لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

قصص من وحي قلم الاعضاء قصص من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-03-23, 10:48 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2013
العضوية: 257539
المشاركات: 35
الجنس أنثى
معدل التقييم: رنين رنين عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 24

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رنين رنين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رنين رنين المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية سجين الانتقام

 

الفصل العشرون

قراءة ممتعة❤😍

هو شو بدو يتلقى ليتلقى شر القريب ولا شر البعيد كرمال يأمن على عيلتو وبنت قلبو الحابسها بهالفيلا الصغيرة والمنفية عن العالم والناس كرمال تنجو من آذية الناس يلي ما بحياتها آذتهم لو بشعرة...

كرمال يحميها من شر أبوها وكل حدا بتمنالها المضرة...

لكن معقول يضل حابسها هون كرمال يضمن أمانها وسلامتها من آذى الناس...* ولا يلي عم يعملو معها هو أكبر آذية لإلها بحرمانها الروحة والجية وتواصلها مع الناس...

كان فيه ممكن يفكر بهالشي لكن وين وهو بوقت عصيب وبفرض عليه واقع جديد بغيّر كل المعادلة بخصوصو هو وعيلتو وبخصوصها هي وعيلتها... فالمهم هلأ مش حالتها النفسية وهي هون...* إلا كيف فيهم يحلوا مشكلة المستشفى تزامنًا مع ردهم لعيلة دهب بدون ما تكبر المشاكل وتأثر ع كلشي بنوه وتعبوا عليه لحظة ما يستردوا حق عمو جابر المعشعش بذاكرتو وعاجز يصدق رغم كل الضغوطات يلي هما فيها إنو مش عايش معهم أو حتى فيه يكذّب حقيقة موتو وفراقو بعيد عنهم... ففرك وجهو مش قادر يبقى مكانو من طول الليل وصوت المطر البجبر النفس تفكر كتير...

تفكر بكلشي منيح ولا عاطل من فشلو لينام نوم عميق... من فشلو لينشل حالو من يقظتو الدافعتو يهرب من أفكارو وذكرياتو بوعيو لأفكارو وذكرياتو المحفورة بلا وعيو... فتقلّب محاول يبعدها عنو لكنها هي مصرة تدور عليه براسها المغروم بالنوم ع صدرو... فتنهد بتوتر ع حالو مع صوت عقارب الساعة... تك تك المش عم يرحمو مع مضي الوقت الماخد من عمرو ولحظاتو المتصلة بلحظات ومواقف عاشهم مع شخص كان بعنيلو هو وجدو وأهلو العالم كلو... ومع غياب هالشخص جزء من عالمو فقدو ودفعو يدور عليه ليأكد وجودو بصوت أو صورة لساتهم موجودين بتليفونو الما ما فيه يقرب منو من تقل الفكرة عليه... وبذاكرتو الحافظة حركاتو ونبرة صوتو العم يسمعها هلأ كأنو عمو عم يكلموا هلأ مش من سنين بعيدة ولا من شهور قريبة: يابا قوم... شد حالك... يا ويلك مني إذا بتعّب أمك...

:تعال يا غالي هي مفتاح سيارتك هدية مني...

:عقلك هادا بخوّف بس لما تكون مع ناس مالهم مبادئ...

:حافظ ع صلاتك بوقتها وحصّن حالك..... العمر بخلّص والشغل ما بخلّص فاضمن يلي هيبقى معك لآخرتك...

:يلا بكرا هتتجوز ونشوفك أبو...

:الله يرحم لما كنت قلك بكرا بتتجوز لإنك هلأ تزوجت وهيجيك ولد بس من هلأ بقلك إذا اجاك ولد ما تسميه ع اسمي... بكفي عيلتنا واحد اسمو جابر... جيب محمد ولا علي ولا عمر وليش تروح بعيد هي اسم أبوك...

:يابا مش ملاحظ إنو إنتا مقصر مع ربك وحق أختك بقصة حجابها!؟

:خف شوي مع جدك!!

:حصنت حالك اليوم؟

:الشركة بأمانتك يا جوهرتنا!

: عبد العزيز اسمع هالكلام وحطو حلقة بإدنك وإياك تنساه... أبوك صح انقتل وهادا بقدر من ربنا مش لإنو جاسر قرر يقتلو هو بكلا الحالتين ميت لكن كيف هيموت هون شي تاني... فإياك تغضب جدك وتخسرنا كلنا بحركة مجنونة لترد حقو نهينا الموضوع وخلّصنا... وإنتا عارف يلي برد يغدر بعد اتفاق الصلح إلو عذاب أليم عند رب العالمين... فلا تخسر ربك وآخرتك لإنك مش راضي... دام الكبار اتفقوا بتمشي وراهم لو مش عاجبك... فاهم!

: وسلامًا على لون الحزن بِعيناك... كلشي بمر يابا ما تقلق... وكلنا إلها مش محمود درويش قال.. الموت لا يعني لنا شيئًا يكون ولا نكون... ولا كمان قال الموت لا يوجع الموتى الموت يوجع الاحياء... ورغم صحة هالكلام ما لازم الحزن ينسينا ندعو للمرحوم الله يرحمو لإنو ما عاد شي هيفيدو غير صدقة جارية ولا العلم بنتفع فيه وولد الصالح بدعيلو... فادعي لأبوك ~~~

ما قدر يبقى بين هالكلام الحافظو بكل هالدقة بذاكرتو لإنو بكفيه موت أبوه ع إيديهم ويجوا هلأ يكملوا ع عمو يلي بعاملو معاملة اب وصديق وأخ وسند وعزوة... فبسرعة سحب نفسو قبل ما الوجع يثقل كاهلو ويفني شبابو من هالثقب الأسود المعتم... دافع حالو يقوم يصلي ركعتين لربو تهون عليه حمل الأيام الجاية وتبعد عنو وساوس الشيطان وغلو من خوفو ليتصرف تصرف ينفس فيه غضبو هلأ لكنو يولع الدنيا بعدين... وتفاجئ لما ما قدر يقوم من تشنج جسمو الارهقو بوقفتو مع أهلو وقصة المستشفى... فتنهد ماسح ع وجهو وهو حاسس بوجع بحلقو غريب... شكلو هيفلوز ولا هيرشح الليلة... فتنهد كمان مرة وهو عم يشجّع نفسو ليجي ع حالو ويقوم يصلي بس ما قدر يقوم ولا حتى قدر يبعدها عنو... فرجّع راسو ع المخدة من الهلكان الحاسس فيه بعد ما عمل اللازم عليه وزيادة كمان... لكن هلأ هو شو بدو يسوي غير يفكر بالشغل يلي كان عمو عم يشتغلو وفوقو بدو يلاقي حل ليدمج مرتو فيه مع عيلتو لإنو ظلم بحقها يخليها بس هون بعيدة عن العالم كرمال عيلتو وأبوها... بدون ما يقلق ويهتم فيها كإنسانة إلها حق تروح وتيجي وتقابل الناس وتتعرف عليهم... هي صحيح خام ومش فاهمة شي بالعالم ومانها متطلبة وبترضى بالأقل من القليل وما بتوجّع الراس والأهم من كل هادا بريئة مالها دخل بالكيد والمكر أو حتى بحركات النسوان وخربان البيوت... فبلع ريقو رادد متنهد وهو حاسس حالو بحاجتها بعيد عن كلشي... ما في حدا بهون عليه بعد ايمانو بربو غيرها هي وأمو... فلف حالو مقابلها وهو عم يرفع إيدو ماسح على شعرها ووجهها وهو خايف يجور فيها ولا يظلمها بس تشتد الأمور بينهم وبين عيلتها لإنو ما فيه يضمن الأيام... فدعى ربو من كل قلبو بسرو: اللهم إني أعوذ بك من بكاء يرهقنا وهم يفجعنا ويقهرنا... اللهم اجبر خاطرنا واشرح صدرونا.. اللهم إننا نستغفرك من كل الذنوب والخطايا... فيا لله لا تكسر لنا قلبًا ولا تصعب علينا أمرًا ولا تحرمنا من تعلقت الروح به واحفظ لنا يا الله احبتنا وسترك لنا وعافيتنا وكل من أراد الخير لـ~

إلا بصوتها الهامس المفاجئ مقاطعو ع غفلة منو وهي عم تنادي عليه: عـبـد الـعزيـز!

عبد العزيز بسرعة نهى دعاءو بسر: ~لنا اللهم آمين... وقطع المسافة بينهم مفكرها متفاعلة مع لمساتو... مقرب منها وهو ناسي احتمالية اصابتو بالرشح والانفلونزا واللي ممكن يعديها فيه معرض حملها للخطر في حال لو كان مصاب بواحد منهم (الرشح والانفلونزا)...وما لحق يقرّب منها إلا ع صياحها الباكي... فبسرعة بعد عنها مضوي الأباجورة وهو عم يسمعها عم تهمهم: عـبـد الـعـزيـز!!

:عـبـد الـعـزيـز!

عبد العزيز بسرعة لفلها مبلي نداءها بالوقت يلي قربت هي منو متمسكة فيه بقوة بجسمها المعرق من الكابوس الكوبست فيه طالبة منو بصوتها الباكي: ما تـروح وتتركني!

شو السيرة هادي مالها... هو وين رايح فنطق ماسح ع شعرها وهو عم يسمع صوت البرق والرعد: وين بدي روح بهالوقت إنتي التانية؟

جودي هزت راسها نافية كلامو ومدخلة حالها بقوة جواتو وجت رح توقعو ع الأرض لولا ما ثبت حالو براسية السرير مجاوبها: شو مالك يا قلبي ع مهلك علي رح توقعيني... ومسح ع ضهرها مهديها.. كنك رجعتي تكوبسي؟

جودي هزت راسها وهي عم تبعد عنو ممسحة دموعها ومطالعتو بعيونها النعسانة والفيهم لمعة بكى: اه بس هالمرة فيك...

عبد العزيز رفع إيدو حاكك راسو وساند حالو ع راسية السرير: مش لاقية غير فيي تكوبسي ليش بالله شايفتيني وحش!!

جودي ما ركزت بكل يلي قالتو من مخها المسكر من الكابوس يلي شافتو فيه فرمت راسها ع صدرو رادة بشي غير متوقع: أنا زعلانة منك... وقربت منو مغطيتو معها وضامة حالها لإلو بمعنى هو إلها هي بس... فتبسم ع تصرفاتها معاه ناطق وهو عم يضمها لصدرو ومنشغل عن وجعو ع فراق عمو بالحكي معها: ليش بالله... هو أنا سويتلك شي...

جودي رفعت عيونها باعتراض بدون ما تواجهو من سرحانها بردو هو ساولها شي... اه سوالها كتير ليش حضرتو ما بحكي معها ولا حتى بتصل عليها... وبس بتكلم مع الست سمية... وبعدت بأفكارها وعتابها لإلو بسرها مش حاسة فيه وهو عم يطوقها بإيديه الطويلة المشدودة إلا لما جت بدها تجاوبو... فرفعت دقنها تطالعو مش فاهمة ليش هيك مقيّدها وذهلت من نظرات عيونو لإلها يلي بتذكرها بجيفرز "جيفرس" حبيب جودي آبوت بس يطالعها بنظرات اعجاب... فجت رح تبعد عنو وتهرب منو بس ما أعطاها مجال لإنو قرب منها وهو عم يقلها: فقدتك كتير... ونزل راسو بايسها ع خدها وهي هون ضاعت وما عرفت شو تسوي متل عادتها ودابت ع الآخر وهو عم يهمسلها بإدنها: ما حسيتي بحركة بنتك؟

هي مش عارفة إذا هي حاسة أو لا بس مرات بتحس بشي خفيف بس أكيد مش حركة طفل بشري... فجت بدها ترد لكنو هو باسها قبل ما ترد عليه وبكت مش فاهمة يلي عم بصير معها كابوسها فيه مش مشجعها تقرب منو لهالدرجة هاي...

هي هلأ بس محتاجة تحس معو بالأمان والألفة بس مش علاقة متل هيك... فانخنقت حاسة حالها كأنها أول ليلة بينهم لما جبرها ع العلاقة معو... فبسرعة دفعتو بعيد عنها بكيانة ومفصولة عنو هو يلي عم يطالع حواليه مش فاهم شو مالها... ليه كل ما بدو يقرب منها تدوخ أو بتبكي وبتدفعو بعيد عنها متل هلأ رغم إنو هي بتكون لحدًا ما متفاعلة معو وما رفضتو كلاميّا... فأجى بدو ينطق بس ما قدر من انفجارها بالبكى وتأهبها لتدفشو بعيد عنها فنطق وهو عم يمسح ع وجهو وشعر راسو عاجز يفهمها هلأ: مالك خايفة مني؟

تيجي بدها تنطق بس مش قادرة من انفجارها بالبكى ومع إصرارها لترد جت بدها تشرق فبسرعة قرب منها داقق ع ضهرها وهو عم يقلها بجهد جهيد منو: اهدي ما صار شي... تنفسي!

تنفسي!

ما في شي بصير غصب عنك...

وهي بس سمعت آخر شي قالو حست الدنيا ضاقت فيها لإنها ما بدها قربو هلأ... فحاولت تتنفس كرمال تقلو يروح من عندها... لإنها خايفة منو... بس لسانها مش مساعدها من حم الشرقة عليها فبسرعة دفشت حالها بعيد عنو لآخر السرير فهو فهم عليها ما بدها إياه جنبها فبسرعة سحب جاكيتو الجلد يلي شلحو قبل ما ينام مجاوبها: كان ضايل علي مزاجك هلأ! وتحرك لعند باب غرفتهم النوم فاتحو بدو يطلع بعيد عنها لإنو هو فعلّا محتاجها كم صارلو مش لامسها وهي مش منتبهة ع شي... صحيح إنها مرات عم تحاول... بس كل محاولاتها من يوم ما انتقلوا هون ع الشمال عم تبوء بالفشل باستثناء مرة وحدة... رغم إنو قبل وهما عند بيت أهلو ما كانت تقول شي... معقول هي كانت من خوفها مسلمة أو ماخدة الشي فرض عليها لإنها ما فيها ترفض ولا هو مخوّفها من هالموضوع ولا هرمونات حمل لا أكتر ولا أقل...

كيفها دامها ما بدها هو مش جابرها ع شي فجأة إلا بصوتها البكيان وهو عم يطلع من الباب موقفو: وين رايح تاركني لحالي!

يا الله هادي شو بدها منو غير تجننو... هو بفهم العلاقة مع مرتو يا جنبي يا بعيد عني أما العلاقة يلي ع الكيف ما بحبها بس هو شو بدو يعمل مع مزاجية الحامل (حملها)... فطبق الباب محاكيها: شو بدك مني؟ بعدين شو كنتي تسوي تحت بالمخزن لما جيت ولقيتك مغمى عليكي؟

جودي هون انفجرت بكى لإنها أخدت كلامو كأنو بحاسبها أو مستاء من تصرفاتها الطفولية... فمسح ع وجهو ضاحك عليها ومفسر بكاها إنها رافضة يبعد عنها فتحرك لعندها بالوقت يلي هي رجعت لورا مدافعة عن حالها: واللـه مـا سويـت اشـي بـس كنـت بدور ع شـي عجبنـي...

عبد العزيز تنهد بعجز منها ومن حاجتو لإلها المسيطرة عليه تسيطر لدرجة مش قادر يفكر بشكل منطقي متل دايمًا فتوقف مكانو منبهها: تاني مرة بتخلي الست سمية هي يلي تطولك مش ناقصك يصير شي ع بنتك... فاهمة...

هزت راسها وهي لساتها مغمضة عيونها من عارها من يلي عملتو بالمخزن وهو بس شافها هيك ما فيه يمنع حالو ما يقرب منها ويبوسها ع تمها فقطع المسافة يلي بينهم مخليها تخاف من ظلو وقبل ما تبعد عنو نزل راسو بايسها ففتحت عيونها بصدمة منو عاجزة ترد ولا حتى تنطق بكلمة وبعد عنها متل ما قرب منها طالع من الغرفة وتاركها بحالة عجز تام عن الحركة والفهم... بالوقت يلي كمّل هو غصب عن الوجع الحاسس فيه لغرفة المكتب كرمال يسويلو شي يشغلو عنها زي العبادة أو الاستغفار أو حتى شغل عليه يشتغلو بس ما قدر إلا يرمي حالو ع كنبة غرفة المكتب الحاسس فيه ببرودة عجيبة فجبر حالو بالقوة يقوم يدور ع ريموت المكيف كرمال ما يحس بالبرد وينام بأسرع وقت ممكن من قوة الوجع الجابرو يرتمي مكانو وما يقلق ببنت قلبو والعالم كلو بدون خيار أو رغبة منو هو للي ما بشبه عمو كنعان الرافض ينام ويسلم أمرو لله رغم الوجع الحاسس فيه بروحو وقلبو من النار العم تجأجج جواتو براكين من خداع بنت دهب وأهلها معو... ومن لعب عمتو يلي عاش معها من سنين طويلة كاشف ميزاها وعيوبها يلي ما فكر بيوم من الأيام من ثقتو فيها من حبها وتمسكها فيه إنها رح تضرو... رغم إنو الحياة اثبتت بأشد الطرق الموجِعة لإلنا إنو يلي بضر معارفو وحبايبو بلا رحمة هيضرك إنتا كمان بلا رحمة مهما وصل بدرجة حبو لإلك معك...

وهو ما كان ولا رح يكون استنثاء من هالقاعدة... وثقتو فيها بتغافلو عن شرها شو كلفتو كتير... وحسستو بقلة الرجولة من وراها هي وبنت دهب السلمها قلبو وداست عليه بدعم منها (لعمتو) بطرقها الخفية بدون ما تحسب حساب لأيامهم مع بعض ولا حتى تفكر بحبو الكبير لإلها وللعشرة بينهم...

فمعقول بعد يلي مر فيه من ورا بنت دهب وعمتو يرد يرجعلهم ولا حتى يفكر يحسبلهم حساب ببقوا عم يحلموا بشي مش مقدر لإلهم لإنو ما عاد في شي بربطهم فيه غير رابطة الدم بمشيئة الله... لكن رابطة المحبة والمعزة ما عادت جواتو من بعد يلي سووه فيه حارمينو من أخوه جابر البكونلو كل الحب والاحترام والتقدير...* لهيك ما رح يرحمها للبنت جاثم يلي عم يقهرها هلأ بلمسو الغصب عنها متجاهل رجاها وبكاها وطلبها منو وهي عم تقلو: كـــنـعــان مــا تـقــهـرنـــي هــيــك!

خــاف ربــك فـــي!!

مــا تــخــلــيـ ـنـي أكــرهـــك!!

مين هي كرمال تحبو ولا تكرهو...

مين هي كرمال تساوي فيه هيك...

مين هي كرمال تخليه يمر بكل هادا...

مين هي كرمال يحاول يحميها ولا يعزز منها بعد يلي ساوتو فيه...

مين هي كرمال يطهّرها من سواد ذنوبها بعد كسرها لإلو... فبعد عنها راحمها من لمساتو المجزأة لروحها وساحبها فورًا من إيدها تواجهو بلا مخافة فيها وهو مش هامو شكل جرزايتها الشتوية بعد ما ممزعها كرمال يقلها من الغل والقهر المو قادر يطفيهم حتى باللي عم يحاول يمارسو عليها: فكرك بشو بقدر أكسرك بعد يلي عملتيه فيي... أنا بشو بقدر خلّص حالي منك بعد ما مات أخوي... وصيّح عليها بصوت مهيب وهو عم يهزها من إيدها: جاوبينـي شـو سـاوي فيكـي... مـش بـدك تعيشـي معـاي وتجيبـي منـي ولـد... تفضلـي! فمسكها من إيدها ساحبها عن السرير وهو مش حاسس فيها للي مفصولة عنو من صدمتها باللي عم تعيشو هلأ ع إيديه هو يلي كانت تعتبرو أقرب شخص لروحها وقلبها مستبعدة يعاملها هيك من قوة وصدق مشاعرها الفنتها عشانو هو يلي ما بستحق جزء من يلي عملتو إياه كرمال حبها لإلو... فحاولت تسحب إيدها منو مكافحة وجعها الروحي والجسدي والنفسي... رافضة تنصاعيلو لإنو إذا ابن شامخ الخيّال مفكر هي محبوسة عندو وحامل بابنو وفي بينهم مشاكل يبقى بقدر يكسرها ويقهرها بهالشكل ببقى غلطان... فضغطت ع إيدو ع أمل تنشل حالها منو وهي مو قادرة تنطق بحرف على عكس ابن الخيّال العم يحاكيها بغل: بدك تِنصْلي حالك من الواجب يلي عليكي... كأنهم أهلك ما ربوكي ع واجباتك اتجاه بيت حماكي... يبقى خليني علمك أنا كيف توجبي معهم...

حمى مين وواجب شو يلي عم يقلها عنو وهي بهيك حالة... فضغطت ع حالها من وجع رحمها الشديد... متعجبة من هالدنيا يلي مش مكفيها وجعها النفسي والجسدي وجاية تكملها عليها ومعها بوجع رحمها العم بكبر فيه ابنها فكتمت وجعها من شدة توجيع أبوه لإلها وهو عم يجرها وراه من إيديها فصرخت بصوت منخفض محاولة تكتمو قبل ما يفضحها وهي عم تحاول توقف على حيلها: آه!!! وانفجرت بكى من الوجع المخليها مش قادرة توقف ع حيلها...

بس هو يلي بلا ضمير ولا حتى احساس معها كمّل عليها بجرها هي يلي نزّلت من مستوى ركبها بقوة ع الأرض بكيانة بحرقة ع الروح يلي عم تكبر ببطنها من خوفها لتفقدها رغم يلي عم تعانيه مع الوحش العم يشد فيها لتلاحقو بجرو لإلها بدون أي رادع أو خوف من ربو وهو عم بقلها باستنقاص قاتل لإلها: هلأ صرتي بدك تفكري بنفسك متل البنات المحترمات... ضحك باشمئزاز منها مخليها تستاء من نفسها وهي عم تتمسك بالكرسي محاولة تحرك لسانها لتترجاه لكنها مش قادرة من أنين وجعها الجسدي والروحي يلي حست فيه من ورا قسوة قلبو وتفرطو بمشاعرها فشدت ضاغطة ع جسمها وموجعتو فوق وجعو كرمال تثبت حالها فيه لكنو هو كمّل دافع فيها بقوة مخليها فيها تسحب الكرسي معها لدرجة وقع قبلها وهو مستمر بجرها خابطة فيه من محاولة جرو لإلها فحست روحها طلعت منها بهالخبطة مفصولة عن كلشي حواليها من فتلان راسها وارتخاء جسمها مش شاعرة فيه يلي بهت بس حس برخو إيدها يلي عم يشد عليها وبسرعة حاول يضغط عليها ليكمّل بجرها وراه لكن تقل جسمها شككو صارلها شي فبسرعة ترك إيدها ضاوي الضو وصدم بس شاف شكلها وخاف من شحوب وجهها والدموع المغرقتو ... فبسرعة قرّب منها محاول يصحي فيها وهو متحاشي يناديها باسمها من كرهو لإلو: ردي علي... سامعتيني... حاسة في؟

ترد عليه ولا تسمعو ولا حتى تحس فيه من وين وهي عم تتوجع كل هالوجع في رحمها وعاجزة تحرك حالها وهو هون اختبص وجن عليها بلا أي تأسف فبسرعة شلح جاكيتو ساترها فيه ورفعها بين إيديه بالوقت يلي وصلو صوت فتح باب الخدامة حليمة يلي صحت ع صوت وقع الكرسي وترددت تطلع فورًا لإنها سمعت صوت كنعان وخافت تزعجو لكن دام أدن ادان الفجر.... فيها تطلع بحجة إنها بدها تتوضى وبهتت مكانها بس شافتو حامل الست إميرال الباين عليها مش بوعيها: خير شو فيها الست!

كنعان لف وجهو عليها جاحرها وهو عم يقلها: مبكرة لتطلعي! بسرعة افتحي الباب...

الخدامة حليمة جت بدها تركض لعند الباب لكنو هو نطق بلغة ما بتعرفها بعصبية من قلة استيعابها وهو بمتل هيك حالة حرجة:!Sparisci dalla mia vista (غوري عن وجهي)...* وبسرعة فتح الباب طالع فيها للي عم تئن بصمت ركض ع الدرج وهو عم يدعي ربو ما يتزحلق ع الدرج يلي غرقان مي وصيّح ع الرجال ليجوا يفتحوا باب سيارتو: ***** بسـرعـة افتحـولـي البـاب!!

رجال الحراسة يلي اجوا معاه وبقوا بسيارتهم لإنو الدنيا برا عم تمطر بسرعة شغلوا السيارات في حين نزل منهم رجالين كرمال يشوفوا فيه... وتفاجؤو من البنت يلي حاملها فبسرعة واحد منهم تحرك فاتحلو الباب الوراني لكنو هو شتمو: ***** جنيت... وبسرعة سحب الباب المقابل لكرسي الشوفير بنفسو ونزلها حاططلها الحزام ومرجعلها الكرسي لورا وهي عم تمتم بكلمات مش مفهومة... فرد عليها بقسوة من قلقو عليها وهو عم يمسح عن وجهها مية الشتى: نص ساعة بالكتير وهنكون واصلين...

وبسرعة صيّح عليهم وهو عم يتغرق بالمي وعم يركض لناحية مقعد السواقة: ارجعـوا لسياراتكـم والحقونـي ع أقـرب مستشفـى!* وفتح الباب ركب السيارة المسكر بابها وراه بعجلة وبأسرع ما عندو حرك السيارة يلي تركها شغالة من قبل ومتل المجنون ساق فيها لأقرب مستشفى وهو عم يسمع صوت بكاها وتمتمتها ماسح ع وجهو مش عارف شو يقلها... وبصيغة شو يكلمها بعد يلي سواه فيها... بصيغة أبو ابنها يلي هيكون سبب بتنزيلو!

ولا كزوج حاول يجبرها عليه!

ولا كمحب فرط بحبها لإلو!

ولا كحامي اعتدي عليها مش مخلي احترام بينهم ولا حتى محافظ على شي بشفعلو لإلو عندها بعد يلي عملو فيها... فيجي بدو يقلها شي ليهون قهرها والذل يلي عيّشها إياه خلال وقت قصير بس ما قدر فمد إيدو بدو يمسك إيدها لكنها رفضت تتمسك فيها وهو هون انقهر وغصب عنها مسك إيدها مش سائل بمحاولة صدها لإلو رغم الوجع والانقباضات العم تحس فيها... فعصّب منها محاكيها وهو عم يلف وجهو عليها وعلى الطريق: يلي بتوجع ما بعنّد وبزيد وجعو...

إميرال هون انفجرت بكى لإنو عم يستفزها فوق وجعها... قتل القتيل وبمشي بجنازتو... ما يحل عنها... ويتركها بحال سبيلها بس هو وين يتركها بحال سبيلها مصر يمسك بإيدها... والطامة هي كارهتو من بعد ما جرها هيك لدجة ممكن تسامحو على اكراهها عليه بس ما رح تسامحو ع جرها بهالعنف وبهالشكل المذل لكرامتها وكبريائها هيك... فحاولت ما تخليه يمسك بإيدها لكنو هو غصب عنها مسك فيها جكر بسفاهتها معو... وهي هون انفجرت فيه من بين بكاها ووجعها: وقــف الــسـيـارة!

وهو بس سمع طلبها وصريخها قال جنت البنت... جكر زاد السرعة سابق سيارات الحماية ناحية المستشفى وبلا مقدمات السيارة صارت تزحلق معو ع الطريق... فبسرعة ترك إيدها محاول يسيطر ع السكان السيارة وهو عم يخفف السرعة... بس للأسف الشديد سيطرتو باءت بالفشل والسيارة انفتلت عن الطريق ولفت بالعكس صادمة من جانبها وبوزها القريب من كنعان بالشجرة الضخمة يلي لولاها كان راحوا فيها وهما مش مستوعبين شو عم بصير من قوة الخبطة وانتفاخ مخدة الحماية وقت الصدمات والحوادث لتحميهم وتنفسها خلال ثواني معدودة تاركة كنعان يحس بمهدان عجيب من خبطة كتفو بإطار السيارة فمد إيدو وهو عم يتأوه من حم خبطتو مدور على إيدها ليتطمن عليها من عجزو ليلف رقبتو صوبها... لكن عجز يصل إيدها فنطق وهو عم يحاول يلف رقبتو عليها: إميرال سامعتيني!!

وتأوه بصمت من عجزو ليلف رقبتو المتشنجة من قوة خبطتو بالسيارة... وضغط ع حالو بدو يقرب منها ليحس فيها من خوفو ليكون صار عليها شي إلا بصوتها يلي هوّن عليه خوفها عليها: آسفة!

تنفس براحة لإنو سمع صوتها وهو مش مركز باللي قالتو من قوة صوت البرق... فغمض عيونو متطمن إنها بخير وسكن مكانو لحظة محاول يستوعب شاللي عم بصير معو بالوقت يلي هي فتحت باب السيارة متطمنة عليه إنو بخير وركض برجليها الحافيين هاربة منو وهي عم تمنع جاكيتو يبعد عنها ومكابرة ع وجعها المتعجبة منو كيف تخدّر... فحاولت تبعد عنو قدر الإمكان وهي عقلها بس فيه وبسيارات الحماية اللمحتهم من بعيد شو عم تقرّب من سيارتو فبكت بخوف مش عارفة وين تروح بحالها وبجسمها المخدر بهالمكان المخيف... فتركض مبعدة وهي عم تمسح دموعها المخلوطة بمية الشتا عن وجهها محاولة توضح الرؤية قدامها وهي عم تشجع نفسها كرمال تهدى (ما تخافي إميرال الله ما بترك حدا... مريتي بأصعب من هيك... بسرعة انفدي بريشك قبل ما يكمّل عليكي هو وأهلو) فكمّلت ركض برجليها المخدرين من برودة الجو والمطر وهي ميقنة الوجع والمستقبل المجهول عندها أهون منو هو يلي حاول يقوم يلحقها بس حس بهوى عم يدخل عليه من بابها يلي تركتو مفتوح... بس ما قدر شكلو كتفو انخلع من مكانو والكارثة ما فيه يفتح بابو لإنو خابط بالشجرة وإذا ميل حالو ليطلع من عند كرسها عندو خبطة قوية بركتبو...

فكيف فيه يلف من عندها ليطلع كرمال يلحقها... وينهم سيارات الحماية عنو؟ وين تليفونو الملعون يلي قفلو من كم ساعة؟

جن صار مناه يخْبط راسو بالسكان السيارة... إلا بصوت سيارات الحماية وتوقفها بجنبو وهون هو صرخ: الحقوها بسرعة!

رجال الحماية يلي بالسيارتين مش سامعين كلامو من قوة المطر وشو انقهر بس شافهم متجمعين حواليه... ومش سامعين أوامرو: ولكم بسرعة الحقوها قبل ما تبعد ويصيرلها شي...

المسؤول عن الرجال يلي معو نطق برفض: يا بيك لازم نكمّل معك ع المستشفى وبنخلي مجموعة تانية تلحقها...

ابن الخيّال جن لحظتها من الكلام يلي ما عجبو وصار لأول مرة بدو يبكي من قهرو عليها هادي وين رايحة ما بتعرف فيه هون ضباع وكلاب ضآلة ومنطقة مقطوعة... يا ويلها منو إذا ضيّعت تعبو وراحت عند أهلها فشتمهم: ****** بسرعة بعدوا السيارة بدي روح دوّر عليها...

ووين يدوّر عليها وهو الله أعلم بحالتو... فانسحب عنهم رئيسهم متصل ع القائد الكبير المسؤول عليهم كلهم كرمال يلاقيلهم حل مع هالعنيد هادا بتدخيل عاصي ع الخط وكان من حسن حظهم قائدهم سهران مع عاصي كرمال يراجعوا معلومات مهمة بخصوص الأماكن يلي بمروا عليهم رجال دهب والخاصة منهم عثمان العرب المتصالح معهم من بعد عزا أبوه كرمال يكونوا ع دراية بكلشي بعيلة دهب... فقاطع كلامو مخبر عاصي: غريبة أبو الحبيب متصل علي بهالوقت...

عاصي نفث سيجارو مخبرو: حاكيه شوف شو بدو بلكي يكون بدو شي مهم...

فأجى بدو يرد عليه لكنو الوقت ما اسعفو لإنو توقف الاتصال فرجعلو إلا أجاه مشغول الخط بالوقت يلي رن فيه تليفون عاصي.. فرفع عاصي حاجبو باستغراب مراجع أبو الحبيب مناوب مع مين الليلة دام هو بطّل مسؤول ع حمايتو فبسرعة ضرب جبينو بس تذكر إنو مع كنعان ورد عليه بنبرة قلق: خير شوفـ~~

أبو الحبيب قاطعو بعجلة: لحق يا أستاذ ابن حماك صار معاه حادث والبنت يلي معاه هربت وعم يطلب منا نلحقها وهو معنا وحالتو ما بتسمح!

عاصي دروخ من نص كلامو... شو بنت هربت منو ما هربت منو... شو هالكلام... راسو انفلت يا كبرها عند ربك يا كنعان شو مورطك مع بنات بهالوقت... فنطق مش مهتم بالحادث يلي صار معو قد ما مناه يعرف شو وقعتو مع هالبنت: أبو الحبيب شو بتخبّص شو قصة البنت يلي عم تحكي عنها؟!

إلا بصريخ كنعان الواصلو كرمال يلحقوها وهو عم يسب عليهم بصوت هالي: يــا ##### و#### الــحـقــوها قٰـبل مــا اقـتلـكم...

هون عاصي حس القصة شي كايد... فبسرعة قال للقائد الكبير: قوم بسرعة... خبر الرجال ينزلوا معهم جيرمان شيبرد كرمال نستخدمهم عند الحاجة... ورجع يكمّل مع أبو الحبيب ياخد منو بقية التفاصيل وين الحادث الصار وكيف صار وهالتفاصيل يلي بتخليه يفهم شو يتصرف: وين الحدث صار كبير ولا بنحلها بسرعة وهل في حدا غيرو تضرر ووينكم لما البنت هربت منكم؟

أبو الحبيب رد بعجلة من شتم كنعان وتغرقهم بمية المطر: احنا بطريق جبل الليل والسيارة ما بنظن رح تساعدنا لنتحرك فيها فبنحتاج جرار لإلها وما بنعرف مدى ضرر ابن حماك لكنو مش قادر يحرك كتفو ورجليه ممكن يكون ماكلو رضوض فيها ولا كسور...

عاصي بلع ريقو بدو الجواب الأهم ناطق: والبنت!

أبو الحبيب رد عليه: أنا والله ما بعرف شي عنها بس قال الحقوني ع المستشفى.. وللأسف المنطقة مقطوعة وما فيها أي كاميرا إنو تسهل علينا نعرف مكانها بس كمان سهل نمسكها لإنو ما فيه بيوت هون... بس الدور إذا لقيناها سليمة مع هالجو والضباب والكلاب المنتشرة هون...

عاصي مسح ع وجهو وهو عم يطلع بسرعة من باب بيتو تارك ابنو لحالو للخدامة الباقية بالبيت ونطق وهو عم يطلع بالسيارة جنب قائد الأعلى: تمام احنا هينا جايين... وبنحلها بس نصل المهم إنتا بتروح تفقّد حواليك وبتخلي بقية الرجال تحميه لحد ما واصل الجرار مع بقية الرجال... وحسابكم معاي بعدين لإنو ما لحقتوا البنت قبل ما تهرب... وسكر الخط مضووج من السمعو... فشد ع فكو معصب أكيد عدنان وعبد العزيز عارفين عن الموضوع ومكتمين عليه... فبسرعة رجع لتليفونو متصل ع عبد العزيز... لكن ما فيه أي رد... فمنع حالو يسب لإنو دايماً اخر الناس وقت مشاكل العيلة ببيّن... فاتصل ع عدنان يلي سافر من وقت ما صارت قصة انفجار المستشفى مع سفرجل إيدو اليمين كرمال يلاحقوا العامل المسؤول على صيانة المستشفى واللي اختفى بليلة انفجار المستشفى... لكن كمان ما فيه أي رد... ففجأة لف ع القائد الأعلى محاكيه بنبرة صوت حادة: طلال مخبي عني شي؟!

طلال وين يروح بوجهو منو هو عارف وأبو العريف ومقبرة الأسرار فشد ع شفتو كاتم نفسو فرد عاصي كرر سؤالو بنبرة مخيفة بمعنى يا بتحكي يا بتفقد مكانك عندي: طلال برد بعيد وبكرر لأخر مرة مخبي شي عني!؟

طلال تنفس بصعوبة مش عارف شو يقلو ومن وين يبدا فنطق قبل ما عاصي يقلبها فوق راسو: من الأخر يا أخ عاصي آه بعرف بس ما بقدر قلك بدون ما إنتا تسأل أو تطلب منا نتتبع أخبارو مش بس حمايتو...

عاصي بلع ريقو وهو عم يحرّك إيدو ومكمل بالسيجار يلي صارلو فترة حاملو بإيدو ونسيه مع الهم يلي سمعو: اعطيني الصافي قبل ما اقلبها قلب فوق راسكم...

طلال رد عليه بصعوبة لإنو عارف تقل كلامو: بصراحة البنت ما بنعرف بنت مين لكن فجأة الرجال يلي معاه شافوها نازلة من سيارة رجال عرفوا بعدين بكون ابن الدبش و~~

عاصي شد عليه بالكلام كرمال ما يتشتت عن موضوع البنت بالعمدًا: وين راحت؟

طلال حس حرارتو ارتفعت ماسك لسانو ليكمّل فنطق قبل ما يرد يسألو خوف ما ينجن عليه: البنت بالكوج يلي بجبل الليل... وكمّل فاهم شو بدو يعرف... وما طلعت منو غير هلأ...

عاصي فرك جبينو عاجز يتحمّل كبر الكلام يلي عم يسمعو... من تفكيرو بحماه يعني هو يتلقاها بابنو يلي مات ولا بابنو يلي شكلو مش مصلي ع النبي وبورط حالو بورطات هو بغني عنها ماشي تزوج برا بس هلأ هو بشو وارط هون... فبسرعة سحب تليفونو متصل ع عدنان فوق العشر مرات... وبعتلو تسجيلات صوتية: أبو سلاح إذا ما بترد علي لاعتبرك معاون علينا مش معنا...

رد خلصني....

ويرد يتصل واخيرّا وصلو صوت أبو سلاح باللحظة يلي وصلوا سيارة كنعان: ألو!

عاصي بسرعة أشر لطلال ينزل يشوف الرجال لحد مهو مخلّص مع أبو سلاح فنزل طلال تاركو يسب ع أبو سلاح براحتو: يا #### و### و##### هات الصافي البنت يلي مع كنعان بنت مين وشو بتعرف عنها؟

أبو سلاح طبق الباب وراه مستغرب سؤال عاصي: خير ليش بتسأل؟

عاصي هينجن فنطق بصريخ: البنت هربت يا أخوي قلي خلّصني البنت بتكون بنت مين دامك جبتها لعند الكوخ لإلو... لتكون بنت ****~~

أبو سلاحو قاطعو بنص كلامو: لا يخي البنت بتكون مرتو والزبدة بتكون بنت دهب... بس كيف هربت منو وكل هالرجال حوالين الكوخ؟

عاصي هون جن بس سمع بنت مين وشو بتكون لكنعان وشاللي هامم ابن الدبش ليعرفو كيف هربت مع هالحماية المكثفة... وشو حس طلع عندو الضغط ونزل السكر عندو مبطّل يشوف قدامو فنطق بصعوبة رافض يصدق كلامو: عيد كلامك... حاسس حالي صرت ***** وسمعي ع قدي!

أبو سلاح تحرك لعند التلاجة يشربلو شي يهون عليه هالخبر الصادم يلي وصلو هلأ: بتكون بنت دهب وخاصة جاثم...

عاصي هون سكر الخط بوجهو ونزل بس لمح الجرار عم يرفع السيارة وصدمة بس ما لقاه فلف مصيّح الرجال: ويـنـو؟

ما حد استرجى يرد عليه غير طلال: راح يدور عليها مع الرجال...

عاصي هون سبسب: ******* قلي ابو الحبيب موجوع وابصر مال رجليه إلا أنزل فيه... وقرب من الرجال خابطهم ع صدورهم: مش قلتلكم عينكم عليه..

ما حد استرجى يرد بكلمة... فصيّح بصوت اعلى وهو حاسس نقط بسيطة عم تنزل عليه من المطر يلي خف مع تشقق الصبح: بسرعـة بدكـم تعـرفوا ويـن صـار هـو* والـ#### يلـي معـو...

طلال اجى بدو يهوّن عليه لكنو كتم حسو قبل ما يكلمو وهو عم يقلو: كلكم كنتوا معاه ع الخطأ وساكتين... وأشرلو يلحقو ع السيارة... وبسرعة طلع محل طلال بدو يسوق قبل ما يحرك إيديه ويساوي شي مجنون هيندم عليه بعدين برجالو وبطلال يلي نفذ كلامو طالع بسيارتو راكب جنبو وهو عم يكلم الرجال يلي تحركوا بكنعان ليدوروا ع البنت: وين صرتوا؟

فنطق مكرر الكلام يلي عم يسمعو من أبو الحبيب: هيهم في نهاية السهل...

عاصي هز راسو ومد إيدو بمعنى يعطيه التليفون وهو متحاشي يطالعو... طلال اعطاه التليفون وهو عم يحط الحزام ومركز مع عاصي شو عم يقلو:* فهمني شاللي خلاك تاخدو معكم وانتو عارفين ممكن يكون ماكلو ضربة ومع أخدكم معكم وتطليعو برا السيارة يتفاقم الوضع قادرين تتحملوا المسؤولية... ع كلًا ما بدي جواب احنا قراب منكم ليعدي هالحدث ع خير لكل حادث حديث وسكر الخط لامح سيارة كنعان من بعيد* فزمرلهم ليوقفوا... بس عبس فبسرعة عجّل سيارتو كرمال تسبقهم ويوقفها قبل ما تكمّل طريقها... وهون أبو الحبيب يلي بسوق السيارة الفيها كنعان اضطر يوقفها خوف ما يصدم بسيارة عاصي العم ينزل منها مباشرة وهو يطالع كنعان بنظرات لوم كبير ممزوج بغضب واستياء... فتنهد كنعان بس شاف نظراتو لإلو لإنو مش وقت عاصي هلأ لكن الظروف جت عليه فحاول ينزل كرمال يواجهو لكن عاصي عجل حالو ليصلو ويفتح باب السيارة عليه ناطق بنبرة صديق غير ودود معو: لازم تروح تصوّر جسمك من شان نطمن عليك ورجالي مستمرين بالبحث عنها بدالك...

كنعان تنهد برفض: أبدّا ما رح أتصور إلا بعد ما شوفها بعيوني عندي...

عاصي تكتف مش قادر يطيق سيرتها لإنو قلة بنات كرمال يوْرط معها فبلع كلامو ناطق: بقلك روح تصوّر وكمّل عند أبوك إنتا عارف اليوم رابع يوم ع وفاة أخوك جابر وإنتا عارف أبوك شو بعزو وأكيد محتاج يحس فيكم حواليه لإنكم سندو... ومش بعيدة يجوا صحابو يمروا عليه للمواساة وينك إنتا عنهم بالقعدة... معك وقت تعدل نفسك بعد ما تكشف حالك وتوقف مع أبوك واترك الباقي علي... وصدقني ما بجيك غير يلي بسرك...

كنعان يا الله شو كره ضعفو والظروف يلي هما فيها... وشو كره هروبها منو ووضعها لإلو بهيك زاوية مخجلة... فهز راسو بإنصياع من رغبتو ما يخيّب ظن أبوه وأهلو فيه.... وبنبرة باردة عكس النار يلي جواتو رد عليه: تمام بس ما بدي كمّل ع المستشفى بدي كمّل ع الكوخ عدّل حالي وبعدها ع بيت أهلي...

عاصي هز راسو بمسايرة: تمام بس بآخر الليل بتجهّز حالك نروح نفحص...

كنعان رد عليه بلوي دراع: في حالة لو لقيتوها...

عاصي طالعو باستخفاف لإنو أكيد هيلاقوها بإذن الله دامها مانها متفقة مع حد فتنهد بلا نفس مجاوبو: ماشي... وطبق الباب عليه ضارب بإيدو ع السيارة مخبّر الشوفير ابو الحبيب: حرك!

وبعّد عن سيارة كنعان مخبّر الرجال: خلونا نكمّل... وبسرعة رجع لسيارتو مستغلين توقف المطر كرمال ينزلوا بالتركتون الأراضي ليدوروا بأراضي الجبل مع الكلاب الجيرمان شيبرد بعد ما جابوا قطعة عليها ريحة إميرال من الكوخ الكانت محبوسة فيه بمساعدة الخدامة حليمة يلي زعلت كتير ع حال الست إميرال بعد ما سمعت كم كلمة بالغلط من رجال عاصي "إذا ما لقيناها لنروح فيها" مؤولة فكرة هروبها منهم... فشو دعتلها الله يهدي بالها ويبعد عنها كل شر... وقعدت قبال الشباك بعد ما رتبت فوضى الكوخ منتظرة صوت سيارة ولا خبر يصلها مطمنها عن إميرال فركض قامت لعند الباب بس سمعت صوت سيارات جاية لهون... وبهتت بس شافت كنعان جاي لحالو بدون إميرال فبسرعة سحبت حالها مخبية حالها بغرفتها من خوفها من هالمجنون....

وشو ساوت معاه هالمعروف لما ما لمح رقعة وجهها قدامو بس عبر الكوخ لإنو مالو خلق يقابل حد من قهرو الحاسس فيه من ورا بنت جاثم يلي هربت وهي بمتل هيك وضع... المشكلة عارف إنها ما كانت تمثّل بوجعها... بس كيف جت ع حالها تهرب مخاطرة بحياتها وحملها يلي مش بعيدة مع ركضها وخبطة السيارة ما تم... مجنونة هي توقّع حالها بشي مش قدو... فتنهد مكمّل لغرفتهم وهو مكابر ع وجع رجليه وضاغط ع كتفو المخلوع وبهت مكانو ضاغط ع وجعو بس شافها (لغرفتهم) مرتبة ومالها دخل باللي صار فيها قبل كم ساعة قريبة... فتكتم تأوهو من قوة ضغطو ع كتفو كرمال ياخدلو دش أبو كم دقيقة بس يزيل تلبط جسمو مع أواعيه ومية الشتى البللتو وشو تندم بس فكر ياخدلو دوش لإنو عاجز يحرك كتفو متل الخلق ليشلح أواعيه...* فاضطر يمزع بلوزتو بمشقة كبيرة وبوجع كاتمو كتم بالقوة وما صدق يحس بالمي عم تنزل ع جسمو بس لتخفف عليه ملمس جلدو ووقف المي واجى الوقت الأصعب تنشيف الجسم ولبس الأواعي يلي كان مخليهم بهالكوخ بس يجي يصيّف هون مرات كل كم سنة... وشو تغلب وتوجع بهالمهمة المضنية بين يرفع رجليه ولا يحرك كتفو وما صدق يلبس كل أواعيه ليحرك لبيت أبوه وهو من جواتو عم يشتم بنت دهب واليوم يلي فكر يطلعها فيه للمستشفى... لإنو هو غبي لما فكر يكون معها إنساني من غدرها فيه...

ما كفاها خداعها معو تقوم تكمّل عليه بهروب منو... فتنفس بغل رافض يكمّل ع البيت بدون ما يمر ع صيدلية ياخدلو مقوم خلع الكتف ومسكنات عيارها تقيل ليخفف من وجعو وبسرعة قبل ما يرد لبيت أهلو لبس المقومة برفض من مساعدة أي رجال من رجال الحماية وأخد المسكن ليهوّن ع حالو وجع جسمو كرمال يروق ويفكر منيح كيف يربيها للماكرة لبس يوقف مع أبوه بعدها إلا يقلب حياتها قلب ويجيبها تعيش عند أهلو عشان تقول الله حق...

ما ريحتو فاحت واللي صار صار والغريب بالموضوع أبوه لهلأ ما اتصل عليه... معقول عاصي ولا عيونو الخفية ما خبروه... فتنهد من الحالة يلي هو فيها مصبّر حالو تصبّر ع جنونو... وفجأة بلش يحس جسمو تقيل وبدو ينام... فما عرف كيف مسك حالو عن النوم من رغبتو ليتطمن ع أبوه ويجس نبضو اذا بعرف شي ومخبي عنو ولا شو بالزبط... بس يا فرحة ما تمت ولا هي فرصة جت ع صحن من دهب لإنو ما لقى حدا حواليه بالبيت المسيطر عليه هدوء فبسرعة عجّل حالو لغرفتو بدو ينام من كترة النعس الهب عليه ع فجأة ومش عارف ليش بس مش مستعبد حبة الدوا يلي اخدها ما يكون فيها منوم وما لحق يمدد حالو ع سريرو بغرفتو النوم إلا هو نايم ع طول بدون ما يشغّل المكيف ويا دوب لحق يغطي حالو لنص جسمو وهو عم يضغط ع جسمو وهو نايم من حرتو ع بنت دهب ومن وجع جسمو.... وما بعرف بعدها شو صار فيه ولا ببنت دهب من حبة المسكن يلي جت رحمة من الله فيه... ومتل ما غفي بسرعة صحي بسرعة بلا أي مقدمات ع أوجاع جسمو المتنوعة وع صوت حركة بالبيت فغصب عنو قام من مكانو يشوف شو فيه وهو مش منتبه ع تورم وجهو من عند الدقن من قوة خبطتو وقت ما صار الحديث بالشباك المضاد للكسر والرصاص... وفتح باب غرفتو نازل لتحت محل ما فيه أصوات كتيرة* وهو مطنّش وجع ركبتو وبهت مكانو بس شاف الكل متجمهر بالصالون حوالين أبوه المتمدد ع الكنبة ومغطينو منيح بلحاف شتوي تقيل ومشغلين صوبة الحطب بدل المكيف من رغبة أبوه المفلوز ع تقيل... فبسرعة نطق وهو عم يطالع الجميع المش حاسين فيه من منحلة كلامهم وصوت التلفزيون والولاد الصغار: مالو أبوي!

فلفت عليه أول وحدة من بين الكل أمل أختو يلي تبسمتلو بوجهو رادة عليه وهي مبين عليها التعب والهالات السودا من الحزن ع أخوها الغالي والعطوف ع الكل: واخيرًا صحيت لنشوفك و~

فقاطعتها بنبرة جلفة وفاء أختو يلي جت فورًا مع بنتها وبنت جوزها بس عرفت إنو أبوها مفلوز: ملفوز يا والي عليه بتلاقيه انعدى من يلي اجوا يعزونا...

فتنهد ماسح وجهو لافت انتباه وفاء يلي فورًا قامت تشوف وجهو لافتة الكل عليهم: كنعان شو مال وجهك ليش هيك شكلو مبقّع؟

كنعان رد بكل دهاء وهو عم يحرك حالو لورا وهو مش فاهم شو قصدها لكنو حاسس بالتورم من عند دقنو اليمين بقوة من عجزو لياخد نفس طبيعي بدون ما يلسعو من الوجع: متحسس من شي أكلتو... ولف حواليه مطالع أخوه جواد سألو: وين ابنك الدكتور؟

جواد رد عليه: هيو بالمطبخ راح يسوي شي لجدو ليشربو...

كنعان هز راسو وهو عم يطالع خواتو القاعدات ما بسووا شي عكس أمينة وسهر يلي عم يحيكوا بأواعي الشتوية للبيبيهات... في حين جوري وأريام مالهم حس ولا وجود... فتحرك للمطبخ مدور ع أرسلان كرمال يقلو شو يساوي دامو هو دكتور بلاها لروحة المستشفى الما بطيقها... إلا بصوت سيارة جاية لعندهم فقرّب من الشباك يشوف مين وبسرعة تحرك بس شاف وجه عاصي مأجل روحتو لأرسلان لبس يخلص من موضوعو مع عاصي يلي شاك فيه مليون بالمية إنو ما لاقها... إلا بصوت أمينة وهي عم تنادي عليه موقفو: كنعان!

كنعان وقف يشوف شو مالها قبل ما يفتح الباب: نعم فيه شي يا مرت أخوي؟

أمينة هزت راسها: ابني اتصلت عليه أكتر من مرة ما برد بتعرف كيف رح أصلو؟

كنعان هز راسو بنفي: والله ما بعرف غير إنو روّح عند مرتو... بس هلأ بخلي عاصي يكلم المرافقة لمرتو وبطمنك...

أمينة ابتسمت راحة: الله يريّح قلبك متل ما ريّحت قلبي... المهم ما تنسى ولا عليك أمر يا ابن حماي ترسلي رقم المرافقة ع التليفون... ويلا خليني روح رد جوا قبل ما يفقدوني... ومتل ما جت فجأة ردت فجأة تاركتو يطلع من البيت مواجه أبو جنرال يلي جاوبو بدون ما يطالعو: لسا ما لقيناها وبنتحاكى بعدين لإنو مش بحاجة نلفت انتباه حد إنو فيه شي... وتجاوزو عابر بيت الجد كرمال يصحي حماه النايم وين يضل ينام وهو قاعد حواليه... لكن قبل ما يصحيه لازم يعرف وين المغضوب أبو ضرغام لهلأ ما برد ع تليفونو كان واثق هيلاقيه هون بس دامو مش هون ممكن عند بنت المغضوبين فسحب تليفونو متصل عليه بس عبس ما فيه أي رد منو ولا من الست سمية ع ساعة الضهرية شكلو هيحاكي رجال الحماية المسؤولين عنو لبس يطلع من هون... أكيد حضرتو قاعد بالعسل ومش سائل بجدو ولا بعيلتو... فلف وجهو متقصّد ما يقلق بغياب كنعان من انشغالو بحالة مرتو الغريبة عليه... لإنو امبارح تركها كان مالها شي بس هلأ حاسسها عم تمر بشي ماكلة همو...* فلف وجهو بعيد عنها مقرب من حماه وهو بقول لجواد: حضرة الدكتور اصحك تقلي ما صحي وردتنا و~

إلا بمقاطعة الجد لإلو بتعب: ليش يقلك ما صوتك لحالو يا ابو دخان بصحي...

فضحك الكل عدا مرتو نداء يلي سحبت حالها بعيد عنهم تاركة عاصي مناه يلحقها بس ما بحب هالحركات هاي برا بيتو لإنو ما فيه ياخد راحتو معها بالكلام فبس يطلع من هون رح يحاكيها تليفون قبل ما يتصل ع رجال ابن ضرغام ليطلعوه من جو العسل...

عاد هو وين يقعد بالعسل وهو حالو مش أحسن من حال الجد إلا أسوأ منو...

مفلوز ع تقيل وما حدا حاسس عليه بغرفة المكتب... ومكتفي بجاكيتو الجلد يلي معطيه برودة رغم المكيف المشغل... وغير وجع الراس الرهيب الحاسس فيه ومش قادر يتحملو... والطامة تليفونو واقع منو ع الأرض ومش قادر يقوم يجيبو ولا حتى يمد حالو ليسحبو...

فوينها بنت قلبو عنو؟

ووينها الست سمية مش فاقدة حسو؟

صار بدو أي حدا يجيبلو عصير ليمون ولا يعطيه مسكن ولا حبة زنك تهون عليه عياه...

هو عليه مليان شغل اليوم وما حدا من يلي معو بهالبيت مقدّر لو نقطة من مليون هالشي... فضغط ع جبينو مش متحمل وجع راسو وعاجز يتقلب ولا يحرك حالو من تقل عظمو وفتلان راسو فسلم أمرو لله وهو غصب عنو ينام ويصحى....

ويصحى وينام وهو حاسس الوقت عم يمضي وما حدا حس عليه ولا هو صار يحس بنفسو لكن شاء ربنا يرحمو ويهوّن عليه وجعو بس صحّى بنت
قلبو من نومها وهي جاي ع بالها تقرأ وتاكل كتير لتفش خلقها من بعد يلي صار... فبسرعة قامت عن السرير مش سائلة بتفرشي اسنانها ولا حتى كم الساعة هلأ وهل الظهر أدن ولا لأ.. وأصلًا لو أدن كان الست سمية جت تصحيها كرمال تصلي... وكمان أحسن ما جت هي ما بدها تشوفها من غيرتها منها... ففتحت باب الغرفة متل الفارة ماشية ع رووس أصابعها لإنها مش حابه تحاكي الست سمية... وبشويش فتحت باب غرفة المكتب... وعبرت فورًا مسكرة الباب وراها للحفة بس بدون طبقو...* وبسرعة لفت حالها ناحية رف المكتب والخاصة منهم رف الروايات يلي رتبتلها إياه الست سمية... فمرت من عند قدام الكنبة المعطية ضهرها للباب وعيونها مش شايفة شي غير رف كتب الروايات إلا بإيد بتمسك بمعصمها فجت رح تصرخ من الرعبة لكن رحمة من الله فيها لمحت ابن الخيّال يلي بكون ابو بنتها متمدد ع الكنبة قبل ما تصرخ فبسرعة سحبت إيدها من إيدو وهي عم تقلو: خوفتني!

عبد العزيز نطق بتعب: روحي نادي ع الست سمية...

جودي وين تروح تنادي ع الست سمية وهي عندو وهو مسؤول منها هي دامها بتكون مرتو وأم بنتو يلي عم تكبر ببطنها... فقربت منو بهمس خوف ما تمسكهم الست سمية وتلبي أوامرو: شو بدك منها؟

عبد العزيز ضحك ببهتان شو هالسؤال الغبي هي مش شايفة حالو ولا سامعة صوت الخافت التعبان... ونطق بدون تفكير: عيّان...

جودي بس سمعت ردو بسرعة قربت منو وهي عم تحط إيدها ع راسو ناطقة بخوف: حبيبي إنتا حرارتك نار... وقرّبت منو بايستو ع جبينو ومخليتو يبتسم عليها... لإنها عم تعاملو متل طفل صغير... فنطق وهو عم يحاول يبعدها عنو: انتي حامل خطر عليكي تعيي... بسرعة روحي ناديلي الست سمية!

جودي ردت باعتراض: لا ست سمية أنا مرتك وأنا لازم أهتم فيك...

عبد العزيز مش قادر وهي معندة هي تهتم فيه... يا صبر أيوب بس... فنطق مسايرها لحد ما تدرك هي ما رح تسويلو شي: انا بدي دوا فلونزا مع ليمون وبندورة معصورين مع سن توم... تمام...

جودي هزت راسها: تمام...

وبسرعة قامت تركض مخليتو ينطق غصب عنو ليوصيها: شوي شوي ع حالك إنتي حامل...

مين قال هي حامل ولازم تدير بالها ع حالها... هالكلام هادا مش مزبوط لإنو هي هلأ لازم تثبت جدارتها إنو هو مسؤول منها هي مش من الست سمية.. فبسرعة صارت تتحرك بالوقت يلي اندق باب الفيلا بقوة بس هي ما همها رغم إنها سامعة لإنها بدها تضمن تسوي يلي قلها عنو... وتقلب هون وهناك تدوّر ع ليمون ولا ع حبة بندورة ولا ع عصارة ولا ع حبة توم... والكارثة ريحة التوم خلت معدتها تلع بس تكمّل غصب... وبس جت بدها تعصر إلا بصوت الست سمية الموجه لإلها: بنتي جودي وين زوجك؟ سيارتو هون!

جودي ردت عليها ببرود عكس النار يلي جواتها: سر... ولفت عليها قارفة تعصر من ريحة التوم... لكن ترد تتراجع... بالوقت يلي ردت فيه الست سمية تسألها: يعني هو هون؟

جودي ردت عليها بنفس الجواب: سر!

الست سمية انجلطت فجت بدها تروح إلا بصوت جودي وهي عم تركض: لا لا.. سويلو عصير بليمون والبندورة مع سن تومة وأنا رح أهتم فيه وهو بغرفة المكتب..

الست سمية خافت عليه وبسرعة تجاوزت جودي داخلة لعندو وهون جودي بكت بحرقة لإنها خرّبت عليها مهمتها... وانقهرت بس شافت الست سمية عم تحاكيه وتهتم فيه في حين هي ع الرف عاجزة تعملو شي فبس شافت الست سمية عم تهرول لتجيبلو حبة مسكن ولا كاسة العصير يلي طلبها منها... تنقهر فبسرعة ركضت لعندو بعد ما طلعت من الغرفة منفجرة بكى ع صدرو رافضة تبعد عنو... وهو هون فكر بكاها لإنو عيان... فمسح ع ضهرها وهو مناه تبعد عنو فنادى ع الست سمية بتعب: ست سمية!

:يا ست سمية!

لحظتها جودي انفعلت رافعة راسها ورادة عليه باعتراض من بين دموعها: لا ست سمية! لا ست سمية! بس أنا! بس أنا.... وتخصرت بجدية غريبة عليه مخبرتو بنبرة تحذيرية: بدي روح سويلك كمادات مية... إنتا مسؤول مني أنا وبس...

وطلعت من غرفة المكتب بتقل وبعيونها المش شايفة قدامها غير اهتمام ست سمية فيه... فعبرت المطبخ سافهتها ومتحركة مدورة ع مي باردة وتلج حاططتهم بجاط بلاستيك وبسرعة متل السراقة أخدت الكاسة يلي عملتها الست سمية وهي مش قادرة تتحمل ريحتها وبالعافية وصلتها لعندو وركض راحت تستفرغ مش قادرة تتحمل لا شكل الكاسة ولا ريحتها ولا فكرة إنو هو شربها... ورجعت لعندو وهي خاوية لإنها جوعانة ومش حاسة بجوعها وابتسمت وهي مادة شفايفها لعند إدنها من حرتها منو النازل بس ينادي ع ست سمية... فبلعت ريقها مقوية حالها لحظة ما لمحت أي أثر لست سمية بغرفة المكتب... وتقدمت منو وهي عم ترفع إيديها ع شعرها القصير مرجعتو ورا إدنيها ناطقة وهي عم تقرب من مكانو ومطالعتو من فوقو للي مش فاهم شو مالها طلعت ع فجأة بعد ما اعطتو كاسة العصير... صحيح هو بدو إياها تبقى بعيد عنو خوف ما تعي بس ليش هيك ركضت ما بعرف: من يوم وطالع ما في حدا لازم يهتم فيك غيري... وأشرت ع حالها بغضب مفاجئ غريب عليه مكملة... أنا وبس... يعني مش ست سمية!

عبد العزيز مسح ع وجهو... هو عيان وهي نازلة بتقلو هالكلام فغمض عيون مش حابب يشوفها بهيك شكل البعيد كل البعد عن براءتها يلي بعشقها فيها... ونطق سائلها ببرود مستفزها كرمال يفهم شو عندها وشو بدور ببالها: ومين يلي قرر؟

جودي سبلت بعيونها رادة بنبرة باردة نفس برودو: أنا قررت!

عبد العزيز هون فتّح عيونو معلق وهو عم يسحب الغطا الغطتو فيه الست سمية قبل ما تيجي مدامتو بهالمزاج الغريب عليه: متقدمة يا بنت صايرة تقرري وتجزمي... بعدين شو مالك ع الست سمية هيك بتحكي اسمها لتكون غيرانة منها و~

سكت بس شاف وجهها أحمر بحقن وعم تتنفس بصعوبة... فبلعت ريقها قبل ما يقلها منتبهة ع تنفسها وعاجزة ترد على كلامو يلي توقف بنصو... فنطق محاول يقويها لتعبّر عن جواتها بما إنو متسلي مع عياه باكتشاف جانب جديد فيها: وين لسان فارتنا راح!!

الفارة جودي فوراً تلبكت بس سمعتو عم يحاكيها متل جدها وبنادي عليها فارتنا... فجت رح تضحك لكن لا تورجيه إنها جدية فنطقت متعلثمة: اه آ~~ وطار الكلام من عقلها...

فنطق بالع ريقو يلي بوجعو: آه مالك إنتي؟

جودي بللت شفايفها رادة زامة فيهم حايرة كيف تقلو ولا تعبّرلو عن الحرقة اللي حست فيها من اعتمادو ع الست سمية بكلشي بهالبيت: ما مالي شي ونطقت مغيرة الموضوع بكل اندفاعها من كرهها للكلام عن غيرتها من الست سمية... بعدين أنا مقهورة لإني بضل بالبيت بس مع الست سمية!

عبد العزيز تنهد من حالها ورد مسح ع وجهو خلص مصفر مش قادر يتكلم أكتر من هيك... ففرك زوايا عيونو بانزعاج مجاوبها: بصراحة حالياً صعب أطلعك من هون لأخلص كم شغلة بعدها بفكر إذا رح نرجع ع دار أهلي ولا هنبقى هون... ولف عيونو الزايغين عليها مع وجع راسو منتظر ردها للبوزت باعدة عنو راجعة للكرسي بعدم رضى لإنها هتبقى هون مع الست سمية لفترة كمان وطالعتو باستياء مجاوبتو: طيب بس رح نروح مكان لحالنا... وشددت ع آخر كلمة قالتها...

عبد العزيز هز راسو كتسليكة لإلها ومبشرها بشي رح تنبسط عليه بعدين:اوووفت (اووف) خلص رح أجيبلك لشي يوم جوري وأريام يقعدوا عندك منيح؟

جودي وقفت ع رجليها بحماس رادة: يا الله شو بحبك... خلص هيك منيح ومنيح كتير...

ابن الخيّال هون جفل من كلامها وانبساطها يلي مش فاهم شو سببو... وأكيد ما رح يفهم سببو لإنو مش واعي ع عالم مدامتو يلي مبعد كتير بالأفكار وغرقان بعالم السيدات... فكرة إنها تستقبل حد وتعاملهم كامرأة متزوجة بالاستقبال والتأنق... الله تسوي متل ما بتشوف بمقاطع الافلام الكلاسيكية العم تحضّرها إياها الست سمية وقت الاستماع للغة الانجليزية والألمانية... فردت مكانها متخيلة شو بدها تسوي بس يجوا عندها وشو رح تلبس وكيف لازم تقعد وغفت مع تفكيرها بعالم السيدات الكلاسيكي السرحت فيه بعيد عن ابن الخيّال يلي بس شاف حالو تحسن شوي طلع لغرفتو مغيّر أواعيه ومكمّل لبيت جدو يتطمن عليه رغم إنو هو بدو مين يتطمن عليه...* وما توقع بس وصل بيت جدو يرد ينام ع الكنبة التانية المجانبة لجدو يلي تونس فيه مع مرضو على عكس مرتو يلي صحت من نومها شوبانة من الغطا يلي حطتو عليها الست سمية ومن مكيّف الغرفة الهواه سخن... فبسرعة قامت تهون عليها حرارة الغرفة وتصنمت مكانها بس انتبهت إنها ما شافتو ع الكنبة معقول هو طلع فبسرعة طلعت تدور عليه وشحبت بس ما لقتلو أثر بكل البيت بِدل ع وجودو... فعصبت رافضة تحاكي الست سمية يلي نبهتها: بنتي الأكل جاهز ما تنسي تصلي العصر وتقضي الظهر إذا نمتي بدون ما تصليه كرمال تيجي تاكلي ونبلش دراسة...

أي دراسة أي أكل أي بطيخ الشام بتحكي عنو وحضرة السي سيد ابن الخيّال طلع بدون ما يودّعها... فتحركت متجاهلتها راجعة لغرفتها لتتوضى وتقضي الظهر وتصلي العصر وهي فايجة فردت نزلت تحت لتاكل غصب عنها رغم جوعها الما بدها ترضيه.... فتجاهلت الست سمية ماكلة بدون ما تحاكيها وبس خلصت أكلها كلو ردت لغرفة المكتب بدون ما تتشكرها أو تتبسم بوجهها وسحبتلها أي الرواية بتقع بإيدها مكمّلة لغرفتها بدون ما تقلق بست سمية يلي ما حبت تلاحقها وتوجّع راسها مع مزاجية الحامل ففضلت تتركها ع راحتها وتروح تقرألها شي بسليها ولا تتواصل مع ناسها واحبابها واصحابها أحسن ما تضغط بنت قلبو يلي هي اصلًا مضغوطة من حالها لبالها من حرتها منها ومن ابن الخيّال الحاططها ع الرف فتقرأ الرواية الواقعة بين إيدها أفضل ما تضل قاعدة بس تاكل في حالها... فطالعت اسم الرواية يلي بين إيديها بعنوان أليس ببلاد العجائب... يا كرهها لهالأليس ولهالقصة... ففتحت أول صفحة تقرأ وهي مجبورة...

اليوم كلشي عندها بالاجبار لدرجة تبكي غصب عنها... ومن كتر ما هي ضاغطة حالها معدتها بلشت تاكل فيها لحد ما استفرغت كل يلي ببطنها من حرقتها من يلي كان عيان وطلع بدون ما يعبّرها ولا يقلها متى هيرجع... عم بتصرف معها متل أبوها... لا بقلق فيها ولا بسأل عليها ولا بتصل عليها وكلشي ع الخدم ولا ولما بدو شي بالغصب لازم تسويه وبغيب قد ما بدو عن البيت... هي ما بدها تعيش هيك... هي ما بدها حد متل أبوها... ما كان حضرتو السي سيد معها منيح ليش حوّل... معقول هو ما بدو إياها وع الكيف عايش معها ولا كيف... هتموت وتعرف ليش تاركها هون في حين هو عايش حياتو مش سائل فيها هي...

ومن الطبيعي تفكر هيك دامو مانو مخبرها شي... من خوفو ع حملها بس لمتى؟ هي ممكن مع عدم معرفتها للي عم بصير يعقّد الوضع بينهم ويوقعوا بمشاكل تانية هو بغنى عنها معها... والطامة إن قلها هيوقع بمشاكل هو بغنى عنها كمان من إدراكو لعدم قدرتها لتستوعب كل يلي عم بصير ومن خوفو تقسى وتتغير وما تعود بريئة متل قبل....

أصلًا هو شو بدو يقلها لو قرر يخبّرها البقية بحياتك جدك مات وعمك مخطر وأبوكي كان سبب بموت عمي وعمك ترك عيلتك وتبرا منها ولا يقلها الخبر الأصعب احنا لازم نقتل أبوكي وأي حدا بدو يضرنا.. ولا يخبرها أبوكي طلب هدر دمك...

ما فيه خبر أهون من خبر كلهم علقم وسم ع الروح... لإنو عارف خلص ما جدها مات وعمها مخطر وأبوها ع الحالتين رح ينقتل وإن درت كارثة ما رح تهدا ورح تكره الكل وأولهم هو ويرد معها من تحت الصفر بس لو خبى عنها لحد ما الوضع متم ممكن أهون فكرياً لكن لحظتها لأ... هي ع الحالتين ما رح ترتاح.... بس ع الأقل في شي بحتم الأمر قدرتو ليتحمل تغيرها ووجعة راسها ولا ما فيه...

هو بالفعل مناه يقلها بس هو محتاج مكان يروحو وهو ضامن ما حد بضلو يذكرو باللي عم بمر فيه لو بنظرة... وما فيه هالحد غيرها هي منفسو ومنآه الوحيد عن العالم فما بدو يقضي ع منفسو ومنآه المتبقيلو من بعد عمو المرحوم.... لهيك تركها من بعد انبساطها مش قادر يبقى مكانو مش
لإنو بس بدو يتطمّن ع جدو إلا لإنو بدو ينأى بعيد عنها وعن فرحتها يلي هتروح وتتلاشى بمجرد ما يجيبلها جوري وأريام لعندها كرمال يآزروها باليوم يلي هترد فيه لبيت أهلو كرمال تعتذر لمرتعمو...

الكارثة هي مالها دخل بعمايل أبوها كلاميًا لكن فعليًا هون المشاعر بتدخل والموضوع بتعقّد وبتصير شغلة اعتذارها واجبة كجبر الخواطر والنكبة عارفها ما رح تتحمّل تعتذر لمرتعمو جابر ع العلن وهالشي ممكن ما تسامحو عليه وحتى يسوي شرخ بينهم... فشو حس حالو جاني وظالم معها لإنو اسعدها لحظة لكنو بالمقابل هيكسرها عمر غصب عنو من عمايل ابوها... الآباء يزرعون والابناء يحصدون... وهالفكرة هاي قهرتو من حبو ليعزها ويدللها فشو أكل بحالو لدرجة ردت حرارتو ارتفعت مع حزنو ع عمو وع زعلو عليها.... ورد تِعب تَعب قوي لدرجة ما قام من المكان يلي نام فيه ببيت جدو من قهرو ع مرتو فكريًا وهو ما عندو فكرة كبيرة كيف هالأسبوع عدا عليه بين إهتمام أمو وعماتو وجوري وأرسلان وجدو يلي طاب قبلو فيه (مع الاهتمام)... في حين كنعان وعاصي ما كانوا أحسن منو لإنهم متلو كانوا مفلوزين بس فلوزتهم أهون من عبد العزيز* يلي كانوا يستفزوه من حاجتهم ليكون معهم بالمشكلة الغاطسين فيها مع بنت دهب يلي هلأ مش عارفين وين أراضيها: مصدق حالك عيّان!

:فضحتنا من أولها نخيت كل هادا عشان بعيد عن يلي احم احم...

:لك من متى هيك بتتغنوج (بتتغنج) علينا!

:يخي طيب بدي حد استفزو متلك... لإنو فش حد مستحملني غيرك...

: لك عديت ابني وابني عدا الكل...

: ابن ضرغام في شغل بستناك...

بس ابن ضرغام عبس ما قام لدرجة جابلو دكتور يعاينو بالبيت ويعطيه خافض حرارة كرمال حرارتو تخف...

فوصاهم الدكتور بعد ما أعطاه خافض الحرارة يسوولو كدمات مي وإذا تطوّر وضعو ينقلوه ع المستشفى... وسبحان الله عند ذكر سيرة المستشفى الأخ صح وحالو صار أحسن بس راسو مش متحمل ضجة البيت بين ركض هادا وعطس هادا وهديك وصوت طفل هناك صوت طفل هون... وصوت وفاء الحاد وهي عم تنادي الخدامات وهي كل شوي تعطس: اتشوه علا يلا بسرعة جيبوا الأكل...

:علا تعالي إنتي والبنات قيموا الأكل!

: تعالوا ودوا الأكل لأمل!

: رتبوا البيت وجهزوا الديون صحاب أبوي جايين (تشوه)!

:رجالنا جايين نزلوا الأكل!

:عيونكم ع الولاد!

وشو صوت عمتو وفاء الصارم ما بشبه صوت أمو وهي عم تقرأ عليه قرآن وحط بصل جواة الجربان الملبستو إياه هي وأبو إصبع أختو جوري يلي تضلها تقلو وهي عم تغيرلو الكمدات المي الباردة ولا الطبقات المغطينو فيهم من فوقو وتحتو وتعرقوا معو من حم جسمو وسخونتو: أنا عارفة زعلان ع جابرنا بس أنا هيني طلعت أقوى منك... بعدين قوم حاكي حلوتك لتطمنها عليكي بكفيك حارمها صوتك كم يوم أصلًا بقصها لإيد إذا بتعرف إنك مريض ولا حتى إنك بتحكيها تليفون متل عادتك... بعدين عاجبك هيك ريحتك... ومخلينا نمرض معك...

وما تحل عنو إلا لما يجوا رجال عماتها وجبر ابن عمها كرمال يتطمنوا عليه وع الجد... وترد لعندو بس ينسحبوا من عندو من حاجتها لعطفو وحنيتو عليها فتعطف عليه من حاجتها ليعطف عليها بس يصح ويرد لعافيتو... فتبكي بحرة من عياه التقيل هي مش قادرة تتحمل خبر موت عمها ليجي أخوها يمرض هيك وهو جدها... أي إذا جدها الكبير بالعمر واللي الله يطول بعمرو راق قبلو رغم كحتو القوية لكن أخوها سحب...* وشو بكاها بالليل جنب راسو بعد ما الكل يروحوا لفراشهم خلاه بفضل الله وفضلها يكافح معاناتو وكحتو القوية يلي ما كانت تخليه مرتاح حتى وهو نايم... ويقوم تاني يوم عند الضحى منسحب من بيت جدو مع تليفونو لبيت أهلو ماخدلو شور سريع ومجهز حالو بسرعة وهو بكح من كل قلبو وخطف نزل بدو يلحق الشركة إلا بصوت أمو: بسم الله الرحمن الرحيم شو جابك هون كيف صحيت... تعال تعال قيس حرارتك! .. ع وين رايح بعدين هيك خطيفة؟

عبد العزيز اجى بدو يرد لكن كحتو سبقتو: كح كح كح...

أم عبد العزيز قربت منو داقة ع ضهرو: الله الله... مش شايف حالك تعبان مكيفلي ع حالك بدك تطلع...

عبد العزيز رد وهو عم يرفع إيدو ع دقنو: يما كم يوم صارلو متجمد مكاني فبدي لف العالم بساعة... وشد ع حالو بدو يلحق يشتغل... لازم خلّص يلي علي...

أم عبد العزيز تخصرت مش عاجبها كلامو: لك مش شايف حالك وحرارتك وين... بلا شغل بلا هم...

عبد العزيز ابدًا قعدة ما فيه فردلها بسرعة: يما برضاكي علي ما تزيدها علي... القعدة مش إلي.... أنا حدا بحب اتحرك (بحب يتحرك)... وصوتو مع انفعالو خف لدرجة مش كل كلامو واضح...

فعلقت أم عبد العزيز بانفعال من خوفها عليه: اه قلتلي بدك تشتغل وإنتا بهالصوت انشالله رايح تشتغلي بالشركة بالإشارة ولا بالكتابة... روح روح بلاش تحرق اعصابك ونكون بشي ونصير بشي تاني...

عبد العزيز بسرعة باس راسها وركض بعت رسالة للرجال المسؤول عن حمايتو يجهزوا حالهم ليطلعوا فيه ع الشركة وما صدق يسمع صوت الزمور ليخلص من تواصي أمو: اشرب بابونج يما وزهورات لو مش مستعجل كان عملتلك بالسخانة ~~

وتحرك لعندهم وأمو مكملة: ما تنسى تاكل... كل منيح يما~~~

وفورًا ركب السيارة جنب الشوفير بحماس... أيوة هون الحياة.. هون الشي الصح إنو يتحرك يشتغل ما يدخل البيت إلا بعد ما يخلّص يلي عليه... راسو صدّع مع القعدة بالبيت هو بكفيه مرضو بس صوت صريخ ولاد الصغار وبكا أختو وعماتو ع حالهم ولا جدالاتهم المفاجئة... الشغل بكل تعبو ما استنزفو هيك... فالحمدلله ع كل حال أيام وعدت والله لا يعديها... وما صدق يصل الشركة* ليتحرك بشوق للمكتب ويشتغل يلي عليه بس مقهور مش قادر ينطق بحرف من صوتو ومن تليفونو الما وقف رن من عماتو وأمو وجدو وعمامو يعاتبوه ع عملتو... فطلبلو من سكرتيرو عمر يعملو مشروبات سخنة مع مص سكر فضي باستمرار لحد ما الوضع خف... وصوتو شوي تحسن بس مش لدرجة التكلم لكن كحتو يلي دبحتو مع حرارة جسمو فكان يكابر ع نمتو لكن إلا ما يناملو شوي ويرد يكمّل شغلو رافض يروح ع البيت بدو ينجز عشان يتفضى لضجة المستشفى بالبلد واللي تقصدو أهلو ما يخبروه عنها بس هو أول ع آخر رح يعرف... فبس ينضغط من شغل الشركة ياخد استراحة يتابع قصة ضجة المستشفى بالبلد واللقاء والمظاهرات كرمال يعرفوا شو صار فيها وليه لهلأ ما فيه شخص بحمل القضية... فكان يسمع تصريحات بعض أهالي الضحايا وهو متأكد مدفوعلهم ليساووا هالبلبلة لإنو هو وكنعان وعاصي مروا عليهم مع الطاقم الممثل من المستشفى مع المحاميين كرمال يآزروهم ويخلصوا الموضوع معهم ودي لكنهم هلأ صعدوا الوضع فاستوقفو تصريح أم لأحدى الضحايا الراحوا مع عمو بقصة انفجار المستشفى: ابـنـي وحـيـدي راح يـا ويـلـي عـلـيـه... قـال راح يـسوي عـملـية ليـقـيـم مـرارتـو.... وتبكي من كل قلبها مش قادرة تكمّل فتخبي وجهها رادة ناطقة بشكل متقطع... هـيـو راح... راح لـعـنـد ربـو و~~~

ما قدر يتحمّل كلامها البصل لجوا القلب فسكر التليفون مغصوص بدنو... لإنو كلامها مزبوط يعني ابنها دخل المستشفى ع أمل يرجع بصحة وعافية اتاريه بمشيئة رب العالمين طلع مفقود من هالحياة والسبب انفجار المستشفى المريب فرد يكمّل شغلو يلي مخطط ينجزو اليوم من شان يقالب بقصة ضجة أهالي الضحايا والرأي العام كرمال يفهم شاللي خلاها تصل لهالحدة هاي وهو مستغرب أبو جنرال لهلأ ما حاكاه ومن الطبيعي ما يحاكيه من كتر ما بطارد بقصة اختفاء مرت كنعان الوقورة... المش عارفين كيف اختفت بهالسرعة هاي بعيد عن عيونهم دام سياراتهم لفوا كل شبر بالمنطقة ونزلوا الكلاب تدور عليها عدة مرات بدون كلل وملل ع أمل يلاقوا طرف خط يوصلهم للوقورة مدام كنعان الخيّال لكن كل محاولتهم تنتهي بفشل ذريع من توقف الكلاب بنفس المكان الخلا الما فيه لا بيت ولا حد ونيس ولا حتى ممشى طريق يدل إنو في حد أخدها فيؤمرهم عاصي من شد انهلاكهم: استراحة محارب...

ويردوا بعد الاستراحة يلفوا بالمنطقة لكن ما فيه أي تقدم لهيك لجأووا لقصاص أثر ليعرفوا وين راحت... فلاحقوا خطوات الرجلين ملاقين خطى رجليها الحافية بكم مكان وبعديها ما فيه أي أثر غير لرجالين طويلة أو بصمة لبساطير رجال عاصي ولرجلين كلابهم جيرمان شيبرد...

فدام ما لقوا غير توقف رجليها بهالمكان هون يبقى آخر شي كانت هون لإنو مستحيل آثار رجليها تندمل بهالسرعة هاي دام المطر خف وما فيه سيول... والأهم من كل هادا ما فيه إلها خطوات رجوع تدل إنها رجعت من محل ما جت او غيّرت مسار هروبها... فحاولوا يراقبوا لبعيد ويشوفوا وين فيه كاميرات وشو السيارات يلي مرت وما لقوا غير كم شاحنة ساعتها مرت من هيك.... فتفقدوا أمر هالشواحن المارة من هناك بس ما لقى عاصي ورجالو أي ثغرة فعلق قصاص الأثر واللي بكون ابن عم عدنان: البنت عند رجالك يا عاصي... حلك ومربطك عندهم...

فضحك عاصي من ثقتو برجالو راددلو: موفق وحد ربك يا رجل رجالي ما بسترجوا يعملوها...

موفق رد عليه وهو عم يرجع لسيارتو: إنتا حر تصدق كلامي ولا لأ... وأنا أكتر من هيك ما فيني اعملك...

وبالفعل موفق شو بإيدو يعملو غير يعطيه يلي عندو وفق المعطيات يلي بين إيديه.... لكن هو كيف بدو يصدق فكرة حد من رجالو يخونو بكل هالبساطة هاي... وهو مدلعهم آخر دلع بالخدمات والراتب يلي بدفعلهم إياه خوف الخيانة...

هينجن إذا طلع كلام موفق ابن عم عدنان مزبوط.... فمسح ع وجهو وهو قاعد بمركز الحراسة ماسح ع وجهو... وضايج من سواد وجهو مع ابن حماه يلي وعدو هيرجعلو إياه بيوم هروبها وهي مر أسبوع وهو ما لقاها بجبل العين ولا حتى قدر يعرف وين ممكن تكون متخبية... فمسح ع وجهو منادي ع طلال القاعد بالغرفة يلي بجانبو عم براجع ببعض الفيديوهات المعطيه إياهم كرمال يفهم هالرجال يلي بالفيديوهات بكون مين بمساعدة كم رجال منهم: طـلـال!!!

طلال بس سمع صوتو من شباك غرفتو بدل ما يطلبو من خطو عرف عاصي مش تمام فبسرعة عجّل لعندو وقبل ما يعبر غرفة مكتبو قلو: فوت وسكر الباب وراك... وبسرعة سحب تليفونو (عاصي) مقفلو من شان يعرف يحكي بدون ما حد يقاطعو برنة التليفون ولا برسالة من حدة الموقف يلي هو فيه... ومن عجزو ليستوعب كبر تهمة موفق لرجالو الكانوا وقت القصة مع كنعان يلي هينجن أكتر منو من اختفاءها يلي عم يطول وهو مش عارف وينها...

هي لو كانت عند أهلها كان عمها محراك الشر بات البتة... فدامها هي مش عند أهلها هتكون وين...

إذا المستشفيات ومراكز الشرطة ومؤسسات التمكين ورعاية المرأة فقّدوها ع أمل لو يلاقوا إلها أثر بس عبس...

هينجن من خوفو لتوقع بين مجموعة شباب عاطلة ولا مجموعة عصابة هناك بس ما فيه خبر ولله الحمد بأكد هالتخمين الشنيع لإنو ما فيه هيك جماعة بهالمكان... فمسح ع وجهو عاجز يفهم وين اختفت...

هو ما لقى غير يعمل حادث يخلع فيه كتفو ويفلوز غير بهيك وضع... اللهم لا اعتراض ع حكمك بس الوضع يلي هو فيه مش هين ومهين لرجولتو العاجزة تصل لبنت دهب الهربانة منو لمكان مجهول هي نفسها ما بتعرف كيف وصلتو أو من وين طلعلها من بين هالسواد وهالكمية المطر الغزيرة والزاخة زخ ع راسها وجسمها جابرتها تفقد وعيها من قوتها مع برودة الجو الماشية فيه بأواعيها المش مقيتها برودة الجو وقوة المطر.... وما بتعرف بعدها كيف صحت وهي ع إيدين قوية... وردت فقدت الإحساس رغم وعيها الجزئي بالأصوات العم تسمعها من حواليها مجبرة من سخونة جسمها الغيبّتها عن العالم واللي عم بصير فيه من رغبتها لتتنصل من ابن الخيّال القهرها باللي سواه فيها ومعها... وكأنو بهروبها منو فادت حالها وحلت كل مشاكلها يلي تفاقمت فوق تفاقمها مع هالجنون يلي عملتو وهي مقتنعة اقتناع تام حل لا مفر منو من جرأتها وتمردها ع اللي بصير فيها دامها ادركت هي بكل الحالات مقيّدة... فقيد أهون من قيد... وقيد الهروب كان حل مناسب لإلها بهالوضع يلي هي فيه وسبحان الله تفكير بنت جاثم وين وبنت عمها جاسر يلي عانت الويل وين... لإنها ما فكرت تهرب رغم كل يلي مرت* فيه سواءً كان عند أبوها ولا حتى عند ابن الخيّال يلي اختفى عن عيونها من قبل أسبوع ومن بعدها بكل ثقة منو ما مر ع البيت يوم واحد بلا سبب ومبرر منطقي لإلها هي يلي صارت تشتاقلو أكتر من قبل وتفش خلقها بالدراسة رغم مقاطعتها للست سمية بالكلام وترد بعد الدراسة لعزلتها مقضية وقتها فيها بين القراءة والأكل والصلاة وتفريغ مشاعرها بالرسومات يلي عم تعملها... وهي عاجزة تفهم ليش لهلأ ما مر ولا طلب يحاكيها صوت... والطامة طلبت تحاكيه لكن الست سمية ترد عليها باقتضاب: مريض...

شو هالمرض يلي بخطفو منها هيك... مستحيل يكون مريض هو مالو شي تاني فتبكي بغصة من فضولها لتعرف هلأ شو عم يساوي... عاد لو عرفت كانت تندمت ع كل دمعة بكتها وهي عم تستنى فيه يرجعلها لإنو كان مشغول بالفوضى يلي عملها أبوها فيهم وبأرواح الناس يلي بعض أهلهم رفضوا التعويض من رغبتهم بسجن الفاعل بأقرب وقت فكان عم يحاول يفهم وين المولد لهالضجة هاي من شان يعرف متل ما طلعت فجأة يخمدها فجأة لكن الصدمة الضجة انخمدت بدون ما يساوي شي فمسح ع وجهو عاجز يفهم شاللي عم بصير من ورا تليفونو السري النسيه في ڤيلة أهلو مجبر من ورا عياه الما خلاه يشوف الفضا قدامو... لهيك هلأ لازم يخلص هالبين إيديه وبأسرع ما عندو يرجع ع فيلة أهلو يجيبو كرمال يفهم راسو من رجلو
ويقدم حلول منطقية لجدو للي كان عارف مين ورا يلي صار لإنو ما في غيرها يلي بتحرك كلشي وهي قاعدة مكانها... الست "ديدي" يلي تركتلو رسالة بدون مقدمات (جاي اليوم عليكم)... وهيو قاعد بين بناتو بدون ما يقلهم حرف واحد عن الرسالة يلي وصلتو من عمتهم "ديدي" من العلاقة المقطوعة بينهم من قواة عينها... لكنو بالوقت نفسو خبّر الحراس بخصوص جيتها كرمال يدخلوها فورًا يشوف شو بدها دامها هي بدها تشوفو... فسحب فنجان قهوتو يشرب منو وهو عم يسمع ضحك الكل: ههههههه يابا والله إنك كنت جبار معنا!!!

أمينة ردت بكل ثقة: والله ما حد حنن قلبو علينا غير حفيداتو وأولهم أبو إصبع...

وفاء علقت بمسايرة من غيظها من برودة بنتها مع جدها وخوالها وخالاتها: اه والله من قوتها حبها بالغصب بتاخدو...

فردوا ضحكوا هون حتى بدعم من كوثر يلي عم تحاول تهون غيظ قلبها لإنها ما فيها تعيش بكره وسخط ع الدنيا من ادراكها الموت حق وهو بكل الحالات هيموت وبالنهاية أهل زوحها هيبردوا حقها فتخمد نار غيظها وترد شوي لطبيعتها الفاقدة جزء كبير منها من ارتباطها بفقيدها العزيز ع قلبها وقلب عيلتو...* فوقفت ضحكتها بعفوية ماخدة راحتها فيها دام ما فيه غير محارمها دامها بفترة العدة الما بتطلع من بيتها غير لضرورة وجت هون مجبرة لتساوي لأريام وتّاب من قوة بردها مع دورتها الشهرية وعدم قدرة أمينة لتعملها إياه من وجع مفاصل إيديها... ولما جت بدها ترد لبيتها استوقفها الجد لتشرب معهم فنجان قهوة قبل ما تفارقهم لازمة بيتها فبقت معهم شوي مشاركتهم جوهم المنوع بالمواضيع مكملة عن وفاء بقية الكلام الكانت عم تقولو بكل عفوية: حتى تيجي عند زوجـ ـي ~~ وانقطع صوتها فوراً بشكل مباغت من شعورها إنها نطقت شي غلط بحقها وبحق الكل فحاولت بدها تسحب لسانها لكن سبق السيف الأعزل والكلمة طلعت فاختبصت مش عارفة شو تساوي إلا بصوت سيارة جاي مسرعة فالتف الكل يشوف مين اجى وبهت البعض العارفها بس شاف من الشباك هالست المتأنقة كيف عم تنزل من سيارتها... فنطقت وفاء بغصة من شكل عمتها نداء: يابا لحق الملعونة اجت! الله لا جاب الغلا...

الجد شامخ زمجر ع كلام بنتو وفاء المالو داعي: بنت تأدبي!* ولف عليهم منبههم: ما حد يلحقني لبرا... وتحرك بكل برود ما بأكد ولا بدلل لو جزء بالمية إنو يلي طالع يحاكيها بتكون أختو من أبوه لكن من أم تانية وقبل ما يفتح الباب فتحتو هي بكل جرأة مكلمتو بدون خجل: البقية بحياتك...

رد عليها بنبرة متعالية: البقاء لله... واشر ع مكتبو بدون ما يسلم عليها مخبّرها.. تفضلي معاي للمكتب...

العمة نداء لحقتو بأواعيها السود وستايلها البدلل عليها إنها مرأة حاكمة العالم مش بس الدولة... وعبرت وراه غرفة المكتب متجاهلة عيون بناتو ونسوان ولادو... وقعدت ع الكرسي قبل الجد المخليتو بكل تقصد يسكر الباب وراهم ورفعت رجل فوق رجل مطالعتو وهو عم تبشرو: ما تقلق ع موضوع المستشفى حليتو كلو وتع قابلني إذا في حد بسترجي يفتح تمو فيه..

الجد طالعها بنظرات مأكد ع شهامتها ونخوتها معو رغم إنو عارف العكس ونطق بدون مجاملات معطيها يلي عندو: بالله بكون ممنون إذا سموك حبت تقلي شو بدها... وقعد قبالها ع الكرسي متكتف بهدوء دابحها فيه: مفكرة إني ما بعرف إنو صارلك سبعة أيام وتمن ليالي يا ديدي (اسم شهرتها بالعالم كلو)... بدك قلك وين رحتي ووين جيتي ومين استقبلك تقي الدين ملك البلد كلها... ولا قلك بأي بيت ساكنة فيه... خير شو بدك قلتلك جية هون ما فيكي تيجي بس ما شاء الله قوة عينك متل عادتك بتقتلي القتيل وبتمشي بجنازتو...

العمة نداء ضحكت بكيد معلقة: ههههههه ماخلصت حكمك يا أخوي... لو شو ما صار الدم عمرو ما بصير مي... بعدين مش مستاهلة تراقبني لتعرف وين بروح وين بجي... سلامة راسك كلها رفعة تليفون واسألني فيها مش أحسن من فت المصاري علي وزعو ع الفقارى والمحتاجين وطلاب العلم أكرم وأبرك...

الجد رد عليها بتريقة: والله سلامة راسك هالحكي احكيه لإلك بعدين إذا الدم ما بصير مي متل ما عم تقولي وينك من قبل يا أختي ما شفتك مدبحة حالك علي وع ولادي من ساعة الحزة... من الآخر برد كرر شو بدك منا؟

العمة نداء ردت بلا خجل: بدي شوف ولاد أخوي متل ما إنتا شايف كبرت بالعمـ~

الجد قاطعها فورًا فاهملها: نداء مش علي هالكلام شو بدك... كان مناه يقلها كنعان بس عارفها إذا كان معها صريح ومباشر ع الآخر بشو بدها بتحمي الضرب واللعب معهم وهو مش ناقصو...فسكت منتظرها هي ترد عليه وهو عم يكح...

فطالعتو بنت أبوه بلا خوف أو تردد بشكلو التعبان مع الكحة ع فجأة مخبّرتو: والله ما جيت خوف الفضيحة لإلكم لإنك بتعرف شو عندك شمّات بدهم ذلة عليك وأنا اصيلة وبتعرف بقطع راس مش لسان يلي بجيب سيرتو ع لساننا...* نكره بعض ولا نحب بعض شغلتنا مش شغل الناس بالقيل والقال... فقلت شوي لتهدا الأوضاع بمر عندكم وبوقف جنبكم لإنو وجعنا واحد...

الجد طالعها بنظرات عجزت تفهمها ومد إيدو ناحية الباب مؤشرلها بكل صراحة وهو ما زال قاعد مكانو: تفضلي هيهم قدامك...* ماني مانعك... وكتم بقية كلامو كرمال هو يصيد فيها بدل ما تصيد فيه... فتبسمت بوجهو معدلة حالها لتوقف بهندامها مبتسمة بجبروت رهيب وهي عم تقلو: إنتا قول وأنا فعل... ولفت حالها طالعة من المكتب تفقد القصر وزوار القصر بدون ما تقلق بنظرات كرههم ولا حتى استنكارهم أو تعجبهم في ستايلها وكلامها ووقفتها يلي ما بتدلل إنها من بنات الخيّال المعروفات بالشموخ وعزة النفس المش موجودة عندها....* فتركولها القعدة بحجة الصلاة ولا الأكل تاركين العمة نداء مع بنت أخوها نداء الصغيرة معلقة: أبوكي من كتر ما بموت فيي سماكي ع اسمي بتصدقي...

نداء طالعتها بنظرات غريبة ما غابت عن عيون الجد الكان عم يراقب حركاتها بدو يستنبط هي ليش جاي... وفجاة انسحب بس رن تليفونو تارك نداء الكبيرة مع نداء الصغيرة لحالهم بالقعدة يلي تقصدت تبقى فيها كرمال تجيب كنعان لعند رجليها محل* ما هي قاعدة ببيت أهلو.... فكروا بقدر يتحاشى مقابلتها يتحمل لسعات نارها... فتطالع حواليها وهي عم تحاكي بنت أخوها المجبرة ع مسايرتها وهي منتظرة فيه للي اجى فورًا بس اتصلت عليه اختو وفاء مخبرتو: عارضتنا المشرفة وصلت تعال قابلها مش مجبرين فيها احنا يلي فينا بكفينا موت وعيا وفنا ضل يجينا من وراها... وسكرت الخط منو مش منتظرة فيه يجاوبها حرف واحد... أصلًا ولو استنت فيه ينطق حرف بكون بحلمها لإنو هو كان رح يسكر بوجهها ويجي ع ملا وجهو متل ما سوى هلأ من عجلتو ليشوف عمتو الما ردت ع اتصالاتو بأي عين جت تشوفو وما بعرف كيف عبر البوابة الفاتحينلو إياها الحراس ليدعم بالسيارة الجديدة يلي معو لبيت أبوه كرمال يشوفها للشرانية يلي رفعت دقنها وحركت رجليها المالين بكل التسيّد ع الكنبة القاعدة عليها وهي عم تسمع خطوات ركضو وفتحو باب بيت أبوه بقوة مكمّل للصالون البابو مطبوق منو دفة وحدة خوف ما الولاد يقربوا من صوبة الحطب فلفت وجهها بس سمعت صوت انفاسو اللاهثة من عجلتو ليقابلها وقبل ما تنطق بحرف طالعها بنظرات كره طالب من نداء أختو: ممكن تتركينا لحالنا!

نداء ما صدقت ع الله يجيها اعفاء منها فبسرعة انسحبت من الصالون ساحبة الدفة التانية وراها... تاركة أخوها يتحرك لعند عمتو الجبارة وهو مانو مبعد عيونو عنها معلق ع جيتها: اهلًا نورت البلد انشالله دربك خضرة عنا...

العمة نداء تبسمت بخبث رادة: بحسب والله...

كنعان وقف قبالها بالزبط وهو عم يدخل إيديه جواة جيبة بنطلونو الجينز واللي من النادر ليلبسو بحياتو ورد عليها بنبرة كابت فيها وجع كتفو مع الركض والضغط ع جسمو من معرفتو إنها هي هون: ع حسب مين بالله... بعدين ما إنتي عارفة يا طويلة العمر لو بدك تعزي كان عزيتي من قبل أو يعني كان استنيتي كم سنة مش بكون أحسن ولا ليموت لا قدر منا حد تاني مش بكون منطق (منطقي) أكتر...

نداء وقفت ع رجليها محاكيتو بتلذذ معلن انتصارها: صار لازم روح دامك شفتني... وطالعتو بنظرة ناويلو ع شي... وحركت حالها بدها تنسحب من القعدة لكنو هو مسكها من إيدها قبل ما تمشي كمان خطوة بعيد عنو مذكّرها: كان لازم تبرري مش تتصلي وأصلًا لو شو ما بررتي مـ~~

العمة نداء قاطعتو بجدية: إنتا عارف ما رح تقدر تئذيك عيوني عليها وع اللي بعتها...

كنعان انفعل هون ساحبها لتقابلو: مين سمحلك تتصرفي عني وبدالي... عاجبك هيك وين وصلنا... عاجبك هيك يلي صار بجابر أخوي... دامك عارفة وساكتة إنتي مش أحسن من عيلة دهب معنا...

العمة نداء جاوبتو ببرود محيرو: سيبك من العباطة جاي تقارني فيهم... فشروا كل عيلة دهب واحد ورا التاني... ورفعت إصبعها مأشرة ع دماغو... بعدين فكر باللي هون بمنطق... جابر ما ماتت من وراك... ليكون مفكر عيلة دهب بس بدها راسك... ضحكت باستخفاف فيه... وحركت إصبعها السبابة الممنكر بلون أحمر قرمزي بنفي... لا يا حبيبي... لإنها هي بدها راس أبوك وانتو معو... فيعني سواء إنتا سبقتو ولا هو سبقك مالو دخل ع مين الذنب... ذنبك إنكم من عيلة الخيّال...

كنعان اجى بدو يرد ع كلامها إلا بدخول الجد فبعد عن عمتو يلي كمّلت طريقها بكل جرأة مخبرة أخوها بكل وقاحة: انشالله الجايات بيننا... ومشيت بلا أي التفاتة أو اهتمام لأخوها... ومتل ما دخلت قصر الجد بلا إذن طلعت بلا إذن... وفوقها عفست حالو تاركة كنعان ياكل بحالو بعد ما انسحب وراها طالع من البيت دام أبوه ما سألو شي أو طلب منو يوضحلو شي من اعتقادو إنو أبوه عارف بس عن علاقتو المنيحة مع عمتو...*

في حين الجد الله أعلم إذا بعرف وساكت أو ما عندو علم بالفعل باللي بينهم... ورغم هالشي هو عندو علم وتصور كبير بشرها عليهم من الماضي القديم والأليم يلي جمعهم.... فالسؤال المهم هي مين بدها تئذي وكيف وليش؟

هل لتوجعو متل قبل ولا لتكسرهم كلهم لتمسك هي العيلة من حبها للسيطرة أو لشي تاني بعيد عن البال... فسحب تليفونو متصل ع حفيدو عبد العزيز يلي معتمد عليه في كتير قصص سرية بينهم... بس للأسف كعادتو هالفترة ما برد بسرعة ع التليفون من انشغالو باللي متكوم عليه بالشركة وقصص التانية يلي بتهمهم... فتنهد ساحب حالو طالع من البيت يلي ما فيه حس حدا وكأنو ما عندو بنات ولا احفاد ولا حتى كناين لإلو بهالبيت من توزعهم في الغرف يلي فوق... وتحرك وهو عم يكح للمكان اللازم يروحو للضرورة...* وهو مش منتبهة ع عيون أمينة يلي نزلت من غرفة بنات حماها الكبيرة في بيتو لحظة ما سمعت صوت تحريك سيارة كنعان كرمال تشوف شو وضع حماها الما قدرت تلحقو لإنو كان عم يركب بالسيارة... فتنهدت من وجع الأيام الجاية وكأنو يلي مروا فيه ما كفاهم فجت هالديدي تكمّل عليهم... فمسحت ع وجهها بعجز وهي مش عارفة وين تلاقيها... من ابنها يلي دايمًا مشغول والحمل عليه ولا من عدم استقرار دار حماها ولا من ردهم الجاي ع عيلة دهب ولا من رفض بنات حماها لكنتها يلي مش عارفة كيف بدها تصلها لإنو ما حد اعطاها رقم الست سمية يلي مش عارفة إنو مع بنتها جوري القاعدة جنب أريام العيانة* لاهية بالحياكة وهي من جواتها عم تكابر ع شوقها لبنت دهب الرافضة تحاكيها من حيرتها للي بتعملو خيانة بحق عماتها وعمها ولا غباء مالو داعي... لدرجة رافضة ترد ع رسايل الست سمية ولا حتى ترجعلها بعد ما رنت عليها عدة مرات كرمال تخلي جودي تحاكي أخوها لإنو مش منطق تدخل عاصي بينهم... فتكابر ع مشاعرها قبل ما تكابر ع اتصال الست سمية من ظنها العمر قدامهم ومعها فرص كتير تحاكيها فيهم بعدين...

أما تحاكيها هلأ مستحيل لسا ما مر 11 يوم ع دفن عمها كرمال تروح بلا حشمة لعيلتها وعمها المغدور تحاكيها... فتشغل بالها عن مرت أخوها الما بتشبهها بالتفكير مش لإنها جاهلة باللي بصير إلا لإنها هي عايشة ع سجيتها بلا أي اعتبار لأي شي بحرمها من يلي بتحبهم... وهالشي مئذيها كتير هلأ من كتير ما حنتلها كتير هي وجدها عثمان وعمها كنان من صوت المطر والوحدة البتحس فيها عند ما تنام سواء بالليل ولا بالنهار بسبب ابن الخيّال الغايب عنها وتاركها تهرب من وجع لوجع...

والمشكلة القارهتها فوق حنيتها لجدها مشتهية من الصبح زيتون أسود من يلي بجيبو جدها... فأمرت الست سمية بالنص الحرفي: بدي زيتون اسود هلأ متل يلي كان يجيبو جدي!

والست سمية المسكينة تيجي تسألها كلمة ما تقبل تسمعها لإنها بتتحرك يا راجعة لغرفتها او لغرفة المكتب... لإنها مش حابه تاخد دروس اليوم...

وليه تدرس وفي كم شي شاغل بالها من امبارح وبرد يروح ويرجع ع بالها... واللي هي الصورة يلي لقتها بالمخزن يلي ما حرمت تنزلو من الزهق رغم إنو ريحتو مع الرطوبة مش كتير مشجعة لإلها لكن فكرة إنو تدور فيه بشفعلو عندها... فانتهزت لحظتها قيلولة الست سمية وع رووس أصابعها المدفيتهم بجراب خفيف يقيها البرد لإنها مش حمل جرابات شتوية تقيلة مع الحمل البخليها تشوب بعز البرد... وفورًا كمّلت لغرفة المخزن إلا بصوت حركة جاييتها من الصالون فبسرعة سكرت الباب عليها لدرجة حست فيها بخنقة المكان... فصارت تحاول تلف ولا تتنفس بكل قوتها لحد ما يروح صوت الحركة وفجأة لفتها الصندوق يلي وقعتو هاداك اليوم يلي داخت فيه وبسرعة سحبتو ناسية قصت ضيق نفسها وسحبت بعض الأرواق يلي طالعين منو إلا بتوقع صورة صورية منهم ... فردت الأوراق القديمة كتير للصندوق مرجعتو محلو من انشغالها بالصورة الصورية يلي وقعت منو باهتة بتفاصيلها القديمة يلي بتذكرها بالصور يلي كانت تشوفهم في مخزن مزرعة جدها الكبير لما كانت تهرب من عصبية أبوها لما ما يكون جدها في البيت... وخوف ما تضلها خايفة من أبوها كل هالوقت كانت تنبّش بالمهجور فيه متونسة ببقايا ذكريات أمها يلي مالها غير صورة وحدة بألبوم العيلة المرمي في المخزن يلي لقت فيه صور كتير لهادي الست الحلوة يلي حاملة صورتها هلأ وبسرعة أخدت الصورة معها ناسية قصة خوفها من معرفة الست سمية للي كانت تعملو بدون ما تطفي الضو ولا تسكر الباب من سرحانها بصورة الست يلي بتشبه أمها بشكل كبير وما بتعرفها هي مين بتكون رغم فضولها من هي وصغيرة لتعرف بس ما كان فيها تسأل من خوفها من إنو أبوها يسمعها بالصدفة عم تسأل هيك سؤال ويعرف مخبأها يلي صار ملاذ ممتع دام ما في حد يلعب معها وعمها كنان لاهي بدراستو وبنات عمها مش طايقينها وسامي بضلو يئذيها... ونست مع الوقت قصتها من انشغالها أكتر بالدراسة والكرتون وصاحبتها ايجاز...* فكيف الزمن عدا لرد تشوف صورة هالست الحست فيها معها انجاز وحدث عظيم وع عيار تقيل بالنسبة لإلها لإنو هي كم صارلها مش عاملة شي خفي ما حد انتبه عليه متل هاللحظة... فسحبت ريموت المكيف منزلة درجاتو ع البارد لإنها مشوبة وحرانة من الحمل يلي عم يسببلها فوجة حم مش طبيعية... فهوت ع حالها مطالعة بالغرفة بلا تركيز وبلا أي مقدمات حست بفراغ الغرفة بدونو وبوحشة المكان بلاه... فرفعت دقنها سائلة حالها (وينو لهلأ ما اجا... معقول كل هادا بشتغل... معقول هو هالقد مريض ليش ما اجى عندي أعتني فيه مش معبية عينو متل الست سمية)... فكظمت غيظها مستفزة من هالفكرة وحاسة حالها هتولع نار فوق النار الحاسة فيها فدفعت حالها ع السرير بحرة مغطية حالها وباكية تحتو من كل قلبها من برودو معها وغيابو عنها...

وما حست ع حالها غير إلا راسها بوجعها والغرفة حم... فرفعت راسها متعجبة من حم الغرفة وهي ما عندها فكرة إنها غاطة بالنوم لتلات ساعات مش لتلات دقايق... فبسرعة قامت قارفة حالها وهي متعجبة من رفع حرارة المكيف بهالسرعة هاي... فتحركت لعند الحمام متخلصة من الأواعي يلي عليها وفوراً تحت الدوش ع المي البارد وكأنو برودة الجو مش كافيتها...
فتنهدت بغل بس حست برودة المي مش مخففة من حدة مزاجها السيء فوقفت المي محاكية حالها: شو هالمي يلي ما بتبرد القلب...

وطلعت من تحت الدوش بعجلة فجت رح توقع من تعجلها ونعومة البلاط يلي مرات بتسهى عنو إنو بزحلق كتير خاصةً إذا رجليها رطبيين ولا مبللين مي... فبسرعة مسكت بالمغسلة منقذة حالها من الوقعة بآخر لحظة... مبهدلة نفسها بعصبية: ااااااخ غبية أنا وما بفهم... وسحبت الروب لابستو وطالعة من الحمام متل البركان مش سائلة بأواعيها يلي بقوا ع الأرض.... من مزاجها المش طبيعي واللي ملاحظة عليه كل ساعة والتانية شكل وبسرعة بتتنرفز متل الصغار... فمسحت ع راسها باستياء.... عم تغلى غلي من داخلها... غبية كيف نسيت تطفي المكيف فبسرعة تحركت لعند الريموت موقفتو وفاتحة شبابيك الغرفة وتحركت بلا تفكير لعند الخزانة طايلتلها غيار صيفي مالو دخل بالجو وبسرعة شلحت الروب مغيرة أواعيها وطالعة تدور ع الست سمية تفش غلها فيها فنزلت الدرج مدورة بعيونها عليها بس ما لمحتها فيهم... فصرخت منادية عليها: سـت سـمـيـة!

: يــا سـت سـمـيـة!

الست سمية بسرعة خلصت وضوها منتظرة ادان المغرب يأدن كرمال تصليه بأول وقتو... وفورًا طلعتلها من الحمام ركض وهي عم تنشف إيديها تشوف مالها هيك عم تنادي عليها: نعم يا بنتي فيه شي؟!

جودي تنفست بقهر رادة: جوعانة!

الست سمية ابتسمت ع ردة فعلها الغريبة عليها فهزت راسها بتفهم من إدراكها نفسية الحامل كيف بتكون وبنبرة ودودة ردت: من عيوني يا بنتي إنتي أقعدي وتمددي إذا صليتي العصر..

جودي هزت راسها بانفعال اذا الضهر سهت عنو لإنو حضرتها ما خبرتها فردت لجناحها تتوضى لتقضي الضهر يلي غالبًا بتسهى عنو بآخر فترة ولتصلي العصر... ونزلت للصالون ومن الصالون للمطبخ ومن المطبخ للحديقة وهي متجاهلة نصايح الست سمية: بنتي فوتي بلاش تعيي!

:بنتي البسي شالي التاركتو بالصالون خوف البرد!

عبس هي شو تلبس ولا تفوت... الدنيا حم جوا... عكس برا يلي بتحس بالانتعاش من الهوى يلي عم يلعب لعب فيها ونقط المطر يلي عم تنزل عليها من غصون شجر من بعد ما توقفت الدنيا تشتي فطالعت بطنها المبين مع تمسك الفستان بجسمها ومسحت عليه إلا بصوت الست سمية المفاجئ لإلها: يا بنتي ادخلي كلي مو منيح الوقفة لإلك بهالبرد وإنتي قبل شوي متحممة...

فلفت جاحرة الست سمية وهي عم تعبر من باب المطبخ المطل ع الحديقة وقعدت تاكل وهي مش متحملة شي... وما صدقت تعجّل حالها بالأكل لتنسحب لغرفتها بعيد عنها للي بتزعجها ع أمل تهدى وتكن بس عبس من الأفكار والتساؤلات التفتحت عليها...

ليش هي هون لحالها؟

وين جدها عنها؟

وين عمها كنان عنها؟

وين راحوا بعيد عن حياتها؟

ليش جوري وأريام ما بجوا عندها؟

ليش هي بس هون؟

ليش ما يرجعوا عند جناحو هناك؟ هي صح هون بتنزل وبتطلع ع كيفها مش متل هناك بس بالمقابل ما في حدا عندها غير الست سمية وفوقها يلي مسجلة ع كينتو ما بتشوفو إلا كل كم يوم.. يوم ولا ليلة...

ليش هو ما بحس فيها؟

وليش هي قاعدة بلا تليفون وبس مقضيتها قراءة ودراسة وأكل ونوم وصلاة وسرحان... هي أصلًا شو بدها... بدها إياه هو بس... ولا بدها الكل معو... ولا بدها تروح وتيجي وتطلع من الحبس البيتي يلي هي فيه... فبكت من عدم قدرتها لتفهم حالها واللخبطة يلي هي فيها.... ومن عجزها تفسر شو مالها وليش هي هيك عم تفكر أو عم تحس...

وليش ما تضلها غبية...

خلص هي بدها سبيستون وتحضر صاحب الظل الطويل ولا الآنسة صفاء ولا المقاتل النبيل ولا الحديقة السرية المهم ما تفهم أو تحس وتتوجع هيك... هي ما خلقت للوجع... هي ما خلقت لتكون هون... هي بدها جدها... جدها وبس... فكومت حالها ع بعض بخوف من أفكارها ومشاعرها ووحشة الروح والمكان يلي هي فيه... محاولة تلاقي الأمان بضم حالها واحتواؤها لكن ما لقت شي ولا حتى حست بالأمان أو حتى الحب يلي بخليها تهدا وتطمئن من عدم معرفتها للي مخبيه عنها ابن الخيّال اللاهي بالشغل لدرجة مش فاضي يرد ع حد لإنو بدو يضمن يخلي حلالهم بمأمن عن يلي رح يسواه ومين رح يدخل معهم شريك وهمي كرمال ما ينضر وتحت أي غطاء هيكون... وما صدق يخلّص آخر اجتماع طلعلو فجأة مع صاحب جدو ليشيك ع تليفونو يلي ما وقف ون ورن... فمد إيدو ساحبو إلا باتصال عاصي عليه... فرد عليه فورًا يشوف شوفيه: آه عاصي شـ~~

عاصي قاطعو بحرقة: تتذكر لما كنا بالمستشفى وقلتلي بالحرف الواحد (من الآخر بدون ما قلك شي من شان ما تفضحنا هون هادي القصة بالذات ما تتدخل فيها ولّا رح أفرمك فرم) وأنا قلتلك رجالي وراها...

عبد العزيز تذكر هداك اليوم لإنو كان فيه متنرفز من كلام رجال العيلة بطلبهم منو يتزوج ع مرتو فمسح ع وجهو سائلو: وينك إنتا هلأ؟

عاصي رد عليه وهو مسفح بالسواقة: جايلك ع الشركة قبل ما أسب مسبات لأبو موزة لإنو البنت مش قادرين نصلها... هادي عملة بتعملوها فيي إنتا وعمك احنا داخلين بالحيط من عداك إنتا يا خيّال كاشف كلشي وقاعد... بس أفهم كيف قدرت تتحمل فكرة زواجو من بنت دهب وينك ما تحركت إنتا وعمتك المغضوبة سمعت قال جاية ع البلد ولا زيدك من وقاحتها مش بيت إلا عمارة... اجت تواسي حماي يلي هو بكون جدك...

عبد العزيز غصب عنو ضحك شو بحب كلامو بس يعصب... مجاوبو كرمال يهدي بالو لإنو هو بالغصب ليقدر يهدي بالو بعد ما خبرو إيدو اليمين أشرف وجماعتو برسايل مشفرة ما انتبه عليهم إلا لما وصلتو رسالة جديدة منهم بتنص (بيت الجد فيه... بدك نضل هون خبرني)... وهالرسالة هاي هو فاهم منها الشق التاني إذا بدو يضلهم يتواصلو معو ع هادا الرقم بس الشق الأول بتاتاً ما فهمو فدخل الرسالة بدو يرد عليه إلا لمح رسايل تانية جايتو منهم (والمكتومة منو بالعمدًا من أهميتهم لحد يقرأهم في حالة لو كان التليفون بإيد حد غيرو) بتخبرو عن هروب بنت دهب وجية نداء وغيرها من هالقصص فنطق مجاوبو بصوتو المتحسن شوي مع يلي شربو ومصو: خبرني جدي! المهم خدها مني طلّع إيدك من موضوع كنعان وبلاش تنضر...

عاصي رفع حاجبو مشتاط من يلي عم يسمعو معلق: نعم نعم... أنا إذا ما لقيتها للبنت هنجن... إنتا مش مستوعب إذا وصلت أهلها ~~~

عبد العزيز قاطعو بكل برود: ما رح تصلهم...

عاصي هون انفلج مجاوبو: يخي إنتا أخبارك من وين بتجيبها والله لأنزل فيك ضرب إذا ما قلتلي وينها للبنت... مخلينا نتعب ونشقى ونفت مصاري ع شي عارفو إنتا... واحنا متل قطيع الخرفان بندور بنفس الدائرة يلي مناي ارسمها ع وجهك...

عبد العزيز انفجر ضحك: هههههه تعال فداك وجهي وعمري... وكح مخلي عاصي ينجلط منو ويسكر الخط بوجهو... فتنهد مكانو محتار بقصة عمو كنعان ومرتو يلي مش عارف مكانها ولا حتى بفكر يعرفو لإنو عارف كلشي تحت مراقبة نداء ومدام نداء ما بتحب حتى يدخل ساحة سيطرتها ولعبها... فهو مخطط ع البال المستريح هياخدها منها بس يضمنها عندها... فتنهد من تياسة عمو بممشاه مع عمتو... لإنو جاب الدب لكرمو.... في حين بنت دهب نوعاً ما متعاطف معها من قبل وهالتعاطف زاد من لما قرب من بنت قلبو وخلاه يدرك مش بالضرورة فرخ البط عوام وممكن إذا مرت عمو دخلت العيلة بنت قلبو تتنفس وتكمّل حياتها عادي لإنو صاروا تنتين مش وحدة بعيلة الخيّال... وهالشي هيقويهم ليتحملوا التحديات يلي هيمروا فيها وهما عندهم كرمال يحافظوا ع بقاءهم في بيت الخيّال...

وهالشي مجرد فكرة الله أعلم إذا هتصير واقع دام العارضة الشهيرة ديدي تدخلت... فتنهد من حال مرت كنعان العجيب يلي الله أعلم كيف وضعها مع هيك جو... فمسح ع راسو من ورا مشتاق يمر لعند قطعة قلبو... أمانو ومسكنو من شان يشوفها لو من بعيد لحد ما يطيب... فشتتت ذهنو مكمّل تفقد برسايل تليفونو بالوقت يلي رن تليفونو من رقم غريب حافظو فبسرعة رد عليه: ها بشر!

رد عليه الرجال بنبرة ما بتسر: ما في أي شي بدلنا إنها بتعرف أو حتى حركت رجالها لتجيبها...

فزفر عبد العزيز عاجز يستوعب كلامو هو متأكد في شي عملتو عمة أبوه بس هما ما ركزوا فيه لدرجة يستوعبو معناه... فمسح ع وجهو معقب ع كلامو بصوتو المنخفض: تمام خلي عيونك مترصدة ترصد عليهم أكيد هتجيبها...

وسكر الخط كاحح بقوة ومفكر ليش ما تدخلت من أول ما هربت البنت... وليه ما بينت بأي مكان من يلي مراقبينلها إياه... في شي... وفي شي كبير مستحيل تأخر تحركها كل هالقد ببلاش... وجيتها ع بيت جدي مش لله تعالى ورغبةً بمرضاتو... فوقف ع رجليه محاول يصل لحل لكن عبس ورغم هالشي هو واثق البنت هتبين بس هي وين هلأ... أكيد بالمنطقة نفسها بس ليه عاصي ما قدر يلاقها هو وفريق المحققين الخاصيين يلي عندو... فتنهد صاحي ع صوت رسالة واصلتو من عاصي مخبرو فيها (مش جاي ع بالي شوفك) فتبسم عليه ساحب جاكيتو الشتوي التقيل معو مفكر جت منو عشان يروّح بكير لبنت قلبو.. فسحب حالو من مكتبو بعد ما فصل كلشي مشغل بالكهربا وقفلو بالمفتاح... مكمّل طريقو لعند السيارات العم تستناه بمصف السيارات وهو عم يفكر بغباء عمو يلي خلاها تهرب منو بهيك وقت... بس متل ما بقولوا رب ضارة نافعة... وممكن ما تكون نافعة غير لإلهم أو لعمتهم ديدي بس مش لإلها هي المغيبة عن يلي بصير عن العالم ولا عارفة هي وين من العالم من وجع راسها ونزلة البرد يلي أكلتها من ركضها تحت المطر وارتفاع حرارتها.... بس الحمدلله هي اليوم أهون شوي عن قبل والحمام ما تذكرتو إلا بالندرة والاستفراغ حليفها بعد ما تاكل... والبكى والهمهة اصدقاء اوفياء إلها... فحاولت تفتّح عيونها بعد ما حست بنت صاحب البيت البسيط تركتها لحالها متسطحة ع الأرض...

الله يرحم إميرال القديمة يلي لو بقت عليها لنعتتهم بالفقر والتخلف والجهل لكنها اليوم هي خجلانة منهم ومن كرمهم معها لإنهم ساعدوها وآووها بدون ما يعرفوا أصلها وفصلها... فغمضت عيونها وهي مش قادرة تصدق طيبة هالرجال الكبير بالعمر لما جاوب بنتو المعترضة لما قالتلو وهي عم تحاول تشربها مي (مش معكول (معقول) بنت العالم تبكى (تبقى) عنه والله بصريش يابه ووجعة راس إلنه كان سبتها لمركز الشرطة أو ع الكليلة (القليلة) تروح المستشفى مش اريحلنه ليعبروا علينه هالرجال الفتشوا البيوت القريبة منه بكلابهم البتخوف): يا بنتي بلاش نجور ببنت الناس ما بتعرفيش ممكن تكون مظلومه عند الناس... لتروك (لتروق) هي أدرى بحالها مني ومنكِ... فبلا وجعة راس وكومي جيبلها شي يطب بطنها وهي اللي ببطنها يا دايتنا.... بعدين يابه ممكن تكون خير كبير إلنه... ودام ربك عاميهم عنها وهيه عنه ما تيجي تكمليها عليها...

فتبكي من قلبها بس تتذكر كلام هالرجال يلي مش عارفة كم يوم صارلها ببيتو...

مين بصدق هادا الرجال يلي أكبر من أبوها وجدها يقول عنها هيك ولا حتى يوقف معها وقفة أهل وحبايب بدون ما يعرفها... والغاصصها غصة إنو متأمل خير كبير فيها... في حين أبوها وخاصة عمها جاسر قبل جدها متأمل فيها تكون متل بنات الليل لتحقق انتقامو من عيلة الخيّال... هي ليه ما انولدت عند هالرجال وكانت متل بنتو... شو فايدة المال والسفرة والتموض ومواكبة العالم وراحة البال والاحترام والتقدير والرحمة والعطف محرومة منهم... ففتحت عيونها بحسرة ودموعها بصمت عم ينزلوا ... من عجزها لتحدد ما بعد الهروب لإنو لا معها بطاقة ولا حتى مصاري ولا ملك تئوي حالها فيه ولا علاقات تستعين فيها وقت الحاجة... هي إذا يلي جت منهم باعوها بالرخيص واللي حملتو منو اجى عليها فمين بقيلها غير ربها... فاستمرارها ببكاها بصمت ع حالها المش عارفة وين آخرتو قتل ولا دبح ولا شو بالزبط فتنهدت داعية ربها ( يا رب رحمتـ~

إلا بصوت سيارات مسرعة تزامناً مع صوت كلاب... فارتعبت خايفة شكلهم لقوها إلا بصوت صريخ البنت يلي كنت ترعاها بأيام عياها: بعـدوا عن ابـوي!!! كـِلاب بعـدوا!!!

فبكت بحرة لإنو مكانها انكشف فحاولت تجبر حالها تقوم لترحم هالناس الرحيمين معها من وقت ما صحت وهي بمسكنهم البسيط.... بس جبرها لحالها باء بالفشل من ضغط راسها عليها... فردت راسها لمكانو ع المخدة آنة بوجع ع كل حياتها يلي مضت واللي هتمضي منتظرة فيهم يجوا ياخدوها لكن الرجال الكبير وقف بوجههم رادعهم: اتقوا حرمة البيوت...

رد عليه رجّال من بين الخمس رِجال الضخمين وهو عم يمسكوا من كتفو مهددو: بعد من قدامنا... وإلا~~

الرجال الكبير بالعمر رفض يبعد من قدامو رادو: وإلا شو!

فقربت منو بنتو بكيانة طالبة منو: يابه بلاش!

ابوها دفعها تعبر جوا كرمال تتركوا معهم وتسكر الباب عليها وع البنت الجاين ياخدوها لكن الرجال دفعو هو وبنتو قبل ما يصير يلي ببالو مختصرين وجعة الراس وعابرين جوا فدعى الرجال عليهم وهو عم يحاول يوقّف ع حيلو ليوقفهم عند حدهم: شو بدكم بالبنت... حسبنا الله فيكم...

ما حد عبروا لا هو ولا دعاؤو مدورين عليها بتفتّح الأبواب باللحظة يلي وصلها صوت البنت وهي عم تصرخ عليهم: اتركـوا أبـوي الله ينتقـم منكـم!

فتضايقت بنت جاثم المريضة عليهم منفجرة بكى بصوت ع أمل يرحموها ويجوا ياخدوها من هون وهي مش قادرة تصدق كنعان باعت يجيبوها بدونو هو يلي بغار عليها وع عرضو وشرفو بس شكلو الحقد عمى قلبو ... الله يرحم أيام زمان لما مرة دخل الشقة عليها وهما بفترة الخطوبة موقف قبالها بطولو البسحرها... ومناظرها بنظرة مخيفة وهو ببدلتو الرسمية الرمادية مع قميص ازرق سماوي محاكيها وهو عم يمسح ع وجهو: مشالله عليكي مكيفة وإنتي قاعدة معو!

إميرال حركت راسها بدلع مجاوبتو بكل بساطة: طبعاً مكيفة بعدين هادا حبيب صاحبتي جولي؟

كنعان رفع عيونو باستخفاف محرك راسو بحقن رادد : حبيب صاحبتك وماخدة عليه ع الآخر تقولي إخوان ولا عشرة عمر!؟

إميرال قربت منو وهي عم ترفع إيدها ع كتفو بشقتها المتواضعة: تعال هون إنتا كيف عرفت إني قعدت معو؟ ليكون بتراقبني!؟

كنعان هز راسو مبعدها عنو ودافش حالو ليقعد ع الكنبة باستياء: اه براقبك ليكون في عندك اعتراض يعني؟

إميرال حركت راسها بعدم اعتراض... ساهية عن علاقتها بأهلها وشو طبيعة علاقتها معو من انبساطها من يلي عم تسمعو منو هلأ ولاحقتو قاعدة جنبو راددتلو: ولا نص اعتراض اعمل اللي بريحك المهم إنك معاي....

هز راسو مقرب من خدها ماسح عليه وع منابت شعرها القريبة من وجهها مخبّرها: ع أساس يعني بكلامك رح ارضى قعدة معو ما فيه... نقطة وخلصنا بعدين اليوم أنا مسافر لكم يوم و~

إميرال قاطعتو فورًا مش قلقانة بحبيب جولي واعتراضو من صدمتها بخبر سفرو لكم يوم: ليش؟* أنا بقول مش ضروري تسافر!!!

كنعان رفع حاجبو باعتراض و مَسح ع شعرها مستفزها: ما في مجال لازم أسافر... بعدين كلو* كم يوم اللي رح اسافرهم... فقربت منو مطالعتو بعيونو برجا وهي عم تحاول تبعد إيدو عن وجهها عشان تعرف تركز بكلامها معو: طيب خدني معك والله ما بجننك!!

كنعان ابتسم بمرار عليها كيف عم تضغط ع حالها مجاوبها: لا خليكي هون بخاف عليكي من عيون اللي معاي...

إميرال مدت بوزها بتفكير وهي عم تحرك عدسة عينها في حركة دائرية رادة: خايف علي من نظراتهم... ما في وين مكان بروحو عيون الرجال وراي فإنو شي عادي...

كنعان بعد عنها مالل من زنها: مكيفة حضرتك ع عيونهم يلي وراكي ما شاء الله ما بتعرفي تجلطيني إلا شوي... وقبل ما ترد بحرف عليه وقف مكمّل كلامي... الناس يلي بالشارع شي واللي بقابلهم شي تاني لإنو ما بهمهم هي حبيبة مين ولا مرت مين همهم شو بطمحو وبرغبو يلاقوه قدام عيونهم ومعهم... فخليكي هون اريحلك... ويا ويلك إذا بتقابلي حدا وبتطلعي بلبس مالو داعي ومسوية شعرك متل هلأ والحركات التانية يلي بتعمليها ومالها داعي بلاها فاهمة... فضربت إيديها بالكنبة بحرة فضحك عليها ناهي الموضوع بقرصتو لإلها ع خدها.... متل ما عم يقرصها هلأ بروحها من جبرها ع لمسات رجال ما عادت تسمح تقرب منها لكن هو باللي عملو فيها ببعت هالرجال لياخدوها قهرها قهر فوق قهرها الحاسة فيه... فبكت رافضة لمسات الرجال يلي قربو منها لياخدوها معهم وهما عم يكلموا بعض: خبر المدام نداء إنو البنت بين إيدينا صارت!

وهي بس سمعت نداء من هون راسها انفتل فيها مدروخة... ومفصولة عن يلي عم بصير حواليها من ورا تهديد الرجال الكبير بالعمر بكل وقاحة: افتحوا تمكم بحرف وهتشوفوا منا شي ما بعجبكم...

وتحركوا* طالعين لسياراتهم ماخدين البنت "العم تتصارع أطراف عيلة الخيّال لتمسكها" معهم... بعد ما خلوا البيت كان آويها شبه معفوس من مشيهم ع بساط البيت والمفارش ببساطيرهم الدفشة... تاركين بنت الرجال الكبير بالعمر تنفجر بكى من حقارتهم بالتصرف... فرفع أبوها إيديه بغل: بشكيكم عند القاسط... حسبي الله ونعم وكيل فيكم ربي ينصرها عليكم مهما كان عددكم ومددكم... ولف ع بنتو ضاممها ومدمع ع البنت يلي راحت وع الذكريات المريرة يلي رجعولو إياها من أيام زمان مواسيها رغم إنو بدو مين يواسيه: يابه تبكيش الضعيف بالبشر عند ربو عزيز وغالي... كولي لا حول ولا قوة إلا بالله... أفوض أمري لله... وادعيلها للمسكينة الواكعة بين هالوحوش البشرية...

البنت مسحت دموعها بقهر: كوم يابه خلينه نسوي البيت أحسنلنه من الكعده (القعدة)... وهالانذال الله ينتكم (ينتقم) منهم أشد انتكام (انتقام)...* وسحبت حالها تفش خلقها بترتيب البيت... وهي مش عارفة شو رح يصير فيها للبنت المسكينة يلي جت لباب بيتهم هي واللي ببطنها يلي كانت تضلها تسأل عنو: ابني ما مات!*

:ابني ما مات...

وهي كداية اضطرت تفحصها وهي عم تغيرلها أواعيها الممزعة منصدمة من حملها ومن محافظتها ع الحمل... فتنهدت متذكرة حملها يلي بقي رغم كل يلي مرت فيه... فدعتلها الله يبعد عنها حرقة قلب خسارة الضنى يلي مش عارفة إذا هو ابن حلال ولا لأ لكن الخاتم يلي بإيدها هوّن عليها سوء ظنها... لإنو مش ناقصهم يؤوا بنت هربانة من شان قصة حملها لكن أواعيها الممزعة بتدلل ع شي تاني غير هالاحتمال فسكّت كل ظنونها هي وأبوها البخاف من هيك قصص من كبرها عند ربو... فكابرت ع دموعها مقهورة من الحامل منو وينو عنها وعن ابنها يلي بكون ابنو... وينو للي مسؤول عن رعيتو عنهم تاركهم لهالوحوش البشرية تنهشهم هيك بكل مزلة بحقهم (لمرتو وابن الحامل فيه) وحقو هو للي قاعد بالكوخ وهو مجلوط* من يلي صار ومن يلي فكرو...

هو ليه حمّل بنت دهب وعمتو وزر يلي صار فعلًا عيلة دهب ما رح ترضى إلا ليصفوهم تصفي... بس هو متل الغبي رفض يشوف الحقيقة من حرتو وكرهو للدور يلي حطوه فيه عمتو وبنت دهب الحامل منو واللي عاملها بكل وحشية جاررها من السرير بدون أي رادع او مخافة الله فيه وفيها وفي اللي ببطنها من ورا تزيين الشيطان هالأفكار ولعبو ع الوتر الحساس بينهم... فدام الأمر وصل هون متورط فيه...* هو شو لازم يعمل... وهون السؤال المفصلي... بالنهاية هي مرتو وحامل بابنو حب ولا كره هو وأهلو... لهيك لازم بأسرع وقت يلاقي حل نهائي للي بصير... حل يعوض عن كسرو لإلها... مين بصدق تخاطر بروحها وروح يلي ببطنها كرمال تهرب منو هو الغبي يلي طلّع كل سواد روحو عليها لهالمسكينة يلي مالها دخل ولا حتى ذنب باللي صار غير إنها حبتو...

يا ويلك من الله يا كنعان إذا صار فيها شي أو وصلت أهلها ولا إيد عمتك نداء طبت فيها...

هي أكيد عمتو وصلتها وجيتها اليوم عندهم كانت بمعنى أنا بقدر فوت وأطلع ع كيفي لشي انتا عم تدور عليه... فمسح ع وجهو محاكي نفسو بصمت "نداء شكلها حابة أنا العب معها... تتلقى مفكرة إنها هي يلي بتعرف نقاط ضعفي... أنا كمان بعرف نقاط ضعفها وإذا استلزم الأمر علي وعليها وعلي جاسر الكلب يلي كان بخططلو ع تم سكيتي وعلى أخوها مؤيد يلي باقي الوسيط بينهم" فكلشي بوقتو حلو وبالطريقة يلي بتعجبو وبتفش غلو من تم سكيتي متل ما سووا معو العين بالعين... السن بالسن والبادي اظلم... لكن بظلمو لبنت دهب يلي الله أعلم بحالها شو هيكون بقدر يمحيه إذا دخلها بيت أهلو دام ريحتو فاحت وموضوعو باخ وقلة أدب منو لهلأ مخبي عن أبوه يلي شبه متأكد إنو عارف لكنو ساكت لسببٍ ما هو جاهل فيه... ورغم تيقينو من هالشي مستمر بخداع أبوه بلا خجل... مش بكفي ظلمو بحق حالو وبحق بنت دهب يلي تورطت فيه وهو تورط فيها... مش بكفي قرارات عبثية وتصرفات مجنونة كادت تروح بروحو وبروح بنت دهب واللي ببطنها... فتنهد مطالع الساعة لقاها شارفت تصير تمنية المسا... فسحب تليفونو متصل ع عاصي يلي رد عليه من أول رنة لإنو مشتاط ومناه ياكلو وياكل نداء وعبد العزيز الشاطر يعرف كلشي بدون ما يخبرو: اه كنعان!

نطق كنعان سائلو وهو مليون بالمية متأكد من أجوبتو ع سؤالو لكنو حب يعطي عاصي فرصة آخر عمل بعملو إياه بهادا الموضوع: لقيتها ولا لا؟

عاصي رفع حواجبو بنفي وهو عم يجاوبو ببرود: لا لكن رجالي ما زالوا عم يدوروا عليها وما تنسى معاي آخر وقت للليل ...

تنهد كنعان ناهي الموضوع معو: خلص وقفوا تدوير عليها...

عاصي ضحك بدون نفس رادد: ليش ليكون لقيتها وخبيت عنا ولا ليكون خدمات عمتك اغنت عنا...

كنعان رد عليه بدون تفكير لإنو مالو خلق للمقاتلة: لا هادا ولا هادا...

عاصي خلص تركو ع راحتو دام المنكوبة عمتو ديدي تدخلت: براحتك اخ كنعان... خليني سكر منك يبقى لخبر رجالي... وبتفرج يا رجل.. وسكر منو بشكل ما كان متخيلو كنعان شامخ الخيّال الحاسس بظلمة ما بعدها ظلمة...وبغربة روح ووطن ما عمرو عاشها بهالشكل.. ولا حتى عارف يطلع منها من تأنيب ضميرو باللي سواه مع الكل فقام ياخدلو دش ويصلي لربو ركعتين تكفر عن كل ذنوبو ويستغفرو دام قلبو صار غليظ مليان بمشاعر الحقد والكره يلي ما رباه عليهم أبوه يلي عم يجزيه بشكل غير منصف... من معايشتو لأهل الغرب وابتعادو عنو استسهل كتير أمور كان ما رح يعملها لو ما هاجر وعاش برا...

معقول البعيد عن القلب ببقى بعيد عن العين ولا العكس!

معقول يلي بصون بستحق الخيانة!

معقول يلي بربي وبتعب وبشقى بستحق الهجر والنكران والتخلي!

معقول يلي بضحي براحتو ورغبتو كرمالنا بستحق التنازل عنو...

وسبحان الله شو حالو بفرق عن حال ابن أخوه ضرغام يلي ما هج من البلد متلو تارك أهلو وعيلتو رغم رفضو القاطع لعدم ردهم ع عيلة دهب بحجة الأمر صار كسد رد...

والأرجل من هيك إنو ارتبط ببنتهم ع العلن بدون أي مشاكل متل عمو من اخلاصو التام لجدو وعمامو وأمو وأختو الما ببدي العالم عليهم... من إدراكو هو بدونهم ما بسوى شي دامهم هما أساس المكانة يلي هو فيها... لهيك ما بفكر بيوم وليلة يصف فورًا مع بنت دهب بوجه أهلو لكن هيحاول يعدل ويجي شوي عليها كرمال أهلو...

هو بالفعل ما فيه يرفع بنت دهب ع أهلو بالنهاية أهلها قتالين وهو عليه يكرمها بس مش ع حساب أهلو الكافيين شرهم عن أهلها الابتلت فيهم... والطامة الحارقتو أبوها هالمريض كيف بكل هالسهولة بفكر يهدر دمها...
هالشي هادا مش قادر يستوعبو لإنو هو ربي ببيت عيلة بتعز البنت وبتكرمها آخر كرم ع عكس أبوها المختل والنفسو الآمرة بالسوء بكل بساطة بتخليه يتخلص منها بدون أي خوف... أو اكتراث لصورة بنتو ببيت حماها كيف هتكون مع هالقرار...

يا الله هالكلام شو بخليه يدوي عليها ويحسها متل أختو جوري يلي كبرت بلا أبوو واضطر هو من زعلو عليها لإنها كانت طفلة بعمر الشهور يكونلها ابوها واخوها وصديقها وكلشي إلها لدرجة صارت هي منفس من منافسو وسجن لعذابو لإنو بحزن عليها كيف هتكبر بدون ما تكون بحضن أبوه...

بس هيها كبرت ومانها حاسة بشي وحتى بعدت عنو من يوم ما بلغت وصارلها شلل وعالمها الخاص...

في حين بنت قلبو وضعها أصعب لإنو أبوها هيموت مقتول يا مدبوح وفوقها هو متخلي عنها... لهيك زعل عليها من كل قلبو قبل أسبوع لإنها مضطرة تعتذر ع فعايل أبوها المتبري منها وفوقها كمان هادر دمها... فتنهد وهو بطريقو لعندها بآسى مخليه ينام من تقفل عقلو بالتفكير أكتر من هيك فيها للي سلمت من صلاة* المغرب يلي تأخرت عليها وهي بوجهها المتنفخ من كترة البكا... فشلحت أواعيها الصلاة وهي حاسة حالها صافية ع الست سمية من كل قلبها وطالعة من قوقعتها الكانت فيها من أيام... مالة من القراءة والأكل وكلشي كانت تعملو من قبل.... فتدورلها ع شي جديد تعملو أحسنلها من القعدة هون بجسمها التعبان... فسحبت حالها بجسمها الهمدان وكأنها ع بداية نزلة برد من وجع زورها وشد راسها عليها وضعف عظمها غير وجع عرق النسا يلي رجعها اليوم من كتر ما نامت بوضعيات مش مريحة جنب زعلها... فمرت من جنب غرفة المكتب يلي حنت تشوفو فيها... وبلا تفكير مدت إيدها فاتحة الباب عابرة الغرفة وطابقة الباب وراها وهي مكتفية من كل مشاعر الحزن والكآبة والاستياء والتخبط... فمدت إيدها ضاوية الضو ومتحركة لعند كرسي طاولة المكتب قاعدة عليه وهي حاسة نفسها تبوح بكل مشاعرها بس مش عارفة كيف فمدت إيديها مفتشة بجوارير (أدراج) الطاولة بعشوائية إلا لفتها دفتر وراقو بيض ايه فور فسحبتو بلا تفكير منزلتو ع سطح الطاولة وهي عم تدور بعيونها ع أي قلم بتيجي عينها عليه وفوراً سحبت قلم من علبة الأقلام المتروكة ع الطاولة... مقربة من الدفتر محتارة شو تكتب فيه... فتنهدت مقربة بوز قلم الحبر بوجه الورقة... كاتبة يلي عم بتمليه عليها سجيتها: ما بعرف قديش إليّ هيك عم بحس بهالشعور الحلو كل ما أشوفو راجع ع البيت.... كتير بكون جاي ع بالي اتصل عليه أو اسمع صوتو.... بستفقدو كتير أنا.... صايرة انانية فيه ما بدي إياه يروح ويبعد عني... أنا قبلانة فيه... قبلانة أضلني مسجونة هون أربعة وعشرين ساعة بس هو يكون معاي... صح كنت في البداية أخاف منو لإنو كان نفس أبوي... بس مع الوقت كنت أحس في شي جنبو فاقدتو عند أبوي الأمان.... هو بهون (أخف/ أقل) عن أبوي بتصرفاتو... بعرف كتير إني هبلة وهادا الاشي دابحني... معقول أنا مو هبلة بس ما بستوعب كلشي بسرعة... هادا الاشي صابني ع كبر... صحيح هو حنون وطيب معاي وما بجرحني من بعد اتفاقنا هداك... لكن ما بعرف كيف قلبي بينبض بقوة أول ما اشوفو قبالي وقريب مني... بكون نفسي أخدو لإلي واضمو وابعدو عن أي حدا... ومو عارفة إذا هو حب أو عشق أو تملك.... لما كنت احكي مع مهد كنت أقضي اغلب وقتي معو بدون ما نتكلم أو حتى يفهمني أي شي ما بفهمو ويطنش هالإشي عادي... وحتى طلعاتنا كانت قليلة وكلامنا لما نشوف بعض كان قليل كنا نسكت أكتر ما نحكي في بداية علاقتنا لكن بعدين لا.... صار العكس وكان الفضل لنغم بنت عمي يلي ساعدتني أني اقابلو كتير لما يرجع من السفر... واتصور معو وتخليني أتكلم معو بجرأة أكتر...

وحقيقة قـلبي كان ما ينبض هيك... ما كنت أحس باللي عم بحس فيه هلأ... كان يغيب عني أسابيع بس ما كنت استفقدو متل عبد العزيز....

عبد العزيز عندي شي مميز... خلاني أفهم بعض المواضيع ... فتّح عيني ع بعض الاشياء... ما بتخيل حالي أعيش بدونو... ما بتخيّل إنو بيوم من الأيام هيهجرني ويتزوج غيري متل ما خبرتني جوري ...

هو كلشي لإلي... مو قادرة أحدد اللي عم بحس فيه مقابلو.... نسيت كل اللي صار قبل... لاني عايشة بحياة ما كنت متخيّلتها أو فكرت فيها....

اخدت نفس طويل بس سمعت صوت سيارة جاية ما حبت تأمل حالها يكون هو راجعلها للبيت فطمنت حالها إنو مش هو بس سمعت صوت فتح الباب من الست سمية يلي هرولت لتفتح الباب... مؤؤلة فتحها للباب كرمال تاخد شي وصت الحراس يلي مش عارفة شو ضرورتهم هون ليجيبلهم شو بدهم...

فتنهدت من حالها ورغبتها ليكون فعلًا راجعلها ع البيت... فحاولت تشغل حالها بالكتابة وهي عم تصم دانها التانية المقابلة للباب رافضة تصدق أو تسمع شي بنفي خيبتها... خلص ما بدها تتأمل خير أو شر... يعدي اليوم هيك ويعطيه العافية معها لإنو هي بكفيها يلي فيها... فحاولت تكمّل كتابة لكن عجزت من شعورها الكلام داخل عقلها توقف وما عاد فيها تكتب أكتر من هيك... إلا بصوت ادان العشا جايها من بعيد فرمت القلم ع الطاولة وهي عم ترجّع الكرسي لورا بهدوء لتوقف ع حيلها ....كرمال تلحق تصلي صلاة العشا وتقعد شوي تدرسلها مع الست سمية... فطفت ضو الغرفة وهي حاسة بتقل عم يزيد عليها فحطت إيدها ع بطنها طالعة من غرفة المكتب وطابقة الباب وراها... وهي مناها تحاكي شي مع بنتها يلي عاجزة تكلمها متل قبل... فسندت حالها ع حيطان الدرج طالعة لجناحها البابو مفتوح عابرة منو ومسكرتو وراها وما حست إلا نفسها تقعد وراه تبكي بتعب من حالها... فقعدت وراه بكيانة وشاكية همها لربها بسرها لإنو والله مو حال تبقى هيك.... شو هالحياة اللي عايشتها ... ما بتشوفو الا لما تصحى قبلو بالصبح او لما يرجع من الشغل وغير هيك ما بتشوفو... وحتى حكي ما بحكي معها متل قبل صاير... بس والله هادي مو حالة ولا حياة بتنطاق... فجأة حست في حدا بالغرفة من صوت الحركة الجايتها من الحمام فرفعت عيونها إلا لمحتو طالع من باب الحمام وهو عم يمسح بوجهو... عيونها طلعوا من مكانهم مذهولة منو ففتحت تمها ناسية تتنفس وجت رح تشرق فبسرعة تداركت الموقف وهي عم تمسح دموعها بس شافتو عم يمشي لعندها وهو مضيق عيونو سائلها: ليش كنتي عم بتبكي؟ سمعت صوتك من الحمام...

ناظرتو وأسفل عيونها في لون زهري وأنفها محمّر وحالتها حالة... معقول هي كانت تبكي بصوت وهي مو حاسة بلعت ريقها ومنزلة إيدها ع بطنها منذهلة ومو قادرة تصدق انو قبالها فنطقت محاولة تدارك الموقف ومش مركزة بنبرة صوتو التعبانة من كترة الكح: امتن اجيت؟

استاء ع نبرة صوتها الباكية فتنى (فثنى) رجليه نازل لمستواها مقابلها وهو عم يقرفص ع رووس أصابع رجليه... ورافع إيدو ع وجهها ماسح بقية أثر الدموع متجاهل سؤالها ومعلق ع بكاها برقة عجيبة وهو ناسي إنو بقربو منها وهو مش متشافي تماماً هيعديها: ليكون بتبكي هيك بدون سبب مع الحمل!

هزت راسها نافية ودموعها نزلوا ع خدها مرة تانية لإنها خايفة تقرب منو كمان وتتعلق فيه زيادة ويختفي بعيد عنها... فرمت حالها ع صدرو بايحة بكل بساطة عن مشاعرها وهي عم تتمسك في بلوزتو: اشتقتلك!* تبسم عليها وهو عم يحوّطها بإيديه مازح معها: معقول من شان هيك عم تبكي؟

حركت راسها مؤيدة سؤالو فبعدها عنو مناظرها: طيب هيّك شفتيني يبقى لشو مكملة البكى؟!

هزت راسها رافضة تتكلم ... أكيد ما رح يفهمها... هيو ما رد عليها وقلها وأنا كمان اشتقتلك فرفعت إيديها ماسحة دموعها مجاوبتو بفتور قاتل روحها: أنسى! وسكتت متنفسة بضيق رافضة تكون بين إيديه فتمسكت بدراعو.. هي لازم تقوم وتبعد عنو لكنو هو رفض مناظر عيونها بتعجب سائلها: ايش اللي أنسى؟

زمت شفايفها ما بدها تحكي من القهر الحاسة فيه...* أكيد بس تقلو مالها رح يسكتّها متل العادة بأي كلمة متل ما صار بينهم بآخر لقاء لما كان مريض وغيرو من اللقاءات التانية... فانقهرت من حالها لإنو هي بتشوفو كلشي في حين هو بشوفها ما بتسوي شي بعيونو... فطالعتو بعتاب ممزوج بحب وشوق وهي مكافحة دموعها لينزلوا لكن عيونها انملوا دموع ناطقة عكس يلي بقلبها: ما في شي مهم... وغيرت الموضوع وعيونها صار لونهم عسلي ناري: غريبة جاي بكير ع البيت!

ابتسامتو كبرت وبعّد عنها وهو عاجز يفهمها هلأ منيح فوقف ع رجليه مازح معها: ع فكرة انا بروّح زي دايماً والساعة يا حلوة بعد شوي هتصير تسعة... مو شايفة الدنيا معتْمة...

حركت راسها مقهورة منو لإنو عم يستغبيها... فردت بسخرية متلو: أصلًا الشتوية دايماً معتمة بكير (قصدها بتعتم بكير)...* وسندت حالها ع الباب لتوقف ع رجليها رافضة يجي يساعدها... مكملة كلامها... بعدين صاير تمر كتير ع البيت...

عبد العزيز صدم من ردها فسحب سحاب بلوزتو يلي كان لابسها تحت البالطو يلي شحلو بس وصل الغرفة القالبتها بنت دهب فريزة.... لافف حالو عليها مواجهها وهي عم تمشي لعند سريرهم: كأني حاسس في نبرتك استهزاء!

طنشتو قاعدة ع السرير ومعدلة المخدة ورا ضهرها لتريّح جسمها يلي بلش يزيد تعب... وسحبت الغطا رافضة ترد عليه لو بحرف من خوفها لتبكي متل الهُبل من كتر الغيظ اللي جواها قدامو..

فرد سكر سحاب بلوزتو تاركها مع نكدها لحالها متحرك لعند الباب محاكيها: انا هيني رايح اشتغل بغرفة المكتب فبس تروقي خبريني كرمال نتحاكى... وكمّل طريقو ع المكتب وهي عم يكح تاركها لحالها تنفجر من البكى... وفجأة متل المجنونة قامت تركض بس تذكرت يلي باحتو ع الدفتر الورق خايفة ليكون قارئو... فشو هي تعترف بحبها لإلو قبل منو... فبسرعة نزلت الدرج لتلحق حركتها الغبية يلي عملتها بمسرح الجريمة بغرفة مكتبو قبل ما يمسك الدفتر المدلل ع حبها... ومع عجلتها لتمنع يلي ببالها يصير كادت رح توقع لكن ما همها المهم ما يقرؤو وبلا أي مقدمات فتحت الباب الشبه مسكر...

وصدمة بس لقتو واقف قريب الطاولة وماسك دفتر الورق وعم يقرأ فيه~~~

الحمدلله تم الفصل لحد هون... فشو متوقعين هيصير بالفصل الجاي... معقول إميرال تصل لعند العمة نداء وعبد العزيز ياخدها متل ما هو مخطط ولا هيصير شي تاني خارج التوقعات... وشو رح يصير بين جودي وعبد العزيز في حالة لو كان قارئ شو كاتبة... والجد شو رح يتصرف مع نداء أختو وليه هيك حاسبلها حساب وليش هيك نداء تصرفت بجيتها لبيت أخوها وشو فيه بينهم... وهل معقول كنعان يرد حقو من عمتو وعيلة دهب من تحت لتحت ولا مجرد كلام... وشو قصة نداء مرت عاصي... شاركوني توقعاتكم وما تنسوا التعليق والتصويت فضلًا وليس امرًا...

بصراحة عزوز فلجتني بقلة تواصلك معها... وبلشتوا تمروا بالمشاكل الأولية البمروا فيها المخطوبين بأول تعارفهم دامكم ما عشتوا أيام الخطبة بتعشوها متأخر هلأ دامك بطلت معها قاسي وبتعطيها شوية وجه... ست جودي بالجزء التاني بدي شوفك رادة اعتبارك إنتي وإميرال ومربيين رجال الخيّال.... العمى اشتطت أنا ع الآخر... المهم نراكم الفصل القادم بإذن الله 🌺🌸

 
 

 

عرض البوم صور رنين رنين   رد مع اقتباس
قديم 05-03-23, 10:49 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2013
العضوية: 257539
المشاركات: 35
الجنس أنثى
معدل التقييم: رنين رنين عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 24

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رنين رنين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رنين رنين المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية سجين الانتقام

 

الفصل الحادي والعشرون

قراءة ممتعة 🌸🌸🌸

شو هي تعترف بحبها لإلو قبل منو... فبسرعة نزلت الدرج لتلحق حركتها الغبية يلي عملتها بمسرح الجريمة بغرفة مكتبو قبل ما يمسك الدفتر المدلل ع حبها... ومع عجلتها لتمنع يلي ببالها يصير كادت رح توقع لكن ما همها المهم ما يقرؤو وبلا أي مقدمات فتحت الباب الشبه مسكر...

وصدمة بس لقتو واقف قريب الطاولة وماسك دفتر الورق وعم يقرأ فيه ففتحت تمها بالعة ريقها بصعوبة ومحركة إيدها ع قلبها مش مصدقة إنو عم يقرأ كلامها المالو داعي... ولا حتى عارفة شو تسوي ولا شو تقول من الخبصة الحاسة فيها... لكنها عارفة يلي عم بصير غلط فشو تمنت لو الأرض تنشق وتبلعها أو تشرق كرمال ترطب الجو وما تطالع وجهو يلي عم يتحرك من على الدفتر ناحيتها بملامح خالية من أي تعبير رغم نَفَسو الحابسو جواتو بالقوة... وحرّك إيدو مادلها دفتر الورق محاكيها بكلام ما بمس الفوضى العايمة جواتو من يلي قرؤو ع الدفتر التاركتو وراها بلا أي سترة أو تحفظ ع مشاعرها وأسرارها وأفكارها الداخلية المالها داعي يعرف عنها كلها وخاصة وهو بهيك وضع... ناطق بصوت مخنوق محاول يسيطر ع لسانو خوف ما تطلع منو كلمة مش بمحلها من الحنق الحاسس فيه: مالك هيك خايفة؟ ما في شي بخوّف!

مالك هيك خايفة؟

وما في شي بخوّف؟!

هادا يلي طلع منو... طب والكلام يلي كتبتو وتعبت عشانو مش هامو... ولا حتى معطيه بال... من كل عقلو بحاكيها... فضغطت ع أسنانها مقربة منو ماخدة الدفتر بقوة... راددتلو بلا تفكير من كلامو يلي نزل عليها متل المي الباردة مجمد حرارة جسمها وروحها: مزبوط كلامك ما في شي بنخاف عليه (بدل ما تقلو ما في شي بخوّف)... ورفعت عيونها مطالعتو بعتاب غير منطوق ودارت حالها معطيتو ضهرها طالعة من الغرفة بتقل غصب عنها من مكابرتها معو للي ما عبر مشاعرها ورد عليها بكل هالجفا وكأنو الكلام المكتوب ما بمسو أو حتى هيقدملو شي... فطلعت الدرج بتقل واستياء مطالعة جناحهم يلي صار من هالليلة جناحو هو... مش هي معو... وتحركت لأي غرفة من يلي بهالبيت تختلي فيها أحسن ما تختلي مع أبو قلب حجر من كتر ما هي حاسة حالها رح تنجن من فكرة إنو ما عبّر كلامها فدخلت أول غرفة فتحتها للنوم واللي كانت تنام فيها جوري مسكرة الباب وراها بغل وهي عم ترمي الدفتر الورق بانفعال مدعسة عليه برجلها اليمين متجاوزة وجع عرق النسا برجلها اليسار بعتمة الغرفة المش مفكرة تضوي ضوها... وتكلمت بغل فاشة خلقها فيه: شو متوقعة يا جودي يحبك ويعيْشك في عالم وردي ... وشكلو هو متحملك من شان يلي ببطنك المركز كل اهتمامو عليه...

:صحيح هو عاملني برقة و اهتمام... لكن أنا كان مطلعني برا الموضوع وكأني مو موجودة من الأساس... فركت حالها ع الحيطة مساعدة نفسها مع الحمل وأوجاعو لتقعد ع الأرض قريب الباب منفجرة بكى لكن تكابر ما رح تبكي لإنها بكت كتير من وراه...

حضرتو مفكرها هبلة وما بتعرف تحب وكلامها ما بتّاخد عليه ببقى غلطان... من الليلة هتسوي معاه متل ما بعاملها تدخل الغرفة وقت ما بدها وما تنام عندو أسبوع متل ما عمل معها في الأيام يلي فاتوا... وفوقهم هتكلمو ببرود متل ما بكلمها ببرود من شان يحس فيها وبمشاعرها يلي حطمهم بكل بساطة بدون ما يفكر يثمّن حبها وكلامها يلي ما كان جاهزلو هلأ...

عمو صارلو مدفون 12 يوم والدنيا مقلوبة قلب بقصة المستشفى وهي حضرتها قاعدة بتشبهو بأبوها المش طايق سيرتو والأنكى من هيك عم تتكلم عن علاقتها بحبيبها السابق مهد...

مهد يلي باصم إنو ابن الأشقر الكان بطالعو بكل مرة بقابلو فيها بنظرات ماخد شي إلو... وهو ما فهم معنى هالنظرات إلا هلأ...

فهي شو ساوت فيه بكلامها غير اضرب كف وعدل طقية... وبين تكسر وتجبر فيه... لكن شو هالجبر يلي رح يكون باعترافها بحبها لإلو دام حضرتها ببقية الكلام الكاتبتو كادت تجلطو فيه... فمسح ع وجهو عاجز يستوعب كلامها يلي قرؤو...

قال بتحس عندو بالأمان بعد ما كانت تخاف منو متل أبوها يلي ما بشبهو بشي... ينبسط عشان ترك أثر واجب عليه يتركو ولا يكره حالو ع اللي عملو معها بتخويفها منو وتشبيهها لإلو بأبوها قتال القتلة واللي بشعرة ما بجي جنبو...

هو شو بدو باعترافها إنو بهون عن أبوها دامها صنفتو قريب منو...

رمى حالو ع الكنبة الجلد جالطتو جلط بكلامها ومخليه عيارات جسمو تخرج عن السيطرة ويكح محرور من هالهبلة يلي لسا* قبلانة تضل محبوسة عندو 24 ساعة معو... من حلاوة حبسو العارفة إنو مش مخلوقة لإلو ولكنها من حبها رح تتغاضى... حدا قلها ما عندو ضمير ولا فاقد حس المسؤولية كرمال يرضى عليها هالعيشة... هو انجبر يخبي عنها كرمال يحميها نفسيًا وجسديًا... بس صدقت لما اعترفت إنها هبلة ومجنونة لما تكلمت عن المش طايق يتذكر اسمو...

ما هو عارف عندها حبيب بس مالو داعي تعرّفو ع اسمو... قلبو هون نار وشرار... فكرة إنو مهد الأشقر باقي يروح ويجي معها ويحاكيها ع كيفو لدرجة يفكر إنو عندو الحق هيك يطالعو بأحقية إنو هو أحق منو لإلها هتدبحو دبح....

مسح ع وجهو ورقبتو محتر فوق حرارتو... محتاج شي يحذف الكلام الحافظو وصورة ظهر مهد المحفوظة بتليفونها النبش فيه يوم غدر أهلها بعمو...

محتاج شي يفنّد ظنو بأرسلان ابن عمو جواد إنو عارف عن علاقة مرتو بصاحبو المقرب منو و~~~

خلص ما قدر يتحمل يدخل بتفريعات المواضيع فوقف حالو متحرك بالغرفة عاجز يبقى مكانو من حرارة جسمو... فتحرك لعند مكتبو بدو يشتغل... بدو يهدّي بالو... فما خلا شي ما قرأ عنو ولا سواه وهو قاعد ع الجهاز كرمال ينفصل عن يلي صار من نقلو من موضوع لموضوع لحد ما حس راسو صدّع من كتر ما قرأ في مواضيع مشتتة بين السياسة والجغرافيا الطبيعية والاقتصاد... فسحب تليفونو الفاتح مش بالقصد ع الأخبار المحلية الكان قاعد عليهم قبل خمس ساعات وما طلع منهم من عدم استخدامو التليفون من بعدها... مركز مع صوت المذيع الجذاب: وكشف تقرير الأدلة الجنائية النهائى أن سبب اندلاع الحريق هو ماس كهربائى، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة داخل غرفة الاجتماعات المغلقة بمبنى المستشفى ~~

راسو دار مش مركز ببقية الكلام فحاول يتبّع باللي عم يسمعو: وكان تقرير الحماية المدنية الذى تسلمه المستشار عليم فخر مدير النيابة، ينص على وجود بعض المخلفات القابلة للاشتعال تركها عمال النظافة بعد قيامهم في تنظيف قسم مرضى السرطان المدعوم من قبل الحكومة... إلى جانب تعطل أجهزة إنذار المبكر للحرائق...

ما قدر يكمّل معو بالكلام من تقل راسو فسكر التليفون لافف ع جهازو (اللاب توب) طافيه وساحب حالو من غرفة المكتب وهو عم يخطط يغير أواعيه ويفرشي اسنانو قبل ما ينام معها ع السرير بعيد عنها كرمال ما يعييها... فطلع الدرج وهو موقف دماغو عن التفكير باللي قرأو وكاحح من كل قلبو مع البرد الحاسس فيه بالبيت وهو عم يعبر غرفتهم المتروك بابها مفتوح وما في شي مضوي فيها غير ضو غرفة الحمام يلي تركو مضوي بلا قصد... لكنو نسي مفكرها هي فيه... فطبق الباب وراه متحرك لعند الخزانة ساحبلو بيجامة دافية كرمال يغير اللابسو وهو مستغرب برودة الغرفة... فبسرعة شلح أواعيه العملية.... وحاطهم ع الكرسي المجانب لخزانة الأواعي وبسرعة لبس البيجامة ليدور ع ريموت المكيف كرمال يرفعو ومباشرة سحبو من على الكوميدينة رافع حرارتو ومسلم حالو للسرير الما قدر يفكر بشي غيرو من النعس الحاسس فيه لاغي فكرة تفرشي اسنانو... وفورًا مدد حالو ساحب مخدة فاصلة بينهم كرمال ما تقرب منو وغفى مكانو لحظتها وحضرتها ما ردت لعندو لإنها هي مكابرة بنومتها عندو بالغرفة يلي ع إيدو اليسار من الناحية المقاطعة للدرج كرمال يفكر فيها ويفهمها... بس للأسف هيْ الساعة صارت قريب التلاتة الفجر وحضرتو ما شرّف لعندها...

فنامت غصب عنها وهي قاعدة ع السرير منتظرة فيه يعبر عليها من الباب يلي فتحو بقوة بعد ما صلى صلاة الفجر مستغرب غيابها بالغرفة وجنبو ع السرير... وبسرعة دخل لعندها مستغرب حركتها المالها داعي ومندهش من نومتها هون بهالجو البارد فقرب منها محركها من كتفها وهو عم ينادي عليها بصوتو المستاء بتعب: جـودي! ويكح مش سامع همهمتها الصوتها يا دوبو مسموع مع قوة كحو... فرد هزها من كتفها بس حس كحتو خفت: جودي قومي صلي الفجر!!

جودي سامعة بس مش قادرة ترد فاضطر يرفع إيدو ع وجهها كرمال يصحيها وبسرعة سحبها بس ردتلو صحوتو خوف ما يعديها لكن سخونة وجهها خلتو بسرعة يرد إيدو ع وجهها ليتأكد من سخونة جسمها وفورًا بعد الغطا عنها حاملها معاه لغرفة نومهم وهو عم يحاكيها بغل: شاللي جابك هون؟

وبسرعة دفع باب غرفتهم المفتوح لنصو عابر فيها لعند السرير المنزلها عليه وبأسرع ما عندو تحرك لعند الحمام مو عارف شو يعمل معها دامو عداها غير إنو يعمللها مغطس بمي دافية دام ما فيه يعطيها ادوية خوفاً عليها وع الجنين يلي ببطنها... فسد فتحة البانيو وبعجلة فتح الحنفية ع المي الدافية وهو عم يكح من كل قلبو: كح كح كح...

وبسرعة تحرك لعندها وهو عم يناديها: جودي سامعتيني!!

جودي تهمهم بضعف من تقل جسمها وفتلان راسها... قلبو أكلو عليها لإنو كيف ما كان صارم وحازم بتعاملو معها فباسها ع راسها باعتذار وبسرعة رفعها بين إيديه وهو عم يقلها بحرة من تأنيب ضميرو: حقك علي يا قلبي! حقك علي!

جودي هون بكت رغم عنها من اعتذارو الكان مناها تسمعو قبل هلأ بساعات معدودة من حبها ليرضيها بلحظتها لكنو هو شو ساوي غير إنو اجى عليها بلا أي عاطفة مقسّيها غصب عنها لإنها هي ما بتعرف تقسى أو تجفا... فبكاها كان لوم وعتاب للي عم يساويه بحقها بالفترة الأخيرة بدون أي تعبير لإلها... وهو بس شافها هيك ما قدر يتحمل شكلها وهي عم تبكي بصمت فكلمها فورًا محاول يواسيها: هلأ بتصيري أحسن شدي ع حالك يا قلبي... كوني قوية...

أي قوية أي شد بحكي عنو وهو قهرها من جواتها... فنطقت غصب طالبة يرحمها من يلي عم يحكيه: عبدالـ ـعزيز أنا جو عانة وعيـ ـانة....

عبد العزيز رد عليها وهو عم ينزلها في البانيو بدون أي مقدمات راعبها بملمس المي ع جسمها لدرجة تمسكت فيه بخوف مش عارفة هي وين وشو عم بصير فيها... فنطق وهو يحاول ينزلها جوا المغطس بالكامل لكنها رفضت مغرقتو معها بالمي فتكلم بنبرة حنونة محاول يهون عليها: ما تخافي عملتلك مغطس لحرارتك تخف... اهدي اهدي...

فرخت إيديها من قلة حيلها لتضلها شادة عليه محررتو من شدها عليه... فحرك إيديه بدو يخلصها من الفستان اللابستو لكنها نطقت من بين أسنانها برفض: ما بدي! ما بدي!

فتنهد منها ومن مزاجها... وبعد عنها* تاركها ع راحتها مش ناقصو يكونوا بشي ويصيروا بشي تاني مع تعبها: زي ما بدك... وبسرعة تحرك طالع لبرا الحمام يجيبلها لبس خفيف وبارد كرمال تلبسهم بعد المغطس يلي عمللها إياه إلا بصوت مناداتها عليه: عبد العزيز!

عبد الـ ـعزيز!

وين رحت تاركني؟

فرد عليها ساحب اي شي بدون تفكير: هيني!

وبسرعة ركض لعندها وهو عم يقلها: شو فيه موجوعة شي؟

جودي بكت بحرة ناطقة من بين دموعها: مـا تـتـركـنـي!

تنهد منها هو بشو وهي بشو... وين حضرتو بدو يروح يتركها وهي بهيك حالة... فقطع المسافة بينهم محاكيها: اهدي ماني تاركك... المهم هلأ استرخي...* ومد إيدو ماسح ع جبينها وشعرها المعرّق من سخونة جسمها مسترسل بكلامو معها... انشالله ساعات وبتخف... وهي مع مسحو ع شعرها رخت راسها ع البانيو مش مستوعبة مالها وقربو منها... ومستسلمة للنوم مش حاسة فيه للي تحرك لعند المطبخ وهو عم ينادي ع الست سمية الكانت عم تجهزلها شي تاكلو دام ابن الخيّال وبنت قلبو ما رح يفطروا بكير: ست سمية؟

ست سمية ردت عليه وهي عم تسكر غطا علبة اللبنة: هيني هون بالمطبخ!!

عبد العزيز عبر غرفة المطبخ بخطوات كبيرة مواجهها: بعينك الله تعملي شوربة لجودي واعطيني بصل مقطع شرايح كبيرة...

الست سمية رفعت حاجبها مستغربة طلبو: مالها بنتي جودي؟ ليكون مريضة؟!

عبد العزيز تنهد ماسح ع وجهو حاسس بأواعيه المبلولة من مية المغطس: اه حرارتها مرتفعة الله يستر ما كون عديتها....

الست سمية مسحت ع وجهها من هول الفكرة معلقة: يا ويلي عليها... البنت كلها ع بعضها ما بتتحمل شي... وبسرعة تحركت مكمّلة كلامها وهي عم تفتح الجوارير الداخلية للخضرة: هلأ بشرحلك (بقطعلك) البصل...* وبسرعة سحبت أي سكينة جت بوجهها موضحة: هي الله يصلحها امبارح طلعت ع الحديقة بعد ما تحممت وهي مصيفة ونامت كمان بدون ما تتعشى متل الخلق!

وبسرعة تحركت بدها تعطيه البصل لكنو هو بسرعة سحبهم من عجلتو ليرجع لعند بنت قلبو المهملة والمستهترة بحالها مذكّرها: أنا بحاكيها بهالخصوص المهم تعجلي بالشوربة مع كاسة عصير يحسن مزاجها...* وتحرك بعيد عنها وهو عم يسمعها عم ترد عليه: انشالله ربع ساعة بالكتير وبكونوا جاهزين ..

وطلع الدرج متعجب منها حامل وبتصيّف من هلأ... هو صح الحامل بتفيج من الحم ع فجأة بس مش مبرر تصيّف هيك مش سائلة بحملها... إذا حضرتو مشغول عنها وعن حملها حضرتها تقوم تستهتر هيك... فعجّل بمشيو لغرفتهم منزل البصل ع الكوميدينو وبسرعة تحرك داخل الحمام لعندها كرمال يشوف شو حالها مع المغطس وتنهد بس لمحها نايمة فقرب منها بدو يشلحها أواعيها إلا هي مفتحة عيونها بتعب من تقل جسمها المخدر مع العيا.. فنطق محاكيها بلوم زوج خايف على مرتو الحامل: ليش هيك حضرتك مهملة بحالك سمعت من الست سمية إنو كنتي مستهينة بحالك ولبسك امبارح...

جودي بس سمعت سيرة الست سمية فتّحت عيونها بغيظ مخليها ما تطيق حالها وتنفر منو معها كارهة قربو... وطالبة منو رغم تعبها وتقل لسانها: روح مـ ـا مـالـ ـي شـ ـي...* وخـ ـلـص رو ُح!

عبد العزيز ما فهم مالها وشو لازمة هالحكي هلأ فطوّل بالو مسايرها: خليني ساعدك بتغيير أواعيكي...

فصدتو فوراً رافضة اقتراحو: روح!

وين يروح* يتركها وهي هيك... مهو وقت سداجتها هلأ... هادا الكان ضايل عليه... فرد عليها وهو غصب عنها عم يشلحها أواعيها: جودي ما تخليني افقد أعصابي!

جودي جكر بحالها وفيه حاولت تعنّد فيه ومعو ع أمل تمنع إيديه ليشلحوها الفستان لكنو هو جكر فيها مزّع كلشي لابستو وبسرعة لف جايبلها الروب إلا بصوت تأفأفها بكل جرأة ع مسمعو من ورا ضهرو بلا أي احترام لإلو... فبسرعة رجعلها بعيونو المستاءة منها محذرها بجدية: ست جودي مو إذا بعاملك منيح وبصبر عليكي معناتو تعاملني هيك فاهمة!

جودي ردت بغيظ منو:أنا متنرفزة ومو قادرة استحمل حالي فخلص روح!

روح كل شوي روح...

ارتفع ضغطو ودمو غلي... هتقتلو بنفسية الحامل المتذبذبة المتقلبة بين اللحظة والتانية يلي متخيلها غير عن هيك... فتنهد راميلها الروب جنبها ع مغسلة الحمام القريبة منها وسحب حالو من الحمام بدون ما ينطق بأي كلمة بلكى توعى بقرصة معنوية منو إنها مش لازم تلاحق مزاجها المالو داعي... فتحرك بالغرفة رايح جاي مش عارف شو يسوي معها عنيدة متل التيس... مخ ما فيه... فشد ع إيدو حضرتو بشو وهي بشو وقت مزاجها هلأ... العيان بستسلم للعيى إلا هي نازلة تقاتل... خلي مقاتلتها وطول لسانها تنفعها و ~

إلا بصوتها العم ينادي عليه مقاطع استياؤو منها: عبـد العزيـز تعـال ويـن روحـت وتركتنـي!

تنهد منها ماسح ع وجهو بس سمع صوت بكاها... هتجننو فبسرعة عبر الحمام يشوف شو بدها منو... وفقد عقلو بس لمحها مقربة رجليها من بطنها و مخبية وجهها بكفوف إيديها رداد بغل: أنا ما تركتك... ويلا قومي خليني ساعدك يا أم لسان طويل لتنشفي جسمك...

جودي ردت بحرة وهي عم تلف عليه بوجهها المحمر من البكى: امبلى تركتني وما بدي تنشفني أنا مش صغيرة ولا أم لسان طويل!

عبد العزيز طنش ردها لإنو مالو خلق لنفسيتها هو تعبان وراسو مدوور ومكفيه يلي فيه فبسرعة سحبها غصب عنها من المغطس مغرق كل أواعيه وبحركة سريعة سحب الروب موصيها: حركي حالك ولا قولي لا يا ويلك مني فاهمة...

وبخفة نزلها وهو عم يسندها عليه مغطيها بالروب لبنت قلبو العم تطالعو بذبول مش مجاريها فيه وبسرعة سحب الأواعي الجابلها إياهم بدو يلبسها إياهم بعجلة وهو عم يقلها: ما تفكري ترفضي لإنو ما فيكي حيل...

هي بالفعل ما فيها حيل وخلص استنزفت من تصديها لإلو فرخت حالها عليه مبوزة والدموع عم تنزل من عيونها باكية بحرقة ومكررة: أنا مـو قـادرة!

أنا مـو قـادرة!

تنفس بقهر مبعدها شوي عنو ليدخل الفستان من راسها بدون ما يلبسها شي تاني غيرو من تعبها وضيق خلقو مع صغر الحمام وبصعوبة حملها بين إيديه من تعبو وهو مش محاكيها بحرف واحد من معرفتو كلمة منو وكلمة منها هتولع بينهم فيسكت أحسن لإلو ولإلها وهو عم يكمّل فيها لبرا غرفة الحمام وهي بس عم تبكي بصمت لإنها* مش قادرة... فنزلها ع السرير مغطيها منيح وبسرعة بعد عنها جايبلها جربان (جراب/شراب) مدخل فيهم شرايح البصل... وملبسها إياهم* بدون ما تعترض ولا ترد بكلمة وحدة... وبعد عنها طابق الباب وراه وشالح أواعيه المبلولين مية ولابسلو بجامة تقيلة وهو مستغرب وينها الست سمية لهلأ ما جت باللي وصاها عليه... فبسرعة طلع من الغرفة طابق الباب وراه بدون ما يبررلها هو وين رايح مش معبر ظنها الساء بحقو بس فكرتو هيتركها كمان مرة فكوّمت حالها ع بعض بقهر منو وهي منفجرة بكى منو هو للي رجعلها بعد كم دقيقة بصينية الشوربة المحطوط فيها معلقة وكاسة مي وكاسة عصير مع كم حبة فيتامينات... طالب منها: عدلي حالك تحتى تاكلي!

فبلعت ريقها بس سمعت صوتو ممسحة دموعها مكابرة ع ضعفها معو... ورادة عليه بنبرة واطية بدون ما تواجهو للي عم ينزّل الصينية ع رجليها: إنتا ليش بتعاملني هيك؟

عبد العزيز قعد جنبها ساحب المعلقة من ع الصينية ومدخلها بصحن الشوربة وهو عم يقلها: أسألي حالك...* وأبقى انتبهي ع أسلوبك معاي!

جودي زمت شفايفها وهي عم تمسح دموعها يلي عم ترد تنزل غصب عنها من تذبذب مشاعرها مجاوبتو ببراءة: بس~ بس أنا ما بعرف ليش هيك بعمل بين كل فترة والتانية بتغير بدون سبب!

عبد العزيز تنهد بنكد مالو خلق شي هلأ وحاسس جسمو حم فبسرعة شلح بلوزة بجامتو وفانيلتو التاركهم جنبو مكتفي بصدرو العاري... وبسرعة رد يطعميها وهو مو مركز بصوت تليفونو يلي عم يرن ولا فيها هي للي خجلت منو ومجاريتو بشرب الشوربة يلي بس خلصت منها بسرعة سحبت كاسة العصير الحستها تقيلة عليها بدها تشرب منها لتشغل حالها عنو لكنو هو سحبها عنها مساعدها تشرب منها ولما اجى بدو يبعدها عشان تاخد نفس رفعت إيدها ع الكاسة مكملة عليها فتركلها الكاسة تحملها لحالها وهو مناه يقلها ع مهلك بس مالو خلق يسمع مراددة منها... فتركها ع راحتها للتيسة يلي نزلت كاسة العصير لتسحب حبوب الفيتامينات مع كاسة المي وتبلعهم ورا بعض وبس لمحها خلصت كاسة المي سحبها من إيدها خطف مع الصينية يلي ع رجليها آمرها بحزم وهو عم يحطها ع الكوميدينة عند راسها: هلأ فيكي تنامي! وبسرعة دفعها لجوا السرير متمدد جنبها ومغطي حالو... دامو عمل يلي عليه وهلأ فيه ينام لإنو ما فيه يروح ع الشركةوهو باذل كل جهدو يلي كان بقيلو عليها... وما لحق يغمض عيونو إلا بصوت شهيقها...

كابر ليلف عليها لإنو مش ناقصو يسمع كلام مالو داعي بكفيه يلي قرؤو امبارح تحتى تكمّل عليه بعياها يلي مش بعيدة انعدت منو... فتنفس بهدوء عكس النار الشابة جواتو من لسانها الطويل يلي مالو داعي... عجيبة هالبنت... وما لحق يتعجب منها إلا براسها جنب راسو وهي عم تشد ع كتفو طالبة منو: الله يخليك ~~

ما قدر يكابر ويقسى عليها أكتر من هيك فدار حالو ساحبها لعندو ... وهي ما صدقت عملتو لتخبي وجهها برقبتو وتنطق من بين انفاسها بتقل ع أمل يحن عليها وما يجافيها هيك: أنـا آسـفـة....

خلص مش قادر ياخد ويعطي معها بدو يلحق ينام فشد عليها باحتواءو بايسها ع راسها وماسح ع ضهرها طالب منها: خلص نامي!

وشو هالكلمة هدتها فتنفست وهي عم ترجوه وإيديها شادة عليه خوف ما يروح بعيد عنها وهي محتاجيتو: ما تتركني!

لا حول ولا قوة إلا بالله هو وين رايح... مهو هيّو جنبها... فحرك إيدو لعند بطنها ماسح عليه وهو عم يقلها بلسانو التقيل: هيني مش رايـ ـح!!

وغط بالنوم غصب عنو وعنها للي ما عرفت كيف غمضوا عيونها ع صدرو من كتر ما بكت جنبو وشدت ع أعصابها يلي رخت ع الآخر وما عادت قادرة تواجه شي ولا تقابل بأي شي... ونامت بعمق بدون ما تحلم ولا تكوبس بحد ... فشو كانت نومة ما فيه أحلى منها...

فشو كانت نومة ما تخيلت هتنامها بعيد عنو للي قلها هيو جنبها... وبالأخير طلع مش جنبها لإنها صحت من نومها ع صوت كحتها القوية المكررة مستفقدة صلابة صدرو تحت راسها... فرفعت راسها تدور عليه وصدمة بس ما لقتو بالغرفة... فبسرعة قامت تدور عليه وهي حاسة حالها أحسن من قبل نوعاً ما وحرارتها أخف من قبل وجفلت بس حست حالها ضاغطة ع شي سائل فتذكرت حطلها شي برجليها قبل ما تنام فبسرعة قامتو تفقد شو فيه وقلبت معدتها وركض ع الحمام الما كان بشبه حالو مع المغطس العمللها إياه الصبح.. لتستفرغ من ريحة البصل القاتلة لإلها وشو حست روحها طلعت مع الاستفراغ لإنها مش حابه تستفرغ... وفجأة بهتت لما فقدت حسو وتذكرت هي ليش قامت من على السرير وبسرعة نزّلت السيفون ماسحة تمها ومغسلة وجهها ورجليها المحررتهم من الجربان الريحتو قاتلة من هرسها للبصل مع ركضها للحمام... وبعجلة بعدها كمّلت لتحت تفقد بغرفة المكتب وبالصالون لكن ما فيه أي أثر... عصبت... هتورجيه... رد لعادتو القديمة... رد يختفي من حياتها بدون أي إحساس لهالعديم الإحساس... إلا تورجيه... فلفت راجعة لغرفتها متجاهلة حركة الست سمية بالمطبخ لإنها مش طايقتها من تخبيرها إياه عن استهتارها...

هي حرة شو تلبس إلا تخفف لبسها جكر فيها وفيه للي مش سائل فيها... واحد كذاب... هتنجن منو كيف هيك بتركها وبروح بدون ما يودعها... يا الله شو بستفزها بهالطبع... شو بخليها تكره حالها... بس لا من يوم وطالع هتكون سيدة إلها كلمة... مش هيك الست سمية فهّمتها بإحدى الدروس المش فاهمة ليش بتدرسها إياه... عن المرأة ومكانتها عند الغرب والعرب والمسلمين خاصة... وما علق لحظتها بدماغها غير قوة المرأة وإصرارها ع شو بدها فاهمة الكلام ع هواها مش ع هوى الكلام التكلمت عنو الست سمية واللي ما لحق يدخل من الدان الأولى إلا هو طالع من الدان التانية لإنها سارحة بربط يلي بتسمعو باللي لافت انتباهها... فهزت راسها بغل... خلص هي عازمة تقهرو متل ما قهرها... لا فيه كلام ولا فيه تعبير ولا فيه قرب... هتقاطعو فعلًا والدراسة هتدرس جكر فيه... مش هي مرأة ذات كيان واستقلالية... هتورجيه إنها ما رح تبكي عليه... فكحت: كح كح... نازلة لعند الست سمية بدها تدرس... لكنها تراجعت بس انتبهت جسمها مالو شي وبس لمحت جسمها كيف مبين من تحت الفستان فورًا ع غرفتها كارهة عبد العزيز زيادة بدل ما تمتنلو لإنو لبسها إياه وبسرعة لبستلها أي شي بتيجي إيدها عليه... بس الأواعي مش داخلين فيها متل الخلق فاضطرت تدور ع أي شي بجي عليها وما لقت غير بلوزة حمرا وبنطلون نهدي ما بجي مع لون البلوزة اللابستها لكن انجبرت تلبسو لإنو بجي عليها فنزلت متأفأة لعند الست سمية محل ما كانت قاعدة بالمطبخ مخبرتها بدون لا احم ولا دستور: ست سمية بدي أواعي أنا...

الست سمية لفت عليها متعجبة منها كيف بتجي فجأة وبتختفي فجأة بآخر فترة رادة: حاضر يا بنتي... المهم ما تتحركي كتير مش ناقصك تعب... وأكيد حضرتك جوعانة لهيك عم أعملك أكل ما فيه أطيب مـ~~

جودي قاطعتها بإعتراض: ما بدي آكل... بدي أدرس... بدي آكل الكتب... بدي احضر افلام...

الست سمية انبسطت ع تفاعلها رادة: من عيوني اليوم عليكي تحضري فيلم هايدي فبتقعدي تسمعي وتقرأ وانتي عم تاكلي... بدنا البيبي يلي ببطنك يكبر...

جودي ع ذكر البيبي رفعت إيدها ماسحة عليه وهي حاسة فيه بشي غريب ببطنها بس ما همها ناطقة: طيب يلا عجلي بس... وتحركت لعند الطاولة ساحبة كرسي قاعدة عليه محاكيتها بكلام أفكارو داخلة فيه ببعض ومتناقضة ببعض لدرجة ما كان فيها الست سمية مجال تجاوب ولا تلحق تفكر: ست سمية أنا لازمني ألوان!

: حاضـ~~

:بدي لوحات جديدة وافكار حلوة... بدي خيّط لازم أنا أعرف خيّط...

تيجي بدها ترد بحرف.. لكنها ترد تكمّل... بدي غير الأواعي بدي أدرس كتير... بعدين أنا ما بدي أدرس انجليزي مش حلو ما بحبو مزعج... وألماني حلو كتير ممتع لفظو غريب... لازم نروح ألمانيا... تخيلي...

الست سمية جت بدها تقاطعها لكن بنت قلبو استرسلت: يلا عجلي بدي احضر... وين التابلت احضر الفيلم... مش قادرة استني... أنا بعرف وين بدون ما تحكي بغرفتك... وقامت فورًا تجيبو ركض فصيّحت عليها الست سمية: ع مهلك إنتي حامل...

بس لا سبيل... ففتحت باب غرفة الست سمية حاملة التابلت وركض لعندها طالبة تفتحلها إياه: ست سمية بسرعة حطي كلمة السر من شان احضر...

الست سمية بسرعة تركت تقطيع السلطة العم تسوي فيها وهي عم تقلها: حاضر... وأخدت التابلت مدخلة كلمة السر ومعطيتها إياه وموصيتها بحرص: بتعرفي تتهجي اسم هايدي بالألماني لهيك بتبحثي عنو بالألماني ماشي... واصحك تتعبي حالك بالحركة والركض فاهمة!

جودي هزت راسها وتحركت رادة لمحلها تحضر عليه بلهفة وحماس كبير إلا بتذكير الست سمية المفاجئ لإلها: صليتي الظهر...

جودي لفت عليها مندهشة... لإنو لا ظهر ولا فجر صلت... فبدون ما تجاوبها قامت تصلي وتقضي الفجر وما لحقت تصل باب غرفتها إلا أدن العصر... فتحلطمت من تأخرها ع* الصلاة وهي عم تفتح باب غرفتها داخلة الحمام... وبهتت بس شافت شكل شعرها المش مرتب... فبسرعة عدلت شعرها وتوضت للصلاة وطلعت تصلي كل يلي عليها وهي قاعدة ع الكرسي وعم تكح كل شوي... فنزلت تحت تحضر فيلم هايدي وهي عم تاكلها من الأكل الشهي العاملتو لإلها الست سمية... وعم تعلق تارة مش عاجبها تصرفات عمتها الأنانية... أو طايرة فرحة من تصرف الجد مع هايدي... وكل ما تنبسط توقف شوي تاخد نفس لتاكلها من كم حبة من الزيتون الاسود المغرمة فيه من كتر ما جدها كان ياكلو... وترد تكمّل والوقت عم يمضي بدون ما تفكر فيه للي طلع من الشركة وهو عم يطالع حواليه والهوى البارد جزئيًا عم يلاطم وجهو وصوت الريح (هوه) معطي الجو لمحة مخيفة مع عتمة فصل الخريف...* فتحرك لعند سيارة الحماية طالع فيها وهو حاسس حالو مهدود... ما توقع يبقى يشتغل لهالوقت من بعد ما مر عند أهلو يتطمن عليهم... لإنو ما فيه الليلة يمر عندهم من خوفو ع مرتو العيانة... واللي وصالها ع قشر الرمان معو كرمال تشربو وتخف كحتها خوف ما يصيرلها شي وتولد بكير (ولادة مبكرة)... فتنفس بغصب من أنفو وهو عم يطبق الباب وراه مخلي الشوفير يحرك فيه لڤيلة أهلو وهو عم يتتاوب (يتثاوب) من إرهاق جسمو بشغلو ومعها هي للي استنزفتو نفسيًا باللي كتبتو وجت مرضتها من الله لتهون الوضع بينهم... إلا اجى لسانها الطولان مخرب كلشي ومكمّل عليه... بس شاطرة كيف قدرت تخليه يحن عليها وهو مشتاط مش بس معصب منها لما حطت راسها جنبو شادة ع كتفو... كاشفة نقطة ضعفو بتمسك الواحد فيه هيك بحاجة... لإنو هو ما فيه يتخيّل أختو عم تعاني هيك مع زوجها... رغم إنو ما عمرو حط أختو محلها لإنو كانت بعيونو بنت جاسر بس من يوم ما صارت معشعشة بقلبو ما بقدر يفرط فيها...

ما بقدر يتخلى عن حنيتو معها... صحيح ممكن يقسى متل الصبح معها لكن أكتر من هيك لحد هاليوم ما بقدر ولا حتى فيه لإنها تجاوزت كل الحدود يلي بينهم من يوم ما رجعّها من أهلها وأبوها هدر دمها وما بقيلها حد غيرو هو وأهلو بعد ربنا... لهيك ما فيه يقسـ~~ إلا برنة تليفونو التاركو بجيبتو مقاطع أفكارو فسحبو بتقل يشوف مين وبهت بس لمح الاسم المتصل عليه رادد: أهلين أبو إصبع!

أبو إصبع الأخت جوري ردت وهي عم تبتسم غصب عنها لإنها مش قادرة تكابر أكتر من هيك ع مشاعرها ع جودي من حزنها عليها وعليهم يعني لا هي ولا هيه إلهم ذنب باللي صار ففيها تحكي بجناحها وهي مسكرة الباب عليها بالمفتاح: عزوز حبيبي اشتقتلك... وبلا مقدمات دخلت ع الموضوع... بسرعة قلي وصلت البيت اشتقت احكي مع جودي لإنو الست سمية ما عم ترد بس اتصلت عليها قبل شوي!

عبد العزيز جاوبها وهو عم يبتسم بلا مقدمات من تخيلو ردة فعل بنت قلبو بس تعرف إنو جوري بدها تحاكيها: ممكن الست سمية مشغولة بشي أو عم تدرسها... بس تطمني إن شاء الله لوصلت بخليها تحكي معك بعدين تعالي هون الواحد بقول كيفك؟ مش خبط لزق اشتقتلك!

جوري انفجرت ضحك رادة بمزح تقيل: هههههه اسمع يا حبيبي أخبارك عارفتها أكيد مروّح من الشغل فما فيه داعي أعرف* شي عارفتو بعدين الصبح روّحت من عنا قبل ما شوفك مش سأل فيي... الزبدة والمهم وعلت صوتها مكمّلة... جودي اشتقتلها ~~~

عبد العزيز بعد سماعة التليفون عن إدنو مقاطعها: خلص فهمنا اشتقتيلها بس وطي صوتك صحيتي الجيران... وانشالله بس أصل بخليكي تحكي معها تهني يختي!

جوري انفجرت ضحك: هههههـ~~
واختفت ضحكتها بس سمعت صوت أمها عم تنادي عليها (جوري يما تعالي بدنا نلحق ننزّل العشا وناكل مع جدك) فنطقت مستعجلة وهي عم تمشي لعند الباب: ماشي يلا طير...

وسكرت الخط في وجهو تاركتو يتعجب منها لإنها بكل ثقة بتسكر الخط بوجهو وبتقلو طير... فهز راسو بتحلف... بسيطة كان بخليها تحكي معها... وترك راسو ع شباك السيارة كرمال يناملو شوي لإنو مش قادر يصحصح... وهو عم يبتسم ع حالو لإنو عارف ما رح يوفي بكلامو وهيخليها تحكي معها... من حبو لو يبسطها بشي بسيط دامو ما فيه ياخدها ويطلعها من الوضع يلي هما فيه... واللي مش جاي ع بالو يسم بدنو فيه هلأ بالتفكير... فقفل الموضوع غاطط بالنوم يلي ما لحق يدخل فيه ع تقيل إلا ع صوت السواق وهو عم يخبرو: يا بيك وصلنا!

عبد العزيز ما ركز باللي قالو ففتح عينو اليمين نص فتحة وشادد ع عينو التانية رادد: همم مالك! وبسرعة رفع راسو مستوعب إنو وصل فتثاوب وهو عم يقيم الحزام شاكرو: يعطيك العافية... وفتح الباب وهو عم يسمع رد السواق عليه: الله يعافيك ويديمك!

ونزل من السيارة طابق الباب وراه حاسس ببرد مش طبيعي رغم إنو لابس أواعي تقيلة وجاكيت جوخ... فمشي بخطوات مستعجلة لعند باب الڤيلة الفاتحو بعجلة وحاسو أبرد من برا فعبر بسرعة مسكر الباب وراه تارك السواق يحرك السيارة معاه لبرا كرمال يكون جاهز عند الطلب...

وكمّل طريقو لعند غرفتهم النوم بدو يتطمن عليها وبهت بس حس ببرودة الغرفة فضوى ضوْها مدور عليها ودهش بس ما لاقها بالغرفة... فبسرعة نزل الدرج وهو مستغرب برودة البيت... فقلّب بعيونو وين فيه ضو طالع لو من تحت الباب إلا هو لمح ضو غرفة المطبخ فتحرك لعندو لكن ما فيه إلها أثر فبسرعة طفاه متحرك لغرفة المكتب المبين ضوو* مش مضوي وبهت بس لقاها قاعدة ع العتمة عم تحضر شي... فضوى الضو إلا بصوتها المش مكترث لجيتو طالب منو: لو سمحت طفي الضو واتركني احضر لحالي...

عبد العزيز رفع حاجبو من متى حضرتها بتحكي معاه بهيك اسلوب رسمي وفوقها بتطلب تكون لحالها هو حقها بس مش هيك وهما ما فيه بينهم هالقصص هاي بهادا الوقت... فركى حالو ع الباب محاكيها: خير انشالله ليش بدك تبقى بالعتمة واتركك لحالك تعبانة شي!!

جودي ردت بانفعال وهي محاولة ما تبيّنلو بكاها: اه تعبانة... وانهارت بكى متفاعلة مع الفيلم... بدي روح شوف جدي خايفة ليموت وأنا بعيدة عنو...

أهلاً أهلاً هادا يلي كان ضايلو يسمعو هلأ من كلامها النزل عليه متل السواط مدروخو شو بدها تشوف جدها قبل ما يموت... من وين اجى ع بالها هالكلام هادا... عجز يبقى واقف فتحرك لعند الكنبة بدو يقعد عليها... رجليه مش حاملينو من الكلام يلي سمعو... آخر شي توقعو هلأ يسمع هالشي... من وين هادي بتخطر هالأفكار ع بالها فجأة... هالبنت طلعت صندوق مفاجآت بس مش أي صندوق مفاجآت لإنها من الصندوق المفاجآت العيارهم تقيل... ففرك جبينو سامعها وهي عم تقلو: جدي أنا تركتو لحالو وهو ما بحب ياكل غير معاي... بدي روح عندو آكل زيتون أسود... وقربت منو باكية... أنا هديك (هاداك) اليوم بكيت ما بدي روح (قصدها ليلة لما خبرها إنها هتروح عند أهلها)... بس أنا هلأ بدي أبكي إذا ما رحت...

شو هالمصيبة هاي هلأ يلي نزلت عليه... من وين يجيبلها جدها ووين ياخدها عندو... ووين يقلها عن خبر موتو هلأ... الأحسن يتركها ويروح ينام... ويفكر شو يقلها لبس يصحى لإنو من حقها تعرف بس مش وهي حامل وكمان عيانة وما بتتحمل شي لإنو خبر وفاة جدها هيجر كتير كلام وأحداث هتكشفلها استحالة روحتها عندو ولا عند أهلها من رغبة أبوها لقتلها وعن مخططهم لقتلو وهالقصص المالها آخر فبسرعة توقف ع رجليه مخبرها: بنحكي بعدين بهالموضوع...

جودي هون انفجرت بكى ناطقة بغيظ: ليـش هيـك إنتـا بتحـب تقهرنـي ومـا تعبـر شـو بحكـي... وكلشـي لبعديـن!

اجى بدو يلف ليرد عليها لكن كابر هو ما بحب يكذب عليها ولا يخدعها ولا حتى بحب يتلاعب بمشاعرها بدعمو لإلها لو ع شي مزيف... فالأحسن يتركها تحكي شو بدها ولا إنو يقرب منها ع كذب ووهم زائف... وتحرك طالع من الباب مش عارف إنو بهالحركة تركها تقسى وتاخد ع خاطرها منو ع تقيل لإنو هي من حقها تشوف جدها...*

ولإنو من حقها تروح وتطلع...

ولإنو من حقها تساوي شو بدها برا البيت... فعصبت منو مخربة كلشي بيجي قريب ولا تحت إيديها... هو حر بس هي مش حرة... رح تورجيه... فبسرعة قامت لاحقتو لغرفتهم بدون ما تلمح وجه الست سمية يلي ما طلعت من غرفتها لاحترامها لخصوصيتهم... وعبرت عليه الغرفة بقوة وهو عم يغير أواعيه رادة من بين دموعها بحرة ممزوجة بغصة من انفجار مشاعرها الصارلها فترة عم تداري فيها من وراه: أنـا من حقـي شـوف جدي وكل حدا بدي إيـاه... أنـا من حقـي اطلع من هـون... أنا كنت مستعدة اتحمل كلشـي بس وإنتـا معـاي... بس انتـا تـاركني انطق... وجت رح تشرق لكنها بلعت ريقها مكمّلة وهي عم تمسح دموعها: بس إنتـا مش معـاي إلا علـي... وقربت منو منغلة مواجهتو وهي عم تمسك بدراعو كرمال يعبرها... عبرنـي!

رد علـي!

شـو بدك منـي؟

لـيش حـابسني هـون!!! ولفت حواليها بدها تكسر... وردت وهي مش عارفة شو تساوي: أنـا ~~~ أنـا مـا بـدي حـس هـيـك... مـا تـيـجـ ~~ وشهقت كارهة حالها وهي بهيك نسخة (حالة)... فنزلت ع رجليها منفجرة بكى بصوت عالي من عجزها تنطق بحرف واحد من خنقتها والضيقة المحسسها فيه للي مش فاهم شو مالها هيك منفعلة فأجى بدو يقرب منها ليهون عليها لكنها نطقت بشي ما فهمو: أنـا مش هـايـدي... أنـا مش هـايـدي...

مين هادي هايدي يلي عم تحكي عنها... وشو قصتها كرمال تذكرها هلأ وهي بمتل هيك وضع ما قدر عقلو الموسوعة بفضل الله يسعفو يفهم مقصد كلامها لكن عيشتو معها خلتو يبصم شي واحد هي من حقها تنجن لإنو صارلها قريب الشهرين مش طالعة من هون فتحرك لعندها مصبر حالو ع انفعالها وهو عم يطالع ضهرها المعطيتو إياه من رفضها لتقابلو ولا لتواجهو وهي بهيك حالة وتخطاها موقف قبالها وهو عم يثني رجليه منزل حالو لمستواها جابر خاطرها: بعرف أنا ضاغطك بقعدتك هون بس هادا من خوفي عليكي...

إي خوف بحكي عنو... كعادتو بدو بس يخليها كيف حابب ع مزاجو فهزت راسها برفض من بين تغميضها عيونها رافضة كلامو المطيب خاطرها من إدراكها إنو هيرد يكسرها كسر أصعب من يلي قبلو... فنطقت مانعتو يكمّل كلامو معها: إنتا مش خايف علي أنا ما بهمك متل أبوي... ورمت حالها ع صدرو منفجرة بكى وبكفة إيدها اليمين عم تخبّط بخفة ع صدرو من قهرها: ما بدي صدق كلامك... ما بدي عيش هيك... رجعني لقبل... رجعني من محل ما جيت من محل ما يكون فيه حد... أنا قلبي بوجعني... بوجعني كتير... وبكت بصمت متمسكة بصدرو يلي بحسسها بالسند والأمان معاكس لصاحبو العم يقهرها ويضعفها من قسوتو وبرودو معها... رغم إنو هو مش بارد إلا بركان عم يعوم من جواتو بتشبيهها لإلو بشكل مستمر بأبوها يلي ما بشابهو بشي... فبلع ريقو متحر من كلامها لكن ما فيه يجي عليها ويأكد كلامها لكنو بنفس الوقت صار وقت توعى وتفهم تبعيات كلشي لو بشكل بسيط فنطق حاطط النقاط على بعض الحروف معها كرمال يورجيها براءتو من التهمة الموجهتلو إياها بشكل مفرط: لو إنتي ما بتهميني كان ما خليتك هون وتركتك ببيت أهلك لما كانت الدنيا قايمة عندكم... ما فكرتي من بعد ما جبتك من مزرعة أهلك مخاطر بحياتي وبحياة يلي ببطنك ليش هيك سويت؟ ما فكرتي ليش هيك صار طول شعرك؟ ما فكرتي أنا ليش خليتك هون من بعد هداك اليوم وكلشي فرق بيننا؟

جودي رفضت تسمع بقية كلامو مبعدة عنو وحاطة إيديها ع إدنيها ما بدها تتذكر هاداك اليوم بكفي المخاوف والكوابيس يلي رافقتها... بكفي إنها تغاضت عن قصة شعرها وعاشت معو كأمر مسلم ومحتوم... بكفي آخر قتلة* تعترضتلها من أبوها ليجي يكمّل عليها بهالكلام فنطقت محاولة تسكتو ويحرمها من يلي قالو واللي رح يقولو هلأ: إنتـا مش متلـو أنا بهمـك... بس مـا تحكي شـي... مـا تخلـينـي فكر بشـي... مـا تخـلينـي أفهم يلـي بصـير لإنـو فـوق طـاقـتي... وبـوجّع قلبـي...

عبد العزيز قعد ع الارض قبالها ممسح دموعها ومحاكيها وهو حاسسها منهارة نفسيًا وجسديًا: من الطيبعي قلبك وقلبي يوجعنا... ونزل إيدو لحد دقنها رافع وجهها منو لتواجهو وهو عم يحاكيها... لازم تفهمي الحياة ما بتيجي كيف بنرغب... ولو قد ما بكيتي واعترضتي الحياة هتكمّل كيف مقدرلها فإذا بدك تبكي أبكي مش لإنك معترضة عليها إلا لإنك موجوعة وهالوجع ما بخف ممكن عندكم إلا إذا بكيتوا... وحرك أصابع إيديه ماسح دموعها الحارة المستمرة بالنزول ع خدها وهو حاسس بغصة بعيونها العم تطالعو بشكل بكسر خاطرو فسحبها لصدرو محاول يهون عليها وجعها المش قليل... عارفها بريئة وعقلها ما بحْمل ولا بتحمّل هيك شي... فشو حالها هلأ غير إنها عايمة بشي ما بتتحملو... فنطقت من بين دموعها بشي صادمو: بـس لـيـش خـلـيـتـنـي روح هـناك؟ ولـيـش جـبـتـنـي هـون؟ وبعدت عن صدرو مطالعتو بحرة... ولـيـش بـدك تـتـجـوز غـيـري؟ ولـيـش كـان كـل هالـرصـاص؟

عبد العزيز بلع ريقو مطالع حواليه مفكر بشو بدو يرد... اسئلتها يلي سمعها مالو خلق يجاوبها عليهم لكنو من حقها... بكفيه يكمّل معها ع غفلتها البلشت تصحى منها وتسأل هالاسئلة المدللة لإلو إنها ع استعدادية نوعاً ما تستقبل بعض الأمور الصارت وهي مش دارية عنها من تقفيل دماغها وقلة نضجو... فبلع ريقو مطالعها وهو عم يقلها بصوت قاسي: لإنو أهلك غدروا بعمي يلي مات جديد باليوم يلي كنتي عندهم... وبلع غصتو ع موت عمو مكمّل... ولهيك عيلتي بدهم إياني آخد عليكي ضرة بس أنا ما بدي... أتوقع هيك بطّل عندك اسئلة تانية...

وين يبطّل عندها اسئلة بعد يلي قلها إياه... وين تهدى وتروق بعد ما عقلها ربط هروبها معو من عند بيت أهلها خلا أبوها يحبر عليها ويحوشلها قتلة ولا هي... وين فيها تسكن وتطمئن بعد ما تخيّلت أهل زوجها هيزوجوه متل ما كان جدها يهدد مرت عمها جاثم إذا ما تأدبت معهم... وين فيها تستريح نفسيًا وعقليًا بعد يلي قلها إياه فعلقت بلوعة بتشابه لوعة روحها الخارت من يلي سمعتو وفهمتو وحللتو: يعني أنا صرت منبوذة زي أول... يعني أنا مالي مكان زي أول... وحست راسها دار فيها مش قادرة تسمع ولا تحس بشي... فكرة إنها هترد متل أول وهي واعية شو عم بصير معها عم تقتلها وتصهر روحها...

فكرة إنها ممكن تكون منبوذة داخل هالفيلة عم تكويها كوي... فطلبت منو وهي عم تحاول تسيطر ع الدوخة وفتلان الراس العم تحس فيه: بدي جدي وعمي كنان... بدي جدي وعمي كنان... وتبكي رافضة قربو ومتحمية بحالها... ما بدها إياه ما بدها حد... بدها جدها وصدرو الحنون البحميها من أبوها... بدها عمها كنان وضحكاتو معها... ما بدها يلي عم يقرب منها هلأ لإنو بعد كل فرحة عم يحطمها ويشقق روحها لأجزاء شاطرها فيها... فحاولت تدفعو رافضة قربو أو أي مساعدة منو...

ما يتركها ويروح...

كلو منو ما بعرف يحتوي غضبها منو ويرضيها بكلمة... وشاطر بدل ما يجبرها يكسرها ويكمّل عليها... وفجأة من انفعالها وشدها ع حالها ومحاولة دفعها لإلو بعيد عنها... فقدت الوعي مفصولة عنو وعن العالم يلي فيه... وعايمة بيقظتها وذكرياتها وأفكارها مع أبوها اللئيم ومع جدها الحنون وهو عم يقلها: يابا دفي حالك برد عليكي... دفي منيح حالك بقلك... بخاف عليكي تعيي... فبكت راجفة من قشعريرتها وهي متمسكة فيه وعم تعطس مش فاهمة شاللي عم بصير معها ونطقت من بين فكها العم يرجف مش عارفة يلي عم تعيشو حقيقة أو وهم من الخيّال: أنـ ـا بـ ـدي جـ ـدي خـايـ ـفـ ـة يـُ ـمـوت وأنـّ ـا مـ ـش جـٰ ـنـ ـبـو... بـ ـدي جـ ـدي!!! وتبكي متل الصغار منهارة...

وهو هون ما تحمل فدمع عليها محاول يحتويها ع أمل تسكت وترحمو من كلامها الغير متوقع والمش مجهز حالو لسماعو... لكن أملو تخيّب وراح بين الرجلين مع يلي عم تخبرو إياه عن جدها وعنف أبوها معو وعن نبذها بالعيلة مش كرمال يرحمها إلا لإنو وجعها صار فوق الحِمل يلي بتقدر عليه... ولإنو أبوها بكل الحالات كارهها... فتدلو (فعل يدلو) باللي عندها ما رح تخسر قد ما خسرت من قبل... ولا حتى رح تستفيد شي... لكن بكفي تِطلّع الخايفة تطلعو دامو كلشي بان... وهي مش حاسة بوجع المسجلة ع كنيتو... ولا حتى قادرة تفكر بفاجعتو ولا بأوجاعو وهمومو دام همها فاق تحملها كاشفة الما عمرها فكرت إنو هيطلع منها برغبة ولا حتى تقرب من سيرتو... وهي عم تتذكر كلام مرتعمها جاثم لإلها وعنها قدام بناتها (جت العبيطة بصراحة أبوها معاه حق مش بس يضربها إلا يكسّرها من غباءها وقلة فهمها)

(اصحك تبيني قدام الضيوف مش ناقصنا فضايح)

(مناي تدخلي بدون ما توقعي إشي... عميا شي شوفي قدامك)

(إلا خبّر أبوكي عن تكسرك للقزاز وخليه يعوضني)

فتتخبى هاربة لأي مكان بس بدون فايدة من معرفتو كل مكان بتتخبى فيه مع الوقت ماكلة منو ضرب وتدعّس وتخبط برجليه والحيطان... وهي خايفة تصرخ من الوجع لإنها عارفة الصريخ زيادة ضرب والطامة مرات بكون عم بصيّح عليها لتصرخ... فيطلب منها بغل: ***** كل يلي بضربك إياه ومنخرسة و*****.... حمارة شي... ويكمّل بضربها المرات ما بكتمل ع تدخل جدها أو عمها كنان الاجوا ع صوت أبوها وصريخو موقفينو عن ضربها التارك على جسمها كدمات مفرحة مرت عمها غنج وبناتها التلاتة باستنثاء إميرال الماكنت بتحب تشوفها هيك وتحاول تدافع عنها رادة ع كلام أمها فما تلاقي منها غير رادة عليها بالتهديد أو بضربها بأي شي بجي تحت إيد أمها... فشو تنبسط برد إميرال الغابت عنها وما عادت تعرف شي عنها... مخبرتو عن رغبتها: بدي شوفها...* وتسترسل بكلامها عن جدها الما كان حدا* يسترجي يقرب منو غيرها هي بأي وقت بدها صبح ولا ليل راغبة بحضنو الما كانت تكتفي منو من تدخلات أبوها ونهرو لإلها...* فتنفجر بكى راغبة بصدر جدها وهي عم تدخل راسها بصدر ابن الخيّال المش عارف شو يقلها ليهون عليها وهو محتاج مين يهون عليه... ممكن يتحمل الظلم عليه بس عليها ولا ع أهلو وبنات الناس بستثقلها من كبر حجمها عليه... فيبلع ريقو مناه يقلها مناي اجمعك بجدك المات بس مش قادر... فيرد كل ما بدو يُرد عليها يبلع ريقو عاجز ينطق من حشرجة حلقو من تجيش مشاعرو عليها مستصعب الإهانة والاضطهاد المارة فيه وهي هشة بدون أم أو سند بحياتها... فما قدر غير يضمها لصدرو بقوة وهو مناه يعمل المستحيل ليردلها عمها البين الحياة والموت ويقربها من بنت عمها جاثم البعيدة عنها مسافيًا والقريبة منها مشاعرياً من الخدر المحسسها بالتسليم* لدرجة مش قادرة تتحمل تسأل سؤال يعل قلبها فوق علتو أو تقوم من السرير الكبير المتسطحة عليه بهالغرفة الحجمها الكبير والديكور الجامع فيها بين البساطة والفخامة باللون الذهبي والأبيض والرمادي...

فتحاول تيجي ع حالها لو بجزء بسيط كرمال لو تعدل من قعدتها تعجز من راسها المدروخ المو مساعدها تفكر بكلام الرجال عن يلي اسمها نداء... لهيك ما رح تيجي ع حالها وتكمّل ع جلطها دام ابنها لهلأ وبفضل الله ما خسرتو ومش حابة تخسرو... فتنام وترتاح لحد ما تسترجع قوتها وثباتها بعدها هتفهم هي وين ومين هادي نداء يلي عم يتكلموا عنها فإذا كانت يلي كان كنعان يتهمها إنها متفقة معها.... هيطلع شكو صح أكيد ع حساب براءتها لكن لو طلعت هي بين إيدين كنعان هي هيك ضيّعت براءتها قدامو ومعو...

فما تفكر وتستريح ولساعة تشوفو بفرجها الله....* ومالها داعي تقلق حالها وتفكر زيادة وتتعب نفسها بموعد هالساعة هاي معها هتكون قريبة ولا بعيدة بشكل ما بشبه فيه بنت عمها جاسر الما عادت منتظرة هالساعة هاي متل قبل... إلا صارت تتحاشاها متقصدة عدم شوفو ما بدها تلمحو!

ما بدها تحس بشي مش لطيف فوق يلي حاسة فيه!

ما بدها تسمع شي يضعفها ويخضها من جواتها متل ما صار معها من لما ذكرها باللي صار وتبعياتو... هو مالو ذنب غير إنو ذكّرها وخلاها توعى أكتر رغم حاجتها تما توعى... وكان تمن هالشي عندها محاشاتو والصمت عنو معو بدون ما تحسب حساب لأثر تصرفاتها معو عليه وهو عم يمر بأيام تقيلة برا البيت من ضغطو مع أهلو كرمال يضمنو وين يصيبو جاسر وكيف بضمنو بهادا اليوم بالذات... فيرد ع البيت عاجز يطالع بعيونها وهما رايحين ع قتل أبوها بدون علمها... فيتغافل عن يلي عم تعملو تجنب للتصادم المباشر معها وع امل يطبق عليهم مقولة أبعد شوية تزيد محبة... لإنو حاسس من قربو منها عم يزيد الطين بلة من كلامها ومطالبها المستحيلة عندو... فيختصرها معها بلاش يطلع كل يلي عندو لإنو بالنهاية الإنسان خطاء وبزل فبلاش هالمزلة هلأ هي فيها يلي بكفيها وهو نفس الشي... فيتركها تداري حالها وتراجع نفسها بعيد عنو لإنو هو ما فيه يكون المتحكم فيها بكل شي.... ولا بدو يكون متملكها أو متحكم فيها طول الوقت....* فتفكيرو وين وتصرفاتو المبينة حادة معها بمكان تاني وين من شعورها بالغيظ منو من برودو وهدوءو معها... فتحاول قدامو تقسّي حالها عليه لكن ترد تضعف وتتكلم معو كلمة قدامو: زهق.. مش حلوة هالرواية... أوووف..

او تُعبر (تدخل) عليه وهو بالمكتب تاخدلها رواية وتتقصد القعدة كم دقيقة بدون ما تكلمو... لكنو هو يحاول يحاكيها كرمال يثبتلها إنو مش نافر منها متلها أو ماخد ع خاطرو منها: إذا شوْبانة بوطّي المكيف...

ما ترد لكن تهوي ع حالها وتنسحب من الغرفة وتصير تقالب بالست سمية رافضة تتعلم وبس بدها تاكل زيتون وتشم ريحة غريبة متل الفحم والكلور والتربة وهي متشبعة مي وريحة الزفتة... والآمر رافضة تعبر غرفة نومهم ونقلتلها أواعي وغيارات خاصة* لإلها لغرفة النوم الكانت تنام فيها جوري بس جت تنام عندهم...* وتقصدت السهر كرمال تصلي الفجر وما يجي يصحيها لتصليه... لكن هو إلا ما يدخل عليها كرمال يصحيها بدون ما يحترم رغبتها تما يدخل عندها: جودي قومي وقت الصلاة!

وهالشي قهرها وخلاها تصعّد بصراعها معو بتجاهلها لإلو بتقفيل باب غرفتها وبس يجي ع البيت تتعمد تكون حواليه بس يتحرك وهي متجاهلة عيونو... وتتقصد تطلع بأواعيها الصيفية رغم برودة الجو برا ع الحديقة سامعة تعليقو الصارم: إذا طالعة برا البسي منيح!

شو تلبس فوق يلي لابستو مستحيل فخليه يحكي شو بدو مطبقة يلي ببالها... فعدالها المرة الأولى ومتحديها بالمرة التانية بتسكير الباب المطل ع برا من ناحية المطبخ خوف ما تعي بكفيها عطسها ورشحها... لكن للأسف ما عاد يفيد تسكير الباب لإنو عييت ع تقيل تلات تيام والكحة مرافقة دربها بالوقت يلي هو شفي منها من استمرارو ع شرب منقوع الرمان وورق الجواف الرفضت تشربهم من لعة معدتها فتركها ع راحتها غايب غالب الأيام من ترويحتو بعد الشغل لبيت العيلة كرمال يفطر معهم دامهم صايمين من رغبتهم ليعوضوا أيام تسعة ذو الحجة الخربهم عليهم جاسر اللي هيكون قتلو إذا شاء الله بيوم عيدهم الاضحى بالليلة العاشرة واللي هتكون الليلة الواحد وعشرين من يوم موت جابر...

فما تبقى غير يومين ع ردهم عليه... فاليوم هو يوم عطلة رسمية عند الكل دام اليوم هو يوم الجمعة فالكل رح يجتمع ببيت العيلة ومعهم بنت قلبو بنت دهب كرمال تاخد برضى مرت عمو وتدخل بيت العيلة كوحدة منهم دامها حامل بابنهم فتقصد هالنهار يلبس ويزبّط حالو منتظر فيها وهو قاعد بالصالون عم يقرأ بالجريدة من الجرايد القديمة يلي الست سمية طلبتهم كرمال تشتغل فيهم جودي بالديكوباج... لكن عَبس حضرتها ما تكرمت عليه ونزلت لإنها نايمة ع تقيل وما صحت إلا ع تقل راس من كتر ما بتاكل بحالها مع العيى والكحة فما حبت تقوم من فراشها مع تقلها مع الحمل والحركة الحاسة فيها بضهرها... فبلعت ريقها وهي عم تمسح ع بطنها حاسة بجوع مهوّل من كتر ما أكلت بحالها من العصبية... فقامت وهي عم تسند حالها وساحبة الروب الشتوي لتلبسو رغم تشوبها من الجو من رغبتها لتخفي كبر بطنها المش حابة حد يشوفو... وطلعت من الغرفة وهي عم تربط زنار روبها الزهري بعد ما لبستو ع خصرها بخفة مش عارفة شاللي بستناها... فحطت إيدها ورا ضهرها والتانية ع بطنها نازلة الدرج وهي عم تطالع ببعيد ومش لامحة أثر ولا صوت للست سمية ولا للي منرفزها ع طول فشوبت بس نزلت كل الدرج شالحة الروب بكل ثقة دام ما في حدا حواليها وكمّلت ع المطبخ وهي عم تكح مفقدة شو فيه كرمال تاكلها شي لكن ما في شي عجبها فطلعت للصالون وهي مناها تشوفو من شوقها لإلو فلفت حالها مقابل باب غرفة الست سمية منادية عليها كفشة خلق وهي عم تشلح روبها راميتو ع ضهر الكنبة: ست سمية يا ست سمية!!!

إلا بصوتو هو يلي كان عم ينزل الدرج بعد ما طلع يجيب تليفونو يلي نسيه من تفكيرو بكتير أشياء: صباح الخير!

بهتت بس شافتو وبسرعة لفت ساحبة الروب لتخبي بطنها الخجلانة منو بالوقت يلي طلعت الست سمية من غرفتها رادة: نعم بنتي فيه شي!!

ما ركزت مع الست سمية من شوقها لتحط راسها ع صدرو فشدت ع روبها الماسكتو بإيدها ومخبية فيه بطنها رافضة تطالعو ولا تشوفو لإنها مش قادرة تبقى جنبو من جاذبيتو الخانقتها من قوتها فخافت تضعف قدامو... فمشيت بسرعة من جنبو وهي داعية ربها ما يمسكها من إيدها ويخرب عليها محاولتها تما تضعف... وما عرفت كيف مرقت من جنبو متجاوزتو ومكملة لغرفتها الجديدة وهي محاولة ما تبكي إلا بتهيج أنفها مع محاولة كبت الدموع وعطسها عدة مرات ورا بعض فتحركت لعند المحارم الناعمة المحطوطة ع الكوميدينة ساحبتلها منها كم وحدة ماسحة أنفها فيهم ومسطحة حالها ع السرير وساندة ضهرها ع المخدات العدلتهم وراها من دوخة راسها مع الانفلونزا وحروقة عيونها... فغمضت عيونها مش قادرة تساوي شي ولا تفكر بشي من انهيار جسمها مع العيا والجوع فغفت بدون أي تفكير أو رغبة منها وهي مش دارية شاللي بستناها من ابن الخيّال يلي حب يساويلها معروف كرمال ما تضعف أو تنهار قدام يلي جاييلها... فصحت فجأة ع صوت محرك سيارة قريب من شباك غرفتها متوقعة حضرتو طلع لترد تكمّل نومتها بحقن عليه رغم إنو بالحقيقة ما كان طالع إلا كان جاييلها ضيوف مشتاقينلها شوق مش طبيعي لإلها وللعالم لإنو اخيرًا الست جوري صحتلها طلعة برا البيت من بعد ما مات عمها كرمال تسوق وتتهبلها شوي لإنو الأيام الجاية ممكن لا قدر الله تنحرم من كتير أشياء من محاولتهم لرد حق عمها... فنزلت من السيارة وهي عم تحاول تجتهد لتنبسط بكلشي إلو داعي ومالو داعي واتطلعت بأريام محاكيتها: أكيد جوجو رح تنصدم بس تعرف إنو جينا عندها!

اريام هزت راسها بكشرة والتعب مبين عليها وحالتها يرثى لها مقارنة بحالة جوري المتحمسة والسعادة الباينة عليها: بتعرفي حلو الواحد يطلع من البيت لكن وهو مو صيام و بهالبرد!

جوري ضحكت من كل قلبها رادة برد مستفزها: ههههه إنتي أكلتيها لكن أنا الحمدلله اجتني متل قبل ... وبسرعة تحركت لعند باب الڤيلة فاتحتو بدون ما تدق الباب لإنها عارفة عزوزها عم يستناهم وتبسمت بوجهو بس لمحتو قاعد عم يقرأ بكتاب ومش معبر جيتهم المتأخرة عليهم رغم إنو وصاها من السبعة الصبح تطلع من شان تصل بكير وما توقع بأزمات طرقات الناس وهما رايحين لصلاة الجمعة... كرمال تقضي أطول وقت ممكن مع بنت قلبو بس شو عملت غير العكس... فدخلت مطالعة حواليه مدورة ع مدامتو وهي عم تقلو بدون أي تسلم بالإيدين: صباحو يا حلو وينها الحلوة مش شايفتها؟

عبد العزيز رفع عيونو عن الكتاب مطالعها بهدوء وهو مفقد لبسها المحتشم بالفستان الشتوي العسلي مع حجابها الأبيض الغامق معلق: كان آخرتي جيتك كمان! ولف وجهو ع أريام مش مدقق فيها لكن لفتو فيها تعبها فنطق سألها فورًا: مالك يا بنت مو بهالدنيا ؟

اريام ناظرتو ورفعت إيديها بنعس: أكيد ما رح كون بهالدنيا لإنو كنت مواصلة بالدراسة يلي علي وجت أختك كمّلت علي وأنا صايمة وفجأة انتبهت مالها بتحكي كل هادا فنطقت بسرعة مغيرة الموصوع...وينها مرتك الحلوة بدي اشوفها وأنام مسطلة... واسترسلت بكلامها وهي مطالعة جوري من طرف عيونها.... بالله عليك يا عبد العزيز في حدا بجي الصبح عند الناس...

جوري ردت عليها وهي عم تتخصر بمزح: اه يختي أنا بعدين أبصر مين يا قلبي كان يزن عليي إنو جوري امتى بدنا نزورها ...

أريام جحرتها بكره مصطنع معلقة: خلص يا حبي لإلك وإنتي ساكتة ولفت وجهها بسرعة لعبد العزيز سائلتو بعجلة: المهم عزوز وينها جودي؟

عبد العزيز رد وهو عم يكمّل قراءتو وحاسس راسو صدع من كلامهم المالو داعي ع الصبح: فوق بغرفة جوري نايمة! وما لحق ينهي كلامو الا هما طالعين فابتسم عليهم معلق بسرو (بداخلو/ مع نفسو).... هدول البنتين فيهم إهمال حلو... بطنشوا كلشي مهم وبركزوا بالمش مهم ورامين كلشي وراهم.... فتنهد شاغل حالو بالتفكير وهو عم يقرأ المكتوب بدون تفكير فيه من حاجتو ما يعطي الموضوع كل جهدو بالتفكير الزايد عن حدو... تارك المهملات يتقاتلوا مين تفتح الباب أول ع جودي: أنا سبقتك يا صايمة وبسرعة فتحت الباب معلقة... ههههه يما كيف شايفتك متل الموميا...

أريام طنشت كلامها عابرة وراها الغرفة ومكمّلة مباشرة لعند السرير وهي عم تقلها: العتب ع اللي بفهم وإنتي الحمدلله ما في عندك فهم.... وقعدت ع السرير قريب من جودي وهي عم تسمع أبو إصبع عم يرد عليها وهي عم ترفع كتفها بفخر وعم تطبق الباب وراها لياخدوا راحتهم بالحكي وعزوز ما يسمع هبلهم: تركت الفهم لأصحابو يا موميا... وبمجرد ما طبقت الباب بسرعة شلحت حجابها منادية ع جودي: جودي... وتركت حجابها ع الكرسي مقربة منها وهي عم تتفقد بوجهها الشاحب الباين عليه تعبان من الهالات الحمرا تحت عيونها ومن أنفها المورد من الانفلوزا وشوي مجروح من كتر ما بتمسحو وغير شفايفها الجافة المقشبرة... وابتسمت بس لمحت بطنها كبران متحمسة لفكرة قروب موعد ولادتها وجية الصغنونة الحامل فيها لتلبس شو عم يجهزولها... فخففت رجتها بمنادتها وهي عم تقطع باقي المسافة يلي بينهم سامعة رد أريام وهي عم تتمدد جنب جوري: أنا بدي انام بس اصحى رح أعوض كلشي معكم تمام...

جوري هزتلها راسها كتسليكة وقعدت جنب جودي ماسحة ع شعرها المقصوص والمش منتبهة عليه أريام من قلة تركيزها مع النعس ونطقت بصوت هادي بس مبين فيه انبساطها وحماسها للحياة: جودي حبيبتي اصحي احنا جينا!!

جوجو!!

جوجو حركت راسها متمتمة بكلام مش مفهوم وفيه شي واضح منو اللي هو دلع عزوز... فضحكت أريام مع جوري ع طريقة تمتمتها البريئة... وقطعت ضحكها لتعلق عليها وهي مكافحة نَعسْها لتنام قبل ما تقول يلي عندها: هههههه البنّت شكلها هلوست....

جوري دارت طرف وجهها عليها جاحرتها: أنا بقول نامي أحسنلك...

أريام طلّعت لسانها متجقمة عليها... فجوري رفعت إيدها بدها تسحبها من شعرها فحست جودي ع حركتها حواليها فبسرعة فتحت عيونها متل المخضوضة بس سمعت صوت ضحك أريام... فجت بدها ترفع راسها تتأكد من يلي شافتو بس راسها فتل فيها من سرعة حركتها وحست راسها مش قادرة تحملو فبسرعة رجعتو ع المخدة سامعة صوت جوري المش مركزة معها فيه: جودي خلص دلع قومي!

جودي وين تتدلع وهي فيها يلي مكفيها... فبلعت ريقها محاولة تصحصح بتفتيح عيونها وتغميضهم وبعد كم ثانية حستهم عمر قدرت تشوف بوضوح كلشي قدامها فنطقت بنبرة هادية باينة فيها الفرحة من جيتهم المفاجئة لإلها: امتى اجيتي؟

جوري ابتسمت بسعادة بس شافتها كيف عم تتطالعها رادة: يما شو إنك باردة كم صارلك مش شايفتيني وهادا يلي طلع منك... قومي يا بطوطتنا نسلم عليكي تصدقي إني اشتقتلك...

جودي ابتسمت رغم كل المرار اللي عم بتحس فيه وشدت ع فرشة السرير مساندة حالها لترفع ضهرها أكتر ع المخدة... ومدت إيديها من قلة حيلها لتقرب منها... فجحرتها جوري بإعتراض وبسرعة قربت منها لتضمها من كل قلبها باللحظة يلي نطقت فيها أريام العم تراقب فيهم من بين تتاوبها (تثاوبها): شو هالحب أنا ما بقدر وينو عزوز ليشوفكم نازلين تحضّن(تحضنوا) ببعضكم!

جودي بلعت ريقها وقلبها نبض بسرعة عند ذكر سيرتو لدرجة حست إنو رح يطلع من مكانو... مش متبعة مع جوري يلي ردت ع كلام أريام: أنا بقول انتمي (انطمي) بالتاء اريحلك وإنتي من غيرتك عم تحكي!

أريام أعطتها ضهرها ورفعت إيدها مطنشتها معقبة: اصحكم تحكوا بمواضيع مهمة واحم احم يعني بس اصحى من نومي بنحكي عن كلشي مهم ...

جوري جت بدها تغيظها لكن جودي مسكت إيدها ومنعتها: ماشي!

أريام غمضت عيونها بنعس رادة بتقصد لتستفز فيه جوري النازلة فيها حرق أعصاب: هيّ الناس اللي بتفهم مو متل بعض ناس!

جوري من طرف عينها طالعتها وهي عم تجاوبها: حابه تنامي شكلك برا..

أريام ما ردت عليها خلص جسمها بدا يرتخي ع الآخر مع النعس... فتركتها لجودي العم تتفحصها بشوق طفلة مخبرتها: اشتقتلك كتير...

جوري رجعت شعرها الطويل لورا معدلة قعدتها ورافعة رجليها ع السرير متربعة بثقة مازحة معها فيها: في حد ما بشتاق لأبو إصبع... وكمّلت بجدية بعدها... والله وأنا كمان كنت اضلني أزن ع عزوز يخليني احكي معك بس هو متل اللي بديش أقول ايش ما خلانا ولا مرة نحكي مع بعضنا هالعدو...

جودي استهزئت ع حالها بمرار ... أصلًا هو ما بحب يعمل إلا الإشي يلي برضيه...

فاسترسلت جوري بكلامها: مو أشكال المهم إنو هلأ شفنا بعض ... أيوة شو عملتي بهالڤيلة تصدقي إني بكره اجي عليها بحسها نحس وعفشها مصمم بطريقة درامية....

جودي هزت راسها بتأييد: حسيت هيك لكن ما بعرف نفسيتي بترتاح بهيك أجواء وألوان ...

جوري ابتسمت ع كلامها وتكتفت برضى: تطور يا بنت صايرة تقولي وتعبري عن رأيك وغمزتها بخبث وهي عم بتعض شفتها السفلية: مين ورا هالتغير!

جودي ابتسمت ابتسامة صغيرة رادة بكل ثقة:* مين غيرو!

جوري ضحكت من كل قلبها: هههههههههههه والله إنك هبلة لهلأ ما بتقولي جوزي .... اسمو جوزي .. أو دلعيه عزوز ..

جودي مدت إيدها ضاربتها ع كتفها بخجل رادة: ع قولتك انتمي بالتاء بدك تدلعيه دلعيه لحالك...

جوري وقفت ضحك مبوزة بتغلي: صايرة عنيفة يا بنت أنا هلأ بصير أخاف منك .... إلا تعالي هون ليش نايمة بغرفتي ليكون متقاتلة معو ولا عشانك خايفة عليه يعيى ويضلو عنا؟

جودي هزت راسها بسرعة نافية: لا مش متزاعلة معو...

جوري تفحصت عيونها بشك: مو علي هالكلام جودي أنا بعرفك...

جودي زمت شفايفها بقهر ما بدها تحكي أي كلمة بخصهم معها ولا مع غيرها: خلص انسي وما تسأليني...

جوري حركت راسها وهي عم تأشرلها ع عيونها بمسايرة لإنو جاية تنبسط معها قد ما بتقدر مو لتتكدر بمشاكلها مع أخوها: من عيوني ... طيب ايش رح نعمل هلأ؟ وطالعت بطنها بانبساط... وقربت منو حاطة إيدها عليه (ع بطنها) بشكل مفاجئ لجودي وهي عم تسألها... ما تحركت صغنونتا ببطنك؟

جودي رفعت كتفها بعدم معرفة... فعلقت جوري بكل صراحة وهي عم تبعد إيدها عن بطنها: ما لقيت غير اسألك بتلاقيها متحركة وإنتي مش حاسة أو مفكرتيها شي مش ملائم المعدة... هبلة وعارفتك... المهم نسيت خبرك حمل عمتي أمل نكدي ومتعب مش متلك... عشان تعرفي بنتنا ما بتغلبك...

جودي طالعتها بعدم اهتمام باللي بتقولو من تفكيرها بابن الخيّال المضوجها فطلبت منها كرمال تغير جو: خلينا ننزل نفطر لإني جوعانة...

جوري هزت راسها بقبول مجاوبتها: اصلًا هادا الإشي الصح نسويه هلأ لإني جوعانة وطلعت بدون ما أفطر لإنو الكل عنا صايم ما عداي أنا فعشان ما انفضح قدام زوجك إنها جاييتني بناكل بأي غرفة وبنسكر الباب ورانا فاهمة...

جودي ضيّقت عيونها مش فاهمة عليها شو بتحكي فسألت بفضول طبيعي: صيام شو وليش أنا ما عندي خبر كان صمت معك...

جوري هون انفجرت ضحك ضاربة كفوف إيديها ببعض... وفجأة انقلب مزاجها وتحول ضحكها لكدر ناطقة وهي عم تغير الموضوع: عم نصوم كشي رمزي للعيلة.. بعدين إنتي حامل ومفلوزة فبلاش تصومي لإنو مش ناقصك.. وطالعت حواليها تدور ع شي تعملو كرمال تشتت تفكير جودي عن الموضوع المش عارفة عنو شي... فتذكرت ع فجأة الست سمية فنطقت فورًا وهي عم تطالعها: صح وينها الست سمية؟ بدي روح سلم عليها وشوفك كيف معها... وبسرعة تحركت هاربة من عندها لإنها مش قادرة تفاتحها بموضوع اعتذارها من مرتعمها وع العلن... فطلعت من الغرفة دافعة جودي تقوم وراها لتحت تشوف شو فيه لكن انتبهت ع شو لابسة وكيف شكلها تحطم حلمها الكلاسيكي باستقبال الضيوف ببيتها... فبسرعة دخلت غرفة نومها تتحمم وتلبس أجمل شي عندها قدامهم وهي مغيبة عن يلي بستناها هي وعيلتها من تخباية ابن الخيّال عنها من خوفو عليها...

وشو خوفو وحمايتو لنفسيتها ما بتقارن بحماية عمو كنعان مع بنت عمها جاثم يلي الله أعلم بحالتها مع تعبها مع الحمل ورفض معدتها للأكل وارتخاء عظمها مع قلة الأكل والشرب واعتماد جسمها ع أبرة الكيلو الحطتلها إياه الممرضة الجت مع دكتورة الحمل لتفحصها بالجهاز المتنقل بفحص الحوامل قبل اسبوع ... متعجبة من حرص عيلة الخيّال ليجيبوا هالجهاز هون عندها ويتركوه كرمال تكمّل الدكتورة بالتتبع مع حملها الما خبرتها عنو شي غير إنو "حملك مستقر وبخير"

وشو هالرد ريّح قلبها ومضحكها بنفس الوقت لإنها طلعت بتشبه أمها الكانت بتساوي المستحيلات كرمال حملها فيهم ما يستمر لشهر تسعة وتولدهم ولادة مبكرة من خوفها ليخرب شكلها وزوجها ياخد عليها غيرها... بس يا الروعة كل محاولاتها تبوء بالفشل لإنو حملها بستمر بدون نزف أو حتى تتعرض حياتها هي والبيبي الحامل فيه للخطر من ورا حركاتها المجنونة... فتمتن لأمها لإنها ورثت عنها هالطبع...*

فمن ضمانها إنو حملها هيتم من يقينها من يلي صار مع أمها روحها ردتلها وصارت تحضرلها شوي ع التلفزيون أو تقرألها شي من الكتب المحطوطة خصوصي عشانها عن الموضة والفن... او تقوم تقرب من الشباك تطالع حواليها الطلة الحلوة رافضة تطلع من الباب من كرهها لتواجه أشخاص او اعتراضات وأوامر مالها داعي... فتنهدت مساعدة حالها وهي عم تجر وراها عمود ساند كيس المغدي المحقون بوريدها كرمال تقوم لعند شباك الوقفت قبالو هلأ وهي حاسة بسوافان معدتها من الجو يلي هي فيه...* متعجبة من حالها من رغبتها لتستفرغ من ريحة برودة الجو وشكلو... معقول الحمل بسوي فيها هيك رغم حبها وعشقها للشتا والخريف... فتنهدت من قلبان معدتها رادة لسريرها تتتنعم بدفى لحافها يلي بحياتها ما تغطت بشي متلو بحسسها بالدفى والرضى والمتعة وحب النوم والاسترخاء رغم يلي عم تمر فيه... فتثاوبت ماسحة ع بطنها بحب محاكيتو: حبيب الماما إنتا مصر تضلك تتعبني... مش أشكال المهم إنو احنا سوى وما تخلينا عن بعض... ممنوع نتخلى عن بعض احنا عزوة بعض... فلازم نكون لبعض مش متل ما أمي عملت معاي... فاهم ماما... وبلا مقدمات برمت شفايفها العم يرجفوا من محاولتها لكبتها لتبكي... لإنو وينها امها عنها... معقول متخلية عنها بكل هالبساطة... ومش سائلة فيها لا هي ولا خواتها...

مستحيل لو شاء ربنا وتكرم معها بالولاد ما رح تربيهم ع التفكك والمصلحة... إلا تربيهم ع السند والمحبة والاحترام والعزوة والدعم والعطف ع بعض مش متل ما أمهم ربتهم بس ع المظهر ولفت الانتباه يلي ما فادوها بجر ابن الخيّال الما بعجبو هيك حركات ولا حتى بقرب حد منو بهيك اطباع لكن شاءت الأقدار تجمعهم مع بعض برغبة منو ليقرب منها كرمال حمايتها مش لينهشها ولا يتسلا معها متل ما عيلتها ساوت فيها...

هو بالفعل حد مش عاطل أو ظالم معها طول ما كان اسمها بعيد عن اسم عيلة دهب وعمايلها... وحتى لما عرف ما ظلمها لكن شاللي خلاه يتحول لوحش مخيف وهو بسحب فيها... ممكن تغفرلو كلشي إلا جرها وهي موجوعة!

ممكن تنسى كلشي إلا هالزلة يلي كسرتها وخلتها تتمرد لإنو من حقها تعيش وتحترم مش تنجر بلا رحمة هيك لأي سبب من الأسباب...

اصلًا كيف قلبو قواه يساوي فيها هيك هي أم ابنو وكشفت حالها عليه وحبتو من قلبها وصانت اسمو وروحو وكانت مضحية بحالها كرمالو وعايشة بقلق تبالأخر يجزيها هيك بنكرو لكل يلي عملتو... واضح الغل والكره لعيلتها عموا قلبو ونسوه رضى ربو ورحمتو معها وحولوه لشخص ما بشبه العاشرتو والحبتو ودارت حواليه كم سنة...* فتنهدت ماسحة دموعها من معرفتها رغم يلي صار هي ما زالت بتحبو بس بحب كامتنان ع اللي سوالها إياه لإنو كان يضلو يقلها النساء عند الغضب يكفرن العشير... بس هي ما كفرت عشرتو ولا نكرتها...

إلا هو يلي طلّع كل حقدو الدفين ع أهلها عليها من حرتو ع موت أخوه الكان مفكرها هي وراه... لكن جية عمتو قلبت كلشي فوق راسو مذكرتو بخطيتو الكبيرة بعيون عيلة دهب بس لإنو بكون ابن شامخ الخيّال.... يلي هو بلا قصد منو من الشهامة والرجولة الرباه عليهم هيكسر ضهرو فيهم بزواجو من بنت دهب العارف والباصم إنها بين إيدين عمتو نداء وبمكان بخطر ع البال كرمال تجيبو لعندها بس هو ما رح يروحلها عليه إلا يخليها تستنى فيه استني لحد ما هي تجيبها* لعندو أو ع الأقل تحسبلو حساب...* فهي تلعب كيف بدها وهو رح يلعب كيف بدو... وبالأخير ببين مين رح ينتصر... فتنهد ماسح ع وجهو وطالع من غرفتو بعد ما فقد ايميلو وأرسل الرسومات الكان شغال عليها رغم وجع كتفو المخلوع لمدير شركتو يلي تراجع بأخر لحظة عن بيعها مستفيد من شهر إشاعة بيع شركتو والحرص ع التكتم بالموضوع بحجة عدم اتمام المفاوضات بشكل مرضي للطرفين مع المحاولة المكررة من المشتري للحصول عليها... فبلع ريقو وهو عم ينزل الدرج مطالع ساعة إيدو متفحص كم الوقت المتبقي للآدان المغرب فكانت الساعة قريب تنتين الظهر فلسا متبقي أربع ساعات ونص فكمّل بنزولو الدرج وهو عم يسمع صوت خواتو ومرت أخوه ضرغام المجتمعات بالصالون فتنهد مالو خلق ليقابل حد لكنو مجبر تحرك لعندهم ناطق: السلام عليكم!

ردت عليه بس يلي سمعت صوتو: وعليكم السلام ورحمة الله و بركاتو ... ويردوا يكملوا الكلام مع بعض عن الحمل والتجهيز فطالع حواليه متعجب من شكل الصالون ألعاب ع الأرض وولاد امل عم يركضوا وهما عم يصرخوا ع بعض وغير كلام خواتو المتعجب منهم كيف متفاهمات مع بعض اليوم... فتحرك لعند الديوان يشوف الرجال دامهم مش بالبيت أكيد هيكونوا بالديوان فعجل بمشيو متحاشي برودة الجو اللاسعة كتفو المخلوع* ومتنهد من راسو يلي انضغط من منحلتهم الفاتحينها بالصالون... وما صدق يصل الديوان محل ما أهلو قاعدين ليفتح الباب ويلمح ابو جنرال المقعّد ابنو اللزلوز بحضنو وعم يحضرو ع تليفونو بصوت واطي... فتحرك لعندو وهو متعجب ما فيه حد غيرو بالديوان وقعد جنبو ماسح ع شعر ابنو جنرال وهو محاكي عاصي بمعزة: وين الباقي ومالك مش ع بعضك...

عاصي رد عليه بجمود: راحوا ع صاحب أبوك لياخدوا بخاطرو ع موت ابنو...* وبلع ريقو مكمّل... بعدين بتسألني مالي مش ع بعض أكيد مش ع بعضي وكيف بدي كون ع بعضي ومرتك مش عندك لك والله ما بنام الليل من خوفي ع عمي... لك لو من البداية وافقت ع الصلح واخدت بنتهم إنتا بحجة عمر بنت جاسر صغير وأخدت بنت الزفت مش أحسنلك...

كنعان ولعت معو رادد: ليش حد قلك لو بعرف إنها بنت دهب كان قربت منها...

عاصي لف وجهو عليه مطالعو بصدمة معلق: شو!

كنعان زفر بغل محاكيه بجدية: حدث العاقل بما لا يعقل فان صدق فلا عقل له... بجد يعني يا عاصي مفكرني هالقد خفيف عقل وبجيب الكلام العاطل لأبوي وللعيلة بس جد ما كنت أعرف هي بنتهم و~

عاصي راسو ضاج مقاطعو: ما تسملي بدني يا كنعان فكرة إنك متجوز منهم غاميتني شو حال إنك مش عارف بتخلي العقل الباقيلي عندي يروح وينزل فيهم بالرشاشات... بجد الله يعينك حملك مش قليل ويلك ابوك ويلك هما... بس السؤال كيف تزوجتها وأبوها عايش و~ وصفر ع فجأة مولعة معو... اوجهت عليك ما تقلي ~~~ ما قدر يكمل فنطق وهو عم يبلع ريقو بغل طالب منو: شوفيلي إياه أبو ضرغام وينو... خليه يجي وأنزل بساحلو لإنو كان عارف وساكت...

كنعان طالعو بعدم تصديق: احلف بربك....

عاصي جحرو وهو عم يجاوبو بجلافة: مهو وقت المزح بالله عليك هو أنا بمزح واحنا بهيك وضع... اتصل اتصل أقلب عاليه واطيه... هو وعمتك واحد والله يلي بخلف ما مات... اتصل خلصني...

كنعان مش قادر يحرك إيدو من الصدمة يلي تلقاها من وين ابن أخوه بعرف عن زواجو من أول ما صار وقال هو مفكرو من بعد زواجو من بنت دهب دري...* فغصب عنو سحب تليفونو متصل عليه للي عم يطالع مرتو التقصدت تقعد جنبو وهي مزبطة حالها بالفستان الزهري الحمل الشتوي البصل طولو لفوق الركبة وساترة رجليها بكالوت (كالون) أسود وقاسمة شعرها الجاي بين الكيرلي والمموج من نهايتو ورافعتو عن الناحية التاتية وحاطة بكلة صغيرة ع الجنب معطيتها جمال مع الحُمرة النهدية ع زهري بارد والمسكارا الرافعة رموشها... فكتم صوت تليفونو متبع معها ومع ريحتها المكترة منها... فمد إيدو مقربها منو دام المهملات الآنسة جوري والآنسة أريام لاهين ع تليفوناتهم منتهز الفرصة كرمال يضغطها وتكن وتبطّل معاه اسلوب الصمت العقابي العم تعاملو فيه... فجت رح تبعد عنو لكنها تراجعت لإنو مو ضروري أي حدا يعرف انهم متزاعلين أو بينهم شي... فلا ارادياً باسها ع خدها القريب منو ماسح ع شعرها مسحور فيها وبشكلها بالحمل... فجبرت حالها من تكهربها من قربو وجرأتو قدام أهلو (جوري وأريام) تطالعو بنظرات يستحي شوي لكنو هو طنشها ماسح ع شعرها وهو مقرب من دانها بدو يهمسلها لكن تليفونو رد رن فاضطر يرد يشوف شو فيه عمو مصر يضل يرن عليه... وهو ما زال محوطها بإيدو ورافض يبعدها عنو...وهون جودي مش متحملة تصرفاتو فجت رح تبعد بس تراجعت لحظة ما لمحت أريام مركزة معهم... فانجبرت تبقى وهي متوترة جنبو ومش منتبهة ع أريام القربت من جوري غازيتها بكوعها وهي عم تقلها: هش شوفي هالعصافير الحب يلي قدامك...

جوري ناظرتها بعدم اكتراث لإنها بدها تشوف كيف البنت هتطلع بالاخير بعد كل التغير العملوها إياه: شو بتخبصي بالحكي...

أريام غمزتها عليهم... فلفت جوري متأملة فيهم بالوقت يلي أريام قربت منها هامستلها: صورتهم فيديو وهما مش دارين من شان نفاجئ فيه جوجو...

جوري انفجرت ضحك عليها: ههههه يقطع شرك متربصتيلهم تربص زي الرصد... بس بتصدقي لايقين لبعض وجوجو صايرة تعرف تبين حالها بدون لمساتنا...

أريام فجأة جت رح تنفجر ضحك معلقة: تتذكري أول ما رحت احمملها شعرها بعد ما وقعت بالحمام...

جوري رفعت إيدها حاطتتها ع تمها كاتمة ضحكتها وبسرعة همستلها: والله من يوم ما جت عملتلي هالهبلة تغيير جو بحياتي...

أريام هزت راسها بتأييد معقبة: صح المهم عن شو حكيتو وأنا نايمة وهل خبرتيها عن ضرورة اعتذارها من مرتعمي كوثر أو ع الاقل مهدتي...

جوري قربت منها هامستلها: ما قدرت لك قالت بدنا نفطر واختفت وما نزلت إلا قبل شوي لتاكل والمشكلة الاخ قاعد ومتبع لكلشي فما عرفت آكل وانا ميتة جوع فالحمدلله يلي طلع ع الخطبة من شان آكل.. وهيني آكلت وخلصت وهي مش سائلة فيني وملزقة بزوجها من بعد ما صلت الظهر...

أريام دفعتها من كتفها بمزح: بدك هاي تقلق بتلاقيها سارحة أبصر وين بعالمها المناي افهمو... والله من يوم ما اخدنا مدخل لعلم النفس وأنا بدي ادخل بالكل...

جوري جحرتها باستتفاه: وصيري مريضة وتعي قابليني مين يعالجك... بكفينا جبر بالو مطفي تيجي إنتي... وفجأة بعدت عنها مواجهتها وهي عم تصقف مفصولة عن أخوها وبنت قلبو من حماسها بالحكي مع أريام: لقيتها سمعت مرتعمي كوثر بدها تزوج ابنها بصراحة ما فيه أحسن منك لإلو...

أريام جحرتها بكره مفاجئ رادة: بتعرفي إنك وحدة نكدة قردة تحملك بعيد عني إلهي ع هيك اقتراح يا أم زكي ولا أم توفيق... خليني أدمج الفيديو ع أغنية سولو (منفردة بدون موسيقى) عليهم بالحلال... لفي وجهك عني... قال تزوجني لجبر...

جوري كتمت ضحكتها بعد ما سمت بدنها ورجعت مرجعة راسها ع إيد الكنبة مكمّلة حضر ومش متبعة مع جوجو الحطت إيدها ع بطنها بدها تقوم من جنبو لإنها مش قادرة تتحمل قربو دامها مش رضيانة عليه وخايفة دقات قلبها العم تسبق بعضها تكشفها... لكن ترد تتراجع لتقوم من جنبو للي يرد يقرب منها بدون خجل وهو عم يكلم حد بالتليفون بشكل مشفر...* فبسرعة لفت عليه كرمال تجحرو غصب عنها بلكي ينردع ويبعد عنها شوي ذوقاً وبهتت بخضة بس لف عليها لحظتها بعيونو الفيهم نظرة غريبة* وهو عم يسكر التليفون مخبرها: اليوم رح تطلعي من البيت لبيت أهلي دام بدك تبطلي بهالحبس!

اليوم...* طلعة...* حبس... كلمات دخلوا ببعضهم ع لسانو كهربوها تكهرب وخوفوها... هي وين تطلع من هون وهي بهالبطن... فطالعتو بقهر وهي عم بتزم بشفايفها .... خلص راجعت تفكيرها ... مو ضروري تطلع لبرا... هون أحسن وأبرك من برا...

بعدين وين حضرتو بكل ثقة بقلها هتروح لبيت أهلو بعد ما ذكّرها باللي صار ومخبرها بموت عمو...

فبأي وجه هتروح عندهم هي صح ذاكرتها قصيرة لكنها ما بتنسى اي شي بسببلها العار والخزي والخوف... فتمسكت بإيدو بدون قصد راجيتو بعيونها المحسستو بضعفها... لكنو رفض يسايرها لإنو الهروب من المواجهة مش حل... فلازم تواجه كرمال حياتها تسلك معو وعند أهلو... لإنو البيبي الجاي ع الطريق وين يخليه يربي بعيد عن عيون أهلو فواصل بكلامو قبل ما تعترضلو: ما في أي مجال للرفض أو للاعتراض مش حضرتك لابسة وكل اللي ضل عليكي تلبسي شي تستري فيه شعرك وجسمك...

جودي بعد يلي سمعتو شو تمنت بهاللحظة هاي تخنقو ع قسوتو معها متل مهو عم يخنقها بكلامو وبابتسامتو الباردة العم يستفزها فيها لأقصى حد ممكن تستحملو هلأ... فوقفت ع رجليها وهي ماسكة حالها لترمي كلام كبير بدفعها التمن غالي عندو معو رادة: بنات انا طالعة غيّر!

فردوا عليها وهما مشغولات بالتليفون: تمام!

تمام عندهم بس مش عندها فشو تمنت تبكي... هي ما بدها تطلع من البيت وتشوف أي حد باستثناء جوري و أريام... بس هو الله يصلحو بكل تصرف عم يتصرفو كأنو عم يطعنها سكاكين في مشاعرها فرفعت إيدها ماسحة وجهها بعجز عابرة غرفتها مدورتلها ع شي تحطو عليها بس ما لقت شي تخبي فيه نفخة بطنها...

أي إذا الفستان اللابستو مشوبة منو لكنها لبستو مجبرة من شان هندامها قدامهم والكارثة اضطرت تلبس معو كالوت (كالون) محسسها ومسببلها الحكة... بس من شان صورتها قدامهم كلشي بهون.. بس إنو تطلع برا البيت وهي مش ملاقية شي يبينها حلوة ثقتها انهزت في حالها.... فالتفت تطالع شكلها بمراية التواليت وعصبت... يا الله بطنها مو قادرة تتقبلو... فقعدت ع طرف السرير مستحية تنزل معلقة ع بطنها "والله كبير ومو حلو بحقي يشوفوني هيك" والدمعة كادت تنزل ع خدها لكنها تماسكت بآخر لحظة متمنية لو ترجع متل قبل نحيفة فوقفت ع رجليها مقررة تقلو ما فيه شي بسترها فيه... فما في داعي تطلع... فطالعت حواليها بتفكير وفجأة لمحت جاكيتو فبسرعة سحبتو معها كرمال ترضيه وتثبتلو نيتها الطيبة بالموضوع ع أمل يتركها هون... وبهتت بس لمحتو قبالها عم يطلع الدرج فاحتارت شو تساوي من تلبكها بس شافتو كيف عم يطالعها بإعتراض ناطق: ليش مش لابسة؟ وسحب جاكيتو منها...

ردت عليه وهي عم تطالعو بلا تركيز من تفكيرها كيف تصيغ الكلمات بشكل مقنع لإلو: ما عندي شي ألبسو يسترني فيه...

عبد العزيز تنهد منها... أكيد فيه أواعي عريضة بتقدر تستر حالها فيهم بس هي هبلة ومش مديرة بهيك قصص فسحبها من معصمها لجوا الغرفة مخبرها: أنا بقلك كيف تستري حالك.. وتركها بنص الغرفة مكمّل لعند الخزانة مدور ع شي بجي معها لو كتسليكة قدام أهلو... بس ما فيه كلهم فساتين مش شغل طلعة... فلف عليها محاكيها: بالله ليش ما فكرتي من قبل تطلبي أواعي طلعة؟

جودي تخصرت رادة عليه بغصة: من كتر الطلعات يلي بطلعها بدي انتبه...

جفل من ردها رادد: صح كلامك بس مش كنتي بدك تطلعي ولا إنتي ما بتفكري أبعد من انفك لو بشوي...

جودي وين تسكتلو ع هالكلام تراها معصبة منو وبدها ليحة تطلّع يلي جواتها لإنو قد ما عم تحاول تقص لسانها مش عم يزبط معها فردت بدون خوف: ليش هو إنتا والست سمية سمحتولي فكر بشي!؟

عبد العزيز رفع حواجبو مندهش من يلي عم يسمعو وهو عم يقلها بحيرة: ليش إنتي طلبت شي ما عبرناه... ولا قصرنا معك...

فطالعتو باستياء مخبرتو: ليش هو إنتا بتسمحلي احكي بشي ما برضيك أنا ساكتة بس مش عميا وغبية لدرجة ما أفهم لو شوي...

عبد العزيز تحرك بدو يقرب منها لكنها هي تراجعت لورا بقوة ممزوجة بخوف فعلق بكل بساطة كرمال ينهي قصة المراددة بينهم وهو عم يقرب منها ساحبها من إيدها معلمها المواجهة المباشرة بدون تصادم: ايش قصدك!

ايش قصدها؟* شو ايش قصدها ما كلامها واضح وضوح الشمس بالنسبة لإلها فحركت راسها بطفولية مرجعة شعرها لورا مواجهتو: إنتا أدرى!

حنى حالو مقرب وجهو من مستوى وجهها محذرها: بنصحك لما تعصبي ما تحاكيني هيك عشان ما تصير بيننا حرب وقصلك لسانك الطولان....

شو يقصلها لسانها وحرب تصير بينهم... اصلًا ما في داعي طول مهو مش محاول يعبرها متل الخلق فردت بدون تفكير: ليش عم تقلي هيك لسانك طولان زي كأني كفرت لما قلت يلي عندي وأصلًا إنتا كمان بتحكي كلام تقيل عليي لكن ما بجي أحكيلك هيك... دام حالي مش عاجبك ما توصلني لهون وتخليني صير هيك وبتنحل القصة ورجاءً ما تغصبني ع شي... روح عند أهلك ما بدي روح...

بهت فيها... ما توقع تصل لهيك مرحلة... تقوى عليه هو... رغم انو هو اللي قواها وخلاها هيك... فقرّب من إدنها هامسلها من رفضو ليشوف وجهها البحسسو بتعريها من براءتها: في بعض الأشخاص ما بستاهلو الاهتمام او حتى الواحد يرفع منهم لإنهم أول ما بطلعوا بتغيروا ع الناس يلي كانوا وراهم يساندوهم لهيك الواحد ما لازم يدفع حد ويخليه ع جهلو وهبلو...

جفلت من كلامو الما توقعتو هيك رح يكون... رادة عليه بشي ناسفلو كل صبرو معها وعليها: إنتا شفت الجانب اللي بريحك... وفِيني أعمل متلك وقلك في ناس كان من البداية مو لازم نسكتلهم لإنهم اذونا كتير...

بعد عنها شادد ع إيديه وفكو بقهر ... مين بصدق بنت قلبو تقلو هيك كل الدلال المعطيها إياه وهي نازلة فيه اسفين كأنو ما بريدلها كل الخير... فبسرعة تحرك لعند الباب بدو يطبقو فتحركت بخوف من ردة فعلو بدها تهرب لكنو هو بسرعة طبق الباب وسحبها لعندو كاتم حسها بإيدو اليمين مهددها: بنت ما تخليني أتحول لواحد تاني بحياتك ما توقعتي تشوفيه اختصريني أريحلك وأريح لإلي وصدقيني إذا حابه العكس هيسببلك مشاكل احنا بغنى عنا...

جكر فيه ومن حدتو معها هزت راسها برفض رغم إنها خافت منو بس لإمتى رح تضلها تسكت وهو يزيد في تعذيبها نفسيا...

فاستغفر ربو دافعها بعيد عنو محاكيها بنبرة ما فيها لوي دراع معو: البسي شي ع شعرك مع جاكيت لو مفتوح وبسرعة انزلي لإنو ما في حد لا هون ولا عند أهلي هيلمحك غير النسوان فاهمة... وفكرة ما رح تروحي الغيها من بالك فاهمة يا أم لسان طويل... اقصريها عشان ما تتوجعي بالمعنى الحرفي لإنو شايفك من قلة الوجع عندي صرتي تتبطري ع النعمة...

وتحرك بدو يطلع لكن ردها المالو داعي منعو: صدقني مو خايفة لإني تعودت ع كلشي منك لكن أنا متشوقة أعرف معقول في أشياء لسا ما جربتها منك أو من غيرك... وما لحقت تخلص كلامها ما حستو الا عم يشدها من شعرها لكنو تراجع مسيطر ع حالو ومنزل إيدو ع كتفها محاكيها: مخافة الله فيكي وفي اللي ببطنك ولا لكان ما رحمتك... ولف بعيد عنها تاركها قبل ما يساوي شي معها يتندم عليه بعدين مع أم لسان طويل يلي سندت حالها ع الباب السكرتو وراه وهي حاطة إيدها ع قلبها المرتعب...* منصدمة من قواة عينها وطول لسانها وقدرتها لترد ردود قوية...

كم كان يقول أبوها عنها لسانها طويل رغم كلامها القليل... معقول كلامو صح وهي مش دارية... فمسحت ع وجهها من غباءها ولسانها التاركتو يغرد تغريدات ع سمعو مالها داعي... صح هي مش عاجبها تصرفاتو وكلامو بس ما كان لازم ترد هيك معو وتدخّل حالها بمتاهة مالها داعي... فنزلت إيدها ع بطنها الزاد من توترها من الحركة الحاسستها فيه... وبسرعة تحركت لعند خزانتها تلبسلها شي تستر حالها فيه قبل ما يرجعلها بشكلو المخيف معها مش ناقصها يجي عليها متل هداك اليوم لما جبرها تروح عند أهلها... وبعجلة سحبت أي جاكيت بيجي تحت إيدها وركض نزلت ع ست سمية تسترها بأي لفة تغطي فيها شعرها ولبست جزمة بتيجي للبيت وبرا للبيت كشي عملي بس مش كشي رسمي وبسرعة كمّلت لعند الباب وهي حاسة بتعب من حركتها السريعة مع خوفها منو... فسندت حالها ع الحيطة مستغربة صمت البيت وعدم وجود أريام وجوري فشدت ع أسنانها بتوتر مكملة لبرا وهي مناها تتمسك بإيد الست سمية المتمسكة بإيد الباب منتظرة فيها تطلع لتسكر الباب... فبلعت ريقها مطالعتها بنظرة حب وحاجة لحنية فبادلتها الست سمية بالابتسامة وهي عم تقلها: يلا جوجو عجلي بلاش تأخريهم... ورح اشتقالك يا حلوتنا لإنو البيت بدونك ما بسوى شي...

جودي بس سمعت كلامها جت رح تدمع من الخوف لكنها كابرت ع دموعها رادة: وأنا كمان... وبسرعة قربت منها ضاممتها وبعدت عنها خطف طالعة لعندو للي قاعد بستناها بالسيارة فكحت مكملة لعند المقعد المجانبو... وركبت جنبو وهي مستمرة بالكح فقرب منها مسكرلها الباب من محلو وحاططلها الحزام وبسرعة حرك السيارة وهو عم يفتح البوابة بالريموت يلي معو سامح لسيارة أريام تطلع قبليه لتكمّل مع سيارات الحماية وبسرعة هو حرك سيارتو المظللة كل شبابيكها وراهم وهي يا تكح يا تعطس من ريحة السيارة المحسستها... فطالعت حواليها مدورة ع محارم تمسح أنفها فيها إلا هو فجأة فاتح الفاصل يلي بينهم معطيها محارم.. فاخدتو منو خجلانة ما تشكرو فنطقت باستحياء منو:مشكور... وسحبت وحدة منهم ممسحة فيها أنفها إلا الكحة ردتلها من حم السيارة ما حضرتو مبرد وهي مشوبة... وشو كترة الكحة اتعبت ضهرها فلفت إيدها ورا ضهرها ضاغطة عليه ع أمل يبطّل يوجعها... فالتهت بوجعها الكابتو مع الحركة الحاسستها ببطنها وعم تضغط ع ضهرها أكتر ففاجت (احترت) ع فجأة بدها تفتح الشباك لكن الشباك ما بفتح فلفت عليه مطالعتو باللحظة يلي جاوبها بدون ما يطالعها: ما فيكي تفتحيه... وطفى المكيف مراعي هرموناتها مع الحمل...

بس منطق وين تحس بالهوى المنعش وهي مخنوقة ومتحسسة فبلعت ريقها الحاسستو رح يضْيق أكتر فاضطر يفتحلها الشباك الوراني كحل مقبول لكن ما ارضاها فاضطر يسرع فيها لحد ما وصلوا حي أهلو الشوفتو ارعبتها...

كيف سهت هي وين رايحة... فضغطت ع حالها مصبرة حالها رغم الخوف الحاسة فيه... وشو هالخوف تفاقم عندها بس وصلوا البوابة وكملوا منها لجوا فانخضت خض مش طبيعي وهي جنبو وعم تشوفو عم يقرب من بيت أهلو موقف قبال الباب معجلها: بسرعة انزلي واستري حالك بشي تاني واللون يلي ع تمك واللي ع رموشك بتمسحيه فاهمة...

جودي بدون أي كلمة أو إشارة فتحت الباب بدها تنزل لكنو هو سحبها قبل ما تنزل منذرها: سمعتي شو قلتلك!

اكيد سمعت وفهمت... فطالعت فيه يرحمها... هي فيها يلي مكيفها... فتركها تنزل بسرعة لبيت أهلو لكنها ترددت فزمرلها بسرعة تدخل... فاضطرت تدخل لجوا وهي عم تتنفس بصعوبة... كيف فيها تدخل وتقابل أمو بعد يلي قلها إياه عن أهلها... فرجل تقدمها من خوفها منو ورجل ترجعها من خوفها من أمو وأهلو... فجت بدها تبكي لكنها سمعت صوت حد عم يتكلم... فبسرعة مسحت دموعها لامحة عمتو نداء متحركة لعند المطبخ وبهتت بس لمحت البنت يلي لفتها شكلها المغري بعزومة العيلة الوحيدة يلي حضرتها مع أهلو وعيلتو وغارت منها بشكل مش طبيعي... فتقدمت لقدام وهي متمنية يصيرلها شي تحتى ترجع ع بيتها... إلا بصوت كحتها وهي متخطية هالبنت الجذابة مش مفكرة فيها هي شو عم تسوي هون هي وعمتو اللمحتها متحركة لعند المطبخ لإنو مش شغلها... إلا برد البنت الجذابة الست جيجي: انشالله من هالحال و أردى!

بهتت بنت دهب من دعاؤها... أكيد كلامها موجه لإلها مش لغيرها فدارت وجهها لإلها وهي عم تمسح ع ضهرها الواجعها ومخليها تنفعل فوق انفعالها: عفوا كأني سمعت عم بتقوليلي إشي!

جيهان لفت عليها بقرف والتليفون ما زال ع إدنها مأشرة بإصبعها السبابة الممنكر بِلون أبيض على نفسها: أنا احكي مع وحدة ... ولفت إصبعها مأشرة عليها بشمئزاز: متلك اوه ما وصلت لهيك مستوى!

جودي ناظرتها مو فاهمة هادي من وين اجتلها وهي فيها اللي مكفيها ومش ناقصها فردت برد كانت تسمعو من جوري كتير وهي عم تكمّل طريقها: جد ناس مريضة!

بنت بدران سمعت هالكلام من هون انقهرت من هون لإنو طلعلها لبنت دهب لسان وفوق حقو لقو... أهلها قتالين ورامين بنتهم المهدور دمها عليهم ما فشرت تعيش بينهم مرفوعة الضهر ومنسوبة القامة... فبسرعة ترميلها اي شي يسم بدنها ع طول: ربنا يكفينا شر المصدي لما تلمعوا الأيام والمعفن لما يحط برفان فكرك ما بنعرف كيف كنتي عند أهلك مهيونة وجيتي عنا اكرمناكي بس ع كلٍ خليني بشرك إنو عزوز هيكون من نصيبي وكملت بكلامها كرمال ما تبين حالها إذا نقلت كلامها إنو هي مستقتلة عليه... أو من نصيب بنت من بنات العيلة!

ما همها كلامها عن أهلها وعنها من قوة بقية الكلام عليها...

عزوز هيكون من نصيبها ولا من نصيب غيرها من متى هالكلام إن شاء الله... حساب قلها ما بدو يتزوج عليها فتصنمت بجمود قبل ما تطلع الدرج من جملتها النزلت عليها متل البرق هازة كيانها فيه... ومخلية ثقتها تصفّر... يعني طبيعي ابن الخيّال ما يقلق فيها من جمالها العادي وبطنها الكبير فما عرفت بشو ترد غير بهالأكم كلمة: الله يهنيكم يا رب!

وبعدت عنها طالعة الدرج وهي من جواها رح تموت من القهر... ومش طايقة تشوف أي حدا قدامها وبسرعة تحركت لجناحها الشهد ع كتير أشياء كانت ترعبها متل الترتيب الغصب عنها ولمسها بعد ما يغريها واخضاعها لإلو... ففتحت الباب هاربة من كلشي للجناح الكان يحتويها في فترة من فترات حياتها وهي عم تكح كح من كل قلبها... فطبقت الباب وراها وهي حاسة بالوحدة والنبوذ فطالعت حواليها متذكرة اليوم الحست حالها عم تموت فيه من الوجع واجى حضرتو كمّل عليها بكلامو عنها وعن أهلها مع أمو بعد ما طلعت بدها فزعة حد لينشلها من هالوجع: أنا بموت ولا استرخصها متل ما اَهلها استرخـ ~~

ولو ما كمّل كلمتو ما خلص الفكرة وصلت لعندها مش بالشكل يلي قصدو من تأويلها كلامو على إنو مزعوج لا أكتر ولا أقل... بس هلأ أولتو صح من الضيق والخنقة السببلها إياهم من تذكرها حقيقة وجودها معو لما أبوها وجدها قرروا يزوجوها إياه غصب عنها ومخلينها بدون ما تقعد معاه قعدة وحدة من قبل تروح معو بالسيارة وهي عم تبكي من قلبها...

منطق يا الله عمرها عدى (مضى)وهي روحاتها وجياتها مقرونة بكم شخص من أهلها وعيلتها تبالأخر تروح مع حد مجبورة عليه بدون أي استعداد أو جهازية لتقعد معو ولا حتى لتسلمو حالها بالكامل....

خنقتها زادت ودفعتها تتحرك ناحية السرير... قاعدة ع طرفو متذكرة كيف كان يؤمرها وهي مرعوبة منو بس دخل فيها بالسيارة لمزرعة جدو: انزلي!!

ما تنسي تجيبي شنطايتك معك...

وما توقف هون إلا كارهها عليه ومش مصدق إنها بريئة من آذيتها لرجليها... فتمددت ع السرير بكيانة...

كارهة جدها الكانت ميتة ع شوفتو... وعيلتها يلي جت منها واسترخصتها هيك... فضمت حالها مش عارفة وين تروح بحالها دام لا أهل بدهم إياها ولا زوج بحبها... قال مستنية فيه يعترفلها عن حبو متل مهد الكانت معاه بعلاقة بكل ثقة... لكنو هو اشتد عليها... طبيعي يشتد طول ما بحب هالحلوة... فسحبت الغطا مخبية حالها وبطنها المش حابه تلمحو بكفيها الحركة الحاسستها فيه هلأ كمان تضلها تشوفو لا كتير عليها... فشدت
ع غطاها كاحة من عمق قلبها من كرامتها المهيونة قدامو للي عرف عن مشاعرها وهو بحب غيرها... ريتها لو بقت هبلة وما بتفهم مش أحسنلها... هيْ الأول تركها فجأة وغاب عنها والتاني طلع بحب غيرها وهيتزوج عليها فبكت محاكية حالها بغصة: يــا الـــلــــه لــيــش هـــــيـــــك حــظــي!!

ما قدرت تتحمل حالها هيك حزينة ومقهورة لإنها ما بتحب هالنسخة منها... فبسرعة قامت عن السرير مطنشة اوجاعها وموقفة قبال المراية مفقدها بطنها بآسى وماسحة عليه شاعرة ببنتها العم تكبر جواتها وعم تتحرك بشكل غريب عليها... محيرها هاي حركتها ولا شو بالزبط وتعمقت فيها مقررة ما تكرهها رغم الإشياء اللي عم تعملها فيها متل النسيان والتشتت والدوخة والإمساك ولوعة النفس... فمسحت دموعها كاحة وهي عازمة ما تكون قاسية على بنتها متل أبوها... ودارت حالها وهي حاسة بضعف... زعلانة ع حالها وع الحالة اللي وصلتها معو للي قاعد بديوان أهلو من بعد ما صلى العصر وهو حامل جنرال بحضنو ومش طايق حالو من أم لسان طويل الصادمتو بردودها غير المتوقعة... فبلع ريقو مطالع كنعان وعاصي المش تمام رغم مسايرتو جدو وعمامو ورجال عماتو بالكلام... فقرب منهم ناطق: مالكم يا رجال لا من تمكم ولا من كمكم!؟

كنعان التفت عليه مناظرو بعيون هتاكلو: بعد العزيمة بتعرف مالنا...

عبد العزيز رفع حاجبو ناطق: خير فيه شي؟

رد كنعان عليه نفس الرد: بعد العزيمة بنحكي...

فهزلو راسو تاركو ع راحتو مش حابب يوجع راسو بالتفكير ولف وجهو ع الكيكة البحضنو مطالعو بحب وهو عم يحاكيه: لك إنتا شو بتجنن حبيب قلبي... وقرّب منو مدغدغو وهو مناه يجيه ولد متلو بالصحة وخفة الدم إلا برجة تليفونو بجيبتو فبسرعة سحبو يشوف شو وصلو إلا كانت رسالة واصلتو من أبو إصبع سائلتو فيها (عبدالعزيز وينكم؟ شو لهلأ ما وصلتوا أي احنا طلعنا قبلكم بكم دقيقة ورحنا ع بيت أريام نجيب كم غيار لإلها ووصلنا قبلكم شو السيرة)....

بهت مش فاهم قصدها فطالع ساعة التليفون الكانت أربعة وخمس دقايق.... مش معقول الهم شي ساعة وربع واصلين... فتنهد من غباءها أكيد حضرتها ما كمّلت ع بيت جدو... شو عقلها هالبنت ما أصعبو ... فوقف ع حيلو تارك أهلو يكملوا حكيهم ومتحرك لبيت أهلو وجنرال ع إيدو محمول وهو مستغرب صمتو متل الزعلان ومكسور خاطرو... فكلمو وهو معجل حالو لبيت أهلو: لليش الحلو هيك اليوم مكشر... لك لسا ما كبرت وهيك عابس... اضحك يلا...

مين يلي يضحك جنرال المكشر مستحيل... فدغدغو محاول يخفف من عصبيتو عليها بالتسلاية معو محاكيه:تعال نشوف الهبلة وينها وشو عم تعمل؟ فسرّع بمشيو وصوت الهوى مخيف والشجر حواليه عم تتحرك وحس إيديه جفوا من شدة البرودة وجفاف الجو فضم جنرال لصدرو خايف ينلفح وما صدق يصل بيت أهلو ليعبر منو مكمّل ع الدرج بهرولة وفورًا كمّل دغري ع جناحو الضامنها مليون بالمية فيه... ففتح الباب منادي عليها بحدة بس ما لمحها نايمة ع السرير المعفوس شرشفو فخاف يكون مالها شي: جـودي ويـنـك؟

إلا بصوت كحتها ردع خوفو فتنهد مرتاح البال ومكمّل لمكان مصدر صوتها وهو مناه يقص رقبتها ع هبلها... وتبخر عقلو أول ما شافها مغيرة أواعيها وتسريحة شعرها فتفقدها بالاڤرهول التنورة الزهري البارد اللابستو مع بلوزة بيضة... وتعبانة المدام ع سحب شعرها بساحب الشعر المخليتو نازل ع وجهها المككيجتو مكياج خفيف... فهز راسو رافع حاجبو متعجب منها ناس بهنا وناس بعزا: انشالله رايحة تقعدي مع اهلي يلي تأخرتي عليهم بهيك شكل وباللي ع وجهك...

جودي ردت عليه بتمتمة من تمها المطبوق بعدم اكتراث دامو ما بحبها وقلبو مع غيرها ووقفت قبال خزانة الاحدية... بدها تختارلها شي تلبسو... مو منطق تعبرو... يلي باعك بيعو وما تسأل عنو... فسند حالو مطوّل بالو عليها آمرها: أنا بقول غيري يلي لابستيه وامسحي يلي ع وجهك...

جودي انفعلت بس سمعت كلامو لإنها كم صارلها عم تدور ع شي يعجبها عليها وبيين بطنها المقررة تفتخر فيه من اليوم وطالع ولفت مواجهتو: ليش ليكون محرم علي!

عبد العزيز بسرعة لف لورا منزل جنرال بغرفة نومهم ودار حالو مقابلها بجدية مخيفة معها: مش محرم عليكي بس إذا ناسية ذكرك عمي ما مر ع دفنو غير 20 يوم وانتي بدك تروحي هيك... كنك ناسية غدر أهلك فيه...

جودي ارتفع ضغطها مجاوبة بدون تفكير: يبقى ليش جبتني هون تتذلني!

عبد العزيز مسح ع وجهو مصبر حالو عليها... ولف حالو معطيها ضهرو من حاجتو ليسيطر ع انفعالو معها للي نطقت جكر فيه: استنى علي كم دقيقة لانقي (لاختار) شي ألبسو برجليي من عند جوري... تحركت بدها تطلع من الغرفة لكنو هو مسكها من إيدها دافعها بعيد عن الباب وخابط ضهرها برف الخزانة من رخو إيدها وهو منبهها بنبرتو الساخطة من يلي عم تعملو معو: جودي وحياة الله إذا ما بتدخلي لسانك جوا حلقك وتقصري شرك عني رح تشوفي شي ما بريحك...

ضغطت ع أسنانها موجوعة من ضهرها الحستو انقسم قسمين بطبو بحفة الرف رادة بعناد ممزوج ببراءة فيها بالفطرة: أنا ما قلت شي تحتى تعصب مني....

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم بعدين معها... بعدين مع لسانها المالو داعي يتحرك ويغرد بهالكلام المش وقتو هلأ... فبلع ريقو محاكيها بصوت مخنوق عاجز معها تفهم بالطيب: يا بنت الناس لا تخليني اطلع من عقلي معك بكلامك الكبير ع الطلعة والنزلة... صدقيني لا يعني تعديلي (تمريقي) لإلك يعطيكي عين تقوي علي فاهمة... ولا مش فاهمة... وحرك راسو بانفعال... أكيد مش فاهمة... بس بتفهمي بشو بدك... وبعّدها من قدامو مفقد بأواعيها كرمال تلبس أي شي غير يلي لابستو منذرها باللي جاي: من يوم طالع هأرجع معك بالاجبار دام الطيبة هتوصلنا لوجعة الراس...

قلبها طلع من مكانو من شكلو البرعب واللي مذكرها بأول شهر بينهم بعيونو واستبدادو معها فزمت شفتها السفلية مغمصة عيونها بوجع من ضهرها ومن يلي حاسة فيه وردت بنبرة ما بتتدلل ع وجعها وخوفها منو للي ماخدة ع خاطرها منو لإنو بحب غيرها وهيتزوجها عليها: بعد عني وعيش حياتك تحتى ما تسمع صوتي وتتريح مني....

بهت مكانو مَاسح ع رقبتو ... مصرة انها تندبح قبل أبوها ع إيدو الليلة لا حول ولا قوة إلا بالله... فأمرها بغل وهو متقصد ما يطالعها ومستمر بتفقدو بأواعيها: انكتمي! وبسرعة سحب أواعيها موقعهم ع الأرض موصيها: بتلبسي اي شي غير هالألوان المفرحة... وسحبها من معصمها تطالعو بعيونها الجامدات لتنردع منو: وربي إذا شفتك رايحة باللي ع وجهك وباللي لابستيه وما اعتذرتي من مرتعمي وأهلي عن يلي عملو أبوكي كجبر خواطر إلا أقلب الدنيا ع راسك وخليكي تعرفي وين مكانتك عنا وقت المسايرة والغناج والدلع ولى (فات وقتو) يا مرت عبد العزيز... خليني شوف هلأ لسانك إذا بنطق بحرف يا بنت دهب...

ودفع إيدها متخلي عنها وعن دعمو لإلها... خلص لحد هون وبس قال ممكن كم يوم وبتخف بس لا عم تزيد عناد ووقاحة هادا يلي كان ناقصو... فتنفس بغل بالع ريقو وسحب حالو مبعد عنها لعند جنرال الكان عم يراقبهم من تم ساكت بالع فيهم فحملو مذكرها وهو عارف كلامو جاب أكلو فورًا: بتروحي ع دار جدي بس تخلصي مسح يلي ع وجعك وتغيير أواعيكي لتاخدي بخاطر أهلي دام عندك لسان وبتعرفي تحكي فيه كيف بدك... وتحرك بعيد عنها مخليلها الجناح بالكامل لتساوي شو آمرها فيه مش مفكر بحالها وبشكلها وهي عم تبكي غصب عنها لإنو هو نفس أبوها بكلشي... ما بحس وما بدو يسمع شي ما برضيه... كلشي إذا ما اجى بالمسايرة بجي بالقهر والغصب... فمسحت دموعها رافضة تستسلم وتضعف لساتها بأول الطريق مع بنتها الما رح تسمح لحالها تتضعف عشانها... فنزّلت من مستواها موجوعة من ضهرها ومدورة ع شي تلبسو فسحبت افرهول أسود عشان ترضيه وترضي اهلو المالها ذنب بموت ابنهم... وسحبت بلوزة سودة دام هو ما بدو ألوان مفرحة ولبستهم مكملة مسح اللي ع وجهها وهي كل شوي تبكي وتكح طالعة روحها... منطق تاخد بخاطر أهلو ليس هي بتعرف بهيك شي... هي هبلة وبتجاوب بدون ما تفكر لدرجة بتوقع حالها بشي مش قدو...

ليش مرات الخوف بخليها تتمرد بدل ما تنردع؟!

ليش الخوف بخليها تكره الضعف الهي فيه وتطلب شي أحسن؟!

ليش ما تنسى إنها خايفة وتعيش عادي... بس لا دام صار يلي صار وما فيه خط رجعة وهي خسرانة سواء برضاه أو بزعلو طول ما هو مش إلها لحالها بالنهاية وعليها تتحمل دام أهلها استرخصوها متل ما قال هداك اليوم التوجعت فيه... فتساوي شو بدو بس كيف بدها وع طريقتها... فسحبت جاكيت شتوي تقيل كان محطوط من ضمن جهازها رغم إنها كانت شريتو ع ذوق مرتعمها ريم من قبل تجهيز نسوان عمامها وعماتها لإلها... ولبستو منصدمة إنو ما بسكر عليها فاضطرت تلبسو فوق عباية سودا وسحبت اللفة الاخدتها من الست سمية مغطية شعرها التاركتو منفول وطلعت من جناحها بدون ما تطفي الضواو مكملة لتحت وهي مالها خلق تسم بدنها باللي صار... فنزلت الدرج وهي حاسة مع نزلة الدرج عم تقوى وعيونها عم تقسى وبهتت مكانها بس سمعت صوت تليفون برن... فبسرعة تحركت تشوف من وين عم برن... فانتبهت عليه واقع بين الكنب... فتحركت لعندو مقعّدة حالها ع طرف الكنبة لإنو ما فيه تنّزل حالها بالعكس من بطنها يلي قدامها ومن ضهرها العم يوجعها وهيزداد وجع إذا ما لقيت شي تسند حالها عليه بس تنزّل حالها ع الأرض... ومدت إيدها لبين الكنب ساحبتو لترد ع اللي بتصل لإنو أكيد صاحب التليفون الناسيه هون عم يدور عليه: ألو!

ما فيه رد...

فردت كررت: ألو هي التليفون هون...

لكن يلي اتصل سكر الخط بوجهها فاضطرت تقوم متعجبة من صاحب التليفون يعني بتصل وما بحكي... فحملتو معها تعطيه للخدم أول ما تشوفيهم... وكملت طريقها لعند باب المطبخ مستغربة غلاف التليفون الغريب شكلو... وتنهدت بس وصلت الباب فاتحتو ومواجهة الهوى البارد... فبسرعة طلعت طابقة الباب وراها ومسرعة حالها لبيت جدو وهي حاسة الهوى عم يدفعها وموجعها بضهرها فضغطت ع نفسها معجلة بحالها وهي عم تخبي إيديها جواة جاكيتها لتصل بيت الجد الما صدقت تصلو بشق الأنفس وبسرعة فتحت الباب هاربة من البرد ومغمورة بهوى بيت الجد المشغل فيه كل المكيفات فطبقت الباب وراها سامعة أصوات أهلو الخايفة تكمّل لعندهم لإنها داخلة عليها كبنت غريم مش كمرت ابنهم... فقوت حالها متشجعة إلا رق قلبها بس لمحت قدامها رقية بنت أمل الطفلة الصغيرة عم تلعب لحالها ع الأرض المفروشة دام أخوها الاكبر منها دخل ينام فتحركت لعندها ناسية العالم وراها من جمال عيونها الكبار الوساع السواد والمحيطين برموش كثيفة وخدها محمر طبيعي وشفايفها صغار ووجهها ع شكل حبة الفراولة ولابسة فستان قصير شتوي كم أخضر ع زيتي مخمل مع كالوت (كالون) اوف وايت وعم تزحف ع الأرض حوالينها بكل وداعة ما بتشبهها لما كانت اليوم عم تلعب مع أخوها مجد وهو عم يركض وراها مخليها تنفعل بصراخ....

وما قدرت تشوف هالوداعة و تمنع حالها ما تنزل لمستواها كرمال تبوسها ع خدها وتلعب معها متخيلة حالها مع بنتها يلي ببطنها كيف هتكون فجت رح تدمع دموع فرح لكنها كابرت ع حالها ومقربة منها مطبقة يلي نفسها فيه لتبوسها وتحملها لكنها تراجعت بس تذكرت انفعالو يوم عزيمة أهلو لما جت رح تحمل جنرال من خوفو ع اللي ببطنها... فقرصتها ع خدها محاولة تلعب معها إلا ع صوت جوري الحذر مباغتها: بكير ع الجية وفوق حقو لقو قاعدتيلي مع هالبنت... لك قومي بسرعة اشلحي عبايتك ومنديلك لتسلمي ع الأهل...

جودي تنهدت مالها خلقهم من حبها لتكون مع هالبنت فمدت إيدها كرمال جوري تساعدها لتقف فبسرعة وقفتها مساعدتها تشلح جاكيتها وعبايتها وبهتت بس شافت اللابستو معلقة: لك جنيتي هيك لابسة قدام عماتي والله لياكلوكي...

جودي ردت عليها بغل: أخوكي هيك بدو...

جوري بسرعة سحبت أواعيها معها وهي عم تردلها بسخط هامس: اخ منك ومنو المهم اسبقيني ع جوا وخليني روح علقهم... من هلأ بذكرك ما تكوني قريبة مني قدامهم من أولها خلينا باردات مع بعض فاهمة...

جودي ما تحملت طلبها فجت رح ترد عليها لكن جوري كانت مبعدة عنها تاركتها لحالها واقفة مكانها مصدومة من طلبها الدخلها بصراع وجودي مع أهلو...* إذا ما كانت جوري قريبة منها مين يبقى هيكون قريب منها بينهم غيرها هي للي فضلت تبعد عنها نابزتها احترامًا لإلهم في حين داعسة ع مشاعرها هي (لجودي)... فضغطت ع إيديها معصبة من كل قلبها وحاسة حالها هتنهار فجت بدها تلف إلا لمحت بوجهها الست جيجي العم تبتسم بوجهها بخبث محاكيتها وهي عم تطبق باب الصالون وراها بمعنى مكانك مش هون... ومشت من قدامها مطالعتها من ساسها لراسها معلقة: هادا لبس بندخل فيه علينا انتي جاي تتشمتي ولا جاي تزيدي الاوجاع مآسي...

جودي مش قادرة تبقى ساكتة هي فيها المكيفها فنطقت شي مش مخططتيلو بالألماني: ‏ sich unerwünscht in ein Gespräch einmischen (مدخلة حالها في شي مالها علاقة فيه)

وتجاوزتها فاتحة الباب وهي مناها تلف تكمّل عليها وعلى الكل لإنها غريبة ووحيدة ومنبوذة هون وبهتت بس شافت الكل لف عليها ع فجأة والمنحلة الكانوا عملينها اختفت... فبلعت ريقها الحاشرها من عيونهم العم تطالعها بتفقد من يلي لابستو وبتعجب من قواة عينها فضغطت ع إيديها متمنية
تهرب منهم لصدرو للي كاسرها بتركها هون لحالها بعيد عنو رغم قربو منها وهو عم يعبر بيت جدو من باب المطبخ كرمال يعطي جنرال للخدم يحطوه بغرفة من الغرف دامو نايم ويشوف مرتو كيف أمورها مع أهلو لكنو تفاجئ بشوفة عمة أبوه العم العم تفقد الأكل كيف معمول ومحطوط بالصحون للرجال فاضطر يسلم عليها احتراماً لوجودها ببيتهم (بيت جدو) ولتمشية يلي ببالو: السلام عليكم!

بسرعة العمة نداء لفت عليه منتبهة ع جيتو وزمت شفايفها بإعجاب بالدهاء المخبيتلو إياه: أوه واخيرًا التقينا يا ابن ضرغام... بلد صغيرة وما قدرنا نشوف بعض...

ابن ضرغام طالع علا العم تعدل شكل الأكل وفق طلب العمة نداء... طالب منها: علا ولا عليكي أمر خديه مني وحطيه بغرفة من الغرفة وما تخلي حد يجي هون...

علا هزت راسها ماخدة منو جنرال بدون ما تنطق بحرف من كرهها للست الواقفة جنبها وبسرعة طلعت مسكرة الباب وراها وموصية الخدامات الكانوا ببيت كوثر ليجهزوا الأكل عندها للستات دامها هي في فترة العدة وما بجوز تيجي عشان هيك مناسبة تاكل ببيت الجد الكانوا عم يجهزوا فيه أكل الرجال الكان شبه جاهز (ما حد يدخل المطبخ وبدون ليش) وبسرعة نزلت تليفونها مكملة ع أقرب غرفة لإلها منزلة جنرال ع السرير وهي عم تتنفس من هالست المتطلبة والما بعجبها عجب وبدها تغير كلشي ع كيفها... فتنهدت قلقانة ع عبد العزيز المطالع عمة أبوه العم تسألو: كيفها بنت جاسر معك؟

ابتسم من جواه ... عارفها ما في من ورا هالهدوء إلا شي وشي مو هيّن فرد ببرود: مسلكة حالها!

العمة نداء رفعت حاجبها بعدم رضا معقبة ع كلامو: ليكون ناوي تخليها ع ذمتك؟

صاروخ نزل عليه... لا لا هادي ناوية ع شي فتكتف مواجهها: ليش عم تسأليني هيك سؤال من قهرك ع أهلك ولا من كرهك لعيلة دهب؟

العمة نداء سندت حالها ع شايش المطبخ بأواعيها الفخمة الكلها رمادي برمادي وحاطة شي بسسط ع وجهها ورافعة شعرها حذوة فرس معطيها هالة القوة والسيطرة رادة: اولًا ما تجاوب سؤال بسؤال ... تانياً بنات العيلة شو ناقصهم تحتى تبقى مع وحدة من عيلة ما بتستاهل الا القتل...

عبد العزيز عصب من كلامها لدرجة لا تطاق فنطق بشي محسسها إنها عم تمس شي ممنوع المساس فيه: ليكون بعلمك اولاً أنا حر بشو اجاوب تانياً هادي حياتي وأنا اللي بقرر أبقى معها أو لا!

ضحكت ببرود مجاوبتو بنظرات لا تبشر بخير وبلسان مبطن: بنشوف يا عبد العزيز!

عبد العزيز طالعها بنظرات عدم خوف محذرها: اصحك تقربي مني وخط أحمر حياتي ولا تفكري... و إذا فكرتي إنك قدرتي تتدخلي في حياة عمي كنعان وهو ما بعرف يبقى إنك رح تقدري تتدخلي في حياتي وده بعدك...

وسعت العمة نداء ابتسامتها رادة بنبرة فيها لعبنة: والله كنت متأكدة إنك
هتكون متل أبوك وتكون إيد أخوي شامخ... ومش بعيدة تكون إنتا يلي بتحكم العيلة من ورا لورا... بس تعال نحكيها بيننا معقول دامك بتعرف كتير أشياء ما قدرت تعرف إنو أبو مرتك ورا آخر شي صار...

عبد العزيز فتّح عيونو مو مستوعب آخر شي قاتلو من شكو باللي آولو: وشاللي اثبتلك إنو هو وراه؟

ضحكت ساحبة الكرسي بدون ما تنطق بحرف كرمال تنشف ريقو وقعدت ع الكرسي رافعة رجل فوق رجل معطيتو يلي عندها:هووووهوووو عندي إثباتات كتيرة بدك فيديو ولا تسجيلات صوت اختار الله يخليك الشي البتعّب أكتر...

عبد العزيز بلع تنهيدتو طالب الزبدة منها وهو عم يحس بهزة تليفونو بجيبتو: طيب والآخرة لوين بدك تصلي باللي عندك؟ وليه ساكتة وليه عم تحكي هالكلام لإلي وجدي سلامة راسو عايش بيننا..

العمة نداء ما عجبها كلامو مميلة شفتها بامتعاض مالة الكلام العم تسمعو: تفكير جدك بالتعامل مع دهب ما بعجبني... لإنو كان لازم خلّص عليهم من زمان... بتعرف لو كان أبوي عايش كان دعس ع رووس دهب واحد ورا التاني وهادي الخايفلي عليها عندك كان ما خلقت واضطريت تاخدها... شو حلاتها بنتنا جيهان ولا أريام كرمال تاخد هالهبلـ~~

قاطعها فورًا باعتراض: لحظة لحظة... انتي شاللي قاهرك بزواجي من بنت جاسر ليه ما انقهرتي من زواج كنعان من بنتهم شو المعنى بنت جاسر بالزبط يلي اعترضتي عليها... إذا فكرك عم تهدديني بشكل مبطن كرمال أمشي تحت إيدك يا بنت الخيّال استسمحيني ما بقيم هالراس غير يلي خلقو... وشو ما عملتي وخططتي كلو بصير تفاقيد من فضل ربنا... فإذا بدك تكسري رجاءً ما ترحمي...

ضحكت بصوت عالي: هههههههه كيفك بس أنا صريحة وبنصحك تتعاون معاي لإنو أنا بفكر متل جورج بوش يلي مش معاي علي وكيفك تختار بس مش كيفك تعترض...

عبد العزيز انخنق وهو قاعد معها بالمطبخ وحس خلص ما فيه يبقى أكتر من هيك... ففتح الباب معطيها ضهرو مش حابب يعبرها لو بحرف... لإنو مشتاط منها ومن شرها... يجعلها تفكر تطب بجودي إلا يحرقها حرق لو ع البطيء... ويا ويلها منو... هو ما صدق يحميها من شر أبوها تيجي أخت جدو المصونة هلأ تكمّل عليها هادا يلي كان ناقصو... فنطقت موقفتو مكانو قبل ما يتحرك بعيد عنها راجع لعند الرجال: يا بائع الصبرِ لا تشفق على الشاري فدرهم الصبر يسوى ألف دينار...في الحب وفي الحرب يقتل الابرياء دائماً... وطول ما الكلام ببلاش هنسمع صوت اللي ما يسواش...

عبد العزيز لف مطالعها منصعق من كلامها المحسسو إنها قادرة تسوي المستحيل يستوي بحقو... فتبسم بوجهها منذهل من قواة عينها مجاوبها بدون تفكير: سهرت أعين ونامت عيون... في أمور تكون أو لا تكون...إن رباً كفاك بالأمس ما كان... سيكفيك بالغد ما يكون... ساوي شاللي بطلع بإيدك وبوصيكي ما تقصري يا بنت ضرغام... ولف متجاهلها وهو عارف دواها مقولة احمد الشوقي دع كل طاغيةٍ للزمان فإن الزمان يقيم الصعر... وهو هيجي مع الزمن بمشيئة الله لو فكرت تئذي حد من أهلو ولا حتى تقرب من بنت قلبو الما عرفت كيف نطقت السلام عليكم... من قوة نظرات عماتو التلاتة نداء وأمل ووفاء عليها... لدرجة مش عارفة شو تساوي وكادت رح تبكي قدامهم هربانة لجناحها بعيد عنهم لكن وين يا كسفة دام عمتو سهر آمرتها: ادخلي يا كنتنا تعالي سلمي علينا...

ما بتعرف كيف تحركت مطبقة كلامهم وهي حاسة رجل عم تقدمها ورجل عم تاخرها وهي عم تسلم عليهم* كلهم وبايسة إيد الستات الكبار بالعمر رغم رفض بعضهم متل عماتو الكانوا عم يجحروها بعيون كره مخيفة ع جرأتها واللون اللابستو... فتجاوزتهم شبه فاهمة مالهم وهي مكملة لعند جوري ضاربة توصيتها بالحيط كرمال ما تقرب منها وقعدت جنبها مخنوقة من المكان يلي فيه فلفت ع جوري هامستلها قبل ما تقوم من جنبها: جوري تعالي معاي بدي أرجع ع البيت أنا ما بقدر أتحمل أبقى هون أكتر من هيك عيلتك أكلتني!

جوري ناظرتها وهي ماسكة في التليفون: وين بدك تروحي واصلاً ما ضل إلا عشر دقايق ع الأدان بعدين لسا مرتعمي كوثر ما رحنا عندها عشان في ضيوف اجوها من شوي فاستحملي شوية لنروح عندها وبعدها كل حدا فينا بقدر يعمل اللي بدو إياه...

جودي بعدت عنها منقهرة منها ومن جفاها قدام أهلها... فشبكت إيديها متوترة مش عارفة شو تساوي أو وين لازم تروح فما قدرت تتحمل وحست حالها رح تشرق من العبرة والخنقة الحاسة فيها والجو الشوب القاعدة فيه فبسرعة سحبت حالها مخلية الكل يلحقها بعيونهم متعجبين هادي كيف عم تتحرك بالبيت بكل ثقة باللون الغراب اللابستو... وبدون تفكير كملت لبرا بيت الجد مخنوقة ومش عارفة وين تروح بحالها وبرغبتها لتكون بعيد عنهم...* فتنهدت لافة ع فجأة حاسة في شي عم يجبرها تلف وبهتتو بس لمحتو جاي لعندها المعذب قلبها... فضعفت قدامو طالبة ينشلها متل ما كان قبل بساوي معها ناسية قلبو العم يدق لغيرها... من قوة قلبها المتلهف لنصرتو لكنو خيبها لما نطق محاكيها: وين طالعة بشعرك؟ بسرعة ع جوا...

جاي بس عشان هالشي ولا اراديًا جت رح تبكي لإنها هي ما بدها تدخل... ما بدها تحس بالنبوذ عندهم جوا وهي جنبهم... فكابرت ع دمعتها رافضة تجاوبو بحرف وردت لبيت الجد مكملة للغرفة المرة دخلّتها جوري عليها لتنام فيها بأول شهر إلها عندهم... وطبقت الباب وراها منفجرة بكى لإنها خايفة تتوجع لحالها... هي ممكن تتحمل كتير أشياء إلا العذاب النفسي بالصمت العقابي واللمز والغمز... فتقدمت من السرير لافتها الكائن اللذيذ الغرقان بالنوم ع السرير فمسحت دموعها مقربة منو مخطوفة بلطافتو وهو نايم وكيف عم يضم شفايفو فما لقت حالها غير متمددة جنبو متجاهلة كل أوجاعها مآسورة في نعومة شعرو وملمس بشرتو الماسحة عليها وهي مسحورة بجمالو البريء.. فبلعت ريقها شامة بريحتو البريئة الكان نفسها تاكلها أكل مع الهدوء اللي هي فيه واللي اختفى خطف من الضجة الجاييتها من أهلو من برا الغرفة وهما عم يكلموا بعض: بلا خلونا نروح ع بيت كوثر من شان نلحق نصل قبل ما يأدن الادان...

:الحكي اخدنا... بعدين وينها كنتك يا أمينة مش شايفينها حوالينا...

أمينة هزت راسها بمسايرة: بتلاقيها دخلت غرفة من الغرف تريّح جسمها مع الحمل... اسبقوني وهيني لاحقتكم...

جودي هون مش فاهمة إنو الكلام عليها رغم إنو واضح وضوح الشمس لكن قلبها حسها عم يحكوا عنها... فبعدت عن جنرال مقربة من الباب مستنية فيهم يروحوا كرمال تطلع تاكلها شي دام الجوع وصل اوجو عندها ومش قادرة تتحمل... فبس تطمنت ما فيه صوت حد فتحت الباب وبهت بس لمحت ست غريبة واقفة قدامها وهي عم تدخن دخان طويل ورفيع رفع ما بحياتها شافتو... فبلعت ريقها مترددة تطلع ولا لأ من عيونها ع الست العم تطالعها بنظرات احتقار معلنة باللي بدور جواتها بنبرة متعالية بلا خجل: اهلًا ببنت جاسر المجوبنة (الخايفة)... شو سمعت جاي تاخدي بخاطر أهل زوجك عشان ترجعي تسكني معهم...

جودي لفت مطالعة حواليها مش فاهمة هادي مع مين عم تحكي معقول معها اصلًا في غيرها هون بتكون بنت جاسر... فضحكت عليها نداء أخت جدو مكملة بكلامها بدون خجل: كمان بهيمة ما بتفهمي... يلا استري حالك وخليني شوف كيف رح تاخدي بخاطرهم...* وسحبت نفث من دخانها مطالعة أمينة يلي طلعت وهي متلبكة وعينها ع التليفون قلقانة ع كنتها الهبلة يلي مو وقت اختفاءها هلأ فترسل لابنها بلكي يقلها وينها من شان تاخدها معها ع بيت كوثر لتفطر معهم وتاخد بخاطرها....* لكن في شي آخر ارسال رسالتها لابنها وجبرها تطالع قدامها لامحة كنتها واقفة قبال العمة نداء بوجهها المخطوف لونو فتحركت بسرعة رغم وجع مفاصلها ناطقة بعتب: وينك يا بنتي كنت عم دور عليكي بسرعة خدي البسي عبايتك ومنديلك خليت الخدامة تجيبهم من شان نخلّص بسرعة...

جودي مش فاهمة شو مال حماتها ومن وين طلعتلها هلأ عقلها مع الست المخيفة يلي قبالها فاضطرت أمينة تلكزها بكوعها مرجعتها للواقع: بنتي بسرعة البسي...

فانفجرت العمة نداء ضحك متحركة للصالون لتقعد فيه لحالها تاركة أمينة تعجل كنتها بلبس عبايتها وحط الشالة بعشوائية ع راسها وهي عم تقلها: بس نصل بيت كوثر بتقولي السلام عليكم وبتروحي لعند مرتعمك كوثر بتسلمي عليها وبتبوسي إيدها وبتقوليلها بالنص الحرفي: البقاء لله وحقك علينا يا مرتعمي...* وشو ما ردت وقالت ما بتردي بحرف فاهمة...

جودي هزت راسها غصب عنها وهي مرعوبة من يلي عم تسمعو وخايفة تقلها عيدي... بس ما قدرت لإنها سحبتها من إيدها معجلتها بالهوى البارد لتمشي لبيت كوثر المقارب لبيت الجد وهي عم تكررلها: ما تنسي تبوسي إيدها وتحكيلها شو قلتلك وما تجاوبي بحرف لو شو ما سمعتي فاهمة...

جودي نفسها تقلها ما فهمت ولا بدي أفهم... فجت رح تسحب إيدها منها لكن حماتها رفضت شادة عليها جسدياً وكلاميًا: ما فيه مفر من يلي عليكي فأعمليه هلأ عشان ترتاحي بعدين...

شاللي تعملو هلأ وترتاح بعدين لا مستحيل فجت رح تهرب رافضة تدخل مع صوت الأدان المغرب... وصارت تبكي رافضة تعبر... هي ما قتلت زوجها كرمال تعتذر فرفعت اكتافها عاجزة ترفض كلاميًا... فاحتارت أم عبد العزيز شو تساوي معها مع هالجو البارد... فمسحت ع وجهها مستغفرة ربنا محاكيتها: استغفر الله العظيم... بنتي امسحي دموعك وتذكري يلي ما بحسب ما بسلم إنتي هتصيري أم قريبًا فما فيكي تبقي لحالك بعيدة عن أهلك وأهل زوجك من شان يلي عم بصير... فحاولي اكسبي طرف من الطرفين من شان تضمني مستقبلك في حالة لو لا قدر الله الوضع زاد سوء... فاضمني ع الأقل لو إشي بسيط يسندك بدل ما يكمّل عليكي لهيك ساوي يلي قلتلك عليه من شان يكونلك ظهر وسند وعزوة لإلك ولولادك... فاهمة!

لا مش فاهمة ولا رح تفهم... بدها بس ترد للڤيلة يلي بالشمال فشهقت باكية وجابرة أم عبد العزيز تتصل ع بكرها عبد العزيز كرمال يجي يلاقي حل لمرتو فما لحقت ترن عليه إلا بصوتو الواصلها وهو عم يبعد عن الرجال كرمال يشوف شوفيه امو اتصلت عليه: اه يما خير فيه شي؟

أم عبد العزيز لفت حواليها مطالعة بدون تركيز: اه مرتك ما بدها تدخل ع بيت مرتعمك كوثر فتعال لاقي حل معها إنتا أفهم مني لإلها وماخدين ع بعضك فبخاف أقسى عليها وإنتا بتعرف مش حمل...

عبد العزيز اشتاط طالع من الديوان مطالعهم بعيونو يلي هتاكل جودي فأشر لأمو عن بعد عشرة متر تدخل وتتركهم مع بعض... فدخلت تاركتو يهرول لعند بنت قلبو وهو مناه يشد عليها ليشتد عودها وترحمو من هالتصرفات... فعلًا ما فيه ورد بدون شوك فقرب منها ماسكها من دراعها كرمال تواجهو: خير ليش ما بدك تدخلي؟!

جودي تحاول بدها تقلو حرف لكن ترد تبكي عاجزة تتحمل المطلوب منها والعليها تعملو... فشد ع إيدها معجلها: امسحي دموعك وما فيه رجعة ع البيت بدون ما تاخدي بخاطر مرتعمي والباقي معها فاهمة...

جودي هزت راسها برفض... جن منفعل من عنادها فبسرعة رفع راسها ماسح دموعها رغم استمرارهم بالنزل منذرها: ما فيه مفر هتساوي المطلوب عليكي يعني هتساويه فاهمة... هادا أقلة شي عليكي تعمليه مع اهلي... وترك وجهها ماسكها من إيدها ومحركها وراها لبيت مرتعمو عابر منو بدون ما يطالع حد ونادى ع عمتو وفاء الكبيرة وأمو وهو متجاهل محاولتها لتتنصل منو ومن قبضة إيدو الخانقة إيدها: السلام عليكم يما... عمتي وفاء تعالوا هون!

إلا بصوت كوثر مرتعمو المعترض:* ما في داعي يروحولك ولا بنت دهب تيجي عنا... خليها مكانها واعتذارها وأخدها بالخواطر ما رح هيغير شي يا عبد العزيز... يلي مات ما برجع... وهي صح ما ساوت شي بس بكفي إنها منهم وفيهم سواء أنكرنا ولا لأ لإنو مرجوعها دهب فلا بدي اعتذارها ولا قربها مني... خلينا زي ما كنا...

فتنهد عبد العزيز ع تعند مرتعمو كوثر رادد بمحاولة مد جسر بينهم: كلامك ع راسي يا مرتعم بس ع الأقل لتسلك الحياة بيننا إنتي عارفة ربيت ببيتكم كمان فأنتي متل أمي وعمي المرحوم متل أبوي وبهمني رضاكي عن مرتي لإنو بعنيلي كتير...

مرتعمو كوثر بكت مش متحملة طالبة منو برجا: واللي يسلمك يا عبد العزيز خدها بعيد عن بيتي... زوجي ما مر ع دفنو كم أسبوع وأجي بلا حشمة دخل بنت قاتلو... فما تكسرني باللي عم تسويه...

عبد العزيز تنهد بزعل عليها ناطق: تكرمي!

وبسرعة لف حالو ساحب معاه مرتو العم تبكي وهي رافضة تتمسك بإيدو من وجع الحاسستو بقلبها من يلي ساوه معها بتكره حد ما يتقبلها أو يطردها من بيتو من كرهها للي كانت تساويه معها مرتعمها غنج... واللي بغض النظر بالموضوع هي ما بدها وراحت مجبرة ومو متقبلة الفكرة تحتى تمر بالرفض... كلو منو هو للي خلاها تمر باللي بتكره تمر فيه... فنزلت ع الأرض عاجزة تمشي بعز الهوى البارد مش فارق عندها البرد العم ينخر عظمها من أواعيها الما بتقيها برودة الجو شاهقة من قلبها ورافعة راسها للسما منحرة منهم كلهم... هي ما بدها تكون معو ولا مع غيرو... هي بس بدها تجبر الكسر الحسسوها فيه بكل ذرة منو وهي بقمة صحوتها الما بتشبه الغفلة الكانت عايشة فيها بينهم من قبل...

وهو بس شاف حالها هيك تكهرب مقرب منها مش متقبل حد يلمح مرتو هيك شادد عليها بالكلام: جودي مش هون بتبكي... وشد عليها ليرفعها تقوم حاررها بمكان وجعها بضهرها... فحاولت تدفعو وهي كاتمة صوت شهيقها قدامو ورافضة تشوفو بعيونها المسكرتهم... ما بدها إياه...* ما بدها إياه... ما يروح ويتركها الوجع الحطها فيها قتلها فيه ع أعين الجميع... وين تروح بحالها بعد يلي مرت فيه هلأ عاجزة تفهم ليش هالقد صعب ودها لدرجة بستسهلوا كسرها ع ودهم معها وجبرها رغم إنها ما بتتقل (بتثقل) عليهم...

معقول هي فيها المشكلة ولا شو بالزبط...

لأ ليش تلوم بحالها هي مش حد سيء بس هما الفيهم خلل... هما المتطلبين وبحبوا يحملوا أوزارهم لغيرهم فنطقت قبل ما يحاول يقرب منها: مـ ـا بـ ـدي عـ ـزوتـ ـكـ ـم مـ ـا بـ ـدي شـ ـي مـ ـنـ كـ ـم غـ ـيـ ـر مـ ـا تـ ـحـ ـمـ ـلـ ـونـ ـي ذنـ ـب مـ ـالـ ـي فـ ـيـ ـه....

عبد العزيز سلكها لإنو ما بدو يكمّل عليها بعد يلي مرت فيه معو ومع أهلو الفضلهم عليها.... ونطق محاول يهون عليها حم الموقف عليها وهو مش متبع ع عيون عمة أبوه عليهم من شباك صالون جدو وهي عم تدخن بسيجارها الطويل: ما تحطي ببالك وتتعبي حالك لإنو مش منيح ع بنتك الحامل فيها...* وخلينا نكمّل كلامنا ببيت أهلي مش هون...

شو يكملوا كلامهم ببيت أهلو....* هلأ هي لازم تحكي يعني هلأ مش تستنى ليصلوا بيت أهلو... همو بس عيلتو وأهلو وهي بالطقاق فنطقت منفجرة من يلي قالو: أنـ ـا صـ ـغـ ـيـ رة ع هــ يـ ـك شـ ـي... أنـ ـا مـ ـالـ ـي ذنـ ـب انـ ـهـ ـان... كـ ـيـ ـف قـ ـلـ ـبـ ـك قـواك عٰـ ـلـ ـي!

فمسح ع وجهو مخنوق ومطالع حواليه لحد يشوفهم هيك وبس ضمن ما فيه حد خطف مسكها من إيدها وهي لساتها مسترسلة بكلامها العم يطلع من عقلها اللا واعي بسرعة بديهية مخيفة بصعوبة لفظية: لـ ـيـ ـش هـ ـيـ ـك تـ ـسـ ـاوي فـ ـيـ ـي يـ ـا عـ ـبـ ـد الـ ـعـ ـزيــ ـز؟ لـ ـيـ ـش تـ ـخـ ـلـ ـيـ ـنـ ـي أصـ ـل لـ ـهـ ـون... وبلعت ريقها التقيلة مكملة...* عـ ـم تـ ـخـ ـل ـيـ ـنـ ـي حـ ـس بــ ـحـ ـرق قـٰ ـلـ ـبـ ـي ورو حـ ـي... لـ ـيـ ـش هـ ـيـ ـك جـ ـيـ ـت عـ ـلـ ـي... وحاولت تسحب إيدها منو لكنو غصب عنها شدها وبسرعة رفعها بين إيديه متحرك فيها لبيت أهلو وهي عم تبكي بحرقة معبرة عن غصتها:
بـ ـكـ ـره حـ ـالـ ـي لـ ـمـ ـا كـ ـون بـ ـهـ ـيـ ـك خـ ـانـ ـة مـ ـنـ ـبـ ـوذة ومـ ـحـّ ـمـ ـلـ ـة ذنـ ـب وخـ ـطـ ـيـ ـة مـ ـا عـ ـمـ ـلـ ـتـ ـهـ ـا عـ ـم تـ ـخـ ـلـ ـيـ ـنـ ـي حـ ـس عـ ـم مـ ـوت وأنـ ـا عـ ـا يـ ـشـ ـة خـ ـلـ ـيـ ـتـ ـنـ ـي عـ ـيـ ـش شـ ـي عـ ـم بـ ـتـ ـجـ ـا هـ ـلـ ـو؟!

ما عبّرها بحرف مخليها تنفجر بكى وهو عم يلهث من عجلتو لحملو إياه لبيت اهلو بالهوى البارد وما صدق يصل بيت أهلو لينزلها توقف على رجليها وبسرعة لف للباب طابقو وراه محاكيها بدون خوف: هادا الوجع كنتي هتمري اضعافو من ورا أبوكي فما هو ذنبنا إنو أبوكي اختارك لتجاسروا معنا... بدك تزعلي ازعلي مش لإنو زعلك ما بهمني بس لإنو لازم تدركي الحياة مش جنة ع الأرض وطبيعي تتوجعي هو إنتي شو شفتي لتحكي كل هادا...

جودي طالعتو بضعف من يلي عم تسمعو رادة وهي عم تحاول تخلي كلامها موزون باللفظ: تساويـنا بالخـسارة بس ما تـ ـساوينا بالوجع... انبسطت هلأ وبنبرة واطية منهارة كملت... هيك شفيـ~

ما قدر يتحمل كلامها فبسرعة قرب منها كتم نفسها محذرها: ما آذيتك أنا عم حاول عززك بيينا فلا أبوكي مساعد ولا إنتي جاي بصفي... وزفر بوجهها ناطق... أنا جيت ع حالي كتير كرمال كمّل حياتي معك ورح كمّل وما تفكري رح اسمحلك تهدمي كلشي عملتو... بالي طويل بكلشي... فاصحك تصدقي كذبة إني جاي عليكي لإنو لو جاي عليكي كان رميتك بعيد عني وعن أهلي مش جايبك لهون... فيلي كسرك أبوكي مش أنا وما تفكري طول عمري رح سلكك بكلامك المش مزبوط بحقي... فاهمة!! وبسرعة سحب محرمة من جيبة بنطلونو ممسحلها أنفها وهي عم تطالعو بنظرات عتاب ولوم كبير ونطقت بشي فقّدو عقلو وهي* عم تحرك إيدها لورا لمكان وجع ضهرها الحاسستو مع تحرك ابنتها برحمها عم يزيد وجع: قلتلك ~~وأنت بوجع لافتو...* فتفقدها منتبه ع إيدها الورا ضهرها سألها: مالك؟؟

نطقت بدون تفكير وبلسان أخف من قبل وهي عم تتمسك بدراعو محاولة تهون ع حالها الوجع: تذكر اليوم لما سحبتني ناحية الخزانة ~~ وكتمت حسها حاسة الكحة الغابت عنها شوي وحاولت تكتمها قد ما بتقدر قبل شوي ما نفع معها الكتم أكتر من هيك فكحت وهي عم تتمسك فيه بإيديها التنتين وهو عم يمسح ع ضهرها مجاوبها بكل صراحة: ما تلوميني ع اللي عملتو معك.... لانو لسانك صاير طويل....

رفعت راسها مواجهتو وهي حاسة روحها طلعت مع الكحة وعيونها عم تدمع من قوتها بس هلأ رح تدمع من كلامو الدبحها فيه فطالعتو بعيونها الباكية رادة خطف: لإني قلت الحق!

رفع حاجبو مضيق عيونو بحيرة من الدائرة المفرغة الواقع معها فيها راددلها: عن إي حق بتقوليه لازم تشكري الله إني معيشك هيك! إلا حس في إيدها اللي عم بتشد عليه وهي عم تجاوبو بنبرة هادية: فعلًا لازم اشكر الله معاك حق بس أنا ما بدي عيش هيك لهيك قلتلك اتركني اليوم بس إنتا رافض... صدقني إنك تتركني ~

شد ع اسنانو مقاطعها يعني لازم تعيد هالكلمة كمان مرة: ع أساس إنو هيك خلص حلينا المشكلة يعني إذا هجرتك.... هزت راسها ومسحت الدموع اللي بللوا وجهها مخبرتو: اه بتكون إنتا متريح هيك...

ما قدر يتحمل كلامها فغمض عيونو مطول بالو عليها ورد فتحهم معطيها الصافي يلي عندو:* اللي بدك إياه رح يصير لكن بأحلامك ...ورجاءً ما تنسي اي شي منيح عملتو معك* وتكبيه بأول مطب بيننا ناكرة كل اللي عملتو معك...

شدت ع حالها محاولة تسند نفسها رغم مالها حيل توقف ع رجليها مقربة منو وهي مستمرة بالبكى: لا ما بنسى ولا رح أنسى لكن إنتا ما تضلك تعاملني هيك بطريقة جامدة... والله عم بحاول ما اخسرك بحاول ما أعمل شي يضايقك لكن ما بعرف إنتا مو راضي تتقبلني!

رفع حاجبو بتعجب من كلامها مذكّرها: واللي عملتيه آخر فترة معي شو هو...

برمت شفايفها بخجل من مصارحتها معو من شان عدم تفاعلو باللي كتبتو وعامت بمشاعرها ناسية كيف ترد عليه... فبلعت ريقها ناطقة بدون تفكير: ردني من محل ما جبتني...

عبد العزيز هز راسو بتأييد: أحسن إشي لإلك من شان تردي للبيت وتفكري إنو برجعتك للبيت ما في شي انحل... دامك ناسية إنتي بنت مين ومرت مين ووين لازم نروح مع بعض... ولف وجهو عنها مكمّل... واستنيني لروح جيب سيارتي وراجع اخدك... فاهمة!!

هادا الشاطرين فيه الخياليين ع كلشي "فاهمة" فهزت راسها مبعدة عنو لأي زاوية تخبي حالها فيها بعيد عن عيونو المش حاسة فيهم معاه بأمان... هي خافت من أبوها كرمال إذا ما رضتو وهلأ صارت تخاف منو إذا ما عرفت ترضيه لترد لأبوها... هي مش خايفة تموت هلأ الموت ما بوجع قد وجع النفس... فدورت حواليها بدها تصلي المغرب والعصر الراحوا عليها لإنو ما حد ذكرها...

بدها تصلي كرمال تشكي همها لربها دام خلقو ما عم يسمعلوها وشاطرين بس يشدوا عليها كرمال تكون كيف بدهم مش كيف هي حابه تكون... فبكت بقلبها مش حاسة فيه للي عم ياكل بحالو كرمال يضمن يوصلها للڤيلة أهلو قبل ما يروح يحاكي أبوها ويبلغوه ردهم معو وجهاً لوجه شو هيكون... فبسرعة ضغط ع ريموت السيارة فاتح الباب وطالع فيها معطيها وقت بسيط لتحمى وبسرعة تحرك لعندها مزمرلها لتطلع بس حضرتها ما طلعت... فاضطر ينزل من السيارة وهو مفلوج من تمردها ع الكلام ففتح باب بيت اهلو منادي عليها: جودي وينك شو قلتلـ~

إلا بصوت كحتها المقاطعو فتحرك لعند مصدر الصوت لامحها عم تدعي ربها وشو شكلها وهي قاعدة ع الارض بعد ما صلت ع الكرسي قشعر بدنو ومذكرو بمقولة سمعها مرة "الوجع دائماً أنيق لا يختار سوى القلوب الطيبة" لإنو ببساطة ابتلاء من رب العالمين لكن للي كان سبب هالوجع الله هيبكيه قهراً...* فتحرك لغرفة المكتب المعاه مفتاحو فاتحو وعابر يصلي المغرب الذكرتو يصليه وهو مش معبر تليفونو العم يرن من عاصي وأرسلان وسطام وكنعان ليعرفوا وينو كرمال يجي ويشاركهم الكلام يلي هيصير قبل ما يردوا ع جاسر دهب... لكن عبس... فسلم طالع من غرفة المكتب المسكرها وراه ونطق وهو مالو خلق ينطق بحرف باللي صار لكنو حب يحكيلها شي مرطب الجو بينهم: تقبل الله ويلا خلينا نمشي... ومشي سابقها لبرا وهو مش عم يفكر بشي وبس لمحها تأخرت اجى بدو ينزل لكنو لمحها عم تطلع من باب أهلو وهي حاملة مجموعة محارم مبررينلو سبب تأخرها فبلع ريقو مستني فيها تطلع بالسيارة وبس لمحها طلعت عجلها بتسكيرلها الحزام بعد ما طبق الباب عليها كعادتووبسرعة حرك مع سيارات الحماية للشمال من شان يلحق أمورو مع رجال عيلتو المشغولين بالكلام عن يلي رح يصير معهم من بكرا وطالع كرمال يكونوا جاهزين من كل الجوانب ليردوا حقهم وحق مرت ابنهم القاعدة عم تقرأ قرآن هي وأمينة وبنات حماها وبناتهم ع أمل الله يتلطف فيهم ويوفق رجالهم باللي عازمين عليه مع عيلة دهب المشتتة فوق تشتتها بعد موت الجد وغياب كنان عنهم وتبري (تبرئة) عثمان العرب منهم وتجبّر جاسر في جاثم وخوف نغم المناها تعرف مين سوى فيها هيك فيها وانشغال أنغام ع المسلسلات والنت وخايفة الطلعة هي وأمها على عكس صفاء يلي بتطلع مع سامي دام مؤيد مش سائل فيهم وبغيب كتير عن البيت ناسين أختهم إميرال الوضعها مش أحسن منهم لكنها تاركة مقت المشاكل لوقتها سارحة بطفولتها الجميلة هي وصغيرة مع جودي البريئة مشتهية تكون معها ومع براءتها وقلبها الطيب الما عمرو جرحها لو بكلمة...
ومتمنية تطالع عيونها الكانوا رغم وجعهم يحسسوها بالأمان لإنها ما بتحبر أو بتعرف تغار أو تحسد أو حتى تحقد ولا تكره... وشو رغبت مع هالصحوة لو تروح لعندها تعتذرلها لإنها بدّت كلشي عنها وعن ألعابها... فبكت دموع ندم وحسرة لإنها ضيّعت أيام كانت بإمكانها تكون أجمل معها...

لكن يا حسرة ع الصحوة البتجي بعد غفلة طويلة من الزمن دام لفات الفوت ما بفيد الصوت إلا إذا شاء رب العالمين...* فخبت حالها بالغطا حانة ترد طفلة بعيد عن وحشة كنعان والمستقبل المش مبشر بخير لا لإلها ولا لبنت عمها جاسر الراكبة جنبو بالسيارة وحاسة حالها تقيلة بعد ما استنزفت طاقتها معو بالصد والرد فتنهدت بتعب لافتو فيه فنطق وهو عم يمد إيدو ليضم إيدها: ما تحملي بقلبك مع الوقت بتعرفي كيف تتعاملي مع المشاكل...

هي ما عاد فيها تحمل... قلبها ما بتحمل يحمل جواتو لوقت طويل لإنو بستنزفها متل ما صار معها هلأ... فكتمت غصتها بحلقها منتظرة فيه يوصلها للبيت... في حين هو شغّل شي يرطب فيه الجو إلا كان فيه صوت رجال رخيم عم يقول ع محطة عشوائية طلعت قدامو ع الراديو: يا بائع الصبر لا تشفق على الشاري...

فعلى الصوت شوي مركز معو لإنو عمة أبوه حكتلو إياه ناسي بقية الابيات رغم إنو متأكد سمعو من قبل: فدرهم الصبر يسوى ألف دينار

لا شيء كالصبر يشفي جرح صاحبه
ولا حوى مثله حانوت عطارِ

هذا الذي تخمِدُ الأحزان جُرعتُهُ
كباردِ الماء يُطفي حِدةَ النارِ

ويحفظُ القلبَ باقي في سلامته
حتى يبدل إعسارٌ بإيسارِ

إن السلامةٌ كنزٌ كلُّ خردلةٍ
منه تقوّمُ من مالٍ بقنطارِ

فتنهد من يلي سمعو من تأملو بعمق الكلمات الرسخت بذاكرتو الحفيظة ودهش بس انتبه ع حالو واصل شارع ڤيلة أهلو فعجل فيها وهو مش حاسس بإيدها المازلت بإيدو... فلف عليها مستغرب سكوتها وبهت بس لمحها نايمة... فزفر على حالو معها وعبر من البوابة الفتحوها الحراس وهو عم يحاول يركز بالسواقة من معلق مذيع المحطة باعجابو بالشعر: الله الله على هالكلام مش بقولوا الصبر مفتاح الفرج مشاركة مميزة يا أخي بياع الصبر... أنا بقول خلونا نشوف مين المشارك التاني شكلو اليوم الحظ معنا من هالمشاركات المؤثرة... فوطى الصوت صافف السيارة قبال باب البيت وهو عم يترك إيدها هاززها من كتفها بخفة رغم إنو نفسو يبوسها ع جبينها لكنو مش ناقصو صدها ولسانها الطويل: بنت صحصحي هينا وصلنا...

جودي تمتمت مش حاسة بحالها ولا قادرة تركز معو... فهزها بشكل أقوى إلا هي صحت منقوزة من حركتو معها فسمي عليها فورًا: بسم الله عليكي شو سريعة بالنقزة المهم يلا انزلي هينا وصلنا...

فطالعت حواليها مش مركزة معو وبلعت ريقها بس لمحت باب البيت... فجت رح تلف إلا ببوستو المفاجئة ع خدها وهو عم يعترفلها: الزعل ما خلق لإلك ومش حلو عليكي... ففكيها يا حلوتنا... وقرصها ع خدها محاول يخفف عليها وجعها لإنو هيروح ويتركها لحالها تواجه أوجاعها لكم ساعة كرمال المهمة العليه مع عيلتو... فطالعتو بسرحان مش مجمعة بشو مرت اليوم من الهمدان الحاسة فيه...* فتبسم حانن عليها ما فيه يضلو شاد عليها فغمزها معبرلها عن اعجابو بشكلها اليوم: كان شكلك اليوم لابقلك بالزهري والأبيض المرة الجاي حلو شوفيك فيهم هيك...

جودي مش معو عقلها مصاب بحالة امساك فكري وصفر إدراكي باللي عم بصير معها... وهو حس مالها شي ففك حزامو نازل من على كرسيه لافف نص لف حوالين السيارة لعندها وبسرعة فتح الباب عليها محاكيها: كنك تعبانة يا قلبي؟!

جودي هزت راسها رامية حالها عليه مش قادرة تساوي شي جسمها مرهق وصفر طاقة فيه فسلمتو حالها بالكامل من تم ساكت... فاضطر يحملها متعجب من حالها وبسرعة تحرك لعند الباب داقق ع الست سمية يلي قامت بهرولة بس وصلها صوت تخبطو ع الباب كرمال مش بس تفتحلو الباب إلا لتستقبل طفلتها الصغيرة وبهتت بس فتحت الباب وشافتها كيف همدانة ع إيدين ابن الخيّال العبر فورًا بس فتحتلو الباب وهو موصيها قبل ما تنطق بحرف: ست سمية بعينك الله خليكي عندها لحد ماني راجع...

الست سمية هزت راسها بتلبية وهي عم تسكر الباب وراهم: حاضر بس شكلها تعبت ببيت أهلك... الخايفة منو صار هي ما بتتحمل...

فنطقت جودي بصوت تقيل: بدي زيتون!

وهون ضحكوا عليها لإنهم ماكلين همها وهي ماكلة هم الزيتون مع الوحام فبسرعة نزلها بالصالون مفرفح قلبو لإنو سمع صوتها وقعّدها ع الكنبة سامع رد الست سمية عليها: لك أحلى زيتون فيكي يا بلد هتاكلي هلأ إنتي بس اطلبي كم جودي عنا...

جودي مع تعبها ردت بدون تفكير: ولا وحدة!

عبد العزيز قرصها ع خدها معلق: تقلانة علـ~

إلا برجة تليفونو مذكرو باللي سهي عنو لكم دقيقة فبسرعة قطع كلامو رادد ع عمو كنعان الرانن عليه: اه عمي!

كنعان رد عليه بغل وهو عم يطلع بسيارة عاصي: وينك يخي رايح ع بيتك مع مرتك ناسي إنو بعد شوي لازم نلحق نصل القعدة البكون فيها المغضوب جاسر دهب...

عبد العزيز رد بعجلة وهو عم يبعد عن جودي بدون ما يقلها كلمة من عجلتو ليلحقهم: لا ما نسيت بنتلاقى بنص الطريق عند دوار الفرسان...* وسكر الخط بوجهو مذكّر الست سمية باللي اتفقو معها وهو عم يدخل البيت... ست سمية هيني رايح فخلي عينك عليها... وبسرعة طلع من الباب المسكرو خبط وراه من عجلتو وكمّل لسيارتو بتعجب...* وين عقلو باقي... مش طبيعي بس يكون معها وجنبها بنسى العالم... فشد ع حالو محاول يصلهم قبل ما يتأخر عليهم إلا بإتصال جدو المولعة معو من رد كوثر وعمايل بناتو بآخر فترة فرد عليه بعجلة خوف ما يكون صاير شي: آه جــ~

الجد قاطعو بصوت مخيف: مرتك الليلة بترجعها ع البيت فاهم بعدين مين كوثر عشان تكابر وتعنّد... هادا الحكي مش عندي المش عاجبو يطق راسو بالحيط وعماتك والله لأقص خبرهم داعمينلي كوثر وأمك البقول عنها فهيمة شادة مشان لسلفتها لا انا ما فيه عندي هالكلام... وحضرتك ليش سكتت والله لو جيت وخبرتني لقصيت لسانهم... مرتك ما بعيبها شي يشكروا ربهم مالها لسان... والله وهي والله وبلع ريقو مكمّل بحروقة... إذا الليلة ما رجعتها يا عبد العزيز لاعتبرها تحدي وكسر كلمة لإلي وإنتا عارف أنا زعلي كايد...

عبد العزيز ابتسم ع انفعال جدو رادد بروقان: أبو ضرغام روق وروقنا وإنتا عارف مش حِمل أكسر كلمتك الله يخليك فوق راسنا وأصلًا رجّعتها كرمال اضغط عليهم بس إنتا سبقتني...

الجد أبو ضرغام مسح ع وجهو وهو عم يقعد ع كرسي مكتبو رادد عليه: عماتك كبر شانهم وشايفات حالهم مش بس ع الناس إلا علينا لإنهم مش عندي والله بكسر رقبتهم كسر هما ورجالهم التاركينهم ع راحتهم... بنت المغضوب منا وفينا وحامل بابنا وما طبت فينا نيجي نقهرها ونظلمها من شان أبوها هادا ظلم والله ما بحب الظلم ولا أنا بحبو ولا بريدو حتى لبنتو شو عشان نفسنا نخسر رحمة ربنا... ممكن رحمتنا فيها تكفينا شر أهلها والعالم كلو والله يفتحها بوجهنا بس عماتك فش فهم وحتى أمك يلي مش سائلة بكنتها تقول عين وصابتهم... والله ما بفش غلي غير ابو إصبع لما تجرأت قدام عماتك رايحة لعند مرتك... بحب الحقانيين... المهم خلّص يلي عليك مع أبوها دامك نسيبو وبعدها بتجيبها لعندي كحل عيني فيها بصدر البيت قدام عماتك المعيد تربايتهم... ويلا سكر خليني أشوف شغلهم معاي...

وسكر الخط تارك بكر بكرو يتعجب منو... جدو من متى هيك بحاكيه بكل هالانفعال... بس يلا جت منو بوقتها...* سبحان الله التساهيل كيف بتيجي من ربنا بشكل ببرد القلب... فتنهد منتبه ع تليفونو يلي رد يرج بين إيديه فرد فوراً بس لمح عاصي متصل عليه: بدي كم دقيقة وبصلكم...

عاصي رد عليه بحرة: يا قواة عينك لك لا فطرت ولا قعدت معنا متل الخلق هو إنتا محسوب ع الرجال ولا مع النسوان بجمعة العيلة بس أفهم...

عبد العزيز حاسس حالو لابس درع ضد الصدمات من الكلام يلي سمعو من جدو فردلو بانبساط فالجو فيه: واضح مش طايق حالك شكلك شفتها...

عاصي رد وهو عم يلف وجهو ع كنعان القاعد مستمتع جنبو: صحني ما شوفها... ويما بس شوفها شو بسرسك بدني تقول التار بيني وبينها مش مع جاسر دهب لهالست ديدي جت بثقة تقعد معنا وهي بتدخن... منيح ما فلجتها..

عبد العزيز انفجر ضحك مجاوبو: منيح يلي راحت لعندكم بدون عرض عضلات لإنو أبشرك هددتني بالنص الحرفي بس شافتني و~

عاصي قاطعو وهو عم يلمح كنعان معدل قعدتو بفضول: وسكتت... يا الله برودة دمك بس أفهم من وين جايبها... مسح ع وجهو بحرة... ولف فاتح الشباك سامع رد عبد العزيز عليه وهو عم يزمرلو: أنا وراكم...* حد قلك متمسح شي... المدام ديدي مش عاجبها إنو المدام ع ذمتي لهلأ...

عاصي صفقّ بإيديه منفعل وهو عم يسوق: ع قولة عادل الإمام احيه احيه احيه... نسينا نسألها للأميرة إليزابيث ولا كونداليزا رايس... واضح هادي لسا عم تعاملنا بالاستقبال الأولي واللي هي تحية الإنذار... ولف ع كنعان المش فاتح تمو بكلمة مستفزو: هو إنتا كيف باقي معاشرها برا... تيس حماي مخلف... والله لو مخلف تيس ابركلو منك...

عبد العزيز انفجر ضحك ع عاصي المذكرو بجدو: ههههههههه كنعان خليه بالنار الجواتو... وتجاوزهم مقرب من باب القعدة المخططين يقابلو جاسر دهب فيها سامع رد كنعان: واللهلو* شو ما بتحكي مش رادك بكلمة... وإذا فيه عندك كمان هل من مزيد...

عاصي خلص وصلت معاه فسكت مقرب من سيارة عبد العزيز صاففها جنبو بالزبط لدرجة مسكر عليه الطلوع وهو عم يقلو: جكر صفيتها جنبك كبة بلا عليك وع كنعان أبو كتف مخلوع...

فضحكوا عليه مخلينو شوي يذوق ع دمو ويصف متل الخلق ويسكر الخط بوجه عبد العزيز النازل قبل كنعان المخبي شي عنهم... وتحرك (عاصي) لعند عبد العزيز مطالعو وهو عم يطبق باب سيارتو موصيه: بهادي القعدة كل البتيتة يلي عندك هتطلعها ما فيه هروب وأشباه معلومات...

عبد العزيز تبسم بوجهو: ما عندي مانع بس بدك تتحمل...

عاصي مشي من جنبو خابطو بكتفو: احلف بس تراني المنيح يلي متحملك... وضحك معو مش قادر يضلو شادد عليه وطلع درج القعدة معهم عابرين من الباب الكاشف عن إضاءة كلاسيكية ومدافئ ع الحطب ودق ع العود مطالعين صاحب المحل المقرب من عاصي وقاعد عم يأرجل وهو مترقب شو رح يصير معهم مع جاسر دهب دامهم ما رح يستخدموا العنف والاسلحة الممنوعين بقعدتو... وقعدوا ع طاولة جاسر المستديرة المحجوزة دائمًا باسمو كعرض عضلات... وفوراً لف عاصي المعطي ضهرو لصاحب المحل قاعد ناحية عبد العزيز وهو مفاتحو بزبدة الموضوع: يلا طلّع كل يلي عندك كيف باقي عارف عن قصة كنعان وليش كنت ساكت من الأساس وشاللي عرفك نداء إنها بالموضوع؟

عبد العزيز بلع ريقو مجاوبو بدون أي مقدمات: القصة وما فيها تتذكروا ابن صفي ابن المحاميد... هزوا راسهم مستنيين فيه يكمّل... اتصل علي متعجب عمي كنعان شو ممشيه مع بنت دهب يلي أخوه كان طالبها بعد مشاكل كتيرة مع أبوه عشان يوافق عليها لدرجة حتى وهي مسافرة رد طلبها بدون يأس...

كنعان غار من يلي سمعو فمسح ع وجهو من تأكدو من فكرة أبوه مليون بالمية عارف عن قصتو مع بنت دهب فنطق بصعوبة: لازم نطلب شي نرطّب فيه حلقنا...

عاصي جحرو بتعجب: طول عمرك مرطب حلقك هلأ بدي إياه ينشف ع ردي (سوء) حظك يا مخيوب الرجا... ولف مكمّل مع عبد العزيز المبتسم ع كلامو... طيب فهمنا كيف عرفت مع مين ورطان بس كيف عرفت إنو البغيضة ديدي بالموضوع...

عبد العزيز بلع ريقو ناطق بكل شفافية: بعت حد يفحص بالموضوع وعرفت وراها رجال أهلها ورجال نداء العينهم وراها وين ما بتروح لدرجة إنها سهلت قعدتها وعدم تعرضها لأي خطر وأن تعرضت بسرعة تحلها...*

عاصي طالع فيه بذهول: وعادي تقبلت الأمر... أنا كيف متناسب منكم... وين باقي عقلي لما اخدت عمتك...

كنعان ردلو الصاع صاعين: محل ما كان عقلي لما أخدت بنت دهب...

عاصي رفع حاجبو باعتراض: وحد ربك لإنو انا ما وصلتش يلي وصلتو..* المهم نرجع لزبدة الموضوع نداء شو بدها... هي بدها تكسر عيلة دهب ببنتهم... ولا بدها تنزّل راسنا... ولا شو بالزبط هادي مجنونة وأي شي مش طبيعي عندها طبيعي... بس يعني لاحسبها كمنطق بعقلها هي ما رح تنزّل راسنا هيك بسهولة لدرجة تخلي أهلها ياخدوها منا بس هي من قبل بكل بساطة خلتهم ياخدو~

عبد العزيز قاطعو مفنّد كلامو: مين قلك هي خلتهم ياخدوها بسهولة أصلًا طخوا على رجال أهلها وهما عم يهربوها ولولا الرجال يلي باعتو واللي معو كان ما جت هون إلا بكفنها...

كنعان بهت من وين هالكلام فنطق بصعوبة: متأكد!

عبد العزيز اجى بدو يرد عليه إلا بصوت عاصي مستفز منو: متأكد لا والله عم بلعب معك... يعني بعد كل يلي عملتو عمتك مصر تكذّب... يا صبر أيوب بس... حبيبي في مثل بقول ما تلعب مع الكلب وتقول عضني...

عبد العزيز تكتف مكمّل باللي عندو: الزبدة يعني هي بتكسر أهلها وتحقق منفعة معنا لمراد ما بنعرفوا بس المهم هلأ نحكي بآخر شي صار فكرك يا كنعان مرتك كيف وصلت لعمتك؟

عاصي هون كتم نفسو مستني رد كنعان الصادم: عن طريق مرت عاصي...

عاصي بهت مطالعهم: وحدوا ربكم ليش شو رح تستفيد من تسليمها أنا لو ما بحب تصرفاتها المش تمام معاي ومع جنرال بس مش منطق صدّق هالكلام...

كنعان لف وجهو ع عاصي بتأكيد: نظرات عمتي لمرتك بتدلل ماسكة عليها شي... ودام رجالك رفضوا يساعدوا بالتحقيق لإنو وراه مرتك وعارفين بكلا الحالتين هينفصلوا...*

عاصي مسح تحت أنفو من هول الشي العم يتخيلو فبلع ريقو محاول يهون ع حالو وهو متحاشي نظرات عبد العزيز التحركت فورًا بس سمع صوت تليفونو عم يرن واثق جاسر دهب وصل فناظر فورًا صوب الباب ولمعوا عيونو بنظرات عداء لجاسر دهب اللامحو من قزاز المحل... فلفوا كلهم يشوفوا عبد العزيز بشو بالع وبس لمحوا الباب عم ينفتح كاشف عن جاسر دهب محراك الشر وإيدو الشمال سامي الفاسد الماشي وراه... انغمت وجوههم... فتبسم جاسر بوجههم متحرك لعندهم بمشيتو المتكبرة وبعيونو المركزة ع نسيبو المتجوز بنتو ونطق بس قرب منهم: شو هالمناسبة السعيدة كرمال تقعدوا ع طاولتي.... ووقف ورا عاصي العم يطالعو بنظرات مخيفة مكمّل كلامو بكل وقاحة: لتكونوا حابين تخسروا كمان حد منكم سلامة خيركم شكلكم تعودتوا متل البهايم ع الطس... بس بجد كسرتو خاطري ع موت ابنكم جابر البقية في حياتك (تقصد ما يقول في حياتكم كتحقير للبقية) والله تضايقت ع خبر موتو.. وضحك مخلي عاصي يسيطر ع إيديه والسلاح الحاطو ع خصرو من ورا... في حين كنعان كان ساكت لإنو بحب يرد من ورا لورا فما كان فيه غير عبد العزيز يلي تبسم بوجهو بشكل صادم لإلو معلق: والله الخير عامر دام راسنا مرفوع وحقنا هيرجع من بكرا ودامنا جماعة ما بنحب الغدر جينا نساوي بأصلنا ونعطيك ليلة ويوم تودع يلي بتحبهم وتترك وصية وراك...

جاسر رمش باستخفاف بتهديدو مجاوبو بنبرة مش ماخد كلامو ع محمل الجد: والله هادي ما هي شهامة ونشامة لإنو يلي بدو يدعس ما بزمر بس ع الأمانة مبكرين لتردوا حقكم كان استنيتوا كمان سنة ولا ليجوا احفادكم... ولف ع سامي محاكيه: سامي فكرك الخيّال قد كلامو ولا بس مجرد كلام وعرم... ولف مواصل كلامو مع رجال الخيّال المسيطرين ع حالهم لإنو الموعد الرد مش هلأ: بعدين يا حبيبي ما كتير تفرح مع بنتي معك ليلة بس تشبع منها لإنو بعدها إذا هتشم ريحتها خير وبركة ورضى من ربك!

عبد العزيز رجع الكرسي لورا مواجهو: والله إذا هي بنتك هي مرتي وبالمشمش إذا بتشم ريحتها أو تشوفها ولا حتى تفكر تقرب منها... بعدين مر من أيام بؤسنا أيام... ومر من أيام سعدنا أيام والموعد القيامة والسجن هنالك جهنم والحاكم لا يحتاج لبينة فراجع حالك لإنو أجلك بمشيئة الله قرّب...

جاسر هز راسو بشيطنة: بنشوف بكرا مين مفارق ومين مش مفارق ومواصل خلينا ندق الحديد وهو حامي يا ابن ضرغام! وخبر جدك الأبوابو من قزاز ما بضرب بيوت الناس بالحجار...* وما يسوي حالو فهيم وهو مبلم...

كنعان هون انفعل مرجع كرسيه لورا مجاوبو: إن الكريم إذا تمكن من أذى
جاءته أخلاقُ الكرامِ فأقلعا وترى اللئيم إذا تمكنَ من أذىً يطغى فلا يُبقي لصلحٍ موضعا... والمشكلة باللي مفكر حالو بفهم وهو بهيم وديوث... وسحب رصاصة من إحدى رصاصاتهم الغدروا فيها ابنهم جابر من جيبتو تاركها ع الطاولة مكمّل: موعدنا بكرا!

ولف وجهو ع عاصي وعبد العزيز ليمشوا بعيد عن الطاولة التاركينها لجاسر دهب الدار حالو عليهم وهو عم يمسح وجهو بسخرية معلق: بنشوف يا رجال الخيّال... الموعد بكرا...

رجال الخيّال ما عبروه بكلمة وضلهم مكمّلين طريقهم لعند الباب وهما مناهم ما يخلوه عايش بس الموعد مش هلأ إلا بكرا فيصبروا ليلة ويوم... وطلعوا من القعدة ع تعليق عاصي المضحك: سيب اللي يتكلم يتكلم عشان الرد على العبيط بيعمله صيت وبذكرني بمثل سمعتو مرة من حد طول ما البرص ما شفش الشبشب هيفضل فاكر نفسه تمساح....

عبد العزيز ضحك ع كلامو مطالع رجال دهب الواقفة برا وعم تطالع رجالهم الواقفين حواليهم معلق: يا خفة دمك... ولف وجهو ع كنعان العم يتصل ع أبوه كرمال يقلو المهمة تمت بس للأسف الجد ما رد عليهم... فطالعهم طالب من ابن اخوه المغدور: ابن ضرغام روح جيب مرتك واحنا خلينا نكمّل لعند أبوي...

ابن ضرغام هزلو راسو بتأييد: تمام ويلا السلام عليكم... وبعد عنهم لعند جيبو وهو عم يسمع ردهم عليه: وعليكم السلام... وركب بسيارتو تارك عاصي يتحرك لعند سيارتو في حين كنعان بقي مكانو مستمر بالرن ع أبوه المش فاضيلو ليسمع رنة تليفونو ولا حتى ليرد عليه لأنو نازل بخواتو تبهدل من حرتو من بناتو الرباهم ع صغرهم احسن ترباية وع كبرهم تمردوا: والله يا وفاء إذا بشوفك مطولة لسانك هون ولا هناك بأيٍ موضوعٍ كان لأقص لسانك ولا أعبر بيتك ولا بيتي تعبريه وما بجي عندك إلا بالأعياد رحمة الله فيكي... ولف ع أمل منجلط منها... وإنتي الليلة بتروحي ع بيت جوزك وحامك وفهمنا بس ولادك يوم هون وكم يوم عند حماتك وبناتها وخير يا طير كل هالمال يلي معك مش عارفة تجيبي مربية إذا زوجك مشغول لا يعني تديري بيتك بسوء هادي أمانة مش هبل... بعد ما خلفتي اتنين انهبلتي... أمل هزت راسها بانصياع وهي عم تبكي مش عاجبها أبوها ببهدل فيها فجت بدها ترد لكن وفاء لكزتها تسكت فنطق الجد بإعتراض: جربي انطقي إلا انزل بساحلك الأرض... ولف ع نداء المش فاتحة تمها وعقلها بعيد عنهم منبهها: وإنتي يلي متجوزة وعايشتيلي حياة العزابية لا جوز ولا ابن ولا بيت وبس أكل وصنعة وقلة مرعى والتليفون بإيدك هادا هو عشمي فيكم... قلت اختكم سهر البتفهم اتريها طلعت مين بدو يفهمها ولف مدور عليها مصيح بس ما لمحها معهم بالقعدة: ســهـر يـا سـهـر!!!

العمة سهر كانت واقفة ورا الباب خايفة تعبر هي وأمو أمينة خوف ما ينالهم من الحب جانب فدفعتها أمينة تدخل خوف ما ينجلط من العصبية فدفعت الباب معها مش بالقصد ناطقة وهي مناها تنزل بجوري وأريام الواقفات ع الدرج متسمعات ع بهدلة الجد لإلهم لإنو خرجهم: نعم يابا!!

الجد رد بانفعال: قول الله ينعم عليكي ويهديكي هيك تاركة خواتك يا فيهمة... والله من بكرا إذا بلمحكم ببيتي لأقص رجولكم ومرة كل أسبوعين وع احفادكم مرة كل أسبوع لحالهم بجوا رفعتوا ضغطي لا بتسدوا بعزا ولا بفرح... ولف مسترسل... وينها الست أمينة تاركة كنتها بدون ما تسأل فيها هادي هي العيلة عندكم لا حد بسأل بحد ولا حد بقلق بحد... وضرب إيديه بانفعال... البنت داخلة بيتنا ولقدام ابننا ع إيدها دام حقنا من أبوها رح يرجع ما فيه تسميع كلام ولا معايرة وع زواج ابننا بإيدو بختار يتزوج ولا لأ دام حقنا من أبوها هيرجع واللي بتعترض منكم من ورا لورا وبتساوي حركات مالها داعي إلا لأقص لسانها قص من لغلوغو... هادا الناقص عيلة الخيّال تصير حريمها تمسكها... هالله هالله... يلا من قدامي ع بيوتكم... واللي مش قد بيتها إلا قوّي عين زوجها لياخد عليها وحدة تسر البال والخاطر عشان تتعلموا تكونوا بنات سنعات...

ومسح ع وجهو بالع ريقو قدام بناتو يلي ولا وحدة فيهم استرجت ترد بكلمة وبسرعة لفوا وهما عم يجحروا بعض... متهمين بعضهم بغزات كلو منك... فجت أمو أمينة بدها تفسخ ع بيتها لكن الجد لمحها منادي عليها: أمينة تعالي باحترامك وسكري الباب وراكي...

جوري هون كان نفسها تنزل ركض لتسمع كلام جدها مع أمها بس ما قدرت لإنو عماتها صاروا بهمس يقاتلوا بعض فبسرعة طلعت هي وأريام ع غرفة جدهم هاربين من مقاتلتهم وفش غلهم فيهم ومسكرات الباب وراهم بالمفتاح فتنفست جوري براحة مكمّلة لعند سرير جدها وهي عم تخبرها: لك ريوم والله جدي عملها ما توقعت...

أريام مش قادرة تمسك ضحكتها يلي انفجرت ع راحتها بس ضمنت ما فيه حد سامعها: ههههههه ونطقت غصب عنها من خوفها لترد تضحك... كلو كوم وخبطة أمي بالباب كوم تاني... بس جد معاه حق جدي والله أنا زعلت ع جودي كتير وخفت قرب منها عشان عماتي وتجاهلتها مجبرة وحسيت بدل ما كون دكتورة نفسيانية من هلأ صرت وحدة نفسية... بس حلفت إلا أعدل عملتي معها واعمللها مونتاج باللي صورتو ع اغنية منفردة (بس صوت بدون موسيقى) لاليسا خد بالك عليا عشان حسسها إني معها...

جوري قلبها أكلها ع جودي لإنو هي كانت معها كتير جلفة فجت رح تدمع متأثرة بكلامها راددتلها: بتعرفي بحب كابر ع مشاعري يا الله منك... انشالله بس تيجي إلا حبها ع راسها ولا خشمها ع قولة الخليجين وعوضها عن لأمنتي (قسوتي) معها... وبسرعة سحبت تليفونها رانة على الست سمية كرمال تحاكي جودي وتعتذر منها بس للأسف كل محاولاتها باءت بالفشل من ورا الست سمية الما عبرت اتصالها وكتمت صوت تليفونها لإنها كانت عم تحاول تحاكي جودي القاعدة عم تطالع بفراغ ع أمل تهون عليها: بنتي جودي مش جاي ع بالك تاكلي شي ولا تحضري شي؟!

جودي تتهدت بتقل من كتر ما شافت أشياء وسمعت أشياء منو للي فتّح عليها ماضيها الكانت منتبهة عليه بشكل بسيط لكنو بكلامو الحاد معها والقاسي عليها فتّح عيونها متل المكبر ع كلشي بخصها وبخص أهلها وبخصو هو وأهلو... ونطقت وهي عيونها حمر من كتر ما بكت اليوم: ست سمية ليش ما فيني عيش ببساطة طول ماني ضارة حد... وصارت تلعب بأصابعها محاولة تشد حالها خافية الوجع والعبرة الحاسة فيهم مكمّلة من بين دموعها العم تنزل بسخونة (بحرارة) ع خدودها الشاحبة: أنا حبيتو بس حاسة بخوف قرب وأخسر واتوجع... كلشي بتحملو إلا الوجع وكون حد مش مهم عند يلي بحبهم... وقربت من رجليها منزلة راسها عليهم طالبة حنانها....

فتنهدت الست سمية وهي عم تقرب من شعرها ماسحة عليه ورادة عليها بصوت متعاطف معها لإنها هي مالها ذنب بعمايل أبوها: بتعرفي يا بنتي الألمان عندهم مقولة In der Liebe und im Krieg ist alles erlaubt في الحب وفي الحرب كلشي بجوز وهما من وجعهم على ابنهم عم يقسوا عليكي.. بس متل ما بقولوا هنالك صباح لكل ليلة مؤلمة فما تقلقي... بعدين يا بنتي علمي حالك تطمئني رغم تحديات الحياة يلي ما بحياتك تعتبريها عراقل (عراقيل) ومشاكل ومحبطات... الحياة عمر هتعيشي فيه شو مكتوبلك فلا تكدري خاطرك طالما في رب عالمين سميع بصير وفيه نهاية مرضية لإلك عندو... ومعليه نبكي ونزعل لإنو هادا بدل ع طيب قلبنا بس مش ع ضعفنا.. فأبكي قد ما بدك لكن بعدها قومي وقولي يا جبل ما بهزك ريح وشغلي عقلك بما يتماشى مع رضى ربك... وما يهمك بعدها غير يلي بدك تكوني معهم ويكونوا معك وهما بقلبهم حاملينلك كل الود بغض النظر عن لسانهم وقسوتهم... دوري ع دواخل الناس قبل خوارجهم يا بنتي وما تلحق الكماليات بالعلاقات لإنها شي مستحيل... ماشي!

جودي تبسمت وهي عم تمسح دموعها رافعة نفسها عن حضنها مطالعتها بشكر من كلامها الكانت منصتلو بدقة من صوتها الحنون* معها والداعم لإلها... مخبرتها: ست سمية كلامك ريحني كتير لإني حسيت حالي حد طيب وكتير قوي ومش خسران ربو... وقربت منها ضاممتها بحماس دافعة الست سمية تضحك عليها وهي عم تنبهها: لك بطنك ع مهلك راحت فيها بنتنا الصغيرة...

جودي بعدت عنها ماسحة عليها وهي عم تقلها: ست سمية صرت حس فيها بس مش ع الأكيد..

الست سمية ما قدرت تمسك حالها ع طريقة كلامها فانفجرت ضحك: هههههه وقربت منها ضاربتها ع كتفها بمزح معلقتلها: كيف مش ع الأكيد أكيد تحركت دامك بشهرك الخامس ولا داخلة ع السادس... المهم تعالي اسويلك شي تشربيه كتوديعة دام احتمال ترجعي ع بيت زوجك بأي وقت...

جودي عبست بزعل من تقل الفكرة عليها: ليش هيك... بس أنا بدي تكوني* معاي بعدين كيف رح أدرس؟

الست سمية طالعتها بإعجاب من تشعب تفكيرها بشكل منطقي معلمتها: خلي سمة البدن لبعدين يلا قومي نشربلنا شي ونضحكلنا شوي...

جودي هزت راسها* بقبول وتحركت قبلها وهي عم تمسك بإيدها حاسة بالدعم يلي ما بعمرها حستو رادة: ست سمية كتير بحبك أنا كتير كتير...

الست سمية ابتسمت بوجهها مطالعتها وهي عم تشوفها بعيون الطفل يلي كبر ع إيدها معلمتو كل المواد لإنو ما كان يرضى يدرس غير معها... وكلشي بالحياة كان يرغبو كان يحصل عليه باستثناء بنت دهب يلي راحت من إيدو وشاءت الأقدار عاصي يلي ربتو قبل مهد يطلب فزعتها وتقابل البنت الوحيدة الحبها ابنها الروحي* مهد الأشقر فنزلت معها الدرج وهي عم تنهرها: بنت وين بتركضي ع مهلك... ع مهلك ع بنتك وعلي شايفتيني صبية ولا مراهقة اركض هيك...* يا خزيتنا جوزك يشوفنا هيك...

جودي ردت بكل ثقة: ما رح يجي لإنو ما رح يرجع الليلة...

إلا بشهقة الست سمية بس تذكرت تليفونها فبسرعة نطقت ناشلة إيدها منها: ييي نسيت تليفوني بغرفتك استني روح جيبو واستنيني بغرفة المطبخ... ولفت حالها مش منتظرة تسمع ردها رادة للغرفة ساحبة تليفونها من على السرير وبهتت بس لمحت رسالتين واصلينها من عبد العزيز...

(ست سمية خلي جودي تجهز حالها لإنو بدي رجعها ع بيت أهلي فصعب تضلك لحالك بالبيت لهيك حضري حالك نروّحك معنا ع بيتك)

(وإذا حابة حد غيرنا يروحك تكرمي المهم تباتي ببيتك آمنة بالحفظ والصون)

تبسمت عليه رادة فورًا "أنا بقول يا ابني روّحوا إنتو قبلي لإنو بدي لم كل أغراضي الكتيرة وبعدها بخلي حد من أهلي يروحوني وبسلم المفتاح للحراس بعد ما خلص" وارسلتها نازلة فورًا بعجلة بدها تلحق تشبع من بنت قلبو قبل ما تفارقها... وهي منقهرة من ابن ضرغام لإنو حطها خبط لزق بهيك خبر... فنادت ع جودي* بالوقت يلي قرأ ابن ضرغام رسالتها... وهو مسفح بالسواقة لإنو بدو يضمن الليلة مرتو تكون بعقر بيتو عشان يحميها من شر أبوها وأخت جدو قبل ما كلشي يطلع من تحت إيدو... فرد عليها من بين سواقتو "تكرمي" وطلع من رسالتها متصل ع عاصي يلي رفض يكلمو هلأ دام كنعان لساتو معاه فكتم صوت التليفون مكمّل بسواقتو لبيت حماه كرمال يجيب مرتو وابنو وينزّل كنعان السارح بكلام جاسر دهب عن أبوه وهو عم يحاكي ابن زوج بنتو اخوه ضرغام (وخبر جدك الأبوابو من قزاز ما بضرب بيوت الناس بالحجار...* وما يسوي حالو فهيم وهو مبلم) شو قصدو بالأبوابو من قزاز... ليش أبوي بشو غلطان عشان يقول عنو هيك... فمسح ع وجهو منتبه ع عيون عاصي المركزة عليه... فنطق محلحل الوضع بينهم: شو؟

عاصي رد عليه بحدة: شو شو والله اعصابي اليوم لازم اتكرم ع قد ما مسكتها... أنا عقلي فتلني من كتر ما بفكر عمتك شو ماسكة ع مرتي... مرتي بشو غلطانة واضطرت تساوي شو بدها وليش رجالي سكتوا هل هما عارفين شو عاملة وسكتوا وخافوا يعترفوا إنها هي ورا يلي صار خوف ما يتضرروا لإنهم سكتوا عن غلط مرتو ومضحيين بمحل عرق جبينهم... وضرب إيدو بالدركسيون... لك كنعان خايف اقتلها الليلة قبل جاسر ال****... رح انجلط إذا جايبة سيرتنا بالعاطل...

كنعان رد عليه ببرود رغم النار الحاسس فيها: ما ترحمها إذا غلطانة وبصراحة الغلط غلطك لإنك تاركها ع حريتها وساكتلها عن تقصيرها معك ومع ابنك...

عاصي علق بانفعال: ليش هو انا تعب برا بيتي وجوا بيتي والله الله ما قالها انا سكتت عشان لساني طويل وبخاف اغلط وتاخدها لوية دراع قدام أبوك الما بحب بناتو ينهانوا عند رجالهم... وأنا رجال ما بحب حد يتدخل بمشاكلي وما بحب أحرج عمي من حبي واحترامي الكبير لإلو اجي أكسرو ببنتو والله بخاف عليه من الهوى الطاير اجي قلو من أول زواجنا ما بدي بنتك والناس تشمت فيه بنتك معيوبة.... ولا قلو هلأ واحنا ماكلينها... لك هادا الجالطني انا بفكر باسم العيلة واحترامها وأختك عبس... لك حاولت كم مرة معها بسرعة تقول طلق... بتعرف أنا ليش ساكت بس عشان ابني جنرال... ما بدي إياه يربى برا بيتي فبقول بصبر كمان ممكن الله يحنن قلبها علي بس بتعرف مش قادر بعد يلي سمعتو منكم... وماني راحمها بدي طلّع عيونها إذا ما عرفت بشو غلطانة...

كنعان نطق مهديه: ابو جنرال أجلها شوي خلينا نخلص مع دهب بعدين اتفاهم معها بطريقتك...

عاصي مسح ع وجهو المغموم مجاوبو: هادا يلي دابحني فوق دبحتي بدي اسكت كمان وأدوس ع رجولتي يلي يبارك فيها اختك دعست عليها ومش بعيدة هانت أبو أبوها كمان معها... بس متل ما بقولوا رب ضارة نافعة تخليني مشيها ع خط المستقيم وأمسكها من إيدها يلي بتوجعها وامنعها من صاحباتها الهاملات وجمعاتها المالها داعي هي هلأ غصب عنها ما كانت تقدر تروحهم بس لقدام انا رح امنعها...

كنعان هز راسو بتأييد: حقك وما حد بحقلو يفتح تمو بكلمة لإنك ساترها وساترنا معها... بس المهم هلأ قربنا نصل فبلاش تحسسهم إنو فيه شي...

عاصي بلع ريقو مستغفر ربو علنًا: استغفر الله العظيم وأتوب إليه ع هيك يوم... ودعم (كمل/ واصل) بسيارتو عابر من بوابة حي الخيّال مكمّل لبيت الجد... وهو متعجب ما فيه ولا أي سيارة غير للجد وجبر وكنعان... فنطق بتعجب: معقول رجالنا روحوا...

كنعان جاوبو وهو مبسوط: اه أبوي خبرني وإنتا مشغول بالحكي بالطريق مع طلال إنو وفاء وأمل وسهر روحوا بعد ما أكلوا بهدلة...

عاصي رد بغل: طيب ومرتي ليش ما اتبهدلت معهم يفشلي غلي ع الحارك...

كنعان انفجر ضحك رغم الهم اللي هو فيه: ههههههههههههه ما تخاف أكيد تبهدلت...

عاصي وقف السيارة بتفحيط: لك إذا هيك بدي انزل بوس راسو ورجلو... وما لحق يخلص كلامو إلا هو فاكك حزامو نازل من سيارتو بدو يطبق كلامو وما لحق يفتح باب بيت عمو شامخ إلا لمح مرتو لابسة وحاملة ابنو النايم ع إيديها وجاية لعندو فنطق بصدمة: وين رايحة؟

نداء ردت بنبرة محبطة: معك ع البيت...

عاصي تبسم ابتسامة عجزت تفهمها فطالع حواليه متعجب من طفي ضواو غالب الغرف... سائلها: وين حماي؟

نداء ردت وهي عم تتجاوزو لعند الباب مقابلة كنعان العم يفتح الباب ع الكامل بوجهها: طلع يناملو شوي قبل ما يقوم يصلي قيام الليل..

عاصي رد بتبريدة صدر كتصبيرة للي جاي: نومة الهنا إلهي... ع الأمانة حقو يعطيه العافية... ولف وراها مطالع كنعان وهو عم يقلو بتشفير: بوس راسو عني وقلو ما قصرت يا وردتنا... ويلا تصبح ع خير...

كنعان خبطو ع كتفو بقوة: تكرم والمهم آخر الضربة لبعدين...

نداء هون حست في شي مش مزبوط محسسها بالخوف... فلفت مطالعتهم وارتعبت بس شافتهم عم يطالعوها فتحاشت عيونهم متحركة بجنرال للسيارة كرمال تقعدو بالكوتة (مقعدو) تبعتو ورا مقعدها وجت رح تسكر عليه بالمقعد... بس ما قدرت من رج إيديها من الخوف الحاسة فيه واللي تفاقم بس حست عاصي واقف وراها ومبعدها ليسكر الحزام عليه ولف بعيد عنها لمقعدو وهو عم يقلها: اركبي!

فتحركت بسرعة مسكرة الباب ع جنرال ولفت فاتحة بابها وراكبة جنبو وهي مش مسترجية تفتح تمها بحرف عكس تمردها عليه متل دايماً... وشو قلبها دق بس شافتو حرك السيارة لبيتها وصارت تدعي ربنا يتلطف فيها من رعبتها لتصل البيت خوف ما يصير شي مش حاببتو... لكن الحمدلله وصلت وما صار شي من يلي خافت منو... فبسرعة حملت ابنها لغرفتهم رغم إنو من هو وصغير بنام مفصول عنهم... لكنها الليلة من كترة الخوف جبرت حالها تنيمو عندها كرمال تدرء شر عاصي عنها لإنها عارفة نقطة ضعفو ابنو... وبسرعة غطتو متحركة لعند غرفة الغيار مختارتلها أي بجامة تلبسها وبدون ما تغسل وجهها ولا تفرشي اسنانها بسرعة رمت حالها جنب ابنهم كرمال تنام أو تصطنع النوم.... وهي ماسكة دمعتها لتنزل خوف ما عاصي يسألها ويحس مالها شي...

والحقيقة هو كان رح يسألها من قبل ما يعرف يلي عرفو... لكن بعد ما عرف صار نافر من قربها والحكي معها لإنها غشتو وغدرتو من ورا ضهرو... فتجاهل غرفتهم متمدد بغرفة الصالون مفكر كيف بدو يوقعها بشر أعمالها ليلوي دراعها ويلحق الموضوع قبل ما يكبر... وتصير عمتها تلعب فيها متل اللعبة زي ما ساوت بأخوها كنعان الدخل غرفتو مستهجن هدوء بيتهم الكان مشتهية من أيام سارح بحال أبوه وببنت دهب يلي كانت رح تموت ع إيدين عمتو نداء الكان مآمنها ضمنيًا عليها وهي عندها... لكن دام هي من قبل جت عليها فمو بعيدة تيجي عليها هلأ وتحرمو إياها هي واللي ببطنها... فالليلة لازم يحرك حجر ع رقعة الشطرنج كرمال يجيب إميرال لبين إيديه بطرقو... فسحب تليفونو باعت رسالة لعبد العزيز: عجل بجيبة مرتك لعنا قبل 12 بالليل تمام...

وبسرعة سحب تليفونو متصل لينفذ يلي ببالو وهو مش عارف عبد العزيز ما شاف رسالتو لإنو عم يطبق باب السيارة متعجب حضرة بنت قلبو ليش ما طلعت رغم إنو كان عم يزمرلها لتطلع... ومتنرفز من الست سمية عنها لإنو وينها عن بنت قلبو كرمال تقلها تطلع بسرعة زوجها وصل... وعن تليفونها يلي عم يرن عليه... فبسرعة طلع الدرجات فاتح الباب التاركتو الست سمية مفتوح وبهت بس لمح جودي كيف ضامة الست سمية وهي عم تبكي من كل قلبها فنطق وهو عم يحك راسو: احم احم شكلي غلط هون...

جودي بس سمعت صوتو بسرعة بعدت عنها ماسحة دموعها وكاحة من حروقة روحها من وداعها العميق للست سمية يلي دمعت غصب عنها من تجيّش مشاعر جودي قدامها... ونطقت غصب: لا جيت بالوقت المناسب...

فتنهد مطالع مرتو معجلها: إذن يبقى لازم نروح وتبسم بوجه الست سمية باحترام وتقدير كبير لكلشي عملتلهم إياه مسترسل بالكلام... دخولك ع حياتنا يا ست سمية ضافلنا ذكريات ولحظات كتير قيمة... الله يحفظك ورح نبقى ع تواصل كرمال تطوريها كمان وكمان...

جودي رفعت راسها متأملة فيه كيف عم يكلم الست سمية بشكل ما بحياتها تخيلتو... فتحركت لعندو ناوية تبدي معاه صفحة جديدة لكن قبل ما تبدا لازم تاخد منو جواب يشفي غليلها... وهو قلبو دق بس حس فيها وهو عم يسمع رد الست سمية عليه: أكيد رح نبقى ما بهونلي اترك جوجتي... ويا ويلك مني إذا بتزعلها...

جودي ابتسمت بفخر بسندها بالست سمية وقربت منو متمسكة بإيدو وهي عم تقلو بجرأة: سمعت!

عبد العزيز هز راسو راددلها: مش بس سمعت إلا بصمت... ويلا ست سمية تصبحي ع خير...

الست سمية ردت عليه وهي عم تشوفهم عم يعطوها ضهرهم: وإنتو من أهل الخير دربكم خضرة إن شاء الله...

وتحركت وراهم لتسكر الباب لامحة جودي مقربة من عبد العزيز عم تحكيه بشي فطبقت الباب وراهم مبسوطة ع الانجاز الساوتو مع جودي وبسرعة تحركت تلملم أغراضها في حين تاركة أغراض جودي للخدامات بس يجوا ينظفوا البيت الصار مخيف بدونهم للي كانوا عم يتكلموا بالسيارة من رفض بنت قلبو لتروح معو بدون ما تاخد جواب منو ينهي مخاوفها فيه وهي عم تقلو خبط لزق بكل شجاعة من حقنة التشجيع الأخدتها من الست سمية: إنتا مرتبط في وحدة تانية؟

في وحدة تانية شو هالكلام... من وين هادي بتفكر فجأة ضيق عيونو متذكر رسالة جيهان لإلو يلي وصلتو وهو عم يكلم عمة أبوها نداء وما تذكر يقرأها إلا لما بعت الرسايل للست سمية (شو هالجوزة المحترمة اللي عندك مشالله الأخلاق بتنقط منها تنقيط)... وربط إنو في شي صاير بينهم فنطق بسرعة: شكلها جيهان قالتلك شي؟!

هي بس سمعت اسمها ما قدرت تتحمل فلفت وجهها عنو تاركتو يبتسم عليها وهو عم يقرب من وجهها أكتر هامسلها:* هبلتي أرمي كلشي سمعتيه منها وما تهتمي....

جودي نطقت وهي مش قادرة تطالعو من غيرتها منها عليه: يعني هي وإنتا ما بتحبوا بعض! وكحت كحة خفيفة مخليتو ينفجر من الضحك عليها: هههههههه... وقرب منها قارصها ومبرد قلبها باللي مخبرها إياه: لا ما في تريحتي!

هي مش بس تريحت إلا قلبها رفرف من السعادة فتنفست ماخدة نفس طويل سامعتو وهو عم يحرك السيارة مكمّل كلامو: المهم ندخل بزبدة الموضوع يا حلوتي... تبسمت مستمتعة بمدحو لإلها... ببيت أهلي هتكوني مكرمة بس أهم شي ما تردي وما حد بتوقع هيسمعك كلمة من الليلة وتليفونك رح يرجعلك و~~

جودي ارتعبت مقاطعتو وهو عم يطلع من باب الڤيلة البقي مفتوح من لما دخل منو: عبد العزيز عم تخوفني باللي عم تقولو...

عبد العزيز مسح ع وجهو بانفعال من خوفها: جودي من كل عقلك عم بتخافي من الشي يلي من حقك تعيشيه... ما تحسسسيني إنك بهالڤيلة كنتي عايشة... بصراحة هادي مش عيشة إنك تبقي هون ومفصولة عن العالم ... وسكت بس لمحها هازة راسها برفض باكية فتبسم عليها محاول ما يرد ينفعل معها دامها متل السمنة معو: هلأ بتبكي بس بعد ما تردي رح تقولي ريتني ما بكيت.... بعدين ما بدك تجهزي لبنتك... وحرك إيدو لبطنها ماسح عليه وهو حاسس بحركة خفيفة شاكك باللي عم يحس.... فلف عليها لامحها عم تمسح دموعها: شكلها عم تتحركـ ولف وجهو عنها مدوور ع فجأة من قوة الضو الجاي بعيونو~~~

ولله الحمد تم الفصل...

شو رأيكم فيه وشو بتتوقعوا رح يصير بالفصل الجاي؟

فكركم العمة نداء شو ماسكة ع مرت عاصي؟

وكنعان ع شو مخطط وليش خاف ع عزوز ومرتو؟

وهل فكركم الجد عارف عن زواج كتعان ولا لأ؟

وقصة التليفون يلي رن لفتكم شي ولا لأ؟

وهل تهديد جاسر هيتم ولا رد الخيّال معو؟

وهل معقول نداء تقدر تكسر عبد العزيز بجوزي؟

وشو رح يصير بإميرال؟ وكيف بهدلة الجد لبناتو؟

وليش الجد طلب أمنية وتسكر الباب وراها؟

وشو قصة جاسر بكلامو عن الجد؟

ومن وين جيهان عرفت عن وضع جودي عند أهلها؟

وهل توقعتوا الست سمية قريبة من مهد الأشقر🤣😎 ولا ما خطر ع بالكم 💖

ما تنسوا التصويت والتعليقات يا حلوات 💖

هالفصل أكل قلبي وأخد معاي كقراءة بعد النشر زي خمس ساعات فالحمدلله يلي تميتو 🌸🌸🌸

 
 

 

عرض البوم صور رنين رنين   رد مع اقتباس
قديم 05-03-23, 10:50 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2013
العضوية: 257539
المشاركات: 35
الجنس أنثى
معدل التقييم: رنين رنين عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 24

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رنين رنين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رنين رنين المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية سجين الانتقام

 

الفاصلة للجزء الأول

قراءة ممتعة 💓

وحرك إيدو لبطنها ماسح عليه وهو حاسس بحركة خفيفة شاكك باللي عم يحسو... فلف عليها لامحها عم تمسح دموعها: شكلها عم تتحركـ ولف وجهو عنها مدوور ع فجأة من قوة الضو الجاي بعيونو تزامنًا مع صوت تزمير سيارة الحماية الكانت قدامو... فبسرعة حرك إيدو ع الدركسيون محرك سيارتو للمسلك التاني للجاي وهو مش عارف شاللي صار معو من قوة الضو التجاوزو سامع صوت اصطدام سيارات ببعضهم... وفوراً وقف السيارة وهو عم يلف راسو واثق صار شي كايد بسيارة الحماية الكانت وراه وبهت بس شاف حال سيارة رجالهم المتضررة من خبطتها بالشاحنة الما بعرف كيف طلعتلو من خط التقاطع اليمين ع فجأة هي وضوها العميه (العماه) من دخلتها ع خطو وبسرعة فك حزامو وهو عم يقلها للي ماتت من الرعبة من صوت خبط الشاحنة بسيارة حمايتهم: ما تنزلي من السيارة فاهمة!!!

وبسرعة نزل من السيارة طابق الباب وراه قبل ما يسمع أي رد منها... وركض مع رجال سيارة الحماية الكانت قدامو عن بعد كم متر يشوفوا شو صار مع رجالهم... وهما عم يطلبوا اللطف من ربهم: الله يسترهم!

:يا لطف الله فيهم!

وجفلوا مكانهم بس شافوا وضع السيارة كيف متدمر من قوة خبطتها بالشاحنة الوقعت ع الشجر المرتفعين عن مستوى مسلك السيارات من عدم سيطرة الشوفير عليها... فمسحوا ع وجههم منذهلين من بوز السيارة الرايح وتضرر تابلو السيارة الضاغط ع رجلين رجالهم العم تئن من الوجع... فبسرعة عبد العزيز نطق وهو عم يمسح ع وجهو من هوْل المنظر: بسرعة اتصلوا ع الإسعاف و~~ صمت مفقّد جيبو بدو يتصل ع عاصي لكن تليفونو مش معو فبسرعة رجع لسيارتو مدور وين تارك تليفونو وهو عم يسمع سؤالها: عبد العزيز شو صار؟ حاسة حالي خايفة!

عبد العزيز سحب تليفونو بعجلة وهو عم يلهث من عجلتو رادد عليها: ما تخافي واجى بدو يلف حالو وهو عم يسمع صوت ماتور جاي مسرع من المسلك المجانبو إلا بصوت صريخها المفاجئ لإلو شالو عن الحركة: عــبـد الـعـزيـز!!!

عبد العزيز اجى بدو يلف عليها إلا بصوت رصاص موجه ناحيتهم... وهو هون اختبص مطالع حواليه من وين مصدر الصوت وبسرعة طلع راكب بسيارتو بس لمح رجال راكب ورا صاحب الماتور عم يطلق النار عليهم وع سيارتهم المصفحة.... وبأسرع ما عندو حرك السيارة عكس السير وهو فاتح الباب كرمال يصدموا فيه وما يحققوا مبتغاهم بالنيل منهم... وهو عم يؤمرها بصريخ خوف ما تشوف شو رح يصير: نزلي راسك بسرعة!

وسحب المسدس يلي طول ما هو برا البيت معاه ع خصرو... مجهز حالو لأي شي... إلا بصوت إطلاق رصاص من وراهم باللحظة اللف فيها سيارتو ومطير الرجال الراكبين ع الماتور ودافعهم بعيد عن سيارتو وقبل ما يدير راسو إلا بشي حار صادم فيه ومخترق جسمو بين منطقة الكتف والرقبة... ففتّح عيونو ع آخرهم مش مستوعب شاللي صار معاه شالل إيدو اليسار هيك ومفقدو السيطرة ع الدركسيون لدرجة ما بعرف كيف الله ألهمو يوقف السيارة... وهو عم يسمع صوت بكاها من صوت إطلاق النار المصوب ناحيتهم وناحية رجال الحماية فنطق مهوّن عليها بنبرة تقيلة: ما تبكي يا عمري ما رح يصيرلك شي طول أنا عايش...* وضغط ع حالو رافض يمسك بإيدها المصرة تمسك بإيدو.... محاول يحرك حالو ليسكر الباب عليه ويسوق لو كم متر ليأمن عليها بعيد عن هالطلق الناري وهو عم يسمع رجاها من بين دموعها: عبـد الـ ـعزيز ما تتـرك إيـ ـدي الـله يـ ـخلـيك!! فتنهد شادد ع حالو محاول يسكر الباب بإيدو المتصاوبة لكن ما قدر يمسك الباب ولا قدر ليرد عليها من الدوخة الفتلت براسو ومن ارتخاء جسمو من قلة الأكل وشرب مي الما حس عليهم غير هلأ ... وما وعي ع حالو وهو عم يحاول يسحب الباب غير واقع بقوة* ع زفتة الطريق وهو عم يكتم وجعو من حم الخبطة ع كتفو المعترض لطلق ناري... فأجى ع وجعو محاول يقوم ليساوي واجبو معها بحمايتو لإلها لكنو ما حس إلا بشي خابطو ع راسو مخليه يفقد نص وعيو حركيًا وبصريًا أما سمعيًا كان واعي وبقوة لصريخها وهي عم تحاول تقرب منو: عـبـد الـعـزيـز!!!!

لــأ!!!

لـــأ!!!!

عــبـد العـزيـز...

لــا عـبـدالـعـزيز!!

وتصرخ أكتر بشكل صالب روحو... بدون كلل أو ملل رافضة جرها بعيد عنو من خوفها عليه بدل ما تخاف ع نفسها وهما عم يسحبوها بوحشية ناحية السيارة المش هاممها لمين هي ولوين رح تروح فيها لإنها بدها تطمن ع ابن الخيّال القررت تسامحو ع كلشي كرمال بنتها الجاية ع الطريق وكرمالها هي لإنها اكتفت من الضعف والهوان والمذلة لكن بجرهها بعيد عنو حرموها فرصتها.... فصرخت بعجز من بين شهيقها: عــب ـــدالـ ـعَـ ـزيـز حـٰ ـبــيـ ــبـي مـ ـا تـ ـتـ ـخـ ـل ـ ى عــ نـ ـا...

عــب ـــدالـ ـعَـ ـزيـز ~~~

وغاب صوتها المش مصدق إنو سامعو من اختفاءو مع تسكير الباب عليها ليتحركوا فيها بعيد عنو غصب عنو للي عم ينزف دم وهو مش حاسس فيه ولا بالمطر العم ينزل عليه ولا باللي رح يجيه من صوت عمو جابر وهو عم يكلمو باليوم الانقتل فيه أبوه وكأنو هالكلام ما سمعوا من 18 سنة إلا عم يسمعوا هلأ بلا وعيو: دَعِ الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشاءُ

وَطِب نَفساً إِذا حَكَمَ القَضاءُ

وَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي

فَما لِحَوادِثِ الدُنيا بَقاءُ

وَكُن رَجُلاً عَلى الأَهوالِ جَلداً

وَشيمَتُكَ السَماحَةُ وَالوَفاءُ

وَلا تُرِ لِلأَعادي قَطُّ ذُلّاً

فَإِنَّ شَماتَةَ الأَعدا بَلاءُ

دَعِ الأَيّامَ تَغدِرُ كُلَّ حِينٍ

فَما يُغني عَنِ المَوتِ الدَواءُ

وعام بعالم بعيد بعد السما عن الأرض مع بعدها عنو أمتار تاركينلو روحو تزهق رغم عدم فناها... لإنو الموت مش إنك بس تندفن تحت التراب... مرات الموت إنك تفقد شي غصب عنك رغم إنو محلل إلك ومش محرم عليك...

الموت إنك تنكسر وإنتا بقمة قوتك وثقتك بنفسك وتيجي نفسك الواثق منها كل الثقة تكسرك...

الموت إنك تحسن الظن بشر عدوك مع احبابك وتلاقيه طعنك بأبشع مما ظانن...

الموت إنك تسمح لهالأوجاع تقع من سوء توقعك... لحظتها هتدرك إنك دبحت روحك ورجولتك الفيك... وما عاد في شي بحييها لو شو ما عملت لطالما ما عوضت يلي فقدتو وزيادة... فمعقول وصية العمة نداء لإلو يا بائع الصبر لا تشفق على الشاري فدرهم الصبري يسوى ألف دينار... صادقة لإنو الصبر هيكون عدوو بدل ما يكون رفيقو... ولا لتكون وصية أبوها لإلو أصدق منها دامو صدق بوصيتو كرمال يشبع منها لآخر مرة.... لإنوهو لا شم ريحتها ولا شبع منها ولا حتى حتى اكتفى من قربها الما ثمنّو وهو عندو بلا قصد من انشغالو مع عيلتو وحلالهم.... فما دامو ما ثمنو وهو قربو...* شو رح يعمل بس يدرك إنها هي هتفارقو ممكن مش ليوم ولا لأسبوع إلا لشهور وشهور...

هو شو بدو يعمل لما يصحى ع وجع أشد من وجع جسمو من فقدو إياها ورغبتو ليتطمن عليها... لدرجة لما صحي من بعد انتهاء مفعول بنج عمليتو* سأل جدو -القاعد جنبو عم يقرأ قرآن- عنها وهو متجاوز وجعو: وين مرتي؟

الجد بلع ريقو مش عارف شو يقلو من الغل الحاسس فيه غير إنها: بأمان!

عبد العزيز ما صدّق جدو فبسرعة دفع حالو بدو يقوم لكنو لقى حالو مقيد... فصار بدو يكسر القيود العليه زايد جرحو وكسر دراعو وكتفو سوء... وهو عم يصيّح: جدي ما تكسرني!

جدي ما تكسرني!

الجد ما قدر يمسك دموعو بس شاف حالتو المخيفة والمكسورة هيك... فبسرعة لف عنو رانن الجرس كرمال يجيوا يعطوه أي شي ليهدوه بالنوم.... من خوفو ليقلب الدنيا فوق راسهم... فخليه يكنلو شوي هون وهما يساووا العليهم يساووه بترجيع مرتو غصب عن عيلة دهب البدعوا فيهم بإطلاق النار عليهم صابين مؤيد بدراعو وجاسر دهب بجنبو وكتفو وماخدين بناتهم ع التحقيقات كرمال يضغطوا ع جاسر الهارب يدلوا بمكانها العاجزين يلاقوه رغم إنهم مراقبين خطوطهم ع أمل يلاقوا لو حبل خيط بسيط غير بقع الدم وأرقام لوحات الماتورات والسيارات المزيفة الكانت موجودة بساحة الجريمة واللي لقطتهم كاميرات المراقبة بشكل عشوائي محير فيه الشرطة... لإنو بقية الكاميرات المخصصة لرصد الشوارع الهربّوا منها بنت دهب مش حافظة لإلهم إي اثبات بوصّلهم لمرت ابنهم الما نفع معاه المخدر من الغل العم ياكل فيه جايبلو الأعصاب والشقيقة ومؤخر خروجو من المستشفى من تعقد حالتو مع فقدان السيطرة الهو فيها* وتحويلو لوحش كاسر من تجبر أهلو فيه وتقييد حركتو خوف ما يساوي شي بحالو ولا بغيرو من كتر ما عم ياكل بحالو من قدرة عيلة دهب لتلويلهم دراعهم للمرة التالتة من بعد قتل أبوه وغدرهم بعمو جابر... فهيطق إذا ما قام وردها لعندو...وهينجلط إذا ترك اعداؤو ينتصروا عليه قبل بداية المعركة الأولى بينهم بساحة الحرب... وهيجلد حالو إذا ما سكّت لسان الظانين فيها ظن السوء باتهامها بالتخطيط مع أهلها... لهيك هيجي ع نفسو ويقوم يدور عليها ويقص كل لسان قال عنها متفقة مع أهلها لإنها شافت الويل عند أبوها وما هربت منو فمعقول تهرب منو هو... مجنون يحكي وعاقل يصدق ودامو هو عاقل وفاهم قاعدة الغاية تبرر الوسيلة...* ما رح يتهاون مع أعداؤو الخاف الله فيهم وهما ما خافوه فيه... ويصف بصف عمو كنعان ويدعم دخول مرتو ع بيت العيلة ليكسر فيها عماتو القالوا عنها متفقة مع أهلها... ويلف حوالين نداء ليعرف وين مكانها الصار مع مضي الوقت بكل خطوة عم يسعيلها إياها فيه ببحثو عنها يدرك بعادها عنو عم يقتلو لدرجة حاسس قلبو لو هي رجعتلو هيحبها حب ما حبو لحد قبلها ولا بعدها... لكن بعد شو؟

بعد ما راحت من بين إيديه وهي حامل ببنتو ومالها غيرو ومأمنتو على صونها ونصرتها وهي ضعيفة... ورافضة طلعتها معو ونمط الحياة البدو إياها تعيشو...

عن أي حب بدو يعطيها إياه وهي فقدت شي منها... فمش مزبوط إنك توعى متأخر أحسن من ما توعى بالمرة...

مش مزبوط إنو فيه لكل شي فرصة...

مش مزبوط إنو كلشي قابل للاصلاح بعد الكسر...

مش مزبوط إنك بتقدر دايمًا تعوض...

مش مزبوط إنك تظن خير وإنتا مش سائل بوجع القبالك دامك طفيتو من ثقتك بحالك...

المزبوط إنك تنتهز الفرص لحظتها وتعطي المجبور تعطيه مش اللي متوقع منك تقدمو من يلي حواليك... العمر ضيق... اليوم إنتا ع الأرض بكرا هتكون تحت الأرض... فلا الوقت ولا الفرص لحظتها بتفيد دامك هتكون بين إيدين ربك إنتا ولا بنت قلبك... لهيك ما تتوقع باللي جاي... فكر باللي إنتا فيه.... لإنو ما حد بضمن الزمن... ولا حد بضمن العمر... دام الكون مش بإيدنا...

فلا الصحوة فادتو ولا الغفلة الكان عايش فيها قبل الصحوة هوّنت عليه... لإنو عجلة الزمن جت عليه بأشد الطرق وجعاً وهو مش مستعدلها... ولإنو انضرب بأشد النقاط ضعفًا الكان ساهي عنها وهو جدو الكان متيقن من نصرتهم لحقهم ع مرأ العيون وبما يقول العرف عندهم... لكن يلي صار مهزلة بحقهم وبحق اسمهم... وكرمال ما يضمن اختفاء مرت ابنو كنعان الكان عارف عنها وما تكلم بخصوصها خوف ما يخسر شي خسرو من قبل مع أحد ولادو ويكرر الغلط والذنب نفسو... قرر وهو عم يحاكي عاصي
الخبرو (لحق يا عمي لحق... ابننا الخيّال تصاوب هو ورجالنا ومرتو مش مبينة)... اللي رد عليه بلا قصد من قوة الخبر عليه: ابو جنرال وحد ربك شو عم تقول!!

أبو جنرال جاوبو وهو عم ياكل بحالو من خوفو ع رفيق ضربو وصديقو الصدوق: لا إله إلا الله عمي ما تيجي علي بسرعة تعالوا ع مستشفى شمس عم نستناكم وسكر الخط بوجهو مكمّل شغلو مع الشرطة.... ومخلي الجد يركض بالبيت منادي ع ابنو كنعان الكان واصلو الخبر هلأ شو صار مع ابنهم ومرتو ومبين عليه من جواتو نار عم تشتعل: كنعان!!! يا كنعان!

كنعان لف مواجه أبوه وهو مش قادر يقلو نعم يابا... وبهت بس سمع أبوه عم يؤمرو بدون أية مقدمات: مرتك هتجيبها وكلامي معك بس جيت ع المستشفى بأول يوم من رجعتك للبلد قلتلك لمات أخوك ما فيه رجعة وهتبقى معنا ومتجوز أي وحدة بدك إياها فكان قصدي ع بنتهم يلي هتجيبها لهون وأنا بعرف كيف داوي دهب...

وبهت مطالع أبوه الما لحق ينهي كلامو إلا بصوت سيارة مسرعة مقاطع جوهم ومخليهم يلفوا يشوفوا مين هالمجنون العم يسوق هيك بانصاص الليالي إلا كانت عمتو نداء الوقفت سيارتها تحت زخات المطر وهي عم تصرخ بصوت مخيف مش محترمة فيه بيت أخوها: كـنـعـان!!!

كنعان بسرعة ركض لبرا يشوف شوفيه ناسي المطب العملو بعمتو كرمال تجيبلو بنت دهب لعندو قبل ساعتين وبهت بس لمحها كيف عم تسحب إميرال من سيارتها وهو عم يقلها: جنيتي!!!

العمة نداء ردت عليه وهي عم تلفلو وجهها* صافقتو كف حامي ع خدو قدام عيون أبوه والخدامات القاموا يشوفوا شوفيه: زبالتك اللي بديتها علي بكل ندالة... هيها... ودفعتو بحرة مكملة... تساوينا بالضر... فتفضل خدها قبل ما أنزل فيها بالرصاص قدام أبوك!!

كنعان جحرها وهو عم يتبلل بمية الشتا سائلها بصوت قاسي رخيم: شو قصدك تساوينا!!!

العمة نداء حركت إيدها لعند إيدو المحطوطة ع كتفها دافعتها بعيد عنها بغل
وهو عم تقلو: إنتا وفهمك... ويلا خد زبالتك ال***** قبل ما اقتلها هي والتوأم الحامل فيهم...

كنعان تنفس بتقل وهو عم يقرب من إميرال المش قادرة تتحرك ومغطية أنفها من ريحة المطر خوف ما تستفرغ لكن بقربو منها ومن خوفها منو ما لقت إلا معدتها ماعت ودفعتها تستفرغ يلي ببطنها عليه وع الارض... فشتمتها نداء بقرف مصيحة: ####### خد الع**** بسرعة!!!

كنعان انفعل ساحبها بسرعة من سيارتها وحاملها ع إيديه بكل خفة من وزنها الخفيف وهو عم يقلها: الحرب بيننا سجال فما بنصحك تكملي...

العمة نداء رفعت حاجبها مطالعتو باستتفاه منذرتو: فكرك أنا خوض الحرب سهل معاي... أنا ما بهنى إلا لأكسرك بطرقي... واللي قبلك خير دليل... وقربت منو طابقة الباب الكان مفتوح ناحية بنت جاثم مكمّلة معو بتهديد لإلو: دامك ما توجعت لتتعلم هاعرف كيف علمك... وبيننا الأيام يا ابن أخوي...

ولفت حالها متحركة لعند سيارتها وهو مش مجاوبها لإنو ما بحب يجاوب باللسان إلا بالفعل فتركها تفارقو هي وسيارتها الفارهة وبسرعة تحرك ببنت جاثم التغرقت معو بالمطر لبيت أبوه الوافق ع دخولها العيلة...* وهو مش هامو كيف هتكون أيامها عندهم سعيدة ولا تعيسة دامها دخلت العيلة وهتجيبلو توأم ولاد... وهيسميهم غصب عنها ع اسم أخوه جابر وأخوه ضرغام... ويكبّرهم ع الشهامة والشرف مش متل ما أهلها ما بربوا ولادهم وبناتهم الهي منهم ع قلة الأخلاق والشرف... بدون ما يسأل بأمهم الهتشوف الرفض والنكر والنبذ من خواتو سواء بالنظرات أو بالتلميح من تحت لتحت -لما ما يكونوا رجال الخيّال بالبيت- مش سائلات بنفسيتها المدمرة وصحتها المعدومة لا هما ولا رجال الخيّال اللاهين بقصة رد حقهم واسترجاع مرت ابنهم التحول لحد قاسي مقضيه شغل وسفر ورياضات خطرة وعمرة وحج وتطليع أموال والتواصل مع محققين دوليين ع أمل يلاقوا مكان لإلها يدلهم وين هي دام فيه خطوط دولية عم تتصل ع عبد العزيز من غرف بعض الفنادق المصرية والتونسية واليونانية والألمانية والنمساوية كرمال يقطع الابحار والمحيطات من شان يفقّد هي وين كانت وكيف كانت عايشة ويحتفظ باللي تاركينلو إياه بغرفة الفنادق متل خصل شعر ع مشبك شعر ولا فرشاية شعر وملابس بيبي وهو عم يبكي بقهر عليهم من عجزو ليصلهم... ومن عجزو ليكسر العدو العم يقهر فيه من جهلو بالمحاربة معو... لكنو بكفيه يعرف مين هو دام ما فيه غيرها للعارضة ديدي البتملك هالنفوذ المتمددة الكان مستهين فيها معو.... لهيك هيستعد ويتصيدلها الذلات كرمال يكسر قامتها لكن كيف ومتى دام الشهور الطويلة عقبتها شهور أطول... وبنت قلبو مش بين إيديه لا هي ولا ابنو البقيلو من آثارو المتروكة بعدة دول.... فرغم مرور الشهور والقهر والضعف الحاسس فيهم هو متيقن إنها هتردولو متل ما ردت هايدي لجدها... ومتل ما الأميرة بيل ردت للوحش...* فينعزل عن أمو وأختو وعاصي وجدو المقهورين ع حالتو وعم يطالعوه بحزن كبير وكسرة خاطر ويطالع صفحات الجرايد المنشور فيها خبر زواجهم وتهنئة معارفهم ع زواج الصلحة الصار بينهم وبين عيلة دهب كرمال لما تخونو ذاكرتو من قوة الشوق ناكرة إنها دخلت حياتو بيوم من الأيام تكن وترحمو... فيضغط ع إيديه العم ترج من حدة أعصابو سائلها وكأنها قدامو: جودي وينك؟

ويبكي غصب بكاء قهر وعجز وغل لإنو ساوى* كل يلي بقدر عليه ومش عم يلاقيها... فيطمر راسو بإيديه وهو من جواتو عم ينادي عليها...

بس لا النداء ولا البكا ولا بذل المجهود عم يجيب نتيجة... يبقى شاللي بجيب نتيجة كرمال يضمن تكون معو.... غير الصبر... لإنو الصبر حيلة لمن لا حيلة له... بس معقول الصبر بفيد القلبو المصهور من غياب الحبيب ولوعة الانتظار...

الأيام وحدها بمشيئة رب العالمين عالمة الجواب...

فيا أيام مري وخلي المجهول مكشوف... والبعيد قريب... والغايب موجود... والشر خير... والضيق فرج... والبؤس فرح... والدمعة ضحكة... والخوف قوة... والهزيمة انتصار... والوحدة لمة... لإنو رجال الخيال ما عادت تحْمل... ولإنو العمر بمر والأماني ناقصة والبخت مفارق... والدمع مرافق...

نقطة.
نقطتين..
تلاتة...

صمت حل علينا وموقفنا بعتبة عيلة الخيّال التسكر بابهم بوجهنا من الضيق الخانقهم والطعنات العم تتسابق عليهم... واحنا ثابتين مكاننا واثقين ما بعد الضيق إلا الفرج... وما فيه ليل معتم مالو نهار مشرق... فاليوم احنا معهم بليلهم المعتم لكن بكرا بمشيئة الله هنكون معهم بنهارهم المشرق...

فكونوا بالقرب كرمال نشاركهم إشراقاتهم وكشف المستور ونزع الوهم من بينهم بالجزء التاني...

مع كامل حبي وتقديري
فاطمة بنت الوليد

تم الجزء الأول ولله الحمد ب29/9/2022
وابتدأ ب23/8/2021

فالرواية اخدت معاي بالزبط سنة وشهر وخمس ايام وليلة شغل وبحث وتأمل وتنقيح... فشكرًا كتير لإسراء وآية وهدى ومرح ورغودة بنت قلبي وبنت نابلس يلي انضمت إلنا جديد وبنت اليمن حبيبة القلب منال وحنين الفلسطينية طالبة الأي تي واثير صندوق المفاجآت الداعمة الأولى لإلي وهانية وخديجة حبايب قلبي وبنت الاردن بانا المعاي من بداية طريقي وأميرة بنت الجزائر المعاي من ايام براءتها تذوّب وولاء السورية💓... شكرًا كتير لإنكم كنتوا لإلي الوقود والبسمة ع وجهي...

شكرًا لكل قارئة علقت او صوتت...

شكرًا للقراء القدامى العم بدعي الله انجمع فيهم...

بحبكم كتير الله يحفظكم وان شاء الله بنلتقي قريبًا بالجزء الثاني بعد ما خلص لمساتي النهائية ع الجزء الأول...

وصحيح في تفاصيل بسيطة تقصدت ما اذكرها بالنهاية كرمال نبلش فيها الجزء التاني يلي رح انشرو لحال ع صفحتي هون بعنوان سجير الانتقام بإذن الله💓

 
 

 

عرض البوم صور رنين رنين   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم قصص من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:21 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية