كاتب الموضوع :
سارة منصور دوار الشمس
المنتدى :
قصص من وحي قلم الاعضاء
رد: رواية جديدة " لم تكن أنثى "
غالبا من يعيش مع الذئب لابد وان يكون أسد فلم نسمع يوما عن غزالة راودت ذئبًا، فدائمًا ما تكون عشاءا لذيذ ،هكذا الانسان ان لم يكن بمخالب دعسه قانون الادغال البشري.
"الفصل الثامن "
خطي الى خارج البيت وهو يضع ذراعه على كتف منة وعلى وجهه بسمة ثقة وهو يستمع الى هتافهن بأن يعود الى الداخل، وبعد ان وقف امام عتبة الباب إلتفت إليهن فجاء تيار هواء فجأة مهللا بالسعادة والثقة الكبيرة مُطيرا شعره الثقيل مما تناثرت بعض الشعيرات على وجهة واصبح لديه غره تفتن من يراه، وبدقة الحسن المزينة لذقنه اظهرت سمرته المشعة بجاذبية ساحرة.
* * * * * * * * * * * * * * * * * (19)
اتفق امين مع لميس بالبقاء معهن خمس سنوات كالعائلة دون استفسار او أي تدخلات بأموره الخاصة ،مجرد صورة عائلية امام منة حتي لا يصيبها التوتر فيكفى ما تمر به ،كما اتفقا على ان امين مكلف بمنة وعليه ان يعيل نفسه فكما اخبرته لميس انهن بالأصل يحتجن الى المال ، وبالنسبة لطعام فابنة خالته حسناء هي من تنفق ولن يتحمل دخلها الشهري سواهن فقط. كان أمين لا يملك بجيبه سوى نقود قليلة* بسبب تهوره بالبداية فكما يظهر ان لميس كلبة مال ان أعطاها فى البداية عشرين ألف كانت لتوافق ايضا، ضرب بباطن يده على جبهته بضيق وهو يقف بالخارج يفكر بما سيحدث معه، هو لا يخاف من اي شيء بتاتا يحدث له او ما ستمر به الظروف هو فقط يخشى على شقيقته ولحالتها النفسية.
مضت ليلة دون ان ينام وبقي يراقب منة التي تغرق بثبات نوم عجيب أشعره بالغرابة. كانت الليلة طويلة جدا عليه ،ثقيلة على قلبة محملة بهموم السنين....
وفي الصباح الباكر* اشرقت الشمس على وجهه بحرارتها التي استفزته فقام فورا يغلق النافذة حتي لا تستيقظ منة ،وحين اقبل على اغلاقها لمح بناية طويلة بعيدا يظهر عدة ادوار منها بسبب البيوت المقابلة لهم ومن فوقها بيت لطائر السلام ، ودون سابق انظار اصطدمت حمامة بالنافذة امامه فصُدم بغتة من ظهورها الصادم ورجع عدة خطوات للوراء ،سقطت الحمامة داخل شرفة المنزل* بالأسفل وبقت اثار دماء على النافذة، نزل مسرعا الى الشرفة فى الطابق الارضي ونظر الي الحمام طويلا ، فقام بإمساكها والقاها فى الشارع حتي تلتقطها بعض القطط* ،ثم رفع بصره الى البناية ودوران الحمام الكثير حولها بالاعلي شعر بالحماس واراد ان يشاهد عن قريب فانتفض مسرعا الى سقف البيت مضيقا عيناه* ،لمح عده شباب احدهما يمسك بندقية، هنا شعر ببعض التوتر بعد ان اتضحت الرؤية امامه بهروب الحمام فور سماع صوت البندقية، قال أمين بحقد بعد ان تذكر خاله شريف وما كان يفعله من اصطياد الطيور المسالمة** " من الاحمق الذي يصطاد الحمام وفى الصباح ايضا، لعنة الله على الاغنياء ومزاجهم "
كان قد عزم على البحث عن عمل في الصباح الباكر فجيبة فارغ ولن يتحمل نفقة منة ، ارتدي ملابسه بخفة وخرج من المنزل تحت نظرات لميس التي راقبت ظلال تحركاته من باب غرفته الزجاجي ليلا وكم كان سهلا مع وهج النور بداخل الغرفة، لم تستطع ان تسأله الى اين يذهب فبينهما عقد الان* بألا تتجادل معه وتسأل عن اي شيء يخصه، ولان كل منهما يعلم انه ليس اهتماما وخوف بل حذر .
ولأن امين بطبعه يحاول ان يغوص فى مواكبة الاحوال المتغيرة من حوله، تمشي دون ان يسأل اي شخص عابر امامه عن السوق، هو لا يملك الخبرة حتي يعمل بوظيفة مرموقة كما يتمني وبسبب صغر سِنه لن توافق اي شركة على العمل لديها وان كان عامل نظافة حتى، فالشيء الموضوع امامه الان هو سوق عمل الصنايعية.
وبما أنه يعرف عنوان البيت كانت الرغبة تلحه على المضي قدما دون ان يعرف اسم الشارع الذي يمر به* ، وبقي سارحًا بين البيوت والدكاكين يلقى نظرة حوله ونسي تماما امر الوقت الذي مر، فلم يرى فى حياته ناس بتلك الاعداد الكبيرة وبتلك الملابس العصرية ،لم يشعر بالخوف ابدا بل بالراحة الكبيرة وحس المغامرة ، سرق اليوم ساعاته المهمة ومضي الى منتصف الليل وهو يبحث ويدور حتى..**
لمح من بعيد دكانا ضيقًا يقبل الناس عليه يشترون بعض البضائع فاقترب حتي يري اصله وفصله، ومع اقتراب خطواته عرف انه دكان بقالة، وبحبه الشديد لرقائق الذرة وبعض الحلوى احب ان يعمل به وخاصةً ديكوره فهو على طراز الدقة القديمة.* دخل الى الدكان وانتظر بعض المشترين حتى ينتهوا وبقي ينتظر وينتظر ولا يتوقف قدوم الزبائن فبرغم ضيق الدكان وطرازه القديم لكن يبدو انه مشهور بين الناس ،فطمع اكثر به.
اراد ان يري البائع فلمح وراء* البترينة رجل طويل غليظ الصوت رغم معاملته اللطيفة مع الزبائن* لم يشعر بالراحة مع حدة صوته فازدرد ريقة ووقف على اصابع اقدامه حتي* يطل قليلا ويري وجه ولكن لم يستطع* مع كثرة الزبائن وبسبب الإصرار الذي بداخله على* العمل بالدكان دفعه على البقاء والانتظار* . وبعد مرور ساعة ،كان امين قد جلس على عتبة الدكان وغلبه النعاس من التعب جالسا واضعا رأسه على راحة يده. شعر بهمهمات حوله فاستفاق قليلا ليجد صاحب الدكان واقفا امامه كان قد عرفه من ملابسه فانتفض واقفا رافعا بصره اليه بحماس قائلا " اريد ال..."
صدم* امين حينما تبادل النظرات مع الشاب فتوقف عن الكلام ومالت نظرات عينه من الصدمة الى العبوس وهو يري تلك السحنة التي يبغضها ،* كانت الكلمات تتدافع للوصول الى لسانه ليخرجها مفصحا عن صدمته* ولكن ابتلعها واختار ان يبتعد عنه دون كلمة فقط يرمقه بنظرات الغضب التى قابلها الشاب بلهجة غليظة " اهلا اهلا بصاحب وجه السعد ، اين شقيقتك.. "
توقف امين عن الخطي قدما ثم زفر بغضب واكمل المشي فى طريق العودة ليردف الشاب " ااه هل اتيت تبحث عن عمل رأيتك تنتظر كثيرا... ان كنت تريد العمل فتعال فى الصباح"
رد امين بغضب بعد ان التفت. اليه ورمقه بنظرات الكره والحنق" لا.. انت اخر شخص اعمل عنده "
" سانتظرك فى الصباح لدي الشرف ان تعمل عندي فمن وقت ما قابلتك* وشقيقتك ووجهكما* حلو عليا "
لم يرد عليه امين واكمل المشي وهو يفكر بكلمته ببعض القلق " وجهكما حلو عليا "
* * * * * * * * * * * * * * * * * (20)
*فى منزل شريف بالعزبة *
يبحث بسيارته بين الطرقات باحثًا عن التوأم بأصابع مرتعشة وذهن مشتعل بما قَصهُ عليك الغفير وما فعلته امنية بشقيقتها حتي تهرب فهل قتلتها حقا وتركت جثتها بين الارضي* ؟ هل حقا اختفت منة ولن تكون فى احضانه ؟
هل سيموت امله بحبه الجنوني لابنة شقيقته المراهقة ؟ كيف سيعيش من دونها وهي حبه وشغفه.. فمنذ ان جاءت للعزبة ورأها سقط فى دروب عشقه وشعر بالحياة مجددا، نعم يعرف انه من محارمها وان ما يفعله لهو جنون ولكن ماذا عن طفولته ألم تكن جنونية بتربية ابيه القاسية؟ ، احتاج ايضا ان يجد احضان بريئة لا تعرف عن حطام الدنيا اي شيء فقط يربيها على يديه وتظل كالخاتم في اصبعيه دون حول ولا قوة، وهي! هي الوحيدة التى فهمته وعاملته بكل لطف بنظرات حنونة لم يراها حتي فى أعين امه التى اورثته جنون عقلها بطمعها وغلظة قلبها.
يعلم انه اغتصب طفولتها وهتك عرضها بجسدها الذي لم يكن يمتلك اي معالم للانوثة لتغريه! ، نعم اخطأ ولكن حبه لم يستطع ان ينتظر، فكفر بالإنسانية ودعس طفولتها بأقدامه دون رحمة ولم يعبئ لحرمة انهاك جسد طفلة وليست اي طفلة بل ابنة شقيقته! و التى اعتبرته والدها....* ليته يقول لها ان حبها البريء له دغدغ قلبه وتحول الحب الى حب شهواني تمكن منه غصبا ،ليتا تعلم انه يفعل تلك الامور معها حبا وليس جشعا، كل تلك الامور داخل عقلة المريض اللا واعي بما هو اقدم عليه وفعله. ربما كان ليعلم ان كان هو من دفع الثمن.. ثمن سرقة براءة طفلة اصبحت تعاني من الصرع.
لن يترك مكان فى ارض الرحمن حتي يجدها سيبحث عن الابرة ولو سقطت فى بحيرة قش فهى حبه الاول والاخير
. بداخله ان تلك المتعجرفة* امنية* لن تقتلها ابدا فبداخلهما دماء مشتركة وقلب واحد .
وبعد تأكده طوال تلك الفترة انهما غادرا العزبة فلم يجد اي شيء ورائهما* وضع ملصقات بصور منة منتشرة فى العزب المجاورة ومبلغ نقدي لمن يجدها ، وبعد فترة جاء ذلك اليوم الذي سقط فوق رسه كاللعنة حين اراد فلاح من العزبة القريبة منهم ان يقابله بأمر ضروري يخص التوأم .. فوافق على قبول دعوة مقابلته مسرعًا فأوصله الغفير الى مكتبه في تلك الليلة المشؤمة.
"السلام عليكم يا حناب العمدة مبروووك اتيت اليك بسمن بلدي من صنع زوجتي.."
كان شريف على وشك ان يلتهم اظافره ويقفز من كرسيه من شده الخوف والتوتر البالغ فقد وصل اليه ان ذلك الرجل رأي التوأم فاندفع يقول مقاطعًا للفلاح* " ادخل فى صلب الموضوع واخبرني اين رأيت التوأم ؟"
تنحنح الفلاح ورفع أطراف اصابعه يهرش مقدمه راسه تحت عِمته قائلا بخبث وهو يرفع بصره لسقف المكتب" لو جولت ليك الحقيقة هل ستسلم لي المال؟"
أمال شريف رأسه بإيجاب مقتربا من الفلاح فأصابه التوتر بعد ان رد عليه " حتي لو."* قال شريف بصياح" اخبرني اين هما " فارتعش الفلاح وخشى من ان يفصح عما رأه فى ذلك اليوم* فنفسيه شريف لن تتقبل الامر بمظهره ذلك فربما ينصدم ويدفع هو الثمن وان لم يكن له اي دخل. كانت دقات قلب شريف تتصارع على الحياة للوصول الى أي معلومة فأمسك الفلاح من لياقة جلبابه وأقبل يهزه بعنف قائلا بغلظة* وهو يخرج مسدسه من جيبه " تكلم والا افرغ الرصاص فى رأسك الان" ارتعد الفلاح وقال مسرعا " رأيتهما داخل القطار الذي احترق يوم الحادثة" جحظت عين شريف بهلع بداخله نار تخرج من عيناه وقلبه يقنعه بألا يصدق الاحداث التى وصلت اليه متلاحقة مما يقصد الفلاح فاستنتج ما كان يخاف منه. حاول الفلاح ان يهرب من ايدي شريف ولكنه فشل* فتمسك به شريف اكثر وهو يقول معنفا " ماذا تقول..؟ هل تخبرني انهما ماتا "
رد الفلاح والخوف ينهش اضلعه من اقتراب المسدس من جسده بفضل يد شريف المتمسكة بجلبابه...* فجأة مر بخاطره* سؤال" لما يذهب التؤام الى الاسكندرية بالأصل، هل علما الامر؟" نسي امر الفلاح تماما* وبقي شاردا فهرب الفلاح منه كالمجنون الذي استعاد انفاسه مجددا بعد خنقه.
كان نجاح شريف بالانتخابات لهو امر غريب بسبب قوه خصمه وتهديده له ببعض الاوراق التي لا يعلم كيف حصل عليها منه* الا انه لم يكن مغفلا حتي يكون رهينة لبعض الورق بعد حلمه الطويل بالعمدية فكان اسرع منه و حصل ايضا على بعض الفضائح والاوراق الخاصة بخصمه بسبب دس بعض الجواسيس داخل بيوتهم فكانت القوة له.. الا انه نسي فوزه فى ذلك اليوم* حين عاد الى السرايا ولم يجد "منة" عشيقته فقد كان يحضر لليلة حمراء معها حتي يشعر بفوزه اكثر* ، فصعق من اختفائها وبقى كالمخبول* الذي يحطم كل شيء يقابله في طريقه حتي شعر اخوته بالغرابة من* ثورة غضبه الغير مفهومة فمن مصلحتهم جميعا هروبهما حتي لا يطلبا منهم ارثهما والغريب اكثر خطته بتأجيل كافة الامور الخاصة بالعمدية حتي يجد التوأم.
* * * * * * * * * * * * * * * * (21)
تقف فى المطبخ بملابس رثة تطبخ لأول مرة في حياتها بذلك الاتقان والتركيز فقد حصلت على ذلك العمل بأعجوبة كبيرة ولن تفشل تلك المرة حتي تأمن على حياتها وحياة والدتها التعيسة . رغم الشائعات الكبيرة التي سمعتها عن افراد الاسرة التى تعمل لديهم وهروب الخدم من بيوتهم الا انها لن تهرب ابدا. قامت بنقع الارز قبل تسويته ونجحت بصنع المسبك بعد ان بحثت بالأنترنت عن كيفية صنع الفتة باللحم نعم ستقوم بصنعها بنجاح دون ان تقوم بحرق شيء كما فعلت مع بعض العائلات مما تسبب بطردها ، انها تحاول وتحاول* فكيف لها ان تكون طاهية ماهرة وهي بسن المراهقة ،انكرت حين جاء ذلك بخاطرها فالسن لا يحكمه مهارة معينه فمن تعلم بجد نجح ،لم يكن سنها عائق لعملها كخادمة بل تربيتها بالتدلل وحصولها على كل شيء تريده فى الماضي جعلها مغرورة متعالية ولان استمرار الحال محال جاء اليوم لتسقط فيه الاميرة من القصر الى خيمة مؤجرة* لتكون خادمة فى احدي البيوت حتي تعيل والدتها المريضة.
شردت متناسية الارز على النار الى بحيرة الذكريات الأليمة فى اخر مرة تكلمت فيها والدتها معها على فراش المشفى قبل ان تفقد النطق "ابنتي الغالية لقد قمت بتربيتك على الغالي انا اسفة لما حدث لي وجعلني فقدت كل ثروتي لمعالجة المرض وبقيت يا حياة القلب دون قرش واحد يعيلنا كنت اعتقد ان زوجي سيساعدنا ولكنه هرب، ارجوك اتركيني فى المشفى واذهبي الى الاسكندرية الى والدك ،* هو سيقوم بتربيتك على النحو الذي اعتدتي عليه وانسيني لأني ساموت حتما خلال ثلاثة اشهر ،ان كنت تحبيني اذهبي.. كل شيء ستجديه فى حقيبتي السوداء، ولا تخافى سيهتمون بي فى المشفي جيدا* حتي اموت لقد كنت اعمل بها طوال العشرين سنة* ،اذهبي ولا تعودي ان سمعتي عن امر وفاتي ارجوك لا تعودي ، انسي ان كانت لك ام لم تستطع ان تتحمل المسؤولية "
لم تسقط دمعة واحدة* منها على مرور تلك الذكري الحية بعد* ،فقد جفت عيناها من كثرة الدموع وبقت صحراء ولكن قلبها لم يتوقف للحظة عن البكاء والعويل.
بين ليلة وضحاها انقلب الحال كانت صدمة قوية لها* فوالدتها كانت بألف رجل تعمل ليل نهار بين المشفى وعيادتها الطبية لتكسب الكثير من الاموال، حياتها كانت العمل فقط* لم تتوقع ابدا* ان بطولها وعرضها وبريق عيناها الذي ينبض بالصحة والجاه كل ذلك فجأة يختفى* واول شيء قام به* زوج والدتها بفعله الهرب بالمجوهرات واثاث المنزل.. وهى تزوجته ليكون سندا لهما، كم سخرت من تلك الذكرى حتي اصبحت ندبة جعلتها تمقت جميع الرجال، وصرفت نظر عن البحث عن والدها فان كان يحبها لم يتركها من الاساس فى البداية او كان ليطلب رؤيتها لمرة واحدة ،اوجدت ان سبب كل ما حدث هو ابيها الذي لا تعرف عنه اي شيء سوي اسمه فقط المرتبطة به فى شهادة ميلادها* ان كانت ستبحث عنه فى يوم من الايام سيكون السبب ان تحصل على اجابة سؤال معلق بذهنها ولن تغفر لها اي اجابة عما هو مكنون داخلها من آلام .
كل شيء خان ثقتها ايضا المشفى التي كانت تعمل به والدتها اعتقدت كما قيل لها سيقوم بالرعاية ولكن تضخم الامر* وتطور المرض ولابد للمشفى ان تحصل على مبلغ كبير لعمل العملية والا سيتم تحويلها الى مشفي المدينة المجانية، فجأة اختفى كل اصدقاء والدتها الذين كانوا يخبرونها انهم سيساعدونها فحين عرفوا المبلغ المطلوب لاستئصال الورم من مخها لم تجد لهم اثر مهما بحثت عنهم ، الجميع يهرب منها، وما قتلها اكثر اخبار الطبيب ان نجاح العملية واحد بالمئة فقد تمكن المرض من جسدها والحل الان هو مسكن يسكن الالم الشديد حتي تموت بسلام.
ولان ثمن الحبوب لا تقدر عليه قررت ان تقوم بالبحث عن والدها بالإسكندرية غصبا* ولا يمكن ذلك ان لم يكن معها المال فبقت تبحث عن عمل..
عادت لوعيها فجأة حين فارت ماء الارز فانتفضت وقامت بفتح الغطاء قليلا وبعد ثوان لمحت شيء يدور بسرعة داخل الارز المطبوخ وهي تقلبه بقشعريرة جحظت عينها حين اتضحت الرؤية برؤية برص صغير يهرع مصارعا للحياة ولكن الناء القليل بالأرز المغلي تمكن منه فمات امامها، انفجرت تصيح بصراخ قوي وتتلفت وجسدها ينتفض بالتقزز والقشعريرة* وخلفها شاب بالعشرين من العمر طويل القامة نحيف الجسد بشعر غجري طويل يصيح ضاحكا عليها* فتوقفت بعد ثوان فمن ينقذها من ذلك الموقف اللعين* إلتفت الى مكان القمامة فرات الشاب يضحك بهستيرية* فلم تنتبه له بسبب صدمتها من البرص ... هنا فهمت كل شيء فأوقدت نار الغضب داخلها واشتعلت بغزارة علمت ان ذلك الشاب هو من ألقاه عليها وهى تطهو ولكن بسبب قصر قامتها سقط داخل الارز ،عضت على شفتها بغضب شديد ليتها تقوم بقتله وتعنيفه بالكلام ولكنها مجرد خادمة ضعيفة مراهقة لا يوجد لها احد تستقوى به ، اكثر شيء يقتلها الان انها ستقوم برمي الارز بعد ان قامت بغسلة احدي عشر مرة وبنقعه لمدة نصف ساعة والان تعيد كل شيء من البداية* ،استدارت وهى تعض شفتاها السفلية بتقزز ورهبة، تلك الاميرة فى الماضي كانت تُأقلم اظافرها بمستحضرات التجميل الغالية بماركات الاغنياء والان تمسك الارز مطهو بالبرص بأظافر متكسرة وبأصابع نحيلة جلدها متقشر بسبب الانيميا.
كان الشاب يتابعها بكل سخرية* قائلا بقهقه وهو يقف بجانبها و يشاهدها ترمي الارز بالقمامة " منظرك وانت تقفزين هلعا وتصرخين قتلني ضحك"
كانت النيران تقفز من عيناها، آآه لو يراها فى الماضي وهي تسخر من زملائها فى المدرسة بسبب لون قميص غير متناسق مع البنطال فهل ذلك عقاب على افعالها السيئة فى الماضي.
"لم اقابل فى حياتي خادمة تدعى لولو من سماكي ذلك الاسم انه اسم راقصات حانة "
ليتها تقوم بصفعه بدل ان تجز على اسنانها، هنا علمت ان كتمان الصراخ والسب امام كائن مستفز اصعب مائة مرة من رؤية برص يطهو.
* * * * * * * * * * * * * * ** (ظ¢ظ¢)
رفع هاتف النوكيا على اذنيه وهو يستقل سيارته الفارهة قائلا بغموض" هل انتِ متأكدة؟ "
ليأتي صوت انثوي صادرا من الهاتف* بحذر* " لقد سمعتهما باذني ،انا متأكدة انه قال القطار الذي احترق* يا سيد عاصم"
ازدرد ريقة وقلبه يتواثب برعب وهو يرد قائلا " حسنا أغلقي الان وانتبهي من ان يكشفك احد، اي شيء جديد لا تتأخري عن اخباري به"
يتبع
|