كاتب الموضوع :
عيون الود
المنتدى :
المنتدى العام للقصص والروايات
رد: رواية زئير النمر لا يقتل الفريسه..للكاتبة ( شغف)..
رواية زئير النمر لا يقتل الفريسه..
للكاتبة (شـــــــــغف)..
ربما ذاك الزئير لا يقتل ، لكن قد يخلق ضعفًا وانهزامية عظمى داخل النفس ..يظل يتردّد صداه في المسامع..فيهزّ الأوتار ويؤلم أشد الإيلام !!
ربما الزئير يقتل طموحًا أو يُقوّي روحًا؟؟..
(ادعو لوالدي برحمه والمغفره)..
~\البارت الخامس و الثمانون/~
نمر عندما دخل المجلس سال بتوجس/امر يا معاذ وش الموضوع المهم اللي تبيني انا وامي فيه؟..
الجدة نشميه تقترب كذالك بقلق/عسى ما فيكم شي؟..
معاذ فجرها بكلمه واحده حازمه حاده من غير تردد ولا حتى خوف ومهابه/انا قررت اتنازل عن راشد..
حـــــــــينـــــــــها!!..
حـــــــــينـــــــــها!!..
نمر شده مع جيبه و صرخ عليه بشده غاضبه وصدمة عميقه/تبي تنازل عن قاتل ابوك عشان بنته؟..
معاذ بنبرة متعبه جداً/ياعمي ماهو عشانها عشان بنتي انا مابيها تعيش اليتم مثلي لن امها حاولت الانتحار مرتين..
نمر دفعه بعضب اعمق واشد/تنحتر تموت يتيتم بنتك هذا ما يهمني اللي يهمني شي واحد راشد ينفذ قصاصه تفهم؟..
معاذ بذات النبرة/انا بنتنازل عنه لوجه الله انت ماتبي تنازل؟..
نمر كاد ينفجر من القهر/كذاب ما تنازلت لوجه الله متنازل عشان عيون بنت راشد ارخصت دم ابوك يا الردي..
معاذ بقهر اعمق/ايه عشانها اذا انت قاسي انا ماني مثلك ماني مثلك اشوف بنتي وزوجتي يموتون قدام عيوني وبرد قلبي..
نمر اشر على انفه كنايه على الصمت/اقطع واخس لا اعطيك طراق يا نثر ضروسك راشد يقص رضيت ولا انرضيت..
معاذ التفت لجدته الصامته مستنجد فيها/يا جدة انتي شفتي المعناه اللي انا اعيشها بعيونك لا تحسبون دم ابوي رخيص عندي لكن الحي ابقى من الميت..
نمر يعصر كفه قبل يفعلها و يصفعه/الا ارخصت دم ابوك عشان مره يالخروف عشرين سنه وحنا بشتات وندور على المجرم وهو عايش بينا ومتزوج امك بعد كل عمايله السودا جاي انت وجهك تقول بتنازل؟..
معاذ تنهد بطولة بال/انا ما نكر ان راشد مجرم لكن بنفس الوقت انا اخذت اقواله الرجال يحلف انه ما ذبح عمد ولا يعرف ابوي السبب كله صياح و و..
نمر بمقاطعه غاضبه متفجره/اقول بس تلايط جاي تبي تبريه بعد الا مجرم وقاتل ورقبته تبي تنقص غصبن عليك وعليه وان فتحت موضوع التنازل مره ثانيه قصيت لسانك..
الجدة نشمية بتدخل مفاجئ/مانت احر من معاذ على ابوه يا نمر لكن هو صادق الحي ابقى من الميت ومن عفى واصلح فاجره على الله..
نمر التفت لها بصدمة بالغه صدمة شديده/حتى انتي هذا كلامك يومه تنازلين عن غريم ولدك حاتم اللي ذبح بالخلا غدر عشان بنت راشد اللي قدرت تغير قرارك انتي ومعاذ بكيدها؟..
الجدة نشميه بصوتها المرتجف/قلبي يا وليدي ماهي مثل قلوبكم انا للي عين تشوف وقلب يحس البنت ياكلها الهم والحزن على ابوها ولا عندها احد يراعها غيره حتى ورعها احرمت نفسها منه..
نمر هز راسه بذهول/لا ما اصدق مستحيل هذا كلامك يا بنت عذال مستحيل..
معاذ بتدخل مرهق/خلاص يا نمر لا توقف بوجهنا انا وجدتي قررنا التنازل وانت بعد..
نمر التفت له بثوره مرعبه وصوت عالي/تخسي وتعقب اتنازل والله واللي رفع سبع لو انت وامي والقبيلة كلها توقف مع راشد ان رقبته تنقص يعني تنقص..
حينها دخلت عزيزة تتبعها سلطانه بخطوات متعبه لكن صوت نمر الغاضب افزعها برعب مما يحدث؟؟..
عزيزة منذ سمعت اخر جملة نمر اقتربت وهي تصرخ بجنون/معاذ تبي تنازل عن دم ابوك عشانها هاه عشان بنت وصايف غسلت مخك غيبت عقلك؟..
معاذ التفت لها بعيني ذابله/يومه بس ارحموني انا امر بظروف صعبه الحين قبل اجيكم انقذتها من الانتحار لو مارحمت الله كان ماتت..
عزيزة بصراخ متدافع/تموت موتت امها ان شاءالله وحنا وش علينا منها يوم تهددك بالانتحار ماهو دم ابوها ولا كان وقفت الجميع على ساق..
نمر يكمل معها بذات الرفض/لا انت الظاهر انك فعلاً فاقد عقلك وتبي من يعالجك يا السلوقي..
معاذ جلس على الاريكة عاجز ان يقف بسبب ارتعاش جسده لكن لاحد لاحظ ذالك الا سلطانه التي تراقبه..
حتى تقدمت وزفرت بقهر/انتم تمرضون الواحد لو كان متعافي رجال ويبي يعفي عن قاتل ابوه وبكامل قواته العقليه ليش تعارضونه على فعل الخير؟..
نمر نظر لها بعيني مشتعله/اي فعل خير وهو يبي يعفي عشان مرته لا تنتحر وتخليه اقول عاد اللي يبي يتكلم عن العفو يمسك الباب..
سلطانه تنظر له بعتاب/نمر خاف ربك ترا الفقد ماهو سهل يقول لك مرته تعرض نفسها للانتحار من قهرها على ابوها وهو مايبي يخسرها عشان بنته لا تفقد امها وتعيش يتيمه افهمو عاد كانكم تفهمون..
نمر اشر لها بالخروج بتماسك شديد/اطلعي برا برا..
سلطانه لم تخرج بل ضلت واقفه بينما عزيزة تزفر بغضب/اسمع يا معاذ راشد يبي ينقص لكن الشي الوحيد اللي ابيه قبل القصاص يطلقني ماهو كفو عشان احاد اربع شهور عليه..
الجدة نشميه صامته فهي من داخل غير مقتنعه بالعفو ولكن عندما تتذكر حالة دانه تنازل رغم عنها..
معاذ بدات كفيها وقدميه ترتعش بوضوح حتى هتفت سلطانه برعب/معاذ شفيك؟..
نمر استدار له برعب اعمق/ولد شفيك؟..
معاذ هتف من بين ارتعاشه/ابره ابره..
نمر تصلب بصدمه/وش تقول انت؟..
معاذ برتعاش اشد/ابي الابره الابره..
نمر فهم عليه وهو ينظر له بصدمة اعمق لكنه تدارك الوضع و هتف بثبات/وينها الابره؟؟..
معاذ يحاول يظهر مفتاح سيارته من مخباه لكن محاولاته كلها فشلت بسبب الارتعاش الذي اصابه..
نمر تقدم واظهر المفتاح بتسال/الابره بسياره؟..
معاذ هز راسه/ايه..
نمر اتجه الباب بسرعه بينما سلطانه وعزيزة والجدة نشميه كلهما تراقب بصدمة شديد ووجع اشد وامر..
وجع الجروح التي تكون في الروح لاحد منهما كان يعلم بعودة معاذ للابر المهدئة لاحد منهما يعلم تعبه
منظره بتلك الارتعاش الموجوع ذكرهما بيوم انهياره وقت علم بان والده مات مقتول قبل عشرين عاماً..
عاد نمر بخطوات سريعه هتف من بين انفاسه/عطني يدك..
معاذ مد يده بتعب حقيقي نمر فسر كم يده و حقنه مع الوريد ثم مدده على الاريكة برحمة وحسره عليه..
سبب الحسره التي يشعر فيها نمر الان هي نتيجة بانه انشغل عنه بالفتره الاخيرة حتى لم يعلم بحالته وتعبه
لكنه اعتنى فيه رغم انشغاله في دعاءه وصلاته بين احرفه وثنايا روحه معاذ كابنه و اقرب له من روحه..
نمر استدار لتقع عيناه على سلطانه كانت هي الوحيدة التي لم تبكي لكن نظرتها لمعاذ نظرة حزن عميق..
بينما الجدة وعزيزة كل وحده منهم تبكي بصوت خافت حتى اشر لهما نمر جميعاً بالخروج فوراً..
عزيزة وسلطانه استجابت بصمت بينما الجدة نشمية ضلت واقفه لم تخرج حتى تنهي موضوع معاذ و العفو
نمر اقترب و همس لها بحنو/مافي الا العافيه تطمني..
الجدة نشميه من بين دموعها/شفي يرجف هلون؟؟..
نمر همس بحزم/اطلعي يومه مابي يشوفك هنيه عشان ما ينحرج وبدين نتفاهم..
الجدة نشميه همست برفض/مابي اطلع لين يصير اللي يبي معاذ..
نمر كتم غضبه/يومه اللي يبيه ماراح يصير لو يطق ويموت..
الجدة نشمية بتلك الحظه انفعلت بشدة/الكلمه الاولى والاخيره للي انا ام القاتل وهو ولده ولا انت احر مني انا ومعاذ على حاتم..
نمر زفر من بين اسنانه بغبنه/وانا اخوه و عضيده وماني مرخص دمه لو ارخصتوه انتي وولده..
معاذ اعتدل جالس بعد ان هدى ارتعاشه ثم استدار نمر له و سال بعتاب حازم/من متى راجع للابر وليش ما قلت للي عشان اقدر اوقف معك معاذ وعالجك لو نسافر انا وانت برا..
معاذ وقف برود/انا بمشي..
نمر امسك يده وشد عليها/معاذ ليش ما قلت للي؟..
معاذ هتف بارهاق/ماهو وقت الكلام..
الجدة نشميه تدخلت بحزم/اسمع يا معاذ انا ترا متنازله عن ابو دانه اولاً لوجهه الله سبحانه ثانياً عشانك انت ودانه..
نمر التفت لها باشتعال/يومه لا تخلين العاطفة تغلب عليك والله راح تندمين بعدين..
الجدة نشمية باصرار/فعل الخير ماندم عليه وانا بنت عذال..
معاذ اتجه الباب وخرج والجدة كذالك خرجت لصالة بينما نمر ضل واقف وهو يشعر بنار تحرق روحه بالقهر
——————————————————-
معاذ عندما ركب سيارته ضع راسه على المقود بشعوره بحسره ووجع بما حدث له امام الجميع!!..
كم كان يخفي الابر عنهما يا كم سهر وحيده بيعيد عن الناس من اجل لاحد يلاحظ بانه انسان مريض بتهور..
لكن الزمن والبشر ضغطت عليه حتى انهارت قوته قبل ذالك دانه معها بصراع بين الانتحار والتهديد والصراخ بعد رات والدها..
لذالك هو قرر من اجلها بالعفو حتى ولو انه غير مقتنع لكن هي من جعلته يتنازل خوفاً عليها لانه راها جنت حقاً..
الوجع ليس في البكاء ولا بشكا بل بتلك التنهيده الطويلة التي تكاد ان تنزع روحك بعدها..
كما يشعر فيه معاذ بتلك الحضه تماما عندما يستعيد بذاكرته الاحداث التي بينه وبين دانه بطريقه للقرية!!..
* ** ""قبل ذالك بـــــــــساعتين""
طول الطريق لمركز الشرطة دانه صامته وهي تحتضن شنطتها اليدويه باحكام بينما معاذ كذالك صامت..
حتى وصل التفت لها محذر بنبرة صارمة/مثل ما وصيتك مابي شوشرة سلمي على ابوك بسكات وتطلعي بسكات..
دانه هزت راسها بصمت ليعود معاذ محذر/يلا انزلي وانتبهي لكلامك..
دانه نزلت ثم تبعته بخطوات هادئه لكنها لا تخلو من ضعف وانكسار بينما عقلها يتفكر كيف رؤيتها لوالدها؟
لكنها ستكمل مابدات سا تحقق حلمها سا تفعل ما تريد سا تواجه الصعاب قد توقع لكنها ستقف مجدداً
نعم مهما حدث ساحقق حلمي وحلم والدي بالعفو والصلاح فانا اسنانه استحق الحلم واستحق تحقيقه..
قد ياخذ الحلم بالعفو من وقتي الكثير ولكن الوقت سيمر بكل الاحوال علي فقط ان اذهب خلف العفو..
و احارب من اجل والدي اهدد واقاتل حتى ولو جنيت على نفسي لكن سوف اخذ ما استحق بالنـــــــــهايه..
معاذ قبل يدخل امسك معصمها وشد عليها/تسلمين وتمشين ما تتاخرين؟..
دانه هزت راسها بهدو/طيب..
معاذ لم يرتاح لهدوئها ومع ذالك فتح الباب واشر لها بالدخول لتدخل دانه وعيناها تبحث عن والدها؟؟..
راشد حـــــــــينما راها قفز واقف وهو كان جالس ميزها بنبض قلبه برغم انها بعباتها و نحفانه قليلاً..
حـــــــــينـــــــــها!!..
دانه اسرعت بخطواتها وارتمت باحضانه لتنفجر هي ووالدها بالبكا العالي الذي فجر اركان الغرفة وحيطانها
معاذ دخل و اغلق الباب وقف يراقب بصمت لكنه لا يخلو من حزن مرير تخيل لو كان تلك القاء ولوداع بينه وبين ابنته؟..
شعور اجتاحه لاشعورياً بانه يحتضن ابنته هو ويودعها لرحيله لسماء رحيل للابد ليسا بعده لقاء بدنياء..
هذ هو الواقع لابد ان نصحو يوماً على حقيقة الوداع التي هي من حقيقة الدنيا التي نعيشها ولكن لم نجهز له من قبل..
راشد رفع النقاب عن وجهه دانه و حضنه بين كفيه المرتعشة وعيناه تنظر ملامحها بحزن شديد..
ثم خفت بغصه اقرب لتبرير/دانه يابوك ترا مانتي رخيصه عندي والله يانك اغلا من رقبتي لكن والله وقسم بمن احل القسم اني ما قتلت عمد..
دانه تخفت من بين دموعها وشفتيها المرتجفه/لا تحلف يوبه انا ادري انك بري وانا مستحيل اتخلى عنك والله ما يقصون رقبتك لو اخر يوم بعمري..
معاذ اتسعت عيناه من حلفها وثقتها بالكلام كما لو كانت اتيه لطمن والدها بالعفو لكنه صمت لم يعلق؟
راشد هتف لها بذات الغصه/لا تعرضين نفسك للخطر هذا اللي الله كاتب للي بحياتي لكن تاكدي ان ابوك بري ما قتل ابد..
دانه هتفت بثقه عميقه/لا تخاف ما راح تقص وانا موجودة ام حاتم راح تعفي عنك هي وعدتني ت ف..
لم تكمل كلامها بسبب معاذ الذي شدها مع عضدها بغضب او ربما صدمة/انتي وش تقولين؟..
دانه اجابته ذات الثقه/جدتك راح تعفي عن ابوي وانت ماراح اسمح لك تقصه لو ذبحتني ولا ذبحتك..
حينها معاذ شدها بقسوه واتجه فيها الباب غير معبر صراخها وناداها لوالدها وهي تبكي بانهيار/يوبـــــــــه يـــــــــوبه..
راشد كذالك يصرخ بقهر مناديها وهو يلحق فيها حتى امسكه العسكري الذي يقف على الباب وخذه لسجن..
بينما معاذ ركب دانه السيارة رغماً عنها وهي تنحب تنحب كما لو كان نحيبها يصدر من اعماق قلبها..
دمعه تسيل وشمعه تنطفي وشعور يهز القلب ويتعبه عندما تتذكر بكاء والدها وانكساره وضعفه وقلة حيلته
معاذ ركب سياره وحرك وهو يصرخ بثوره/هين يا دانه تخططين من وراي تحسبين ان ابوك يبي يسلم من القصاص والله ما يشفي غليلي الا لاشفت راسه يطير ودمه يغرق الارض..
دانه مازالت تنحب وكل اطرافها تنتفض حتى لم تنتبه لكلامه كل تفكيرها مع والدها الذي تركته ينادي اسمها
معاذ مسك طريق السريع الى القرية بينما هو مازال غاضب جداً حتى فجعته دانه التي امسكت عضده..
وهي تاشر له ان يقف تريد ان تستفرغ لذالك هو نفذ فوراً وصفط سيارته يمين لتنزل هي وهو ينزل معها..
حيـــــــــنـــــــــها!!..
صدم بانها هربت راكضه مبتعده عنه ليلحق فيها منادي بتهديد غاضب/والله لو ما توقفين للعن خيرك..
دانه قفت ثم استدارت له وهي تظهر من شنطتها سكين وتومي فيها امامه بجنون حقيقي ليقف هــــو!!
نعم قف معاذ لكنه ليسا خوفاً منها كثر ماهو صدمة من تصرفها مايدور بعقله كيف هان عليها تفكر تقتله؟
كيف اطاعها قلبها ان تفكر تقتل رجلاً حبها وصرح لها بذالك مراراً وتكراراً تطعن قلب سكـــــــنت فيه هي؟
معاذ هتف بحرقه/تبين تقتليني بالخلا مثل ما سوى ابوك بابوي؟..
دانه اجابته بصوت منهاراً/لا ماراح اقتلك لاني اصلاً ما اقدر اعيش بدونك انت وابوي لكن راح اقتل نفسي ورتاح..
معاذ انتفض قلبه وانتفض كله برعب من كلامها والقلب عضو عاق اذا وقع في الحب اتعب كل الجسد
لذالك تقدم خطوه لكنها وقفته بتهديدها/والله لو تخطي خطوه وحده لقطع الوريد وعينك تشوف..
معاذ هتف لها محذر بصوت خائف/دانه لا تهورين هذا يعتبر انتحار حرام اللي تسوينه تدخلين النار وبعدين لا تنسين بنتك لو متي من لها بعدك؟..
دانه هزت راسها بعدم اقتناع/مالك دخل فيني ادخل النار ولا الجنه وبنتي انت عندها تربيها وتذكر انها بتكبر و بيجي يوم وتعرف سبب انتحاري راح تكرهك ويمكن تهرب منك..
معاذ هتف بنبرة متعبه جداً/دانه تكفين لا تحديني على شي مابيه ارحميني ورحمي نفسك ابوك اذنب ولازم ياخذ جزاه..
دانه صرحت بقهر/جزاه وش القصاص انتم ما بقلوبكم رحمة حلف لكم انه ما قتل عمد اسجنه عاقبه ماحد يعترض لكن قصاص ليش ليـــــــــش؟؟..
معاذ تحرك كي يستغفلها وياخذ السكين لكنها نبيهه وهي ترجع خطوه للخلف وتضع السكين على وريدها..
ثم تصرخ مهدده للمره الثانيه/جاء الوقت اللي ابرد قلبك اذبح نفسي قبل تذبح ابوي..
معاذ صرخ فيها برعب/لا دانه يرحم والديك تعوذي من الشيطان..
دانه من بين دموعها/هذا يومي خلاص ليش تعترض عليه انا حلفت ان موتي قبل موت ابوي؟..
معاذ صمت لتو يشعر بان الحديث عن الصبر سهل عندما لا تكون المصيبه مصيبته والمحكوم عليه والده
لن يقوى وداع دانه بل ستبقى الذكرى وصورتها المحبه شامخه في الذاكرة مع الامل بالقاء بالجنه..
حان الوداع ففاضت بالاسى المقل واغتم قلبي حبيبتي الذي بحبها اغرقتني تنوي الرحيل وفي وداعها عجلت..
دانه عندما فقدت الامل فيه قررت الانتحار بصدق وليسا تهديداً رؤيتها لوالدها هزت شيء بداخلها..
استوعبت بان الحياة انتهت ليسا لها احد كي تضحي من اجله حتى طفلتها ستكبر وتعلق في معاذ وتنساها.
فهي تعيش حياتها تحارب من اجل تحقيق احلامها والحفاظ على من تحب ثم من اجل حفاظ على والدها
كل هاذي المحاربة فقط كي لا يكسر هذا القلب الذي ينبض بين اضلعها لكن في النهايه كل شي انكسر بذاتها
لذالك هي اختارت رحيلها قبل رحيل والدها فسرت كم عباتها ثم ضعت السكين على الوريد و رصته بقوه
وهي تخفت بالشهادة بنبرة باكيه وصوت مختنق جداً حتى صرخ فيها معاذ بصوت حاد مرتعب/لا يا مجنونه بعفي بعفي..
دانه رفعت راسها ونظرت فيه بعدم تصديق/تكذب علي؟..
معاذ بنبرة ميته/والله بعفي بس لا تسوين فيني كذا حرام عليك انا وبنتي مالنا غيرك..
دانه بتشكيك/احلف احلف انك تبي تعفي عن ابوي؟..
معاذ صمت لكنه قرر ان يتوقف عن التعلق في الماضي ويسمح له بالرحيل لابد يركز على ما بيده الان هي دانه
على حاضره وما الذي يمكن فعله اليوم وكيف يجعل منه شخص افضل واقوى يتنازل و يتقاضى لاجلها هي..
كل كسر يهون الا كسر الشعور والخاطر وكل فقد يحتمل الا فقد الحبيب اذا رحل عنك للابـــــــــد..
ولقد عفوت عن المسيء لانني بالرغم من عمق الاسى احببت ابنته ايام الوداد لم تنتهي فينا واخشى بعض الود لا يتجدد..
معاذ حلف من صميم قلبه/قسم بالله اني نويت العفو عن ابوك عشانك..
دانه تصلبت ثوان بعدم تصديق ويحدث ان تقاوم طوفان من الالم والحزن وتغرقك قطره من النجاه!!
رمت السكين بالارض ثم اتجهت لمعاذ راكضه و ارتمت بين احضانه وهي تشد ثوبه كي تجذبه اليها..
بينما صوت بكاها عالي جداً ودموعها اغرقت كتفه و عنقه وعارضه التي تقبلهما قبل متتالية بامتنان بري..
معاذ حضنها ودفن وجهه برقت كتفها موجوع جداً على قراره لكنه يستطع تحمل تلك الوجع والخذلان..
و لم يستطع وجع تحمل فرقها لو انتحرت امام عيناه يجن او ربما يطق عرق براسه ويموت من القهر..
الا يا قلب لا تحزن ولا تندم على ما فات..
ضروف الدهر مكتوبه وحزنك ما يغيرها..
ولو تبكي على اللي مات ما يرجع اللي مات..
وفرقا الاحبه مثل الموت لابد ان نسايرها..
تذكر اجمل الماضي تذكر اجمل الاوقات..
وعيش يومك فرحة وحزنك لا يكدرها..
وحسبك لا يضيع العمر بين الهم والاهات..
ليالي العمر لو تقسى جميلة لو نقدرها..
————————————————————
* ..المانيا..
شهاب منذ وصل الفندق استحم ثم بدل ملابسه وهتف بهدو/بطلع مشوار لو تبين عشاء اطلبي..
الظبي سالت بذات هدوئه/وين بتروح؟..
شهاب اجابها وهو يجلس يربط حذاه/قلت لك مشوار..
الظبي زفرت بغيظ/وانت اخذني معك عشان تحبسني بالفندق؟..
شهاب رفع راسه ونظر فيها بطولة بال/تونا واصلين ارتاحي وبكرا اخذك معي وين ما روح..
الظبي كشرت ملامحها/انت اصلاً منفس من وحنا بطيارة مادري شفيك..
شهاب وقف بزفرة/خلاص شفتي اني منفس اتركيني بحالي..
الظبي عطته نظرة ثم اتجهت لحمام/روح ماحد ماسكك..
شهاب غادر بينما الظبي استحمت كذالك ثم ارتدت بجامتها واتجهت السرير وتمددت حتى لم تطلب عشا
ثم ماذا تنطفي روحك الباهته وتجلس مفتقداً الهفه ماذا سيحصل في الفترة المقبلة من عمرك..
وكان حياتك لا تخصك عندما تنازل عن جمال الحياة التي هما الاطفال من اجل انسان احببته باخلاص..
لكنها رات شهاب اليوم غير عن كل يوم طول الرحلة ضايق صدره مشغولاً باله لن يتكلم الا سوال وجواب..
حتى الظبي شعرت بالملل لكنها كذالك هي مشغولة البال على دانه وطفلتها واقتراب قصاص والدها..
لا تعلم بتغيرات التي حدثت بغيابها زيارة دانه لوالدها وقرار معاذ بتنازل لاتعلم لتسعد من سعادة صديقتها..
الظبي ضلت تفكر ثم فتحت هاتفها تعبث بصور طفلة دانه وتقبلها وتبتسم لها حتى داهمها النوم لا شعورياً..
بعد ساعتين عاد شهاب للفندق باحث عنها بعيناه ليراها على السرير اقترب لها كي يتاكد بانها نائمه..
ثم انحنى وغطاها بالفراش بحنو وحمل هاتفها كي يضعه على الطاولة لتقع عيناه على صورة طفلة معاذ!!
ليشعر بحزن شديد الم يتعصر قلبه تخيل المستقبل دون اطفال ثم رحيل الظبي من حياته تخيل فتعمق..
حتى ضل يبحث عن استقلال حياته لو افتقدت الظبي ثم اشتاق اليها مؤلم هذا الخيال بل والله انه قاتل..
وهو لا يريد ان يعيش لحضه بدونها لا يقوى فراقها هي الحب والامان بنسبه له هي كل شي حرفياً..
لاباس يا قلبي فلا جديد في قوتك فكم من مره قد كسرت قد تالمت قد حزنت ومازلت حزيناً مكسوراً..
شهاب ارتدى بجامته ثم تمدد جوار الظبي وعيناه تراقب ملامحها التي تفتنه في كل مره يراها فيها..
اي والله انها على كيفي ولايقه لي..
كن ربي مفصل اوصافها على شاني..
لكنها تغيرت المشاعر اصبح كل ما يراها يشعر بتانيب الضمير من ناحيتها بانه احرمها من الامومة..
الظبي افتحت عيناها عندما شعرت بدفى شفتي شهاب على نعومة خدها ثم تعمق بتقبيلها عندما راها فاقت..
حتى ارتوى همس بحب/سبحان ربي زرعك بقلبي..
الظبي عطته نظرت زعل ثم صدت عنه ليبتسم شهاب بذات الحب/ليش زعلانه؟..
الظبي لم ترد عليه لانها مازالت زعلانه من تصرفه عندما تركها من اتت للفندق حتى لم ياخذها معه..
شهاب يراقب ملامحها وهي مبوزة شد له نفس طويل ثم زفر بصوت مسموع معبر عن ضيقته من زعلها..
لامن زعلت كانها تحملني ذنوب..
واذا ضحكت كانها تسوق البشاير..
ثم هتف معتذراً/اسف اني خليتك بروحك لكن والله كانت نفسيتي فعلاً زفت مالي خلق حتى على نفسي..
الظبي هتفت بعتاب/بس ولو انا وش دخلني تحملني فوق طاقتي بدل ما تراعي مشاعري بس صادني؟..
شهاب قبل جبينها بود/ما اصدك والله لكن مابي اضل يمك وانا معصب اخاف ازعلك علي..
الظبي تنظر له من تحت اهدابها/والحين يعني ما زعلتني؟..
شهاب ابتسم بمودة/مافي سبب يستحق انك تزعلين لكن انا اعتذر منك للمره الثانيه اني طلعت وتركتك..
الظبي التفتت له ثم خفتت بحنو/شهاب لا تفكر ابد ان بتخلا عنك لو ما نفع العلاج راح نحاول انا وانت وبضل معك حتى اخر يوم بعمري مو معناة كلامي انك تفقد الامل بالعكس يمكن ربي يرزقنا من اول خطوه..
شهاب شعر بنوع من الراحه لكنه هتف بوجع/انا ماودي احرمك من الامومة هاذي ابسط حقوقك ولكن بنفس الوقت ماقدر اعيش بدونك مستعد اسوي المستحيل عشان بس نجيب لنا طفل واحد يغنينا عن العالم ومن فيه..
الظبي هتفت بيقين/الله قال اسعى يا عبدي وانا اسعى معاك وحنا نبي نسعى ونسوي اللي ربي يقدرنا عليه لكن تاكد لو مانجح العلاج راح اكرره مره ومرتين وثلاث حتى يجينا ولد صغير حلو مثل ابوه..
لا تستهينو بالكلام الطيب احيان كلمة طيبه حنونه تكون جداً كافية لتنهض بشخص لتعيد له شغفه وحبه للحياة..
كافيه لتكون الدافع للمقاومة والمحاولة والوصول الكلام الحنون والتشجيع ينبت للمرء اجنحه..
غالبية الناس ممن حولك لا يحتاجون اكثر من كلمة تعيد لهم حبهم لانفسهم وهذا اكبر معروف بينهما..
لذالك شهاب فز قلبه وهو يهتف بيقين اعمق/الله يسمع منك حتى انا عندي حساس انك بتحملين وتجيبين للي ولد يشيل اسمي وشيل غلاه مثل امه..
الظبي ابتسمت بينما عيناها التي تنظر له تلمعان فهي كانت ومازالت تحبه كل يوم تكبر فيه يكبر حبه معها..
عادك بقلبي وعاد الحب الاول ما تغير
كنك العادات والاعراف في دم القبايل..
الظبي تنهدت بعمق/الله كريم بس عاد انت مو بس متضايق ومنفس علي..
شهاب شدها برفق لحضنه/والله العظيم ما اقوى زعلك لكن امس فعلاً كنت حيل متضايق بسبب امي ونمر..
الظبي سالت باهتمام/ليش وش صاير؟..
شهاب زفر بغبنه/امي طلعت من بيتها وراحت بيت اخوها تحسبه يبي ينفعها..
الظبي مسدت عارضه برفق/لا تضايق نفسك امك وابوك مو صغار هم يعرفون يحلون مشاكلهم بينهم..
شهاب ينظر عيناها من قرب بولع/ماعاد يهمني الا انتي اللي ضحيتي بكل شي عشاني..
الظبي ابتسمت بعذوبه/عشان تعرف اني احبك..
شهاب شد احتضانها بولع اعمق/وانا اموت عليك..
—————————————————————
* ..قصر النمر..
كانت سلطانه وعزيزة يجلسان بغرفة الضيوف التي جهزت العامله فيها سرير خاص لها كي تنام فيه..
بينما شروق وغروب وشهد يحيطان سرير الطفل يراقبانه ببتسامه بريئه وفرحة لا تصوف بقدومه..
عزيزة جداً غاضبه/مستحيل يكون معاذ صاحي اكيد ان بنت وصايف غسلت عقله كيف فكر يتنازل عن ثاره وهو سنين يبحث عنه..
سلطانه اجابتها بحزم رقيق/يا عزيزة ترا الكلام اللي تقولينه محاسبه عليه امام الله البنت مالها بذا الدنياء الا ابوها اكيد انها تبي تحارب عشانه..
عزيزة زفرت بانفعال/جعلها للحرب اللي يقع على راسها هي وابوها ومعاذ معهم..
سلطانه حقاً عصبت/معاذ اللي فيه مكفي ماشفتي حالته اذا ما رحمتيه انتي يا امه من يرحمه؟؟..
عزيزة تضرب فخذيها بكفيها بغبنه/هي اللي امرضته بنت وصايف جننته بفعايلها تهدده بالانتحار..
سلطانه تنهدت بحزن/الله لا يحطنا مكانها..
قاطعت كلامهما غروب التي تسال بفرحة/ماما متى يجي شامخ ينام معنا بغرفتنا؟..
سلطانه اجابتها بحنو/لين يكبر شوي..
شروق سالت برائه/ومتى يكبر؟..
سلطانه ابتسمت بامومة/كل يوم يكبر شوي..
شهد تنظر لطفل بلهفه/وانا كل يوم بجيكم عشان اشوفه..
غروب برائه/انتي اصلاً سكنتي عندنا امك تقول ماعاد ترجعون بيتكم..
سلطانه سالت بغرابة/ليش امها وينها؟..
غروب التفت لها/نايمه بغرفة جدتي..
سلطانه حقاً انصدمت/شيخه هنا من متى؟..
شهد من اجابتها/اي جينا العصر امي تقول خلاص بنسكن معكم..
سلطانه وعزيزة تبادلان الانظار باستغراب او ربما صدمة لتو يعلمان بان شيخه موجودة معهما بالقصر!!
حتى هتفت عزيزة بحزم/يلا اطلعو نامو امكم تعبانه وتبي تنام..
شروق هزت راسها برضى/اي عشان نصحى الصباح وشامخ كبران ونلعب معه..
غروب تقبل خد والدتها/تصبحين على خير ماما..
سلطانه بحنو رقيق/وانتم من اهل الخير حبايبي..
عندما غادرت البنات عزيزة خفتت بغرابه/وش عندها شيخه طالعه من بيتها؟..
سلطانه هزت كتفيها بمعنى لا اعلم/علمي علمك بس اكيد صاير شي كايد..
عزيزة زفرت بخفوت/وجع ماحد قال لنا انها هنيه اكيد وراها شي ليش اجل يخبون علينا؟..
سلطانه اجابتها بثقه/لا طبعاً ماحد خبى علينا لكن ما امدى احد يقول لنا بعد اللي صار لمعاذ حتى نمر مادري وين راح؟..
عزيزة رصت على اسنانها/معاذ يبي يذبحني بتصرفاته لكن انا ماراح اسكت عنه لو تنازل عن راشد راح اتبرى منه..
سلطانه تنهي النقاش/ماهو وقت ذا الكلام..
عزيزة قفت عندما سمعت الطفل بدا بالبكا ثم عملت له حليب رضعته حتى نام هتفت باهتمام/كلمي الخدامه تجيب للي فراش بنام عندك؟..
سلطانه اجابتها بمودة/لا انتي روحي نامي بالغرفه الثانيه و ارتاحي الخدامة تجي تنام عندي وتهتم بشامخ معي..
عزيزة برفض هادئ/لا انا اللي بنام عندك واهتم فيك و بولدك..
سلطانه ذات المودة/قلت للخدم يجهزون لك الغرفة القريبه مني لو احتجت شي ناديت عليك وبعدين نمر اكيد يمر علينا ماراح تاخذين راحتك..
عزيزة كشرت ملامحها/ليكون تبيني انام بغرفة مرته اللي طلق بس؟..
سلطانه اجابتها بهدو/ايه بس ترا غيرت اثاثها كامل من زمان يعني راحت وراح اثرها..
عزيزة مازالت مكشره/احسن جعلها تلحق ولدها ونرتاح منها..
سلطانه بحزم هادئ/حرام الدعاء ترا هي انسانه و لها اهل يبونها بعدين وفاة ولدها موجع الله يكون بعونها..
عزيزة هزت راسها باسى/انا مادري انتي كيف تفكرين بس حرام حرام..
ثم ردفت بتسال/المهم عمتك وين نايمه؟..
سلطانه اجابتها باسمه/عمتي عمتك على العموم نامت بغرفتها..
عزيزة هتفت بحرص وهي تتجه الباب/لو احتجتي شي كلميني..
سلطانه تمددت بتعب نصف ساعه وسمعت صوت نمر الثقيل يعلن وصوله/احم احم..
نادت عليه بنعومة/ادخل مافي احد..
نمر دخل مازال بتالقه الثوب الابيض مشدود على عضلات صدره ناسف شماغه بترتيب بيده مسباح..
هتف بذات النبرة الثقيله/مساءالخير..
سلطانه اجابته بهدو/مساء النور..
نمر اقترب ثم انحنى كي يطل على الطفل ليسال باهتمام/شلونه؟..
سلطانه اجابته ذات هدوئها/ماعليه الحمدلله..
نمر رفع راسه وركز عيناه بعيناها/وانتي شلونك؟..
سلطانه بنبرة موجعه/ماني بخير..
نمر قطب ثوان ثم اقترب وجلس جوارها على السرير بينما هي مازالت مدده سال بتوجس/ليش شفيك؟..
سلطانه بذات النبرة/كيف تبي اصير بخير و معاذ رجع للابر انا ما تخطيت حالته اللي صابته بوفاة ابوه عشان ترجع له الحين اسوى من قبل هو يمر بظروف صعبه لكن ماحد كان منتبه له كلن مشغول بحياته..
نمر يستمع لها بصمت بينما عيناه تنظر المسباح الفضي الذي يخلخله بين انامله حبه حبه بكل هدوء..
هي امراءة العقل الذي يحسب حساباً لكل شيء..
وهو رجل الشعر الذي لا يقيم حساباً لاي شي..
سلطانه تكمل كلامها بحرقة/ليش تعارضونه على فعل الخير خلوه يعفي و يعيش ما تبقى من عمره تعب من المعناه حتى ضاع شبابه..
نمر التفت لها بحده/اي خير يا سلطانه وهو سنين يدور على قاتل ابوه يوم لقاه يبي يعفي عنه بكل سهوله؟..
سلطانه تنظر له بحزن واضح/يانمر حس فيه لو قص رقبة راشد مرته راح تنتحر صدق ويبلش هو بعمره من يبي يتحمل مسولية بنته بعدين هو عاش اليتم ولا يبي بنته تعيش اللي عاشه..
نمر بغضب اقرب للقسوة/احسن خلي تنتحر وتلحق ابوها بدل المره مره انا ازوجه بنت شيوخ تسواها وتسوى اهلها السرابيت وبنته ماهو عاجز عن تربيتها..
سلطانه زفرت بقهر/عاد انت جربت العرس من بنات الشيوخ ودك ان قبيلتك كلها تعرس على حريمهم عشان يعيشون اللي انت عشته مراهقه على كبر..
نمر رفع حاجبه/رجعنا لطير يلي؟..
سلطانه صدت عنه بغيظ/انا ارد على كلامك كل كلمه والثانيه قلت بنت شيوخ..
نمر صمت بينما عيناه تراقب ملامحها الجميلة وهي صاده عنه بزعل واضح لا يعلم غيرتها متى ان تنتهي؟..
اناظر وجهها بعين وشعور ولهفه وترحاب..
على وجهها حياة جميلة تستحق اني اتاملها..
سلطانه عندما راته صمت زفرت من طرف انفها/بنام طف اليت و اطلع..
نمر سال بهدو/اعتبرها طرده؟..
سلطانه عادت تنظر اليه/قلت لك بنام..
نمر مد يده ومسد صفحة خدها بانامله/والى متى بتنامين هنيه وانا انام بروحي؟..
سلطانه اجابته بخبث/اربعين يوم ويمكن اكثر بعد..
نمر عقد حاجبيه/سلامات وانا وش يصبرني اربعين يوم؟..
سلطانه اتسعت عيناها/نفاس يعني وش رايك انت؟..
نمر اجابها بثبات/ادري نفاس وماني جاهل بذي الامور لكن على الاقل تعالي نامي عندي ماراح اكلك..
سلطانه هتفت بعذوبة/ماقدر اطلع الدرج لين ارتاح كم يوم..
نمر امسك كفها وقبل باطنها قبلة دافئه/عسى ما تعبتي من الولادة؟..
سلطانه تنظر ملامحه الرجولية بحب/شوي تعبت لكن الحمدلله كل شي يهون لاجلك انت وشامخ..
نمر يبادلها الانظار بحب اعمق/جعلني والله ماخلا منك ومن حسك بس تخلصين الاربعين بنسافر انا وانتي وشامخ وخواته..
سلطانه تسال باسمة/وين بتسفرنا؟..
نمر اجابها بذوبان/انتي اللي تختارين اشري باصبعك وين تبين وحنا نمشي تحت امرك..
سلطانه اتسعت ابتسامتها بدلع/خلاص ابي سويسرا بحقق حلم شروق تروح قرية هايدي..
نمر ابتسم بلطف/من عيوني احقق حلم شروقي تستاهل حبيبة ابوها..
سلطانه خفت بوجع/وحتى غروب لا تقسى عليها نمر تراها طفله ما تعرف الصح من الخطاء..
نمر هتف بنبرة خاصه/انا لو اقسى على العالم كله ما قسيت على بناتي مهما اخطت غروب بتضل قلبي اللي ينبض بين ضلوعي..
سلطانه امسكت كفه وحضنتها على صدرها/الله لا يحرمنا منك انا وبناتي..
نمر انحنى وقبل جبينها/ولا يحرمني منك انتي وبناتك وشامخ..
ثم نهض واقف وهو يتحسس مخباه/يلا تبشن شي بطلع انام؟..
سلطانه سالت بتوجس/صدق شيخه موجودة؟..
نمر اجابها بثبات/اي وبتضل عندنا فتره مابي احد يضايقها تراها تعبانه ومحتاجة راحه..
سلطانه ذات التوجس/ليش شفيها صاير بينها وبين محمد شي؟..
نمر ينهى النقاش باسلوبه الخاص/خليك منهم المهم جوالي عام لو تحتاجين شي اتصلي علي انزل لك..
سلطانه هتفت بنوع من الرجا/ابي شي واحد قبل تنام فكر بمعاذ ارجوك نمر لا تقسى عليه وتذكر انه يتيم وماله بعد الله الا حنا لو ما وقفنا معه من يبي يوقف معه؟..
نمر هتف بحزم شديد/اتمنى انك ما تدخلين اللي بيني وبين معاذ خلي بينا حنا نحله يا هو يقنعني ولا انا اقنعه وانتهى الامر..
سلطانه هتفت بغصه/لو حاولت ما اتدخل كل ماشوف معاذ يتقطع قلبي الف قطعه ماقدر اتخلى عنه..
نمر بتحذير جدي/سلطانه هاذي الامور تخصنا يا رجال يعني تدخلك يضرك ما ينفعك..
سلطانه فقدت الامل منه وهي تراه يتجه الباب ويردف بحزم/تصبحين على خير..
————————————————————
* ..القرية..
دانه كانت تجلس على سرير منذ وصلها معاذ للبيت وهي حاضنه طفلتها وتبكي بخفوت لكنه موجع جداً..
هي حقاً فرحانه بان معاذ قرر العفو عن والدها لكنها غير مطمئنه لاهله ما تخشاه بان يعارض احد منهما..
او ربما معاذ يتراجع عندما يفكر ثم ماذا حينها قد تكون الحياة بنسبه لها انتهت لن تستحق العيش فيها.
ولكن عندما تكون متفائل مصر على قرارك بالحرب حتى تصول للعفو عندما تكون نقياً من الداخل..
يمنحك الله نورا من حيث لا تعلم ويحبك الناس من حيث لاتعلم تاتيك مطالبك من حيث لا تعلم..
صاحب النية الطيبه من يتمنى الخير للناس اجمعين دون استثناء فسعادة الاخرين لن تاخذ من سعادته..
وغناهم لم ينقص من رزقه وصحتهم لن تسلبه عافيته فقط كن صاحب النيه الطيبه والاثر الطيب..
فهي دانه نيتها طيبه اثرها طيب لن توذي احد حتى احبها الجميع وقررت الجدة ومعاذ بتنازل من اجلها..
فتح باب الغرفة ودخل معاذ وجهه ذابل مرهق متعب ومع ذالك هتف بثبات/سلام..
دانه تنظر له بقلق/عليكم السلام وش صار؟..
معاذ تقدم وجلس جوارها على السرير ثم اخذه طفلته التي تنام بين احضانها حضنها على صدره وغلق عيناه..
دانه ارتعبت من تصرفه/معاذ شفيك ليكون تراجعت عن كلامك انت وعدتني؟..
معاذ افتح عيناه ونظر فيها بارهاق/دانه انا اذا قلت كلمه مستحيل اتراجع عنها لكن المشكله ماهي فيني انا ولا بجدتي المشكله امي وعمي ما يبون يتنازلون..
دانه قفت بصدمة ورعب/كيف يعني ابوي يبي يقص؟..
معاذ رفع راسه وعيناه بعيناها/لا طبعاً لو واحد منا تنازل والباقي عارض يطلب ديه للعفو..
دانه عادت جالسه وهي تمسك عضده وترجاه من بين دموعها/مافي وقت اجمع ديه تكفى معاذ ابوي لا ينقص تكفى انا بوجهك..
معاذ وقف ثم ضع طفلته بسريرها وعاد لدانه شدها برفق وحضنها بين ذراعيه/لا تخافين وانا معك اضحي بروحي عشانك..
دانه تبعد عنه قليلاً وعيناها الدامعه تنظر عيناه/اثبت حبك معاذ والله انك اثبته..
معاذ هتف بحزم هادئ/بما انك عرفني وش كثر احبك عندي شرط لازم نتفق عليه قبل العفو..
دانه قطبت جبينها/وش؟..
معاذ اجابها ذات الحزم/ابوك يرحل من السعوديه يسافر مابي اشوفه ابد تنسين ان لك ابو على قيد الحياة..
دانه انفجرت باكية/ماقدر والله مالي بذا الدنيا غيره..
معاذ بنبرة حاده جداً/دانه لا تنسين انه هو اللي قتل ابوي فوق على ذا بتنازل عنه عشانك انتي لازم تنازلين عشاني الحب يبي له تضحيات..
دانه مازالت تبكي/طيب ليش تبي تحرمني منه؟..
معاذ بذات النبرة الحادة/لاني كل ماشوفه راح اتذكر انه هو قاتل ابوي وراح اندم اني تنازلت عنه..
دانه هزت راسها بضعف/موافقه اهم شي ما تقصونه..
معاذ باصرار على كلامه/انفقنا مو لا عفيت عنه غيرت كلامك؟..
دانه ارتمت على صدره ودفت وجهها بين اضلعه/لا ماراح اغير كلامي احاول اقوي قلبي على فراقه..
معاذ دفن انامله بشعرها ومسد فروة راسها بحنو/انا موجود اغنيك عن العالم كله..
دانه رفعت راسها وقبلة ذقنه/انت اصلاً اهلي وجماعتي وقبيلتي كلها يكفي انك عفيت عن ابوي عشاني يكفي انك تبي توقف بوجه الجميع عشاني يكفيني كل هذا..
معاذ تنهد بعمق/من اول يوم شفتك فيه دخلتي علي بغرفتي و طلبتيني احميك من العرس وقلبي عاد لحياة بعد ما كان ميت حسيت اني انسان مثل غيري عندي مشاعر حبيتك من اول تظره حاولت اكذب احساسي وقول انه مجرد اعجاب طلع العكس صحيح..
من زبنتني في قفص صدري من اول مره..
ارتعي بين الضلوع و غامري و اتجهي..
انتي بوجهي من الايام و الحياة المره..
لين اخليها مع الايام تكره وجههي..
دانه دموعها تغرق وجنتيها/وحتى انا والله يا معاذ اني احبك حتى المعاناه اللي مريت فيها معك الفتره الاخيره ما نقصت من حبي لك والله انه كل يوم يزيد عن يوم..
معاذ خفت لها بنبرة رجولية/انتي اغلى من عيوني الثنتين وحبابي..واغلى من الناس غايبها وحاظرها..
ثم انحنى و داعب انفها بانفه/تعبان يا دانه محتاج راحة بعيد عن العالم والناس..
دانه قبلة شفتيه بنعومة/وانا محتاجة حضنك الدافي وهمسك وحنانك وكل تفاصيلك..
——————————————————
** تحياتي(شغف)..
|