتجهت لدورة المياه غسلت وجهها ويديها وعقمتها...،
وجلست بجانب سرير والدتها...،
التفتت لها هيام بصوت ضعيف / ليش وجهك احمر هيك...،
ضحكت مضاوي بمحبه / كلامك المكسر هذا حكاية ثانية ...،
ابتسمت هيام / بالعكس انا اتكلم سعودي لكن مرات بيخوني التعبير...،
اخرجت ورقة التحليل من جيبها ثم وضعتها أمام والدتها...،
حركت الورقة قليلاً بعيداً عن وجهها...،
وبمزاح / تعرفين تقرين انجليزي...،
وبمرح / لا تقولين لا وانتي ما شاء الله ابوك وعيالك كلهم دكاترة...،
ابتسمت هيام بمزيج من الفخر والحزن / انا كنت شاطرة كتير بالدراسة ...،
بس اخر صف درسته كان سادس وطلعتني زوجة خالي من المدرسة...،
ما كان خالي يقدر على مصاريفي انا وولاده ...،
مضاوي بوجع خفي وصوت هادي / مدرسة الحياة دروسها أكبر من كل المدارس ...،
امسكت بيد هيام وبابتسامة مرحة / يا الله قولي وش تتمنين...،
نظرت لها هيام بحنان / با أتمنى ربنا يحفظك ويسترك ويرزقك بالذرية الصالحة الي بتسليك وتكون لك سند وفخر بين اهلك واهل زوجك...،
شعرت مضاوي وكأن دعوات أمها اخترقت قلبها شعور غريب هل هذه دعوات الوالدين التي كانت تسمع عنها ولم تسمعها...،
لم يحرمها من حولها من دعواتهم الطيبة وخصوصاً الجد والجدة لكن شعورها بدعوات والدتها كان أعمق وشعور مختلف...،
شعرت ان دعواتها درع خفي يحميها من المجهول...،
وهبتها تلك الدعوات العفوية الوجيزة إحساسا بالأمان وكأنها تحصنها من أي تحديات...،
أو مخاوف قد تواجهها في المستقبل مما جعل قلبها يمتلئ با الراحة والطمأنينة...،
وقفت مضاوى وقبلت جبين والدتها بحنان...،
ثم أشارت للورقة بمرح / والتحليل مثل ما تمنيتي طلعت حامل...،
امسكت بيد والدتها برفق ووضعتها على خدها / وهذي وحدة من دعواتك تحققت...،
ابتسمت بود ومحبه / عقبال باقي دعواتك تتحقق بأذن الله...،
بكت هيام من الفرحة...،
ابتسمت مضاوي بشفقة / احنا وش قلنا على ها البكى ...؟
هيام من بين دموعها/ والله من فرحتي بحملك...،
اردفت / بشرتي زوجك اكيد هو كمان يتمنى هاللحظة...،
تناولت مضاوي مناديل ومسحت دموع هيام برفق وابتسمت / زوجي ما عليك منه...،
ابشره بعدين الحين مسافر للخارج...،
اردفت وهي تمسك بيدها بلطف/ لكن انتي وش تبين اسمي المولود...،
ابتسمت هيام ابتسامة مليئة بالحب / إزا ولد سمي على ابوكي حزام هو بيستاهل من يسمي عليه...،
اردفت وهي تتنهد بحزن / ابوكي كان رجال محترم وطيب ...،
لكن انا الي ما كان لي حظ...،
مضاوي بعفوية / طيب يمكن انا مثل حظك اول حمل بنت...،
نظرت لها هيام بنظرات يملئها الذعر والخوف / لا يابنتي لا تقولي هيك...،
ان شاء الله حياتك أفضل من حياتي وحظك أحسن من حظي...،
ضحكت مضاوي / ليش انرعب وجهك كذا...،
اردفت بود / الحمدلله أعيش حياة مستقرة وزوجي يحبني وطيب معاي وقريب راح اصير (أم) واتخرج واتوظف...،
هيام ابتسمت بسعادة وبنبرة فرح/ الحمدلله اهم شي انك مرتاحة بحياتك وانتي وزوجك متفاهمين...،
ابتسمت مضاوي / طيب لو حملي بنت وش تبين اسميها...،
هيام وكأنها انتقلت بخيالها الي عالم آخر / إذا بنت سميها ورد...،
قبلت مضاوي يد والدتها بحب/ وش معنى ورد...،
ابتسمت هيام بحنين / لما ولدتك كنتي حلوة متل الوردة...،
وكانت حابه اسميك ورد لكن ابوكي كان متعلق بأمه كثير ويحبها ودائماً يتكلم عنها...،
وان هو افتقدها لما توفت كثير وحزن عليها ومرات بشوف دموعه لما يتذكرها ...،
اقترحت عليه نسميك على اسمها وانبسط هو وعمك أبو جلال...،
وصار لك اسمين مضاوي عند الكل...،
وبيني وبينك كنت بنادي لك ورد حتى عندي صور ليكي وانتي صغيرة كاتبه عليها ورد...،
نظرت مضاوي لوالدتها بحب وغصة ثقيلة تخنق كلماتها...،
اشارة هيام لحقيبتها وبصوت واهن / اعطيني شنطتي شوفيها داخل الدرج الي جنبك...،
فتحت مضاوي الدرج واخرجت شنطة والدتها ووضعتها امامها...،
هيام/ افتحي الشنطة وطلعي المحفظة الي جواتها ...،
اخرجت مضاوي محفظة والدتها وابعدت الشنطة من امامها...،
هيام / افتحي المحفظة شوفي فيها صور طلعيها...،
اخرجت مضاوي عدت صور من بينها الصورة التي كانت على شاشة جوالها...،
قلبت الصور مكتوب عليها بخط ازرق اسم مضاوي وتاريخ ميلادها وبعضها مكتوب ورد...،
الخط قديم والصور كانت مغلفة بتغليف حراري شفاف يحفظ ذكريات امتد عمرها لسنوات ...،
ابتلعت مضاوي عبرتها تنفست بعمق وابتسمت / ليش مغلفتها كذا...!
نظرت لها هيام بحنو / خفت مع الوقت تنهري وتخرب غلفتها من زمان شوفيها ما احلاها كأنها جديدة...،
اخبرت هيام مضاوي بتاريخ الصور...،
هذه كان عمرها سنه والاخرى سنتين...،
وصوره اخرى لها لحظة ولادتها...،
ويوجد لها في بيتها البوم صور كامل منذ الولادة ...،
عندما ولدتها طلبت من والدها ان يشتري لها كاميرا حتى تلتقط لها صورة كل شهر ترى ماذا تغير في شكلها...،
انجبتها وهي لم تتجاوز السادسة عشر من عمرها...،
ربما كان في وقتها تفكيرها تفكير طفلة، ولكنها (أم) تستمتع بالنظر لطفلتها كلما نظرت اليها...،
كطفل فرح بلعبه جديده...،
ابتسمت مضاوي بحزن / ان شاء الله تتعافين واطلع زيارة للمدينة وامرك اشوف الالبوم انا وانتي...،
هيام بنبرة مليئة بالخوف والرجاء / لا يا بنتي لا تمريني انا أرسل لك الصور لحد ما توصل لباب بيتك...،
اهلك ما راح يرضوا تشوفيني خوذي الصور هذي معاكي عندي نسخ منها ...،
اخذت مضاوي الصور ووضعتها في جيبها وابتسمت بحنان / ما عليك نلقى خطة اشوفك فيها وهم ما يدرون...،
هيام بامتنان / اهلك احتضنوك وربوك أحسن تربية وما خلوك تحسي بفقد الأم والأب ...،
وبمرارة وحزن اردفت / ما ذقتي عندهم مرار الحاجة واليتم الي ذقته عند زوجات اعمامي وخالي...،
لا تردي جميلهم أنك تعصينهم وتزعلينهم على شاني...،
اهلك ناس طيبين واصيلين...،
زفرت بحسرة ممزوجة بالوجع / دخلت بيتهم كنت صغيرة وكانوا بيعاملوني مثل بناتهم ...،
ابتسمت مضاوي بنبرة حزن / من عيوني يا ام احمد ما راح ازعلهم ...،
هيام بنبرة مليئة بالمرارة والحزن / تسلم عيونك والله يا بنتي مسامحتك ومسامحتهم، حتى لو اموت وما يخلونك تحضري جنازتي...،
جميلهم على راسي راح اشيله معي لئبري ...،
وبنبرة ندم واعتذار / كتير تحسفت وندمت على كلامي لألك لما كان بدي اخذك من اهلك ...،
اردفت بأسف / عاطفة (أم) غلبت على مصلحة أولادها...،
طبطبت مضاوي على يد امها بحنو وتنهدت بألم / لا تتحسفي ولاشي ايام وراحت ...،
مضاوي كانت لا تنادي والدتها امي او يمه لأنها تعلم لو نطقتها ستنفجر باكية وهو الامر الذي لا تريد لأمها ان تراه...،
وقفت ونظرت لساعتها وابتسمت / البريك انتهى من عشر دقايق اشوفك بكرة ان شاء الله...،
وقفت مضاوي لتغادر نادتها هيام قبل ان تخرج...،
هيام بحنو / يابنتي بوصيك لا تعصي اهلك من شاني هم ليهم فيك اكتر مني واعطوك الي ما قدرت اعطيك...،
اهلك قليل الناس الي مثلهم ...،
وبابتسامة حزينة/ كفيتي وفيتي وانتبهي لحملك الله يسهل عليك ويئومك بالسلامة...،
احست مضاوي بانقباضه بقلبها...؟
هذه المرة الثانية التي توصيها هيام بأهلها ...!
رجعت لوالدتها وقبلت رأسها ثم خرجت لتكمل عملها...،
انتهى دوامها وعادت للمنزل مع صلاة العصر كالعادة...،
تحس ان صدرها يجثو عليه ثقل كالجبال هل هو من هم الحمل غير المتوقع...،
او انه من رؤية والدتها المؤكد رحيلها في اي لحظة...،
صعدت لغرفتها استحمت لبست ملابسها وصلت العصر...،
وضعت ملابسها بسلة الغسيل اخرجت ورقة التحليل من البالطو والصور التي اخذتها...،
فتحت الكمودينة لتدخل الورقة رأت مخبار الحمل ...،
قاطعها رنين هاتفها كان المتصل مريم...،
اجابتها على الفور...،
مريم / الحمدلله ياربي رديتي هذي يبي لها حفلة ...،
ضحكت مضاوي/ بشري وش صار على تحليلك...،
مريم وبسخرية مصطنعة / ليش يعني انا متصلة...؟
اردفت / المستشفى ما رضو يطلعون لي النتيجة الا بموعد مع الطبيب...،
مضاوي / ليتك قلتي لي كان انا طلعتها لك ان شاء الله بكرة ابشرك...،
مريم بفرح / ما يحتاج خليهم على راحتهم قلت لنصار وزعل رحنا مستوصف خاص...،
وابشرس طلعت حامل وانتي اول وحده تدرين...،
مضاوي / الحمدلله ألف مبروك خلي نصار ينبسط...،
ضحكت مريم / ابشرك سجد سجود شكر بالمستوصف ...،
ابتسمت مضاوي / زين الحمدلله واهم شي انتس عرفتي النتيجة وجت على ما تبين...،
مريم بنبرة فرح/ والله ما توقعت افرح كذا...!
عقبالك يارب تحسين بها الشعور...،
مضاوي / ان شاء الله وخلينا نشوفك بزيارة خاصة للبيت عندي ما هو بس وقت الحاجة تدوريني ...،
مريم / ابشري با أقرب وقت ان شاء الله ...،
اغلقت الخط وتمددت على سريرها...،
قرأت اذكار المساء ووردها اليومي من القرآن احست الم بمعدتها...،
تذكرت انها لم تأكل منذ ليلة أمس حتى الماء رفيقها الدائم نسيته...،
نزلت لتأكل فالجوع والعطش بلغا منها مبلغ...،
أمرت الطباخة ان تحضر لها اكل تسد بها جوعها...،
شرب الماء على معدتها الخالية يشعرها بالألم ...،
اكلت تفاحة حتى يجهز الاكل وهي تفكر ماذا تفعل...،
لابد ان تخبر جدها فهذا الموضوع لا يمكن ان تخبئه وهي من عاشت طوال حياتها تنأى بنفسها عن اي انتقاد او شبهه...،
هزت رأسها بندم وهي تتذكر ما قالته لرفعة انها في بيت الجد منذ أربع أشهر...،
ولكنها استفزتها وارادت تبين لها انها آخر من يعلم بأخبارها حتى وان اجتهدت في البحث عنها ...،
تناولت ما طلبته من الطباخة ان تحضره لها وخرجت تبحث عن جدها ...،
سألت الخادمة عنه قالت انه داخل غرفته...،
طرقت باب الغرفة المردود...،
اتاها صوت الجد يدعو الطارق لدخول ...،
فتحت الباب كان الجد لتو أنهى تغيير ثوبه لثوب نوم ...،
ضحكت مضاوي عندما رأته...!
نظر الجد ليديه وابتسم / وش يضحكتس ...؟
دخلت مضاوي وجلست على كرسي الجد الذي يصلي عليه إذا لم يستطع الصلاة واقف...،
ابتسمت مضاوى / تدري وش يضحكني ...؟
اردفت بود/ ما عمري شفتك لابس ثوب مخطط...!
نظر الجد لثوبه / هذي ثياب نوم مفصلها سلطان يقول دخل علينا الصيف وابيك تبرد بها ...،
جلس الجد على طرف السرير...،
مضاوي / ما يقصرون الله لا يحرمك برهم ولا يحرمهم رضاك...،
الجد / آمين...،
مضاوي بتوتر وارتباك / جدي عندي لك بشارة
رفع الجد نظره لها وابتسم / بشري وابشري بالبشارة
مضاوي بترقب / مهما كانت البشارة الي اطلبها
ابتسم الجد بتوجس / بشارتس شكلها تسوى وتستاهل من يتزهلها
أردف بحزم / ابشري وانا جدتس لتس كل ما بغيتي غير ما حرم الله
اخذت مضاوي نفساً عميقاً / انا حامل...،
نظر لها الجد بذهول وابتسم بعدم تصديق وتخوف / انتي متوكدة ...؟!
ابتسمت مضاوي / متى خبرت بنت حزام قالت علم ماهي متوكدة منه ...؟
وقف الجد وقبلها على راسها وجبينها ثم توجه للقبلة وسجد سجود شكر...،
جلس على طرف سريره مقابل لها يمسح وجهه ويشكر الله...،
الجد بفرح / هو علم والا حلم الي قلتيه...،
مضاوي / لا والله علم لكن خلك عند وعدك ببشارتي...،
ابتسم الجد / ابشري بالجمس ...،
ضحكت مضاوي / الجمس منتهين منه راح على بدر وعمتي ام انور ابي شي ثاني...،
الجد بنبرة سعادة / البيت الي انولد به ابوتس الله يرحمه بالديرة وتبين تشوفينها مبطي ...،
أشار بيده بحزم / تراه بشارتس وبكرا افرغه لتس ...،
ونروح انا وانتي لديرة تشوفينه ...،
مضاوي هزت رأسها برفض / هذا بعدين نتفاهم عليه ابي شي ثاني...،
الجد بحيرة واستفسار / وش تبين لا يردتس الا لسانتس ...؟
مضاوي / ابي منك حاجتين الاوله ما تعلم بحملي بالوقت هذا...،
اردفت / انا قلت لك ابيك تفرح وتو حملي ولا أدري هو يتم والا ما يتم ...،
قاطعها الجد بخوف وبقلق / لا تفاولين على نفستس الله يتممه على خير...،
أردف بتوجس / وش الحاجة الثانية ...،
مضاوي / الحاجة الثانية اطلبها منك بوقتها ادع ربي انه يبعدها...،
الجد بنبرة حزينة / قصدتس تبين الطلاق...،
مضاوي بنبرة حاسمة وجادة / الطلاق مفروغ منه وما هو طلب هذا امر ينفذه ولد عمي...،
الجد / الله يجيب الي فيه خير ويبعد عنا الي فيه شر...،
مضاوي / آمين ...،
وقفت مضاوي واردفت / بروح انام قبل المغرب تبي شي...،
ابتسم الجد بعطف / لا والله ما عاد ابي شي غير ها البشارة الحلوة...،
قام الجد وفتح خزنة كانت بجانب دولاب ملابسة اخرج منها مفتاح...،
ومده لمضاوي بمحبه / هذا المفتاح الاصلي حق الجمس والسبير مع سليم
ارسله مرات يحرك الجمس ويغير مكانه الله يبارك لتس فيه...،
اخذت المفتاح ووضعته في جيبها أرضاء للجد...،
قررت فيما بعد ان ترجعه له فلا حاجة لها فيه...،
مضاوي بممازحة / حمستني اتعلم السواقة ...،
ضحك الجد / الي تعلمن ماهن اطيب منتس ...،
غادرت مضاوي غرفة الجد الذي وثق ان عنادها كعناد أخيه وجده من قبل ...،
مهما قيل لها لن تتراجع عن قرارها...،
لن يضغط عليها بالرجوع له كما ضغط عليها بالزواج منه...،
فقد سأل جده حزام بيوم ما هل ندم على انه طلب من والده ان يطلق امه...،
فقال لو عاد الزمن وفعل ما فعل والده لطلب منه ان يطلق امه ولن يتردد ولو لدقيقة...،
ولو لم يفعل ما فعل لربما مات من الغبن والقهر ...،
تمدد على فراشة يريد ان يرتاح ويستوعب فرحته بحمل مضاوي الذي كان ينتظره لسنين ...،
حفيد ابنه جلال فرحته الاولى ...،
من اختطفه الموت في عز شبابه...،
ثم ابنه الذي تيتم ولم يكمل يوماً واحدا من عمره وبعدها غيبه السجن عن ناظره عشرون عاماً بدون ذنب...،
يراه لحظات الزيارة فقط ثم يغيب...،
دعى من قلبه ان يحقق هذا الطفل المعجزة ويكون فاتحة خير لعل امه يلين قلبها...،
ويسعد به ثامر الذي اسقته الدنيا من المرار ما كفاه ...،
.
.
.
صعدت مضاوي الي غرفتها تمددت على سريرها ولمست أسفل بطنها...،
احست ان كتله قاسيه تحت يدها عندما قامت بالضغط عليها اوجعتها...،
ضحكت على احساسها ربما تكون واهمة فحملها يعتبر في بدايته ...،
تقلبت في فراشها احست انها قلقه من امر ما لم تستطع النوم ...،
قررت الذهاب للمستوصف الخاص القريب من بيتهم ...،
يوجد لها ملف طبي يتبع لتأمين شركة ثامر...،
ستفتح فيه ملف متابعة حمل حتى تكون مواعيدها هي من تتحكم بها...،
ذهبت للمستوصف القريب لم تتوقع منذ بداية خلافها مع ثامر ان خبر حملها ستتقبله ...،
كانت تظن انها ستجن لو حدث فعلن حمل...،
هل لأنها متوقعة ان مصيبة أعظم ستحدث لها قريباً هونت الامر عليها...،
ام ان عبارة امها كان لها وقعها في داخل قلبها اتجاه هذا الحمل...،
هل صحيح ان الضنى يخفف مرارة الحياة التي احست مضاوي انها فعلاً بدأت تتذوقها ...،
من موقف اعمامها المحايد مما فعله بها ثامر، ولكن كانت تتجاهل وتضع لهم الأعذار بينا وبين نفسها...،
وتنسبه لتمسكهم بها ان لا تخرج من اسرتهم ...،
لهم جميع الأعذار، ولكن ليست له...،
ترددت كثيراً بعد غياب دورتها الشهرية لأكثر من شهرين ان تذهب لتتأكد مره أخرى...،
هل يوجد حمل او انها تعاني من خطب ما ...؟!
لا تنكر مرات ومرات انها كانت ترهق نفسها بالحركة عندما يراودها شك لوجود حمل...،
وانه سيسقط وتتخلص منه دون ان تخبر أحد ودون تشعر نفسها بالذنب بحجة انها لا تعلم
لكن كانت تستبعد فكرة الحمل فثامر أكد لها انه عقيم كقريب جدهم الذي تزوج العديد من النساء وتوفي ولم ينجب...،
وجدها جلال لم ينجب لأكثر من خمسة عشر عاماً وجميعهم أقارب مشتركين بينهم...،
دخلت للمستوصف وحجزت موعد لدخول على طبيبة النساء والولادة ...،
جلست في انتظار دورها رن هاتفها قبل ان تدخل...،
كان رقم معن فتحت الخط وكأنها تعلم ما سيقول...،
معن بصوت بح من البكاء / مضاوي...،
وقفت مضاوي / عارفه وش بتقول وينك...،
معن / فالمستشفى انا واحمد ...،
مضاوي / الحين جايتكم...،
خرجت من المستوصف دون ان تدخل على الطبيبة وتوجهت للمستشفى...،
.
.
.
دخلت المستشفى واتصلت بمعن أخبرها عن مكانة ...،
اخبرت سليم ان يرجع للبيت ولا يخبر أحد انها في المستشفى وينتظر منها اتصال ...،
ذهبت الي المكان الذي أخبرها معن انهم متواجدين فيه ...،
اقبلت تمشي بسرعة الي اخوتها ورائها احمد ركض اليها واحتضنها وهو يبكي بحرقة...،
تبعه معن الذي لم يكن أحسن حال من حاله، ولكن لا يريد ان ينهار امام أخيه...،
جلست على كرسي تلتقط أنفاسها وتستجمع قوتها...،
وجلس اخواها يمينها ويسارها انهار معن الذي كان يمثل القوة...،
احتضنتهم بيديها الي صدرها ودموعها تذرف بصمت حاولت ان تهون المصاب عليهم رغم المها الشديد ...،
ارادت ان تكون قوية من اجلهم احتضنتهم بحنان محاولة ان تمنحهم الطمأنينة التي يحتاجونها في تلك اللحظات الصعبة...،
قبلت رأسي اخويها وتنحنحت لتستطيع الكلام ...،
وبصوت متهدج وبمحاوله كبح دموعها / انا لله وانا اليه راجعون والحمدلله على ما قضى...،
اردفت وهي تمسح دموعها بكم عبأتها / البكاء والحزن ما راح يسوي شي...،
التفتت لمعن / متى توفت...،
مسح معن دموعه المنسكبة بغزارة / جيت انا واحمد الساعة ثلاث ونص...،
قالت الممرضة اخذوها قبل ساعة ونص للعناية تدهورت حالتها ...،
توقف القلب حاولوا ينعشونه ما قدروا...،
توفت قبل اكلمك بربع ساعة انصدمت ما استوعبت أني اتصل عليك بسرعة...،
حتى قال لي احمد كلمها خلها تجي...،
مضاوي / الحمدلله على كل حال ...،
اردفت / اخذوها والا لسى...؟
مسح احمد دموعه / للحين موجودة بالغرفة...،
وقفت مضاوي / يا الله خلونا نستعجل نسلم عليها قبل ياخذونها لثلاجة ...،
اردفت / انتو عندكم خبر من وصيتها انها تدفن بالمدينة ...،
هز معن راسه وهو يمسح وجهه / ايوا من زمان قالت اي مكان اموت فيه رجعوني للمدينة ادفنوني فيها...،
دخلت مع اخوتها الي غرفة العناية التي مازالت متواجد هيام بداخلها رفعت الغطاء عن وجها وقبلت جبينها...،
كانوا الممرضات يستعجلونهم لأخذ جثتها ...،
تقدم معن وودعها ثم احمد الذي كان يبكي كالطفل...،
خرجت جنازة هيام امام اولادها جميعهم وانتهت رحلتها بحلوها ومرها...،
نظرت مضاوي لساعتها ونظرت لأخويها التي لم تتوقف دموعهم وتنحنحت لتستجمع انهيارها الداخلي / دخلنا الحين على الساعة خمس ما عاد في وقت...،
بكانا ما هو نافعها بشي امي ما جابتكم الا لها الوقت الصعب...،
شعرت ان اخوتها بدأوا يتماسكون واستجابوا لها ...،
معن بشجاعة مصطنعة/ انتي آمري واحنا ننفذ...،
وبحزن وألم / اول مره نمر بها الوضع...،
مضاوي / الحين بنخلص اوراقها وبنشوف سيارة اسعاف او طيارة توصل جنازتها للمدينة...،
وأنتم واحد يبقى هنا يتابع جنازتها بلي متوفر يوصلها ...،
والثاني اول رحلة طيران للمدينة إذا قريبة قبل الصباح ...،
او يشوف سيارة توصله هناك على شان يرتب لجنازتها...،
وخبروا اقاربكم والناس الي تعزها بوفاتها عشان العزاء ...،
معن / احمد هو الي يروح وانا بكلم اخواني اقولهم الخبر وما راح يقصرون...،
امتثل اخواها لما قالته...،
اخذت رقم احمد الذي اكتشفت ان رقمها موجود في هاتفه...،
ذهب احمد للبحث عن حجز وذهبت هي لتأخذ متعلقات والدتها التي في المستشفى...،
وانهوا الاجراءات هي ومعن بعد ان استطاعوا حجز سيارة اسعاف تنقل جثمانها في الثامنة صباحاً...،
اتصل احمد ليخبرهم انه وجد حجز للمدينة الليلة ...،
ومعن أخبر اقاربهم بوفاة والدته...،
وقفت تنتظر سليم خارج المستشفى الذي اخبرته ان يأتي ...،
ومعن يقف بجانبها ودموعه تتدفق بصمت...،
نظرت لساعتها كانت الساعة الثامنة ...،
التفتت لمعن ووضعت يدها على كتفه وبشجاعة مصطنعة / الحي أبقى من الميت وامكم امي انا ما تركتها...،
كنت عندها يومياً والحمدلله توفت وهي راضيه علينا كلنا الله يرضى عنها وعليها...،
معن بامتنان / ما قصرتي والله احنا عارفين أنك تجينها مرتين باليوم...،
ونتحاشى نقابلك وانتي عندها ما نبغى نضايقك ...،
مضاوي / هذي امي ما هو كثير مهما سويت لها لكن في ظروف حالت بينا...،
انا برجع لبيتي إذا قدرت القى طريقة امشي قبلكم للمدينة تلقاني قدامك...،
ما لقيت راح اكلمك عشان اركب معاك الاسعاف الي بتاخذها...،
اردفت وهي تأشر لسيارة السائق / هذا سواقي جا وانت لا تنسى الي وصيتك...،
ولا تنسى تقرير الوفاة عشان تقدمونه للجامعة يعطونكم اجازة ...،
ركبت مع سليم وعادت للمنزل...،
كانت الساعة التاسعة...،
.
.
.
|