كاتب الموضوع :
رنين رنين
المنتدى :
قصص من وحي قلم الاعضاء
رد: رواية سجين الانتقام
الفصل التاسع عشر
قراءة ممتعة🌹
عبد العزيز! رد علي حبيبي! مالك؟
عبد العزيز سامعها عم تنادي عليه بخوف وقلق لشي هو مش عارفو من تعب جسمو وتقلو المفاجئ المخليه ما يحس بإيدو وهو عم يرفعها كرمال يضمها لصدرو تَترحمو من منادتها وينام بدون مقاطعة منها ولا من غيرها.. رغم إنو لا هي ولا غيرها رح يقدروا يحرموه من النوم الغرق فيه بلا مقدمات وهو عم يسحبها لصدرو مو حاسس في حالو ولا في العالم اللي هما فيه ولا حتى فيها هي يلي حامت حواليه مفكرتو عم يمثّل عليها رغم إنو ولا مرة مثل عليها... فرفعت إيديها الرقاق ع وجهو بحنين رايقها تمثيلو معها لكن هالروقان تلاشى بس حستو مش عم يعبر لمسات إيديها ع وجهو... فردت تنادي عليه بشك ممزوج بخوف: عبدالعزيز!!! عبد العزيز رد علي....
للأسف الشديد ما فيه منو أي رد ع مناداتها لإلو... فبعّدت عنو بدها تقوم لعند الست سمية كرمال تيجي تشوفو معها مالو لكنها تراجعت قبل ما تنفذ يلي ببالها من خوفها عليه ليصيرلو شي فبكت جنبو عاجزة شو تسوي معو من جهلها بهالقصص هاي... فقربت منو ماسحة ع وجهو وضاربتو بخفة أكتر من مرة طالبة منو يحس فيها ويطمنها عنو: عبد العزيز... حبيبي رد علي!! إنتا سامعني!؟
لا رد.. لا تمتمة منو أو حتى ضحكة تهون خوفها عليه لكن الله تلطّف فيها لما شاء ابن الخيّال زوجها يرفع حاجب من حواجبو وينزل التاني متل يلي عم يتوجع من جواتو بدون ما يئن أو يطلّع صوت فتنهدت ماسحة ع وجهها مش عارفة شو تسوي معاه... الحمدلله إنو عايش عم يتنفس بس شكلو موجوع كتير ومخبي عليها... وهالفكرة هادي حسستها بالخوف من يلي عم بصير معو ومن آثارو عليها... فبسرعة طوقتو بإيديها ضاممتو لصدرها بفطرتها الحنونة وهي مش عارفة شو تقلو كرمال تخفف عنو وجعو أو حتى كرمال تقويه...
معقول تحكيلو حكاية من يلي بحكيلها إياهم ولا تمسح عليه بحنية... ولا تصرخ بصوت عالي ع الست سمية... بس لو إنو صاحي شوي كان فتحلها تليفونو كرمال تبحث عنو (عن اعراض تعبو) أو تتصل ع الست سمية... ليه هي ما عندها تليفون ولا ايباد متل الست سمية لاه من بكرا طالبة منو يجيبلها تليفون كرمال تحاكيه وتطمن عليه... فتنهدت بعجز من الافكار المخلبطة الحاسة فيها من تأجج مشاعرها من فكرة ما في عندها تليفون تتصل ولا حتى تبحث منو كرمال تفهم شو مالو لتهون عليه... وقربت منو بايستو بوسة رقيقة ع جبينو ومنادية عليه: عـ~ لكنها كتمت بقية الحروف بصدرها محتارة تثق بصوتها الداخلي يلي بقلها رح يصحى ولا بعقلها يلي بقلها ما رح يصحى عليكي وما تغلبي حالك لإنو تعبان وبس محتاج ينام وممكن لإنو ما باكل منيح متلك لإنو عم بصير معو متل ما كان يصير معك... فزفرت من تفكيرها يلي حسسها بالغباء والتقصير بحقو لإنها هي ما بتهتم فيه متل ما هو عم يهتم فيها... وهالفكرة هادي حسستها بالرغبة لتخجل وتتوارى عن عيونو وقربو بس ما فيها من قلبها المنطوف عليه فردت ضمتو بايستو ع راسو بحرص كبير وهي عم تهمسلو: أنا مهملة كلو مني أنا الوحشة...
وردت شدت عليه أكتر رافضة تلاحق رغبتها بالمواراة وهي مش حاسة ولا فاهمة ابن الخيّال يلي مش قادر من ضغط راسو الرح ينفجر من ورا كلمتها يلي مالها داعي وجابتو جياب وخربت الإيقاع يلي ماشي فيه معها...
هو ما عندو مشكلة إنها تبلش تحبو ولّا تكون حبتو فعلًا... إلا عندو مشكلة بخارطة المفاهيم المتعلقة بالحب عندها... من ورا الصور يلي حفظتهم نغم الغدارة بتليفونها... وانحفروا حفر بذاكرتو يلي ما بتخونو بهيك قصص وبحفظهم بدقة متناهية... وهالنعمة عليه تحولت عليه لنقمة خلتو يحس بخلل...
ما بعرف ليه بس سمع منها هالكلمة المن خمس حروف انهار فورًا جسمانيًا وتعب نفسيًا لدرجة مش حاسس بحالو... لكن وين يضلو مش حاسس بحالو وحضرتها عم تتحرك جنبو لتضمو وتبوسو وتكلمو بدون ما ترحمو وتقلق برغبتو لينام تما يفكر بشي... ويرد تمام أول ما يصحى... مش هي هيك بتساوي مع نفسها لما تتعب... بس باينتو حضرتها استكترت عليه النوم ودارت بلمسات إيديها الرقاق وشفتها الناعمة البريئة على وجهو... مكلمتو بصوتها المخنوق الخايف رافضة تسيبو بحال سبيلو... فاضطر يقوم فجأة رافع حالو بالغصب ليسحبها لصدرو وهو عم يترجاها: بس نامي وارحميني...
وشد عليها كرمال ما تتحرك... بس كيف يشد على تمها من شان ما يضلو يتكلم وهي عم تقلو: فكرت صارلك شي... خفت عليـ~
ما خلاها تكمّل كلامها لإنو لزّق وجهها بصدرو لترحمو وينام بدون ما يفكر بشي... ويحذف يلي صار... بس محاولتها لتتحرر من إيديه وشعورها بالخنقة من شدو على راسها ليقربها من صدرو خلتو يحررها من شدو على راسها وبعّدها عنو مفقدها بحرص بس سمع صوت كحتها خايف لتكون انخنقت... ورفع حالو متنفس راحة بس تتطمن عليها إنو كلشي عندها تحت السيطرة معلق: أهلك خلوني اتجوزك لابتلى فيكي...
جودي طالعتو مش فاهمة شو مالو هادا تحوّل... ما كان معها بضحك وما أحلاه وفجأة تحوّل مش طايقها وبسألها عن أهلها مالو شي...
بسم الله عليه مالو... ماخد شي... ضاربتو عين قالبتو قلّب ولا شو بالزبط... فطالعتو من طرف عيونها بدون ما تنطق بحرف وبس شافت نظرة عيونو يلي ما بعمرها لمحتها بأي نظرة من نظراتو لإلها من قبل.... ما عرفت كيف رح تبلع ريقها وهي عم تتنفس فشرقت مخليتو بسرعة يقوم معدل قعدتها ليدق على ضهرها خوف ما تنخنق وهو عم يعاتبها: مش عارف شو بدنا نسوي بهالعادة السيئة يلي عندك... فهميني في حدا بنسى يتنفس... وين فكرك بروح بس فهميني...
جودي ما بتعرف ليه مش عم تزعل من كلامو إلا بالعكس حضرتها طايرة من الفرحة كيف عم يحاكيها ولا كيف عم يهتم فيها... وفوقها حاسة بحب كبير للشرقة يلي خلتو يعبّرها... فركت راسها على صدرو عم تتبسم معلقة برضا: ما تعصب وخلينا ننام لإنو أنا ~~تثاوبت مكملة... بدي نام...
ضحك بمرار البنت مبسوطة بعد يلي عملتو معو فهمسلها بنبرة ما فيها نتفة مزح: بنت شو بتهيألك إنتي... وأشر على دماغها... هادا شو عم يدور جواتو... حاسك عم تدوري حوالين شي...
جودي صارت تطالع من طرف عيونها شمال يمين محاولة تفهم كلامو المحسسها كأنها مجرمة خطيرة ولا حدا مطلوب للأمن... فمش عارفة شو تقول من سرحانها بالجواب إلا بصوتو المرجّعها للواقع: هممم ما عندك رد!! لسانك راح!!
انفجرت ضحك... مش فاهمة شو مالو.... ولما حست عم ينزل راسو من وراها من فوق وهو قاعد وراها عم يحاصرها.... بسرعة هربت منو وهي منفجرة من الضحك... فتيجي بدها تقلو مالك ليش هيك بتسوي معاي وبتحاكيني... ما تقدر من انفجارها بالضحك... وهو بس شافها هيك عم تضحك... ضحك معها غصب عنو من جمال ضحكها وصوت ضحكتها... فحك راسو وهو عم يطردها: قومي من عندي نامي برا وارحميني من مخك الضارب بآخر الليل...
جودي هون رفعت حالها وهي عم تحط إيدها على بطنها يلي بلش يوجّعها مع الضحك محاولة توقف ضحكها وهي شاكة إنو بحكي جد... فطالعها بعيون يعني تسهلي شو عم تستني... ضحكها اختفى مش مصدقة وقربت منو بعيونها الجاهزة للبكى بأي لحظة: جد بدك إياني نام برا... وطالعتو منتظرة منو رد...
ما رد عليها بحرف بس اكتفى يطالعها فخافت منو باكية وهي بدها تقوم من عندو فسحبها لعندو مخبرها: ناقصنا زعلك... نامي بدون ولا أي كلمة فاهمة...
فنطقت باستياء منو وهي عم تعطيه ضهرها بدون ما تحس بصوت عالي: مفصوم...
هون ابن الخيّال انفجر من الضحك بدالها: هههههههه من وين بالله جايبتيلي هادي الكلمة...
جودي جفلت معقول علقت عليه بصوت مسموع مش بسرها... يا فضحيتها قدام الست سمية يلي فهمتها شو معنى هالكلمة كرمال تحطها بأحدى حواراتها القصيرة بالقصص المصورة البسيطة يلي عم تعملها كرمال تعبرعن الرسمة يلي فيها وجه حزن ووجه فرح بأحدى رسماتها وهي من الدهشة تكررها بينها وبين نفسها كل ما تقعد مع حالها ضاحكة بانفعال من سعادتها لمعرفة كلمة جديدة... بس باينتو السعادة يلي حست فيها هداك اليوم هتسم بدنها هلأ وهتخرب بيتها فيها معو لا قدر الله... فبوزت ساحبة الغطا لتغطي وجهها وهي مفكرة حالها اختفت متل ما بصير مع الأميرة ذات جلد الحمار بس تلبس العباية المصنوعة من جلد الحمار معلقة مع حالها بكلمات تعبيرية تارة ناقدة وتارة مهونة على نفسها: هبلة... ضروري تحكي... كلو من الست سمية...
ما بدي اتعلم...
انام أحسن...
وما وعت على كلامها مع حالها غير إنها نايمة جنبو هو يلي ما قدر ينام زيها بكل راحة وبساطة من ورا الأفكار يلي ارتبطت بذهنو وسرح فيها بمجرد ما اعطتو ضهرها لتنام بدون ما يعطي بال لكلمة مفصوم لإنو في شي شاغل بالو ومصدّع راسو وحارق روحو...
هي أكيد قالتها مزح بس هو ما في عندو مزح بهالكلام وهادا يلي زاد الطين بلة وخلا دماغو ما يقدر يتعامل معها ككلمة عادية بقدر يمر عليها مرور الكرام بدون توقف... وين يحب فيها ويعاملها كمحب مش كزوج وعمو مخطر والمشاكل يلي بينها وبين عيلتها ما خلصت... فما قدر يبقى جنبها... ولا قدر حتى يبقى مكانو بدون ما يتحرك من تفجر الدم بجسمو من حرارة النار الشابه فيه فسحب حالو بعيد عنها محررها من إيديه وعبر الحمام ليتحمم بمي باردة بلكي يطفي نارو المتأججة جواتو...
هي من حقها تحب... هي من حقها تغلط كرمال تتعلم وتستغفر ربها.... ومالو حق عليها باللي سوتو قبل زواجها لطالما ما بمس حياتهم هلأ... واحتمال كبير حبها السابق ما يأثر على مسار حياتهم طول مهو مش عارف وجاهل عنو... بس للأسف الشديد من ورا خرابة البيت بنت عمها جاثم خلتو يشتاط مش عارف هي شو موديها لهيك باب وكم مرة عبرتو...
والسؤال الأهم أبوها وينو عنها ما بغار على بنتو وسمعتو وعرضو... عادي بنتو تقابل الناس وخاصة الشباب بلبس مش مستور وفوقها قاعدة جنبو بعلمو ولا من ورا ضهرو... هادي هي ترباية المسلمين... هادا هو حفظهم لطاعة الله ووصايا الرسول ...
لا لسا واللي يلي قعدت معو ولا مع غيرو كيف فيه يحذف صورتها من بالهم شي مالو حمل عليه ولا إلو قدرة عليه... فكرة إنها محفوظة بذهن حدا بتدبحو... فكرة إنها غافلة عن يلي عم تعملو عم تكويه... وينها بنت عمها ليدفنها... هادي يلي لازم تنوأد... نازلة بجر (بتجر) بنت عمها للتهلكة وبئس المصير من ممشاها البطال بالحكي مع الشباب والتمصرف على حسابهم... ما شاء الله على مفهومها للحياة والرجال وحسن الأخلاق المحرومة منو...
ما قدر يتحمل التفكير بهالموضوع أكتر من هيك فمسح ع وجهو تحت المي الباردة يلي ما خففت نقطة من نارو فسحب حالو بعد ما وقف الدوش منشف جسمو ولابس روب الحمام مستعجل ليطلع من هون... وهو عم يكرر لنفسو (عفا الله عما سلف) للبرية يلي عندو... واللي كانت واقعة بين براثن الشياطين يلي عايشة بينهم تحت مسمى عيلة...
فتنهد موقف قبال الخزانة بدون ما يطالعها هي النايمة والمغطية جسمها بالكامل.... معجّل حالو ليطلع من عندها خوف ما يكبّر معها بالكلام لإنو مش متحمل حالو... وسحب حالو طالع من الڤيلة بدون لا يتعطر ولا حتى ياخد ساعتو معاه لإنو تارك ساعات وعطور لإلو في السيارة لوقت الزنقات... وحرك سيارتو طالع من البيت مع سيارات الحماية وهو عم يسمع صوت أدان الفجر... فاضطر يحرك سيارتو لعند أقرب جامع لإلو بالطريق كرمال يصلي جماعة مع المصلين بعد ما توضى بمتوضأ الجامع....
وشو كانت صلاة الفجر شاغلتو عن النار المتأججة جواتو بجمال صوت المقيم الصلاة فيهم... واللي بمجرد ما اختفى بعد ما انتهوا من الصلاة راجع للواقع مستغفر ربو من الشر الحاسو عم يكبر جواتو من الغيرة العم تصلي فيه صلي فبسرعة قام وهو عم يقرأ اذكار بعد الصلاة مع أذكار الصباح متحرك لمكان زمان ما راحو ولزمو الوضع ليمر عليه ويفش غضبو فيه قبل ما يروح ع الشركة... لإنو ما في شي هلأ هيهون عليه جنونو المش قادر يسيطر عليه غير لعبة الكارتينج يلي بتخليه ينسى حالو هي والقفز من المرتفعات والمغامرات الخطرة البتخليه ينسى كلشي ويرد لعقلو وتسامحو مع الناس في حالة فقد السيطرة ع منطقو لإنو بغلطة وحدة وهو بقمة السرعة والجنون ممكن ينفنى وفكرة الفني (الفناء) ومفارقة الحياة بثواني معدودة بتخليه يسترخص كلشي وما يعطي الشي أكبر من حجمو ع حساب حياتو ونجاحو... فعبر من بوابة الحلبة مسلم على الحارس من بعيد ومؤشرلو بإيدو يشغل كلشي لإنو مالو خلق يحاكيه لا صوتيًا ولا تليفونيًا هيك عقلو جاي اليوم...
وما فيه غير دقايق إلا تشغلت الضواو المركزة ع حلبة السيارات بالوقت يلي كان هو متحرك لعند أكتر سيارة بعشق يلعب فيها واللي لونها اسود ومكتوب عليه رقم عشرة... فركبها لابس الخوذة ومآمن ع حالو بحزام الأمان وحركها نازل لحالو متل المجنون في الحلبة وهو عم يتذكر طفولتو الممتعة مع صاحبو جوزيف المهووس بكرتون سابق ولاحق وبعشق مش اللعب بالسيارات إلا بسياقة السيارات الكارت وكان يزن عليه زن ليترك الدراسة ويجي يحضر معاه مسلسل سابق ولاحق ولا يجي يلعب معاه بالسيارة يلي أبوه جابلو إياها... وهو ابدّا ما بدو يترك الكتب بدو يجيبها الأول ويرفع راس أبوه... بس لما مات أبوه وحس الدنيا انسدت بوجهو وجوزيف اختفى وما فيه حد ينشلو من يلي فيه... جرّب شي ياما سمع عنو وما فكر بعمرو يجربو واللي هو لعبة الكارتينغ... وشو ادمن بعدها عليها وعلى كلشي مجنون بخليه يفجّر فيها اعصابو المجنونة... وهالإدمان ما صار عندو إلا بعد ما خصص حلبة لهيك لعبة بدون علم حدا من أهلو لإنو عارف جدو بطرقو رح يسكرها... فاستمر يلف ويلف وهو مصر ما يطلع من هون إلا وهو كابح كل مشاعرو المجنونة لإنها هي ما إلها...
هي جاهلة ومش فاهمة شي... أصلًا لو كانت بتفهم معقول تلحق الهبلة بنت عمها... بعدين ممكن بنت عمها جبرتها تساوي هيك من شان حيّل من حيلها مع الشباب ولا البنات لتوقع بينهم مش كل شي بنشاف بالصور بتصدق... فخلص اهدى شي صار وخلّص...
هو خلّص بس وينو جدها المرحوم عنها معقول ما حدا سائل...
سد الموضوع ما قدر يعطي فيه أكتر من هيك... كل هادا عشان قالتلو حبيبي... كل هادا ساوت فيه... فما لقى حالو غير عم يضحك عليها كيف متطورة معاه بالحكي قال حبيبي ومفصوم بتقلو... الله يستر من يلي جاي... فاستمر باللفات وهو عم يحس بكل لفة إنو مشاعر الشر عم تكن وتهدا وتوقف عن اللعب لحالو مدخل الحراس يلعبوا معاه ليغيروا جو وهو عم يضحك وفجأة تلاشت الضحكة بس انتبه ع اشعة الشمس عم تطلع فبسرعة وقف اللعب قايم يصلي الضحى وبعدها رد لسيارتو مسلم ع الحارس ومحرك سيارتو ع الشركة وهو مش مفكر بمدامتو يلي صحتها الست سمية تصلي الفجر وردت نامت بعد ما صلت وهي مش معطية بال للي كان نايم جنبها من النعس والتقل الحاسة فيهم مع الحمل... لدرجة ناسية عن يلي صار معهم الليلة... وساهية عن رغبتها لتهتم فيه وبصحتو... وعن طلبها ليجيبلها تليفونها الجديد كرمال تبحث منو وتحاكيه لما تشتاق لتسمع صوتو ولا حتى لما بدها إياه يرد لعندها لإنو تأخر عليها والبيت صار مخيف عليها...
بس وين فيها تقلو وتتطمن عليه وهي يلي فيها مكفيها مع هرمونات الحمل وتغييرات الجسم وهو مقدر وضعها ومو محتاج تقلق فيه هلأ إلا بس تقلق بصحتها وصحة البيبي يلي ببطنها وتبقى بعيد عن اخبار عيلتها وعيلتو المتعبة لإلها ويعطيها العافية هيك لدرجة بتكون ماخدة كل التقييمات والتقديرات العالية لإلها عندو... فتنهد مكمّل بالشغل الملان فوق راسو بالشركة وهو عم يضغط ع حالو كرمال ما يشت تفكيرو للموضوع البخليه يشب وبس رن منبهو قريب الوحدة بسرعة نهى الملف يلي بين إيديه وطلب السكرتير محاكية: عمر فيه هدول الملفات بتطلب منهم يعيدوا الشغل عليهم... وسحبهم معطيهم إياه مكمّل... واجتماعي مع مدراء الاقسام بدي إياك تخليه بكرا الصبح وتخبر المدراء قبل ما أصل بساعة وتبدل اجتماعي بهادا الوقت لبعد الظهر لإنو شغلتي مطولة مع مدراء الاقسام... ووقف ع رجليه ساحب مفاتيحو وتليفونو مخبرو: ما تنسى ترسلي مخطط الاسبوع لإنو ببالي شي بدي غيرو...
عمر هز راسو وهو عم يتبسم بسرو لإنو فاهم ابن الخيّال ماسك شي على بعض المدراء ورح يعصرهم فيه هما والبقية كرمال يغربلهم تغربل... ونطق بكل احترام: حاضر يا استاذ وان شاء الله مخططك الاسبوعي بكون واصلك قبل ما تصل سيارتك...
عبد العزيز هز راسو ماشي جنبو وهو عم يتذكر إذا فيه شي ببالو فاجى بدو يقلو شي لكنو أجلو لوقتو وطلعوا من الغرفة مسكرها بمفتاحو ومودع عمر
ليكمّل شغلو على مشروع جديد بمقابلة المحامين والمهندسين بخصوص الأراضي في المنطقة المقابلة للأراضي يلي صارلهم فترة عم يشتروا فيها لينفذوا مشروع زاد... كرمال الخطط الجديدة يلي تم عرضها من كنعان واللي دخل معهم شريك بنسبة كبيرة... فوقف السيارة بعد ما اعطى إشارة للحراس يوقفوا لإنو ما بحب حدا يسوق فيه... ونزل من السيارة يتأمل في المنطقة ويشوف شو بقدر يضيف للمخطط يلي اقترحو عمو كنعان بخصوص القرية المائية يلي رح يعملوها... فنزل من سيارتو وهو بس حامل معاه تليفونو وتارك الباقي بالسيارة لحد ما يجوا المحامين... وسحب تليفونو مآجل تفقيدو لبرنامج الاسبوعي الوصلو من سكرتيرو من قريب ساعة... ورن متصل على عمو كنعان الما كان حاسس بتليفونو يلي عم يرن لإنو كان حاطط وضعية عدم ازعاج ومالو خلق حدا من رغبتو ليحكي مع بنت دهب ويفهم منها كلشي من الألف للياء...
هو صح جدد العقد وقرر ما يطلقها وما يحرمها من ابنها بس هادا لا يعني الانبطاح وعدم الخوض في اللي صار بينهم قبل... لإنو حق من حقوقو يفهم كلشي من علامات الاستفهام يلي عم تدور حواليه وما عم تتركو بحالو من ورا الأفكار والصور والمواقف يلي عم تتردد بذاكرتو كرمال تذكرو هو كان شاكك فيها بس للأسف الشديد الحياة جت بصفها وبرأتها من ظنو فيها...
منطق يا الله هادا الصار معو... هو كم مرة شاف في رجال حواليها بفترات متباعدة وما لقى جواب وحتى لما خلا حواليها رجال يحموها من الزفت لوكا يلي وقعّت حالها معو بلبسها وشكلها وجرأتها ولسانها الطويل والمكان يلي رايحة عليه... معتقد ممكن هو بعت وراها رجالو ليخوفوها بس طلع توقعو مش بمكانو بعد ما قابلو رجل لرجل ليحل الموضوع معاه وفهم منو هو مالو دخل باللي جاي ينهيه معو مخبرو:
Chiaramente c'è stato un fraintendimento.Te lo giuro, non c'è niente tra me e quella ragazza. Canaan Non ho le ragazze giuste per essere costretto a innamorarmi di me. Perché la famiglia e l'amore sono sacri per noi. Questa accusa è un insulto alla mia virilità.
Perché tu lo sappia, se voglio spaventarla o
minacciarla, non solo mandare i miei uomini dietro di lei a guardarla, ma mandarli a ucciderla o a sparare ai suoi effetti personali e a questo mondo, e tu lo sai, non sei nuovo qui e strano su di noi.
Trova il tuo nemico da qualche altra parte che qui. Se vuoi aiuto, sono pronto per qualsiasi servizio per il bene di tua zia e la nostra conoscenza di te.
(الظاهر في سوء فهم واقسملك إنو ما في شي بيني وبين هالبنت... بعدين كنعان أنا ما بلاحق البنات ليحبوني... العيلة والحب اشيئان مقدسان عنا... واتهامك لإلي مهين لرجولتي)
(وليكون بمعلومك أنا لو بدي خوّفها أو هددها ما برسل رجالي بس مش ليلحقوها ليتطلعوا فيها إلا برسلهم إما ليقتلوها أو يطخوا ع ممتلكاتها وهادا هو عالمنا وإنتا مش جديد علينا وغريب عنا)
(فروح دور على عدوك بمكان تاني غير هون... وإذا احتجت أي مساعدة احنا جاهزين للخدمة من شان عمتك ومعرفتنا فيك)
فالسؤال كان لحظتها بعد يلي سمعو... دام مش لوكا يلي عم يلاحقها مين يبقى... وكيف رجالو يلي جابهم عن طريق صديق عمتو خبوا عنو كلشي... وأصلًا ليه يخبوا عليه إذا موضوع فيه عيلة الدهب... بس ليكون متل ما قال عدنان عن عمتو...
لنفترض متل ما قال بس ليش؟ وشو السبب؟ عمتو شو بدها تموتو ولا تلوي دراعو... ولنفترض هي بدها موتو لليش (ليش) تموتو وهي بتموت عليه وما بدها إياه يرجع عند أبوه وبتطلطل عليه كل كم يوم بدون سبب وبتهتم بشغلو لدرجة طلعتو بعدة دول بمعارفها بسرعة وخلتو يحقق أرباح فائقة ويصمم لبعض معارفها لدرجة إذا بدها تزور حد بتقلو صمملي لبسة بدي اخدها هدية... وفوق هيك شجعتو يصمم للأطفال وسهلتلو كتير إجراءات... هو ما بنكر فضلها بالسفر لبرا وصنع اسمو بكل سهولة رغم التحديات يلي واجهها من أبوه العارض دربو لإنو كان عارف حلم ابنو يكون ضابط ويدخل الكلية الشرطية وفجأة بعد موت أخوه تحول وصار بدو يتركهم ويهج لبرا قبل ما يخلّص على عيلة دهب يلي أهلو رفضو يردوا عليهم متنازلين عن حق أخوه ضرغام...
فسافر لبرا مخلي أبوه يفكر شهر بالكتير وبرجع بس جت الأقدار عكس توقعاتو وبقى سنين مش سنة تحت مسمى وظيفي مالك شركة ملابس رجالية وداخل خط الهوت كوتور وريدي تو وير... وعروض هون وعروض هناك لقاءات هون ولقاءات هناك وكأنو اجنبي مش عربي بلون بشرتو المتغيرة مع كترة السفر والجو المختلف عنهم.... ومكمّل عليهم باكتفاؤو بعمتو المعتزلة عروض الأزياء بعد ما خلت اسمها ما بنتسى وصارت ايقونة الموضة في ميلانو وباريس ونيوريوك وموسكو ...
مين بصدق شامخ الملتزم تكون أختو يلي من أم تانية عارضة مطلوبة وبتقدم عروض شبه عارية وممثلة بكم فيلم جنب أكبر الفنانين ومحققة ثروة طائلة ما بتاكلها النيران بمشيئة الله بما لا يرضي الله...
هو تقبل كلشي بس فكرة تخرّب ابنو المتهور تما يرد على بلدو ما رح ينسالها إياها...
وكنعان ما كان غبي عن يلي كان بصير بينو وبين أبوه من ورا دعم عمتو لإلو وهو عارف عمتو ما رح تخسر أخوها والأهل بتكتمها عن بنت دهب ودعمها لتقرب من ابنهم.... وهالشي رح يجننوا لإنو المنطق بقول شي والواقع بقول شي تاني...
طيب إذا شكو برغبتها ليموت مفند لإنها مستحيل بعد يلي عملتلو إياه تساوي فيه هيك... يبقى شو حال شكو بلوي دراعو... ع شو بدها تلوي دراعو لنفترض تمام بس ليش؟ معقول عشان تقهر أبوه يلي بكون أخوها بس ع شو؟ هينجن ليعرف...
بس قبل ما ينجن ويحرك علاقاتو... هو حلّو ومربط الفرس عندها هي فقبل ما يحاكي أبوه ليخبرو عن خوابيصو.... وقبل ما يحرك علاقاتو ليجيب كلشي لازم يحاكيها هي... فزاد سرعتو معجّل بطريقو لعند الكوخ الحابسها فيه وهو مش شايف شي قدامو غير الرجال يلي كانوا يحوموا حواليها بفترات متباعدة... وما صدق يلمح الكوخ من بعيد ليزيد سرعتو كرمال يصلها بسرعة وما صدق يصل قبال الدرج لبسرعة لفها بصوت مزعج مخلي إميرال الموجوعة والحاسة في شي هيصير تأكد كلامها... فبلعت ريقها مسمية ومنادية على حليمة كرمال تشوف شو فيه برا ومين هيك صف سيارتو برا: يا حليمة!!!
إلا بصوت فتح الباب الخارجي بالمفتاح... عرفت ما فيه غيرو لمجنونها يلي اجى يطلّع كل يلي متكوم جواتها إذا مش بالطيب بالقوة... وهو مو عارف عن وجع بطنها من التوتر والعار الحاسة فيهم من بعد ما كلّمها كاتب الكتاب ورفض ابن شامخ الخيّال يكلّمها ولا حتى يعبر اتصالها لو برسالة قصيرة فحواها كلمة وحدة على الأقل بدل ما يسكر الخط في وجهها... فهي مش هبلة تفوّت هادي الجية عليها فجبرت حالها... جاية ع تعبها بدها تحاكيه وتعتذر منو... فدفعت حالها لتقوم غصب عن وجعها كرمال تسبقو وتمنع أي محاولة من تلاشيه لإلها... لكن هو المجنون يلي طبق باب الكوخ وراه داخل لعندها بشكل مباغت بطولو المهيب وشكلو المشتاط الخلوها تحس جيتو ما رح تعدي ع خير... فبلعت ريقها عاجزة توقف لحظة ما تقابلت عيونها بعيونو المفقدتها بدهشة... لإنو مين مصدّق بعد كل هالأيام يلي ما شافها فيها من بعد معرفتو بحملها يشوفها هيك بشكل ما بتقارن بأول مرة شافها فيها بحياتو وهو عم يطلع من بوابة الشركة كرمال يتسهل ويقابل كم رجال معرفة يقضي معهم وقت لكنها هي لفتتو من بعيد وهي عم تمشي بعفوية فلف وجهو مخافة الله لكن صورتها ما قدر يلف عيونو عنها وهو عم يطلع من بوابة الشركة الشفافة فاستغفر ربو عنها صادم فيها وهو مناه يخبصها لإنها طبت فيه من سرحانها يلي أبصر وين غارق ولإنها جرحت تمو وطلعت عربية... ما بقدر يتقبلها ع أي مسلمة عربية ولا أجنبية يشوفها بهيك شكل من غيرتو ع المسلمات... فعصب منها وهو مناه من شعرها يقلها استري حالك مكيفة ع حالك مقلدة الغرب المتمرد ع دينو كرمال يرضي شهواتو تحت شعار الحرية... رغم إنو الحريات طريقها مش من هون بس التنويريين أبرعوا بتزييف الحقيقة وخلوها هي الضالة المنشودة... وهي حضرتها مكفية ع حالها وعلى هالتفكير السا**... بس هلأ وين حضرتها تفكر تبين شبر من جسمها ولا شعرة من شعرها وهي مسجلة ع جسمو ومرتو رسميًا وع العلن بعد شوي هتصير...
تحلم تطلع عندو هيك لإنو ما فيها تطلع إلا بلبس مستور وشعر مغطى وممكن يخليها تغطي وجهها كمان لإنو جمالها الفتان لإلو...
ما أحلاها وهي عندو تبينو لجمالها لأي حدا بحجة إنها عايشة لإلها مش لإلو ناسية آخرتها وربها ومفكرة بس بالمظاهر ومأطرة غيرة الرجال وحاصرتها بس بقرب الرجال لجسمها ولا من نظرات عيونهم المعجبة فيها باشتهاء... ورافضة ومعادية الغيرة الحقيقية المسماة عند المتحررين (التخلف... التملك... التشدد) رغم إنو الموضوع ابعد من هيك وحقيقتو مغايرة للسايد هلأ... فبلع ريقو وهو عاجبو شكلها يلي حسسو إنو متل البنات العاديات يلي باكلوا وبشربوا بدون ما يفكروا بالسعرات الحرارية وبخافوا الوزن يطلع ولا ينزل وبضحوا بجمال الشكل مقابل الراحة الجسدية والنفسية لو ليوم واحد لإنو الحياة مش بس جمال الشكل... وهالشي راقو لإنو حسها بنت طبيعية عادية... فطالعها بعيونها مواجهها وهو عم يشوفها عم ترجع لتقعد على طرف السرير: ما فكرتي باللي مديونيتلي فيه يا بنت دهب...
إميرال ضحكت بمرار لإنو هي رح تضل بنت دهب لو شو ما سوت ورقعّت سواد أهلها معهم رادة: قصدك اتشكرك عشان يلي صار امبارح ولا عشان ~~
قاطعها من الآخر: سيبي عنك الهبل... وفجأة لف معطيها ضهرو طالع من الغرفة فجت رح تلحقو لكنها منعت حالها بس سمعت صوت تحريك كرسي مبشرها إنو ما رح يحل عنها إلا لياخد يلي بدو إياه فردت مكانها بالعة ريقها وحاسة بجدية الشي وبسرعة لفت وجهها للحيطة بس لمحتو راجعلها بالكرسي وشو حست بالخنقة والحشرة بس طبق الباب وراه وقعد ع الكرسي مقابلها مكتف إيديه بكل ثقة بعكسها هي يلي مش قادرة تتحمل وجع معدتها وبرودو معها... وكمّل عليها طاحن فيها بس فاتحها بالموضوع الهاربة منو من العار والخزي الشاعرة فيهم لحد النخاع: من وين حابه تبدي من النهاية؟ ولا من البداية؟ ولا من علاقتك بعمتي؟
علاقتها بعمتو؟ خير؟ هي شو فيه بينها وبين عمتو... انفعلت رافعة حواجبها ناسية مشاعرها المخزية معو من سؤالو الغريب والمش مفهوم مغزاه... فلفت وجهها مقابلتو وهي عم ترفع حواجبها باستنكار مش مفهوم لا لإلو ولا لإلها: عمتك؟
كنعان ضحك بمرار لإنو حاسس حالو مش جاهز يسمع منها شي بخص عمتو رغم حاجتو ليعرف كلشي بدون ما يستعين بناس فقاطعها مختصر عليه وجعة الراس: نترك قصة عمتي على جنب هلأ... وتعالي نحكي من البداية إنتي ليه جيتي ع سان مارينو وكيف قدرتي تلاقيني بكتير مطارح لدرجة في مطارح كنت روحها بشكل مفاجئ ولاقيكي هناك... وليه قبلتي تساعدي أهلك بهيك شي؟ شو المربح يلي رح تاخديه مقابل إنك تجيبي راســ ~~وبلع غصتو متابع بحرة... ـي لإهلك... وهل هالمكافئة هاي جد بتشفي قلبك وبترضي طموحاتك الغبية... وطبق شفايفو مستني فيها هي ترد عليه رغم الاسئلة الكتيرة يلي مناه يحكيها مرة وحدة لكن لاه مش من أولها يكشف وراقو ويخليها تعرف كيف تتنصل من بعض الإجابات فكلشي بالتدرج بجي...
وهو نفسو طويل وما رح يفوّت فوتة وهياخد منها كلشي بما إنها هي الوسيط بينو وبين أهلها وبتعرف غالب الأشياء يلي بتهمو أما الباقي يلي ما بتعرفو رح يفكر فيه لبعد ما ياخد كل يلي بدو إياه منها للي صفنت بعجائب الدنيا بكيف جمعتها بعلي يلي كان يشتغل عندو وبساعد أهلها وبرسلها أي مكان بعرف إنو رايح عليه...
وبكيف جمعتها (عجائب الدنيا) معو هو بلقاءات غير مخططة لما تكون عاجزة من لفت انتباهو ولا من تبريد قلب عمها من تقربها منو... ورغم مرارة لقاءها برجال أهلها وعمها وأخوها إلا إنو كل يلي مرت فيه معو وجنبو كان إلو وقع جميل على قلبها وراضية فيه... باستثناء شي مش راضية عنو لإنو ما في شي بضاهي المرار المرت فيه كرمالو من قبل ما تقابلو وهو بفتح سيرة البداية مذكرها بحشرتها بغرفة جدها بين أمها وعمها جاسر وعيون الجد عثمان القاعد قبالها... وهي مش فاهمة شو سبب هالتجمع المغلق هادا معها محاولة تلاقي جواب من أول ما طلبوها تيجي... متوقعة يا أما عرفوا عن دردشاتها السرية وهبلها على النت ولا من شان مسوية شي غلط وهي مش حاسة بلبسها ولا بتصرفها قدام الناس برا البيت...
بس الواقع كان غير وصادم بشكل كبير لإلها لإنهم بدهم إياها تكمّل باللي كانت تحسبو أهلها رافضينو... بدهم إياها تروح تغري رجال... كرمال تعيش برا وتجرب العيشة يلي كانت بالنسبة لجدها عيشة الحرام بس كرمال تجيب راس كنعان الخيّال يلي ما بحياتها سمعت عنو ولا حتى قلقت بعيلتو يلي بتعرف من نعومة أظفارها عن التار يلي بينهم... فشحب وجهها ببراءة بنت مستهجنة يلي عم تسمعو وشاكة إنو يلي عم تسمعو حلم ولا ضرب من جنون أمها المخبرتها بدون خجل (اخترناكي لإنك اجمل بناتنا~~~~ بتعرفي تتكلمي~~~ ملفتة ~~~~~~ الرجال هيموت عليكي~~~~ رح تعيشي حياة ال**** يلي نفسك فيها~~~~ شو؟:
فنطقت بصعوبة من عجزها لتصدق العم تسمعو: يما شـ ـو عم تحكي مـ ـش فاهمة؟
جاسر هون ضحك باستهزاء وهو عم يضربها ع راسها بنكران موصيها: بنت ما تسوقيها علينا إنك غشيمة ومش فاهمة علينا لإنو أمك فهمتك من الآخر إنو رح نسفرك برا تجيبي راس هالرجال هادا وشو رح ندلعك باللبس والحياة القارفتينا فيها...
إميرال مش مصدقة... شو عم يقوللها...
هي يلي بتفكر فيه شي واللي عم تسمعو شي.... هي بدها تعيش التحرر لحالها وع كيفها ووقت ما بدها مش بالفرض عليها... فحاولت بدها ترفض لكن عيون عمها ونظرات أمها لإلها وتحاشي جدها لإلها خلتها تدرك هما هلأ جايين معها بالترغيب بس إذا رفضت ما في شي رح يمنعهم ليستخدموا معها الترهيب ولا الضرب... فبلعت ريقها متمنية لو أبوها كان معها هون ممكن خفف عليها رعبة الجو يلي كانت حاسة فيه مخنوق وفيه طاقة شر... وما بتعرف مع قرب عمها منها وهو عم يقلها: خلصي! ناطقة عكس ما كانت رح تنطق وهي عم ترفع إيديها مخبية وجهها هايبة ضربو ولا قربو منها: زي ما بدكم...
وأي زي ما بدكم خلتها تنفصل عن حالها... وتقبل بدور قبلت فيه جبرًا لحدًا ما... لدرجة كل ما تحاول بدها تفكر تنسحب بس تشوف تعليمات أمها لتمثل الاغراء مع الرجال يلي لازم تجيبو وكيف فيها تسحرو وتجذبو لعندها من أول شهر... تصير بدها تبكي لإنها أمها عم تجبرها تتصرف متل العشيقات يلي كانت تقرأ عنهم بالانجليزي ولا كانت تحضرهم بالافلام والمسلسلات الامريكية والمكسيكية... فتبكي حاسة بخطر حقيقي عم تقدم عليه... لكن تاني يوم بس تطلع تلف بدول الاتحاد الاوروبي تتبضع وتشتري شو كانت تحلم فيه وتدخل مطارح كانت تقرأ وتسمع عنهم من التلفزيون والبنات والشباب يلي كانت تحكي معهم من برا... تغفل هي ليه هون مرات عن قصد ومرات بدون قصد لحد ما صار الوقت لتنطلق وتبلش الجد بعد ما مشّت أمها ظاهريًا على شو بدها مفكرة ابن الخيّال رح يعرف يطبل حالو معهم وهي تطلع من الشعرة من العجين يعني إذا نصيبو يموت على إيد أهلها مع السلامة لإنو هيك مقدرلو وإذا ما مات على إيد أهلها كمان مقدرلو ما يموت... فتلعبلها شوي وتاخد الموضوع مش لجيب راسو لأهلها لا لقدرتها تخليه مجنون فيها... بس الحياة لعبت فيها مش بس لعبت معها وخلت السحر يقلب على الساحر وتفكر بالقدر بشكل إنساني أكتر وموتو لا يعني موت ومقدر وبس إلا يعني موت ووجع لإلها هي وأهلو وكل حدا بحبو... فبلعت ريقها خجلانة وجت بدها تقلو... بس ما قدرت... فردت بلعت ريقها عاجزة تبدا معو بالندالة وقلة الاخلاق يلي جت تعملها معو...
فسحب إيدو الشمال عن إيدو اليمين المتكتف فيها ليمسح ع راسو مستني فيها تلبش قبل ما يبلش معها بأسلوب غير... محذرها قبل ما يصير شي ما بتتحمل عواقبو الوخيمة بتستّرها ع اللي عندها: ما تفكري بعد يلي مريت فيه يا بنت دهب اعطيكي كل الوقت لتتمنني علي كرمال تخبريني شي من حقي اعرفو... ودفع الكرسي لورا بقوة ليوقف على رجليه مواصل: خلصي انطقي سوادة وجهك... مهي الدنيا قالبة فوقفت على يلي عملتيه...
إميرال بلعت ريقها مش قادرة تتحمل وقع كلماتو يلي حسستها متل سواط على روحها... لإنها ما كانت جاهزة تسمع منو هالكلام... رغم إنها عارفة هتسمع متل هيك كلام وأسوأ كمان بس المعرفة مع عدم الجهازية بتصهر الروح وبتخليه يذوب... فجت رح تنطق لكن حركتو بالغرفة وترتها لإنو كيف فيها تقلو كيف كانت تتفق مع أهلها عليه من لما كانت مقربة وخطيبة لإلو لحد ما صارت زوجة لإلو... عن إي قهر رح تقهرو.. عن أي وجع رح تكلمو... هي بس لو فيها عقل كان عملت يلي عملتو... فنطقت وهي منفجرة بكى: آســـفـــ
~~
قاطعها وهو عم يقرب منها منجن من سكوتها: انا ما بدي آسفك هلأ لإنو ما بفيد ولا بقدملي شي... فبس بدي افهم كلشي ومسكها من دقنها متابع... بدك تنشفي ريقي لأسمع يلي بدي إياه منك...
إميرال هزت راسها برفض لتخبرو كلشي ورفعت إيديها ماسحة دموعها بعد ما بعّد انش عنها بشكلو وطاقتو المخيفة لإلها رادة غصب عنها لترحمو من القهر القهرتو فيه هي وأهلها: انا مستعدة اتحمل كلشي لإني أنا يلي سعيت ~~
كنعان ترك دقنها وشد عليها من إيدها ورافعها شوي لفوق رافض يلي عم يسمعو: هلأ صرتي بدك تتحملي كلشي.. ما شاء الله عنك خزاة العين... وعلا حدة صوتو... انا ما بدي اسمع هالكلام يلي ما رح يقدمني خطوة للي بدي إياه لإنو الذنب مش كلو عليكي إنتي... وخبريني كيف كنتي تتواصلي مع أهلك وهل الرجال يلي شفتهم كم مرة وراكي هما رجال أهلك...
نزّلت راسها مش قادرة تجاوبو فضغط أكتر عليها معجلّها لتطلع يلي عندها: إميرال لا تخليني انجن واتوحش معك لاخد يلي بدي إياه... انطقي!!!
خلصي!!!
إميرال لفت مطالعتو بحرقة رادة باكية فيها: ليه بدك تعرف شي رح يخليك تكرهني...
ضحك بازدراء من نفسو للحالة يلي وصل حالو فيها معقب: خايفة ع مشاعري ولا خايفة ع يلي رح يجي...
إميرال دفعتو بعيد عنها بغيظ منفعلة: مش ضروري تعرف عن حقارتي مع أهلي بس صدقني والله مش كل مقابلة لإلنا كانت مخططة والله في مطارح رحتها فجأة أو اندعيت عليها وحتى جلسات التصوير يلي كنت قدمها ما كنت روحلها إلا كانت تيجيلي فما بعرف كيف ربنا دخلني هالعالم بهالسرعة هاي...
كنعان هز راسو شمال يمين فاهم عمتو إلها إيد بالموضوع بدون ما هبلتو تعرف... فتنهد مش مكتفي باللي قالتو فبعد عنها متحرك بانفعال قبل ما يقتلها ع تحفظها باللي عندها معو معلق: طيب والمهم أهلك كيف كنتي تتواصلي معهم طول ما كنتي قريبة مني ولا مسافرة معاي....
إميرال ردت بغل: ما كنت خبرهم كانوا عيونهم وراي من بعد ما رفضت قلهم كلشي صح... لدرجة كم مرة انضربت وإنتا مسافر... فوصلت لحد كنت سكر تليفوني ولاقي بس أطلع معك ولا مع غيرك أو لما كون لحالي رجالهم حواليي يعملولي حركات تخليني أكره إني عايشة... وشو لحظتها أتمنى لو اتورط مع حدا من المافيا ولا رجال العصابات المنتشرين حواليي كرمال ريّح حالي من الحمل يلي علي وأنا ما كنت متخيلة ممكن يصير فيي متل باقي البنات يلي كنت شوفهم وما اشفق عليهم بالمسلسلات والروايات والأفلام.... وبكت مكملة بنبرة طالبة ثقتو فيها... وربي هالشي ما توقعتو يقربني منك ويخليك إنتا يلي تطلع قدامي وانا بعز تعبي وبعز اكتئابي... كنت عم حاول كرّهك فيي بس ما لقيت غير عم تقرب مني.... ووقفت على رجليها مقربة منو مواصلة: ما تفكر إنتا بس يلي عانيت أنا كمان عانيت لإني مش خاينة ولا بنت ساق** وحتى لما جهزت حالي لإلك كنت بدي إياك تكرهني بس ما قدرت اتحمل قرفك مني لإني ما كنت حابه اخسرك... انا معك صورة لكن من جواتي نار وبكى وصريخ وصراع.... تارة كمّل تارة اتراجع تارة أكره تارة غار... بس صدقني ما خنتك ولا مرة... وحتى حاولت ماطل مع اهلي وقلهم عنيد الرجال... راسو يابس... مش معروف نوع البنت يلي بدو إياها... شكلو شاذ...
كنعان لف معطيها ضهرو مش قادر يتحمل يلي عم يسمعو حاسس بخنقة من تفسيرو وتحليلو للأمور بخصوصها لإنو طلع الواقع وين وهي وين فسألها بصعوبة: طيب وليه اللعبة انقلبت على أخوي بدل عني... ولف يواجهها وهو عم يقرّب منها بقطع المسافة القصيرة يلي بينهم: لإنك ما قبلتي تسلميني ولا من شان شي تاني إنتي بتعرفيه...
إميرال بلعت ريقها عاجزة تنطق لإنها هي فعلًا ما بتعرف إذا أخوه صار معاه هيك من ورا مماطلتها لتسلم راسو لأهلها ولا عشان شي تاني غير المخطط... فردت بلعت ريقها بس شافت نظراتو الثاقبة لإلها والمعاتبة لغبائها بدراسة الأمور وإدراك خطورتها لإنو من ورا سكوتها وتخباية القصص يلي عندها أخوه تضرر... فقربت منو وهي عم ترفع إيدها لتمسح ع وجهو هو الحاد معها مدافعة عن حالها: صدقني لو خبرتك ما رح ترحمني وممكن تعقّد الموضوع وتجرّس حالك مع اهلي وأهلك وتفضح حالك وتجيب الكلام العاطل لإلكم...
كنعان رفع إيدها عن وجهو رافض قربها مخبرها: إنتي غلطة ما فيه مفر منها... إن رجعتك ما رح اهنى وأن خليتك ما رح احترم حالي... وإن علقتك رح تضلها خطيتك برقبتي... ومسكها من كتافها بحرة... إنتي وحدة غبية لما فكرتي.. إنتي غبية لما فكرتي تقربي مني... ودفعها بعيد عنو مش قادر يلمحها من كتر مهو مشمئز منها وحاسسها ما بتستاهل يوقع عشانها كل هالوقعة... وبلع ريقو معلمها باللي عم يدور ببالو: لتخلفي رح يبين شو رح يصير فيكي عندي...
إميرال هون ارتعبت فبسرعة تمسكت في إيدو باكية من حرتها ع اللي عم يفكر فيه: إنتا حلفت باسم الله... بلاش يلي عم تفكر فيه يا كنعان... ونزلت ع رجليها بانصياع مكروه طالبة منو... ما تفكر تدبحني أكتر من أهلي... ما تفكر تكمّل علي بعد ما كل الطرق تسكرت بوجهي... وضغطت على إيدو من هشاشتها لتبقى واقفة على رجليها من ورا مسايرتها لإلو باللي بدو يسمعو: قلتلك بلاش تعرف لإنو الاحترام والتقدير يلي كان باقي لإلي عندك هيروح... وهيصير دون ولا شي بسوى عندك...
كنعان ما همو يلي قالتو وبعّد إيديها عنو رافض اعتمادها عليه هي يلي كسرتو وجت هلأ بدها تعتمد عليه.. فوق حقو لقو... فتحرك بعيد عنها رافض يكلمها بحرف فبسرعة تمسكت برجلو قبل ما يروح لكنو دفعها بعيد عنو غيرمبالي برجاها وبكاها: كــنــعــان الـــلـه يــخــلــيـك مــا تــســاوي فــي هــيــك... مــا تــحــرمــنــي مـــن ابــنــي... بس كنعان ما عبرها ومشي بعيد عنها وهو عم يسمع منادتها ورجاها لإلو: كـــنـــعــان مــا تـــســاوي مـــعــاي هــيــك... مــا تــنــكــث بــعــهــدك...
لكن هالكلمات ما كان في إلها أثر عليه هو يلي قسّى قلبو وسكر عليه... أخوه احتمال يموت بأي لحظة من وراها هي المجنونة.... من وراها هي ال**** يلي نازل عم يكرمها اخر كرم بدل ما يقدملها المطلوب منو... قال بدو يجيب منها ولد... شو كره هالولد... شو كره يلي رح يخليه يعلّق فيها ويعلم على رجولتو معها... كرهها بشكل لا يصف.... بشكل كان نفسو يدبحها ويدبح حالو ويريّح عيلتو من عارو يلي جابو ع حالو وعليهم من غباؤو وشهامتو معها للي ما بتستاهل.... مش لو يموت يلي ببطنها أحسن ما تضلها هي عندو... بس لو... وهاللو ما عندو القدرة ليطبقها من الروح الحاملة فيها... فركب سيارتو متحرك مع سيارتين الحماية للمستشفى كرمال يرجّع أبوه ونسوان أخوانو وأختو سهر من عند أخوه جابر وهو مناه يسوي شي جنوني ليتخلص من العار الحاسس فيه من وراها هي الفقدت عقلها بكيانة على الأرض مش عارفة كيف هتواسي حالها ع خسارتها لرضى كنعان وللطفل يلي هيروح من بين إيديها بمجرد ما يخلق من شان مسايرة حالها برغبتها لتجيب راسو...
وشو هالافكار وهالمشاعر خلتها تكره حالها والضعف الحاسة فيه وتتمنى لو يصير شي يخلّصها من الورطة يلي هي فيها بس من وين؟ وكيف؟
إذا بتبقى بتظن خير بكنعان يلي احتقرها كرمال يخليها عند ابنها بتبقى غبية فصرخت منادية على حليمة تيجي ترحمها من الوجع الحاسة فيه ولتيجي تفهمها ربها كيف رح يرجعلها كنعان والعهد يلي اخدتو منو في تالت يوم العيد... هي ما بكفيها الوجع يلي عم تتوجعو مع الحمل كرمال ربنا يغفرلها ذنوبها شو هالابتلاء التقيل عليها... شو هالابتلاء يلي هيموتها قبل ما يقويها... مستحيل تتحمل جفا كنعان وقسوتو عليها... هي يلي مقويها صبرو عليها وتساهلاتو معها... بس لما نفد صبرو وفقدت تساهلاتو معها... الحياة شحبت بعيونها وعيونو هو يلي ما بعرف كيف وصل المستشفى رانن على أبوه كرمال يخبرو بس رد عليه: هيني وصلت انزلو...
وسكر الخط رافض يسمع منو شي... من كرهو ليسمع أي صوت ولا ليحاكي أي حد قريب منو ولا بعيد عنو من حم فكرة أخوه نايم بدالو من ورا الغبية يلي عندو... من ورا السفيهة يلي تزوج منها... وهالشي شو خلا مناه يضرب ويسب وينجن ويصيّح... بس ما فيه لإنو واعي وبحسب حساب لكرامة أهلو يلي هدرها من وراهم وقدام أكتر ناس شامتين فيهم... فبلع ريقو كاتم حرتو وغيظو بس لمح أبوه طالع من بوابة المستشفى ووراه أختو سهر ونسوان اخوتو فبسرعة نزل من السيارة ياخد الشنطة التقيلة الحاطين فيها كل شي بحتاجوه وهما في المستشفى ونطق قبل ما يقرب منهم: الله يعطيكم العافية... فردوا عليه بشكل متقطع بتعب وهو عم يسحب الشنطة من إيد أبوه: الله يعافيك... ومشي وراهم وهو حاسس بكره لحالو للي صار بعيلتو من وراه ومش مركز مع أبوه يلي عم يقول: انشالله الطرق ما تكون أزمات عشان الحق أصل البيت اتحمم وروح صلي المغرب في الجامع مع الأهل والأصحاب...
فعلقت أمينة وهي عم تفتح باب السيارة ع سمع كنعان يلي كان عم يفتح باب سيارتو كرمال يضغط على كبسة فتح البكاج (الصندوق الخلفي) كرمال يحط الشنطة ورا: انشالله يا عمي فترة وبتزول... ولف متحرك للصندوق مش مركز بالدقة بكلامها... وما نعود نرجع لهالمستشفى ويرجعلنا جابر مشافى ومعافى من أي مضرة ولا وجع يا رب...
وسكر الصندوق راجع لكرسيه قبال الدركسيون طابق الباب وراه سامع صوت مرت أخوه جابر الكاتمة فيه حاجتها لتبكي وهي عم ترفع إيديها: آمين يا سميع الدعاء.. وقرّبت من الشباك حاطة الحزام وهي ماسكة دموعها صحيح ماسكة حالها ورضيانة بالمكتوب بس رغم هالشي مرات وخاصة لما تروح ع البيت وما تشوف جابر قاعد قبالها ولا نايم جنبها أو عم يصحيها كرمال تقوم تصلي الفجر لحد مهوعاملها فنجان قهوة كرم منو ليشربوه برا مع الجد... ولا لما تقوم من قيلولتها مفكرتو عم يقرأ ولا عم يشتغل ولا عم يبحث... تضعف وتكره هالضعف من فقدانها نمط حياة تعودت عليه من سنين وتعطل فجأة من ورا العملوه فيه وفيهم حارمين السلام والهنا عيلة دهب يلي حسبي الله عليهم وفيهم حرموها من زوجها رفيق دربها لا ليلة ولا ساعة إلا أكتر من شهر والله أعلم اذا ما رح يفارقها للأبد بدون ما تشوف عيونو الغاليين ع قلبها... فركت راسها ع الشباك غير متفاعلة بكلامهم وعقلها بالدعاء لزوجها جابر يلي الجد ما بعرف مالو قلبو نابضو عليه ومو مريحو من بعد ما صحتو أمينة قريب الفجريات كرمال يطلع ينام بغرفتو ليريّح جسمو ع سريرو لكنو هو صحي من نومو متمسك بإيدها طالبها بثبات عجيب: روحي يا بنتي وقفي مع مرت المرحوم جابر...
فردت أمينة بس سمعت كلامو وهي حاسة قلبها ع وشك يوقف من سمعها (سماعها) هادا الكلام من حماها: بسم الله عمي ابننا ما مات... شكلك عم تحلم انفل ع يسارك وتعوذ من الشيطان وقوم ريّح جسمك قبل ما تروح ع الجامع....
الجد تنهد مش عارف شاللي تهيألو يقلها هيك فبعد عنها وهو حاسس في عودو المشدود الما فيه حياة... لإنو هادا جابر الغالي ع قلبو كيف خانو لسانو بالتفويل عليه بالموت... وحاكى حالو بهذيان بين التقبل ومحاولة النكران (صحيح الموت حق وممكن حتى جابر ابنك يموت قبلك ولا بعدك يا شامخ الخيّال لإنو الأعمار بيد الله لا بإيدك ولا بإيدو ولا بإيد عيلة دهب المكارين... فالله يختارلو الأفضل ويربط ع قلبنا ويعوضنا العوض الجميل يلي ينسينا هالوجعة القلب) فتنهد صاحي ع حالو وين ومطالع كنعان يلي عم يعلي صوت القرآن مهون ع قلب مرت اخوه واختو سهر يلي مش قادرة توقف دموعها وبالغصب لروحت من عندو (لأخوها جابر) لدرجة كانت معندة تبات عندو مع أخوها جميل لكن وين الجد يقبل... وأصلًا جميل الليلة مسافر لإنو طلعتلو سفرة شغل مفاجئة فلهيك سطام رح يكون مكانو وهيبات جبر معو لإنو صارلو كم يوم ما بات عند أبوه من ورا عياه وتعبو بشغلو بالجامعة كرمال يعوض طلابو يلي فات ويضمن يخلص المادة قبل ما يصير شي في ابوه لا قدر الله بدون ما يقصر ولا يهمل أي معلومة فيها مهمة لإنو هادا علم مش مزحة عندو وما عم ياخد راتبو ع شي فاضي لإنو محاسب عليه قدام رب العالمين.... لهيك كان يضحي برغبتو ليبقى عند أبوه كرمال تأدية رسالتو العظيمة ولله الحمد بعد يومين من شوقو ليبات عند أبوه صار دورو يبات... بس أكيد مش ليبات مع عمتو... خير عمتو تنام عند أبوه... خليها بالبيت تتريح وتخلي التعب عليه وعلى رجال العيلة من متى نسوان الخيّال بنعكوا (ينهلكوا\يتغلبوا) بهيك قصص.... ما ضل عليهم غير ينيمّوا نسوانهم برا حلوة هاي... والعمة سهر مش غشيمة عن هالكلام لكنها تجرأت تعناد وسمعت نفس الكلام... وع الفاضي معها من رغبتها لتضلها عندو لإنها حاسة أخوها هيفارقهم بأي لحظة من أحلامها إنها عم تعزّل البيت أو إنهم عم يفقدوا شي من بيتهم وعم يطبخوا لناس بعدد وفير وعلامات الزعل بادية ع وجههم... والكارثة حتى وفاء حلمت حلم معناتو فاجعة هتصيب عيلة الخيّال... وهما ناس بأمنوا بالأحلام كبشرات (كبشائر) وعلامات فلهيك الشي المش منيح ما بحكوه بس خلص وفاء نطقت في الحلم وفسرتو فيعني هالشي هيصير إلا إذا رب العالمين شاء غير هيك والله كريم... فما صدقت العمة سهر كنعان يصل فيهم بيت أبوها لإنها رافضة تروّح ع بيتها... ركض نزلت من السيارة مكملة ع غرفة الضيوف لتصلي فيها وتدعي لأخوها لإنها خايفة حد يرن عليهم ويقلهم البقاء لله جابر أعطاكم عمرو ويا لطيف بعدها شو هيصير فيهم...
وشو حالها ما بشبه حال كوثر الحاسة الحياة فيها تقيلة ومو قادرة تمشي من تنفخ رجليها ووجعهم مع الزعل فاستئنذت لبيتها: أنا استسمحكم بدي أكمل اتريح ببيتي...
فرد الجد عليها بنبرة حنونة: روحي يابا اذنك معك بس خليكي بالسيارة خلي كنعان يوصلك للبيت تعب عليكي تمشي...
فرفعت كوثر إيدها برفض: لا تسلم يا عم خليني امشي شوي حرك جسمي من الصبح وأنا بس قاعدة...
الجد رد عليها بمسايرة: متل ما بتحبي... ولف بس لمح كوثر تحركت لبيتها مطالع أمينة يلي سكرت باب السيارة وراها معلق: الله يربط ع قلبنا... حملنا وحملها والله صعب...
ردت أمينة وهي عم تتنهد: الله يهدي بالنا ويختارلنا الأفضل... ومدت إيدها فاتحة الباب تشوف شو الوضع وتتطمن ع أمل... وهي مش منتبهة ع الجد يلي لف بدو يشوف كنعان إذا بدو يروح مكان لكن صوت جوري العالي يلي وصلو بس فتحت أمينة الباب: جنرال! وقفو وخلاه يستعجل ليشوف حفيدو وضحك غصب عنو بس لمح حفيدتو أبو إصبع عم تركض ورا كيكتهم جنرال وعم تقلو: جنرال يما استنى تعال البسك الحفاية... وانفجر ضحك بس شاف حفيدو راكض لعندو وبسرعة نزل فاتحلو إيدو وهو عم يقلو: شو يابا ليش هيك عم تتعب عمتو الحلوة...
جوري ردت وهي عم تدافع عن الولد يلي بتحسو صار ابنها من ورا اهمال أمو فيه: جدي الولد ما بتعبني وبعدين تعبو راحة.. المهم أنا جعت ورفضت أكل بدونكم...
الجد تنهد مالو خلق للأكل لكنو ما حب يكسر بخاطرها: شوفي إذا بخلّص حمامي وفيه وقت ليأدن الأدان تدللي لأكل معك ومع أمك...
جوري قربت منو حاضنتو بحب إلا بصوت عمتها وفاء الجاية بدون بنتها وجيهان بلبسها الأسود مخربة جوهم الرايق شوي: شو يابا يعطيكم ربي العافية كيف كان يومكم؟
الجد لف عليها مطالعها وبهت مكانو باستياء بس شاف شو لابسة فنهرها بنبرة غليظة فيها عتب كبير وحزن وعدم رضا عن يلي عم تساويه معهم: وفاء يابا شو لابسة شو عم تفولي ع أخوكي لا إله إلا الله اذكري ربك تفاءلوا بالخير تجدوه...
وفاء ردت ببرود مستفز للكل: والله يابا ما فوّلت بس مالي خلق للألوان... المهم يابا عجّل خلونا نلتم سوى وناكل والله مشتاقة لشوفة وجوهكم...
الجد لف ع جوري معطيها جنرال وهو عم يرد عليها: طول ما إنتي مش مغيرة اللبس الغريب اللابستيه ماني قاعد معك ع طاولة والله غيمتني يابا الله يصلحك ويهديكي منيح ما شافتك مرت أخوكي... وبعد عنهم بدون ما يطالعهم ناطق وهو عم يضرب إيديه ببعضهم.. لا حول ولا قوة إلا بالله...
شو هالبنات العنيدات الجايبهم... وحدة بدها تنام عند أخوها... ووحدة لابسة أسود بأسود مو راعية مشاعر يلي حواليها... ووحدة عايشة حياتها كأنها عزابية لا سائلة بابن ولا بزوج... ووحدة لاهية بوحامها... علينا العوض كل ما عم يكبروا عم يجنوا... ودخل غرفتو طابق الباب وراه وهو مو عارف بشو مقصر ليجوا بناتو هيك... شو فيها لو كانوا متل أمينة البتسر البال والخاطر وما بتوجع الراس... ع كلًا الحمدلله حالهم احسن من غيرهم... فعبر يتحمم ليرخي جسمو ويهدي بالو من لبس وفاء يلي كركب أمانو وسم بدنو ع حال بناتو يلي استلموا بعض بمجرد ما غاب عن عيونهم لإنهم مغتاظات من بعض مع الوضع يلي هما فيه... فعلقت أمل السمعت كلامو وطلعت من غرفتها لتسمّع وفاء كم كلمة لإنها قاهرتها من فترة من ورا حكيها ولبسها الحاسستو فتنة وصب بنزين ع النار: وفاء ارحمينا من حركاتك المالها داعي... وحسي فينا وفي مرت أخوكي ما إنتي شايفتها مش قادرة تتحمل حالها يلي فيها بكفيها...
وفاء سفهتها وهي عم تمشي من جنبها مجاوبة: ما ضل علينا غير هي... فهمنا إنها حامل يا الله...
هون نداء مالها خلقهم فطلعت تكمّل لعبتها ع البلياردو ودردشتها مع الشلة على عكس سهر يلي جت تسكتهم مش عارفة تدعي زي الخلق من وراهم فاضطرت تسلم من صلاتها راكضة لعندهم لتوقف الاشي قبل ما يكبر: بنات فضحتونا...
إلا بصوت جنرال مقلدها: فتتونا...
هون جوري ماسكة حالها لتضحك ع مقاتلة عمتها وفاء وأمل مع بعضهم وانفجرت ضحك بايستو: يسعدلي قلبك يا فتتونا صايرلك لسان.. قول ماما جوري...
جنرال قرب منها بايسها وضامهها بقوة وهو عم يوقف بحضنها لافتين انتباه الكل عليهم إلا بسؤال عمتها سهر بس فقدت حس بنتها مغيرة الموضوع قبل ما وفاء تستلم جوري عشان ضحكها مع جنرال وكأنو الحزن لازم يكون اربعة وعشرين ساعة ملزمين فيه بعيدًا عن التبسم والضحك: وين بنتي أريام ماني سامعتلها حس؟
ردت جوري وهي عم تحسس ع وجه جنرال بدها تغدر فيه ع فجأة كرمال تدغدغو: طلعت تدرس...
فتنهدت سهر لافة ع خواتها المش طبيعيات طالبة منهم برجى: قوموا نساعد مرت أخوكم أمينة والخدامات من شان نلحق ننزل الأكل وناكل مع أبوي قبل ما يروح ع الجامع...
فقامت وفاء رامية كلام لأمل: طبعًا إنتي ضلك قاعدة من شان صحتك بس لو تريحنا من حسك شوي..
إلا بصوت سهر قبل ما ترد أمل: بنات شو فيه والله خايفة أبوي ينزل ويسمّعنا كم كلمة ع كبرنا استروا وجهنا قدام رجالنا... ولفت ع أمل مكملة... وانتي يا أم الوحام ع غرفتك إذا مش مشتهية تاكلي...
أمل تبسمت بوجهها رادة: لا ماني مشتهية بس مستنية بكنعان يجي بدي أقعد معاه..
سهر رفعت حاجبها: كنعان... ليه هو وينو ماني سامعة حسو..
أمل أشرت من الشباك: سيارتو مصفوفة قدامي بس ما بعرف إذا هو فيها ولا لأ لإنها مضللة...
سهر بسرعة تحركت لبرا تشوف إذا موجود بسيارتو ولا لأ وبس وصلت السيارة مادة إيدها ساحبة الباب إلا لقتو مرجّع الكرسي لورا ونايم ع الكرسي وشو قلبها أنبها عليه أكيد مو عارف ينام بالبيت من ضجتهم فخجلت منو مسكرة الباب عليه ومشيت للمطبخ من خجلها تقلهم أخوكم من وجعة راسنا نايم بالسيارة...
عاد أخوهم المهموم ما بعرف كيف بعد ما نزلوا من السيارة تقل ينزل وراهم من السيارة وسلم حالو للنوم من عجزو لينزل لينام في بيت أهلو لكن بفتح سهر الباب عليه صحي فحاول يرد ينام بعد ما وقف مكيف السيارة وترك شباكو مفتوح شوي... بس النومة ما تمت من ورا تليفونو يلي رد يرن بصوت بعد ما شال عدم الازعاج عنو... فتسائل مع نفسو... هو ليه نسي يطفي تليفونو من قبل ما ينام.. فرفعو بدو يقفلو لكن تراجع بس شاف اسم الرجال المسؤول عن حماية الكوخ يلي فيه إميرال ورد بسرعة: خير صار شي؟
الرجال رد عليه وهو عم يعطي الخدامة حليمة القلقة ضهرو: الخدامة عم تقول البنت لازم تروح ع المستشفى لإنها موجوعة كتير ومش قادرة تتحمل وجعها...
كنعان بسرعة رفع ضهرو معدل كرسيه وهو عم يقولو: سكة الطريق وبكون عندكم... وسكر منو مشغل السيارة ومحركها لعندهم وهو مو فاهم من وين طلعتلو هلأ شغلة روحتها للمستشفى... ضروري يعني ياخدها على المستشفى... هو بدو يجرّس حالو قبل ما يخبر أبوه... ما ليش ما يطلب من سطام يبعت أمو وإذا كانت موجوعة ومش شغل تمثيل كرمال ترقق قلبو عليها رح ياخدها ع المستشفى... فكرها اللعب معاه سهل... من يوم طالع هتشوف منو الريق الناشف ما إلها عليه غير حقوقها ما عدا قربو منها هادا يلي كان ناقصو أخوه بين الحياة والموت من وراها هي وأهلها... فيروح حضرتو بلا خجل ورجولة ليلمسها ولا لينام جنبها ولا ليخاف عليها...
هو أخوت شي ولا مضيّع عقلو عند عيلة دهب فرفع تليفونو بدو يتصل ع سطام كرمال يجيب أمو الدكتورة لتكشف عليها وتوقف حركاتها الغبية معو وفجأة انتبه ع اتصالات الفائتة الجايه من ابن أخوه ضرغام فسكر باعتلو رسالة (بحاكيك بس افضى) وبسرعة اتصل ع سطام وهو مش عارف رسالتو ما انتبه عليها ابن ضرغام الترك محامينو والسمسار يلي عم يشتغلوا معو متحرك لعند الرجال يلي لمحو حواليه من أول ما اجى كرمال يسألو عن شي ببالو فتوقف قبالو ناطق: على العوافي يا عم..
الرجال رفع راسو مضيّق عيونو الكبار بالعمر وهو قاعد على الصخرة الكبيرة وساند حالو ع عصاه يلي بستخدمها بهش الغنم بلبسو التراثي القديم... رادد عليه بجواب غير متوقع: من وين المحترم ابن المحترم..
عبد العزيز جاوبو وهو حاسس كأنو هالرجال بعرفو او هو شايفو من قبل بس وين مش عارف أو ممكن يكون مجرد تشّبه متل ما بصير مراتً معو: من شامخة..
الرجال تبسم: شامخة من ربها بس بناسها الله يعلم...
عبد العزيز تبسم مقرب منو وهو عم يقلو: بتسمحلي أقعد جنبك....
الرجال الكبير رد عليه: اكعد (اقعد)يا ابني وكلي (قلي) شاللي جابك هون دام مفشي بيوت أنا صح رجال نظري ع كدي (قدي) مع الكبر بس سمعي ولله الحمد من بعيد بجيبلي العلوم... وأنا مش فضولي بس خليني كلك (قلك) نصيحة أب لابنو... متشتريش... هون متعيشش... هون وتستثمرش هون...
عبد العزيز رفع حاجبو مستغرب الكلام يلي عم يسمعو واجى بدو يعلق ع كلامو إلا بالرجال مسترسل بعد ما بلع ريقو: اعتبرها يا بني من إرام والبحر الميت... لإنها الأراضي اتاخدت ظلم وبهتان وخاوة عن صاحبها...
إلا علق عبد العزيز هون: قصدك عن المنكوب...
الرجال تبسم والدموع ع فجأة تملت بعيونو وهو عم يطالع ببعيد غير منتظر سؤال ولا جواب أو تعليق من الرجال يلي عم يكلمو لأول مرة: شوف يا ابني مش كلشي بنكال (بنقال) بتصدك (بتصدق) وهالديار مش مكدسه (مقدسة) للحكيكه (للحقيقة) تنكشف بعد سنين بس رح كلك (قلك) ونوّر بصيرتك... عيلة منكوب ال بتتكلم عنها ما اسمهاش منكوب إلا غوالبه ناس ملاك أراضي... شايف هالجبال يلي كدامك (قدامك) ملكهم كان بس كله بيوم وليله بقدرة رب العالمين راح مثل ما الوطن العربي راح... بالزبط تأمروا عليهم كم رجال من أصحاب النفوذ والسلطه البكونوا صحابهم وكالوا (وقالوا) وضع البلد بعد الاستكلال (الاستقلال) العوض ع الله والجيش نازل بهالناس كتل (قتل) ودبح والصحف والاذاعات ع وكتها (وقتها) ما رح يبثوا لحظتها إلا شو احنا بنكول (بنقول)... بس لما يكونوا صحاب الصحف والإذاعات ملاك لناس مرجوعهم أو هما أصلهم من الغوالبه مش محبذ دامهم ناس ما بخافوا حد ومثكفين (مثقفين) وعندهم علماء دين ومفكرين متبنبين فكرة الوحدة العربية وغير لسه المنضمين للأحزاب السياسية مثل الحزب الاشتراكي البعثي وغيرهم... والله سنه وهي الله الشاهد يا ابني خدها من حده شاف من بعيد الصار تفرك (تفرق) شملهم تكتلوا (تقتلوا) ولادهم اخدوا بناتهم بالحلال ولا بالحرام بدون ما يدفعوا فلس واحد وورثوا أملاكهم هجروهم عذبوهم بس لإنهم حاولوا يا ابني يغيروا البلد ولا ليكشفوا نوايا الملاك الغربيه (البشتروا من برا) وتوطيد التبعية الاستعمارية وعشان هالاشي البعض تنازل عن أراضيه برضاه وبين خاوه عليه وفوك (فوق) كل هذه (هذا) سموهم بعيلة منكوب... ولا عيلة حمار ولا عيلة جحش... ولا عيلة مفلس... تفننوا بتسميتهم الحكومه... وما بحتاج كلك (قلك) مين لإنه من شكلك وكلامك كاري (قارئ) في التاريخ...فيا ابني سيبك من هالوجعة هالراس لإنه اندعى ع يلي نهب أرضهم دعاوي بتخوف...
عبد العزيز بلع ريقو غصب ناطق وهو عم يشوف المحامين عم يعطوه اشارة لإنهم بدهم يتسهلوا دام شغلهم خلص مع السمسار وهو مش عايزهم: زي شو يعني يا عم... وغمزهم بمعنى يتسهلو ودار وجهو للحج يلي لف وجهو عليه بدون ما يطالعو: الله يحرمهم خلفة البنات والولاد... شملهم يتشتت مثل ما شتتوا شمل عيلتهم... ويوزعهم مش ببلد إلا بملك الله وفي رجال سمعته بإذني... ورفع إيدو ع إدنو اليسار مأكد كلامو: والله الشاهد كال (قال) يجعلهم متل ما حرموني من ولادي وما خلولي إلا ولد واحد من العشرة ما يجيهم إلا ولد واحد... وضحك هالرجال مأشر ع حالو... وهالابن الظللو هيو كدامك... وشاف وسمع دعاوي الأهل وين صارت وشو سوت... فالمال الحرام ببكى (ببقى) حرام والملك الحرام ببكى (ببقى) حرام... ولإنه قلبك أبيض وابن أصل كلتلك (قلتلك) هالكلام لوجه الله... وخليني كوم (قوم) يا ابني اتسهل الجو بلش يبرد وباينتها هاذي آخر طلعه إلنا مع هالتيوس... وبأمان الله...
عبد العزيز ما قدر يرد عليه لو بحرف ولا حتى بهزة راس من وقع كلامو التقيل عليه والانكى السؤال يلي كان رح يسألو عنو نسيه من عقلو يلي ضيّعو ومن الطبيعي يضيْعو لإنو الناس يلي كان عم يتكلم عنهم قدامو وع سمعو... كانوا رجال العيلة جزء منهم والكارثة والطامة الكبرى جد جد أبوه وجد أبوه كانوا من فرقة الخيّال يلي ابرعت في السيطرة على الوضع بأشنع الطرق بوثقها التاريخ والكتب... وكان مناه يعرف كل هالأراضي المسجلة تحت اسم الجبابر يلي هما منها وتحت اسم عيلة الاجاويد وعيلة داري وعيلة جار الله يلي هما فخد من فخودهم وارثين كل هالأملاك وبعدة مطارح وهما ما كانوا فلاحين ولا حد انخلقوا هناك ولا حتى إلهم علاقة بهالمناطق هاي... ورغم إنهم ما كانوا معروفين كفلاحين إلا إنهم كانوا علامة بالفكر والنباهة والدهاء وإلهم مراتب بالجيش بس مالهم علاقة بالسياسة لكن كان إلهم معارف بشخصيات سياسية وذات سلطة ومش بعيدة كمان ما يكونلهم تأثير في حكم الدولة وهالكلام هادا ما رح يفيدوا إلا بخصوص أمرين... الأمر الأول واللي ياما فكر فيها من حيرتو فيه يعني عندهم كل هالأملاك وهالمال ع خلفة مش مرضية بالعدد لدرجة قرية صغيرة ما بسووا بعددهم يلي هما عليه... يعني عمو جابر ما خلّف غير ولد ورغم كل محاولاتهم ودفعهم للمصاري ما شاء ربنا إلا ولد واحد يجيهم وذات الشي عمو جواد يلي ما خلف غير أرسلان وزوجتو توفت وهو رفض الزواج من بعدها وترك غالب الوقت أرسلان يربى عند جدو وأمو أمينة ومرتعمو كوثر... وقراب أبوه ما خلّفوا حتى غير ولد أو حتى ماتوا بدون ما يخلّفوا سواء تزوجوا ولا ما تزوجوا... وولاد عم أبوه متل عاصي وبدران وزيدان وسطام أهاليهم ما خلفوا غيرهم... وما يبعد كتير أبوه نفسو ما خلّف غيرو وخمس مرات أمو حملها ما يكمل في بدايتو وجت أختو جوري بالزور فالحمدلله يلي جت بنت تنور حياتهم وتكونلهم باب من أبواب الجنة....
ورغم الصورة العامة الراسمها لنسل عيلة الخيّال في حد استنثاء عن هالقاعدة واللي هو جدو الوحيد يلي ربنا اعطاه بدل الولد خمسة وفوقهم أربع بنات... معقول هو ما يخلّف إلا ولد متل عمامو ولا بنت متل عمتو وفاء وعمتو سهى يلي فنت عمرها محاولة تخلّف وما جتها غير بنتها أريام الولدتها بالشهر السابع وكانوا حتى خايفين تموت لإنو صحتها بعد الولادة كانت لا تبشر إنها هتعيش شهر في هالدنيا لكن ربنا رحيم وخلاها تعيش قدام عيونهم لهاللحظة هاي ولا هيجيه ولد وبنت متل عمتو أمل الحامل بالتالت يلي الله أعلم إذا هيستمر وتكون تخطت أبوه بعدد الخلفة...
هالسؤال هادا الزمن الوحيد يلي رح يجاوبو عليه بقدرة رب العالمين... أما بخصوص الأمر التاني هل ربنا حط هالرجال هادا في حياتو كرمال يبشرو باحتمالية المشاكل يلي هيمر فيها بهالمشروع الشغال عليه... واللي هو أصلا مارق فيها ومصنفها بين قوسين بالتحديات... ولا من شان يفهم هما ليه ما بخلفوا كتير وعندهم أملاك كتيرة غير منطقية... فتنهد أول ما شاف جامع قبالو ناسي قصة صلاة العصر فزمر للسيارات الحراسة كرمال يوقفو وينزل يصلي العصر ويختلي مع ربو بركن من أركانو كرمال يسألو اليسر والتسهيل والذرية الصالحة والأمن والأمان يلي ما بجي إلا من عندو مهما جاب رجال يحموه ومهما جمّع وعلية نفوذو ما في شي بعليه وبحميه غير الوهاب الرحيم يلي وهبو هالزوجة البرية يلي ما بتشبه أهلها....
بالفعل مين بصدق بنت الحفرتلي تكون برية...
مين بصدق بنت محراك الشر مغفلة ومش واعية ع وس* الدنيا... وعقلها بريء وطاهر من الفتن يلي عم تشوفها وتسمعها... وبفضل الله وبفضلو وبفضل الست سمية وبفضل جهدها ع حالها صار هلأ عقلها مليان كلمات وأفعال بعدة لغات وأفكار جديدة وقصص كتير حلوة من وراه هو السخي معها كتير... صار أخيرًا فيها تاخد يوم حر من الدراسة... ورغم إنو يومها الحر إلا إنها ما قدرت وما تدرس لإنها سحبت تقرأ بقصة هايدي باللغة الالمانية وهي مش عارفة كل معناها لكنها كانت حابة تقرأ بالألماني بدون ما تتطلع ع الترجمة المقابلة للنص بالصفحة التانية لإنها معنية تقوي حالها بالقراءة فكل ما تحس مش قادرة تكمّل من سرعتها بالقراءة توقف تبلع ريقها وترفع راسها تشوف الست سمية ليش ما تنطق بحرف... وتحتار بس تشوفها عم تحضر بالأكل إذا تسألها ولا لأ لإنها مش حابه تعرف إنها قرأت شي غلط من كتر ما عدلتلها قبل شوي... فترد تكمّل من حبها لتسمع صوتها وهي عم تقرأ من اعجابها من تطورها بالقراءة والدراسة وبس تحس خلص راسها صدع تترك القصة وتروح تشتغل شوي ع التفنن بلوحاتها يلي رافضة تكشفها لعبد العزيز لإنو أكيد رح يشوفهم هبل وخاصة إذا شاف الصور والقطع يلي ملزقتها عليهم والكلام المضحك يلي عم تكتبو لعبد العزيز وهي عم ترسمو زي وجه زورو مش واضح كتير التفاصيل لإنو بشكل هلامي بترسم...
والمشكلة كل ما تحاول بدها ترد تكمّل باللوحة يلي شغالة على تعديل الخرب يلي فيها تعجز تلاقي شي يحلي الخراب يلي في اللوحة من رغبتها لتطلع كل يلي بقلبها بكلمات جواة صندوق الحوار على الرسمة يلي بترسمها بشكل عشوائي... فتركت اللوحة ساحبة ورقة وقلم كاتبة بعدة غيمات <بتتطردني أنا>
<كلو من ريحتك وصوتك>
<انا مش فاهمة>
<وين جوري عني>
<بدي تليفوني جيبو>
<بدي روح واجي اليوم مليت هون>
<بدي تلفزيون وردت شطبت مكلمة حالها بصوت: بفكرني هبلة!
أنا ع كلامي معو بلبس جلد الحمار وما رح يضحك علي...
فضحكت على هالنجاح العظيم... وفجأة بس حست صوت ضحكها العالي عم يرجعلها مع هدوء البيت وتقفل الباب عليها ضغطت ع شفتها مانعة حالها من الضحك مكملة من شان ما تحس بالخوف من هدوء البيت المخيف مع بداية البرد وتعتم النهار بكير كاتبة بشكل عشوائي...
<بدي اكركرو (اغدغدو) بس يرجع>
<عيونو~~
ووقفت عندها شو مال عيونو وفجأة خجلت مخربشة ع كل ورقة.... وما بتعرف ليه مع هالخربشة انسم بدنها وبطل إلها خلق... فطلعت من الغرفة وهي جد بلشت تطق وينو هو عنها الدنيا عم تليل بكير صايرة وهو برا... ولا ما بفكر يحاكيها بالتليفون يتطمن عليها مش الليلة هي شرقت ما فكر مثلًا إنها ممكن ترجعلها الشرقة ولا الشهقة كمان مرة... فكمّلت ع المطبخ بدها تعجّل الست سمية لتنزل المقلوبة يلي صارلها أكتر من ربع ساعة ع النار كرمال تاكل يعني والله ما صارت كل هادا تستنى الغدا ومن الطبيعي تتأخر مهي جننتها من أول ما بلشت القراءة وهي بتعدللها لإنها مش مركزة من ورا عقلها السرحان باللي قام وما صحاها وحتى ما قلها كلمة أو اهتم هي بدها شي... والحمدلله يلي تركيزها رجع كرمال تقرأ صح وترحمها لتكمل الشغل... فقعدت مستنية بالأكل وهي عم تفكر بابن الخيّال وبتتوعد...
بسيطة ليرجع بس ليرجع إلا اطلع عيونو.... وأقلو بدي تليفون وبدي تلفزيون وبدي ماكنة رياضة وبدي اطلع واروح واجي ويصير عندي عالم كبير متل بوليانا يلي قرأت عنها في الانجليزي من اسبوعين واللي حضرتها ياما هي وصغيرة...
هو بس يجي لتجننو وتستلمو عتاب وطلبات... يعني ما يحس فيها هي صايرة تشتاقلو وهو ولا على بالو هي واللي ببطنها.... فتأفأفت معجلة الست سمية تنزل الأكل وكأنو الطبيخ ع كيفها ووقت ما بدها بستوي: ست سمية يلا أنا بدي آكُل...
وكررت منادتها عدة مرات فاشة خلقها فيها: يلا يا ست سمية... يا ست سمية يلا...
الست سمية ما قدرت تمسك حالها ولفت عليها وهي عم تحمل الصحون ضاحكة: ههههه بنت قومي من قدامي حرام اعطيكي يوم حر إنتي طاقاتك لازم تضلها شغالة...
جودي ما همها معلقة بالإلماني: Du könntest Recht haben...
(ممكن يكون كلامك في منو)
الست سمية طالعتها وهي عم تتعجب منها لإنو امكانيتها بسيطة بس بتحاول بكل لحظة بتكون معها تتعلم أو تراجع معها يلي بتتعلمو... فردت عليها ممثلة الشك باللي سمعتو: was hast du gesagt...
(شو قلتي)
جودي ردت عليها بدون تركيز: بدي آكُل... وضغطت ع رجلها اليسار يلي راجعة تضغط عليها مكملتها بسؤال غريب: ست سمية لو أنا وإنتي بدلنا حياتنا شو رح تسوي؟
الست سمية من صدمتها من يلي سمعتو منها وقّعت صحن السلطة ع الارض وتكسر لعدة جزئيات... هادي شو تهيألها تسأل هيك سؤال فعلًا عبد العزيز صدق لما فكر يشغلها... فنطقت وهي زعلانة ع صحن السلطة يلي تعبت عليه وهي بتسويه رادة: انتي شو خطر ع بالك تسألي هيك سؤال...
جودي ردت عليها ببرود وهي عم تقوم لناحية باب المطبخ المطل ع الحديقة: ولا شي... وسدت الباب وراها حاسة حالها معصبة منو لإنو امبارح طردها هي من الصبح محاولة ما تعطي بال للموضوع وتشغل حالها بأي شي بس هيها سوت كل شي لدرجة الاكتفاء وما عاد فيها تقدر تهرب من هالفكرة...
فكرة إنو يطردها من الغرفة بتعصبها وبتخليها تكره حالها لإنو بذكّرها بالأيام المريرة لإنها ياما هي انطردت كتير من بيت عمها ولا من غرف البيت يلي ربت وكبرت فيه من أبوها الكاره شوفتها ومن مرتعمها يلي ما بتطيق تلمحها وبتفضل الناس بس يجوا يزوروا الجد بس يشوفوا بناتها... ومن بنات عمها يلي كانوا يستتفهوا تفكيرها والعالم الغبي العايشة فيه... وهالتصرف هادا شو كان يستفزها ويخليها تستنى يجي الصبح بس لتروح ع المدرسة وتكون بين صحباتها يلي بحبوا يلعبوا معها فيها (للمدرسة) بس للأسف من ورا اسم أبوها المقرون بالشر ووجعات الراس ما تدوم الصحبة بمجرد ما أهلهم يعرفوا إنها بنتو ولا فوق هيك يمنعوهم يكلموها وفي البعض منهم أهلهم نقلوهم لصف تاني وطلبوا من المعلمات يمنعوهم بالساحة وقت الفرصة يكلموا ولا يلعبوا مع بعض... بس الحمدلله رغم كل هالنفور وهالتجاهل ربنا فتحها بوجهها وجمعها بصديقتين وحدة قدها والتانية أكبر منها بسنتين... وجار أبوها فيها ونقلها من المدرسة الخاصة لمدرسة حكومية غير مختلطة من خوفو لتكبر ببيئة بتربي البنت ع المكانة والتفوق لإنو بالنسبة لإلو البنت للدعس والكبت خوف العار مو سائل برغبة بنتو بالنقل ولا لأ لإنو أفهم منها بمصلحتها...
ورغم كرهها للي سواه أبوها معها بنقلها لمدرسة تانية كان في شي سري تساويه تحت عيون عمها كنان واللي هو التواصل مع هالصاحبتين يلي وحدة اعطتها رقمها والتانية اعطتها ايميلها فيما بعد لإنها رح تسافر تدرس برا بأوروبا... وشو هالتواصل القليل كان يحسسها هي عم تملك العالم وسعيدة فيها وخايفة عليه من تخربيو من أبوها فحرصت كل الحرص تكلمهم بس يكون بعيد اميال عنها لكن يا فرحة ما تمت وحدة منهم اختفت فجأة وبقت تتواصل مع التانية من ايميل عمها كنان لحد ما سهت عنها من ورا جبر أهلها لإلها على الزواج من المشغول عنها دايمًا...
سبحان الله كيف حياتها شغلتها وبدلت حالها ونستها تواصلها مع صاحبتها ايجاز يلي بقتلها من بين كل الصحبات...
فتنهدت ع نمط حياتها يلي تغير من غرفة نومها ببيت جدها لجناحها ببيت أبو عبد العزيز وهي هي هلأ انتقلت للغرفة يلي بهالڤيلة بس بدون منفسها الوحيد القديم المعروف بتقفل الباب وحضر كرتون ع التلفزيون أو مراسلة صاحبتها ايجاز ولعبها بالألعاب يلي أبوها بكره يلمحهم بالبيت لإنها كبرت وصارت بعمر الزواج عندو...
فيا الله حياتها وهي عند أهلها شو كانت الاشياء البسيطة ترضيها فيها متل لعبها أول مع إميرال بعدين اللعب والرسوم المتحركة والمراسلة مع صاحبتها ايجاز... بس هلأ هي ع ذمتو بشو ترضى وهي ما في عندها غير هالكتب وغير هيك ما فيه وفوقهم هي محشورة متل يلي بالحبس بس مع فارق واحد هي وقت ما بدها بتطلع ع الحديقة غير هيك ما فيه... هي ليه ما عاشت متلو ولا جربت زيو وحكت مع كتير ناس... وهو ليه أصلًا فكر يطردها وهي مالها غرفة غير البدو يطردها منها...
هي وين تروح في حالها إذا بطل بدو إياها... كلمة منو خلتها تشوف العالم بعين أوسع من قبل... فتحاول تشغل حالها لإنو النوم صار محرم عليها من ورا كوابيسها بأبوها وهلأ القعدة هيك عم تخليها تشتاط من عجزها لتشغل حالها ع طول عنو وعن فكرة إذا تخلى عنها هيرجعها لأبوها المجنون يلي ما رحمها لما تركها عندهم... وهون شو حساسيتها تفاقمت وبطلت قادرة تضلها واقفة من حم الفكرة عليها مشاعريًا ونفسيًا... فنادت ع الست سمية تيجي تساعدها لتدخل جوا: سـت سـمـيـة وسكتت عاضة ع شفايفها من الوجع والتقل الحاسة فيهم~~~
إلا بالست سمية بسرعة كانت فاتحة الباب قبل ما تسمع كلمة منها من صوتها يلي حسسها فيها شي... وبسرعة حوطتها وهي عم تقلها: مالك يا بنتي شكلك من الجوع مش قادرة توقفي...
جودي بكت وهي عم تتسند عليها بحرقة من التفكير يلي رجعها لفيلمها الرعب مع أبوها: جوو عـانـة كتير كتيرررر... بس بدي آكُل..
الست سمية ردت بحنية وهي عم تدخلها من الباب: يا عمري الأكل جِهز استني ليبرد أو كليه مع لبن كرمال يكون بارد لإنو السلطة متل ما إنتي شفتي ما فينا ناكلها لإنو صحنها انكسر وفهمك كفاية... وبلعت ريقها وهي عم تمسح ع ضهرها: خليني ساعدك تقعدي في الصالون عشان تكوني مرتاحة ورد اجبلك أكلك من شان تاكلي...
فردت برفض: لأ بدي روح ع غرفتي وآكُل فيها...
الست سمية هزت راسها بمسايرة ناطقة: متل ما بتحبي يا بنتي...
وكمّلت معها ناحية الدرج مطلعتها لغرفتها ومساعدتها تتسطح وردت نازلة تجيبلها الأكل وهي مش حاسة فيها للي هتصارع عشان غرفتها... هادي إلها هي... جاي يحرمها إياها لأ ما فيه... الست سمية قالت الغرفة للاتنين وإن أحد الطرفين الزوج ولا الزوجة طلب يكون لحالو طبيعي بس إنو ينام كل واحد لحال كل ما يتضايق ولا يزعل العلاقة رح تجفا وتخرب وتصير باردة وتندثر مع الوقت... هو معقول تضايق منها... او هي زعلتو... فبكت بغصة هي مستحيل تزعلو.... هي ما بتسوي شي غلط بزعلو... مساج بتعملو... شي يشربو وهو بشتغل بتسويلو... صح أواعيه ما بتجهزهم لا هما ولا حمامو زي قبل... معقول زعل منها من شان هالشي... مستحيل... هي ما بتزعلو هو... فمسحت دموعها بسرعة بس سمعت صوت طلوع الست سمية ع الدرج وعدلت حالها رافضة تطالعها خوف ما تشوف حمار وجهها وهي عم تسمع كلامها اللطيف معها: هي أكلك وصل... وهلأ بتاكلي منيح عشانك إنتي والحلوة يلي ببطنك... ونزلت الصينية على رجليها وهي عم تذكرها... ما تنسي تسمي يا حلوتي...
جودي ابتسمت ع هادي الكلمة رادة وهي عم تسحب المعلقة: انشالله وتسلم ايديكي...
الست سمية من صوتها الهابط المخنوق فهمت فيها شي فما حبت تتقل عليها ناطقة: تمام خليني اتركك تاكلي وبعد نص ساعة بجي اخد الصينية... واذا بدك شي رح خلي الباب مفتوح...
جودي هزت راسها بتسليك لإلها رافضة ترد من رغبتها لتضلها ساكتة وسمت بس طلعت الست سمية مبلشة بأكلها وهي مش قادرة تفكر بشي لدرجة كمّلت أكلها ببطء شديد رغم إنو كان نفسها تخلصو بسرعة بس خايفة تشرق باكلها لإنها بتصفن ببعيد وبس حست حالها اكتفت من الأكل مسحت إيديها في المحرمة الجافة الصغيرة يلي حطتها في صحن صغير فيه مية كرمال تنبل وتنظف إيديها منيح... وردت سحبت محرمة تانية مجففة إيديها وحملت الصينية تاركتها ع الكوميدينو جنبها وسلمت حالها للنوم مع نعسها مع تعتم غرفتها قبيل صلاة المغرب ومع التعب الحاسة فيه...
وين تعبها وفتورها يتقارن بتعب بنت عمها ومرت عمو كنعان يلي خلاها تتعب...وكأنو رجال الخيّال حالفين ما يهنوا بنات دهب اليوم عندهم... وحدة هتنام من التعب والتانية هتنام من الوجع الجسدي والنفسي لإنها هي كانت عم تموت من الوجع وبالأخير جابلها ست كبيرة تعاينها صحيح ست محترمة ولبقة معها وتكلمت معها باشياء روتينية بتنسأل لكل حامل بس تروح ع المستشفى ولا أي مركز طبي... وهادي مش مشكلتها لكن مشكلتها إنو جابها بدون ما يسأل فيها ومشكك بصدق نيتها...
هي بتاتًا ما كانت تمزح بوجعها من شان يتساهل معها.. هو بدو حملها متل ما كان يقول هداك اليوم ولا تغيرت وجهة نظرو واستكتر عليها حملها... هتموت من الغيظ... كنعان فرّط فيها وقهرها بهالحركة ودفنها وهي عايشة لما ما فكر يجي يطل عليها مع الدكتورة يلي جابلها إياها كرمال تقلها بنبرة باردة متل الجاي غصب عنو: ما فيكي شي يا حلوة كلو من الانتقاخ مع القولون الحساس يلي عندك فضلك ع النعنع وحاولي ما تعصبي وتضلك رايقة عشان ما يضطرب قولونك ويصير الوجع عندك لا يحتمل... وفجأة نبرة صوتها تغيرت بشكل غير مفهوم... وإنتي ست متزوجة وأكيد بتعرفي شو يعني الراحة للحامل...
كانت رح تبكي وهي عم تسمع كلامها... يلي كانت تحسو زي طعنات بنبرة صوتها يلي حاولت تخفيها وبانت عند آخر كم كلمة حكتها متل الكارهتلها الخير... فجاوبتها فورًا بصوت شاحب بمعنى فاهمة عليكي تعاليكي علي (ترفعك معي وشوفة حالك علي): صحيح... وغلبتك معنا...
فردت عليها الدكتورة وهي عم تسحب شنطتها الطبية: ما ساويت غير واجبي وبالشفاء العاجل بإذن الله...
وسحبت حالها بكل سرعة وكأنو في بينهم عدواة... وهي مانها دارية شو مالها ومفكرة معقول عيلتها مش مخلية حدا من شرها... فنفت هالشكوك رغم شعورها بعداء الدكتورة لإلها وكان شعورها وحدسها بمكانو لإنو كوثر بتكون أختها من أب تاني وما في بينهم هالعلاقات القوية بحكم السن والأبهات المختلفة وزواجها هي بعمر صغير وانشغالها بالخلفة والدراسة وبعدين شغلها بالمستشفى والعيادة الخاصة... ورغم هالفروقات في بينهم احترام ومكالمات قصيرة كواجبهم مع بعض لإنهم خوات مسؤولات قدام ربهم عن صلة رحم وغير هيك هي بتكون مرت أخو كنتها نداء... فهي حاولت تكون معها منيحة من شان كنعان بس ما قدرت بالآخر لإنو كنعان ما لقى غيرها ليتزوج ويجيب ولاد منها... شو هالسيط يلي جابو لعيلتو وشو هالاختيار الخاطيء يلي اختارو... فطلعت من الكوخ وهي كارهة حالها لإنها عالجت مرت كنعان يلي مخبيها عن أهلو...
هو كان من الطبيعي تفكر هيك ومن الطبيعي تعاملها هيك لإنو مش الكل بقدر يتحكم بطريقة انفعالو قدام الشخص الكارهو او الباغضو أو المش مستلطف قربو... بس السؤال المهم هل إميرال مجبورة تتحمل ردة انفعالها... لأ فلسفيًا لكن فعليًا آه لإنها دخلّت حالها بورطة ما ضمنت عاقبتها لهيك هتتحمل مسؤولية كلشي وتيجي ع حالها متل هلأ وتكبت وجعها وترضى تكون هي الداعمة لحالها لإنو كنعان تخلى... لإنو كنعان قسي... لإنو كنعان فرّط فيها... لإنو كنعان نكث العهد... لإنو كنعان سابها.... فنامت وهي عم تبكي من وجع روحها قبل جسمها كرمال يلي ما قلق فيها وكمّل عند أخوه جابر بعد ما ضمن أم سطام ردت لبيتها سالمة وعارف هالهم يلي ببطنها لساتو عايش وما فيها غير العافية... فحاكى نفسو بقهر "قال علي هالحركات يا بنت دهب قبل ياما مثلتي علي بس هلأ وين تفكري تمثلي عندي كمان مرة لداري تمثيلك بالكوي"..
بس بعد شو صار بدو يكويها بعد ما هي برعت بكويه باللي صار بأخوه يلي ماسك إيدو وهو عم يعتذرلو من جواتو مليون مرة وفجأة بس سمع صوت فتحة باب الجناح بسرعة عدل قعدتو لامح ابن أخوه ضرغام جاي لعندو... فتنهد كاتم غيظو ومراقب عبد العزيز العم يعقم إيديه بعد ما فتح الباب الشفاف التاني سائلو: وين عاصي والباقي؟
كنعان رد عليه: خليتو يروح يشوف ابنو أما أرسلان بلشت مناوبتو وجبر رح ياكلو شي...
عبد العزيز تنهد وهو نفسو يكلم عمو ويقلو عن يلي سمعو بس عشان قعدة كنعان معو حس متل الدخيل عليهم... فاستئذن مأجل قعدتو لوقت تاني معو: طيب كنت جاي شوف إذا محتاجين شي... دام أموركم تمام يبقى خليني اتسهل وفجأة قرب من عمو ماسك بإيدو وهو عم يقلو ع سمع عمو كنعان: عمي جابر شد ع حالك وردلنا سالم كان بودي ضل عندك بس الدنيا مشاغل يا عمي وإنتا عارفني انا أبو الشغل ع قولتك... فبحفظ الرحمن... ولف وجهو ع عمو كنعان غامزو: بدك شي يا عم قبل ما اتسهل؟
كنعان هز راسو: لا سلامتك...
فتحرك عبد العزيز غصب من عند عمو من رغبتو ليختلي فيه وبعد من عندو وهو حاسس بالرغبة ليبكي مش عارف ليش... وكأنو حاسس بشي هيصير... بس شو هالشي مش عارف... فرد لسيارتو محركها لعند مرتو وهو مغموم ومشتاق ينام جنبها... وما صدق يصل البيت كرمال يصف السيارة وينزل منها ليلحق يصلي المغرب يلي ادن وهو بالطريق وما بلحق يصليه بأي جامع من طريقو الطويل... فمر ع غرفة المكتب مصلي المغرب وهو مش سامع صوت الست سمية ولا صوت مرتو البرية فسلم من الصلاة مكمّل لغرفتهم وهو متوقع يلاقيها فيها ففتح الباب يلي سكرتو الست سمية عليها بعد ما اخدت صينية الأكل لترجعها ع المطبخ.... وكمّل لعندها وهو مو شايف شي من الغرفة المسكرة براديها ومو واصلهم ضو ولا نور من ضواو القعدة البرانية ولا من ضواو السور... وبس حس خبط بالسرير بخفة شلح يلي برجلو متمدد ع السرير جنبها مدور ع دفاها... وبس حس فيها قرب منها ضاممها وماسح ع بطنها يلي مناه ما يكون أخر بطن لإلها معو... فسمى عليه ودعى ربو يرزقو الذرية الصالحة العامرة في الأرض لتعوض عن سواد اجدادو مع الناس لإنو الحسنات بذهبن السيئات... وشد عليها حاسسها زي الخايفة من حرارة جسمها المفاجئة وشدها ع حالها وتحريك راسها كأنها رافضة يلي عم تشوفو وعم تسمعو... فشدت ع حالها أكتر مرتعبة من الصريخ والركض وصوت البكى يلي عم تسمعو في كابوسها خايفة تيجيها رصاصة طايشة من رجال أبوها... فحاولت تنفد بريشها بعيد عنهم إلا لمحت قدامها وجوه غريبة حواليها عم تنزف دم فخبت وجهها بين كفوف إيديها برعب بكيانة بخوف وبس سمعت صوت مشيهم لعندها صرخت: لــأ مـا تــقــربـو... هـو رـح يجـي يـاخـدنـي... هـو مـا تـخـلـى عـنـي...
وصحت من نومها مفكرة حالها بالحلم من السواد يلي عم تشوفو قدامها ومن يلي عم يقيدها بإيديه... صارخة: لــأ... وجت بدها تدفعو إلا بصوتو وهو عم يشد عليها بايسها ع راسها ومسمي عليها: بِسْم الله عليكي!
وبس سمعت صوتو شدت عليه بخوف وهي عم تلهث وعرقها بصب صب ع وجهها وغير جسمها الغرقان عرق فكرر تسميتو عليها مكلمها: بِسْم الله عليكي ... اش اش ما تخافي هيني جنبك... ورد باسها ع خدها محاول يهديها: إنتي بأمان هون ما تخافي اهدي ومسح ع وجهها بحنان هامسلها: بدك مية؟
هزت راسها ... فزاحها شوية بعيد عنو منور الأباجورة وساحب قنينة المية يلي الست سمية حارصة تضلها حواليها وين مكان من شان ما تنسى تشرب المي ولتنقذها بس تشرق لما تكون لحالها...وصبلها بالكاسة المش ملموسة من أول ما انحطت جنب القنينة وردلها فيها وهو عم يقلها بحرص: سمي بالأول وافتحي تمك.. فسمت رافعة إيديها يلي عم يرجفوا بغصب... فقرب الكاسة من تمها وهو عم يقلها: اشربي يا عمري ما صار شي مجرد حلم...
جودي شربت المي بعجلة وكأنو حدا وراها وهي عم تطلّع أصوات غريبة وبس اكتفت من الشرب بعدت تمها متنهدة فحرك إيدو مرجع الكاسة مكانها وهو عم يسألها: هديتي؟ هزت راسها وهي عم ترفع إيديها المرتجفة بدها ترد تمسك فيه معلقة: دددددم م م ووووويـــٰ ـــن مـــٰٰـ كـــــاااا ااان! بلع ريقو مقرب منها وهو عم يبوسها ع خدها ليهدي بالها... حرك حالو ساند جبينو ع جبينها مخبرها: هادا مجرد حلم وإنتي بإمكانك تمنعي حالك تحلميه....
هزت راسها نافية وصارت تبكي بصوت عالي فتأفأف... ما عاد فيه يضلو يتقبلها بكل حالاتها بكل وقت.... لإنو يلي فيه مكفيه وما بدو شي هلأ غير ينام مش يقالب فيها لإنو من امبارح مواصل... بس المشكلة فيها لعقلها الصغير يلي مرات بجلطو من جهلها بالعلاقات وبكتير أشياء بالحياة... وهو ما فيه يعلمها كلشي بالحياة بفترة قصيرة على الأقل هي تحاول تستوعب مع يلي بقولها إياه.... الرِجٓال ما فيه هو اللي يضلو يعطي دايماً... لازم الاتنين يعطوا... صحيح هي بتعملو مساج بتريحو فيه بس هادا ولا شي جنب يلي بسعالها (بسعى الها) فيه ولا حتى بتقارن باللي ناوي يسعالها (يسعى الها) فيه...
وهو صحيح قلها رح عوضك... بس العوض شي وسكوتو ع اتكالها عليه وضغطو شي تاني... فتحرك بعيد عنها بس إيديها الماسكين فيه عرقلوه فرفع إيديها باعدهم عنو لكنها رفضت وناظرتو بضعف طالبة منو: ما تروح وتتركني!
هز راسو مطنشها من ضغط راسو الماكلو فإذا بقى عندها هتشوف جانب منو ما رح يعجبها فيتركها ويكظم غضبو معها احسن ما يضرها... وبسرعة رد بعد إيديها عنو للمرة التانية تاركها لحالها بالغرفة تكافح عالمها... ومكمل لتحت وهو عم يحاكي حالو هادي لازم تتعلم تداوي نفسها بنفسها في بعض الاحيان!
امتى رح تعي وتوعى ع اشياء لازم لحالها تستوعبها وتتعلمها بدون ما حدا يعلمها إياها ويقلها عنها.... وعبر الصالون المفتوح والمقابل لغرفة المكتب بدون ما يسمع حس للست سمية... وصار يتحرك فيها شمال ويمين مو قادر... مو قادر يطنشها ولا قادر حتى يراعيها هلأ.... هي متطلبة كتير .... فبلل شفايفو... مو معقول طول العمر تبقى هيك ... مرر إيدو ع شعرو.... حاير شو يعمل معها ... فتنفس بحيرة معلق... البنت هي هيك وما في شي طالع بإيدها.... صحيح هي بتتغير بسرعة....* وهالفكرة هاي خففت من استياؤو شوي... فغمض عيونو متذكر براءتها ونعومتها وهي عم تتقرب منو من شان تنام جنبو ولا ع صدرو ولا من شان تسمع منو قصة... فابتسم بمرار هون... متذكر كيف كانت عم بتتمسك فيه وكأنو هو حارسها.... فتعوذ من ابليس راجعلها بالوقت يلي هي تحركت فيه بضعف مكومة حالها ع بعضها بدون ما تغطي حالها من الحرارة الحاسة فيها هلأ ومن التعب النازل عليها شكلها رح تفلوز من ورا لبسها الخفيف من بعد ما تحممت تحت هوى المكيف البارد... وصارت تشهق من بين بكاها لإنو هو تركها بعد ما صار أقرب حد لقلبها وهمها الوحيد وشغلها الشاغل وساعية تصير احسن كرمالو... قام هو حضرتو خيّب ظنها وتركها لحالها... بس هو إلها ولازم يتحملها وتتنازل هي كرمال ترضيه من شان علاقتهم ما تخرب مع الوقت مش هيك الست سمية علمتها فجت رح تقوم بدها تلحقو كرمال تضمن ما يتخلى عنها ويرجعها لأبوها وكرمال ما يحرمها من بنتها وتصنمت مكانها مبتسمة بس لمحتو عابر الغرفة فقعدت ع ركبها وهي عم تمسح دموعها مستنية فيه يجي لعندها وهي عم تبتسم بتقل لإنو رجعلها وما تخلى عنها ع طول... وبس قرب منها جت رح تعطيه ضهرها من خجلها منو بس هو أحدق منها وسحبها لحضنو قاعد ع السرير وهو عم يقلها من بين مسحو بإيدو ع شعرها بحنية: حقك عليي اهدي يا قلبي خلص بكفي بكى!
حركت راسها ع صدرو رادة باكية مش عارفة ليش... وهو هون حن عليها غصب مش عارف كيف قلبو طاوعو يقسى عليها ممكن من الكلام يلي سمعو... بس ولو ما لازم يطلّع حرتو عليها هي مرتو... ما يسيطر ع حالو... فبعّدها عنو محوطها من وجهها ماسح دموعها بأطراف أصابعو... وهو حاسس عيونها عم تدوبو فما لقى حالو غير بايسها وهي هون ما بتعرف ليه خافت من مشاعرو الضخمة عليها وحاولت تبعد حالها بعيد عنو لإنو مزاجها مش جاهز لعلاقة معو متل غالب أسابيعها يلي مضت... وهو حس عليها فحررها من شد إيديه عليها وحرك راسو وهو عم يقلها: متل ما بتحبي...
واجى بدو يبعد عنها لكنها رفضت بتمسكها فيه ناطقة: آسفة أنا...
تبسم ع ردها عاجز يرد عليها بحرف... وتركتو لاعبة بأصابعها سألتو: صح بطلت حلوة مع بطني الكبير...
فتح عيونو مندهش ... من وين بتجيب الكلام... المدام لازم تسمعو شي مالو داعي فبلع ريقو ناطق بنبرة نكران ما بين العادي والحاد: من وين بتجيبي هالكلام... صحيح بطنك كبران بس زايدك حلا... وقرب منها مدخل إيدو من تحت الفستان ماسح عليه وهو عم يكمّل كلامو: انسيكي من هالتفكير والحمل لابقلك...
فبلعت ريقها رافعة دقنها مطالعتو وهي حاسة حالها بدها إياه إلها وبس وما حد يشاركها فيه... فما لقت حالها غير مقربة منو طالبة قربو لكنو هو بعدها عنو بس تذكر قصة الصلاة من ثقتو نومتها العميقة كانت من قبل آدان المغرب: بسرعة قومي صلي المغرب ما ضل شي ع أدان العشا... فقامت مبعدة عنو وهي حاسة حالها متل المخضوضة من تنبيهو المفاجئ لإلها كرمال الصلاة يلي سهت عنها...
وينها عنها الست سمية ليه ما صحتها تصليها وأصلًا كيف فيها تصحيها وزوجها طلع عندها فتركت المهمة لإلو وكملت شغلها بالتحضير لدروس جديدة للاسبوعين الجايين بس وين بنت قلبو تفكر هيك فكملت للحمام كرمال تتوضى وهي حاسة عقلها مش معها وطلعت من الحمام لتصلي وصدمة لما ما لقتو في الغرفة فعجلت حالها لتصلي وهي متعجبة منو كيف بطلع من عندها بدون ما تحس... فصلت الفرض وكملت ع السنة وما لحقت تسلم من سنة المغرب إلا بصوت آدان العشا من بعيد جايها فقررت تقوم تصلي مش مستنية فيه للي بحب يصلي فيها جماعة لإنها فكرتو راح يصلي في الجامع... ودامها صلت وهو بدو وقت ليرجعلها حبت تلبس شي حلو تفاجئو فيه من ورا المقطع المترجم يلي كانت ست سمية عم تعلمها فيه وكان المقطع بتكلم عن الأصدقاء الرجال والزوج وشو الفرق بينهم وبنفس الوقت تحاورها عن نظرة الدين في حرمة مصاحبة الرجال للمرأة... فدامها هي فهمت وأدركت زوجها غير عن الباقي... والزوجة غير كمان عن باقي النساء القراب منو والبعاد عنو بحياتو...
يبقى هما ليش مش هيك... وليش هي ما بتبين قدامو غير فلأ لازم تورجيه هي عم تكبر وعم تصير ست بيت ع قد ما بتقدر... ففتحت باب الخزانة مدورة ع شي تلبسو قدامو وشو كانت خطوة فتح باب الخزانة لا تتقارن بقصة شو تلبس قدامو لإنها ما بتفهم بهيك قصص... والكارثة نسيت مواقف جوري معها بمتل هيك لحظات لإنها ما كانت واعية باللي بصير معها بشكل كامل... لهيك حست يلي عم تعملو شي غريب ومخيف عليها وحمّر وجهها واحترت مش عارفة ليش هيك هي هبلة وما بتقدر تعمل شي... لكن لإصرارها ع اللي ببالها شجعها تسحب إي شي هي ما فكرت ولا مرة تلبسو قدامو ولا قدام غيرو فكان قميص نوم حريري لونو خمري وبجي حفر ع الكتاف وبنزل لتحت الركبة بشوي... فاخدتو معها وتمشت لعند التواليت تسوي شي حلو بحالها وما طلع معها إلا متل دايمًا بلاشر وروج رايق ومسكارا أما شعرها خلتو على طبيعتو لكنها اكتفت بحلق وسنسال من يلي ارسلتلها إياهم جوري بالسر من ورا أهلها من أسبوعين... واكتفت بخاتم زواجها منو كزينة... وسحبت العطر متعطرة بقوة منو وفجأة تذكرت قصة إنها ما تحممت فبسرعة دخلت الحمام لتغسل جسمها بعد ما شلحت السنسال... وطلعت من تحت دوش البانيو وهي حاسة حالها عم تتعب ع فجأة فبطأت حركتها وتوقفت قريب المغسلة ساحبة روب الحمام ومنشفة جسمها لتلبس غيارها وقميص النوم يلي سحبتو من الخزانة... وبس لبستو ما اهتمت كيف جاي عليها لإنو عقلها بشعرها المش عاجبها شكلو... فبللتو حاطة عليه كريم... مطبقة كلام جوري بقصة حاولي نوعي بتسريحة شعرك ويا ويلك مني إذا بتضللك تاركتلي شعرك متل بوكاهانتس... فهي حاولت تغير تسريحة شعرها باللي تعرفو برفع نص شعرها وطلعت تلبس السنسال وترد تتعطر بكترة وفجأة تذكرت قصة الترطيب... كلو عندها داخل ببعض... فتدهنت من أي كريم محطوط قبالها مش سائلة هو بأي ريحة وشو عجبها ريحتو الكانت حلوة قريبة من طعم البوظة الباردة الحامضة... وفجأة سمعت صوت محرك السيارة يعني باقي توقعها صح إنو راح يصلي في الجامع... فركض تخبت ورا الباب مستنية فيه يجي... بس يا حسرة ما تمت مضت دقيقة... دقيقتين... تلاتة...أربعة... عشرة مش جاي وشو حست ضهرها وقف وفجأة سمعت صوت السيارة كمان مرة بس كأنها هالمرة هاي رح تتحرك من هون... فبكت متحسفة ع تزبيط حالها لإلو وقررت بدها ترد تنام فتحركت لعند التواليت وهي عم تشلح الحلق يلي بإدنها وهي عم تقول: غبية.... غبية إنتي... هبلة...
ورمت الحلق ع التواليت... وهي مناها تنزل فيه لإنو ما شاف جهدها من شان تفاجؤو... منطق هي تتعب ع حالها تبالآخر السي سيد يطلع من البيت بدون حتى ما يقلها كلمة... بسيطة لبس يرجع إلا تورجيه... وسبحان الله عند سيرة الرجعة ما لقتو غير فاتح الباب عليها وهي بس سمعت صوت فتحة الباب عيونها طلعوا من مكانهم مش مصدقة إنو هو باقي هون ورافضة تطالع انعكاس صورتو ع المراية كرمال تتأكد إذا هو ولا بتهيألها... وليه تشوف وهي عارفة الست سمية ما بتقرب من غرفتها طالما زوجها المحترم في البيت فيعني مليون بالمية هو.... وصارت تفكر وين بتقدر تتخبى من خجلها منو من الهبل العاملتو بحالها...
بس للأسف ما فيه مجال لتهرب منو لإنو خلص شافها هو للي طبق الباب وراه وعيونو عليها محاول يخفي الغم من الخبر يلي سمعو قبل شوي وقلب كيانو... فتنهد محتار فيها... هادي ع شو عم تدور باللي عاملتو بحالها... فحب يلعب معها شوي بس ع عيار تقيل: بنت شو عاملة بحالك؟
ردت متل الغبية وهي عم تعدل بحالها رادة بشي مش متوقع منها من لخبطة مشاعرها بين السعادة والخجل والخوف والصدمة من جيتو لعندها بعد ما فكرتو طلع من البيت: عاملة إشي بشع بحالي...
حك رقبتو ضاحك عليها لإنو فعلًا كلشي فيها حلو باستنثاء اللابستو لإنو مش مبين عليها مرا كبيرة وناضجة لهيك لبس... وهو صريح بهيك شي فعقب بدون تفكير من حبو للصراحة: هو مش بشع بس يعني مش لإلك البسي متل دايمًا أحلى عليكي...
ابتسمت هون ع ردو لافة عليه وهو بس شافها لافة عليه ما تحمل يشوفها قدامو بشكلها الضايع مع قميص النوم اللابستو... فتحرك لعند الخزانة وهو ماسك ضحكتو لتنفجر وهو عم يقلها كرمال ما يكسر بخاطرها مع الحمل: هلأ رح اختارلك شي حلو عليكي... وبنظرة خاطفة سحبلها فستان أبيض قطني رايق وبجي حفر ع الكتاف وطولو لفوق الركبة ولف عليها مخبرها: الاشي الناعم والراقي أحلى شي عليكي وهادا بس تشلحيه كبيه...
جودي رفعت دقنها تطالعو وهي عم تراجع بصوت هامس شو كان عم يحكيلها فضحك عليها قارصها بخدها: هه يلا روحي غيري... ولا لتكوني بدك تغيري قدامي...
جودي جحرتو جحرة ولا هي فانفجر ضحك بس شافها راحت تغير بالحمام... وهو ما معاه خبر إنها دعست على قميص النوم الخمري تدعس بعد ما شلحتو من حرتها الحاسة فيها من خجلها منو... وشهقت فجأة بس شافت المسكارا شو مسوية بخدها وهي متل الغبية مش فاطنة إنو البكى رح يشحبرلها المسكارا ع خدها فمسحتها بحرص وهون حست حالها ردت تعبت فلبست فستانها المورد بورود صغيرة بعجز محاولة تعجل حالها كرمال تطلع برا وتمدد ع سريرها جنبو هو يلي بحسسها بالأمان بس للأسف رغبتها لتعجل حالها بلبس اتعبتها فوق تعبها... وما صدقت تصدق تكافح تقل جسمها لتنزل الفستان على جسمها كرمال تضمن أمانها وسلامها عندو وجنبو... وبسرعة دفعت حالها غصب عنها لعند الباب الفاتحتو وهي عم تسند طولها ع الحيطة الإيدها عم تيجي عليها بشكل عشوائي منادية عليه بصوتها المدلل ع تعبها وهي شاكة باللي عم بصير معها حقيقة ولا خيال: عبد العزيز حاسة حالي مش قـاد~~
وما لحقت تنطق أول تلات حروف من كلمة قادرة إلا هو كان مقرب منها ناشلها لإنها مش قادرة توقف ع حالها... ونزلها ع السرير تتريح وهو عم يقلها: هيني هيني معك شو اللي خلاكي تتعبي...
ما ردت عليه غير مدت إيدها مدورة ع إيدو ناطقة: راسي بلف حاسستو تقيل... وبكت طالبة منو... خليك عندي...
فقرب منها متمدد جنبها وهو عم يشد ع إيدها: هيني جنبك ما تخافي تنفسي واسترخي وإن شاء الله دوختك بتروح...
فعلقت وهي عم ترمي راسها ع صدرو مخبرتو بدون تفكير: أنا لازم روح وأجي ويصيرلي صحبات... أنا مش لازم روح ملاهي... بدي روح صالون بدي أطلع حلوة...
تبسم ع طلباتها يلي كل مرة عم تفاجئو فيها وتطلعلو فيها بالسحبة: إن شاء الله بعدين إذا ع الصالون أنا بجيبلك الكوافيرات لعندك... ما تقلقي إنتي بس تريحي وكلشي مع الوقت بصير...
فردت كملت وهي عم تمسح بإيدها التانية ع بطنها مكملة بكلامها: أنا بدي كون ماما لبنت... ولاد انا ما بحب...
ما حب يرد ع كلامها لإنو فاهم عقلها مع الجنس الذكور مش متزن من المارة فيه فما حب يزيد عليها بكفيها يلي فيها وعارف بعد ولادتها مشاعرها هتكون غير بإذن الله فتركها تعبر عن أفكارها برغبتها بالتلفزيون وغفى قبل ما يسمع طلبها ليجيبلها تليفونها ويخليها تروح كل مكان... وبس لفت وجهها عليه مستغربة سكوتو دهشت من نومو بدون ما يسمع كلامها فجت رح تصحيه بس تراجعت عشان يضلو عندها فقربت راسها من راسو مبسوطة فيه وبريحتو يلي مناها تاكلها... وفجأة اشتهت حلو كان عمها كنان يجيبلها إياه فيه طعم الكراميل مع شي بتفتفت بالتم بس تكزم منو... فشو اسمو مش متذكرة لكنها عارفة بدها نفس الطعم الحلو يلي ناسية شو اسمو... فبسرعة قامت من جنبو تلحق حالها إذا فيه زيو بالتلاجة يلي ولا مرة فكرت تدوّر شو فيها بالزبط... ويا فرحة ما تمت بس شافت التلاجة خالية من هالحلو أو من أي طعم شبيه منو... فتنهدت بحرة مدورة ع أي شي حلو تاكلو بس تشف غلها فيه بس ما فيه وفجأة تذكرت علبة الشوكولاتة الدهن يلي من النادر لتفكر تاكل منها لكن بتخلي الست سمية تحط منها ع الحلو يلي مرات بتتسلى فيه بعملانو معها وبسرعة فتحت خزانة مواد الحلو إلا لقتها قدامها فسحبتها بعجلة ماكلة منها لحد ما حست بطلت حابه الطعم وردت لعندو لتناملها شوي ع صدرو الآمن بعد ما طفت الاباجورة تبعتو... بس يا فرحة ما اكتملت ردت رجلها اليسار توجّعها من أول وجديد فما سوت غير إنها طنشت الموضوع لإنها ربطت الحمل بالأوجاع وهي مستعدة تتحمل أي شي كرمال بنتها ساندي... فتجاهلت وجعها محاولة تنام قريب منو لدرجة انفاسها بتضرب برقبتو من محاولتها لتتمسك فيه مع وجعها... بس مش قادرة تتحمل وجعها أكتر من هيك فبكت مصحيتو بصوت بكاها الغريب عليه... فصحي من نومو شاكك باللي سامعو وبس دقق فيه لثواني قام متل المخبوط ع راسو مفكرها حلمانة فبسرعة مد إيدو ضاوي الاباجورة ولف عليها ماسح ع وجهها ناطق: شو فيه؟ بشو حلمانة؟
ضغطت ع شفايفها مش متحملة الوجع العم يضغط ع فخادها وضهرها بشكل مش قادرة تتحملو... فتتمسك فيه بدل ما تقلو مالها... لإنها هيك تبرمجت بس تتوجع تكتم وجعها وتكتفي بالبكى... بس وين تكتفي عندو فيه... فبسرعة قرب منها مفقدها وهو عم يسطحها ع السرير فبكت بصوت اعلى متأوهة... هون اختبص خاف لتكون واقعة وهو نايم وجتلو... فنطق مستفز من توجعها المش فاهم سببو: لك شو مالك؟ من وين موجوعة؟
ما ردت عليه غير راغبة تتخبى جواتو من الوجع بس وين وهو بدو يفهم مالها... فضمها ملبي رغبتها وفجأة انتبه كيف مادة رجلها اليسار بعيد عن جسمها فمد إيدو يمسكها وهو عم يقلها: شو مـ~
إلا صيّحت لإنها مش قادرة تتحمل ضغطة بسيطة... فشك بشي لإنو أمو كانت تعاني منو بعد ما وقعت بأخوه الكانت حامل فيه وتوفى وهو بالشهر السابع ببطنها... واستمر الشي يروح ويرجع ع حسب حركتها ونفسيتها... فبلا تفكير طلب منها: بعدي عني ونامي شوي ع بطنك...
جودي ابدًا وين تنام وتسوي هادا الهبل يلي عم يطلبو منها وهي ميتة من الوجع... فشدت عليه كاتمة حرتها بالوجع... بس وين يتركها ع راحتها بدو يفهم مالها... فبسرعة جاب مخدة كرمال تسند حالها عليها... وبسرعة سطحها ع غالب بطنها بحرص فجت بدها تقوم لكنو حط إيدو ع كتفها وضهرها خوف ما تقوم وهو عم يقلها: استني بدي اعملك فحص... وقبل ما تنطق مسك رجلها اليسار بدو يرفعها صيّحت منحرة: آيـــي!!
عبد العزيز بسرعة بعد عنها منبهها: استني لاجيبلك زيت...
جودي مش قادرة تستوعب شو قلها من الحرة الضاربة ع دماغها ومفتتة فيها وصاهرتها صهر... فضغطت ع حالها وهي عارفة هو راح بس رح يرجع... هو ما رح يتخلى عنها عندها ثقة هو راجعلها فغمضت عيونها كاتمة أكتر حرتها وفجأة حست بشي مغطيها بظلو فعرفت رجعلها ما بتعرف كيف سلمت حالها لإلو وتخدرت من الوجع فورًا بمجرد فكرة إنو هو حواليها وقريب منها وقلقان عليها... وطالعتو من بين الدموع المكتومة بعيونها شايفتو عم يقرأ ع الصحن يلي جايبو مذكرها بأول أيام رمضان بعد ما جابلها زيت مرقي كرمال وجع رجلها الصابها من وقعتها بالحمام من شان تتجهز لشوفة عماتو...
وشو قلبها دق بشكل مخليها تبكي رضى مش مصدقة في حدا عم يهتم فيها... ولا اراديًا مدت إيدها مطالبة بمسك أصابعو يلي حاملة صحن الزيت العم يقرأ عليه... فشد عليها بمعنى هيني جنبك... وفجأة نفث فيها بدو يترك إيدها كرمال يدهنلها ع رجلها وضهرها لكنها رفضت تتخلى عن مسكها بأصابعو وسلمتو جسمها ليدهنو وغفت وهي عم تمتم بشي من بين دموعها المنسابة باستسلام... فتنهد بس خلص تدهين رجلها وشوي من ضهرها وهو عم يقلها: اجر ومغفرة... الله يهون عليكي يا قلبي... ورفع راسو محاكيها: ان شاء الله وجعك هـيـ~~
وسكت بس لمحها نايمة بعمق فتبسم عليها مغطيها وماسح دموعها وإيدها ما زالت ماسكة بإيدو... فضحك عليها متعجب من تمسكها فيه فطالعها من ضو الاباجورة المضوي مفقدها وهو حاسس حالو ارتاح لإنها وقفت بكى ووجعها بطلت تحس فيه... بس السؤال هو عرق النسا صابها مع الحمل ولا من قبل وعند ذكر قبل انسم بدنو لإنو الضرب على الفخاد والرجلين وع نهاية الضهر بسببو أو حتى خبطة ولا وقعة ع الأرض أو ع شي قاسي... فتنهد مغتم ع حالها وهو عم يخطط يقوم يتوضى ويصلي قيام الليل دامو صحي من نومو وصعب يرد فورًا ينام وهادي هي مشكلتو إن صحي ما فيه يرد ينام... فسحب أصابعو من بين أصابع إيدها اليمين وقام داهن الزيت المقري فيه والباقي ع إيدو ع ضهرو من محل ما عم يوجعو ومسح إيدو بعدها بمحرمة جافة وكمل للحمام مخطط إذا الوجع ما خف لبس تصحى فورًا ع الدكتور رح ياخدها... هو زوج ولا عدو بتجبر فيها وما بسأل بوجعها وراحتها وسلامتها... فتنهد وهو عاجز ليظهر مشاعرو من الاتصال يلي اجاه من جدو بعد ما تركها تصلي المغرب خوف ما يروح عليها كرمال يخبرو هالخبر يلي بسم البدن بعد ما طلع من المستشفى مع ابنو كنعان وجواد واحفادو: عمك قبل شوي نقلوه للعناية الحرجة ومنعونا نبقى هناك...
وشو هالخبر هادا خلاه يحس بطاقتو تبخرت لدرجة مش قادر يسمع بقية كلام جدو وهو عم يوصيه: شد ع عودك لسا احنا بأول الطريق يا ابني... المهم تكلم مع جبر ومرتعمك احنا بنقدر يا ابني نصمد بس هما كيف... الله يصبرهم ع بلاهم يا ابني... فاجى بدو يرد عليه لكنو مش قادر ينطق بكلمة لإنو حاسس الكلام انحبس جواتو لإنو عمو جابر عندو شي كبير... فكيف بدو يواسي جبر بعد يلي سمعو... إذا هو بدو مين يواسيه قبل جبر... لكنو رد ع جدو بصوت تقيل غصب عنو: حاضر...
وسكر منو ليواسي جبر ومرتعمو جابر بكلام طالع منو بلا تفكير: طهور ان شاء الله... الله يربط ع قلبكم... هادي هي الدنيا كلنا إلها بس المهم ما نفقد الأمل بالله البختارلنا الافضل... وهدوء مش عارف شو يقول أو حتى هما بشو يردوا عليه فنهى المكالمة بس سمع صوت عماتو.. تمام خليني اترككم ع راحتكم... بأمان الله...
مكالمة عادية لكنها كانت لإلو اشق مكالمة بالحياة... وما عرف كيف سكر منهم عاجز يبقى مكانو فتحرك لعند سيارتو محركها بدو يروح عند أمو لكن رد تراجع لإنو شو رح يسوي هناك غير يقعد ع اعصابو... فرجعلها وهو عاجز ومثقل بالهموم لكن هي شو ذنبها ليغمها معو وبس شافها شو عاملة حاول يعززها مكمّل معها لينسى البلا العم يثقل عليهم... بس هلأ هو بشو يكمّل من شان يشغل فكرو... لعبة الكارتينغ بحالة معينة لما يكون مشتاط ع تقيل لكن لما يحس بالعجز هو عارف مالو غير ربو... فما لقى حالو بدل ما يتوضى إلا ماسح ضهرو من الزيت يلي عليه وعبر يتحمم تحت الدش كرمال يجدد طاقتو قبل ما يصلي ويلقي بكل مخاوفو واوجاعو لإلو.... ويتخلص من وجع قلبو يلي عم ينشلع من مكانو... ومن الطبيعي ينشلع لإنو مش عارف عن مخطط أبوها محراك الشر القاعد ع راس الجبل هو وسامي الصايع والنسخة المصغرة عنو مطالعين مستشفى الخيّال المنتظرينو بأي لحظة ينفجر فيه كم طابق ع هوى الكمين المحضرينلهم إياه يصير بشكل طبيعي من ورا تماس كهربائي تزامن مع تسريب الغازات من اسطواناتها...
وهالمخطط هادا ما تم تخطيطو إلا من شان يحرق قلب عيلة الخيّال ع فراق ابنهم جابر وع حرق سمعة المستشفى يلي ابنهم جواد كان إلو في إيد بتأسيسو لحد ما كبر بمساعدة من الدول المانحة الغربية ولا من الحكومة أو المؤسسات الخيرية ولا باستثمار بعض العيل فيه يلي إلهم تاريخ بالطب والأبحاث الطبية كرمال يكبر ويصير بهالمستوى العالي من الخدمات الطبية المقدمة... لإنو مين يصدق مستشفى بهيك مصداقية وأمانة وكفاءة ينهار جزء منو وبلا أي مقدمات هيك بيوم وليلة...
كل هادا بس كرمال يفقد سمعتو كمستشفى محترم بين الناس... ولا لسا في احتمال ببرد القلب لكنو ببكي دم عند عيلة الخيّال إذا في حدا منهم ضل بالمستشفى لإنو معروف عنهم حب التعاطف مع بعضهم.. ويروح فطيسة بلا أي تأسف عليه مع ابنهم وسمعة المستشفى... في أحلى من هيك انتقام... يكون هو ورا كل يلي رح يصير بدون ما يبين قدامهم ع الساحة أو يهدد.. كل هادا بفضل دهاؤو ومكرو وخبثو المخلينو يحس هو مالك العالم فيه... لكنو سهي ما في شي بصير ورح يصير من وراه إلا بمشيئة من الله كرمال يستدرجو بينما للي تضرر منو واللي رح يتضرر هيكون عليه الضرر ابتلاء وأجر ومغفرة على عكسو هو يلي غضب الله عليه هيكون لإنو عم يعتدي ع الناس ويفشي الخراب بدل العمار ويسلب الأرواح يلي حرمها ربنا بغير حقها... وهالكلام عند الله كبير لكن عند أبوها محراك الشر مجرد كلام مالو داعي... فتنفس نفس طويل من مللو لانتظارو مكانو ليشوف الخراب يلي هيحل بالمستشفى كرمال يضمن سحق جابر وسمعة المستشفى الغالية ع قلب عيلة الخيّال يلي النوم عجز يقرب من عيون رجالها من خوفهم ع ابنهم الحاسين بيقين موتو... لهيك يلي ما كان فيه يبقى مكانو طلع ع راس الجبل يتنفس هوى طبيعي بعيد عن ضجة البيت والعالم متل كنعان الشاهد ع تعب أخوه المفاجئ من بعد ما تركو عبد العزيز بنص ساعة مخليه يزلزل المستشفى ليحلقو أخوه وهو رافض يطلع برا ومصر يضلو ماسك بإيد جابر وهما عم يحاولوا ينعشوا قلبو... لكنهم جبروه غصب عنو يطلع بمساعدة جبر يلي مش قادر يستوعب هو يقلق بأبوه ولا بعمو الاعصابو منهارة... وتعقد الوضع بس قرروا ينقلوه بعيد عن الجناح للعناية الحرجة ومانعين أي مرافق يدخل معو ولا حتى أي حدا يدخل يشوفو لإنو حالتو ما بتتحمل... بس وين كنعان يستوعب هادا الكلام إلا بدو يدخل معاه فاضطروا يستعينوا بالجد شامخ ليجي يلاقي حل لابنو المعند واللي فضل يضل بموقف سيارات المستشفى مع عاصي ولا يروّح معهم ع البيت فالجد تركو كمسايرة لإلو لإنو عارف ابنو شرو مش مضمون والوضع مش متحمل ووصى عاصي يبقى معو ويخلي عيونو عليه... وعاصي ما خيّب عمو لإنو هو هيك هيك رح يبقى لإنو عارف كنعان مجنون... فبقى معو لحد ما انخنق من قعدتو بموقف السيارات طالب (كنعان) منو: خلينا نروح نقعد ع راس الجبل متل ايام زمان....
عاصي رد عليه بتأييد: والله فكرتك جت بوقتها... عجل لهناك... فتحركوا تنيناتهم لراس الجبل لإنو واحد عاجز يبقى مكانو وما يسوي شي واللي هو عاصي في حين التاني واللي هو كنعان مش بس كان عاجز إلا كان خايف يفقد السيطرة ع حالو كليًا ويروح يكمّل عليها للمغضوبة يلي عندو لإنو من وراها هي إذا ما خاب ظنو أخوه مر بكل هادا... فلهيك حاول يمسك اعصابو ولسانو يلي مناه يسب ويغلط فيه من حرتو فكتم غيظو مستني هالليلة تمر ع خير فشتان بينهم وبين أرسلان يلي بدّل ورديتو مع زميل لإلو من ضعفو وتشتتو ليبقى بشغلو من قلقو على أبوه وجدو يلي روحوا معو وهما عاجزين ينطقوا ومن شدة حرصو عليهم ومن خوفو ليصيرلهم لا قدر الله شي كان معهم متل ظلهم وين ما قعدوا ولحد ما ناموا بالصالون... وهو عم يدعي ربو ويذكرو بسرو وعيونو كل شوي تفقدهم وتفقد الساعة مستني الوقت يمر كرمال يطلع يوم جديد ويعتادوا على هالخبر الموتر ولما حس مل من قعدتو مكانو سحب الريموت مشغلو بعد ما حرك الشاشة للناحية التانية من شان ما يزعجهم بضوو وكتم الصوت مبدل بين القنوات لحد ما غفى بدون ما يحس بالوقت يلي جبر فيه عجز ينام لإنو حاسس في شي كبير رح يصير فقام يصلي ويطلب اللطف من ربنا فيهم وبأبوه وباللحظة يلي نزل سجود فيها لربو وداعيه من كل قلبو وهو ببيت أبوه إلا بصوت مخيف في المنطقة المحيطة بالمستشفى وصريخ ناس: لحقوا بسرعة!!!
_المبنى من الناحية التانية عم ينهار يا عفو الله...
_بسرعة صوّر ونزل ع الفيس....
-خبروا الشرطة والاطفائية...
-كيف جهاز الاستشعار ما اشتغل~~~
كلام كتير واخبار ساخنة ع مواقع التواصل الاجتماعي وتليفونات رجال الخيّال عم ترج وترن فكان أول حد سحب التليفون التاركو بجيبتو هو الجد يلي قام متل المستعد لأي شي ورادد بدون ما يشوف مين يلي اتصل من خوفو ليسمع خبر موت جابر فنطق: ألـ~
إلا بصوت صديق مقرب لإلو مقاطعو: وينك يا رجال شاللي وصلني... الدنيا مطبولة ع مواقع التواصل الاجتماعي وحتى ع التلفزيون...
الجد بهت مش عارف شو صار لكنو فورًا حس شي إلو دخل بعيلة دهب فمسح ع وجهو وهو حاسس بينو وبين الجلطة شعرة فنطق بصوت مهيب مصحي فيه ابنو جواد وحفيدو أرسلان: أبو أحمد مالك يا رجال احكي حكي مفهوم...
أبو أحمد قاطعو: احكي حكي مفهوم شو مالك يا رجال يلي صار بالمستشفـى والله ابني المحطة صحتو من نص نومو كرمال يغطي خبر المستشفى... بقولوا فيه اضرار كبيرة...
الجد هون راسو انفتل عاجز ينطق من هول الفكرة يلي انرسمت بخيالو... فمد إيدو طالب بصوت تقيل: مي... مي!!
أرسلان وأبوه بسرعة قاموا يصبولو مي... لكنو فجأة وقف مسكر الخط بوجه صاحبو أبو احمد ناطق حكي مش مفهوم لابنو وحفيدو: ابني بسرعة ع المستشفى...
أرسلان بسرعة وقف بوجه جدو محاول يفهم شو فيه وهو مطنش رنة تليفونو هو وأبوه كرمال الجد: جدي شو فيه وين رح تروح؟
الجد نطق وهو عم يبعدو عن طريقو: المستشفى صار فيه شي...
أرسلان بسرعة هون انتفض مكانو وسحب تليفونو يلي عم يرن من جيبتو يشوف شو فيه إلا لمح اسم زميل لإلو بالشغل مش مداوم اليوم فرد عليه سائلو: مهيب فهمني شو فيه!
مهيب رد عليه بصوت فرحان: لك خفت يكون صايرلك شي عشان بدلت معاي بالوردية...
أرسلان ما قدر يكمّل كلامو مع زميلو من التقل النزل عليه بس شاف أبوه رح ينجن وهو عم ينزل التليفون راكض ورا جدو فاضطر أرسلان يسكر منو ليلحقهم ويسوق فيهم ويشوف شو صار بالمستشفى... وهو عاجز ياخد كلمة منهم ليفهم شو فيهم متل الخلق لإنو أبوه مش مركز معو من الاتصالات يلي يتصلها ع زمايلو وموظفين المستشفى الإداريين كرمال يتطمن عليهم ويفهم منهم... ولإنو جدو مشغول بتشغيل علاقاتو في السيطرة على الخبر وعدم بث اشاعات غير صحيحة خوف ما تصير بلبلة في المنطقة... ولإنو هو خايف يرد ع تليفونو ويساوي فيهم حادث من تركيز بالسواقة بالليل ومن محاولاتو ليلاحق كلام جدو وأبوه كرمال يفهم شوفيه بالزبط...
وفجأة إلا الجد بنطق بنبرة وترت أرسلان: ابن ضرغام وينو... بسرعة اتصل عليه...
فنطق أرسلان بخوف: جدي عبد العزيز مالو؟
الجد ليس هنا من عقلو يلي مع حفيدو يلي دايمًا بكون متصدر بهيك مواقف لكنو هلأ حسو مختفي فاتصل عليه بس للأسف الشديد ما لقى منو رد... فاتصل ع عاصي يشوف حفيدو إذا بالانحاء ولا لأ وصدم بس عرف منو: لأ يا عم والله حتى علي ما برد... وهون الجد جن شو حفيدو ما يرد إلا ينزل بساحلو إذا ما رد عليه بس يتصل عليه هلأ ولا بعدين...
وعاد حفيدو ما بعرف كيف تحمم وصلى قيام الليل إلا النوم تسلط عليه فتحرك لعندها بتقل كرمال ينام جنبها والكارثة تليفونو يلي بضلو يرن حضرتو نازل كتم فيه...
سبحان الله بأهم احداث للعيلة بكون يا نايم يا منشغل بشي مهم أما باللي بخص الشغل متبع أول بأول شو هالحالة هادي يلي بتخليه يكون بموقف مش لطيف قدام رجال عيلتو يلي مش حاسس فيهم وهو مرتاح البال لإنو تخلص من حنة التليفون إلا ع صوت زمور السيارات يلي مش داري إنها من رجال الحراسة كرمال ينزلهم مع رنة تليفونو من أول وجديد ومع رنة منبهو بخصوص صلاة الفجر... فبسرعة قام وهو متعجب يلي نايمة جنبو كيف مكملة نومتها بهالحنة هاي وسحب تليفونو رادد ع جدو الكسر التليفون عليه من الرن وهو باصم عمو يا سلم أو صحي من غيبوبتو: آه جدي! وعجل حالو ليقوم يغير أواعيه النوم لأي بنطلون وبلوزة بتيجي إيدو عليهم وهو عم يسمع رد جدو يلي نزل فيه بهادل: ماشاءالله نايم بالعسل والدنيا مطبولة وبدك سنة لترد أنا افهم هادا التليفون ليش معك... ما سمعت شو صار... وبلع ريقو من غصتو من حفيدو الغايب عن يلي صار وهو عم يقلو من الآخر بدون ما يشرحلو شي: بسرعة تعال ع المستشفى وشوف يلي رح ارسلك إياه ع الواتس...
وسكر الخط بوجهو... مش مفهّم شي لحفيدو الخيّال الصاحي ع عمى وجهو... فبسرعة نزل التليفون مغير أواعيه وبعجلة حمل التليفون ومفتاح سيارتو وطلع ركض إلا الست سمية قبالو ع الدرج بدها تعجلو ليقوم يلحق يلي بصير بالعيلة بطلب من عاصي.. فتجاوزها بعجلة مش مفكر فيها ولا بجيتها الواضحة ليش وركض لسيارتو محركها بالمفتاح وبسرعة طلع من البوابة الخاصة بطلوع السيارات بعد ما فتحها بالريموت يلي معو... وبأسرع ما عندو مع سيارات الحماية للمستشفى وهو عم يفتح يلي ارسلو إياه جدو ودهش من شكل المستشفى كيف الاطفاء عم تطفي النار الشابة فيه والشرطة عم تطوق المنطقة وبعض الطوابق الاخيرة في مبنى من ابنية المستشفى منهارة ومكملة ع الباقي والنار مكملة ع الشجر الصنوبر والسرو المحيطة بالمحمية المجانبة للمستشفى ومنظر شو كان مهول مع الناس العم تركض وتطلب المساعدة وصريخ من عدة أماكن... فبسرعة طلع من الفيديو رانن على عاصي يلي رد عليه وهو عم يصف سيارتو بعيد عن المستشفى جنب سيارة كنعان كرمال يقدموا المساعدة ويفقدوا ع ابنهم المخطر إذا تضطر لا قدر الله باللي صار: شاكك باللي ببالي...
عبد العزيز جاوبو باللي بدور ببالو وهو عم يسمع آدان الفجر الأول: مش شاكك إلا متأكد... بس كيف رح نجيب الشي ببالي كم شي كنت متبعلو من لما كنت بالمستشفى... لهيك عم خطط ع كم شي... بس الدور عمي هلأ... مش قادر استوعب الحال يلي وصلنا لإلو وإنتا عارف إذا مات لا قدر الله رغم احتمال حدوثو الرد لازم بسرعة ينرد لجاسر...
عاصي تنهد بس لمح سيارة أرسلان وسيارات رجال خوات مرتو وأخوه جميل رد بسرعة: بس يهدا الوضع ونطّمن ع جابر بنشوف شو رح يصير ويلا خليني سكر منك لإنهم الرجال وصلوا... وسكر الخط بوجه الخيّال يلي متأكد يلي صار في إلو يد من عيلة دهب... هو مش غبي بقصة أجهزة استشعار الخطر يلي فوراً بترن لما تحس فيه شي خطير هيصير ولنفترض فيه ضغط كهربا مش لحالها لازم تطفي... طيب وين تفعيل خدمة اطفاء الحرايق يلي إذا وصلها ريحة دخان بتتفعل لتفادي حدوث اي شي خطير...
بس هي الشي الخطير صار وخدمة اطفاء الحرايق ما تفعلت... هو بآمن كلشي ببدا باشياء بسيطة مقدور السيطرة عليها لكن بالتهاون او بالتغافل عنها بتكبر هالاشياء البسيطة وبصير صعب السيطرة عليها فورًا بدون أي أضرار... فتنهد من هالحالة يلي وصلوها...
مستحيل هالاشي يصير هيك... لإنو بعرف إدارة المستشفى صارمة بالتعامل بقصص أمان المستشفى قبل أمنو الخارجي...
فيلي صار في المستشفى الخيّال الليلة شي ع عيار عالي بمس أمنو وأمانو... وهالشي الصار ما بنسكت عنو...
وهون التفكير راح فيه شمال يمين شاكك بشركة التصليحات يلي بلشت في التشييك ع الأبنية بعد ما صار في خلل في منظومة الكهربا عندهم من اسبوعين... وإذا ما كانت الشركة نفسها ممكن عامل عندهم اشتروا ذمتو... كيف بنجاب مش صعب وممكن مش سهل بنفس الوقت لإنو أكيد بكونوا متفقين معو من قبل متل ما سوا مع القناص يلي استأجروه... فأحسن حل يخترقوا التليفونات والحسابات ويراقبوا تحركات ملاك الشركة وعمالها لو ع حسابهم من تم سكيتي لإنو لو كشفوا شكهم بعيلة دهب أكيد هيقولوا بعض الناس يلي رح تستهجن كلامهم: صرتوا مهووسين بعيلة دهب لدرجة ترموها بكل شي بعدين إن بعض الظن إثم وهات خلص معهم..
بس لا كلشي بالسكيتي بصير... فهون هو رح يدخّل محامين خاصين ويشغّل رجال مش معروفين عم يشتغلوا بشركة عاصي كرمال يصل للي ببالو... وهادا التفكير شي وتفكيرو بفكرة موت عمو شي تاني... لإنو هادا بعز ع قلبو ومش حابب يفكر بموتو فيظن خير رغم إنو ما فيه شي يبشر بالخير بالوقت الحالي إلا إنو بذات الوقت متيقن ما في شي بحصل إلا لخير...
وما صدق يصف سيارتو بعيد لإنو ما فيه يصف قدام من تطويق الشرطة للمنطقة ونزل من سيارتو إلا بصوت شرطي رافض يدخلو وهون هو انجن... شو يرفض ما يرفض إلا بصاج أخو سطام الجاي ينوب عن أخوه المشغول بشغلو مع عيلة الخيّال لمحو بدو يقاتل الشرطي فبسرعة تدخل مدخلو هو يلي بهت وتقشعر بدنو من المنظر الشايفو قدامو لإنو لا يقارن باللي شافو ع التليفون... وشو حس لحظتها جسمو تصلب وعجز يمشي فيه خطوة تانية لإنو متأكد عمو بين الأنقاض الواقعة فوق بعضها أو بين يلي جاي ع الأرض...
ما تخيل المبنى يلي شافو بالفيديو يكون مصور المبنى من الناحية التانية لدرجة ما انتبه إنو نفس المبنى يلي فيه طابق الاجنحة الخاصة وطابق العناية المركزية فبسرعة تحرك ناحية رجال عيلتو مدور ع عمو وهو مش مركز باللي بصير حواليه بين سيارات الاسعافات الجاية تنقل بقية المرضى في الاقسام غير المتضررة لمستشفيات تانية وبين يلي بوزع الاقنعة خوف التسمم وبين بسعف المتضرر وبنشل الجثث حالة لا يرثى لها بعد...
كم ذنب وكم روح يا ابن عثمان دهب رح تحملهم برقبتك....مفكر الدنيا سايبة تساوي شو بدك... إن الله يمهل ولا يهمل كلام مؤلم لكل حد بخاف وبخشى عقاب ربو وغضبو... وبالطبع جاسر ما رح يتألم ولا يتأثر بهالكلام لإنو قلبو قافل ولاهي بالحقد والغل والانتقام والتجبر والعنجهة الحاسس فيها بعد ما نفذ يلي ببالو ورادد مع سامي للبيت ليتابع الاخبار من على التلفزيون كرمال ينبسط أكتر ويسرح بمخططاتو الجاية يلي قاطعو عنها تعليق سامي المزهزة معو من يلي شامو وشاربو بدون ما يحس بأي ذرة ندامة من يلي ساعد فيه محراك الشر: انبسط يا عم هيّك~~
جاسر لف عليه جاحرو باستياء لإنو قطع سرحانو بمخططاتو بكلام مالو داعي: اوعك تحكي شي بالبيت مش تكون متل يلي ما شافوهم وهما بسرقوا شافوهم وهما بقسموا...
إلا بصوت ركض جاثم الجاي لعندهم وهو عم ينادي ع أخوه: جـاسـر!
جــاســر!
ومستمر ينادي من الرعبة الحاسس فيها من ورا الاتصال يلي وصلو من أخوه عثمان كرمال يحضروا حالهم لمواجهة الخيّال لحالهم إذا رح يدعم أخوه جاسر ع اللي رح يصير في حالة طلع جابر ميت بالانفجار يلي صار بالمستشفى لكنو هو بدل ما يقلو ما يفكر كيف ينقذ حالو من يلي جاي سكر منو مدور ع جاسر كرمال يقلو بصوت مذعور من يلي سمعو من أخوه عثمان العرب: جاسر لحق وصلني خبر مستشفى الخيّال صار فيه انفجار احتمال جابر راح فيها...
جاسر كتم صوت التلفزيون مطالعو وهو عم يستخف فيه: بالله قول بالله ع أساس يعني مش عارف بعدين ليش لحق مش احنا لما قررنا نقتل كنا خايفين ليعيش مش ليموت... وكمّل باستهزاء عليه... روح روح كمّل نومتك واترك وجعة الراس لإلي... وفجأة لف عليه سائلو... وينو ابنك مؤيد مختفي وصاير هاليومين ما المحو معنا...
جاثم جمد هادا بقلو ابن الخيّال احتمال يكون ميت بجي يسألو عن المغضوب ابنو يلي كان مسفح لعندهم وفحط بسيارتو مبشرهم بجيتو وبصوتو وهو عم يركض لعندهم: عـمـي!!! يــابــا لـحـقـووووا....
جاسر هون ضحك معلق باستتفاه: ههههههه لحق ابنو هلأ...
إلا بصوت مؤيد العابر الممر الصغير بهرولة داخل لعندهم ع الصالون وهو عم يقول بوجهو اللونو مخطوف: عمي شو هالخبر المنشور هادا... والله مانها قصة...
جاسر تنهد ببرود: واحنا مالنا مش لازم نقول اللهم يزيدهم كمان وكمان...
مؤيد هون انفعل: بس عمي في ناس مش منهم الله يتلطف فيهم...
جاسر جن بس سمع كلامو وعلق بصوت مشمأز: من متى بتعرف الرحمة يا ابن جاثم فكر هلأ ترحم ع أبوك من يلي رح يجيكم...
مؤيد هون انزعج إلا بصوت غنج يلي ما بتطيق جاسر من لما كبرت ووعيت ع اسم جاسر دهب محراك الشر وهي واقفة قدام بناتها الخايفات من يلي رح يصير يعني ما كفاهم يلي صار معهم من ورا اختهم نغم يجي موت ابن الخيّال يكمّل عليهم والله مش حياة: والله ناس بتقتل وناس بتتحمل...
جاسر ضحك وهو عم يوقف ع رجليه هاينها: ما شاء الله محترمة وبتفهمي بالأصول عشان تيجي تتكلمي بدل وقبل ابنك وزوجك ... تخبي من قدامي... ولف ع ابنها مؤيد يلي مناه يقص لسان أمو... وهو عم يسمع كلام عمو جاسر المش وقتو هلأ من شان طوالة لسان أمو المالها داعي: والله ما حدا هيحمل هالمشكلة غيرنا احنا التلاتة و~
إلا بمقاطعة سامي: وأنـ~
اخرسو جاسر فورًا: انخرس وكمّل كلامو مقرب من جاثم بانفعال وهو عم يشد ع قبة بلوزة بجامتو النوم: فيعني إنتا رح تحملها معاي وحتى لو فكرت تتبرا ما حد رح يقبل بتبرأتك هلأ لإنو وينك من قبل ما كنت برا الموضوع ولما صار الجد وشفت الموت قبالك قررت تنسحب وهون يا طويل العمر ليش خليكم لقم سهلة وصائغة في تمامهم سلامة خيرك وروحك جرعة زايدة... مادة سامة ولا خنق حتى الموت وبتروحوا فطيسة... فكرمال هيك ما توجعوا راسي وخلوني ألعب براحتي وبساحتي أما إنتا شو بقول بتنفذو بالحرف الواحد...
هون مؤيد كان رح يشتم لإنهم أصلاً من أول ما كبروا وهما بس بنفذوا شو بطلب... ولا هادا شكلو ولا شي من يلي جاي... وبهاللحظة هادي بالذات شو كره جدو يلي مات وأبوه المالو شخصية وعمو كنان يلي بالمستشفى وما حد داري عنو شي وحتى عمو عثمان العرب يلي تخلى عنهم...
وشو كرهو هو وأمو لأهلو هيكون مقارنة جنب كره نسوان الخيّال لإلهم خاصة بعد ما صحوا ع وجه الفجر ع خبر مرعب من نداء يلي ما حدا فاهم من وين وصلها الخبر رغم خطوطهم وخطوط الخدامات ونت البيت المقطوع عندهم وعند بيت أبو عبد العزيز وبيت أبو جابر مفكرين في عمود واقع أو في مشكلة بالخطوط من الشركة نفسها مش مفكرين إنو من رجالهم يلي خافوا من البلبلة يلي هتصير إذا سمعوا أي شي مالو آخر ويصير قيل وقال ووين هادا يصير عند رجال الخيّال يلي ما بحبوا نسوانهم يطلعوا بهيك وجه... فتطمنوا ع حريمهم يلي ما رح يصلهم أي خبر من برا بهالحركة هاي لكن سبحان الله أم جنرال الوحيدة يلي وصلها الخبر بطريقة ما... ما حد فيهم فكر فيها لإنو الخبر يلي جابتو بخصوص المستشفى مش منطقي فعلقت بس تذكرت القنوات الاخبارية ع التلفزيون يلي من سنين ما بشغلوه ببيوتهم ناطقة بحرة من ثقتها من خبرها وبث القنوات عنو: تعالوا شوفوا!
وشغلت التلفزيون مفكرتو هيفتح ع قناة الاخبار يلي الجد ما بدير عنها واضطرت تدور عليها وهي عم تسمع تأفأف وفاء: فايقة ورايقة لتصدق هيك خــ~
إلا بصوت المذيع مقاطع حسها من تحت القناع الحاطو خوف التسمم من الغاز المنتشر من ورا الانانيب الغاز والمواد القابلة للاشتعال يلي انفجرت مع يلي صار وأجأجت الوضع: مستشفى الخيّال كما ترى الآن زميلي سائد
فنطقت سهر وهي عم تبكي بس شافت أبوها حاطط مانع الغاز ع أنفو: هي أبوي لحقوا...
كلهم تجمعوا قبال الشاشة بدهم يشوفوا شو بدو يصير من بنات الجد لحتى حفيداتو وحفيدو جنرال يلي صحي بدو ياكل... إلا باغماء كوثر بس سمعت المذيع عم يعدد الاقسام المتضررة في الانفجار يلي حصل: من بينهم قسم الاعصاب وقسم العناية الحرجة... فبسرعة لفوا عليها وهما عم ينادوا ع علا تجبلهم مي... وهون جوري صفنت فيهم عاجزة تعمل شي في حين أريام شكت بشي بخص عمها فما قدرت تصرخ ولا تبكي ففقدت السيطرة مأشرة ع التلفزيون وهي عم تنطق من بين فكها التقيل: ماما معقول عمو مات... ماما... وصرخت ع فجأة طالبة منهم: خــدونـي عــنـد عـمـي... وتكرر بطلبها...
خــدونـي عــنـد عـمـي!
خــدونـي عــنـد عـمـي!
سهر هون بالقوة لتركت كوثر مع الخدامات وأمينة كرمال تهديها وتهون عليها... وين تفقد بنتها بعد أخوها هي مستعدة تفنى عمرها كرمالها بس مش مستعدة تشوفها تفنى قبلها... فبكت ع حالهم عاجزة تهدي حالها ولا اختها وفاء يلي بسرعة تحركت وهي عم تقلهم: يلي بدها تروح معاي تجهز حالها....
الكارثة وين بدها تطلع ورجال الحراسة معهم أمر ما يدخلوا ولا يطلعوا حد من نسوانهم ولا من معارفهم.... وغير هيك مين بدو يسترجي منهم يتمرد ع كلام رجالهم غير وفاء فتحركت أمينة محلفتها أيْمان: يا وفاء احلفك بالله تهدي والله رجالنا مش حمل عنادك هلأ...
وفاء طالعتها بعند ممزوج بكبر يعني مين هي تستهين فيها وتطلب منها تهدا... فتجاوزتها مكملة لبرا ويا شماتة الأعداء بس انردت خايبة من رجال الحراسة المقفلين الباب وتاركينها تحاكي حالها وشو لحظتها دعت ع عيلة دهب واللي بقرب عيلة دهب... وقعدت تبكي بعجز من الوضع يلي حطوا فيه رجالهم اللاهين عن صلاة الفجر من انشغالهم بنشل الجثث المحروقة ومتفحمة من النار... وبين يلي محروقة ومش متفحمة كفاية.... ورغم المناظر يلي عم يشوفوها مسكوا دموعهم يلي مرات غصب عنهم تخونهم وهما ينشلوا الأطفال الخدج... وهالشعور كان ولا شي جنب شعور ابن الخيّال يلي كان عم يساعد الرجال ليرفعوا شب من بين الحجار الكبيرة وما لحقوا يرفعوه إلا تقشعر بدنو بس لمح وجه عمو ولا إراديّا حس عندو طاقات بتهد الجبال فصار يدفع بالجثث بدو يضم عمو لو شو ما كانت حالتو وهو مش مصدق شكلو... وبكى بحرقة.... بكى بقهر... وشد عليه وهو متمني يحطو جواة قلبو ويحفظو بصحتو وجمالو وهيبتو ومحبتو... ليه الناس العزيزين عليه هيك بروحوا بطريقة ما بتخليه يغفل عنهم ويكونوا متل غيرهم... وشو تمنى وقتها ينزل في ساحة دهب وما يخلي فيهم روح وحدة عايشة بس وين يا حسرة الحياة والحقيقة ومخافة الله بتمنع جنونو وتجاوزو للخطوط الحمرا فرفع راسو بس لمح جدو كيف انهار بس لمح ابنو بين إيديه وبعّد عبد العزيز عنو بدو يضمو...
بدو يشبع منو قبل ما يغسلوه ويدفنوه إن شاء الله لو قطع ولا شبه جسم ولا جسم كامل إلا يدفنو ع السنة... وياخدلو بحقو...
وشو كان حال الجد مش مختلف عن حال أرسلان وابنو جواد يلي حاسس بصدمة دمار المستشفى وموت أخوه وشكلو ولا عن حال كنعان يلي مش قادر يتحمل ومناه يطلّع روح دهب حتى مع بنتهم الحامل بابنو... ومنادي ع جابر من بين دموعو: جابر يا أخوي رد علي... لك رد!!!
بس وين يرد وهو حالو حال يلي تضرروا من يلي صار مفارقين هالحياة... فقرب عاصي منو محاول يهون عليه وهو مناه هلأ يبعت رجالو ما يخلوا شي سليم لعيلة دهب قبل ما ياخدوا تارهم منو بس كيف والأمور ما بتنحل هيك... إذا حالهم هيك وهما ما اجوا من صلبو متل ابنو جبر يلي انفجر بكى وحرقة ع أبوه...
وشو حالهم ما بشبه بأي حال من الأحوال بحال جميل وبدران وزيدان يلي مش قادرين يقربوا من الصدمة...
لحظات وساعات وليالي وأيام عسيرة مليانة دموع... قهر... غصة... حرمان... غياب... شوق... رحيل... كلام... مواساة.. دموع... آهات... قلق... صدمة... جنون... تخبط... ضحك باهت... كبت غيظ...
مشاعر بمر فيها كل انسان بيفقد كل عزيز ع قلبو... بس شو الحال هالانسان هيكون لما يفقد حد غالي ع قلبو وعليه الأخد بحقو وبحق كل ضحايا انفجار المستشفى وفوق كل هادا عليه يتّبع تحقيقات الحدث الشنيع يلي صار بالمستشفى... وكأنو حملو ووجعو ما بكفيه... وسبحان الله لما كانوا يقولوا كترة الضربات والضغوطات المتلاحقة مرات بتقوي بدل ما تقتل... وهادا بالزبط يلي صار مع رجال الخيّال يلي اشتد عودهم وكظموا غيظهم ومسكوا لسانهم لينطقوا بكلمة وحدة إلها دخل برد حقهم من عيلة دهب قدام الناس بالعزا... وفوق تحفظهم وكتم غيظهم كانوا طوعًا وكرهاً يتناوبوا وما يناموا كرمال يزوروا كل حدا فقد عزيز وغالي عليه في هالحدث الباطل يلي الناس بدها تعرف شو وراه غير إنو توقع صارت نتيجة عطل بالكهربا والمباحث عم تاخد إجراءاتها في هادا الموضوع كرمال كل شخص ياخد حقو واللي عليه المسؤولية يحملها... لإنو الهزيمة لازم شخص واحد يحملها... فمين هيكون الضحية الوحيدة للتهمة هادي رب العالمين وحدو عالم فيها قبل ما تصلها الاجراءات الحكومية يلي بتختلف عن إجراءات عيلة الخيّال المتحفظين فيها ورافضين يردوا لو بحرف واحد ع كبار البلد لإنهم بدهم يعطوا القصة وقتها كرمال يطلعوا بجواب شافي وبعدها يشنوا هجومهم الكاسح ع عيلة دهب يلي حالتهم ما جد عليها شي جديد لكن وصلهم بلاغ من كبار البلد... كبير الخيّال قال بآخر ليلة من الاسبوع التالت رح تعرفوا شو ردوا... فضحك جاسر مستهين فيهم وفي كبيرهم وبكل حدا بدافع عنهم واخد الموضوع بعباطة من تخطيطاتو المدمرة لإلهم وكأنو يلي سواه ما كان مدمر كفاية بالنسبة لإلو معهم بحقو... ومن الطبيعي يفكر هيك من تروي عيلة الخيّال معو... من هدوءهم وتكتمهم معو...
لا سائل بحال بنتو يلي ساترها ابنهم يلي ما صدق هالتلات أيام الضاغطة لتنتهي كرمال بس ينام منيح ويلاقيلو وقت ليزور بنت قلبو يلي ما لمحها ولا حتى سمع صوتها لو مرة من ورا انشغالو بمواساة الناس ووقوفو بالعزا جنب جبر وجدو وعمامو بدون ما يبخل عليهم بشي لدرجة نسي النوم وإن نام ممكن ينام مع عاصي وكنعان رفيقين دربو لتعزية الناس لما يبدلوا في السواقة....
فدام هلأ انتهى العزا فيه ينام ع سريرو متل الخلق... فكمّل لبيت أبوه بعد ما روحت الناس تارك جمعة العيلة المالو خلقها من تقل الحكي ع لسانو ومن انتفاخ رجليه من كتر الوقفة والسياقة واهمالو للأكل يلي ما دخل تمو من الصبح من نفسو المسدودة والمقضيها ع المي والقهوة... فعبر بيت أهلو لامح أمو يلي ما حكاها طول هالتلات أيام غير (بدكم شي) (كل شي تمام عندكم) ويسكر بدون ما يقلها دعيلنا يا حجة ولا ديري بالك ع حالك... ما في وقت يفكر يقلها هيك حكي أصلًا من كترة الشغل والمهام يلي عليه.... فقرب منها ودهش مكانو بس شاف أختو جوري نايمة ع رجلها... فرق قلبو ع اختو يلي ما كلمها من رفضها لتحاكيه ولا لتحاكي غيرو من لما وصلهم خبر موت عمها ومقفلة الباب ع حالها رافضة تحاكي حد فهو تركها ع راحتها لإنو مش حملها هلأ مع الضغط يلي عليه... فقرب منهم وهو عم يأشر لأمو ما تفتح تمها وبايسها ع راسها قبل ما يقلها: الله يقوينا يا يما... وقرب من جوري محاكيها وهو عم يمسح ع راسها: شو يابا بدك تضلك نايمة هون ولا بدك احملك لفوق..
جوري ردت عليه وهي عم تمسك دموعها: ما بدي شي وبكت بحرقة... عبد العزيز ما قدر يشوف دموعها فسحبها من حضن أمو لحضنو وهو عم يقعد ع الأرض مهون عليها: هادي هي حالة الدنيا... كلنا إلها ما حد بدوم إلا وجه الحي القيوم...
جوري ردت بحرقة: هو مات مالو دخل بشي وأنا مالي دخل انحرم واتوجع هيك ع موتو... وبعدت عن صدرو مطالعتو: ولا حتى إلي اكره حدا أنا حبيتو منهم...
عبد العزيز فهم قصدها ع مرتو يلي هي منهم فتنهد مخبرها: سيبي المشاعر لرب العالمين والوقت... ما في حد بغير يلي بالقلوب إلا رب العالمين... فاتركي مقتو لوقتو وترحمي ع عمك وما تسخطي ع اللي عم بصير دامك بتآمني بالقدر خيرو وشرو... ولازم تقوي حالك من شان جدي ومرتعمي كوثر يلي الله يصبرها... بعدين ما بدنا نتعب أمل الحلوة سمعت بعتيها هدول الأيام...
جوري لا إراديّا تبسمت بمرار رادة غصب: ما بدي تجيب نسخة مني... بدي كون أنا الأصل وما في مني تقليد...
عبد العزيز شدها من شعرها بمزح: منك ومن تفكيرك بعيد المدى... بس ما تقلقي لو في تقليد بضل النخب للأصل بعدين هيك بتتكلمي عن بنت ولا ابن عمتك يبقى شو حال ابني..
جوري بعدت عنو معترضة ع كلامو وهي عم تمسح دموعها: لو سمحت عدل كلامك قول هي مش هو وما تخرب الجهاز يلي اشتغلت فيه مع امي وعماتي بحجة إنو لعمتو أمل لإنو فهمك كفاية ليش...
عبد العزيز هون انفجر ضحك مشتاق لشوفة بطن جودي قبل جودي نفسها... فرد عليها وهو عم يرفع راسو ع أمو الساكتة إلا لمحها عم تطالعهم وعم تبتسم بسرها فنطق محاكيها: وانتي يما مش ناوية تكملي جهاز ابني...
أمينة ردت داعمة جوري يلي كانت بدها تقاطعو ع كلمة ولد: احنا بدنا بنت بلاش تزّعل مرتك والبنت يلي قبالك... وأشرتلها بعيونها تطلع فوق ع غرفتها لإنها بدها تتكلم مع عبد العزيز بخصوص مرتو... فهي فهمت لحالها وخوف ما تنحرج بعدت عنهم معلقة: انا بدي روح وانتا فاهم ليش...
عبد العزيز ضحك هون غصب من حبو لصراحة أبو إصبع: ماشي يا أبو بتفهم...
جوري ردت بحرقة: وريتني ما بفهم... بدي كون تيسة...وطلعت الدرج غصب تاركة عبد العزيز يضحك عليها وبس ضمن إنها اختفت من قدامو لف ع أمو: أه يا أم عبد العزيز ادخلي ع الزبدة من الآخر...
أم عبد العزيز تنهدت قبل ما تقلو: آه يا ابني والله ما بنام من تفكيري بحال مرتك عنا شو هيكون وما استرجيت افتح تمي بحرف خوف ما الدنيا تولع مع وجعنا ع الغالي جابر...
عبد العزيز علق بكل صراحة: حالها نفس حالها... فما توجعي راسك يما فينا وديري بالك ع صحتك وما تفكري بشي قبل أوانو وتقلقي حالك... واستسمحيني بدي اطلع انام بدك شي مني يا غالية...
أم عبد العزيز ردت عليه وهي عم تتكتف: لا يما ما بدي شي غير سلامتك تسهل يما الله يدلك ع فعل الخير وين ما كان...
عبد العزيز تبسم في وجهها فاهم قصدها وقرب منها ماسح ع حجابها اللابستو وبايسها ع راسها وهو عم يقلها: الله يحفظلنا إياكي يما... وتصبحي على خير...
ردت عليه وهو عم يبعد عنها ناحية الدرج: وإنتا من أهل الخير...
فتنهد ع حالهم بوجع مكمّل ع جناحو وهو شو متمني يلاقي بنت قلبو فيه وشو هالتمني تحول لشوق كبير لإلها لريحتها ولصوتها ولبلادتها ولعنادتها ولبنتها يلي عم تكبر جواتها... فعبر من الباب غصب طابق الباب وراه ومتحرك بدون ما يضوي أي ضو لعند السرير وهو عم يحاول ينفي رغبتو ليروح عندها كرمال ما يفتّح عيون عماتو عليها... فرمى حالو عليه ولا إراديًا مد إيدو مدور عليها ليضمها ولا ليسحبها لصدرو... فتكتف شالح يلي برجلو ومسلم حالو للنوم وهو مناه يضمها ويحط إيدو ع بطنها الكبران... فحاول يكبت رغبتو ليكون عندها وهو عم يتقلب شمال يمين ع السرير من عجزو لينام رغم تعبو... وما لقى حالو غير غافي مع شدو ع اعصابو وتقلبو بالسرير إلا ع اتصال عاصي يلي رن عليه ع فجأة فرد مجاوبو بحرة: خير لسا ما لحقت!
عاصي رد عليه وهو عم يطالع ابنو المقعدو بحضنو: بس انطم وتعال اودعك أنا وابني الكيكة ع قولة أختك...
عبد العزيز تنهد منو ومن ازعاجو مجاوبو: ماشي... فسكر منو لابس
الكندرة الجلد يلي شلحها وطلع من جناحو لعيون ابنو ليشوفو قبل ما يروّح... إلا لمح ضو الصالون مطفي ففهم أمو يا طلعت تنام أو كملت لبيت جدو فكمّل لعند الباب طالع من القصر وشو فرح بس لمح جنرال وحس حنيتو تضاعفت لمرتو ولبنتو ولا لابنو يلي عم يكبر جواتها لمجرد ما شاف ضحكتو الحلوة فقرب من سيارة عاصي مطالعو: شو ما بتعرف تروح بدون ما تشوف رقعة وجهي.. لازم تختم بشوفتي يعني...
عاصي رد عليه وهو مبين عليه الهم من كترة التفكير والجهد يلي بذلو معاه: عن لسانك بس... بعدين يا الحبيب كنت رفيق دربي ليلتين وتلات تيام ما بدك شوفك الليلة التالتة كمان الله أكبر... الحق علي لإني خليت ابني الحلو يودعك...
عبد العزيز طالع ابنو جنرال القاعد بحضنو محاكيه: يسعدلي قلبك...
عاصي معقول يشوفو مبسوط وما يسم بدنو عشان يبتسم هو: شو شايفك متخلي عن حضن المدام!
عبد العزيز رفع دقنو جاحرو: أبو جنرال خلي الليلة تمضي علينا صحاب واحباب... بعدين وينها عمتي عنك؟
عاصي انسم بدنو عند ذكر سيرتها بس حاول يكبت حقيقة مشاعرو قدامو مجاوبو: قلت بروح جيبها بس بعد ما سلم وكب بلايي عليك... المهم ما تنسى بكرا لازم نلتقي عشان نشوف بعض السجلات...
عبد العزيز تنهد ع تقيل رادد عليه وهو حاسس في حد جاي لعندهم فلف وجهو مفقد إلا شاف أرسلان وعمو كنعان فرد وجهو لعاصي: ماشي... ورد لف مطالع أرسلان مكلمو: شو يا ابن العم...
أرسلان طالعهم وهو حاسس حالو كبران بعمرو من حزنو ع موت عمو وزمايلو بالشغل ومن استياؤو ع اللي صار بمكان شغلو ومصدر رزقو الوحيد يلي توقف حتى اشعارًا آخر لحد ما يسيطروا ع الوضع ويعيدوا بناء يلي انهار بعد ما ينتهوا من اكتشاف سبب الحريق والانفجار ويضمنوا المنطقة ما عادت فيها غازات سامة منشورة بالجو وينهوا القصة بتحميلها إما لإدارة المستشفى أو لحد تاني مجهول الهوية لحد اللحظة هاي دامهم ضامنين عدم تسكير المستشفى: وين متحرك إنتا وإياه الليلة في سهرة...
عاصي يا فرحة قلبو هادا الحكي الصح... هادا المكان يلي لازم يروح عليه بعد التعب يلي تعبو... لإنو مش قادر يتحمل فكرة يروح ع بيتو الكئيب والبارد مع مرتو يلي ما بتحب تسمع صوتو ولا حتى تلمحو بالبيت... فنطق بصوت مرتاح: قول وين وأنا حاضر...
عبد العزيز ضحك عليه بس شاف عيونو وفتح الباب عليه معلق: هات ابنك وروح جدد شبابك...
كنعان طالعو وهو عم يقرصو: بطلنا نعجبك يا قلب جودي....
عاصي هون هز اكتاف: وشهد شاهد من أهلو... شفت مش بس أنا يلي مستغرب نومك هون... بعدين هادا من يوم ما تزوج ساقها جد علينا وكأنو ما حد تزوج غيرو...
عبد العزيز طالعهم بعيونو الضيقة ونطق محاكي أرسلان خص نص من بينهم: وإنتا أرسلان حابب تعلق وتكمّل علي... ذامين ذامين....
أرسلان بلع ريقو رادد بجدية: بيني وبينك عندك مرا وباقي عنا شو بدك تعطي عماتك عين ياكلوها.. أهلها هنخلص عليهم هنخلص عليهم بإذن الله... بس يعني بلاش تقوي عينهم عليها ولف وجهو لعاصي وعمو كنعان موجهلهم الكلام... وخاصة مرتك يا عاصي وأختك وفاء يا عم...
كنعان تكتف هازز دقنو: والله سكت دهرًا ونطق دهبًا مش كفرًا وين باقي عنا... اسكت يا أرسلان لا تخليني افتح تمي واخسر هيبتي...
عبد العزيز هون عيونو لمعوا من اعجابو الكبير بتفكير أرسلان يعني هو بهمو رضا عماتو بس جودي مرتو بالنهاية وأم ابنو يلي جاي بالطريق فهو لازم يعدل وينصف... تلات تيام ما شافها ولا سمع صوتها وفوق هيك كان إذا محتاج شي من البيت يبعت حد يجيبلو إياه بعد ما يوصي الست سمية عليه لعيون عماتو وأهلو... بس بالنهاية يلي حرم حالو من شوفتها طوعًا وكرهًا هي مسؤولة منو من عدة جوانب شاءوا ولا أبوا عماتو يفهموا...فتنهد برضى من الكلام يلي سمعو من أرسلان وعمو كنعان رادد بكل صدق: والله أرسلان كلامك اجى ع الوجع...
أرسلان مد إيديه ضاحك لجنرال وهو عم يقلو: تعال لعند عمو الحلو... ولف ع عاصي وهو عم يدوب من طراوة ابنو وجمالو مخبرو: عاصي ابنك عامل دعاية وإعلان للخلفة... بس احملو بصير قول وين ابني عني...
عاصي رفع كتافو بثقة: المنيح يلي فلحت بشي منيح بهالحياة وجبت شي مشجع للزواج والانجاب...
عبد العزيز حب يقصفو متل ما بعمل فيه دايمًا: عاصي قال ابنك مش إنتا... إنتا يلي بشوفك بقول ضلني عزابي أحسن لإنو مبين عليك حر طليق صايع ضايع ديار ولافف المنطقة شبر شبر وعامللي شلل....
عاصي لف جاحرو إلا برد كنعان الصريح: بدك تلومو أنا من إيدي هاي إذا مبسوط مع عمتك..
آرسلان انضغط منهم: انتا وإياه وإياه قلنا سهرة مش افتح قلبك ووجع راسي بكفيني يلي فيي وربي... فجحروه تلاتتهم فكمّل ضاحك عليهم ناطق الكلام الكاتمو بصدرو.... والله إذا مش متريح مع عمتي بجيبلك بنت بتسر البال والخاطر بتهنيك بحياتك وخلي قلب عمتي ينحرق وتصير تقول مكان ما بتكون فيه روحة زوجي ها لسا مش وين هو بكون موجود... ما بكون فيه...
هون كلهم انفجروا ضحك ع كلام أرسلان... وضرب كنعان ع ضهرو: عندو كيد قاهر بالنسوان...
عاصي طالعو بمزح معلق: ابن جواد وينها هادي البنت يلي عم تحكي عنها... دلني عليها الله يسلمك خليني أقهر قلب عمتك...
أرسلان رد بثقة: ليش تروح لوجعة الراس من أولها هو الشرع ما حرم بس يعني لسا... بس مش هون... بتجيني حضرتك بموعد لأنو بدي هلأ أنا اقعد معكم وأعرض عليكم قصة لازم تحلوها معاي...
عبد العزيز هون اشتد عودو لإنو هون هو بحب يكون حل المشاكل ومسح ع دقنو ناطق: وين القعدة رح تكون...
أرسلان رد: في الديوان الرجال عم يستنى فينا لحالو هناك...
عاصي هون لف لعبد العزيز مخبرو: شفت مش بس طلعت انا هيك في هادا الأخ كمان...
كنعان طالعهم تلاتتهم مأشر عليهم: انتو معروفين من إنتو وصغار في هالشي المشاكل دوارة بتدوروا عليها بس هادا الأزعر شكلو ع كبر انحرف ودخل دخلتكم...
أرسلان حنى راسو بفخر: شهادة افتخر فيها... المهم يلا بلاش نتأخر ع الرجال... وطالع عاصي متابع بكلامو... كيف بدكم نرجع للديوان مشي... أنا بقول خلونا نطلع بسيارة عاصي...
فأشر عاصي براسو يعني يلا... فبسرعة طلعوا معاه ومع الأزعر الهادي جنرال ابنو وحرك عاصي السيارة فيهم لحد الديوان مكان ما الرجال عم يستناهم وصفها قبال الديوان نازلين من السيارة ومكملين لعند الرجال كرمال يعرفوا شو مشكلتو وهما مش منتبهين ع عيون بدران المراقبتهم بتربص وهما راجعين للديوان من فضولو ليعرف شو في عندهم بالديوان مع الرجال يلي ما عمرو شافو... فسرها بينو وبين نفسو رافض يلفت انتباه جميل وزيدان باللي شافو وحاسس فيه... فاستنى شوي مأخر ترويحتو لحد ما تخلص قعدتهم بس القعدة طالت... فقرر يسحب حالو مع مرتو الغل ساكنها ومع بناتو الباردات يلي مالهم دخل بالعزا.. فنطق مستئذن من الجد: أنا يا عم استسمحني بدي اتسهل ع بيتي...
فنطق الجد شامخ وهو عم يطالع ببعيد بنهاية رجال الخيّال: تسهل يا ابني...
فنطق زيدان كرمال يروّح معو لإنو مالو داعي يبقى هون بدونو: واحنا كمان يا عم لازم نرجع لبيتنا خلينا نستئذن منك...
الجد هز راسو مطالعهم: إذنكم معكم دربكم خضرا ان شاء لله في أمان الله...
فسلموا عليه هما ونسوانهم وبناتهم طالعين من البيت تاركينو مع جميل يلي انسحب وراهم مسكر باب البيت وراه تارك أبوه يتنهد لإنو بقي لحالو بالصالون بعد ما تسهلوا رجال بناتو... فمسح ع إيديه وهو عم يفكر يحط حد لبناتو وتصرفاتهم البايخة شو هالعزا يلي تاركينو ع بنتو سهر ومرت ابنو امينة وبنات الدبش يلي بكونوا خوات كوثر يلي وضعها منهار... صبرهم عليه إلا يداويهم إذا رجالهم تاركينهم ع حال شعرهم هو ما بقبل بهيك شي... أكلوا وجهو ع كبر... قال الواحد بكبر وبعقل إلا بناتو خرفوا... فاستغفر ربو بدو يقوم يشوف بنتو أمل أكيد ما حد فكر يتفقدها قبل ما يروح... لكنو حس ما فيه يقوم من التعب يلي تعبو بهالتلات تيام... فمدد حالو ع الكنبة الطويلة جنبو وسلم حالو للنوم بدون تفكير ولا هز... وشو هالشكل أثر في جواد ابنو يلي كان عم يصلي تهجد ويدعي لأخوه بالرحمة وطلع يفقد البيت كعادتو إذا في ضو حد ناسيه ولا أكل مكشوف فعبر الصالون بدو يطفي ضوو إلا دهش بس لمح أبوه نايم هيك فبسرعة راح يدورلو ع غطا ومخدة ينام عليهم كرمال يرتاح بنومتو عُمُر تعب عليهم عشان بالآخر ع كبرو ما حد يسأل فيه... الله يسامحكم يا خواتي... مش منتبهين عليه... وتحرك لغرفتو القديمة لينام فيها من خوفو ع أبوه ومن قهرتو ليبقى لحالو بشقتو ياكل حالو ع تعب سنينو يلي راح هباء منثورا...
قال درس الطب من شان ينقذ أهلو لصار فيهم شي لا قدر الله وتأخر الاسعاف عليهم ولا كان طريق المستشفى بعيد عنهم... من حرصو تما يصير فيهم متل ما صار مع عم عاصي وفيق يلي مات بعز شبابو لإنو ما حدا عرف كيف يوقف النزيف ولا* حتى يسعفو اسعاف بسيط من الرصاصة يلي اجتو من رجال دهب من لما كان بعمر خمس سنين...
صحيح هو كان صغير لحظتها البعض ممكن يقول بنسى لكنو هو ابدًا ما نسي هالموقف يلي خلاه يصير بدي يكون دكتور حاضر لكلشي... فدرس الطب وكبر حلمو لينقذ كل الناس... وسعى بتنفيذ حلمو بتأسيس مستشفى بسيط بمساعدة من أبوه وجدو والمعارف وجمع دعم من هون وهناك وغير التسهيلات والدعم يلي من الحكومة... تبالآخر يصير فيه هيك وفوقو أخوه يموت فيه... شو هالفاجعة... شو هالحرقة القلب... فبكى غصب من قهرو ع أخوه يلي ما مات من رصاص دهب إلا مات بالمستشفى يلي أسسو هو... وشو كره المستشفى يلي تعب عليه لإنو بمشيئة الله حرمو (المستشفى) زمايلو وأخوه المقرب لقلبو... فتنهد مستغفر ربو ع سخطو وسألو المغفرة والثبات ع هالبلا التقيل عليه... وع قلب مرت أخوه كوثر يلي صار بيتها رعبها لإنو وين مكان زوجها شاركها في لحظات فيه... فما قدرت تبات فيه الليلة لحالها من بعد ما روحت سهر وخواتها وبنات عمها من عندها فسحبت تليفونها متصلة ع أم العزيز وطالبة منها بس ردت عليها فورًا: أمينة طلبتك تيجي تبيتي عندي...
فردت عليها أمينة بتآخي: تكرمي دقايق وبكون عندك... وسكرت الخط منها طالعة من غرفتها وهي مكافحة تعبها كرمال أم جبر يلي كانت لها نعم الصاحب والسلفة.... ومشيت لعندها وهي عم تدعي ربها يقويها لتصل بيتها إلا بصوت زمور سيارة عبد العزيز يلي ترك الشلة لحالهم بس لمح أمو من شباك الديوان عم تمشي لبيت مرتعمو كوثر وركض ركب سيارتو الكان تاركها من قبل ما يروّح لبيت أهلو متحرك لعند أمو يلي توقفت مكانها متبسمة بوجهو لإنو الله بعتلها إياه نشلة وبسرعة وقف السيارة جنبها محاكيها بمزح: ع وين يا حجة بانصاص الليالي رايحة؟
أم عبد العزيز ردت عليه بتقل مازحة معو: والله بدي روح ع آخر محل بالحارة إذا بتتفضل علينا بدي اشتري حليب للولاد الصغار يلي عندي من شان يناموا بكير...
انفجر عبد العزيز ع رد أمو القاصف لإلو: ههههههههه حاضر يما إنتي شو ما تقولي ع راسي من فوق... ووقف السيارة قبال بيت مرتعمو مخبرها: سلميلي عليها يما...
أمو ردت عليه وهي عم تنزل من السيارة: تمام المرة الجاي خلي سيارتك أعلى من هيك...
عبد العزيز تنهد لإنو سهي ينزل ليساعد أمو السدت الباب وراها.... لتنزل من الجيب العالي.... ونطق مخبرها وهو عم يفتح شباكو كرمال تسمعو: من عيوني شو ما بدك أنا حاضر...
أمو ردت عليه وهي عم تمشي لعند الباب: ما بدي شي غير تكون مرتاح... ودقت الباب ع أم جبر يلي فتحتلها وهي عم تستقبلها بأحلى ابتسامة رغم الحزن الباين بعيونها ووجهها... فردتلها الابتسامة وهي عم تكمل معها للصالون ليتكلموا شوي لحد ما يناموا لكن النوم جافاهم والحكي جر الحكي متذكرين أيام زمان ومواقفهم الحلوة وكيف الزمن جمعهم أرامل... إلا بنزول جبر لعندهم معلق: كنكم نستوني من حظي من القهوة...
فبسرعة أمينة قامت بدها تجبلو كاسة لكنو نطق مانعها: أنا هلأ بجيبلي ~
إلا بصوت البرق الممزوج مع المطر قاطع كلامو...
فنطقت كوثر وهي عم تقوم: جبر يما بسرعة روح سكر الشبابيك حرام نصحي الخدامة بعد كل التعب يلي تعبتو من شان تفقد الشبابيك مفتوحة ولا مسكرة...
جبر رد عليها وهو يهرول ناحية الغرف: حاضر يما... واختفى من قدام عيونهم بالوقت القامت فيه كوثر تشغل صوبة الحطب المصممة جواة الحيط باللحظة يلي ام عبد العزيز راحت فيها تجيب فنجان لجبر إلا شافت الشلة يلي كانت بالديوان عم يطلعوا مودعين رجال غريب عليهم... فبسرعة تحركت بس سمعت صوت جبر: يما تطمني الشبابيك كلها مسكرة... بعدي أنا بشغلها... لسا البرد يما ما بلش ومن هلأ صوبة...
إلا وصلها صوت كوثر الضربت ابنها ع كتفو بنهر ممازح: جاي تعلمني ع الحياة... شغل بدون صوت...
فبسرعة حركت حالها رادة لمكانها كرمال تصب القهوة بفنجان جبر متونسين بذكريات أيام زمان بجوهم الدافي يلي ما بتقارن بجو الشلة يلي تفرقت تحت زخات المطر بعد ما الرجال الكانوا قاعدين معو تسهل فبسرعة خوف ما يبتلوا بالمي عاصي ركّب معاه كنعان وأرسلان يلي علق ع الجو وهو عم يطبق باب السيارة وراه: سبحان الله رغم إنو عم تشتي زخ ولله الحمد إلا إنو الجو فيه دفى...
فرد عاصي ع كلامو بمزح وهو عم يلمح عبد العزيز الواقف جنب سيارتو بدون ما يركب فيها من حبو ليتبلبل شوية بمية الشتى من ايمانو بقيمتها الروحية: يسلملي شاعريتك هلأ... ووقف السيارة قبال باب بيت الجد كرمال ينزلو بسرعة بدون ما يتغرقوا بمية الشتى إلا بتعليق كنعان الكان قاعد جنبو: مش قد شاعريتك بتوصليك لإلنا لعند الباب...
ونزل السيارة مخلي أرسلان ينفجر من الضحك وهو عم يرفع إصبعو السبابة والدباغة ومنزل باقي اصابعو ع شكل سلاح بمعنى طخك بردو... وبسرعة كمّلوا لجوا البيت تاركين عاصي يضحك عليهم لإنو حالهم عجيب واحد بحاول يسعد نفسو بأي طريقة والتاني بحب يفسد سعادة يلي قبالو بأي طريقة بدون ما يحس... ورفع إيدو مودع عبد العزيز يلي ركب سيارتو مودعو بهزة راسو وسفح بعدها مع ابنو يلي غفي ع إيدو وهو قاعد بالديوان للبيت وهو مو سائل بمرتو نايمة ولا قاعدة... ماكلة ولا شاربة... المهم ابنو معاه ويعطيه العافية... فشو حالو ما بشبه ولا شعرة بحالة عبد العزيز يلي حرك سيارتو مسرع لعند مرتو بنت دهب يلي هتنجن من زوجها يلي مش سائل فيها.... تلات أيام ما ورجاها خلقتو ولا حتى سمّعها صوتو رغم إنهم في نفس البلد وبشمو من نفس الهوى والدنيا بعصر السرعة يعني بقدر بأي وقت يكون عندها...
بس حضرتو ليش يغلب حالو... بس شاطر يكلم الست سمية... شو قهرها بهالتصرف... بالله هي شو دورها هون رجل كرسي... طاولة مالها داعي... مكيف ع حالو باعتلها تبعت مساج طبيعي (المعالجة الطبيعية) من شان وجعها...
شكتلو هي بدها معالجة طبيعية... بدل ما يبعت هالمعالجة يجي هو والله أشطر منها وبخلي وجعها بالزيت يلي بقرأ عليه يطيب... جد إنو ما بفهم... قاهرها بقلة فهمو... وخوف ما تنجن منو ومن قهرها ما خلت شي ما سوتو دراسة درست لانفجرت وشغل اشتغلت بالكولاج والديكوباج ولف بالبيت ولفت... وأكل أكلت لملّت معدتها وتوجعت مع حموضتها وهو ما عندو علم... وشو فكرة إنو يكون مهملها خلتها يا تحتر من الخنقة يا تحتر من العصبية يا تحتر من وجع جنابها ولا من وجع رجليها.... ولا تحتر من شوفة الست سمية الشاطر بس يتواصل معها رغم إنها هي لا مرتو ولا حتى المسؤولة عنو فيبقى ليش بحاكيها هي بدل عنها...
رح تنفجر وتفقع وتنجن لإنو عم يحسسها إنها مش مرتو... قال رفضت تطلب تحاكيه من شان تشوف إذا رح يحاكيها بس هي اليوم التالت خلص ودخلو ع اليوم الرابع وحضرتو مش سائل... فقامت تشغل حالها خوف ما تكسر الدنيا فوق راس الست سمية النايمة بالعسل...
فسحبت رواية بدها تقرأها بس لا الروايات بتخليها تحن بزيادة فرمتها بعيد عنها وقامت تدور ع شي تعملو بالبيت وفجأة تذكرت في اشياء لفتتها في مخزن أم عبد العزيز الصغير واللي مليان تفاصيل انتيكة وما فيه مجال إلا للمشي فيه لكم خطوة من كتر مهو معبى اشياء ثمينة وحلوة فطالعت حواليها خوف ما الست سمية تخرّب الموال يلي ببالها وبخطوات سريعة كملت جنب غرفة المكتب ونزلت درجتين فاتحة الباب وهي عم تبتسم حاسة حالها متل ماري بالمسلسل الكرتوني الحديقة السرية... فضوّت الضو مفقدة فيه وهي مبسوطة ع ريحة العتيقة الخانقتها لحدًا ما مع صوت المطر... وطالعت حواليها مدورة ع الصندوق الملكي كرمال تشوف شو فيه لكن في صندوق تاني لفتها فبسرعة رفعت حالها ع رووس أصابعها ساحبة الصندوق بدون ما تفكر بحقلها ولا ما بحقلها من الفضول والمتعة يلي أكلت قلبها... وبهتت بس لمحتو مسكر بقفل المفتاح... فقربتو منها لتشم ريحتو وشو ريحتو الخانقة خنقتها ودروختها فجت بدها تسند حالها قبل ما توقع ع شي من التحف والاغراض المخزنة إلا الصندوق وقع منها وانكسر من الحفة وكاشفلها عن وراق جواتو... لكن ما همها شو فيه جواتو من التقل والدوخة والخنقة الحاسة فيهم فتمسكت في قطع الأثاث يلي وراها مساندة حالها لحد ما تخف الدوخة المفاجئة لإلها من ورا الريحة الكريهة فنادت ع الست سمية: ست سمية... ست سمية... ست سمية..
بس الست سمية من وين رح تسمعها إذا كانت نايمة ولا حتى قاعدة في غرفتها... فما لقت حالها غير قاعدة وهي حاسة حالها رح تنخنق من هالريحة... فبلعت ريقها مهوية ع حالها ومحاولة تركز وتشد ع حالها لتنشل روحها من هالمكان الخانق وما لحقت توقف إلا وهي شبه واقعة قريب الصندوق... فبكت بدها حد ينشلها من يلي هي فيه... بس ما فيه حد ينشلها وما لقت حالها غير مغمى عليها... وسبحان الله في نفس اللحظة الست سمية كانت حاسة في شي مش مطمن بالها عم بصير بالبيت فقامت تفقد الشبابيك إذا في منهم شي مفتوح وتطمن ع طالبتها المجدة معها وبهتت بس لمحت ضو المخزن عاكس من بعيد ومنور الحيطة من صفار الضو المضوي فبسرعة تحركت لعند المخزن كرمال تطفي ضوو وبهتت بس لمحت طالبتها الفارة عم تنادي عليها وهي مدروخة وعاجزة تنشل حالها من المكان الضيق العالقة فيه...
فبسرعة قربت منها ضاربتها ع خدها بخفة كرمال تصحصح وهي عم تسألها: بنتي جودي مالك؟ جودي بنتي حاسة فيي... وبسرعة لفت تدور ع تليفونها... هو وقتو تليفونها ما يكون معها بروب النوم... فبسرعة طلعت ركض من عندها متحركة لغرفتها جايبة تليفونها مع زجاجة عطر وكمّلت ع المطبخ جايبة قنينة مي باردة وهي عم تتصل ع عبد العزيز يلي رد عليها فورًا لإنو عارف الست سمية ما رح تتصل عليه قريب الوحدة الصبح إلا لشي كايد أو مهم: أيوة ست سمية خير في شي متصلة علي بهيك وقت...
الست سمية نزلت الدرج مقربة من جوري وهو عم ترشقها مي باردة: بنتي جودي لقيتها مغمى عليها في المخزن وعم تهمهم ومش سامعتني فاتصلت شوفك قريب منا ولا لأ دامك خبرتني ما سكر الباب لإنك جاي... وحولت كلامها لجودي... بنتي سامعتيني حاسة فيي...
جودي حاسة فيها بس مش قادرة ترد عليها من لسانها التقيل وجسمها الاتقل... فاضطرت الست سمية ترشقها مية وهي عم تحط التليفون ع المايكروفون لتسمع ردو: خمس دقايق ورح كون عندكم...
وجودي بس سمعت صوتو من هون بكت من كل قلبها من هون... وهو بس سمع صوت بكاها قلبو وجعو عليها وتمنى لو بامكانو يطير لعندها... فزاد سرعة سيارتو بس وصل الشارع المدخل لڤيلتو وسفح ضامن ما في حدا هيكون قدامو ولا جاي تقاطع لعندو وفورًا فتحولو الحراس الباب وصف سيارتو مشحط بصوت عالي ونزل منها طابق الباب بعجلة وقفل السيارة بالمفتاح يلي معاه وركض للبيت داقق الباب للست سمية تفتحلو إياه لإنها نست تفتح الباب من جوا رغم إنو وصاها من قبل... فبسرعة ركضت الست سمية تفتحلو الباب قبل ما يتبلبل بمية الشتا فنطق وهو عم يطالع حواليه مدور عليها: وينها هي لهلأ بالمخزن....
ردت عليه وهي عم تعجلو: آه...
وهو بس سمع ردها فورًا ركض لعندها وهو مش عارف شو بتهيألها تروح ع المخزن... وبس شاف حالها كيف استاء من وضعها وبأسرع ما عندو رفعها بين إيديه ناشلها من المخزن الخانق وطالع فيها للصالون سائل الست سمية يلي كانت عم تطفي ضواو المخزن وراهم كرمال تلحقهم لتتطمن عليها: ست سمية هي شو باقية تسوي بهيك وقت بالمخزن؟
الست سمية شو تقلو يعني... هي مسؤولة عنها كل لحظة... فجاوبتو بكل بساطة: والله ما عندي فكرة يا ابني!
عبد العزيز حرك راسو بتعجب منها وهو عم ينزلها ع الكنب طالب من الست سمية: ست سمية ما عليكي أمر افتحي الشباك هادي مبين عليها زي المخنوقة...
الست سمية بسرعة نفذت طلبو بالوقت يلي هو قعد جنبها لاطمها ع خدها بشكل مستمر وهو عم يحاكي جودي: جودي سامعتيني ردي علي إذا سامعتيني...
جودي سامعتو بس بدها وقت لترد تمام... فحاولت ترفع إيدها لتمسك فيه بس محاولتها باءت بالفشل لإنو هو مش حاسس فيها ولا منتبه عليها... فبكت منادية عليه وهي عم تحرك راسها شمال يمين من التقل الحاسة فيه فرد عليها: هيني جنبك يا عمري حاسة فيي... بدك اخدك ع المستشفى هلأ...
جودي سمعت سيرة المستشفى بكت وصارت بدها تقوم رادة: لأ مستشفى... لإنها بدها تبقى معو... وبس حست براسها ع صدرو المبلل بقطرات بسيطة من مية الشتا ع جاكيتو طلبت منو بتقل: انشلني ع فوق... وغمضت عيونها ضايجة من مكانها هون هي بس بدها تكون بين إيديه وتاركة راسها ع صدرو...
فأخد كلامها ع محمل الجد مخبر الست سمية: ست سمية يعطيكي العافية معها أنا رح كمل معها فما تقلقي عليها... وبسرعة حملها لفوق وهو عم يسمع ردها: تمام يا ابني... وتحركت مسكرة الباب وراه والشبابيك بالوقت يلي هو كمّل فيها لغرفتهم وهو عم يقلها: بدك تاكلي...
لأ وين تاكل هلأ.. هي بس بدها تنام جنبو وتحاكيه من هون للصبح فردت عليه بشي بس قربت من غرفتهم النوم بدون خجل بصوتها التقيل واللي ما بسمعو غير القريب منها كتير: إنتا إلي أنا وبس...
بهت شو دخل كلامها هلأ بالأكل... باينتها هي مدروخة ع تقيل... فعبر فيها الغرفة منزلها ع السرير ومنور الاباجورة من هون استلمتو بطلباتها من هون: تلفزيون... تليفون... روح مشاوير...
أهلًا هادا يلي كان ضايل هلأ... فلف عليها محاكيها بعد ما شلح جاكيتو الجلد الأسود المبلل شوي من المطر: أنا بقول ارحميني وخليني نام...
ابتسمت ع ذكر النوم متمسكة فيه مذكرتو بجملة ع أساس هو قاعد بعقلها وفاهم بشو بتفكر: بس عندي...
ضحك لا حول ولا قوة إلا بالله مالها... شو بس عندها... وفجأة عاد شو قال وفهم بلشت تفقد قربو... فضمها لصدرو مجاوبها: بفكر...
وشو انجنت هون ورفعت رجلها مقيدتو فيها وهون انفجر ضحك عليها لإنها عم تعاملو متل الصغار رغم عياها ودروختها... فقرر يمزح معها شوي ويعطيها ضهرو لكنها رفضت بتثبيت راسها ع صدرو... فقرب منها هامسلها: مالك ميتة ع قربي... شوي ورح تدخلي فيي متل روحي شو السيرة...
جودي ردت عليه بدون تفكير مع التقل والغيرة الحاسة فيهم: زوجي!!
اهتز جسمو من كتمو حس ضحكتو يلي ما قدر يكبتها أكتر من هيك فانفجر من الضحك عليها بصوت مخليها تشب من ضحكو الجاي ع حساب حرقة صدرها... فلفت معطيتو ضهرها وصار هو يتحركش فيها ليرضيها... بالوقت يلي غيرها بالطقاق لا أهلها سائلين فيها ولا حتى زوجها الحامل منو سائل فيها ولا باللي ببطنها يكتر الله خيرو إنو بعتلها دكتورة تكشف عليها قبل تلات ايام... واستحى بعدها يقلق فيها ولا حتى يتصل ع الأقل ع حليمة ليسأل عنها متل ما كان قبل يسوي... وهالشي خلاها تشتاط وتنفر يا من الأكل... يا تنهلع ع الأكل... فهلأ هي اكلت لانفجرت وحاسة لولا كاسة النعنع عليها لكان ماتت من انتفاخ بطنها... فردت لغرفتها كرمال تتدفى مع البرد الحاسة فيه وشو قعدتها بغرفتها مع صوت المطر خلتها تشتاق لكنعان ولحظاتهم برا بفصل الخريف والشتا وهما عم يتمشوا ولا عم ياكلوا باحد المحلات برا بالهوى البارد يلي بتموت فيه كرمال يحزن عليها بالعمدًا ويعطيها جاكيتو يلي بتموت بريحة العطر الراشو عليه... ولا كرمال تقرب منو بحجة إنها برادنة وقربو هيدفيها وهو ينجن منها من حركاتها لإنها مش مرتو لسا... وشتان بينو وبينها هي يلي مش فارقة عندها الحدود والحلال والحرام يلي ما تربت عليهم زي ما لازم... ويا فرحة قلبها بس صارت مرتو وصار فيها مش بس تكون معاه برا البيت إلا جوا البيت وبنفس الغرفة مكشوفة عليه ومعايشتو ساعاتو وأيامو وهي مسحورة ومدهوشة من كرم الحياة معها لإنها خلتو يصير زوجها وبتقدر تنام وتصحى جنبو... ورغم انسحارها بلحظاتها معو كانت عارفة هالسحر اخرتو يختفي وترد يا لكابوس دموي في حالة لو قدر الله ومات أو لكابوس عيلتها المريب...
بس سبحان الله هيها هي لا بكابوسها الدموي ولا بكابوس عيلتها... إلا بكابوس مخيف أكتر منهم تنيناتهم لإنها هيها جنب الخايفة عليه لكنها بدل ما تخاف عليه صارت تخاف من افعالو عليه وعليها من بعد يلي قلها إياه ودفعها مجبرة تعيش بهاجس وقلق من تفكيرها هي وين هتروح بحالها مش مكانيًا إلا عاطفيًا ومستقبليًا...
هي بدات فيه وما فيها تنتهي بعيد عنو...
فوين تفكيرها هي وتفكيرو هو يلي ما قدر ينام وهي ع ذمتو فكرة إنو أخوه مات من وراه ووراها هتدبحو... هو لولا العيب كان من أول لحظة شاف أخوه فيها اجالها بس لا لازم يوقف مع أبوه وأخوتو وابن أخوه ودام العزا خلّص والكل رجع لحياتو عداه هو يلي كره الحياة من ورا المغضوبة يلي عندو...
هي بدها تجلطو وهو حي...
هو غبي ومليون غبي لما تهاون وتعاطف معها... هو **** لما قربها منو بدل ما ياخد حقو منها... حط راسو وراس أهلو بالتراب... يا الله مع كل لحظة عم تمر عليه من بعد مواجهتو معها عم تخليه يصير مهووس بفكرة قتلها هي واللي ببطنها... بس دامو ما جن ع الآخر ومخافة الله مسيطرة عليه ولا كان ما فكر لحظة بتطبيق هالفكرة المخيفة...
ولا يعني عدم تطبيقو للفكرة يبقى رح يرحمها منو من غلو وحقدو عليها... قتلت القتيل ومشيت بجنازتو ومفكرة يخليها مرتاحة وين؟ عندو هو... تبقى تحلم ع شي ع قدها لإنو حالف إلا يطحنها بس يشوفها ...
قال كان بدو يكرمها وهي عندو ما فشرت مليون مرة... لإنها ما بتستحق إلا الدبح... قاعدة عم تضحك عليه متفقة مع أهلها... وفوق هيك بتقلو قبل تلات تيام بدون خجل آسفة وبدها تحمل ذنب أهلها... دامها بدها تحمل وزر أهلها تتلقى... فزاد سرعتو بدو يصلها بأسرع ما يمكن وهو مناه ياكلها هلأ... وما صدق مصاديق الله يصل الكوخ ليصف سيارتو وينزل الدرج متل الوحش المفترس وبسرعة فتح الكوخ بالمفتاح مش سائل فيها هي نايمة ولا صاحية... وعبر الكوخ مكمل لغرفتها فاتح الباب عليها بشكلو المخيف وطاقتو الحارقة... وهي المسكينة بس شافتو كيف داخل عليها مهددها بصوت يلي ما بحياتها سمعتو بعد ما طبق الباب وسكرو بالمفتاح المعلقو مع بقية المفاتيح وراه: مش بدك تعرفي قصة تارنا زمان هلأ رح قلك كيف...
وقرب منها وهي هون جت رح تقوم لكنو من شعرها سحبها وهي عم تترجاه: كنعان الله يخليك!!
كنعان وين تأثر فيه بهالكلام هو حالف إلا يقلب حياتها جحيم... يعني هيقلبها جحيم... فرد عليها بغل وهو عم يقرب وجهو من وجهها: قال سلمت ع أبوكي من شان خلي زواجي منك بما يرضي الله وكنت مستاء لإنو نسي الشيخ يسألك عن شروطك قبل عقد النكاح...
إميرال غمضت عيونها مش قادرة تجاوبو من شكلو المخوفها واللي محسسها إذا تكلمت عقابها هيزيد من جنونو خارج السيطرة واللي ممكن يقتلها فيه دام ما فيه حدا يحميها منو...
فنطق وهو عم يطالعها بكره: مش دبحتي حالك علي... ع شو؟؟؟
فرماها ع السرير جابر حالو وجابرها عليه: مش بدك إياني... هيني... ويمسح ع وجهها... وهي مش قادرة تتحملو ولا قادرة تتحمل وجعها من الحمل يلي ما بتقارن بوجع روحها من يلي عم بسويه فيها... فنطقت برجى طالبتو من بين دموعها: ما تساوي فيي هيك يا كنعان...
كنعان لا حياة لمن تنادي... هو رح يورجيها الجحيم... الله لا يخليه إذا رح تضلها عايشة عندو وشوكتها مرفوعة وهي حامل منو... إلا يذلها وهادا الحامل فيه إلا يخليها تنهد كرمال تخسرو... تخسى تجيب منو ولد هي وأهلها وبعدها إلا يحبسها لحد ما تعفأ روحها وتقول الله حق لإنو من ورا رخاصتها هو وصل لهون... من ورا **** أخوه صار فيه هيك...* من وراها هي دفن أخوه بجثتو شبه المفحمة يلي ما استرجى حدا من بناتهم يشوفوه... وبكوا بصوت بقطع قلبهم عشانها هي... فكرهها عليه غير سائل فيها ولا بمشاعرها باللي عم يساويه فيها لإنها هي قبلت تكون بيدق بأيد أهلها... لأنها هي كانت فتنة ورغبت تكون متل يلي عم تحضرهم... لإنها هي ما عرفت تختار صح... ولإنها هي ما لجأت لربها وطلبت رحمتو قبل ما تصل المواصيل لحد هون...
الصحوة المتأخرة مرات بتكون متل الموت المبكر لا طعم إلها ولا حياة... وللأسف كل هادا صار من ورا عمها محراك الشر يلي عايش حياتو وهو مش فارق عندو لا وضع بنتو ولا وضع بنت أخوه لإنو حلمو أكبر من ما الناس عم تفكر وأهم من التافهتين يلي عندهم واللي شاء ربنا يرفع شوكة وحدة فيهم بالوقت يلي انكسرت فيها التانية... فسبحان معز الناس ومذلهم... فسبحان يلي بهب الناس طرق لتصير وتكون... فسبحان يلي بنصر المظلوم ولو بعد حين... لإنو ما في شي بصير إلا بإذن رب العالمين فلا تكبر ولا تتكبر يا جاسر دهب لإنو نهايتك بين إيدين رب العالمين عسيرة... فاحلم قد ما بدك وساوي شو ما بتقدر لكن ما تنسى تعد عدادك لتواجه رب الناس في الدنيا والآخرة إن قدرت وما بتقدر إلا إذا شاء رب العالمين...
وبعيدًا عن جاسر دهب يلي شرو ما كفى عيلة الخيّال كرمال يجيهم شر الست الجميلة الراكبة في سيارة مرسيدس موديل السنة وهي عم تتصل من رقم محلي ع ابن أخوها المطنش اتصالاتها سواءً الكانت من رقمها المعروف ولا من ارقامها غير المعروفة...
مفكر حالو بقدر يكابر معها ببقى بحلم... صحيح هي بتعزو بس لا يعني المعزة عندها يعنّد معها لإنو هو مش قدها... ولا قد كيدها وشرها... فخليها كرمال محبتها لإلو تحاول معو كآخر مرة قبل ما يشوف منها وجهها التاني يلي ما بتخاف تكشفو ع العلن قدامو وقدام أهلها والعالم كلو... وهي قول وفعل... يسأل الناس يلي جربوا يلووا دراعها وهيعرف هي شر ع الأرض بعد ما كانت جنة خاطفة بجمالها ونعيمها لإلهم والحب يلي كانت تكنلهم إياه بقلبها بتشلعو وبتعبي محلو الكره والشر... فإذا هو حابب يشوف شرها يتلقى أول ضربة مش فيه إلا بابن اخوه ضرغام لإنو هو مستعد يضحي بحالو كرمال أهلو ومستعد يتحمل أي شي كرمالهم بس أكيد ما رح يتحمل وجع القراب ع قلبو من وراه هو...
مش لكل شي تمن وتمن ابن شامخ الخيّال هيكون آذيتها للحواليه و دامها هي متيقنة من هالشي يبقى هتبرع بهالآذية كرمال يرجع تحت إيدها بغض النظر عن كسرها لإلو دامها ضامنة الزمن بجبر وبنسي يلي صار.... فابتسمت بمرار منزلة التليفون وهي عم تطالع ببعيد كم صارلها مش داخلة شامخة سنين طويلة... من ورا ابن أخوها يلي فضحها... بس وين هلأ يفضحها هو ولا غيرو... أصلًا مين بفكر يستحطي حيطها غير المغفل... وأكيد أخوها شامخ مش حابب يعيد غلطتو معها... لإنو أدرك هي شو عندها نفوذ وعلاقات وأموال ما بتقارنوا بورثتو الكبيرة يلي ورثها جنب الثروة يلي سواها... فتنهدت مرجعة ضهرها لورا... هي هلأ جاية تتسلى وتعرض وراق قوتها لتحصل ع اللي بدها إياه متل ما بقولوا عصفورين بحجر بس هي ما بدها عصفورين هي جاي تصيد عصافير كتير... فضحكت آمرة الشوفير يلي عم يسوق فيها وعارف مسبقًا أهم العناوين يلي هتروح عليها من الملف يلي وصلو من سكرتيرها المعتمدة عليه بشامخة لتنفيذ خططها واللي مش واضحة قدامو إلا ملامح: حرك ع بيتي يلي ع الجبل...
الشوفير بدون ما ينطق بحرف لإنو عارف الأوامر بتنص ممنوع يحاكيها لو بحرف إلا إذا طلبت... فحرك مغير الطريق من الشقة يلي بتملكها بإحدى عقارتها لطريق بيتها يلي ع الجبل تاركها تسرح ببعيد بانتصارها الساحق وبثقتها بقوتها بطحن أي راس بحب يخوض معها حرب ولا حتى بفكر يتجاهلها... فميلت رقبتها ع راسية الكرسي الفخم القاعدة عليه مبتسمة بتخطيط آذيتها لابن ضرغام... الماخدلي بنت دهب الغبية... وخايفلي عليها... خليه يخاف لإنو أخيرًا لقينا ورقة قوة نستخدمها ضدو وقت الحاجة الباينتو مش بعيد... لنكسر ابن شامخ...
وكأنو ابن الخيّال كان هادا يلي ناقصو ويلو موت عمو وويلو قصة مرتو مع عيلتو وويلو قصة المستشفى وويلو قصة حلالهم وخيرهم وويلو ردو على عيلتها يلي قرب...
هو شو بدو يتلقى ليتلقى شر القريب ولا شر البعيد كرمال يأمن على عيلتو وبنت قلبو الحابسها بهالفيلا الصغيرة والمنفية عن العالم والناس كرمال تنجو من آذية الناس يلي ما بحياتها آذتهم لو بشعرة...
كرمال يحميها من شر أبوها وكل حدا بتمنالها المضرة...
لكن معقول يضل حابسها هون كرمال يضمن أمانها وسلامتها من آذى الناس...* ولا يلي عم يعملو معها هو أكبر آذية لإلها بحرمانها الروحة والجية وتواصلها مع الناس...
ولهون بنتهي الفصل ولله الحمد 💓💓 فصل مليان بالأحداث المتنوعة لكن السؤال المهم متى رح يكشفوا جاسر دهب ورا يلي صار؟
وشو رح يصير بجودي مع عيلة الخيّال وهل إميرال وضعها هيزداد سوء أكتر ولا رح يصير شي ينشلها من يلي هي فيه؟
وشو رأيكم بكلام الرجال مع عبد العزيز بخصوص اجدادو... وهل فكركم هيصير فيه نفسهم ولا غير... وهل خطر ببالكم كنعان ممكن يفكر إنو هو ورا سبب موت أخوه...
وهل الجد رح يقدر لبناتو ولا لأ؟
وشو رأيكم بدخول نداء وفكركم كيف هيكون دورها وهل رح تئذي كنعان... وفكركم هي دعمت إميرال بطرقها لتقربها من كنعان ولا كيف؟
ومتى إميرال وجودي رح يعرفوا عن موت جابر؟
وضحكت ع أرسلان وغيرة جودي ومحاولتها لترضيه 😂😂😂 بنتنا عم تتطور.. استمري استمري 💖🌸
شو جاسر عندي أهون من غنج وبناتها الباقيات بنفلج منهم فلج 😡 ويا أمي سامي شو ما بطيقو وبحس ريحتو كريهة 😂😂 كنعان كتلة مشاعر هايجة فرجاءً روق وروقنا... في عزوز بدو يرضي الكل عكس كنعان المش هامو غير سمعتو... وإميرال صحيح يما منتظرتك بقوتك يعني أنا عارفة تعبانة مع الحمل ومشاعرك منهارة من مرورك بكل هادي اللخبطة فهيني متربصتلك ع ركبة ونص شوفك بقوتك.... فيعني بتحملك بعيني الله... وصحيح ست سمية إلك تحية كبيرة مني... وجوري حبيبتي بدنا إياكي قوية بنحبك معنا فرفوشة... في حين عماتها كلهم بدهم إعادة تأهيل جلطوني 🥶 في حين رجال الخيّال كل حد بقدم يلي عليه بغض النظر عن مشاعرهم وأفهم من نسوانهم الكاسرات.... فالله يجيرنا من عمتو الباينتها مش بس محراكة شر إلا كتلة شر 🙄 لإنو مش ناقصنا بصراحة.... وبقول لجابر يعطيك العافية كل ذكرياتك معنا عطرة 💫 ولجواد بتفرج 💖
وأجمل شي يكون عندك بالحياة حد يشد ع إيدك ع الخير 🌸
|