كاتب الموضوع :
عيون الود
المنتدى :
المنتدى العام للقصص والروايات
رد: رواية زئير النمر لا يقتل الفريسه..للكاتبة ( شغف)..
..رواية زئير النمر لا يقتل الفريسه..
للكاتبة (شـــــــــغف)..
ربما ذاك الزئير لا يقتل ، لكن قد يخلق ضعفًا وانهزامية عظمى داخل النفس ..يظل يتردّد صداه في المسامع..فيهزّ الأوتار ويؤلم أشد الإيلام !!
ربما الزئير يقتل طموحًا أو يُقوّي روحًا؟؟..
(ادعو لوالدي برحمه والمغفره)..
~\البارت الخامس و الستون /~
..المستشفى..
نمر قبل جبين شروق بحنان لايخلو من وجع/الحمدلله على سلامتك ياروحي..
شروق تنظر يدها المجبرة وعينيها تدمعان/بابا يدي انكسرت خلاص ما يصير للي يد؟..
نمر مسح على شعرها بذات الحنان الموجع/لا يا بابا يدك موجودة لكن تحتاج جبيرة عشان ترجع نفس قبل..
شروق بدات شهقاتها تزيد/بس توجعني بابا..
نمر حضنها بصمت ليرن هاتفه بمخباته اظهره ورد بهدو/هلا معاذ؟..
معاذ يتسال برعب/نمر شروق شفيها؟..
نمر قطب جبينه/مافيها الا العافيه ليش؟..
معاذ ذات الرعب/طيب وينها امها راح تموت من الخوف؟..
نمر انقبض قلبه/طمنها معاذ شروق طيبه بالمستشفى بس تاخذ مسكن ونطلع..
معاذ بحزم شديد/اي مستشفى بجيبها تطمن عليها؟..
نمر تنهد بعمق ثم ابلغه عن المستشفى ورقم الغرفة نصف ساعه ودخلت سلطانه بينما كل اطرافها ترتعش
ثم رفعت نقابها عن وجهها من رات نمر يقف امامها سالته من بين شهقاتها المتقطعة ودموعها المنهمرة
حتى انها لم تنتبه لوجود شروق/وين شروق وينها؟..
نمر من غير مقدمات شدها وحضنها بين صلابة ذراعية تحت مراقبة معاذ الذي يقف بصمت موجع..
نمر يهتف بحنو بالغ/اهدي اهدي شروق طيبه..
سلطانه تشد جيبها وصوت بكائها يزيد/حلفتك بالله وين بنتي وينها؟..
نمر ابعدها ثم اشر على شروق بحنو اعمق/هذا هي قدامك مافيها الا العافية..
سلطانه تقترب لشروق وتحتضنها لتنفجر باكية على صدر والدتها/ماما يدي انكسرت..
سلطانه كانت تبكي معها وهي تشكر الله بانها لم تموت وتترك بقلبها بصمة حزن لا تزول/الحمدلله ياربي الحمدلله..
معاذ اقترب وقبل انف نمر بمودة/الحمدلله على سلامتها..
نمر هتف بنبرة مرهقه/الله يسلمك..
معاذ ينظر سلطانه التي تمسح على شعر شروق وعيناها تنظر جبيرتها بينما دموعها تزداد بالم عميق.
تنهد ثم خفت بحزم هادئ/انا بروح لغروب اتطمن عليها و اجيبها وانت انتبه لسلطانه اخاف تتعب..
نمر خفت بحرقه/يالله نسيت غروب مادري وش صار فيها..
معاذ يطمنه بيقين/ان شاءالله انها بخير وهي اللي دقت على امها وعلمتها..
نمر يشعر بان شرايين قلبه تمزق عليها/بكلم السواق يجيبها انت ارتاح..
معاذ هز راسه بنفي/لا انا بروح اطمنها وجيبها معي..
نمر صمت بينما هو يراقبه حتى غادر ليعود ينظر في سلطانه الذي مازالت تحتضن شروق ودموعها لا تقف.
اقترب لها ثم هتف بنبرة حانية عميقه/خلاص سلطانه ارحمي نفسك واللي بطنك شروقي طيبه كسر بسيط ويجبر..
سلطانه ترفع راسها وتنظر فيه من بين دموعها/كيف صار كذا نمر وينك عنهم؟..
نمر اجابها بحسره/هذا اللي ربي كاتب لو كنت عندهم ماني راد المكتوب..
سلطانه خفتت باختناق/غروب وينها ليش تخلونها بروحها..
نمر اقترب لها ثم حضن راسها على صدره وانحنى وقبل جبينها/راح معاذ يجيبها خلاص انتي اهدي..
سلطانه لم تبتعد بل كانت تدفن وجهها بعرض صدره ليزداد صوت بكاها ونمر يشد احتضانها بحنو خالص..
يؤلمه ارتعاشها بين يديه ودموعها التي تغرق ثوبه وانفاسها تبعث قشعريرة قارصة في كل خلاياه..
هل تتعمد ان تؤلمني بصوت بكائها هل تتعمد ان تعاقبني بطريقة تمزق قلبي لان ضعفها هكذا يقتلني..
ولكن قربها ينعش روحي ولهيب انفاسها تحرق حناياي احساسي بذوبان منها واليها غمر جميع الاحاسيس..
هي لم تستطع ان تهدى قليلاً مازالت رجفة الرعب من الموت ترجف قلبها بسبب تفكيرها بالحياة بعد شروق
لكن يكفيها بان نمر اخذها بالاحضان ولم يكرر الخطايا ويتهمها بالاهمال بسبب عنادها حدث الخطر لبناته..
بل رات بعيناه الحاده لمعة حزن مهما اخفائها عن الجميع هي لا تخفيها نمر يقاوم الانكسار والفقد..
ولكنها ترا الزمن لم ينصفه وهذا ما تخشاه هي تفقد بناتها لانه هو من تسبب برعب قلبها بعد وفاة شامخ..
الامان يولد الحب والحب يقتل الامان فحين نحب نقلق على اشياء كثيره ونعيش في دائرة مغلقه من الخوف وقد نصاب(بعقدة الفقد)..
نمر مال وهمس بعمق اذنها بعتاب/الحين تاكدتي اني انا وبناتي بدونك ضايعين؟..
سلطانه تهمس من بين دموعها/انت السبب بكل اللي فينا انت يا نمر..
نمر امسك ذقنها ورفع وجهها المتفجر احمرار لوجهه وعيناه تغوص بعيناها/عطيني فرصه اصحح اخطائي ووعدك انتي وبناتك ماعاد تحزنون وانا حي بس ارجعي لنا..
سلطانه تنظر له بثبات/لو برجع رجعت عشان بناتي مو عشانك..
نمر ابتسم بثقل/راضي والله راضي بس ارجعي..
ابتعد عندما دخلت غروب كاعصار بينما عيناها غارقه بدموعها و شهقاتها تعالى اوجعت قلب والديها حقاً..
نمر انحنى وحملها بخفه ثم حضنها على صدرة ليعتلي صوت بكاء غروب وهي تطوق عنق والدها وتشد عليه.
نمر همس لها بالم/بابا ليش تبكين شوفي هاذي شروق طيبه وبخير..
غروب لم ترد مازالت تحضنه وتبكي بينما سلطانه كذالك تبكي وهي تراقب بحسره وندم بانها تركتهما..
تسال بينها وبين نفسها كيف اطاعها قلبها ان تترك طفلتيها وحيدات كيف ان تعتمد على عامله بتربيتهم؟
وهي تعلم بان والدهما اغلب وقته مشغول مابين الشركه ومابين قضية شقيقه ومابين القبيله واحوالها
لم تكن قاسيه كهذا من قبل برغم انها الحياة قست عليها ولكنها صبرت كابرت وتجاوزت لاجل طفلتيها..
لماذا لم تنازل عن عنادها قبل شهرين وتعود حينما كان نمر يحاول بصلح لم تفكر بان الحياة صعبه جداً
صعبه لانها قد تسبب لطفلتيها بصدمة نفسيه او وكعه صحية كما حدث لشروق الان تمـــــــــاماً..
———————————————————-
..القرية..
شداد يتسال بغرابة/علام معاذ جايب مرته عندنا؟..
الجدة نشميه التي تجلس قريب من النار تدفي كفيها المجعدة اجابته بهدو/مادري عنه يقول ان ابوها هاجم على بيته يبي يخطفها..
شداد عقد حاجبيه البيضا/عوذه وعسى طرحوه؟..
الجدة نشمية تنهدت بضيق/لا بالله يقول انه هج حسبي الله عليه..
شداد هتف برحمة/وكلي ربك وانا اخوك وين بيروح مرده للقصاص..
الجدة نشمية تهتف ذات الضيق/والحين بنته مادري وش السواه معها؟..
شداد هتف بحزم/خليها عندنا لين تيسر امور معاذ ما علينا ضيق الحمدلله انا اجلس بالمشب ماني عندها..
الجدة نشمية تسال باهتمام/ما كلمت شهاب شلونه وشلون بنيتي اتصل على رقمها مقفل؟..
شداد اجابها بنبرة ابوية/الا بالله اني كلمته ويقول انه طالع شغل وظبي يعين ابوها نايمه لا صحت تتصل علينا..
الجدة نشميه تنهض واقفه/الله يحفظهم تبي شي بروح اوضي قبل الصلاة؟..
شداد ينظر فيها بمودة/ابي سلامتك وانا بعد بروح المسجد قبل الاذان..
الجدة نشميه تتجه الباب وهي تهتف بتوصيه/لا بغيت شي ناد على سعديه ترا البنت داخل بالغرفه ما تطلع..
عندما توضت وانتهت من صلاة العشاء رتبت السجادة ليطرق باب غرفتها بخفه وتدخل سعديه بهدو..
التفتت لها الجدة نشمية بتسال/هلا سعديه في شي؟..
سعديه هتفت بضيق/جدة هاذي بنت مافي اكل شي من الصباح بس يشرب مويا..
الجدة نشميه تنهدت بحيره/علامها يا دافع يمكن ما تشتهي عيشتنا؟..
سعديه اجابتها بذات الضيق/انا كلام يبغى اكل ثاني انا اسوي هي كلام مايبغى شي..
الجدة نشمية نهضت واقفه بثقل/الله المستعان بروح اشوفها..
اتجهت لغرفة الظبي التي تسكن فيها الان دانه طرقت الباب ثم فتحته ودخلت وهي تحامل على عصاتها..
عندما دخلت رات فتاة جالسه على السرير حاضنه ركبتيها على صدرها و دافنه وجهها بين ركبتيها..
لفت انتباها بياض ذراعيها وساقيها لانها ترتدي قميص ميد ربع كم برغم البرد قطن بالون العنابي الغامق.
فهي لم يسبق وراتها من قبل منذ اتت البيت تحاشى رؤيتها لانها ابنة قاتل ابنها حتى ولو حاولت تجاهل لم تسطع..
الجدة نشميه سالت بثقل/علامك ما تاكلين؟..
دانه رفعت راسها فوراً من سمعت نبرتها هي تلك الجدة التي راتها تجادل معاذ اول ما اتى فيها للبيت؟..
كانت نبرتها حانيه وهي ترحب في معاذ قبل ان ترا من معه ونظراتها حانيه لكنها تحولت لغضب عندما راتها؟
لاتعلم دانه لماذا شعرت بان قلبها اصبح له جنحان ترف عند نبرة صوتها و رؤيتها عيناها من تحت البرقع..
برغم غضبها لكن قلب دانه يراء في عيناها لمعة حنان مصفى وبنبرة صوتها الامومي يشعرها بالامان..
من علامات الحنية تلك الطيبه التي لا ترى بالعين ولكنها تلمس بالقلب التي تمسح على ندبة كل قلب كسير ليشعر من حولها بالامان..
الجدة نشميه انصدمت بالفعل عندما رفعت راسها ونظرت لها لم تتوقع بان زوجة معاذ بتلك الجمال..
عيناها برغم انها ذابله بالحزن ولكنها فاتنه ناعسه اهدابها متراصه انفها منحوت وصغير شفتيها مزمومة
جمال تلك الفتاة يفرق عن جمال الظبي الناضج التي يثير ويفتن وجمال سلطانه كرصاصة يصيب ويقتل..
جمال دانه برئ فيس وجهها طفولي خديها ممتلئه وهذا ما حرك مشاعر الجدة تجاها برائتها الواضحه..
ولكنها حقاً ساحره لا تلوم قلب معاذ لو تعلق فيها نظره واحده من عيناها تحرك احاسيس من يراها..
حتى لو انها حزينه ومكسورة تبقى جميلة ويبقى ذنب الجميلة عيناها في الحزن فاتنه لا احد يصدق خيبتها..
جميلة محيا و سمحة خلق ودقيقة عود..
عزال تقود الغيد ماهيب تنقادي..
الجدة نشمية عادت السوال للمره الثانية لكن بنبرة مختلفه اقرب للحنان/علامك ما تاكلين خاطرك شي تسويه لك سعديه؟..
دانه خفتت باختناق/لا مابي شي..
الجدة نشمية تنهد بهم/لاحول ولاقوة الا بالله الجوع ماهو زين عليك وانتي ناقل..
دانه امتلت عيناها بدموع/خليني اجوع عشان اموت ورتاح..
الجدة نشميه انتفضت بجزع/هب يا شر اللي تقولين حرام ما يجوز الحياة والموت بيد الله..
دانه انفجرت باكية بحزنها المعتاد/بس انا تعبت من الحياة مابيها..
الجدة نشميه هتفت بحنو كما لو كانت تحادث طفلة وليسا ابنتة راشد/قومي يامك توضي وصلي و تعشي عشان اللي بطنك وش ذنبه تجوعينه؟..
دانه تهتف من بين شهقاتها/والله ان الموت ارحم له وللي..
الجدة نشميه هزت راسها بياس/لاحول ولاقوة الا بالله..
ثم اتجهت الباب وخرجت لغرفتها اتصلت على معاذ لكنه لم يرد لذالك تنهدت بضيق شديد ثم تمددت..
لكن قلبها مشغول كيف تنام وتلك الفتاة البريئه لم تاكل من الصباح تشعر بذنب ناحيتها هي وجنينها..
——————————————————-
امنه تسال بحزن/حتى انتي سلطانه بتروحين يبي يفضى علينا البيت؟..
سلطانه تنظر فيها بمودة/لا ان شاءالله ماراح يفضي انا والبنات كل بين فترة نجي عندكم بيت ابوي نطمن عليك وعلى عزيزة..
امنه تنهدت ثم صمتت لتكمل كلامها سلطانه بذات المودة/ومن ناحيت دانه خذها معاذ عند عمتي نشميه تقيه نقيه وانقى حتى من الماء..
امنه بحزن اعمق/بس ولو دانه مسكينه محتاجه رعاية واهتمام..
سلطانه تنهدت بعمق/تطمني هي الحين بيدين امينه لا تحاتينها عمتي حتى عدوها ترحمه ما تظره..
امنه لمعت عيناها/الحمدلله اهم شي تكون عند ناس ترحمها..
ثم ابعدت للكبت بتسال/اجهز كل اغراضك؟..
سلطانه اجابتها بهدو/اي الله يعافيك كلهم..
ثم جلست على السرير تراقب امنه التي ترتب شنطتها من اجل تعود لبيتها وبناتها في المساء برفقة والدهما
فهي قررت وانتهى الامر بان تعود لنمر لاجل طفلتيها لانها تعلم جيداً بان الحياة لم تستمر الا بتنازل..
حتى ولو كانت من داخل مازالت تحمل بقلبها عليه لم تستطع تنسى سبب مدة يده عليها من اجل حملها؟..
فهي لم تعتاد على الضرب منذ كانت صغيرة والديها مدللينها ومعطينها الثقه بذاتها حتى كبرت ولم تتغير..
زواجها من نمر بالبداية كان يزيدها دلال وثقه وامان حتى توفى شامخ تدهورت حياتها ودمرت نفسيتها..
لكنها تجاوزت و اعتادت قوتها صبرت تجاهلت كابرت من اجل طفلتيها ولكن صدمها نمر بمدة يده لاول مره
لذالك نفذ صبرها وقررت الانفصال وتخلت حتى عن طفلتيها لم تفكر ماذا يحدث لهما بغيابها عن البيت..
حتى كل من سالها ما السبب الذي جعلها تتخلى عن بناتها وهي من كانت صابرة برغم قسوة الاربع الاعوام؟
التي مرت فيها كانت اسوى ايام حياتها لكنها تجاوز مامعنى الان تترك طفلتيها لكن جوابها عليهم صمت
لا تسالوني وش جرء في حياتي..
خلوا همومي بالحشى مستقره..
الصمت ثوبي والمواجع عباتي..
والحزن كله وسط قلبي مقره..
لو استعيد بواقعي ذكرياتي..
احيا واموت بالثانيه الف مره..
همي يجيني من جميع الجهاتي..
تعدا حدود الفلك والمجره..
وختاماً بعد تلك المعناه عادت من جديد لاجلهما وهي تحاول تنسى ما فعل والدها فيها من قبل وبعد..
سلطانه كانت تفكر وتفكر حتى دخلت عزيزة لتقف هي بتسال/هلا عزيزة متى صحيتي؟..
عزيزة تهتف بهدو/من ساعه وانا انتظرك انتي وامنه تمرون علي بالغرفه وجيت انا ادور عليكم..
سلطانه تهتف بعذوبه/ما دريت انك صحيتي وامنه عندي ترتب معي اغراضي برجع لبيتي..
عزيزة اتسعت عيناها صدمة/بترجعين بيتك ماسرع؟..
سلطانه ابتسمت بلطف/مو انتي اللي كنتي تلحين ارجع وش غير رايك..
عزيزة اجابتها بجدية/لا والله ما تغير رايي ودي ترجعين اليوم قبل بكرا بس استغربت كلامي اثر فيك بذا السرعه؟..
سلطانه تنهدت بعمق/برجع عشان بناتي شروق طاحت وانكسرت يدها وغروب مسكينه مرتاعه وانا خلاص مافيني اكابر وخليهم..
عزيزة لمعت عيناها/متى صار كل ذا؟..
سلطانه تنظر فيها بحنان/قبل شوي والحين هي طيبه خذاها ابوها البيت وبيجي شوي ياخذني..
عزيزة هتفت بحسره/مسكينه شروق والله ما تستاهل وزين ما تسوين وانا اختك بناتك بحاجتك..
ثم التفت لامنه التي تهتف بهدو غريب/سلطانه انا خلصت اغراضك تبين شي ثاني قبل اجهز اغراضي انا وعزيزة؟..
سلطانه هتفت بامتنان/مشكورة يا امنه..
امنه اتجهت الباب وخرجت بينما عزيزة تراقبها بغرابه ثم سالت بذات الغرابه/علامها امنه كانها متضايقه؟..
سلطانه تنهدت بوجع/مادري يمكن تعبانه خليها على راحتها..
عزيزة هتفت بحزم هادى/وش اخليها على راحتها حرام يمكن تعبانه ولا عيالها محتاجين شي وهي متضايقه؟..
سلطانه بحزم اهدى/لا انا سالتها قبلك بس تقول انها تعبانه ومحتاجه راحه..
ماذا تقول لها بان امنه مازالت حزينه على فراق دانه وتشعر بالوحده والحسره والوجع ناحيتها وهي حامل..
عزيزة تنهدت بحيره/طيب ومعاذ وينه؟..
سلطانه اجابتها بذات الوجع/نام حده تعبان وقال للي ابلغك الصباح خلك جاهزه يبي ياخذكم لبيت ابوي الله يرحمه..
عزيزة تنظر شنط سلطانه ثم تعود تنظر فيها/وانتي من بيوديك بيتك نمر؟..
سلطانه هتفت بهدو/اي..
عزيزة تمسك كفها و تجلسها وتجلس جوارها ثم خفتت بحرص/سلطانه يا قلبي انسي اللي فات وعطيه الرجال فرصه ترا نمر مهما غلط بيضل يحبك وهذا الشي من صالحك لا تخسرينه على شي ما يسوى..
سلطانه هتفت بحرقه/لا تحاتين راح اتجاهل عشان بناتي لكن ذا ما يمنع يا عزيزة ان القلب للحين شايل عليه..
عزيزة عادة لمكر النسا/انا ما قلت ارضي عليه ازعلي لكن بيته وبعدين حذريه من ترجعين لو فكر يرجع مرته انك تطلبين الطلاق لا تكابرين و تغلطين غلطتك الاولى..
سلطانه ماكان لها الا ان تبتسم/تو تاكدت ان اختي رجعت طبيعيه..
عزيزة تبتسم كذالك/قلنا صدمة اثرت علي صح لكن ما غيبت عقلي..
سلطانه تضحك بعذوبه/بسم الله على عقلك..
——————————————————-
..دبي..
..الساعه الحادي عشر ليلاً..
الظبي تفتح عيناها بثقل ثم قطبت حينما رات المكان غريب تصلبت ثوان حتى استرجعت ذاكراتها بانها بدبي
التفتت لمكان شهاب لتراه خالي نفضت الفراش و اتجهت الحمام توضت ثم خرجت وصلت ما فاتها..
لانها نامت ساعات طويلة من بعد الظهر نامت هي وشهاب سوياً ولكنه الان غير متواجد لا تعلم متى افاق
عندما انتهت من الصلاة شغلت شاشة التلفاز ثم حملت الريموت وجلست على الاريكه بخمول..
لترا على الطاولة امامها وجبة العشاء مغلقه بسخانات وتحت كل سخانه شمعه كي لا يبرد العشاء وهي نائمه
هذا ما اثار استغرابها متى طلب العشاء شهاب واين ذهب لذالك قررت تنتظر حتى يعود كي تتعشاء سوى
الظبي بدات تغير بين القنوات حتى جدت لها فلم وانسجمت معه لم تنتبه للوقت حتى انتهى الفلم..
مغطت يديها ثم رفعت راسها لساعه لتراها الواحدة ونصف في منتصف اليل لتقفز واقفه ودما راسها يفور
زفرت من بين اسنانها/هين يا شهاب جايبني عشان تحبسني بين اربع طوف حتى رقمي ما يشتغل كيف اكلمك؟..
بدات تحوم انحاء الغرفه وبين كل ثانيه وثانيه ترفع راسها لتنظر الساعه ليزيد غيظها و افكارها تسو لها..
حتى فتح الباب ودخل شهاب بكامل اناقته بثوب الابيض المشدود على جسده الرياضي وطوله الفارع..
شماغ ناسفها بترتيب دقيق القلم والساعه والمسباح والكبكات ماركه عالميه انيقه ريحة العطر حكاية ثانيه
هتف باسم/صح النوم وش ذا الكسل اللي عندك؟..
الظبي كتفت يديها و انفجرت عليه بعصبيه/وين كنت ليش ما صحيتني جايبني عشان اعد طوف الغرفه؟..
شهاب رفع حاجبيه بتعجب/بسم الله شفيك؟..
الظبي ذات العصبيه/بفهم وين كنت ليش طالع كل ذا الوقت لا ومتكشخ بعد؟..
شهاب اقترب لها وهتف بحزم بالغ/اتوقع اني قايل لك وحنا بالقرية بسافر لشغل مو لعب..
الظبي تحاول تسيطر على غيرتها ولكنها تفشل/والشغل ما يصير الا تالي اليل وين الشركات اللي تفتح هالحزة قل للي وينها؟..
شهاب تنهد بطولة بال/يا بنت الحلال عيني خير تراي مصدع من زحمة الشوارع خليني ارتاح وقول لك كل شي..
الظبي صدت عنه بغيظ وهي تتجه الاريكه وتجلس بزفرة/وفر كلامك لنفسك كل شي واضح اصلاً كاشخ تالي اليل..
شهاب لم يعلق على كلامها اعتاد على الاتهامات لذالك وجه نظره للعشاء بتسال/تعشيتي؟..
الظبي طنشته لم ترد عليه ليتقدم هو ويفتح السخانات كما كانت التفت لها بغضب/ليش ما اكلتي؟..
الظبي زفرت بحده/هامتك يعني كيفي مابي اكل..
شهاب اقترب وجلس جوارها ثم مد يده وامسك كفها بوسط كفه وشد عليها بخفه/طبعاً تهميني ماعندي ظبي الا وحده جعلني فداها وفدا روحها..
الظبي تنظر له من تحت اهدابها/لو اهمك صدق ما كان طلعت وانا نايمه فرضاً انخطفت؟..
شهاب انفجر ضاحك/ليش وانتي بغابه عشان تنخطفين؟..
الظبي فار دمها بالفعل/احر ماعندي ابرد ماعندك اي انت اصلاً ودك انخطف وتفتك مني..
شهاب شدها لحضنه وهو مازال يضحك/ياربي دخيلك انا وشلون افرمت مخها و نظفه من الفلام اللي لاعبه فيه؟..
الظبي ابعدت عنه بغيظ/مخي اصحى من مخك..
شهاب ينظرها بنصف عين/اي واضح انه اصحى ولا عمرك شفتي وحده تنخطف وهي بفندق وامان؟..
الظبي بوزت بزعل حقيقي/ايه انا لان زوجي حطني وراح مادري وينه تو يشرف الساعه وحده ونص..
شهاب انزل شماغه وضعها جواره ثم خلل انامله بشعره وهو يهتف بحزم هادئ/قبل انام وقت جوالي ونسيت اقول لك ان عندي اجتماع الساعه 9 صحيت وانتي نايمه طلبت لك عشا وخليتك براحتك مابي ازعجك..
الظبي تسال بزفرة/ومن الساعه 9 الاجتماع ما خلص؟..
شهاب اجابها بثبات/لا انتهى 12 لكن الشوراع زحمه والشركة بعيده يبي للي ساعه وانا بطريق..
الظبي صدت عنه بذات الزعل/اي صدقتك..
شهاب مال وقبل خدها بدفى/ورب الكعبه ما كذبت عليك..
الظبي تعود تنظر في بدلع/طيب ماعاد تعيدها تطلع وانا نايمه؟..
شهاب ابتسم بحب/وعد اصحيك قبل اطلع زين كذا؟..
الظبي ابتسمت بعذوبه/زين والحين يلا قم بنتعشى حدي جيعانه..
شهاب وقف ثم مد يده وامسك يدها/يلا يروحي حتى انا جيعان..
الظبي تتبعه وهي تهتف بضيق/شهاب ابي رقم ماقدر اصبر بكلم جدتي وجدي..
شهاب التفت لها بحنو/بكرا افعل رقمك ولا يهمك..
————————————————————
..قصر النمر..
نمر يدخل سيارته في ساحة البيت بينما هو يرحب من اعماق قلبه/يا مرحبا والله بام شامخ تو نور البيت..
سلطانه تالمت من نداه لها بام شامخ لكنها لم توضح بنبرتها الحازمه/منور باهله..
نمر مد يده وامسك كفها بصلابة كفه/وانتي اهل البيت ولو زعلتك مره ثانيه انا اللي اطلع مو انتي لوني متاكد ان ماعاد فيه زعل تبت توبه نصوحه..
سلطانه رغماً عنها ابتسمت/زين اهم شي تبت توبه نصوحه..
نمر رف قلبه من نبرتها الباسمه وهو يرفع كفها ويقبلها بتروي ثم هتف بعمق/يشهد الله انك اغلا ما ملك بذي الحياة من فقدتك فقدت كل شي والله اني عايش جسد بلا روح بس عشان هالبنات ما بيهم يفقدوني انا وانتي بلحضة غضب دفعنا ثمنها..
سلطانه صمتت بينما هي تقاوم البكا لاتريد ان تضعف يكفي الايام التي طافت واليوم بالمستشفى بكت كثير..
نمر شد له نفس طويل ثم هتف بنبرة هادئه/اتمنى تفكرين بمعنى كلامي وتاكدي والله ما قلت كلمه وحده الا وانا صادق فيها..
سلطانه خفتت باختناق/بنزل اتطمن على البنات..
نمر هز راسه بتفهم/يلا ننزل كلنا..
عندما نزل حمل شنطة سلطانه وتبعها للقصر لينادي بصوت ثقيل/سيتي..
سيتي اتت بخطوات سريعه/نعم مستر نمر؟..
نمر انزل الشنطه وامرها بذات الثقل/خذي هاذي وديها فوق لغرفتي..
ستي حملت الشنطه و اتجهت الدرج بينما سلطانه خلعت نقابها وهي تتجه الدرج كذالك بخطوات ناعمه
نمر اتجه الاريكة وجلس محاول ان يضبط مشاعره لو تبعها لانهار صبرة وتماسكه لانه حقاً مشتاق لاحتضانها
فهي ارهقته جداً الايام التي طافت لم ينام اليل ولم يركز باعمله كل تفكيره فيها حتى الان لكنه متماسك..
كانني بحر ارهقته العواصف وممرات السفن اتدري ما معنى ان يتعب البحر؟؟..
ولكن الله يسر للي الطرق التي ظننت انها عسيرة وفرج لي ما اوهمت نفسي انه بعيد وقدر لي فرح لم اتوقعه.
نمر تنهد ثم وقف وذهب لمكتبه كي يرتب باقي اوراق الاجتماع حتى تطمئن سلطانه على بناتها ثم يختلي بها
بعد نصف ساعه كان يشتغل ويحاول يسيطر على لهفته لكن ختاماً شعر بان صبرة نفذ لم يركز على شي
حتى بعمق انشغاله تفكيره كله فيها لايريد بتلك الحضه سوى حضنها لتروي ضما روحه من روحها..
غلاها يتزايد مع الوقت ويزيد ..
ومحبتها فوق الغلا مالها حد..
نمر اتجه غرفته استحم و ارتدى له ترنق رجالي دافي بالون الكحلي فسر اكمامه للكوع ثم بخ عطره و خرج..
اتجه لغرفة بناته عندما دخل راء سلطانه متمدده جوار شروق على سريرها وغروب جالسه قريب اقدامها..
وتحادث مع والدتها التي تنظر لها بنظرات لامعه حانيه بينما قلبها يتمزق ندماً بسبب غيابها شهرين عنهما؟..
نمر اقترب وهو يهتف بحزم حاني/هاه شروقي شلونك الحين؟..
شروق ابتسمت برائه/طيبه الحمدلله الالم خف..
نمر انحنى وقبل خد غروب قبله دافئه/وانتي بابا شلونك؟..
غروب هتفت بطفولة/صرت زينه عشان ماما رجعت للبيت..
نمر رفع راسها لتعلق عيناه بعيني سلطانه التي صدت فوراً تنهد وهتف بمودة/وماعاد هي طالعه من البيت مره ثانيه وماعاد نزعلها انا وانتم صح؟..
شروق وغروب بصوت واحد/صح..
نمر ابتسم وهو يعتدل واقف/عفيه على بناتي يلا بابا نامو و ارتاحو الحين تجي تنام معكم ساري عشان لو تتعبين شروق تكلمينها تعطيك مسكن ولا تكلمني انا ولا ماما و نجيك..
سلطانه هتفت بحزم انوثي/انا بنام عندهم..
نمر التفت لها بصدمة/كيف يعني؟..
سلطانه رفعت حاجبها واحد/وش اللي كيف بنام عندهم عشان لو تحتاج شروق شي اكون موجودة..
نمر هتف بطولة بال/ساري بتنام عندهم ولو احتاجتك مانتي بعيده تجي تنادي لك..
سلطانه هتف باصرار/ماقدر اخليها بروحها وهي تعبانه..
نمر رص على اسنانه بتماسك/سلطانه انتي تعبانه ومحتاجه راحة والبنات بخير..
شروق هتفت بتدخل بريئ/ماما روحي ارتاحي عشان شامخ ما يتعب انا لو اتعب اقول لساري تنادي لك..
سلطانه هتفت بعذوبة/يا ماما راحتي اكون قريبه منك..
نمر نظر له بنظرة عاتبه/وما فكرتي براحة غيرك؟..
سلطانه تنظر له بحده/وانا وش علي من غيري؟..
نمر اقترب لها ومد يده وهو يهتف بحزم/قومي بتكلم معك شوي..
سلطانه نهضت واقفه بينما هي متجاهله يده ثم هتفت بتقصد/ماما لا تنامون برجع انام عندكم انتظروني..
نمر اتجه الباب وخرج بينما هو يكافح غضبه استفزته باسلوبها لكن ماذا بيده الا الصبر والمسايرة حتى تهدا
يخشى بان تكون متعمده ذالك لترا ردة فعله هل تغير كما وعدها او انه مازال ينفعل من اي كلمه وحركه؟..
واجمل انواع الصبر هو صبرك على الامنـــــــــية التي دعوت الله كثير ان يحــــــــققها لك..
———————————————————-
معاذ فتح عيناه بخدر مد يده وشغل الابجورة ثم اعتدل جالس و حمل هاتفه كي يرا الوقت فيه..
قطب بشدة عندما راء الساعه الثانيه عشر ليلاً
تافف بضيق لانه نام بوقت كئيب من بعد المغرب..
وفاق بوقت غير مناسب كان يتمنى ان يفيق الصباح من اجل ينهى اشغاله بثبات ليسا بتشتت وارهاق..
راء عدد مكالمات لكنه ضع هاتفه بعيد لم يركز على الاسماء و نهض توضى ثم صلى وعاد حمل هاتفه..
فتح قائمة المكالمات انتفض قلبه عندما را جدته متصله عليه عدت مرات خطر باله بان دانه هربت..
فهو اصبح يرتعب من فكرة هروبها او اختطافها لانه بنسبه له خطر جداً عليه وبذات وهي تحمل ابنه..
لذالك عاد الاتصال بالجدة نشميه رنتين واتاه صوتها الناعس/يا هلا من؟..
معاذ هتف بتسال حازم/انا معاذ يا جدة لقيت لك مكالمات عسى ماشر وش صاير؟..
الجدة نشميه اعتدلت جالسه بثقل/يومني اتصل ورا ما ترد هاه؟..
معاذ بحزم اعمق/كنت نايم ليش وش صاير؟..
الجدة نشميه هتفت بضيق شديد/البنت اللي انت جايب لا تاكل ولا تشرب وكاد انها بتموت وابلش بذنبها..
معاذ تنهد براحه الاهم عنده بانها موجودة ثم هتف بنبرة حديديه/طيب انا جاي وتفاهم معها..
الجدة نشميه رفعت معصمها لتنظر ساعتها ثم صغرت عيناها/وين تجي بتالي اليل اصبر لصبح وتعال شوفها يمكن ما تشتهي عيشتها؟..
معاذ نهض واقف باصرار/انا جاي الحين يا جدة و انتي نامي و ارتاحي..
الجدة نشمية تنهدت باستسلام/اجل جيب لها عيشه معك انت تعرف وش هي تشتهي..
معاذ هتف بهدو/حاظر يلا مع السلامه..
غير لبسه ثم اتجه لقرب مطعم ايطالي لانه يعلم بان دانه تحب الفوتشيني والباستا عشرته القصيرة معها..
اثبتت له ذالك فهو كان دقيق التركيز حتى على تفاصيلها الصغيرة يعلم ماذا ان تحب وماذا ان تكرهه.
تؤلمه ذكرى الايام التي قضاها مع دانه كانت اجمل مرحلة بحياته لكنها كالحلم الجميل انتهت بغمضة عين..
لا مكان محدد للالم عندما تؤلمك روحك لم يترك الدهر من قلبي ولا كبدي شيئاً تتيمه عين ولا جيد..
معاذ عندما استلم الطلب مسك طريق القرية بينما هو يشد لطمه على وجهه لشعوره بالبرد القارص..
يسوق وعيناه تخطف النظر على اكتمال القمر وجماله بنصف الشهر لتقتحم خياله صورة دانه المكتملة..
استدارة وجهها كاستدارة القمر ونورها الذي يضي عالمه كالنور القمر الذي يضي سطح السماء والارض
ياذا القمر قامت تغير مساريك..
يا بطي مطلاعك ويا سرع مسراك..
معاذ طول الطريق كان تفكيره فيها حتى وصل القرية وقف سيارته امام البيت نزل ونزل العشاء معه..
ثم فتح الباب ودخل لان معه نسخه قديمه حينما كان ياتي لاخذ جدته للمدينه لانه يخدمها قبل زواج شهاب.
لكن من بعد ما تزوج شهاب اكتفى بخدمتهما وهو انشغل بقضية والده ولم ياتي القريه الا للمناسبات..
والان دخل البيت لانه يعلم بان شهاب مسافر لدبي والظبي برفقته كلمه العصر وبلغه بذالك قبل ينام..
اتجه نحوى الغرفة التي راء سعديه تدل دانه عليها تافف بغضب لان المفتاح معلق بالباب لكنه مغلق..
فتحه ودخل ليرا دانه مازالت جالسه على السرير حاضنه ركبتيها على صدرها وراسها ملقي بالهواء..
تالم معاذ حقاً من منظرها نائمه وهي جالسه ولبسها خفيف جداً ميد و نصف كم ساقيها وذراعيه ظاهرات!
اقترب لها ثم هتف بهدو كي لا يرعبها/دانه دانه..
دانه رفعت راسها بسرعه ثم انكمشت للخلف عندما رات معاذ يقف امامها متلطم لكن ملامحه واضحه لها
معاذ هتف بحزم شديد/ليش لابسه كذا ما تحسين بالبرد انتي؟..
دانه اجابته بتعب/لا ماحس..
معاذ بذات الحزم/وليش ما تاكلين يعني لازم تخوفين جدتي وتخلينها تشيل همك؟..
دانه اجابته برود/مابي اكل..
معاذ مد العشاء لها بتماسك/تاكلين غصبن عليك لا تنسين ان ولدي بطنك تبين تموتينه بخبالك؟..
دانه صدت عنه وهي تزفر من بين انفاسها/تقدر توديني لاقرب مصلخ يقص بطني ويطلع ولدك وانا خلني للكلاب تاكل لحمي وش تبي فيني؟..
معاذ صمت ثوان وهو يراقبها ثم هتف بهدو/خذي تعشي يلا..
دانه مازالت صاده/مابي..
معاذ بنفاذ صبر/بتاكلين ولا اتصرف معك؟..
دانه الفتت له بحده/يعني بتخوفني معاذ ورب الكعبه اتمنى انك تذبحني وتخلصني لاني تعبت وانا انتظر الموت عياء يجي..
معاذ انتفض قلبه بين اضلعه لكنه تدارك الوضع وهو يسال بسخريه/وش اللي غيرك لذا الدرجه شوفة ابوك خلتك ميسه من الحياة؟..
دانه اجابته بوجع/اي شوفته خلتني اراجع افكاري ليش اعيش وتعب نفسي وتعب غيري الموت ارحم للي ولك ولابوي بعد..
معاذ توتر حقاً من كلامها لذالك انحنى وخفت من بين اسنانه/ايني وياك تفكرين ذا الكلام مره ثانيه فاهمه؟..
دانه زفرت بوجهه بعدم خوف/لا ماني فاهمه ولا راح افهم..
معاذ لا شعورياً صفعها على خدها لترتمي على السرير ممدده كوردة صفعتها شمس و ذبلت بسبب العطش
دانه لم تبكي ولم تصرخ لان مافيها حيل اصلاً بسبب الجوع والسهر بل تكورت على نفسها بصمت موجع..
بينما ظهرها موجهه لمعاذ الذي اعتدل واقف وهو يعصر كفه بقوه تمنى يقطعها ويرميها من شدة الندم
ثم ضع العشاء بالارض واقترب وجلس على السرير جوارها شدها لصدره رغماً انها قاومت لاتريد قربه..
معاذ حضنها بقوه بينما كفيه تحسس ذراعيها العارية كما لو كان يريد تدفئتها لانه شعر بانها باردة كثلج تماماً..
اسف على نفسيتي المتقلبه على غضبي المفاجئ و تهوري المرعب واسف لقلبك المسكين الذي يعاني
من مزاجيتي بدون ذنب منه و اسف لحظك الذي اعطاك شخص سئ مثلي يحبك بجنون العالم..
دانه تحاول تبعد بضعف لكن معاذ يشد احتضانها ثم همس بعمق اذنها بسكون/بردانه صح؟..
دانه لم ترد بل كانت جامدة بين احضانه معاذ تنهد وهتف بحزم جدي/قومي بدلي ملابسك و تعشي وانا بروح لجدتي ورجع القاك سويتي اللي قلت لك ولا ترا بدلت لك و عشيتك انا بنفسي..
افلتها بخفه و اتجه الباب وخرج وقف بصاله ثوان يتنفس بشكل سريع ثم طرق باب غرفة جدته ودخل
كانت متمدده بينما عيناها مفتوحه لم تنام كيف ان تنام و بالها مازال مشغول بحياة ابنائها واحفادها..
معاذ انحنى عليها كي يقبل راسها لكنها ضعت يدها لتمنعه/لاتقرب ارجع وراك..
معاذ اعتدل واقف بصدمة/افا ليش؟..
الجدة نشميه تنظر فيه بحده/ما يحب راسي الا اللي يخاف ربه..
معاذ جلس جوارها على السرير تنهد ثم سال بحزم هادئ/وانا وش مسويه عشان تقولين للي ذا الكلام؟..
الجدة نشمية تعتدل جالسه وتهتف بحده اعمق/تسال وش سويت الا قل وش خليت يومنك تزوجت بنت راشد وهي بزر ما شاورتنا ضربتنا كلنا بالجدار ونفذت اللي براسك والحين جايبها عندي وانت تدري ان ابوها قاتل ولدي وفوق ذا تهددها قدام وجهي اذا ولدت تاخذ ورعها و ترميها للكلاب ما خفت ربك؟..
معاذ زفر بقهر/كنت منفعل ياجدة وابوها هو السبب..
الجدة نشمية اشرت بنفي التام/لا تبري نفسك انت لو بقلبك ذرة رحمه ما كان كسرت قلبها بضناها..
معاذ قطب جبينه بغرابة/جدة تدافعين عنها وهي بنت قاتل ولدك؟..
الجدة نشميه بحزم/انا مع الحق ماهمني من القاتل ومن المقتول خلصنا من نمر جيت انت يا ثاني؟..
معاذ نهض واقف بثبات ثم مال وقبل راسها/نامي ولا تشلين هم شي مشاكلنا حنا نحلها وبعدين نمر اموره زينه سلطانه رجعت لبيتها..
الجدة نشميه هتفت بفرحه عميقه/الله يبشرك بالخير متى عودت على بيتها وبنياتها؟..
معاذ ينظر فيها باسم/لو كنت ادري انك بتفرحين كذا كان بشرتك من جيت..
الجدة نشمية تنهدت براحه/اي بالله انه خبر مفرح يالله ان العقلة عليك هي كيف الله هداها ورجعت؟..
معاذ لم يخبرها بما حدث لشروق كي لا ترتاع لذالك هتف بثبات/نمر كلمها و اقنعها ورجعت له البارح والحين تبين شي بسري للمدينه؟..
الجدة نشمية سالت باهتمام/جبت للبنت عيشه؟..
معاذ اجابها بثقه/اي والحين بمر عليها قبل اسري تصبحين على خير..
الجدة نشميه تراقبها حتى خرج بينما هي تكرر الحمد والشكر حتى افزعها صراخ معاذ الذي رج اركان البيت!!
منادي بنبرة مخيفه/دانه دانـــــــــة!!..
الجدة نشميه خرجت مرتاعه لتراه يحوم بانحاء البيت يفتح باب ويغلق باب باحثاً عنها بينما هو مازال يصارخ
وينادي باسمها با ارتعاش/دانـــــــــه وين متخبية احسن لك اطلعي؟..
ثم خرج للحوش ليقف بصدمة بينما اقدامه تصلبت عن الحركه عندما راء باب الشارع مفتـــــــــوح!!..
وكان الاصعب هي مرحلة انتظار الفراق لكن معاذ تمادا على دانه بالتجاهل والبرود وعدم الاحساس بها..
وهي من الممكن انها تعاملت معه بالهروب ليخسر هو كل شيء حبيبة قلبه وابنه الذي تحمل ببطنها!!..
الجدة مسكت معصمه قبل يخرج وهي تسال بتوجس/وش صاير يا معاذ؟..
معاذ اجابها من بين انفاسه الذاهبة/هربت يا جدة هـــــــــربت..
الجدة نشمية بصدمة/كيف هربت؟..
معاذ بتشتت فكر/نسيت اقفل الباب عليها!!..
ثم اتجه باب الشارع راكض وهو يصرخ منادي باسمها باعلى صوته/دانــــــــــــــــــه!!..
——————————————————-
تحياتي(شغف)..
|