لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

قصص من وحي قلم الاعضاء قصص من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-03-23, 10:35 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2013
العضوية: 257539
المشاركات: 35
الجنس أنثى
معدل التقييم: رنين رنين عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 24

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رنين رنين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رنين رنين المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية سجين الانتقام

 

الفصل العاشر

قراءة ممتعة…

ما توقع من أول ما تبان(تبين) حامل تعمل فيه هيك...

ماخدة تصريح كامل من حملها لتشيّبو بهادا الشكل بدون أي رادع منو لإنو ما فيه يجبرها ع أي شي وهي تعبانة هالقد... وكمان هو مانو خالي من المشاعر والتفهم بخصوص تقلب هرموناتها... وقبل كل هدول هو مو بايع آخرتو ع هيك شي... كرمال هيك رح يصبر ويتحمل مزاجها على قد ما بقدر لإنو مانو إنسان مثالي وبمشي بالدقة...

فتنهد وسط زوبعة تفكيرو من حر الغرفة يلي حارمة عيونو يطبوا النوم... فلف مطالعها وهو مو عارف كيف التضاد تقابل مع بعضهم اليوم... جد غريبة الدنيا لإنو خارجة عن توقعنا... مو معقول يمسك حبوب منع الحمل ويعرف عن حملها بذات اليوم... صحيح هو فرحان ع البيبي يلي عم يكبر شوي شوي جواتها بس بنفس الوقت هو مانو ناسي قصة حبوب منع الحمل يلي ما حبذ يفاتحها فيها بآخر لحظة كرمال ما تتقدم خطوة عليه هادا في حالة لو كانت هي عارفة عنها...

وهادا احتمال وارد مانو مستبعد عنها... لإنها هي بشو مصلحتها معو... أكيد يعني أبوها محراك الشر بفكر بخصوص طلاقهم من قبل حتى ما يتزوجوا... وبعيدًا عن أبوها هي بنت صغيرة شو بدها بحدا متلو... يعني هو مانو قريب من عمرها ولا إنو كتير رومانسي ولا عاطفي... هو بعرف إنو عندو خشونة معها لإنو مجبر يقص جناحاتها يلي حتى مو عارفة تطير فيهم من غباءها... فيعني وارد إنها ممكن تفكر ما تبقى معو ويا الله هادي الفكرة مو حابب يفكر فيها لإنو إذا فكر فيها الله أعلم شو هيساوي فيها لإنو ما بدو يتركها او حتى يخسرها رغم كل شي لأسباب خاصة فيه هوه.... ولأسباب تانية عم يدركها مع الوقت لكن متى رح يعلن عنها العلم عند الله... ومع كترة التفكير وتداخل المواضيع ببعضها... سهت عيونو... ولكن شاء ربنا ما يكمّل نومتو من اتصال جدو عليه كرمال يعزموا هو والمدام ع السحور... فاحتار يصحيها ويبتلى فيها ولا يرد يخليها تنام... بس إن خلاها تنام ع لحم بطنها يلي من امبارح مو داخلو شي... ممكن تتعب بزيادة...

فمو معقول يتركها ع عماها وصحتها تصير أسوأ وما تصوم...

لأ فأحسن حل تطلع من خطيتو... فحاول يصحيها ولما لقاها مدروخة... قال يا ساعة مباركة لتتسحر هون وهو يروح يتسحر مع أهلو ببيت جدو...فقام من جنبها بسرعة ماخدلو دوش ليزيل دبق جسمو من حر الغرفة... وطلع لغرفة الغيار لابسلو بنطلون وبلوزة قطنية وتعطر بعجلة هارب من حر الكهف المعيشتو فيه بعد ما سحب تليفونو مع مفتاح سيارتو سهوًا... وهو عم يخطط يروح مع أمو مشي لبيت جدو بدل ما يركبوا بسيارتو يلي مو مركز إنو حامل مفتاحها...بس علشان يحس بالهوى البارد ملامس جلدو...

وطبعًا هادا التخطيط فكر فيه هلأ وهو غافل من حركات الهبلة يلي عندو إذا رجلين أمو ما توجعوا (وجعوها) من القعدة في المستشفى لكم ساعة بشكل متواصل وما بتقدر تروح معو مشي لبيت جدو... فتحرك لعند جناح أمو داقق الباب إلا الباب رجع لورا شوي لإنو مانو مطبوق فدفعو بخفة لجوا وهو عم ينادي عليها: يما!!

لكنو ما سمع منها أي رد ولا حتى لمح لألها أي أثر بدل ع وجودها هون... فتوقع يا تكون سابقتو أو عم تستناه هو والخانم جوري تحت... فتحرك نازل الدرج إلا لمح أمو عم تقرأ قرآن لحالها ومنديلها ع شعرها ولابسة شي محترم ومستور... فابتسم لافت انتباهها بصوتو: الله يتقبل منك يا حجتنا!

أمو طبقت المصحف رافعة راسها مقابلتو ولما ما لمحت مرتو نازلة معو علقت باستغراب: وين مرتك مو نازلة معك؟

رد عليها وهو عم يقرب منها: مدروخة فقلت خليها تتسحر هون وهلأ بعطي رولا المقويات تبعونها علشان تاخدهم وما تضلها على لحم بطنها من امبارح..

أمو تنهدت على حالها: الله يعينها باينتو حملها متعب..

عبد العزيز ضحك وهو عم يعلق بسرو...حطي التعب ع جنب يا حجة هادي بتحسسك فصول السنة من حرها وبردها والتفت حواليه مفقد أختو: وينها الكريمة بنتك مانها نازلة؟

أمو ضحكت ع سؤالو: صحها (فكرك) تيجي معنا وأريام طلعت تشوفها... خلينا نسبقهم وهما بلحقونا...

فهز راسو وهو عم يقلها: تمام بس خليني روح جيب مقوياتها من السيارة وارجعلك!!

وطلع بعجلة تارك أمو تكمل قراءتها وبسرعة جاب كيس مقوياتها وأدويتها وأعطاه لرولا كرمال تعطيها إياهم وهو منبهها شاللي قبل الأكل وشاللي بعد... ورجع لأمو ماخدها معو لبيت جدو بالسيارة لإنو حس عليها التعب وكرمال ما يتأخروا عليهم بنفس الوقت... أما اختو الكريمة يلي لازم تلحقهم مع أريام... متمددة ع سريرها بعناد مجننة فيه أريام يلي عم تحاول معها بلكي ترحمها من نكدها وبوزها السابقها شبرين: لك جوري وربي عليتي قلبي... احكي شي مالك زعلانة من شي مو راضية تحاكيني... اتطلعي فيي فهميني مالك زهقت وانا عم بحكي مع حالي!!

جوري تأفأفت رادة بعنف: يا أختي مالك حاشرة حالك بمزاجي... قلتلك للمرة المليون ماني معصبة بس مصدومة... بس مصدومة!!

أريام اللابسة بنطلون جينز مع كت وفيست خاص بأجواء رمضان وحفاية ناعمة بيضة رفعت حاجبها متكتفة وهي عم تنطق بنبرة معلولة منها: طيب يختي فهميني شو هالشي يلي بصدم بنت ضرغام يلي أخوها عبد العزيز... وقعدت ساندة حالها ع ايدها... هاتي شوف كذبك!

جوري ابتسمت بفتور بوجهها: رح قلك بس ما تضحكي علي بجد!!!

أريام بلعت ريقها بفضول: لك ايييييه نشفتي ريقي.. احكي لأنزل فيكي هلأ!!

جوري اخدت نفس رادة عليها: لك أنا مصدومة كيف ما شكيت إنها حامل... يعني أنا كنت معها وحسيت مالها شي بس راح عن بالي قصة الحمل يلي الكل قاعد بستنى فيه... بس بنفس الوقت يعني بحسها صغيرة كتير يعني صح بنفس العمر تقريبًا بس مثلًا لو إنتي صرتي أم بحسك صغيرة وأنا كمان نفس الشي لإنو عقلنا تافه... شو حال هي يلي عقلها مضيع...

أريام هون انفجرت ضحك ودفعتها من كتفها: ههههههههه تافه هادا يلي طلع منك يا بنت ضرغام... بعدين عيب تحكي عن بنت الناس هيك.... هادي مرت أخوكي يعني شوية حشمة على الأقل قدامي...

جوري رفعت إيدها: مالي انا محبطة تقولي أنا الحامل مو هي... ستي حملت وصار يلي صار... وفجأة ابتسمت... بعدين ريوم متخلية يجينا بيبي ع البيت ويغير جونا...

أريام ضربت كفوفها ببعض ضاحكة عليها: هههههه علينا العوض إنتي شكلك هسهستي يا بنت... كوكتيل مشاعر والله انا نفسي ما فهمتك علشان إنتي تفهمي حالك... قومي قومي ناكل وننبسط مع العيلة بدل حالتك النفسية يلي مالها داعي...

جوري رفعت إيديها لفوق بحماس أول ما تذكرت إنو لازم تروح ع عزومة الجد المعمولة ع شرف حمل جودي لإنو رح تكون فيها الآنسة جيهان بدون تنين يحكوا فيها: لك بدي... وصارت تصفق بإيديها: لك بدي روح وبيّن سعادتي الغامرة لحمل الحمْل الوديع يلي عنا وغيظ الذئب الماكر جيهان....

أريام خبت وجهها من خجلها من حركات الهبلة يلي قبالها... ونزلت جوري نط ع الأرض... وصارت ترقص متل رقصة ماكرينا... أريام في شي قلها تقيم إيديها عن وجهها وتشوف جوري بهالشكل هادا خلص انفجرت ضحك: هههههههه اللهم سكنهم مساكنهم لك مالك فضحتينا... والله شايفتك أم محمود بمسلسل جميل وهنا....

جوري بس سمعت أم محمود بلعت ريقها رادة: أريام بتصدقي صار جاي ع بالي عوامة من يلي بتعملها أم محمود..

وصارت تقلد أم محمود بأيديها كيف كانت بتطير عجينة العوامة بمهارة ع المقلاية موسخة مطبخ هنا...

أريام بلعت ريقها مو متعلمة من حركاتهم قبل اسبوعين وكم يوم بخصوص التوصاية من برا البيت لإنها دابت مع تقليد جوري لأم محمود بقلي العوامة: لك جوري فكرك بنلحق نطلب!!!

جوري انفجرت ضحك مطالعة الساعة: لك حبيبتي بس نلحق نتسحر... أنا بقول قومي يا حلوتي ناخد مرت الأخ معنا يعني خليني أحرق قلب يلي بالي بالك!!

أريام تنهدت هون: لا حول ولا قوة إلا بالله يختي شو بدك بجيهان بعدين الدنيا رمضان ولساتو ما خلص وشيطانك هيك...

جوري تجقمت عليها: أنا بقول مشاعرك وإنسانيتك الزايدة عن حدها خليها لإلك... ومشيت بحماس عالي وهي طايرة من الفرح لجناح أخوها وهي مقررة تجيب مرتو معها... وقبل ما تفتح الباب مسكتها أريام: لك جوري شو بدك بوجعة الراس غيري أواعيكي وتعالي نروح نتسحر بسرعة معهم...

جوري أبدًا لانها بنت ضرغام وأمينة إذا ما طبّقت يلي ببالها ففتحت الباب داخلة وأريام رح تلطم من مخ الأخت المضيع من يوم ما صارت تحضر المسلسلات التركية... وإذا مخها ضيّع بسيطة ع هيك لإنو عقلها تبارك الرحمن طشطش مع الوقت وفوقهم ماخدة الحياة استهتار باستهتار وهي شكلها صايرة زيها بس لولا خوفها من أبوها المحافظ شوي ولا لكان سبقت جوري بالاستهتار... فوقفت عند باب غرفة النوم سامعة جوري وهي عم تصحي بجودي: لك جودي بسرعة قومي بدنا نغيظ المكيودين ونحرقهم حرق!!

إلا بتدخل أريام: لك خليها بحالها قايمة من الصبح يا شر اشتر!

جوري لفت جاحرتها: إنتي شو دخلك حبيبتي إنتي ما بتعرفي بكيد النسا وضربت ع صدرها بمزح... ده ع قولة أهل مصر... اختصاصي.. ولفت تصحي بجودي المسكينة المو قادرة تقوم من راسها التقيل... فحاولت تلف للناحية التانية لتكمّل نومها بس ما فيه مجال من أختو الفاضلة المصرة تخليها تروح معهم ع العزيمة وجودي من تعب الحمل وقلة الأكل مو مركزة شو عم يحكوا معها ومفكرة الدنيا صبح رغم إنها سامعة رايحين يتسحروا مع بعض... فمن دلاختها مو رابطة الحكي ببعضو ولا حتى مفكرة بالمنطق... فقامت غصب عنها لبست بعجلة من صوت جوري المتحمس واللي فيه حدة لإنو جودي رفضت يوطوا درجة المكيف... وما صدقوا يلبسوها اللفة البيضة ع بيج مع فستان نفس لون لفتها مكتوب على اطرافو نقوش عربية بلون دهبي... وطلعت بدون ما تتعطر أو تحط شي ع جهها ورا أريام وجوري يلي رجعتلها بعد ما لبست فستان ناعم كحلي اللون مع لفة ازرق سماوي وكملوا سوى ع بيت الجد مع المدام يلي ما بعرف زوجها إنها جاية... فبس دخلوا هو حس في شي جابرو يلف وهو عم يضحك... بس ما دقق باللي لفتو لإنو عم يسمع رد جدو وفجأة استوعب يلي لمحها قبل كم ثانية بتكون مرتو... فلف وجهو مطالعها وهو عم يحاكي حالو بذهول... هادي مرتو شاللي جابها هون... ومين سمحلها... إلا بصوت جوري وهي عم تسلم ع الجميع من بعيد... فرد الجد قبل بناتو: نورت حبيبة جدها... وطالع مرت حفيدو باحترام وهو مبسوط مكمّل كلامو: مبروك يا بنت دهب حملك....

جودي مع الحمل والدنيا يلي بتلف فيها مو مصحصة وحاسة البرد مانو حالل عنها... وما بتعرف كيف عم تسند حالها ع طولها فلما شوي صحصحت وشافت هالوجوه عم تطالعها ع فجأة... ارتعبت فجت رح توقع لولا مسك أريام لألها... ولا لكان وقعت ع الأرض... وهو شكر ربو إنو صار معها هيك لإنو دوختها شو أنقذتها من جهلها وخوفها لترد في حالة إذا فهمت إنو جدو عم يحكي معها... فقام بسرعة وهو عم يقول: أنا بقول خلينا رجّـ

قاطعو جدو وهو عم يضغط ع إيدو لإنو واقف جنبو: والله مانك مرجعها خليها تتسطح بغرفة من الغرف وتلحق تاكلها شي...

عبد العزيز ما حب يعمل بلبلة ولفت انتباه... فتنهد براحة بس لمح أمو قامت عن طاولة النسوان القاعدين بعيد شوي عن طاولة الرجال المحطوطة قبال الدرج: تمام!

فرد كمّل أكلو معهم وهو خايف عليها ما بعرف يشوفها تعبانة ومانو جنبها... فما عرف شي عنها لإنو أمو دخلتها غرفة من الغرف المقاربة من المطبخ وطلعت بعد ما تركت المضيعتين معها جوا... فضغط ع شفتو حيصان لإنو بدو يروح يعتني فيها... فمسح ع شعرو وهو عم يمرق عيونو بلا تركيز حواليه فانتبه ع نظرات عمو جميل يلي ما بحب يشوفهم فلف وجهو للناحية التانية سهوًا إلا جت عيونو ع جيهان يلي دخلت قبل أهلها من الباب... فلف راسو بسرعة باللحظة يلي سمع صوت عمتو وفاء وزوجها يلي دخلوا وراها قبل بنتهم رنيم.. فرد عليهم مكمّل أكلو البطيء فيه مع الأخد والعطا والضحك... وهو متجاهل عيونها المو طبيعين... وكملت معو لما أبوها قعد قبالو ع الطاولة وخدلكم وجعة راس إذا التقى هو مع جميل وزيدان بنفس القعدة... فخنقتو زادت وشكر ربو لما أدن الآدان الأول دليل ما ضل شي ع الآدان التاني كرمال يلي ما معاه وضو يتوضى... وطبعًا هو توضى بعد ما دخل بيت جدو كرمال ما يضيع وقتو بقعدتو مع عمو جميل وزيدان أبو أريام لإنو جدو قبل ما يجي استسمحهم ليروح يصلي كم ركعة قبل ما يجوا بقية بناتو وولادو ورجالهم.... وهيك بعدها طلعوا بسيارتهم للمسجد بعد ما توضى يلي ما معاه وضو منهم... وكعادتو بعد كل صلاة فجر بكمل روتينو اليومي بالعبادات...

فبس تم وردو اليومي رد للبيت آخر واحد لإنو مو مركز مع قلة النوم... فما كان معاه غير ساعة لساعتين للنوم... بس وين ينام بدونها ووين يروح ينام جنبها ببيت جدو وهو عندو بيت ومو سهران مع عمو كنعان متل أيام زمان... وكمان كرمال عماتو وبناتهم لياخدوا راحتهم بالحكي والحركة... فانجبر يروح لشركتو أبكر من دايمًا لينجز شغلو بكير كرمال يروح عند الضهر ويرد ينام... فطلع من البيت تارك مدامتو مع غيثان الصبح تعاني مع الهبلات يلي عم يضحكوا عليها بصوت عالي... لإنها ما بتلحق تروح إلا ترد ترجع وما صدقت قلبة معدتها تهدا لتكمّل نومتها ع صوتهم بدون لا تصلي من حيلها المهدود... وما حست ع حالها غير صاحية وهي عم تتبسم ومزاجها رايق... ومرتاحة بالنومة ع فرشة هالسرير الطرية عكس فرشة سريرهم الجديدة واللي بتكره تنام عليها وبتحس الجانب التاني يلي بنام عليه ابن الخيّال اطرا ففطرياً من راحتها على جانبو صارت تفضل تنام محلو...
فلفت حالها وهي مو عارفة بشو تحس من وجع فخادها وعرق النسا مع الحمل.. بس من اشعة الشمس المسلطة ع جسمها حاسة بدفا... فما كان بنفسها تقوم او تتحرك سم من الدفى واللطافة الحاسة فيهم... وفجأة بدات تركز هي وين لما وصلها صوت نسوان وبنات عم يقرأوا قرآن قريب من الغرفة القاعدة فيها واللي ديكورها بسيط جدًا وبشبه نمط البيوت يلي ع الجبال... فجت رح تقوم اول ما استهجنت وجودها هون بس ردت مكانها مع تصلب جسمها وهي نفسها تكمل نومتها رغم النوم يلي نامتو...

فبقت مكانها صافنة بالدفى الحاسة فيه لحد ما دخلوا عليها جوري وأريام جابرينها تعدل مكان نومتها علشان بدهم يناموا متل الباقي يلي راحوا يقيليلو بعد تلات ساعات من قراءة بالمصحف جماعة...

فهي شو خافت لما حستهم رح يتركوها لحالها هون... فقامت هاربة من مقابلة أهلو بجهد جهيد منها لجناحو بدون ما تغطي شعرها واللي كان لحسن حظها ما في رجال مو من غير محارمها رح يلمحها... ويا ساعة مباركة لما دخلت جناحها شامة ريحة عطرو يلي بتفرح قلبها... فعبرتو طابقة الباب وراها ودخلت مستعجلة تدور ع سريرو من التعب وهي بنفس الوقت حاسة حالها متضايقة من قماش الفستان الكتان... فتحركت لغرفة الغيار وهي عم تشلح فستانها وبسرعة سحبت قميص نوم بصل لعند ركبها وطلعت حاسة ببرد الغرفة فبسرعة دورت ع ريموت المكيف لترفعو... وهي مو منتبهة ع اللي نايم ع بطنو من وجع ضهرو من تعبو من قلة النوم... ومغطي جسمو ومخبي وجهو تحت المخدة من بعد ما روح من الشركة كرمال ما يحس بنقطة ضو جاي ع عينو... فبسرعة بس لقتو محطوط ع كوميدينتها سحبتو وكانت هادي الحركة متل يلي شلتها مع لف راسها من تصلب ضهرها... فجت رح توقع فتداركت حالها بعفوية ساندة حالها بقوة ع راسية السرير يلي ما بتعرف كيف إيدها جت عليها رحمة من الله ولّا لكان وقعت بين السرير والكوميدينة...

فهو صحي بسرعة لما حس في شي عم بصير حواليه لإنو المسكين ما لحق لسا يغفى... فبس لمحها يا ساعة مباركة... أهلا نورت الغرفة فيها... وبسرعة ساحبها لعندو وهو حاسسها بردانة... فحوطها مغطيها بحرص كبير لإنو حس بأطرافها الباردة... فنطقت من بين أسنانها بتقل من بردها: عـليه!! (قصدها درجة المكيف)

يعليه جن هو علشان ما ينام... لا والله مانو معليه لكنو رح يطفيه... فرفع حالو ساحب الريموت طافيه ورجعلها دافن وجهو بشعرها المو المشطط واللي مربوط كعكة عشوائية... ودخل بنوم عميق على عكسها هي يلي حاسة بلف العالم فيها وببردها يلي خف شوي مع قربها من جسمو.... ومع الوقت انجبرت تنام بعد ما ضوت المكيف رافعة من درجتو وهي مانها حاسة بالجوع ولا حتى قالقة باللي عم بصير حواليها... بس تليفونو المزعج خرب عليها النومة من رنة منبهو... فرفعت حالها بشكل مفاجئ وهي حاسة حالها معصبة... وفي مجال تكسر التليفون... ولفت عليه أول ما حست بحركتو... إلا لمحتو وقّف صوت المنبه المزعج.... فشو تريحت كأنو جبل انزاح عنها ورجعت بدها تكمّل نومتها بين إيديه وهو مناه يكمل نوم بس لازم يقوم يجهز حالو كرمال يصلي جماعة بالجامع...

شو الدعوة يقضي معظم يومو بالبيت متل البنات والنسوان... هو فاهم ومتيقن البيت مو للرجال لتضلها قاعدة فيه... فتنهد وهو عم يحس عليها عم تعمل شي... وراح عن بالو إنها رفعت من درجة المكيف من قلة تركيزو... فكان رح يرجع ينام وفجأة حس بالحرة... فرفع صدرو العاري مولع من حم الغرفة...

يما جسمو شو ما بتحمل الغرفة المضغوطة ولا الدافية بزيادة... فبعد عنها منسحب وهي شو مبسوطة لإنها رح ترد تنام بس يا فرحة ما تمت لما حستو صار بعيد عنها بدل ما يعدل نومتو جنبها متل ما فكرت... فانزعجت وصارت تراقبو وهي مبوزة... فشافتو هو عم يدخل الحمام وهو عم يطلع داخل غرفة الغيار لابسلو ملابس خفيفة من بنطلون شوي فضفاض لونو أبيض رجل وسط مستقيمة مانها لازقة بجسمو مع بلوزة نفس نوع البنطلون الكتان الخفيف لهيك أجواء مع صندل جلد أسود بمسك رجلو من ورا وسحب ساعة دهبية ع بنية اللون من الماركات الفخمة لابسها... وطلع للتواليت متعطر...

فشو جذبها شكلو وقلبها صار يدق بخوف... فبسرعة لفت راسها خجلانة تتفحص بدقة تفاصيلو... وبس حست فيه طلع طابق الباب وراه يا فرحة قلبها لإنها عرفت شو الريحة المشهية يلي بتشمها... وما لقت حالها غير قايمة عاملة هالشي من وراه بعد ما غرقت حالها بعطرو... ورجعت لمكانها تكمّل نومتها وهي مبتسمة ومفتخرة بعملتها يلي عملتها وعقلها مضيع معو بعد ما شافتو هيك لابس... فحاولت ترد تنام بس وجع ضهرها صار يشد عليها... فاضطرت تضلها ع نفس وضعيتها متمددة ع ضهرها لإنها مو قادرة تلف... فجأة إلا جتها رولا تتأكد إذا موجودة بجناحها ولا لأ وإذا كانت موجودة تخبرها تتجهز للعزيمة وتقعد ع الأقل مع أهلو شوية وقت قبل الفطور...

وهي بس سمعت رد رولا خافت وتعرقت ومعدتها ضغطت عليها ضغط وراسها صار يفتر... شاللي تروح عند أهلو وتشوفهم كلهم... هي لما راحت مع جوري وأريام الفجر كانت مجبرة لإنها مو مركزة وسلكّت معهم شو بدهم علشان مالها خلق تاخد وتعطي وحابه تسمعهم عم يتكلموا علشان ما تحس بالوحدة رغم إنو راسها بوجعها... جد حملها جننها ورح يجنن يلي حواليها يلي الله أعلم إذا رح يتحملوها ولا لأ... فبوّزت لرولا متل الصغار وهي عم تحكي حالها بصوت مسموع (يا الله ما بدي) ...

رولا ردت عليها: متل ما بدك يا مدام!

وطلعت مخبرة أم عبد العزيز القاعدة على الكرسي المساج بعد ما صلت صلاة العصر... وعم تقرأ بآخر ختمتها الرابعة: يا ست جودي قالت ما بدها!!!

إلا بدخلتو بعد ما رجع من الجامع وهو عم يفكر يقابل عاصي بعد ما ياخد كم ملف من مكتبو الخاص فيه واللي غالب الوقت مقفل... فوصلو صوت أمو: ليه ما بدها خبرتيها إنها بس رح تقعد شوية وقت مع الأهل...

رولا هزت راسها: اه خبرتها يا ست...

أم عبد العزيز تنهدت ناطقة: الله يعينها ويعينا ع مزاج الحوامل وعنادهم...

إلا بصوتو هو بعد ما سمع كلامهم محاول ما يتدخل بقصص النسوان لكن إذا الواجب والاحترام والدين هون عندو خطوط فلازم يتدخل: خير يما شو فيه!!

أم عبد العزيز أشرت لرولا بمعنى تروح... فانسحبت رولا بعيد عنهم تاركتهم لحالهم وهي عم تسمع رد أم عبد العزيز ع سؤالو: لأ ما فيه غير كل خير... ونطقت بحكمة... بعتت رولا تطمن ع مرتك وتشوفها إذا شوي منيحة ع الأقل كان لبست وقعدت مع عماتك يعني هما حابات يشوفوا مرتك ويتعرفوا عليها من محبتهم لإلك...

تنهد ممشي معها: تمام... أنا هلأ بحاكيها...

وطلع لفوق مشيك عليها... وما لقالها أثر بغرفة النوم لكنو سمع صوت جاي من غرفة الحمام البابها مفتوح... فقرّب متطلع شو فيه إلا لمحها عم تشم بعطورات الحمام... فرفع حاجبو وهو عم يكتف إيديه: تجهزي علشان تروحي تقعدي مع عماتي!

جودي ارتعبت بس سمعت صوتو ولفت بحركة فجائية عليه ناسية يلي بين إيديها فوقع منها على الأرض متكسر...

فتنهد من عمايلها ماسح ع وجهو منها... وفوراً بس لمحها عم تحاول تلملم قزاز ريحة الحمام واللي صعب أصلًا لمو من صغر القزاز المتكسر... دخل ساحبها بعيد عنو وهو عم يقلها: شكلك ما تعلمتي من مرتك الأولى... وحرر إيدها من إيدو مؤشر ع غرفة الغيار: بسرعة ادخلي جهزي حالك... وفجأة تذكر قصة صلاتها... صليتي اليوم ولا ما خطر ع بالك...

جودي انضغطت منو شو لبس وصلاة بنفس الوقت... هو مالو يسألها هلأ هيك سؤال ما يتركها بحالها وبالريحة يلي عم تدور عليها... فضحك من عدم ردها المستفز منو: جودي!!!

هي بس سمعتو كيف عم ينادي عليها رفعت راسها مندهشة وفاتحة عيونها ع آخرهم رادة عليه متل ما بترد على معلماتها بالمدرسة: نعم!!

نعم هادا جواب... اختصرها ع حالها آمرها: دامك منيحة بسرعة البسي شي برجلك وروحي اتوضي وصلي العصر وإذا ما صليتي الضهر والفجر اقضيهم معو...

جودي الدنيا تلخبطت معها شو تصلي وتقضي... وإذا ما صلت... وصلت... انضغطت ومزاجها توتر واعصابها بازت... فتركتو يحكي مع حالو متحركة ناحية السرير... وهو حسها كأنها عم تقلل من احترامو... فلحقها ساحبها من إيدها بقوة جابرها تواجهو وهو عم يقلها بحدة: لما ببقى احكي معك اصحك تعملي معي هيك!!!

اصحها تعمل معو هيك شي... ليه هي شو عملت...

هو بعالم وهي بعالم... ما يتركها ويروح خلص مضغوطة... وحاسة حالها فاجية من حر الغرفة هلأ متل ما هو مضغوط بزيادة بدون تركيز منو لنفس السبب... ولما شافها معندة وعم تطالعو بعصبية راجع حنيتو معها: شو شايفك عم تطلعي عن حدودك معاي يا بنت دهب...

هي عم تسمعو وعم تعصب بزيادة... مالها خلق لإلو هلأ... ما يروح ويتركها لحالها... ضوّجها من أوامرو... فتبسم بوجهها بنية معناتها ما رح عديلك تصرفك معاي ورد ببرود: عنّدي ع كيفك وشوفي عنادك بشو رح يفيدك معاي... وترك إيدها ببرود قاهرها فوق مهو معصّبها وسمعتو وهو عم يقلها بنبرة ما فيها مزح: روحي صلي بسرعة!!!

فجت رح تمشي من قدامو لكنو نبهها: البسي شي برجليك!!!

فتحركت لعند الباب لابسة شي برجليها متل ما أمرها وردت للحمام تتوضى باللحظة الطلع هو طابق الباب وراه وهو حالف أيمان إلا تشوف منو الوجه التاني... وطلع من البيت بعد ما أخد الملفات الجاي علشانهم وشاف وقاحة الحامل يلي عندو واللي مفكرة إذا معناتو هي حامل تتطاول عليه بكل برود.. ساعتها هتبقى غلطانة لإنو متل ما بقولوا وجنت على نفسها براقش...

وعاد براقش يلي عندو غافلة عن شو عملت وعن شو مخططلها من عقلها
المو قادرة تركز فيه بعد ما طلعت من الحمام مصلية من حر الغرفة فطفت المكيف بعد ما قضت وصلت العصر حاضر... وتنهدت مطالعة حواليها... حاسة حالها غريبة... لا قراءة بدها تقرأ... ولا صوت حدا بدها تسمع... ولا حتى بدها تنام... ولا بدها تضلها صاحية... ولا بدها الأكل ولا حتى بتفكر شو رح تفطر الأيام... طيب هي شو بدها... ما بتعرف... فصارت تبكي من مضاعفات تقلبات الحمل معها مع التوتر... والمشكلة الكبيرة ناسية قصة حملها الرافضتو من الأساس... فرجعت ع السرير وردت قامت... وردت رجعت وردت قامت للصالون ولغرفة الغيار وهي ناسية في عالم برا كبير بتقدر تطلعلو وتختلط مع الناس يلي فيه ولا بإمكانها حتى تغطي شعرها وتطلع ع الحديقة برا وتتنعم بجمال الطبيعة فيها وبهواها الطلق...

مو مشكلة جهلها هلأ حطوه ع جنب الكارثة المدام براقش نسيت طلبو بتجهيز نفسها لتقعد مع أهلو... مفكرة يعني إذا راح وما زن عليها وضعها تمام ومتعدل وما فيه داعي تتجهز للجمعة يلي قلها عنها وهي ناسيتها من قلة التركيز... وفجأة لمحت جوري وأريام داخلين عليها وهما عم يضحكوا... فتنهدت من جيتهم وهي عم تسمع رد جوري لإلها: والله ما توقعت لاقيكي قاعدة هون... قومي بسرعة اغسلي شعرك علشان نسحبلك إياه وتكوني المميزة بالقعدة...

إلا بتدخل أريام: شو تسحبيه حبيبتي شعرها تبارك الرحمن بدو كم إيد لنخلصو شو بدك بهالقصة الطويلة لإنو احنا صايمات ومالنا حيل لشي...

جوري تحيّرت مقربة منها هامستلها: فكرك يعني الشعر الكيرلي لهيك عزيمة كتير حلو ما إنتي عارفة خالاتك بحبوا الإشي الكلاسيكي...

أريام دقتها: حبيبتي ما تفكري فيهم فكري بحالنا واحنا صايمين (صايمات).. بعدين لو سحبنا شعرها يعني أبصر إذا بنلحق نزبط مكياجها وهو مو ضايل إلا ساعتين ونص...

ردت جوري بعناد: لا لازم نخلص من كلام عماتك...

وردت أريام برفض: شو بدك بخالاتي يتقبلوها ع بساطتها... جوري حجرتها حجرة ناهية الموضوع فسلكت معها أريام كرمال يكسبوا الوقت وهي مكرهة ولفوا ع جودي يلي مالها خلقهم... مستلمينها لعملية التزبيط لتقابل عماتو...

ويا مطول عملية تزبيطها عند غسل الشعر بعد ما لمولها القزاز المكسور لإنو الخدم ببيت الجد... وبعدها طلعوا يمشطوا شعرها المعقد من كتر ما اهملتو مع حملها بآخر كم يوم وهما عم يعلقوا ع وضعو: ليه هيك شعرك؟

: شو عاملة فيه يا بنت!!! لسا قبل كم سحبتو وكان ما أحلاه!!

: فكرك عين!!

: أي عين يمعودة ع قولة اهل الخليج...

: جد إنك هبلة يا جودي عارفة شعرك ماشالله عنو خميل لليش بتغلبي حالك وبتوجعي راسك بهالقصص هاي...

جودي مع كتر زنهم وضحكهم راسها ضاج مع فتلانو (لفو ودورانو) وصارت مو طايقتهم مع أوجاع جسمها يلي بتحس فيهم معظم الوقت بدون تركيز منها... فصارت تبكي... مالها أم نكد منكدة... جوري احترت من مزاجها المتقلب فردت وهي عم تقول لأريام: سيبيها تبكي الحوامل غريبات تتذكري عمتي نداء لما قعدت فترة عند جدي جننتنا قيموا... حطوا... ارفعوا...ريحتو... اسكتوا... اطلعوا... جيبوا...

أريام انفجرت ضحك ع انفعالها: هههههههه تنذكر ولا تنعاد... بس فكرك يجي البيبي حلو متل جنرال إذا هيك...

جوري هون انشقحت بس تخيلت شكل بيبيهم معلقة: الله لعابي سال من الفكرة كيف لو ع الحقيقة... طالعت جودي يلي مستمرة ببكاها وهي عم تمشط فيه: جودي خليكي دايمًا معصبة وعم تبكي علشان ابننا~

أريام قاطعتها هون: شو ابننا مفكرة حالك جدتو ولا عمتو...

جوري ضربتها بالفرشاية مجاوبتها: مالك دخل ما تقاطعي ارتجالي بالكلام... ولفت لجودي يلي عم تمسح دموعها يلي زهقت منهم: انا بنصحك تنكدي كتير علشان البيبي يجي حلو...

أريام حطت إيدها ع تمها كاتمة ضحكتها... وجوري تنهدت من التعب من تعقيد شعرها: أريام وربي إذا ما بتكملي فك تشبيك شعرها إلا قصو وريّح العالم منو...

أريام مدت إيدها ماخدة الفرشاية مكمّلة تمشيطو عنها وهي عم تحاول تخلي جودي تضحك ويا فرحة قلبها لما صارت تضحكلهم ويا ما أصعب سحب شعرها لإنو راسها بضلو يلف وما بتقدر تضلها رافعتو لفوق وبالقوة لخلصوه... ورفعوه بڤ مع تاج جابتو جوري من عندها وشو كان التاج الناعم ساحر عليها بعد ما حطوه فوق البڤ وعملو أطرف شعرها مموج شوي بالفير... وبعدها بلشت جوري مبدعة الأنامل تمكيج وجهها بعد ما أريام اختارت لجودي المدروخة مع الحمل فستان شبه نص كُم بشبر بترولي اللون داخل فيه التطريز بألوان الباستيل الباردة متل النهدي والزهري والرمادي وكان شو طالع عليها جذاب وملفت مع لون الروج الزهري ع نهدي بارد يلي ع تمها ومع مكياجها المبرز لعيونها من الكحل أسود المحطوط تحت عينها مع إي شدو ع لون الروج فوق وتحت العين... فشو طلع شكلها فتنة مع كندرتها البيج ع دهبي باهت المسكرة والكعبها وسط... لإنو رفعها عن الأرض والفستان طويل لتحت رجليها فكان مغطي الكندرة وبنفس الوقت ماسك من عند الخصر بنعومة وبنزل لتحت بوسع مقبول لمتل هيك مناسبة وشو كانت مبينة لعبة مرسومة مع تداخل هادول الألوان مع لون بشرتها وشعرها الخميل الساحر بلونو وطولو... ومع ابداع جوري ع وجهها...

وبعد هالتأمل السريع صار لازم تتعطر بعطر فخم تقيل وتلبس اساورة وخاتم وحلق لإنو الفستان بدو شي يكمّلو بدون عقد لإنو النقوش يلي عليه واصلة الكتف ومغطية عظمات الرقبة... فعطرتها جودي بكترة بعطر سكاندال... ولبستها هي وأريام طقم الماس الكامل تاركين العقد لحالو بالعلبة... ولفت عليهم بعدها بطلب منهم... فتفصحتها جوري بأعجاب من تعبها هي وأريام يلي كانت عم تتفقد إذا في شي ضل ناقص... ولفت لجوري وهي عم تتنفس بعجلة: الحمدلله خلصنا منها بدي الحق رد لبيت جدي زبط حالي مو ضايل شي ع الآدان... وانتي كمان لحقي جهزي حالك ما فيه وقت...

جوري هزت راسها بتسليكة: تمام بس بدي صورلها وقول لجوزها شو رح يعملنا مقابل الجمال يلي هيشوفو... فسحبت تليفونها مصورة جودي يلي عم تطالع نفسها باستغراب أول مرة بتلبس هيك وبتشوف نفسها بهيك شكل... وما انتبهت ع جوري وهي عم تصور فيها فيديوهات كتيرة... مرسلتهم لعبد العزيز المشغول بالحكي مع عاصي بخصوص الوراق المعروضة قدامهم ع الطاولة... فسحب تليفونو يشوف مين يلي عم يرسلو كتير رسايل... إلا كانت جوري فكان رح يطنش رسالاتها لكنو خاف لهبلتو تكون عاملة شي... ففتحو بعجلة وهو عم يقول لعاصي: لحظة بس!!

وبس لمح شكلها من برا الفيديوهات توتر فطلع من الواتس وهو مالو خلق للهبل هادا... وكمّل كلامو مع عاصي... تارك جوري تطلع لجناحها لتجهز حالها وهي رضيانة ع النتيجة يلي طلع فيها شكل جودي القاعدة مكانها قبال مراية التواليت وهي مندهشة من شكلها الغريب عليها... فجت رح تقوم أول ما انتبهت ع نفسها طوّلت وهي ع نفس قعدتها...بس ما قدرت أول ما حست جسمها متصلب وشو صار نفسها تتمدد وتريح رجليها وضهرها... فساندت حالها بالقوة لقدرت توصل السرير وتتمدد عليه وهي عم تدمع من شعورها في شي غلط بسبب دماغها الرافض الحمل... والرافض يذكرها بشكل متواصل بخصوص حملها... ورغم الرفض ألا إنو أعراض الحمل ما عم تخف او توقف... فشو مناها ما تتوجع هيك انقصف حيلها وهي قاعدة ع كرسي التواليت وهي يا بس مرجعة راسها لورا يا رافعتو لفوق... فشلحت يلي برجلها ضامة حالها... وهي محرورة من عرقها النسا يلي صارلها فترة مانها حاسة فيه هالقد بوجعها... فحاولت تلف حالها ع طرف اليمين فتوجعت من تحركها الغلط... باكية بقوة وهي لهلأ بعد يلي صار معها لسا بتفكر تاخد مسكّن لو إنها مفطرة...

شكلها هتدعي حالها ساعتها إذا دري عن مخططها.. وصارت بدها جوري تكون حواليها وتعجبت وين راحت عنها... وليه هيك فجأة اختفت هي وأريام عنها... فصارت تحس بخوف من تركها لحالها وبلشت تدرك شعور الوحدة يلي عم تحسو بدون سبب مع حملها... فقامت موقفة ع رجليها مدورة ع جوري وهي ما بتعرف إنها اخدت لبسها ومكياجها وراحت ع بيت جدها تتجهز مع أريام... فصفت لحالها بالبيت... لإنو الخدم ببيت الجد كرمال العزيمة الكبيرة... فسبحان الله كيف قلبها حسها... ولما جت رح تقرب من الباب لتفتحو إلا هو قبلها فتح الباب... فلا إرادياً بس شافتو ما بتعرف ليه بسرعة مسحت دموعها يلي خرب مكياجها شوي... وهي مو شاعرة بنظراتو عليها من فوق لتحت ع فستانها يلي ساتر شبر من إيدها من فوق وبنزل من عند الخصر ع شكل جرس ناعم مبينها قمة بالنعومة والرقة والجمال... وشو كان شكلها هيكون ساحر لو ضلت لابسة الكندرة يلي اختارتلها إياها أريام... فبلع ريقو داخل الجناح وهي رجعت لورا بحركة غريزية منها... وبلعت ريقها بخوف لما سمعت صوت طبق الباب... ولف داخل وهو عم يقلها: جهزيلي الحمام بدي اتحمم!

تجهزلو الحمام ليه هي شو سوت علشان يقلها تجهز الحمام... وضغطت ع أسنانها وهي عم تشوفو كيف عم يمشي بعيد عنها كأنها ما بتعنيه... فسايرتو من خوفها ليعلملها شي ودخلت بجهد كبير منها معطرة الحمام ومتأكدة المية سخنة ومختارتلو أي شامبو من مجموعة الشامبوهات يلي عندو مع غسول للجسم وليفة... وتركتهم بركن خاص فيهم للدوش... وطلعت من الحمام وعيونها بس عم تدور ع الراحة... إلا بطلبو الجديد الشالل أملها بالراحة: جهزيلي أواعيي للعزومة!!

هي تجهزلو ما اختلفنا معظم أواعيه يلي بدهم كوي مكويين ومعلقين فبضل عليها بس تختار وتسحب بس المشكلة هي تعبانة ما فيها حيل لتلف شمال ويمين... ولا تطلع ع سلم الخزاين القصير الخاص فيها هي والخدامات كرمال الرفوف العالية... فسحبتلو أي بدلة بتجي إيدها عليها مع ملابسو الداخلية... وطلعت تاركتهم ع مقعد غرفة الغيار وهي عم تدمع من وجعها وبس حست فيه طالع ردت مسحتهم رادة للسرير متمددة بالوقت يلي دخل هو يجهز حالو فيه مطالع البدلة البترولية الغامقة يلي مختارتها والمشابهة لحدًا ما للون فستانها...

ضحك بسخرية على عقلها فشلح الروب لابسها واختارلو بعدها كندرة وحزام وساعة لإنو المدام ناسيتهم... ولبسهم بعجلة طالع مدور ع ريحتو بس ما لاقلها أثر فتعطر من ريحة تانية وهو مندهش العطر وين اختفى متأكد تركو هون... فطنش الموضوع لافف ع مرتو: شو عم تستني قومي جيبي عبايتك وغطي شعرك والحقيني لتحت...

وسحب تليفونو طالع بعد ما كلمها بنبرة جامدة مزعجيتها وجارحتها لبنت دهب القامت ملبية أوامرو وهي كل كم دقيقة ترد تبكي عواطفها جياشة صايرة... فحطت الشالة بلا ترتيب ولبست عبايتها واختارتلها شوز واطي لإنها مالها دخل بالعالي مع وجعها... ونزلت تحت ببطء شديد مخليه يعصب فكان رح يطلعلها وبس لمحلها عم تنزل الدرج أشرلها تغطي شعرها منيح وهو عم يقلها: وانتي جنبي بتنزلي راسك ع الأرض علشان ما حدا يلمحك!

يلمحها بكحلها السايح ولا بمكياجها... فكمّلت نزولها بعناية من وجع رجلها يلي كأنها صارت تعرج عليها فهو حس مالها شي لكنو ما دقق لإنو ما رح يعاملها منيح كتير كرمال ما تتمرد عليه... فبس وصلت عندو تنهد من السلحفاة يلي عندو وغطالها شعرها... ومسكها من إيدها ماشي فيها غير حاسس بشدو عليها فبلعت ريقها خايفة تقلو يخف ع إيدو من حدتو معها... فكتمت رغبتها مكمّلة معو لبرا راكبين بالسيارة لإنو رجالهم رح يكونوا لحالهم بالديوان من عزيمة كم رجال من برا العيلة عليها فمالو خلق يمشي لعندهم ع رجليه... وحرك السيارة بدون ما يحاكيها بحرف وبس وصل بيت جدو لف عليها محذرها: اصحك تردي ع حدا بقلة أدب أو تطنشي حدا وهو بسألك كرمال ترحمي حالك مني... وتفضلي انزلي!

جودي لفت عليه شبه لفة كأنها عم تعاتبو ليه حوّل معها هيك ولفت نازلة بعد ما قلها: شو عم تستني؟ فتنهدت مكمّلة طريقها للباب الفاتحتو بأعجوبة من قلة حيلها... وبس جت رح تدخل تردد بس سمعت كل هالأصوات واصلتها من بعيد لتعبر جوا من خوفها منهم... فبقت مكانها عاجزة تتقدم ولا ترجع من خوفها منو لكنها لما أدركت خوفهم منهم تجاوز ع خوفها منها من قلة تحمّلها هيك قعدات قررت ترد لجناحو يلي صار عالمها بدل القعدة معهم رغم المسافة الأقرب لراحة جسمها والأكتر وجع لروحها عندهم... فردت لبيت أهلو داخلة جناحهم وهي مو عارفة إنها اختارت الأبعد مسافة لراحتها جسديًا ونفسيًا لإنو أدن المغرب وعماتو بقولوا هلأ بتيجي فاضطرت أمو تحاكيه كرمال تعرف وين كنتها لهلأ ما جت... وهو بس سمع سؤال أمو عدالها إياها لحظتها لبنت دهب كرمال الرجال المهمين يلي معهم بخصوص الشراكة بالمشروع يلي عم يشتغل عليه علشان يسكر فيه حلوق كم حدا من عيلتو... وما صدق هلأ يخلص من القعدة ويصلي التروايح بالجامع ويرجعلها بسرعة مستغل سهرة العيلة برا... ودخل عليها منجن منها ليه ما راحت وطبق الباب وراه مدور عليها... إلا لمحها واقفة قبال المغسلة وعم تمسح تمها ووجهها الشاحب فضحك بسخرية معلق: شو كأنو أهلي مانهم قد مقامك كرمال من بالك لحالك تقرري ترجعي هون..

جودي جد مالها حمل تسميع كلام... وجسمها مو مساعدها تبقى واقفة ع رجليها هيك.. فسندت نفسها ع مغسلة الحمام بدون ما ترد عليه... فقطع المسافة مقرب منها وماسكها من إيدها بقسوة.. وهو عم يحاكيها بدون مزح: شو مبررك يا بنت دهب يلي جاي تعملي جسر بيننا وبين عيلتك وباللي عم تعمليه عم تهدميه... وهزها من إيدها... شو جهلك لحد هون واصل... ورفع إيدو ع دقنها كرمال تطالعو وتواجهو.... عقلك... وأشر عليه بعد ما ترك دقنها... ما بتفكري فيه بشي منيح... إنتي فاهمة شو عملتي اليوم...

شو عملت اليوم ما بتعرف... بس هي بتعرف ما بدها تكون هناك... لإنها مو واثقة فيهم... ومشكلتها مانها فاهمة إنو لكل فعل فيه ردة فعل... ولا مدركة مكانتها ما بتسمح بهيك هبل... بس هي شو ذنبها بكل هادا... لإتها هي راحت ضحية رغبة عيلتها للانتقام... فكان نفسها تهرب منو لإنها مرهقة ونفسيتها مو متحملة...

فتنهد عاضض ع شفتو من الحالة الميؤوسة معها ونطق بمرار من عجزو معها: أكيد ما عندك مبرر... بتعملي كل شي وكأنك بريئة... ماشي يا ستي خلي براءتك تفيدك..

ودفشها بعيد عنو خطوة مخليها تدوس ع شي صغير كتير بس بوجع متل شكة الأبرة... بس ما عرفت شو هو... وطلع معطيها ضهرو مو سائل فيها ليلتها ولا باقي الليالي التانية لإنو صار يعاملها بلا اهتمام... سواء استفرغت ولا لأ... تعبت ولا لأ... بردانة ولا دفيانة... هي يلي جنت على نفسها... مو هي يلي ما بدها أهلو ولا أهلو بدهم إياها... خليها تتحمل نتيجة اختياراتها لبنت دهب البرع بقص أجنحتها يلي بدات ترتفع شوي وتبعد عنها... من خلال إنو يقنع جدو يروحوا ع المزرعة بآخر أيام رمضان وينبسطوا بالعيد بالأجواء هناك كرمال الأخت جوري وأمو أمينة يصيروا بعاد عنهم...

وهيك صار يوم ورا يوم عم يمضي... وهي بدون حدا... وحاسة حالها مضغوطة لإنها ما بتشوفو كمان غير لما بدو ينام بدون ما يقرب منها... فكانت تبكي بحرة منو... ومن جوري يلي ما شافتها من بعد ما مكيجتها.... ومن وجع رجلها يلي رولا رفعتها وحاولت تشوف شاللي بوجعها كل هالقد إلا كانت قزيزة صغيرة من قزاز ريحة الحمام يلي كسرتها بدون قصد قبل كم يوم...

واللي قهرها إنو الخدم كانوا بقولوا بكرا العيد... عيد مين وهي وحامها قاتلها وعم تفطر لحالها...

عيد مين وزوجها الكريم مانو مشرّف لعندها والساعة صارت 12 والله أعلم وين أراضيه... فوينو لهلأ ما اجى يتحمم ويلبس أواعيه الجهزتلو إياه... فبكت بحرقة لما ما اجى ونامت لحالها ع السرير وهي مو عارفة إنو سهران بغرفة المكتب ع الوراق واللاب توب يلي بين إيديه... وناملو يا دوب ساعتين مع ضغط الشغل... وبس صحي لحالو بسرعة طلع يتحمم قبل ما يروح يصلي جماعة بالجامع ويلبسلو بدلة رسمية من إحدى بدلاتو... فلبس وطلع وهو مخطط يعطيها تليفونها لإنو جدها اتصل بدو يحاكيها وهو رد عليه امبارح إنها قاعدة مع أهلو وناسية تليفونها عندو... فبس يرجع رح يخليها ترجعلو...

وطلع مخلي رولا تصحيها ع صلاة الفجر: مدام لازم تحلقي تقومي تصلي الفجر قبل ما يطلع وقتو ويدخل الضحى..

فقامت مدورة عليه بعد ما طلعت رولا لكن ما لقتلو أي أثر... وجن جنونها لإنها رح تكون لحالها كمان بأول يوم العيد... فقامت صلت بقهر منو وهي حاسة بطنها متل الحجر... وردت دخلت غرفة الغيار قايمة علبة العطر يلي بتعشقها عليه كرمال ما يتعطر فيها برا البيت... ولفت باكية بحرقة لإنو عم يعاملها كأنو شي مالو قيمة...

فدخلت غرفة الغيار مدورة ع شي تلبسو للعيد... وهي عم تحاكي حالها.. ما بدو إياها لبلاش ما رح يكون أحسن من جدها وكنان ومهد... فصارت تفش خلقها باللبس فاختارتلها فستان ع قد الجسم مع اواعي داخلية جداد ودخلت تتحمم وتعتني بحالها وهي متجاهلة أوجاعها.... فجهزت الباينو وشلحت أواعيها قاعدة فيه...

وفجأة بطل نفس لإلها للحمام فطلعت منو بسرعة وبس اكتفت بشطف شعرها وجسمها ع الدوش بعجلة ونشفت جسمها لابسة الفستان وبعدها دهنت جسمها ببعض الأماكن من تعبها لتحني حالها... وفتحت باب الحمام متحركة لعند التواليت ممشطة شعرها وهي مو طايقتو ونفسها تقصو لإنها بتتعب منو... فحطت عليه كريم للشعر بعد ما نشفتو منيح... وتركتو ينزل ع ضهرها بشكل مموج ناعم وتعطرت موقفة ع رجليها طالعة من الجناح ومفكرة تنزل تحت تحاكي رولا ولا سونيا يلي ضلوا معها هون... إلا لمحتو عم يطلع الدرج بعد ما رجع من صلاة العيد... فرفع حاجبو متعجب منها: وين نازلة بهادا الفستان؟

فبلعت ريقها بصعوبة من خوفها لشوفتو ومن ردو يلي وصلها بمعنى "مو حلو عليكي روحي غيريه"... فضغطت ع شفايفها... معصبة منو فلفت وجهها راجعة لجناحهم وهي خلص يعني واصلة معاها منو... فدخلت طابقة الباب وراها فهو فهمها عم تسكرو بوجهو ففتح الباب داخل وراها وهو مناه يفهم متى شموخها رح ينهار لإنو وقاحتها كل مالها عم تزيد مو عم تقل معو... فعبر لعندها وهو عم يسمع ردها عليه من قبل ما يشوفها: ما بدي غيّرو!

ضحك مستتفه ردها: ما تغيريه وما تطلعي من الغرفة...

جودي ما فهمت عليه... ولف عليها وهو عم يمدلها تليفونها: جوري وأمي بدهم يعيدوا عليكي... فاتصلي عليهم كرمال تحاكيهم...

أبدًا ما بدها تحاكيهم ليه ما تذكروها من قبل فرفع كتفو ببرود: كيفك ما تحاكيهم وخلي عقابك يتضاعف...

يتضاعف خير هي شو عملت... طنشتو متحركة لعند كرسي التواليت قاعدة عليه وهي مو ناقصها وجع تاني غير وجعها... إلا وصلها صوتو وهو عم يقلها: ما تنسي تصلي صلاة العيد!

صلاة العيد... أي صلاة بحكي عنها خلص رح تنهار منو رح تنهار منو... فقامت لعندو وهي خلص معلنة ضعفها قدامو للي عم يختارلو لبسة بدلة من البدل يلي عندو من مجموعة عمو كنعان يلي وصلتو من كم يوم ورتبتهم العنيدة يلي عندو... والمشكلة وقفت قريب منو وهي مو عارفة من وين تبدا... بس ما رح تروح بعيد عنو إلا بعد ما يتهاون معها ولما شافت عدم تفاعلو معها جت رح تبعد عنو لكنو هو مسكها: خير شو عندك؟

جودي دمعت قدامو... كل ما بدها تحكي تسكت... تعجز تعبر مالها أو هو شو بدو منها كرمال يعاملها هيك... فتنهد هو بالع ريقو مقرب منها وماسح ع شعرها يلي فقدو: راجعتي حالك...

أي مراجعة إذا هي ناسية شو عملت... مسح ع دقنو من عجزو معها يعني شو يعمل معها علشان مخها يفهم ويستوعب مدى سوء يلي بتعملو... مستحيل يلجأ للضرب... بس رح يلجأ للعقابات وشكلو لازم يفكر بشي جديد كرمال تفهم...

باينتو استيعابها مو مساعدها... فتنهد محاول يهون الوضع عليه وعليها لإنو مل من الضغط يلي عم تحطو فيه... فحرك إيدو ناحية ما ابنو عم يكبر إلا هي رجعت كم خطوة لورا مندهشة من الحركة يلي عملها... وصارت تنتفض بحركة غريزية من صدمتها مكان ما حط إيدو... فمسح ع شعرو مضغوط منها ومن عمايلها المالها داعي... ورد لافف حالو مكمّل تجهيز بلبستو وهو عم يقلها: إذا ما عندك شي تعمليه تسهلي ما عندي وقت لأضيعو معك...

جودي عصبت منو وبعدت عنو رامية حالها ع السرير بكيانة... والمشكلة هو جدًا تعبان من قلة النوم والشغل يلي عليه والمشاكل يلي عم تطلعلو من هون وهناك وبدل ما مرتو تكون مسْكن لإلو صارت وجعة راس عليه لإلو فرح يحاول معها كمان مرة قبل ما ينام... علشان تكون طالعة من خطيتو... فرجعلها وهو عم يحس ع جسمها عم يهتز من كتمها بكاها... وحط إيدو ع كتفها جابرها ترفع حالها لتقابلو لكنها هي رفضت... بس وين تعنّد معو... فمسح ع شعرها مطالعها بقوة على عكسها هي يلي رافضة تطالعو: ما بدك تحكيلي كل عام وإنتا بخير!

أبدًا ما رح تقول لإنها زعلانة منو ع تقيل... فابتسم ع عنادتها يلي رح ترفع ضغطو فيها فمسح ع طرف أدنها بطرف أصابعو لكنها رفضت قربو وحاولت تهرب منو بس كان صعب لإنو حاول يحاكيها ويقربها منو بس هي ما بدها لإنها خايفة منو فتركها ع راحتها وتحرك بعيد عنها مجهز نفسو وطلع يشوف أهلو وعيلتو أول شي ليعيّد عليهم غصب عنو بدل ما يقعد معها أول شي... فبلع ريقو وهو عم يحاكي نفسو "الله يجيبك يا طولة البال"فلف حواليه وهو عم يسوق سيارتو مطالع الناس والعيل وهي فرحانة برا بيتها وعايشة اللحظة إلا العنيدة يلي عندو مكيفة ع حالها بين هالأربع حيطان...

ما قبلها عليها فرد رجعلها... وهو مناه يفهم ليه تقبل باللي صار... أكيد لو انغصبت عليه كان بيّن عليها...

إلا وسوسلو الشيطان ع غفلة منو... إنتا شاللي عم توجع راسك فيه... اصحك تنغر فيها.. فْلفْ كمّل ع أهلك بلاش ترد تتمرد عليك...
فلَف محرك سيارتو لعند مزرعة جدو وهو مو عارف أديه (كم) انفجرت من البكى وكرهتو هو وأهلو معو لإنو ما في شي تعملو بين هالأربع حيطان طول اليوم بأول يوم عيد من عنادتها وقلة استيعابها... في حين هو كان يومو شوي رطب رغم جمالو لإنو مو هاينلو باللي عم بصير معها بس إذا هي ما سألت بحالها ولا رحمت حالها... هو بدو يضلو يسأل فيها ع كل شي... فقعد جنب عاصي بعد ما سلم ع جدو وأمو وعماتو وهو عم يقلو: أعطيني إياه للزاكي!!

عاصي مدلو أبنو اللزلوز وهو مبسوط ع هالانجاز العظيم القدمو للبشرية: يسعدلي إياه أنا يا ناس هالحلو...

عبد العزيز اخدو منو ضامو لصدرو شامم ريحتو وهو عم يتخيل ابنو رح يجيه بعد تمن تشهر إذا شاء ربنا كيف رح يكون... معقول نحيف متل أمو... ولا نكدي... ولا بحب البساطة وعندو ذكاء متلو... معقول ابنو يربى بينهم وهما مو متقربين من بعض... هادي الفكرة بتقتلو... فلف عليهم وهو عم يسمع جدو يلي تليفونو عم يرن بين أصابع ايدو اليمين: قليل الأصل اتصل فيديو يعيدنا (قصدو كنعان)... ورد عليه وهو عم يقعد ع الكرسي بين ولادو: يا سواد وجهك مانك نازل علينا...

إلا برد كنعان يلي فرح لما لمح وجوه أخوتو وأبوه: يابا سيبك هلأ من هالكلام لف التليفون شوف الغوالي... خواتو بسرعة ركضوا لعند أبوه يحاكوه... فلف لعاصي يلي عم يقلو: شكلو سافرلو مع مرتو ع شي مطرح بدل ما ينزل عنا والله لعمي يدرى ليطربق الدنيا فوق راسو...

عبد العزيز غمز جنرال رادد عليه: والله يا وردة ما بتوقع جدي مانو عارف عيون معارفو علينا برا وجوا مو راحمة فينا...

عاصي بلع ريقو: والله عمي ما بتحزرو... كلشي وارد عندو... المهم قلي دار حماك متى رح يجوا؟

عبد العزيز تنهد رادد: خبرتهم المغربيات...

عاصي بلع ريقو وهو عم يفكر بسرو وأعلن يلي بدور ببالو: طيب دام هيك خلينا نتسهل بعد ما نعيّد الحلوات في كم مشوار عايزك فيهم...

عبد العزيز مسك ضحكتو: لك عاصي دواوينك كترانة...

عاصي دقوا ع جنبو: سد نيعك وقوم...

فقاموا عيّدوا البنات والنسوان بظروف مسكرة أما الأخت جوري وأريام ورنيم نايمات لإنهم كانوا سهرانين... فطلعوا متسهلين للمكان يلي بدو إياه عاصي... وهما عم يتصلوا ع كنعان كرمال يحاكوه ع جنب بخصوص العمة نداء يلي سمعو عنها ناوية ترد تستقر فترة للبلد... بس كنعان ما كان فاضي ليرد عليهم لإنو مسافر للشبونة يعيش الأجواء الحلوة مع مرتو الماخدها بالسر... فتنهد عاصي لافف وجهو مكلمو: شوف يا صديقي العزيز أنا بقترح نمشي باللي قلتو... ونقول بطلنا بدنا نستثمر ونبعت طرف تالت يشتري ونتأكد إذا فيه إيد خارجية من برا ولا مشيئة ربنا... هلأ الأكيد هون عيلة دهب ما عم تلعب معنا إنتا وأنا عارفين هون مو ساحة ملعبهم ولا معهم مصاري ليدخلوا بهيك حرب معنا يعني... بس شكلهم مو مصلين ع النبي وجدك عارف وواصلو شي عنهم... فبدي شوف ساعتها هو والحلوين يلي عنا شو رح يعملوا...

عبد العزيز اخد نفس طويل تقيل ع قلبو وأعلن يلي بدور ببالو: بتعرف يا عاصي احنا ما بنعرف عيلة دهب من أي باب رح تدخل منو لإنو لحد هلأ ما في إلها مداخل علينا...

عاصي هزو راسو مستجيب معو: حلو لحديت هون فأدخل بالمهم...

عبد العزيز بلع ريقو مكمّل: أنا بنصح ما نكون أول ما نتحرك وهادا يلي أنا خايف منو أولًا...

عاصي حرك راسو ساحب سيجارو المقصوص والجاهز للتدخين من جيبة جاكيتو: والله اعصابي رح تنحرق إذا هيك... لإنو رح نطلع بسواد الوجه...

عبد العزيز هز راسو بتأييد لكلامو المعقب عليه: بالزبط فحط سواد الوجه ع جنب لعبنا لازم يكون مختلف معهم مو باللغة يلي بفهموها فشو هما بدهم بنمشي عكسو لنحيّرهم معنا لما نطلعهم من ساحة ملعبهم... وإنتا فاهم قصدي هون... المهم يا سيدي خبرني ع وين رايحين اليوم...

عاصي ابتسم بوجهو بخبث: رح نروح ع حدا إلو وزنو بالسوق وبالبلد... ورفع علبة الكبريت الطويلة مولع سيجارو وهو عم يوزع تركيز عيونو ع الشارع الفاضي قدامو: يعني الزبدة درع حماية لإلك... وبنفس الوقت تنفعوا بعضكم مو بقولوا الناس لبعضها...

عبد العزيز لف عليه: بالله بأي تعريف ماخدني ع القعدة؟؟

عاصي رد عليه وهو عم يغمزو: ماخدك بتعريف حدا هو حابب يتعرف عليه شفت أبو محمد يلي حليتلو مشكلتو بالسوق... تكلم عنك قدامو وإنو ما اخدت منو شي ووقفت معو وقفة رجال... فيا سيدي شو بدك بهالطويلة رجال هادا قال والله ما بتوقع يطلع من جيل الولاد هادا شي.... فهينا رايحين لعندو بعزيمة منو...

عبد العزيز لف عليه بعدم تصديق: وله عم تتهبل علي...

عاصي لف عليه جاحرو: معقول يا حبيبي هو بهون علي اتهبل عليك بهيك شي... أصلًا موقفك مع أبو محمد خلا هادا الرجال يتواصل مع شركتي للحماية والأمن كرمال حماية أملاكو لإنو صارت معو مشكلة مع شركة الفرسان للأمن وأصلًا هون مربط الفرس... وضحك عاصي بمكر...

عبد العزيز رفع حاجبو: استنى يخي... خلينا ع نور... لليش ماخدني معك فهمنا كرت حماية والحماية ما بتيجي إلا من ربنا... فيعني ادخل ع الصافي شو بدك نعمل معو أو احنا شو رايحين نقدملو... صاير والله توجّع راسي مع هالناس يا بلا ازرق...

عاصي انفجر ضحك بتعجب من كلامو وهو عم يقلو: هههههههههه أنا صرت هلأ بلا أزرق له يا ابن ضرغام ما توقعتها منك... احنا رايحين عزومة عندو وبصراحة انا قلتلو الشخص المعني فيه ما بنفع تشوفو ع العلن لإنو إذا في ناس شموا ولا دروا إنكم بتعرفوا بعض ممكن يوقع بكتير مشاكل هو بغنى عنها فردلي وين بدك احنا حاضرين... قلتلو سمعت عندكم شي بالغربية بمنطقة مدنا... قلي صار... فيعني ان شاء الله بنقعد شوي وبنروح بعدها ع المشوار يلي وراه وبرجعك سالم لسيارتك...

عبد العزيز مسح ع وجهو: عاصي اي سالم لك بدي صير أب ما خليت حفرتلي من وراك إلا ما تعرفنا عليه... لك بدي صير أب وإنتا ما نازل إلا بخراب بيتي...

عاصي ضحك: ههههههههههههههه طيب يلي رح تصير أب... هادا بفيدك بالعلاقات...

عبد العزيز سايرو: خلينا نشوف مين المهم يلي بدنا نشوفوا بعدها لكل حادث حديث... ولف ساكت مطالع بالطبيعة الآسرة قدامو وهو عم يفكر بكتير اشياء... ومن الطبيعي يفكر كتير من يوم ما مسك الشركة وهو عم يحمل هم العيلة اكتر من قبل... لإنو عارف في كم حدا ما بدهم إياه موجود فيها لإنو ما بفوّت فوتة... وهو فعليًا هيك بس هيو حاليًا عم يفوتلهم علشان يعرف يمسكهم مسك الأيد ويحطهم بزاوية... علشان لا هو ولا هما يطلعوا بسواد الوجه قدام بعض لإنو تعلم شي عظيم من الحياة في كتير من المواقف بالحياة ما لازم تبين للي قدامك إنك كاشفو وشايف وسخو وقلة أخلاقو من وراك لإنو ممكن ينكر... وممكن يزيد من سوءو وياخد تصريح كامل ليلعب بوجهك بكل وقاحة ودناءة...

مو بقولوا إن لم تستحي أفعل ما شئت... فخليهم مستحيين أحسن ما يبطلوا يستحوا معو...

فكمّل يومو مع عاصي ساعين لرزقهم... على عكس أهلها يلي بعد ما مروا ع بناتهم ردوا ع البيت للنوم... باستثناء كنان يلي راح مع صحابو ع منتجع بالشمال تارك أبوه وأخوتو يروحوا يعيّدوا ع بنتهم ببيت الخيّال لإنو هو ما فيه يبتسم بوجه حدا وهو حامللو بإيدو سكينة ورا ضهرو كرمال يقتلو فيها بأي لحظة ... لإنو الغدر مو من طبعو... فكرمال هيك رح يختفي من الساحة ويكون بعيد عن العين ومنو بكون بعيد عن القلب... أما أبوها رح يروح غصب عنو وبنفس الوقت بأرادتو علشان بالمستقبل يقلهم كيف ادخل بيتكم واغدر فيكم... ما في داعي نحكي عنو شي يصفو بالدقة لإنو الصفة لحالها بتشع منو شع... وطبًعا أبوها ما رح يروح لعندها لحالو فرح يروح معو أخوه جاثم وابنو مؤيد الصايع وأخوه عثمان العرب وابنو فهد المؤدب واللي بكون أخوها بالرضاعة واللي رح يروح كمان معهم علشان مؤيد بس يعرف إنو هيروح معهم... يغار ويروح معهم لإنو أكيد ابن عمو الأصغر منو مو أهم منو...

وللصدق كانت الروحة فقط محصورة ع عمامها وجدها وأبوها بس عمها كنان الداهية قدر يقنع أبوه لياخد معاه احفادو بس يمروا عليها... لإنو هو بعرف معلومة عن رجال الخيّال ما بقعدوا خلط بلط... وعندهم حدود وبغاروا كتير ع بناتهم والثقة بينهم بالنسبة لإلهم لا تعني تصريح لينفتح ابن العم ع بنت العم مو ديننا بقول اجتنبوا الشبهات مو أغرقوا فيها وافسدوا بالأرض... وهيك إذا اخد احفادو معهم هيضمن جودي ما رح تقعد معهم كتير كرمال تضلها بعيدة وآمنة عن القعدة لحالها مع أبوها وجدها... ولسا غير لعبو بعقل أبوه كرمال ما يضلو يتصل ع جودي إلا بين الفترة والتانية علشان ما يوترها مع زوجها ويخليها تعيش شوي بعيد عنهم وتجرب تغرق في الحياة وما تلاقيهم عم ينقذوها متل قبل لما كانت عندهم... علشان تتكون شخصيتها وتصير بنت متل البنات المعتادات بنفسهم... وتوعى ع حالها...

وللأمانة الجد بدو إياها تكون مميزة لإنو هو هيك بحس لازم تكون بس بنفس الوقت ما بدو إياها تكون متل البنات يلي مفكرات حالهم قد الرجال وبقدروا ينفوا الرجل من حياتهم ويكون ما عندهم لا طاعة للدين ولا حتى للكبار بحجة التحرر وتنور العقل والفهم... وكأنو ما حدا جرب غيرهم... بس ع قولة ابنو كنان... عبد العزيز بعرف يكسر ويجبر وما رح يعطيها مجال... فالجد قرر يفك آسرها من تدخلو ويسيطر ع شوقو لإلها... بس المشكلة تعود كل عيد يروّح ع البيت بعد ما يلف ع بناتو ويقعد ياكل معها ويتكلموا ع اشياء جدًا بسيطة... فشو كانت متعتو مواضيعها وقصصها يلي بالنسبة لإلو تافهة... بس بنفس الوقت شو كانت مريحة لإلو لإنها ما بتوجع الراس... ولإنها من الداخل نقية وما بتحب تجرح حدا وحساسة بس مو هشة وشو صادقة... وصدقها هون هو مربوط بالكلام لإنها هي والتعبير صفر ع جنب... بس عيونها بفضحوها فضح... فشو اشتاق لعيونها الصغار الجميلات... فتنهد مطالع الوقت بقلة صبر ليمضي كرمال يروح يزورها فصارت الساعة اربعة العصر بعدين ستة المغرب وبلشوا ولادو مع ولادهم يلتموا عندو علشان يروحوا سوى إلا بصوت المغضوب أبوها: شو جاهزين؟

أبوه طالعو بجحرة من برودة دمو معهم وهو عم يقلو: خدلكم مين بسأل يلي آخرنا... ولف ع ولادو... يلا خلونا نتوكل ع ربنا...

فقاموا وراه سابقين جاسر يلي مقهور من تعزيز بنتو... يعني بنتو ما لازم تحس بقيمتها لإنو البنت عندو لازم ينداس عليها وتنوئد (وأد) فشو صار بس لو جت ولد يرفع راسو بين الخلايق...

الشكر لله إنها جت بنت مو ولد ولا لكان وهادا احتمال وارد جاب حفرتلي رقم تنين بعد جاسر وقبل سامي ومؤيد بعيلة دهب... هي الناس ناقصها محراك شر تاني مو بقولوا فرعون خلف كلب أنجس من أباه... ناقصهم واحد أنجس من جاسر دهب في المستقبل لإنو فرخ البط عوام إلا من رحم ربي... والناس غالبًا ظنها سوء فما رح تتفائل بابن منو يكون أحسن منو...
فسبحان الله تقدير ربنا كيف بتتلطف مع الخلايق... وفجأة لف منادي ع سامي يلي رجع بطلب منو: سـٰامـي!

الجد لف مقاطعو: خير يا طير شو بدك تجيبو انشالله معنا!!

جاسر ابتسم بوجهو بخبث لإنو شو بحب يجلط أبوه بكلامو معو: بتعرف سامي إيدي اليمين وحتى اليسار إذا بدك... فيعني ما بتحرك بدونو... ولف مفقد وجه أخوه كنان بين وجوه اخوتو وولادو...ونطق بنبرة تحقير من أخوه كنان.... وينو ابنك المبرمج مو بيننا... ليكون علشان فتح شغلو الخاص فيه مع صحابو ونجح بطلنا قد المقام...

الجد تنهد مضغوط منو: سيبك من كنان... شاللي قاهرك منو... كل هادا الغل عليه علشان مو قابل يمشي كيف بدك...

جاسر رفع حاجبو باستياء: شكلك يابا عم تتهبل معاي ما إنتا عاجني وعارف إني بكره الرجال يلي متل هيك صنف... حضرتو مقضيها شغل وصياعة مع صحابو النواعم... انا ماني عاجـ~

ألا تدخل مؤيد المقرب من عمو جاسر: عمي ما فيه وقت للمقاتلة هلأ... خلونا نعجل بالروحة علشان بعدها نخلص كم شغلة من يلي علينا...

الجد لف مبتسم بغصة لمؤيد معلقلو: هلا والله بالحفرتلي مؤيد المنيح يلي سمعتنا صوتك... ولف راكب بسيارة جاسر يلي جاب معهم سامي الما بطيق يلمحو لا بالبيت ولا برا البيت من قباحة أخلاقو... فساير ابنو كرمال يشوف حفيدتو وطلّع مسبحتو مسبح فيها باللحظة الركبوا الباقين وراهم كل واحد في سيارتو وتحركوا لقصر أبو عبد العزيز ليعيّدوا بنتهم القاعدة بجناحها وهي شو محبطة ومالها خلق أي شي مع وجع جسمها يلي حتى مع الراحة مو متريحة منو وفوق كل هادا معدتها رافضة تاكل شي... فبس سمعت صوت فتحت باب جناحها يا الله شو فرحت المهم حس (صوت) حدا قريب منها... وشو فرحتها اختفت بس سمعتو عم يقلها: أهلك جايين يشوفوكي... فقومي البسي شي مستور وما تحطي شي ع وجهك لإنو ولاد عمك جايين معهم...

أهلها جايين... لا حول ولا قوة إلا بالله... شو بدهم فيها مو هما اعطوها إياه لليه يجوا... وهي أصلًا تعبانة لتقوم... فشو كرهت جيتو ع هيك خبر... والكارثة ما فيها ترفض ولاتتبجح مع مزاجو البارد معها... فقامت تدور ع شي تلبسو وهي عم تكابر ع وجعها غصب... فتطالع وتطالع أواعيها والمشكلة ما في شي شايفتو من كتر مهي كارهة تقابل أهلها... وهو بس حسها طولت دخل عليها إلا لقاها مو منجهزة شي... فتنهد مقرب منها ساحبلها شي تلبسو وهي شو دابت لما شمت عطرو مع صوتو المحاكيها: قلتلك شي مستور يعني عباية ولا فستان فضافض بدهاش كل هالغلبة... ولفلها معطيها عباية سودا وهو عم يكمّللها كلامو: ما تتعطري ولا تحطي شي ع وجهك... يا دوب بتدخلي تسلمي وبتطلعي فاهمة...

جودي تنهدت ماسكة العباية بإيديها التنتين... ما بدها تشوفهم... كل شي عندو غصب... جد بقهرها... وكان رح يطلع فلف منبهها: غيري الفستان يلي لابستيه...

وطلع تاركها تعصب منو... ليه مالو... هالقد هو بشع عليها... فشلحتو بقوة خالعة فيها سحاب الفستان... فبوزت هادا يلي ناقصها فحاولت تفتح فيه وكان ع حساب ضغطها ع جسمها... فطلعت تدور عليه وهي عم تبكي لإنو ما في شي عم بزبط معها... وبس ما شافتو معها انفجرت بكى... وقعدت ع طرف سريرها... ومشكلتها هبلة بزيادة مهي شايفة باب الحمام مسكر فأكيد هو فيه لإنو من قبل ما يدخل عليها كان باب الحمام شبه مفتوح... والمسكين هو لسا يعني ما لحق يشلح اواعيه ويوقف تحت المية إلا سمع صوت شي... فوقف المية يتأكد إذا سامع شي إلا وصلو صوت بكاها ففكر مالها شي فبسرعة سحب الروب طالع يشوف مالها...

وهي بس سمعت صوت فتحة الباب بسرعة مسحت دموعها موقفة بكاها...
فرفع حاجبو بس شافها مو مالها شي وبس عم تبكي...ونطق مستفسر منها خوف لتكون موجوعة: ليه عم تبكي؟

مو ترد عليه إلا وقفت معطيتو ضهرها وهو بالله شو يفهم من هالحركة الغريبة... فكان رح يعلق ع حركتها... إلا لمح سحابها خربان... لإنو الفالحة يلي عندو باقية مدخلة السحاب ع القماش... فيعني إذا بدو يفكو رح ياخد وقت... فخلع السحاب من مكانو معلق: أنا بفضل تختصريها ع حالك وتبطلي تلبسي شي فيه سحابات... ولف معطيها ضهرو ليلحق يكمّل حمامو وهو عم يستعجلها: بسرعة روحي البسي!!!

تنهدت بحرقة منو لليش ما تلبس فساتين... يعني شاللي فيه سحابات من ورا غير الفساتين... كل شي بتحبو شكلو بشع عليها... يما تفكيرها وين وهو تفكيرو وين... فرجعت لغرفة الغيار لابسة بنطلون قماش طالتو ع الهبلة لإنو شكلو حضرتها ما بتعرف تلبس شي بليق عليها... وصحبت بلوزة بدي ع قد الجسم... ولبست العباية يلي اعطاها إياها... إلا عند اللفة عسقرت (تقفلت) معها... ما بتعرف ليه فجأة الدنيا بتسْود بوجهها وبتقفل معها مرة وحدة... فتنهدت ماسحة ع شعرها بعجز... وهي مو منتبهة ع اللي دخل عليها بروب الحمام... وبس سمعت صوتو لفت ناقزة: شو لساتك مو مخلصة لبس...

رفعت اللفة بوجهو بسرعة بمعنى هيني رايحة البس.... وطلعت هاربة منو... ووقفت قدام التواليت محاولة تلبسها... وهي كل ما تقول زبطت تلاقيها بشعة عليها... فقعدت ع كرسي التواليت بانزعاج من نفسها ومن جسمها ومن يلي بصير معها ومن عيلتها... فكانت رح ترد تبكي ولولا ما لمحتو ولا كان بكت... وهو بس شافها مو لابسة لفتها كان مناه يقص رقبتها... فقرب منها ملبسها أياه وهو عم يعلق: متى رح تصيري تلبسيها بسرعة متل الخلق...

ولف ساحب دبوس واحد شاكو من تحت ولفلها إياها ع جنب مع عبايتها يلي مو راسمة شي من جسمها وكانت جدًا ناعمة عليها ولون سوادها راقي ومشرق للعيد... وباين فيه (لون العباية مع موديلها) الاحتشام... فتنهد أول ما لمح وجهها الشاحب التعبان وتذكر يسألها عن الصلاة والأكل: أكلتي؟

كشرت من السؤال ففهم مالها خلق للأكل فكمّل كلامو سائلها: طيب صليتي؟

هزت راسها لإنو رولا عند كل صلاة كانت تذكرها... فتنهد براحة... ورفع إيدو قارصها ع خدها بخفة... ولف بعيد عنها وهي مو فاهمة عليه شاللي تهيألو ليعمل معها هيك... ولفت عليه مطالعتو باستغراب... وفجأة نطقت: رح تـ (تروح)... وضاعت حروفها بس شافتو دار حالو عليها... فتكلم عنها: شو؟

رمشت خجلانة من مقابلتو وبنفس الوقت خايفة... فلفت وجهها رادة قاعدة ع الكرسي... فتراجع هو متحرك لعندها تاركلها شي ع التواليت... وهو عم يقول: انشالله يعجبك...

ولف متحرك بعيد عنها تاركها تشوف هدايتها لحالها... طبعًا هي بس شافت إنها علبة خاتم ما فكرت تفتحها لإنها ما بتحب الخواتم... يعني يجيبلها طوق شعر... حلوق ناعمة... فستان ماشي... بس خاتم شو بدها تعمل فيه... فتركتو مكانو غير قلقانة فيه ولا حتى عندها فضول لتشوف موديلو بالأول... فتنهدت راكية راسها وإيديها ع الكرسي بضعف... مالها خلق حدا حابه ترد لحالها... بعيد عن جناحو وعن جناحها ببيت جدها وعن أهلها وأهلو... بس وين وهي مرتبطة برجال وعيلتين مو عيلة وحدة وفوقهم زيجتها مو زيجة عادية ويلا السلامة... فيا الله موقعها شو حساس ومانو هين... فتشكر ربها ع استيعابها البطيء وإدراكها القليل لإنو الإنسان الطبيعي رح يبطل طبيعي إذا عندو هيك أب وهيك عيلة... فدمعت بضعف ع شبابها يلي عم يضيع هيك... فجأة إلا سمعت دقت الباب فبسرعة رفعت راسها ماسحة دموعها ناسية ترد...

إلا وصلها صوت جوري: جوجي ادخل!!

ما صدقت إنها سامعة صوت جوري يلي جت بطلب من عبد العزيز مع عمتو نداء وزوجها عاصي يلي بدهم يروحوا يعيّدوا ع ناس معرفة لإلهم... طبعًا زوجها العاجز معها... ما قدر ياخدها معو لما رجع ع المزرعة لياخد سيارتو لإنو كان في مشوار لازم يروح عليه وممكن يطول فيه فمو منطق يتركها بالسيارة كل هالوقت... فردت بحماس أول ما جد تأكدت إنها سامعة صوتها: ادخلي...

ويا فرحة قلبها بس دخلت لعندها وهي مشرقة مع فستانها العيد المميز وعم تبتسملها بوجهها وحاملة بايديها عدة هدايا...مكتوب ع كل وحدة منهم من مين غير الهدايا يلي رولا وماجدة راحوا يجيبوهم من السيارة: شو يا مرت ابن الخيّال الغالية تقلانة تحاكيني!!!

جودي ما عم ترد عليها بس عم تتبسم... فردت جوري وهي متعجبة منها: قومي يا بنت ما بدك تحملي عني هداياكي!!!

جودي عيونها لمعوا بسعادة ناطقة بعدم تصديق وهي عم توقف ع رجليها وعم تأشر ع حالها: هداياي!!!

جوري ضحكت ع ردة فعلها: ها إلا هدايايي يعني... وقربت من السرير منزلتهم عليه... ولفت عليها... غامزتها: شو هالعباية الحلوة!!

جودي ردت بعفوية: جد حلوة!!

جوري هزت راسها وقربت منها: شو ما بدك تسلمي...

جودي خجلت شو تسلم عليها... فخبت إيديها ورا ضهرها...

جوري ضحكت عليها: المهم يا ستي كل عام وإنتي بخير مني ومن أريام يلي كان مناها تيجي بس أبوها أكيد رح يرفض تيجي معاي لإنو ما بنعرف متى نروح... ولفت بحماس مكمّلة،.. تعالي نفتح الهدايا...

جودي قربت منها مطالبتها بمظرات عيونها تفتحهم قبلها من كتر الفرحة...
فردت جوري وهي عم ترفع حواجبها باستغراب: افتحي إنتي بالأول هما إلك مو إلي طبعًا هديتي أنا تحت مو هون... لإنها تقيلة...

جودي لما سمعت في كتير هدايا قعدت تفتح فيهم ببطء... إلا علقت جوري: عليتي قلبي يا رقيقة... فمسكت الهدية منها ممزعة الكيس هون جودي انفعلت معلقة بصوت عالي باكية: لأ حرام!!!

جوري ما قدرت تمسك حالها... وانفجرت ضحك عليها... فجأة إلا بصوت الخدامة رولا وهي عم تدخل عليهم: مدام البيك بقلك انزلي لإنو أهلك وصلوا!

جودي من الخوف صارت تمزع بالكيس يلي بين إيديها... فاستغربت جوري ردة فعلها معجلتها لتنزل: مالك يا بنت لساتك قاعدة قومي اركضي لعندهم..

جودي بلعت ريقها بخوف منهم... فلفت تطالع جوري متل الحية البالعة... عيونها طالعين لبرا... ومعدتها صارت تضغط عليها بقوة... وبرد صابها... ما بدها تنزل... لكن تذكرت هاديك النظرة منو... فقامت متل الرايحة لشي مجهول ومخيف كتيو لإلها... وطلعت من الجناح وهي منزلة راسها لإنها ما بدها تشوف حدا منهم... وتضاعفت رغبتها برفضها لشوفتهم بس سمعت صوت سامي وأبوها... يعني منطق أبوها رح يجي بس هي عقلها ما بربط الأمور ببعضها...

بس يعني سيد سامي بلا صغرة خير مكانك مو هون... فنزلت الدرج غصب متوجهة لعندهم وهي عم تقول غصب عنها لإنو هيك تعاليم جدها وأبوها لازم تمسي عند جمعة العيلة وخاصة إذا عمامها فيها... فالمعلومات عندها بتتنفذ بأوقات معينة وبوجود أشخاص معنيين: مساء الخير!

رد الجد بتهلهل: هلا مساء الخيرات... فقربت مسلمة ع جدها بايسة إيدو ناطقة ... سبحان الله البرمجة لحالها اشتغلت من الخوف: كل عام وإنتا بخير جدو...

عبد العزيز مانو مصدق هادي مرتو ولا مرت مين يلي عم تمسي وتعيّد... ولا هادا بس مع ناس وناس رح يدبحها دبح ع هالعملة... وكملت مسلمة ع أبوها بايسة إيدو ومعيدتو هو وعمامها... وفجأة عينها لمحت فهد القريب من عمرها واللي جدًا لطيف معها فابتسمت بوجهو ببراءة... وبس شافت مؤيد وسامي قاعدين جنب بعض تحركت بعيد عنهم وهي عم تقلهم: كل عام وإنتو بخير....

فردوا عليها وعيونهم ع الأرض بطلب من الجد: وإنتي بالصحة والسلامة...

طبعًا هما ردوا عليها باحترام بس من جواهم بتمنولها شي تاني... فالأول متمني يشوفها ميتة لإنها ما بتنفع بشي واللي هو مؤيد... والتاني برغب فيها كعلاقة قبل ما تكون زوجة وما داعي نذكر اسمو لإنو ما ضل غيرو... أما فهد نسي حالو لإنو هي أصغر منو بشهر وراضعة من أمو برغبة من أبوه كرمال يعني ما يصير بينهم تزاوج لإنو عارف عقل أبوه بقصة بنت العم لابن العم الأكبر منها... فقعدت شوي ناسية إنو حزّرها بس بتسلمي وبتطلعي... مو تقعدي...

وبعد ما قعدت صارت تفرك بإيديها متوترة... بدها ترد تطلع فوق بس عجزت فانجبرت تبقى مكانها وهي عم تسمع فيهم شو عم يحكوا عن فهد إنو أخوها برضاعة ورح يدرس هندسة... وإنو جودي ممكن حاليًا ما تدرس مع وحام الحمل... وهي بس قاعدة عم تسمعهم شو عم يحكوا عنها وعن أهلها... وشو زاد توترها مع سمعها صوت ضحك أبوها يلي بحسسها بالخوف وبالاشمئزاز وفجأة اشتهت المكدوسات... وصارت مو قادرة تضلها قاعدة بدها تاكل هلأ مكدوس اللفت والملفوف والمخللات... فصارت تطالع عبد العزيز من هبلها... ولما حستو خلص مانو مركز معها انقهرت... فجدها ابتسم عليها مقاطع ابنو عثمان بالكلام: مالك يا بنتي كنك تعبانة؟

جودي ردت سهوًا: جوعانة!!

فضحكوا عليها فقلها جدها: تسهلي!

وهي بس سمعت هادي الكلمة قامت بدون ما تطالع عبد العزيز وبسرعة ع المطبخ مخليه مؤيد وسامي ياخدوا راحتهم برفع راسهم...

طبعًا غير قصة رفع الراس ما لازم ننسى سامي وعمايلو لإنو متل ما بقولوا العرق دساس وترباية جاسر... بس لسا جاسر ما وصل درجة الدناءة هاي... فلولا العيب يلي سامي ما بعرفو واللي كان عم يمثلو قدام زوجها كان مناه يفقدها تفقد بعيونو يلي ما بخاف الله فيهم... فالحمدلله إنها تزوجت عبد العزيز كرمال هيك صنف ما يقرب منها... فتحركت للمطبخ وهي ولا على بالها إنها تخاف من سامي متل دايمًا... أصلًا قعدة هو فيها هي ما بتقعد فيها لإنها ما بتطيقو من عمايلو معها... بس اليوم قعدت وما خافت منو كتير كرمال البقولوا عنو زوجها معها... وبعيدًا عن هالشخص يلي ما لازم ينذكر لا على اللسان ولا على البال... صارت تفقد بالمطبخ محاولة تلاقي على الأقل نوع واحد من المكدوسات... وشو عصبت لإنها مو قادرة تلاقيهم وصارت تبكي...

ما أسرع دموعها مع الحمل ما اختلفنا بتبكي كتير بس مو ع كل شي كبير ولا صغير... وفجأة إلا دخل عليها هو محاكيها: تعالي سلمي ع أهلك رح يروحوا!!

هي ما إلها يروحوا ولا يبقوا بدها تاكل مكدوس... فنطقت وهي عم تمسح دموعها: بدي مكدوس!

بس سمع ردها رفع حاجبو وقت وحامها هلأ فقرب منها ماكسها من إيدها: بعد ما تسلمي بجيبلك أحلى مكدوس... تطمني!

وين بعد ما تسلم؟؟!

هي بدها هلأ... يعني هلأ... يعني بمعنى أدق بهالثانية هاي بالزبط... بس ما لحقت ترد لإنو سحبها معو من إيدها يلي تركها أول ما صار قريب من أهلها وسبقها ماشي قدامها بخطوة فهي كمّلت وراه بعجلة وهي من جواتها نفسها تقلهم روْحوا بسرعة علشان آكل مكدوس... فسلمت ع جدها يلي ضمها من كل قلبو ومعطيها هدية مع ظرف فيه عيدية...

وكان الأمر نفسو مع عمامها أما ولاد عمامها تركوا الظروف ع الطاولة وانسحبوا مستنيينهم برا... فهلأ صار وقت تسلم ع أبوها المغضوب عليه... والمشكلة ولا عيد سلمت عليه فالإشي صعب عليها... وكرمال هيك بالعمدًا هي ما سلمت عليه ورا جدها من خوفها منو... فلما شافت العيون عليها بسرعة سلمت عليه بايسة إيدو غصب عنها... وجت بدها تبعد عنو خطف لكنو أعطاها مجبر هدية بكيس حجم صغير مرتب ومع ظروف فيه عيديتها فما لحقت تمسك الكيس من هون... هي نفرت من ريحتو من هون... فبعدت عنو بسرعة وجت رح توقع لإنها ما انتبهت ع الطاولة الصغيرة يلي وراها ولولا عبد العزيز وجدها يلي مسكوها لإنهم قراب منها ولو لكان وقعت فنطق جدها بحنية منبهها: انتبهي يا بنتي!!

فهزت راسها بمسايرة وبعدها بعّد عنها جدها مسلم على زوجها الكريم هو وولادو وأبوها محراك الشر وطلعوا وهما عم يقولوا: السلام عليكم!

فرد عليهم وهو عم يبعد عنها موصلهم للباب: وعليكم السلام...

وبس بعدوا عن الباب وركبوا سيارتهم سكر الباب ولف حالو ألا لقاها وراه... بدها تاكل من اللفت المكدوس فرد عليها مازح: ليه لاحقتيني؟

ردت عليه بعجلة: وينو؟

رفع حواجبو مصطنع عدم الفهم: شاللي وينو؟

بلعت ريقها معصبة: هو وينو؟

انفجر ضحك قارصها بمزح: ههههههههه هلأ بخلي رولا تحطلك...

هي سمعت ردو من هون جنت من هون... وبعدت عنو باكية وهي عم تقلو: بطلت بدي!

ومشيت بعيد عنو إلا بصوت جوري: وين راحوا هدول؟

وبس شافت جودي عم تبكي بحرة انخطف لونها سائلة: لك شوفيه ليه هيك عم تبكي؟

ردت جودي بحرة: منو! وكمّلت طريقها ع الدرج تاركة عيدياتها وهداياها مو سائلة فيهم... فلحقتها جوري تفهم مالها... أما هو ولا على بالو مبتسم... وأمر جوري وهي عم تطلع الدرج: وين رولا خبريها تحطلها لفت...

جوري وقفت ع نص الدرج رادة: عم تطول كم لبسة طلبتهم أمي... المهم قلي شو قصدك بتحطلها لفت...

ضحك ع حالو لإنو اعطاها نص جملة: قصدي مكدوس لفت...

جوري ردت بمزح: إذا شفت رولا رح قلها تحسب حسابي معها بصراحة والله هادا مو بس الحامل لازم تتوحم عليه إلا كل الشعب... ولفت طالعة وهي عم تقلو: ما بدك إنتا كمان... ولفت بخبث... أمي مو هون فبنقدر ناكل من علبها الخاصة فيها...

عبد العزيز أشر عليها: إنتي ما بتحبي تتوبي...

جوري بوزت بتمثيل: أنتا بتعرف نقطة ضعفي بطني... ونزلت الدرج بسرعة... بقول لأمي مرتك توحمت والله لتقلي خديلها كل شي...

ضحك عليها وهو عم يقلها: يلا بس ما تطولي علشان عمي جواد ياخدك معو بعد ما يروح من المستشفى...

جوري سبلت بعيونها: حاضر بس سؤال شو صار لو إنتا ومرتك جيتوا ~

قطع كلامها: بلا سؤال بلا كلام روحي جيبي المكدوس...

جوري لفت ركض ع المخزن مدورة ع أزكى مكدوس فيكي يا بلد واللي من عملان عمتها سهر الماهرة... وبسرعة سحبت علبة القزاز طالعة... ألا بصوت فتح الباب... فجت رح ترجع لإنها مفكرة في رجال غريب دخل إلا سمعت صوت عمها جواد: كل عام وإنتا بخير!

رد عليه عبد العزيز وهو واقف ع الباب: وإنتا بالصحة والسلامة... تفضل أدخل تريح أو كلك شي..

رفع عمو إيدو: لا تسلم بدي ألحق أوصل الأهل فوينها أختك؟

جوري ردت بسرها: لسا ما لحقت اكل ولا أشبع من شوفة جودي... فتأفأفت معدلة لفتها مع فستانها المميز النود من قماش اورجانزا مع شالة مصممة مع الفستان وبرجلها صندل مكتوم صوتو وطبعًا لابستو لإنها من السيارة للسيارة ولا عبد العزيز مستحيل يطلعها فيه برا البيت... فردت لعمها من بعيد بصوت مسموع: عمي كم دقيقة بس تجيب رولا أغراض أمي...

وطلعت خطف تودع جودي... ودهشت بس لمحت الهدايا ع الأرض وجودي عم تبكي ع سريرها فنطقت بذهول: جودي مالك وليه هيك الهدايا ع الأرض...

جودي رفعت ضهرها مطالعتها كيف عم تلم الهدايا ع بعضهم وهي عم تمسح دموعها: ما بدك نكمّل فتح الهدايا؟

جوري هزت راسها: أء (متل لأ أو هئ أو هئه)... بدي ألحق اصل الأهل واقعد معهم... ورفعت حالها حاملة علبة المكدوس يلي كانت تاركتها جنبها علشان ما تنكسر وهي عم تجمع الهدايا... وقربت منها بايستها ع خدها بعجلة... يلا بشوفك يا حلوة... وحطت العلبة ع إيدها وهمستلها: البسي شي أحلى من هيك واتركي شعرك الدنيا عيد مو صيام...

جودي ما فهمت كلامها بس توترت من نبرة الصوت... أما جوري حست حالها بتحكي مع بنت صف أول فضربتها ع راسها... وقامت بسرعة ع غرفة غيارها مدورة ع شي مغري تلبسو قدام أخوها فما لقت غير فستان ستان بس مو قميص نوم ولا لانجري... وكان لونو خمري غامق بس مو توتي ولا أحمر... ورمتو عليها غامزتها... ألبسيه وانفلي شعري بدل ما انتي رابطيه هيك متل القاعدة مع أختها... وعبايتك ما ترميها هيك.. فرفعتها عن الأرض وهي عم تسمع رولا عم تنادي عليها: يا آنسة جهزت الأغراضك بسرعة عم يقلك البيك!!

فهي بسرعة طلعت مسكرة الباب وراها... وسبحان الله متل ما جيّتها خطف روّحت خطف... وللحقيقة كلو من أزمة الطرق يلي أخرتها واللي لولا الكتكوت جنرال معها ولا لكن فقعت مع برود عمتها نداء وزوجها عاصي بالسيارة فوق أزمة الطريق... فشاء ربنا قعدتها ما تطول ولا عبد العزيز كان مناها تيجي أبكر من هيك علشان شوي ترفه عنها... وطبعًا هو ما بعرف بهالحركة شو ابسط جودي الغارقة بحب ملمس قماش الحرير وقبل ملمس الحرير المغري للراحة... جوري عملت فيها خير كبير لما جابتلها شي تلبسو بدل يلي لابستو هلأ لإنو هي ما فيها حيل تقوم من على السرير... فشلحت أواعيها ولبست الفستان وهي شو مبسوطة عليه...

ومن الحماس والانبساط صار فيها حيل شوي لتفقد كيف شكل الفستان عليها... فقامت تشوفو عليها كيف بالمراية... وهي عم تحط إيدها ع خصرها من وجع ضهرها وما عرفت كيف طالع عليها... فلفت حالها تفقد نفسها إلا بدخلتو عليها شايفها شو عم تعمل...فرفع حاجبو هادي الهبلة يلي عندو شو لابسة؟ شو هالفستان العريض عليها!

يعني صح قصتو ولونو حلوين بس لو كان أصغر بنمرتين لكان واو عليها بس هيك أبدًا خيار غير موقف من جوري لمتل هيك يوم... فقبل ما تسمع منو أي رد دخلت تغيرو لإنها مو طايقتو عليها... فاختارت قميص نوم هادي لونو الأبيض الجميل عليها واللي متوفر عندها بكترة من تجهيز مرتعمها ريم الكانت تختارلها الألوان والقطع البتجي حلوة عليها بجهازها...

فشو كان قميص النوم بسيط وفيه حركات ناعمة وبجي حفر ع الكتاف وطولو لفوق الركبة بتنين سم... فرفعت إيديها نافلة شعرها كفشة خلق وجت رح تطلع ألا تقابلت معو وهو بدو يدخل غرفة الغيار... فتجاهلتو ماشية من جنبو لكنو مسكها من أيدها... فلفت عليه بخوف ودهشت لما سألها: ما شفتي الخاتم؟ وعيونو عم تتفقدها...

ردت ببراءة ناسية خوفها منو: ما بعرف...

رفع حاجبو معلق بسرو "شو هالرد" فنطق بالع برودها معو: ما قلتلك عجبك ولا لأ... قلتلك شفتيه!

رفعت حاجبها بمعنى لأ... فترك إيدها داخل يغير أواعيه وهو مو عارف ع ايش وايش بدو يطوّف معها... فكرة كيف عاملت أهلها عم تقتلو... لإنها عندهم هما بتلصم... شو بكره هادا الطبع فيها... فشلح أواعيه لابس بنطلون قطن من نايك رمادي اللون وطلع بدون ما يلبس شي ع صدرو وتحرك للحمام يفرشي اسنانو... ويقضي حاجتو ويتوضى لإنو هي بحب يتبع السنن النبوية وما بتهاون فيها... على عكسها هي يلي مو عارفة شي عن العالم كلو... فطلع بعد ما توضى من الحمام ألا لاقاها عم تتقلب ع السرير... فطفى الضو وتحرك لعندها بدون ما يشغل المكيف علشان ما يوجع راسو معها... خلص بدو جسمو ينام ويرتاح... من كتر ما انهلك اليوم... فتمدد جنبها وهي رجعت لورا رافضة قربو... وهو تجاهلها رغم إنو شو بحب تنام ع صدرو ليحس بعالمو الخاص... ونام بدون ما يفكر بأي شي تاني على عكسها هي يلي صارت تتقلب شمال ويمين مو مرتاحة من النومة ع مكانها بدها تنام مكانو بس هو لئيم صاير ما يقبل ينام إلا مكانو.... فشو مشاعرها المعادية اتجاهو مع الحمل عم تزيد... وما حست ع اليوم الأول من العيد مارق إلا التاني لاحقو بكل برود والتالت نفس الشي... فهيك العيد خلص وهي وإياه بين مد وجرز... وبدون أي طعم ولا أي بهجة بتخص عيد... رغم إنو الفرحة بالعيد عبادة بس هي من جهلها بالدين والحياة ونشفان عقلها ووحامها الغريب عجيب خرب كل شي مع انشغالو هو... مو دعمًا لإلو... لإنو حقيقة لو شاف منها ريق حلو لكان ضغط حالو اكتر بس كرمال يكون معها ينبسطوا... بس حتى مع تنازلو ع الفاضي... فتركها ع مزاجها... لإنو متل ما بقولوا بلكي مزاجها ينفعها... وساعة الجد هو رح يتفاهم معها...

فهيك عدى العيد وأهلو لسا ما رجعوا وهي لساتها مكانها... وشو كان مزاجها متقلب... فلما بغيب عن البيت بتفقدو... وبس يصل بتصير تستفز منو... والمشكلة بطنها عم يتغير والحياة مع تتبدل معها يوم عن يوم وحتى مع رجعت أهلو ع البيت ما تعدل حالها إلا بالعكس انزوت عن الكل ... لإنها خجلانة من حملها ومن بطنها يلي كل مال نفختو عم تكبر و يبان بطنها شوي شوي ... وهي شو ناقمة على هالشي لإنها ما بتحب بطنها يكبر... وعقلها مانو مستوعب إنو هادا حمل مو سمنة... فلو كان حمل بدون ما بطنها يكبر ممكن ها يعني تقبلت الفكرة... بس ع الفاضي الكارثة بطنها عم يكبر وهي
غالب الوقت ما بتاكل ومن النادر...

الله يعينها ع عقلها يلي مخرب عليها حياتها... ويسامح اللي خلاها ع عماها لكبرت وصارت بمتل هيك شخصية...

وغير بطنها يلي عم يكبر ووحامها يلي ما بحل عنها... صايرة من النادر لتتقبل جوري بس ما بتقلها إياها بالنص الحرفي...

وحلو بالموضوع جوري عارفة ومطنشة من حبها لإلها يلي معطيها دافعية لتجتهد معها كرمال تفرحها بكتير اشياء من بينهم تورجيها اشياء بلكي تفشي خلقها في شراهم فالبنت ما لفتها شي غير شرى التحف وكماليات البيت... فصارت جوري كل ما تلاقيها قلبت نفسية مع الوحام تعرض عليها محلات الأثاث ويشتروا بالسر من ورا أمها ع حساب عبد العزيز يلي جوري خبرتو بخصوص مصروف جودي علشان بدها تشتري اشياء وهي ما معها مصاري... فهو ما قصر... والهبلة جودي شو اشترت قطع وهي مو عارفة إنو من مصروفها... ولا حتى مفكرة تفكر ع حساب مين عم تشتري... وكأنو عملية الشرى عندها تحصيل حاصل... وهيك جوري بذكاء تعرفت عليها أكتر من قبل لإنو وجهها مع الحمل فاضحها... وشو حبت روح الفكاهة عندها لما تكون عال عال... وشو لسانها سليط بكلمة وحدة لما تعصب ع الآخر...

فصارت هي تعرف كيف تتماشى معها... عكس أخوها يلي مالو خلقها دائمًا يعني جوري صح مو صبورة بس متل ما بقولوا للضرورة أحكام فهي حابه تتسلى معها ويتقربوا من بعض لإنها لقتها ما بتعرف شي بالحياة... على عكسها هي يلي بتحب تعلم كل شي بتعرفوا... فهيك عندهم نقص متبادل... وغير هيك جوري فاضية أشغال...

أما هو ما بعرف الفضاوة بحياتو فلهيك مو فاضي يجاسر معها طول الوقت لإنو مخو عالم كبير بفكر فيه بكتير أمور متل الماكنة شغالة... فأكيد ما رح يوقف عالمو الماشي علشانها هلأ... ممكن لقدام آه بس مش هلأ... وأصلًا لو كانت جودي عندها علم وبتحب تسمع ممكن لحكاها شوي بس هي جاهلة وما رح يعلمها هلأ إلا لما يضمن تكون لإلو بعيد عن أهلها ... فهادا متى رح يصير الله العليم مو البشر... وكرمال كل هالأسباب مخليها تنعند معو ع راحتها وبس يفضالها وتمرق شهورها الأولى الوضع رح يختلف وبحلها ألف حلال... لإنو عقلها بأول أسابيع من حملها مو طبيعي شو بترجم كلامو غلط فهو فاهم إذا قلها شي... دماغها رح يفسرو شي تاني ويوجع راسها وراسو فخليها هيك وتفك نكدها من حالها لبالها لإنو حاول معها كم مرة وهي رافضة.... فتركها ع راحتها هلأ لإنو مضطر... أي هو بدو يعل قلبو معها بالبيت وبرا البيت... الواحد تزوج ليتريح ولا ليعاني... ما فيها نقاش الحياة الزوجية لا تخلو من المناوشات متل أي علاقة وبصير فيها مطبات ومدعمات بس لا يعني تكون كل يوم هيك... فهو متفهم حملها...

فلسا هادا شي وقهرو منها شي تاني.... حضرتها عم تتصرف غلط ومعندة عنادة مو طبيعية وما بتتنازل يعني هو تنازل ع أمل تتحلل الأمور بينها... بس عبس البنت معندة... فتركها لنفسها متل ما بتعامل مع وحامها هي بتخلص حالها بس إذا طال الإشي هون جد رح يدّخل... فصار بالسر يرقيها وهي نايمة ويحوّطها لإنها كتير صايرة تنسى صلاتها فحس هه يعني وضعها شوي تحسن ولله الحمد وصايرة شوي تتقبل تطلع برا الغرفة...

فطلع ع الشركة بعد ما فطر ورقاها وهو شو مضغوط هدول الشهور من كتر ما محصور فيهم حصر من الإشياء يلي عم تطلعلو من هون وهناك مناسبات تداخلات مناقشات دراسات وغير شغل الشركة وقراءتو المستمرة ولعبو الرياضة علشان يفش ضغطو فيها بلاش تروح فشة الخلق فيها ويجيب أجلها مع الحمل... ولسا غير مشاويرو هو وعاصي... يعني بدو تحية ع ضغوطو وفوق كل هادا عم يتحملها قد ما بقدر...

أما هي رجعت بعد ما حضرتلو اللبسة تنام... غير حاسة فيه للمو طبيعي هو شو بحب يشوفها تتحرك لإنو بكره البنت الكسلانة... فهو صحيح بقدر أسرع منها يطول أواعيه ويلبسهم بالوقت يلي هي لسا بتكون تفكر شو تختار بس بجبر حالو يصير عليها من شان تتحرك لو شي بسيط ولا هو لولا حوامها ولا لكان خلاها حتى تحضرلو أكلو وتنظف الجناح بكل دقة... بس رحمةً فيها وبحملها متهاون معها... وما فيه كم يوم إلا صار بنت دهب ببعض الأحيان تحضر لبستلو من الليل فذهل منها لإنها صارت عم تدور ع حلول لتهون على حالها... لإنو غيثان الصبح مرات بعل قلبها وبتكون من وراه مو قادرة تجهزلو شي ولا حتى تصلي الفجر بوقتو...

فشو سحبتها نومة بعد ما طلع مو ساعة ولا ساعتين إلا سحبتها ست ساعات لإنها صحت قريب وحدة الضهر ع صوت جوري الواقفة جنب السرير وهي حاملة كم كيس كرتون فيه أواعي بيبي وعم تحاكيها بحماس: لك جوجو قومي بسرعة شوفي شو اشتريتلك؟

جودي لفت متسطحة ع ضهرها وهي حاطة إيدها ع جنبها وعم تمد إيدها ع علبة البسكويت الجاف من تحت راسها تاكل منو... وهي عم تطالعها ببرود..

جوري ولا معها خبر قعدت ع طرف السرير قريب من رجليها مورجيتها شو شارية وهي عم تقلها: شوفي ما أحلى القطع جبتهم الألوان هاي بتزبط للولد والبنت لإني ما بعرف بشو حامل... يما قلبي عند قطع البنات بدي أبكي بسرعة جيبي البيبي... رح يغمى علي كل ما بروح اشتري شي بمر ع محلات البيبيهات مصرياتي انصرفوا عليهم...

جودي ولا معها خبر... صح القطع هما حلوين... بس هي مالها خلق حدا يذكرها بنفخان بطنها.... فكمّلت تاكل ببرود... وفجأة جوري قامت فاتحة الشباك وهي عم تقول: شوب كتير غرفتك كيف مستحملة هيك جو! بصراحة الله يعينو عزوز عليكي...

جودي ابتسامتها كبرت لما سمعت كلامها لإنو هي بدها تجننوا من كتر ما بجننها بقصة الصلاة وتجهيز الحمام والأواعي لإلو... فطالعتها جوري بنظرات مو مفهومة وتحركت مسكرة باب غرفة النوم للخصوصية بينهم ومو بس طبقتو إلا كمان طقت المفتاح طقتين بقفل الباب... وركضت لعندها رافعة كيس من الأكياس وهي عم تقلها: عندي إلك مخطط بس من هلأ بقلك بيني وبينك ولا رح قص خبرك...

جودي عدلت قعدتها من نبرة جوري المثيرة للفضول سائلتها: مخطط شو؟

جوري تحمست بس وصلها فضولها.. وطالعت شي منو كاشفة عنو... إلا كتاب عن كيف تنالي حب زوجك... وغمزتها.. كيف أنا وأنتي...

جودي كنها فهمت على مغزاها وجفلت ناطقة: قصدك ازبط حالي علشان اخوكي؟!

جوري قرصتها ع خدها من فرحتها وصدمتها بنفس الوقت لإنها كيف جابت الموضوع من الآخر بدون ما تعمللها ديباجة وعرض وخاتمة ليلا تفهم: والله طلعتلي زكية يعني ما بعرف بالحب ودروبو متل ما بقولوها بالمسلسلات... بس يعني بعرف بالتزبيط والأغراء بعدين يختي صيري قولي جوزي وتدلعي فيها!

جودي ارتعبت ع الآخر تموت ولا تتزبطلو وأصلًا هي خلقة صايرة تكره اللبس والتزبيط فردت جواب قاطع: لا لا انسيكي!

جوري معندة وما رح تحل عنها الا بعد ما تسوي اللي ببالها فاقترحت عليه بتسحّب مدروس منها: جودي الله يخليكي اسمعي مني يعني ما بصير تضلك بهالغرفة... تقربي منو توددي صيروا روحوا مشاوير متل اي تنين متزوجين جديد... يعني صارلي فترة عم حاورلك بهالقصص هي وإنتي متل هالحيط إذا الحيط لان إنتي مكانك ما لنتي!!

جودي خبت وجهها ميتة من الخجل والخوف شو يقرب منها ما بدها إياه يقرب منها... فردت مجبرة عليها: جوري!!

جوري طنشتها وقربت منها حاطة إيدها ع بطنها البارز بنعومة: عمتو اصحك تطلعي متل أمك هبلة ناقصنا احنا... ورفعت دقنها مواجهتها... ما انتي اخترتي قطع للأثاث هدول الأيام مو صار وقت يعني نغير هالجناح ونعمل فيه أجواء...

جودي رفعت اكتافها رادة بسرعة: مو قادرة!!

جوري مناها تنقض عليها وهي عم تقلها: طيب يختي فهمنا إنك حامل ما بدي جميلتك هلأ بخلي أمي تروح عند جدي علشان ما تشوف القطع يلي خبيناهم بالمخزن وتكشفنا عند زوجك... وهيك بنقدر نغير هالغرفة الميتة... وغمزتها... أخ من ريّح الشمع يلي جبتهم بجوا شكل وجو رومنسي منسي... وضحكت بصوت عالي متابعة بكلامها معها... هههههههه خليني قوم طبّق مخططي...

فانسحبت تحاكي رولا كرمال ينفذوا مخططها... وهي عازمة كل العزم اليوم مو بس رح تغير الجناح إلا تعمللهم جو رومنسي منسي ع قولتها... فبلشت تزبط الجناح والمدام قاعدة وهي عم تطالع الكتاب يلي جابتلها إياه جوري بنفور وكأنو شي نجس.. شو تزبط حالها للي بنام جنبها والعياذ بالله... استغفر الله شو هالكلام... فصارت تطالعهم وهما عم يطلعوا ويدخلوا ويحطوا شي هون وشي هناك فضافوا ع التواليت مكملات تزيدو جمال وعدلو مكان طاولة مكتبو وطلعوا ع الصالون غيروا السجادة وعدلوا مكان كم شي.... وهي من الحماس قامت تشوف شو عم يعملوا وعجبها التغيير... وكلو كوم وريحة الصالون يلي صار مناها تاكلها... وفجأة جوري سألتها إذا صلت فانجبرت بسرعة تقوم تتوضى وتصلي الضهر (الظهر) وترجعلهم إلا أدن العصر وهي بس عليها تضل حاطة إيدها ورا ضهرها... فقامت صلت العصر وبعد ساعة لخلصوا من كل الجناح.... وجوري رفعت راسها مبتسمة وهي عم تطالع رولا: done! شعور مريح تعبنا ما راح سدىً متل ما بقولوا بالفصحى بس شو كان أحلى لو كان هادا التغيير بعد كم أسبوع ع وقفة عيد الأضحى بس مو مشكلة بنرد نجدد ع الوقفة كمان شو فيه ورانا غيرهم... وتبسمت لافة ع رولا غامزتها... يلا رولا ع تحت خلينا ننزل نجهز شي زاكي يسعد قلبنا وقلب زوجها...

جودي سمعت أكل... فسألت بسرعة: زي شو؟

جوري صارت تسوي حركاتها علشان تخليها تشتهي الأكل وتنزل تاكل معها لإنها فقدت القعدة معها ع الأكل: رح نعمل اشياء مقرمشة ~~

جودي لعابها سال فقامت عن الكنبة من قبل ما تسمع تكملة كلامها: وينو آكل منو؟؟

ردت رولا لما سمعت ضحكة جوري: يا مدام هي بتقلك إنها رح تعمل...

جودي عصبت لإنو ما فيها تاكل هلأ... وجت رح تلف لكن جوري ما اعطتها مجال لإنها مسكتها من إيدها جابرتها تنزل معهم: جبتلك اليوم من عمتي سهر مكدوس جديد!

ردت جودي بعناد: مو جاي ع بالي...

جوري صارت تدغدغ فيها: أحلى مين مو جاي ع بالو...

ونزلوا الدرج رايحين ع المطبخ وبس تذكرت تليفونها ركض ع فوق تجيبو علشان أريام تشاركهم الأجواء فكان جوهم بين الضحك وتقلب مزاج جودي يلي راسها مرة بوجعها... ومرة مو قادرة تضلهم قاعدة ولا واقفة... ومرة خلص بدها تاكل هلأ... وما صدقوا يعملوا مقرمشات متنوعة من البطاطا والجبنة... مع دجاج مقرمش... ومقبلات جنبها إلا بصوت أم عبد العزيز يلي بعد ما رجعت من بيت الجد حكت كم مكالمة مع صحباتها وصلت العصر وبعدها قعدت تقرأ قرآن وهي عم تسمع أصواتهم فقالت بس تقرألها كم جزء من القرآن رح تطلع تشوف شوفيه... فلما طلعت استحت تدق جناح مرت ابنها لإنها بتحسها بتخاف منها غير دراية إنهم من وقت ما بلشت تقرأ بالقرآن نزلوا ع المطبخ فنزلت تحت تطبخ شي بحبو ابنها من كتر مهي مالة من القعدة... فشكلها رح تتعلم شي جديد غير الخياطة... وبس شمت ريحة الأكل وشافت المطبخ مقلوب قلب من حب جوري لتشوف المطبخ فوضى ناطقة بدهشة: شو عاملين؟

جوري ردت بكل ثقة: عاملين مضرات للصحة... يعني عمرك شفتي بنات هالجيل داخلين مطبخ غير ليقصفوا عمر الجيل لنصو... وضحكت بشر... ههههههه.... مطالعة رولا... يلا رولا خلينا ننزّل الأكل ع الطاولة لإنو ممكن عزوز يجي هلأ...

فجودي بس سمعت اخر كم كلمة منها من هون انسحبت هاربة من هون من كتر خجلها من الكتاب يلي بجناحها واللي صار شو مناها من وراه ما يرجع هادا يلي ناقص يحبها... بلا حب بلا هم... لإنو يلي بحبها بتركها هيك متل يلي قبلو... أصلًا هداك ما بتستاهل حبها هادا إذا كانت بتعرف تحب... فقعدت في جناحها وهي عم تطالع السما بتعرف إذا ما اجى عند العصر بجي عند الغروب... فالدنيا غربت إلا بدخول رولا عليها مخبرتها تلحق تصلي المغرب... فقامت صلت وبعدها شلحت أواعيها الصلاة ملتفة حواليها مستنية فيه يرجع بس ما رجع.. فتوترت بزيادة لإنو تأخر ع جيتو ع جناحو معقول هو برا قاعد مع أهلو.. غارت منهم... فطلعت بتسحب تشوف إذا قاعد تحت لكن ما فيه حدا قاعد برا... فتملمت بزهق فرجعت لغرفتها النوم لتقعد وتتمدد وتقوم... وبالأخير قررت تتميكج بلكي تغير جو... فما لحقت لسا تقعد إلا بدخلت جوري عليها مذكرتها بموعد صلاة العشا وبس شافتها ماسكة المسكارا ابتسمت: قومي صلي وبعدها بعلمك تعملي احلى مكياج...

جودي قامت وهي عم تحط إيدها ورا ضهرها من تصلبو: طيب!

ودخلت الحمام لتقضي حاجتها بالوقت يلي فيه جوري بخبث دخلت غرفة الغيار مدورة ع شي تلبسها إياه بس تزبطها... فدورت ودورت ع شي يبين نفخة بطنها... فلقت فستان ناعم قصة صدرو سبعة وحفر بجي ع الكتاف وعليه استرس مموج ناعم وبشكل جميل بنزل من تحت الصدر لحد نص الفخاد بعرض شوي عن الجسم وبجي شيفون مموج من تحت مع بطانة رمادية... فكان لونو كأنو جاي بين الزهري والنهدي البارد بس شو رح يطلع مع لون بشرتها وشعرها نار... فتركتو ع جنب وطلعت بسرعة لما سمعت صوت فتحة باب الحمام وقعدت ع كرسي التواليت مكلمتها: سمعت عزوز ممكن ما رح يجي اليوم ع البيت..

لفت وجهها عليها بعدم تصديق... جوري كملت بكذبتها بكل برود علشان تلبسها الفستان: فقلت خبرك علشان إذا ما بتعرفي... وضحكت بوجهها... فيلا صلي علشان مكيجك بعدها...

جودي سفهتها من عصبيتها منها وقامت تصلي مستفزة منو ليه ما قلها ما بدو ينام أي هي بس تعطيه مجال ليحاكيها بالأول... فصلت وهي قلقانة من فكرة ما رح يرجع ينام عندها... وبعد ما خلصت شلحت أواعيها الصلاة وهي عم تطلب منها: مكيجيني...

جوري ابتسمت بوجهها بخبث وهي عم تقوم عن كرسي التواليت آمرتها: اقعدي يا عمري... انا بقول المرة الجاي بتفصلو كرسي تاني للتواليت علشان مكيجك... انا بتعب علشانك كتير فلازم يعني شوية تقدير...

جودي مو معها بكلامها عقلها باللي ما رح ينام جنبها... كان رح تسب عليه بس مسكت لسانها... وبشلت جوري تنظف وجهها وتجهزو للمكياج فاختارت تمكيجها لون غريب عليها فيه نهدي بارد ونود... وبنفس الوقت شي بسرعة بتقدر تعملو... فطبقت اللوك يلي ببالها... بس المشكلة الارواج يلي عندها ما في روج واحد منهم بليق مع يلي حاططتو فوق عيونها فصارت تخلط بين الارواج والايشدو لطلع عندها لون فخم ع تمها فعلقت وهي عم تقلها: شفتي تعبنا ع الأكل اليوم والأخ بالأخير ما شرف ياكل معنا... أبصر مين سارق عقلو...

جودي شبت النار فيها وشو قصدها بالزبط هو متزوج عليها ولا بحب عليها بهيك قصص سبحان الله بسرعة دماغها بشتغل... بمجرد ما يسمع عبد العزيز ولا الأخ ولا ضمير غائب هو ولا ضمير متصل بالحرف الهاء... دماغها بشتغل بأوجو... فلفت ع جوري جاحرتها بدون قصد... فكمّلت جوري تمثيلتها بكل برود: لفي شوفي شكلك شو حلو ما شاء الله... بس فكرك هادا المكياج بدو هيك بيجامة... مناي أفهم من كل البيجامات يلي عندك مو لاقية غير هادي تلبسيها...

جودي شو زعلت من كلامها ع حالها لإنو أكيد صايرة بعيونو مو حلوة... صح هي مرات بدها نفورو لكن بنفس الوقت هي بدها إياه حواليها... فسايرتها: ايش يعني ألبس؟!

جوري غمزتها: الحقيني! وسبقتها بسرعة ساحبة الفستان يلي طالتو ولفت ع
جودي اللحقتها بدون ما تشوف وجهها وشهقت بس شافت الفستان المدتلها إياه معلقة: انا البس هادا؟

جوري ضحكت عليها من كل قلبها رادة: هههههههه شو رأيك يعني انا اللي البسو وبلا هبل البسيه وإنتي ساكتة هادا مو قميص نوم بعدين!

جودي مسحت ع شعرها بعجز من فكرة تلبسو ولا ما تلبسو...

وخير وبركة يلي مسحت ع شعرها كرمال تنبّه عليه الأخت جوري الما بتفوّت فايتة... فبسرعة حملتها الفستان مقربة من شعرها باستياء مدعيتو قدامها لتحقق مبتغاها بس شافت كيف شكل شعرها مش حلو هيك عليها: لك ليش هيك بتضلك رافعة شعرك.... انفليه... فنفلتلها إياه قبل ما ما ترد عليها... ودخلتها غرفة الغيار تلبسو... إلا رن تليفونها واصلتها رسالة كان مكتوب فيها (وصل) من الخدامة ماجدة بدل الخدامة رولا يلي مع تعب تغيير ديكور الجناح وتنظيف المطبخ راحت تنام تاركة بقية المهمة ع ماجدة لتكمل معها بدالها... فهي بس قرأتها من هون نطقت بعجلة من هون: بدي روح ع غرفتي حاكي صحبتي وراجعتلك.. وبسرعة طلعت من جناحهم ركض داخلة جناحها ومقفلة ع حالها الباب وهي عم تضحك من قلبها عليها... وعم تدعي ربها مخططها معها ما يروح سدىً... لإنها شو عانت معها اليوم... أي هو بس اليوم إلا كل يوم... فضحكت بشر كيف قدرت تعرف متى رح يرجع ع البيت... لإنها بعتتلو رسالة مكتوب فيها "جودي مشتهية مكدوس مشكل فجبلها معك"... فرد عليها فورًا "رح أرجع بعد العشا فوصوا من أي محل وما يستنوا فيه" فهي كمّلت الكذبة عليه رادة بعد ربع ساعة ع أساس التسليكة يعني... "منيح ما جبت لإنها بطلت بدها"... وطبعًا هو متل الأطرش بالزفة راجع منهك ع الآخر بعد ما صلى العشا بالجامع... فدخل بيت أهلو إلا لمح أمو عم تحضر ع التلفزيون برنامج ديني بتكلم عن قصص الانبياء فنطق: السلام عليكم!

ردتلو أمو وهي عم توطي صوت التليفزيون لتشوفو من وحشتها لإلو من كتر ما برجع آخر فترة متأخر ع البيت: وعليكم السلام يما... نوّر البيت... جوعان شي؟

رفع إيدو بمعنى وقفي عندك: الحمدلله ماكل ولولا مو تعبان لكان قعدت معك...

أمو ابتسمت بوجهو: روح يا ابني تريّح بجناحك... الله يسهلك ويهدي بالك...

فرد عليها: كتري منهم يا حجة هالدعوات... وطلع الدرج وهو مناه الحلوة يلي عندو تكون مجهزة لإلو شي يلبسو مع الحمام... فكمّل طريقو فاتح باب جناحو وصدم من الريح الزاكية يلي عم يشمها ومن جمال تغيير الديكور... وفوقهم كل ضواو الجناح مضوية.... فطفى ضو الصالون داخل غرفة النوم فاقد حسها لما ما لمحها لا ع السرير ولا بغرفة الحمام فتوقع تكون بغرفة الغيار ولا عند أختو جوري... فتحرك لغرفة الغيار وهو عم يفرك رقبتو من تشنجها بعد الخطط الكتيرة يلي انجزها بيومو الطويل وعقلو صافي ما عم يفكر بشي وحتى ما عم يفكر فيها إذا رح يقابلها بغرفة الغيار ولا لأ... فما لحق يدخل من باب غرفة الغيار إلا توقف مكانو بصدمة من بنت دهب الواقفة قدام المراية في غرفة الغيار وهي عم تتطلع على بطنها المنفوخ باعتراض وهي مو منتبهة عليه كيف صافن فيها وبجمال شكلها مع الحمل... بس سبحان الله حدسها الانثوي دلها ونبهها في شي حواليها عم بصير... فقطع عليه حدسها تأملو بتغيرات جسمها الانثوية لإنو جبرها تَتلف (لتلف) حواليها بقلق مفقدة شو فيه وبس جت عيونها ع طولو متل ما جودي آبوت لمحت رجلين صاحب الظل الطويل بأول لقاء إلهم جت رح تشرق من الصدمة لولا ما بلعت ريقها بسرعة... وهي مانها قادرة تصدق...مو جوري قالتلها رح ينام برا... هي طبيعي تفكر هيك لإنها ما سمعت منها كلمة يمكن ينام برا... فحركت لسانها التقيل محاولة تعبر عن اللخبطة الحاسة فيها وهي ناسية حالها واللي لابستو... لكن عيونو المصوبة ع نفخة بطنها بعدم تصديق ذكّرتها بحالها... فشهقت محركة عيونها شمال يمين مدورة ع شي تخبي فيه نفخة بطنها الخجلانة تبينو حتى قدام نفسها قبل منو...

لكنو هو ما أعطاها مجال لإنو فهم من كتر ما انجذبلها من جمالها مع بطنها يلي بلش يكبر ويبان عليه الحمل ... إنها رغبانة فيه... لإنو المنطق بقول لمين بدها تزبط حالها إذا بتكون دائمًا بهيك وقت نايمة ولا متمددة ع السرير... فالشغلة ما بدها تنين يفكروا فيها... فمشي لعندها وعيونو عم تطالعها بشكل مختلف عن قبل من بطنها يلي عم يكبر... من بطنها يلي عم يذكروا بابنو يلي رح يجيه بعد شهور لينور حياتو ويشغلو عن الكل بريحة وطراوة جسمو... فابتسم بوجهها وهو عازم يلامس بطنها المتكور... فقرب منها أكتر حاطط إيدو عليه... وهو عم يحاول يقلها شي إلا بتعليقها وهي عم تبكي: صـح مـو حـلـو؟!

دهش من ردها فنطق فورًا معدللها: شاللي مش حلو!!! لك هادا أمر طبيعي بالنهاية ابنا عم يكبر... ومسك إيدها حاططها عليه... بس تحسي فيه عم يتحرك الموضوع رح يختلف كتير معك ورح تحبيه...

حركت راسها باعتراض... هي هيك مو حلوة... هو عم يكّذب عليها... فقربت منو باكية ع صدرو... ومطالبة احتواؤو ودعمو لإلها... لإنها خايفة من بعادو وهجرانو لإلها...

لإنها خايفة ليتركها متل ما تركها غيرو...

لإنها خايفة من نفخة بطنها لتكرهو فيها ويصير يشوفها مش حلوة...

فتنهد مقرب منها خطوة وهو عم يلف إيدو اليسار لورا لضهرها مقربها لصدرو باحتواء وهو مستشعر وفاهم شو مالها.. لإنو بنات جيل اليوم ع شو عم بدوروا غير على الشكل الحلو والسطحي وبنت دهب ما رح تكون استثناء من بينهم لإنها منهم... فبلع ريقو محرك إيدو ع دقنها رافعو
لتقابل عيونو وهو عم يحكيها بعيونو قبل لسانو من جمال وبراءة وجهها النقي: ما تفكري إنو كبر بطنك ولا تغير شكلك هيأثر بعلاقاتك مع الناس أو حتى معي أنا... وهز راسو مقرب منها أكتر... محتويها بملمس وجهو ع وجهها وهو مواصل كلامو... إنتي ما لازم تخجلي من ابننا يلي عم يكبر جواتك بالعكس لازم تفرحي فيه وتحتويه لإنو واجبك... ورفع إيدو التانية على وجهها ماسح دمعها... وهو عم يهز راسو...اتفقنا...

بلعت ريقها مطالعتو بنظرات غريبة عليه مو واضحة لإلو ولا حتى قادر يفهم شو مصدرها... فهمسلها بصوت مغري: مالك؟

ردت بكت لإنها ضاعت مع كلامو ولمساتو يلي مو مفهوم شو أهميتها لإلها كجودي... وليه بدها إياه حواليها ويهتم فيها... فطالعتو بشك ممزوج بضعف... فهو فورًا بلش يستشعر مصدر شعورها فمسح دموعها برقة صاهرة قلبها: ما تخافي أنا معك!!

فبعدت شفايفها بدها ترد لكنو ما اعطاها مجال لإنو قربّها منو اكتر مطالب تستسلم مع لمساتو بطرف أصابعو... وهو عم يقلها: ما تفكري هيك تاني مرة...

وانغمس معها وهو عم يحاكيها وينسجلها عالم من الخيال مع ابنها يلي رح يجي وينور حياتهم سوى... لإنو ما هانلو أم ابنو تكون من بنات هالوقت اللاحقين المنظر... لهيك ما رح يتهاون معها بهادا الخصوص... ومن بكرا رح يبلش معها كرمال تطلع من القوقعة يلي فيها وتوعى إنها هي متزوجة وعندها مسؤوليات وهتصير أم لطفل... لإنو ما بعرف إذا بتضلها تتعامل هيك مع حملها رح يتم ولا لأ... وهو كرمال يضمن ابنو يعيش رح يعمل المستحيل... في حين هي دابت مع رقتو وكلماتو يلي حسستها لأول مرة إنها أنثى ثمينة بعيدًا عن ضرب أبوها وقسوتو هو معها... وقلبها لحظتها دق مطالبها لتقرب منو أكتر... وهو لبى نداءها حاملها بين إيديه بعيدًا عن قسوتو معها وعنادتها معو... كرمال يضمن مرتو مكتفية منو وهو بالمثل... لإنو مهما حصل بالنهاية هي مرتو مو وحدة من الشارع...

لإنو مهما حصل هي إنسانة بتستحق التقدير مو التهميش والأهانة بموضوع العلاقة لإنو واجب عليه ... فواصل معها ذاكر ربو... وهو عازم النية من الليلة يخليها تشعر كأمراة بتنتمي لإلو مو طفلة بتنتمي لعالم الزمردة...

فمعقول القدر يوافق معو ولا هيصير شي مانع الله وحدو عالم..

فكرمال تعرفوا ابقوا بالقرب…

هالفصل هادا شو أخد مني وقت وأنا عم رد عيد قراءة الرواية وأدقق ع كلشي من كمية التفاصيل والتطورات والمواضيع يلي صارت من رمضان للعيد لبعد العيد لترتيب الجناح وزيارة أهلها وروحة أهلو وتزبيط جودي لإلها ولرفضها تقعد مع أهلو...

وشو ضحكت ع بعض الوصف بصراحة اندمجت وحبيت إني كون قارئة للي كتبتو... وكنت كل ما مر ع شي شك ناسية شي ويطلع العكس فاخد نفس وقول الحمدلله ماني مقصرة بشي...

بس الزبدة مستفزة من عزوز كيف بقسى معها من خوفو منها رغم طهارتها جلطني ولا جودي الرافضة الحمل وكبر بطنها بنشوف شو هيكون وضعها مع البيبي بس يكبر ويتحرك جواتها إلا تموت فيه من عواطفها الداخلية المتفجرة…

المهم فكركم الجد بدري عن زواج كنعان ولا لأ؟

وهل معقول الأمور تتعدل بين بنت دهب وابن الخيّال؟

أراكم بالفصل الجاي بإذن الله…

 
 

 

عرض البوم صور رنين رنين   رد مع اقتباس
قديم 05-03-23, 10:36 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2013
العضوية: 257539
المشاركات: 35
الجنس أنثى
معدل التقييم: رنين رنين عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 24

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رنين رنين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رنين رنين المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية سجين الانتقام

 

الفصل الحادي عشر

قراءة ممتعة…

الدنيا شو إنها عجيبة كتير ومهما حاولنا توقعنا وخططنا وحسبنا وتخيلنا ما هتيجي متل ما بدنا دايمًا~~

كان هادا يلي عم بفكر فيه عبد العزيز وهو عم يسمعها عم تتكلم معو لأول مرة بدون طلب منو بكل تعجب منها لأنو ما توقع تتودد منو هيك... ووجهها يشع بحيوية بعد يلي صار بينهم... لدرجة مو بس انتبه عليها إلا حس فيها من كتر ما عم تحرك راسها وشعرها ع صدرو كل شوي كرمال تتأكد إذا سامعها ولا لأ... هو بالحقيقة عم يسمعها وعم يحلل مالها بس للأسف جسمو بلش يخونو وصار صعب عليه يضلو صاحي أكتر من هيك لكن صوتها ودلعها لفتو وهي عم تقلو: جاي ع بالي بكرا آكل بوظة...

رد عليها بصوت تقيل من النعس: تكرمي!

هي بس سمعت تكرمي منو بنبرة رايقة لذيذة دابت وقلبها رفرف فلفت وجهها بثقة كبيرة مكمّلة ليستة طلباتها: بدي ع فراولة وليمون وبرتقان ورمان... الشوكولاتة ما بحبها...

ضحك ضحكة صغيرة ع نطقها آخر كم كلمة... (الشوكولاتة ما بحبها)... فعلق ع كلامها بدعم لرغبتها: أكيد شو بدو يجيب المكدوس لطعم الشوكولاتة... أصلًا المنيح يلي حملتي علشان تفكري تطلبي الأكل... وحرك إيدو ع بطنها ماسح عليه... وهو عم يتثاوب من النعس... خلص بدو ينام فواصل كلامو بحرص عليها... لازم تديري بالك ع نفسك وعليه... ماشي!

جودي من حنية كلامو معها دابت وصارت تحرك عيونها شمال يمين من خجلها لتطالعو من قربو وحركاتو وصوتو... فعضت ع شفتها متل الصغار لما يعضوا ع شفتهم بس يسمعوا حدا أكبر منهم عم يحكي عنهم بالمنيح قدامهم... وهي مستوعبة كل شي عم بحكيه بالنص الحرفي...

وهو بس شافها رايقة قرب منها بايسها ع خدها بشكل مفاجئ لإلها محاكيها بصراحة تامة: وين حماسك للحكي راح هيني عم بسمعك... وخبى وجهو بشعرها يلي بعشقو... وهو مستني فيها تتكلم... بس وين تتكلم مع خجلها... فتيجي بدها تنطق بشي ترد تبلع ريقها... وتتنفس بآخر لحظة قبل ما تشرق.. إلا بصوتو التقيل وهو عم يسحب إيدها لفوق: بكرا هدول الإيدين الحلوين بدي شوفهم محضرينلي فطور وباس إيدها الخفيفة معلق... دابحك إذا ابني بجي نحيف متلهم (متل نحافة إيديها)...

جودي لفت عليه بذهول وهي عم تفتح عيونها ع وسعهم... فضحك ع ردة فعلها وهو عم يقرصها ع خدها الناعم معلق: مالك عم تطالعيني هيك!

جنت هي شي لتجيب بيبي تقيل.. فرمشت بخوف بالعة ريقها من فكرة تحمل طفل وزنو تقيل أي هي بس تحمل الشي الخفيف بالأول... فضيّق عيونو يلي عم تلمع مع ضو أباجورتو: مالك؟

ردت بانفعال: ما بحب البيبي يلي حجمو كبير...

ضحك ع ردها: هه ليه خبريني لأشوف...

ليه... ناسية... بس هي بتحب البيبي يكون صغير وناعم وهادي... مو نكدي وببكي كتير... فسرحت بخيالها بالبيبيهات... وما وعت عليه مع سرحانها غير غافي لإنو ما فيه حيل ليستنى فيها لترد عليه... فبوزت لإنها حابه تحاكيه هو هلأ من بين كل خلق الله... فشو تعمل هلأ إذا هو نام وهي عندها طاقات كبيرة محتاجة لتفريغ...

بس أكيد هالطاقات هاي يلي عندها مو لتفرغها بالترتيب... إلا بالكلام... فرفعت نص ضهرها بدها تقوم لكن إيديه منعوها وهي عم تسمعو عم يقلها بصوت تقيل: خليكي!

ابتسمت رادة لمكانها.. ساندة راسها ع صدرو برضا من نفسها وهي مناها تقلو قوم نتكلم... بس وين يلبي رغبتها يا حسرة وهو مرهق بعد يومو الطويل الشاق... فسهت عيونها مع تململها... بس ترد تصحى وترد تغفى... بلكي الوقت يمضي... بس ع الفاضي... فتسحبت من جنبو بخفة كرمال ما يصحى عليها لإنها كتير مالة تضلها مكانها بدون ما تحاكيه... ولولا ما حست بتعبو ولا لكان ما خلتو ينام دقيقة تانية... وسحبت فستانها لابستو متحركة للحمام وهي عم تحط ايدها ورا ضهرها من وضعية نومها الغلط... ورفعت إيدها التانية على بطنها ولفت بالخفية عليه... ما بتعرف ليه تغيرت نظرتها لّلي عم بكبر ببطنها جواتها...

هي بالفعل ما كان قالقها غير بطنها يكبر وتبين سمينة... بس لما حست عليه وفهمت منو إنو هو كتير حابو للي عم بكبر جوا احشائها مع نفخة بطنها البارزة بخفة... حبتو معو وتغاضت شوي عن قصة نفخة البطن من ورا يلي عم بنمو جواتو... وتبسمت ع حالها بخجل داخلة الحمام تغتسل وهي فيها شي متغير... لدرجة حابه هلأ تزبط حالها كرمال تسمع منو كمان كلام بنبرة صوتو الرجولية والرقيقة معها...

فاغتسلت موقفة المية وساحبة المنشفة لتنشف جسمها وشعرها وتتدهن من الكريمات يلي لقتهم بغرفة الحمام واللي ما بتعرف عنهم إنو هو يلي جابلها أياهم بآخر أسبوع من رمضان علشان تحافظ على جسمها من تشققات الحمل وتغيرات الجسم يلي بتصير مع الحمل...

وطبعًا صارت تستخدمهم من بعد ما الأخت جوري فتحت عيونها ع قصص العناية والاهتمام بالجسم لإنو حضرتها ما بتهتم بقصص ترطيب الجسم بتاتاً... ومعتمدة بس ع ترطيب جسمها الطبيعي وهي كوحدة متزوجة لازم تعتني وتبرز حالها علشان ما تخسر زوجها... وجودي معروف عنها بتسمع يلي بدها من الكلام وبتاخد يلي بعجبها منو والباقي بدخل من هون بطلع من هون...

فدهنت منهم نص رجليها لإنها مو قادرة تكمل لتحت من وجع فخادها وحوضها... وهي شو مغمورة من ريحتهم الزاكية والمغرية لعبد العزيز بس يشمهم عليها.. ومدت إيدها لابسة روب الحمام وطالعة بشعرها الرطب لغرفة الغيار...وهي طايرة من الفرح... وعيونها عم تشع فرح...

فلما تكون هي مبسوطة وطايرة من الفرح لازم تلبس شي يكمل انبساطها متل الفساتين مثلًا.. فاختارتلها فستان أحمر مو كتير قصير وموديلو راسم الجسم مع كتف واحد وشو كان جاي عليها مغري مع بطنها البارز بعد ما لبستو مع أواعيها الداخلية... وطلعت لتمشط شعرها وتتركو ع طبيعتو مع طوق شعر فرنسي أسود..

طيب وبعدين...

لفت حالها عليه ألا لقتو لساتو نايم... فتأفأفت بزهق... وردت للمراية المعتمدة ع ضو غرفة الغيار مو ع ضو غرفة النوم كرمال ما تزعجو ويقوم معصب عليها... فردت وجهها ساحبة من جرارها مخمرية الشعر وفجأة لمحت علبة ريحتو يلي مخبيتها تحت مجموعة طواقها رح تخلص من كتر ما بتضلها ترش منها ع أواعيه يلي بتجهزلو إياهم ليلبسهم بالبيت بس يرجع.... فتذكرت تقوم لتشوف إذا جاب متلها ولا متل النوع التاني...

وبس لقت علبة جديدة شكلها رولا ولا ماجدة حطينها بدون ما تنتبه... تبسمت ماخدتها معها بدون ما تخبرو ولا تستئذن منو وخبتها في جرار طواقها بكل ثقة وهو شو نايم بأمان الله ومانو داري عن سراقة عطورو.. ولفت عليه لما حست على حالها لسا معها كمان وقت لحضرة النايم يصحى.. فقررت تجرب تحط شي ع وجهها... وهي عم تكلم نفسها بلكي النايم يصحى عليها ملت تراعيه: امم ايش أحط أيلاينر؟

وكملت محاكية حالها بصوتها الداخلي "مم بس أنا ما بعرف كتير أحط"

فسحبت المسكارا محاولة تقلد جوري بحطها فبرزت رموشها بس بنفس الوقت وسخت جفونها فاضطرت تمسح الجفون قد ما بطلع معها بعد ما حطت حُمرة حمرة مو اللون القوي... وبلاشر أحمر ع زهري بارد... وفجأة رفعت حاجبها معقول يعجبو... لإنو آخر فترة حاسستو ما عم يعجبو شي فيها من إهمالو لإلها... فضيّقت عيونها بتحزون "بشفقة وقلة ثقة بقدراتها"... بس لو جوري صاحية....

ونهت نقاشها بعفوية بروحتها لغرفة الغيار كرمال تحضرلو أواعيه الشغل وما تتغلب كتير مع غثيانها الصبح... فحضرتلو بدلة رسمية لونها رمادي مع قميص أبيض وكندرا وقشاط (حزام) وساعة سودا... والحمدلله إنها ما نسيتهم اليوم مع تحضير أواعيه الداخلية.... ولفت تاركتهم مكانهم متحركة لغرفة الحمام تحضرلو إياه وهي حاطة إيديها ورا ضهرها من تعبها من تحريك ضهرها بتنزيلو وتطليعو بتعبية الباينو وتعطيرو...

وبس حست حالها عملت المطلوب منها طلعت لغرفة نومهم متنهدة بحيرة كيف هتصحيه... لإنها ما عندها الجرأة الكافية بعد يلي صار بيناتهم امبارح تقرب منو... فحمروا خدودها من الفكرة... بس حاولت تتجاهل خوفها وخجلها منو من الثقة البسيطة يلي أعطاها إياها بكلامو ولمساتو ولمعة عيونو لتقرب منو وتنادي عليه بصوت همس: عبد العزيز!

عبد العزيز وين يصحى عليها وهو نايم بهالعمق وهي عم تناديه بهالهمس!!

فمعقول الزوجة السعيدة تيأس منو وتتركو ينام كمان شوي... لأ تعيد الكرة كمان مرة... وعشرة فوقهم كمان من ثقتها الزايدة شوي... فرجعت نادت عليه بحدة من وجع جنابها المفاجئ: عـبـد الـعـزيـز!!

عبد العزيز سبحان الله الخشونة بدركها حتى وهو نايم... ففتّح عيونو فتحة صغيرة ناطق بتقل: همم أيوة!!

زمت شفايفها وهي مكمّلة بعصبية: قوم صلي الفجر!

عبد العزيز ضحك بلا نفس عليها لإنو دماغو المحلل حلل بسرعة لو الفجر آدن كان تليفونو رن... فلف وجهو بسرعة ناحية ساعة إيدو التاركها ع الكوميدينا القريبة منو يتأكد بلاش يكون من التعب سمعو خانو من قلة النوم... فابتسم لما كان تفكيرو صح لإنها كانت الساعة تنتين وشوي... شكلها هاي جاي تتهبل عليه هو يلي ساعتو البيولوجية ما حدا بقدر يضحك عليها... لإنو سنين يا حلوة هو ماشي عليها فلف مواجهها: خير مصحيتني حضـ ~~~

ضيّع الكلام لما شاف شكلها... فحرك عيونو عليها بتفحص وبس لمح بطنها يلي صايرة تبينو من جديد.... داب... وهو مندهش منها... مالها معو عم تحاول تغريه... ولا شو اللي عم بدور ببالها بالزبط كرمال تساوي معو هيك... فرفع حواجبو مضيق عيونو بحذر بس لمح شو حاطة ع وجهها وع شعرها... وشم ريحة جسمها الرهيبة والمغرية لإلو... وبلش دماغو يحلل كالعادة...

هادي البنت ع شو عم تلعب معو؟

فطالعها متفرس عيونها إلا لقاها عم تطالعو بنظرات فيها حدة بعصبية من إيدها الحاطتتها ع خصرها... فرفع شوي من ضهرو ساند حالو ع راسية السرير (الترويسة/المسند).. ولف إيدو الطويلة ورا ضهرها ساحبها لعندو بخفة بدون ما ترفض قربو: شو بدك يا بنت الناس صاحية بهيك وقت ومزبطة حالك... هاتي شوف موالك! وبعدين ليه مشنكة جبينك... موجوعة شي؟

مشنكة جبينك؟ هادا يلي طلع معك بعد يلي عملتو كرمالك ولأ فوقها بتقلها شو موالك!! فتضايقت من كلامو وهي عم تحرك عيونها شمال يمين بخوف ممزوج بخجل... يعني هي شو عملت كرمال يقلها هاتي شوف موالك... وأصلًا ليه يحكيها...

كل هادا حست فيه لإنها ما فهمت معناها بالدقة وشعورها فسر وأوّل كلامو على إنو (خير ليه مزبطة حالك هلأ... يعني شو بدك بهالهبل هادا بهيك وقت) وطبعًا مع تضايقها من يلي قالو ما ركزت بآخر شي قالو... فتنهد من صمتها وهو عم يمسح ع وجهها... معلق: مالك ساكتة؟ وغمزها شو عدا ما بدا نازلة عم تهتمي بحالك شو هالتغيير النازل عليكي يا بنت! شو فيه وراكي؟ وقرب من إدنها هامسلها: بس شي بستاهل التغيير ...

هي سمعت كلامو من هون حمّر وجهها من هون من حياها الزايد مع حملها... وجفلت مكانها بس حست عليه مقرب منها بايسها ع خدها وبعد عنها متفحصها بعيونو الراغبة فيها محاول يفهم مالها...

يعني جد هو شو يفهم من المحترمة يلي بين إيديه إذا ممكيجة حالها ولابسة هيك فستان بالعادة ما بتلبسو وشو كمّلت حضرتها فوقهم... بدها إياه يقوم يصحى ليصلي الفجر...

هادي البنت بتتذاكى ومو زابط معها ولا مضيعة عقلها بزاوية من الزوايا... فقرب حالو أكتر منها بايسها ع أنفها... ورجع رفع راسو مفكر يلعب معها شِد وارخي... وهي بدون ما يلعب معها بتخجل كتير لدرجة بتنسى فيها تتنفس... شو حال لو يلعب معها.. ليقرأ الفاتحة على روحها لا قدر الله... فجت هي رح تشرق من ذهولها من يلي عم يعملو معها... وهو بسرعة أدرك مالها فبعد عنها بخوف منبهها: تنفسي يا بنت... في حدا بنسى يتنفس غيرك... وقرصها ع خدها بخفة بس حسها ردت تتنفس طبيعي متل باقي البشر... ورد تسطح جنبها وهو محتويها قريب منو وعم يحرك إيدو لبطنها محل ما ابنو عم يكبر جواتها... وعم يخطط يرد ينام بس وين ينام وعندو هالحلوة هاي تعبانة ع شانو... فضحك عليها بسرو بتعجب منها...

ع شو بنت دهب عم تلعب معو...

وعاد هي وين واللعب وين يا ابن الخيّال... بس شو تعمل إذا عقلها أمرها غير إنها تلبيه... فتنفست بدون ما تنطق بحرف واحد لإنها مو متعودة عليه بهيك قرب وهو شبه عاري... وفوقهم ملمس إيدو ع بطنها... فابتسمت راكية راسها ع صدرو شامة ريحة جسمو يلي بتعشقها مع وحام الحمل فشدها لإلو وهو عم يغطيها بالغطا علشان ما تقلو سقعانة وعلّي المكيف... وفجأة تذكر دام الوضع بينهم طري شوي ليه ما يجيب سيرة أهلها يلي ما بحب يذكرهم... بس يعني ذوقًا ودينيًا هي مجبورة تسأل فيهم... فنطق بحرص وهو عم يتفحص ملامح وجهها يلي هي ولا عن هوى داري عن عيونو وتفحصاتو لردة فعلها وتعابير وجهها: صحيح نسيت أخبرك جدك صارلو فترة عم يصر يعزمنا ع شرف حملك... وأنا عم برر عنك ودافع ورد ع مكالماتو بدل عنك.. وسكت مترقب شو رح ترد عليه.... لإنو بالنهاية هدول أهلها وهي مجبورة ترد عليهم مو هو... يعني زودتها بتجاهلهم ... بعدين هو شو جابرو ينحط ببوز المدفع علشان مدامتو رافضة تحاكيه من بعد العيد... ولولا ما كان يبتزها بمكدوس اللفت ولا ما كان ردت عليه بدقيقة وحدة...

وحتى مو بس لترد عليه إلا لينتبه عليها ويدرك إنها هي بتعرف كيف تتهرب من الكلام مع جدها بحجة تعبها... وبعدها تلف عليه ماخدة منو علبة المكدوس وهو مدهوش منها كيف بتتحول مع حملها... وبصير بعدها بين اللحظة والتانية يطالعها كأنها حدا غريب عليه... مو قادر يفهم هي هبلة ولا بتتهبل ولا هي كوكتيل من الهبل والعته والبراءة... أكيد هي مو خبيثة لكنها أنكى من هيك لإنها هبلة...

ومتل ما بقولوا خاف من الأهبل أكتر من الخبيث... لإنو الخبيث خلص مفهوم إنو رح يتصيدلك بالمية العكرة... بس الأهبل ممكن بشي بسيط يجيب آخرتك فيه... فهو لهيك حريص معها حاليًا وبس يصير يلي ببالو رح يعيد تشكيلها ويفتّح عيونها ويزرع فيها مخافة الله علشان ما تخون العهد يلي بينهم في حالة لو تدهور الوضع بينهم وبين أهلها... فْرَح يصبر ويطول بالو لحد متل ما بقولوا إذا البقرة بتوقع بتكتر سكاكينها... فهو رح يستنى الحلوة يلي عندو تصير بعيدة عن أهلها... لينفذ مخططاتو الساهية عنهم بنت دهب المضيعة... واللي أنتبه على شحوب وجهها المفاجئ وبطء تنفسها بعد كم ثانية من السؤال يلي سأللها إياه لإنها مو قادرة تبلع ريقها... فانبسط لإنو قدر يستفزها ويشوف منها ردة فعل تانية غير البرود والتجاهل تجاه أهلها.. لإنو هو يا الله هو شو مناه يفهم ليه هي هيك باردة تجاه أهلها... ولا ليكون فيه شي تاني مو منيح ولازمو الحذر... فرفع إيدو ماسح ع شعرها الرطب مسترسل بكلامو بكل تسحّب كرمال يفهم عقلها الصعب: ليكون يلي حكيتو عن عيلتك غلط أو ضايقك مو هما أهلك ولازم تشوفيهم يعني مو معقول وحامك يقطعك عن أهلك... ع الأقل خليني اخدك عندهم ساعة وحدة...

بلعت ريقها واجمة من كلامو... وهي عم تشب من جواتها... فكمّل وهو مراقبها عن قرب: ليه ساكتة هيك... مو جدك لازم يعرف إني أنا ماني حارمك منهم وعم اتحجج بوحامك علشان أحرمك منهم...

جودي خلص عصبت منو... مالو دخل يحاكيها بهيك شي... بعدين مين هو كرمال يتكلم معها بهالموضوع الحساس...

شي طبيعي تفكر هيك لإنها مو واعية شو يعني زوج وزوجة وحقوق وواجبات وغيرها من الأسس يلي بتدعم استمرار مؤسسة زواجهم... فهي ليه تخليه يقرب منها...

بعدين ليه يحاكيها عنهم!!!

هي مضايقتو شي؟؟؟

علشان يوديها هناك؟!

فمو تفكر ترد بأدب لتكسب ودو... إلا طولت لسانها بالوقت الغلط وبالمكان الغلط وقدام الشخص الغلط: إذا كل هالقد مانك طايقني ليه تتجوزني؟!

بهت من ردها... حلوة والله زوجتو المحترمة بنت جاسر دهب بتقلو مانك طايقني... والله هادي طلعت مو قطة بس إلها أظافر إلا أظافر بتخرمش كمان... فكبّر عيونو ضاحك بمرار: هه حلو صايرلك لسان بس بتعرفي مقولة سكت دهرًا ونطق كفرًا... ومسح ع وجهها بأطراف أصابعو مقرب من وجهها راددلها: الحُمرة اللي ع تمك كتير حلوة... كأنك إنتي عم بتحاولي تغريني ليه إنتي ما رفضتي من الأساس؟

كلامو أجاها بالعظم... فتندمت ع اللي قالتو... وجت بدها تبعد عنو لتحفظ بقية مية وجهها... لكن هو حوطها بين ايديه: لا لا ليه مستعجلة يا حلوة مزبطة حالك لإلي وارفضك... صئ مستحيل... حرام ع اللي لبستيه وحاططتيه ع وجهك... ومسكها من دقنها رافعو لتواجهو وهو مبتسم: وين راح لسانك ... بح اختفى... بعدين حاكيني منطق ليه فكرتي إنو مو طايقك... معقول مو طايقك وخليكي حامل مني؟!

هي خافت منو هون وحست إنها ببير مظلم محتاجة تطلع منو وتهرب هلأ بعيد عنو... لكن وين يا حسرة... لإنو هو قرّب منها أكتر لدرجة مو معطيها مجال لتستوعب شي... ولا حتى لترد عليه لإنو همسلها بنبرة غريبة عليها: ديري بالك من حالك مني... ما تفكري يلي قبالك يرعاكي دايمًا وإنتي مو راعية لسانك معو... وبعّد عنها متسطح ع ضهرو وهو عم يسحبها لصدرو كرمال ما تنهان كرامتها ع الآخر قدامو... على الرغم إنها حست حالها انهانت وخلص... فبكت ع صدرو بقهر من نفسها لإنها وثقت فيه وأمنتلو وجمّلت حالها كرمال يحاكيها متل قبل كم ساعة... بس شكلها كانت غبية كرمال تزبط حالها لإلو وتتأمل فيه خير... لإنو حضرتو طلع زيهم مو مختلف عنهم رح يتركها ويرجعها لأهلها... ليه كل ما تثق بحدا وقلبها يتعلق فيه بتركها... فبكت بحرقة أكتر لما حست عليه عم يمسح على ضهرها بحنية.... لإنو مو منطق قبل كم ساعة كانوا ما في شي فاصل بينهم يجي هلأ يعاملها كأنها بنت رخيصة باخد يلي بدو إياه منها وبرميها... هو مانو بايع العشرة بأي زاوية... بس هي يعني صار لازم تدرك في خطوط ممنوع تتخطاها...

ورغم إنها طوّلت لسانها عليه إلا إنو ما فكر ولا مرة بعد ما يلمسها يعاملها بقلة أخلاق مع المواقف يلي صارت بينهم... لإنو هون استغلال وأهانة لإلها... وبعدين هي حامل والمرا الحامل ممكن ما تنسى وتحس بأضعاف مضاعفة وتفسر الاشياء غلط متل ما صار قبل شوي... فهو عم يحاول يقلل الأضرار ويطلع بمنفعة جماعية لتستمر الحياة... بس هي متل الديناميت... عليها فنات وحركات مفاجئة... آخر شي توقعو ترد عليه هيك... شو دخل طز بمرحبا... بس باينتها هي مع الحمل مانها متحملة شي وبتبالغ بتفسير كلامو...فلف عليها بايسها ع راسها ومطالع عيونها يلي عم تبكي بضعف قدامو... محاول يعدل يلي صار بينهم بسؤالو المأنبو: آذيتك؟

بوزت كاتمة صوت شهيقها ليطلع... لإنو كتير آذاها... فرد باسها ع راسها مقربها أكتر منو معلن يلي عم بدرو ببالو: ما بعرف كيف إنتي فهمتي كلامي غلط...

ولما حسها انفجرت بكى... احتار معها وبنفس الوقت زاد فضولو يعرف ليه هي هيك عم تتصرف مع أهلها وذكر سيرتهم... فاحتار يضغط عليها ليعرف ولا يرخي هلأ ويشد بعدين... فمسح دموعها بايسها ع عيونها ورفع دقنو محاكيها بحنية متأخرة: ما تتعبي حالك بالبكى نامي يا رو~ كان رح يحكي يا روحي لكنو غير كلامو... ماشي...

من ضعفها من رفض كلامو قدامو خبت وجهها برقبتو رافضة تطالعو لإنو قسي عليها بكلامو اكتر من لمساتو... وفجأة حست الدوار رجعلها وما بتعرف بعدها كيف استسلمت للتعب نايمة بين إيديه ع صدرو...

وبس هو حس عليها راقت رفع راسو يتأكد إذا نامت من تنفسها شبه المنتظم ... فلقاها غافية بعد ما جفونها وجعوها من كترة البكى... فباسها ع شعرها وهو مناه يفهم ليه ما بترحم بحالها... معقول هبلها لهالقد واصل عندها... فشو عم يحاول ويجتهد يفهمها بس عم يلاقي حالو كل مرة مانو فاهمها... لكنو باصم إنها هبلة وجاهلة ورافضة تتعلم...

فتنهد ع طريقو الطويل معها... وقام من جنبها للحمام كرمال يلحق يغتسل قبل ما يروح يصلي الفجر بالجامع... وبهت بس لمح الباينو جاهز لإلو... وابتسم بدهشة ولف وجهو ناحيتها بتقدير... هي أي خطوة بتقدمها بشوفها مجهود كبير.. فتحرك ناحية الباينو ليتنعم بالمغطس يلي عملتو واللي برد شوي مع تأخرو... ورغم برودتو قبل فيه تقديرًا لجهودها المبذولة عليه... فرجّع راسو لورا مفكر فيها... محاول يفهم كيف هي عايشة؟ وليه هي هيك؟
من فضولو يلي عم يكبر يوم عن يوم تجاهها... وبالوقت يلي هي ما عم تقدم أجوبة لهالفضول... من سلوكها المكرر منها من أول يوم تزوجها فيه... نوم وأكل بجناحهم معظم الوقت ومرات بخليها ترتب كعقاب... وما فيه شي إضافي عليهم بتعملو غير القراءة والقعدة مع اختو جوري واحياناً أريام... غير هيك لا صحبات لا عيلة تحاكيهم ولا يزوروها أسبوعيًا ع الأقل... ولا حتى بتفكر تقلو تعال نروح مكان رغم انشغالو... يعني هي مفهومة للحياة هالقد ضيق ولا ايش بالضبط...

راسو خلّص ضاج من تساؤلاتو الكتيرة عليها مقارنةً بمعلوماتو القليلة عنها... فتنهد ناهي النقاش هلأ وبس يفضالها مانو تاركها هيك ولساعتها بفرجها الله... ورخى جسمو بالمغطس العاملتو لكم دقيقة وقام منو مصرف المي بسرعة ليغتسل بمية الدوش علشان يلحق يصلي صلاة الفجر جماعة ويترك أهلو وبيتو بذمة الله... فلسا ما لحق يخلص حمامو من هون إلا أدن الآدان الأول من هون... فبسرعة لبس الروب طالع لغرفة الغيار ولحظة ما عينو جت ع اللبسة الجاهزة بسرعة لبسها بدون الجاكيت الرسمي يلي اختارلو إياه... وهو من جواتو شو ممنونلها على هيك عملة... وبسرعة سحب القشاط مع تليفونو وركض طالع من البيت بدون ما يتعطر لإنو في إلو ريح تانية بسيارتو...

ويا فرحة قلبو بصلاة الفجر جماعة مع عمامو وجدو وأهل المنطقة وقعدتهم حوالين بعضهم منشغلين بذكر ربهم لموعد صلاة الضحى أو قبل ع هوى صحتهم وقدرتهم... لكنو هو اليوم فضل يروح بعد خمس دقايق من قعدتو بالجامع بعد الصلاة... كرمال يصحيها تصلي... لإنو مستحيل يخلي الخدامات ولا أمو يدخلوا عليها وهي بهيك فستان وأكيد إذا اتصل ع تليفونها ما رح ترد عليه... فقام من بينهم رافع إيدو كرمال ما يزعج اعتكافهم بالجامع... وجت عينو بعين جدو يلي حاسس فيهم كلام بس لسا مو وقتو هلأ... فحياه براسو وانسحب من بينهم راجع لبيتو(بسيارتو)... لعند المدام وهو رامي كلشي وراه من راحة البال يلي بحسها بمجرد ما يروح لعندها ولا يدخل المكان يلي هي موجودة فيه... فعبّر جناحهم موقف جنب سريرهم قريب منها مصحي فيها وهو عم يمسح ع وجهها الرقيق بأصابع إيدو الصلّبين مقارنة مع نعومة وجهها الماسحة عنو كل شي حطتو عليه من مسكارا وحُمرة وبلاشر قبل كم ساعة: جود~~

وما لحق لسا ينطق حرف التالت من اسمها إلا لقاها مفتحة عيونها الحمر زي كأنها باقية بكيانة فقرّب منها قاعد جنب رجليها ماسح ع شعرها ومطالعها بنظرات عم يلوم حالو عليها... فنطق بحرص: تعبانة شي؟؟

هزت راسها بمعنى لأ... فتفّهم إنها مو حابه تحاكيه... فرد سألها بنبرة حنونة: صليتي؟

ردت هزت راسها لإنها صلت قبل شوي وتركت السجادة ع الأرض مع أواعيها الصلاة بدون ما تطويهم بالقصد كرمال يشوفهم ويعرف إنها صلت وما يقرب منها ولا تسمع صوتو بعد يلي حسسها إياه قريب الفجر... بس وجع جنابها يلي طلعلها ع فجأة ما رحمها ولا خلاها تنام وتهرب من فكرة ترجيعها لأهلها بالنوم... فردت غمضت عيونها وهي منفجرة من الوجع بس كاتمتو بالقوة... ومكافحة رغبة دموعها بالنزول... فباسها ع راسها مطمئن إنها صلت بعد ما لمح أواعيها الصلاة متروكة ع الارض ومانها قايمتهم بعد ما تصلي صلاتها المفروضة عليها متل كل مرة... وبعد عنها شوي وهو حاسس فيها شي... فمسح ع خدها مكرر سؤالو الأول لكن بتغير بسيط عليه: موجوعة شي؟

هزت راسها بنفي بدون ما تدقق باللي قالو... فتحرك مبعد عنها بدون ما يحاكيها شي لإنو حاسسها مالها حمل لأي كلمة منو... وطلع من غرفة النوم مسكر الباب وراه بخفة كرمال ما يزعجها... وقعد يقرأ قرآن بصالون جناحهم لحد ما صلى الضحى... ورد لعندها مرقيها متل دايمًا... وهي مو حاسة فيه من عمقها بالنوم... وبعد عنها مغطيها منيح كرمال ما تحس بالبرد وهو مندهش منها لحد هلأ من يلي عملتو قريب الفجر... يعني شاللي (شو اللي) فتّح عيونها هيك... معقول أختو جوري ولا شو فيه شي بالزبط... لازم ينتبه من هادا الخصوص... فطلع من جناحو وهو حاطط علامة استفهام ع التغيير المفاجئ فيها... ونزل يخلي رولا تحطلو فطور إلا بصوت أمو وهي عم تنزل وراه: صباح الخير يما!

لف وجهو عليها مبتسم بوجهها: صباح الفل يا حجة...

وقرب منها نازلين الدرج سوى وهو شو كان نفسو مرتو هي يلي تحضرلو الفطور ع هالصبح مو الخدامة رولا... لإنو بحب وبفضل كتير تكون هي يلي المسؤولة عن كل شي بخصو مو الخدم... فبس يخف وحامها وصحتها تكون أحسن رح يزيدلها مهامها معو... ولف وجهو محاكي أمو: ها يما طمنيني عن رجليكي انشالله أحسن وما عم يتنفخوا (ينتفخوا) متل قبل؟ صارلي كم يوم بقول بدي اتطمن عليكي بس بنسى مع الشغل يلي علي...

أمو ردت عليه وهي عم تبتسملو بوجهو لإنها واثقة ابنها ما بنشغل عنها لشي تافه: لا الحمدلله بعد آخر مرة ما ردوا تنفخوا بس بحس مالي حمل الوقفة...

فرد عليها وهو عم يمشي معها ناحية الكنب المقابل للتلفزيون: ألف الحمدلله.. بس علشان نتطمن أكتر لازم بكرا ولا اليوم إذا فضيت بكير رح اخدك ع الدكتورة علشان بلاش يكون فيه شي لا قدر الله..

أم عبد العزيز هزت راسها مبعدة عنو ناحية كرسي المساج: انشالله يما ما يكون فيه غير العافية...

فرد عليها وهو عم يقعد قبالها فاتح التليفزيون ع قنوات الأخبار من ريموت يلي كان محطوط ع الطاولة: انشالله... ورد صوب عيونو ناحيتها... حجة دامك صاحية شو رأيك تفطري معاي؟ وغمزها...

أم عبد العزيز ابتسمت بوجهو وهي عم تضيّق عيونها بخجل من غمزتو وعم تعدل الحجاب الحاطتتو ع كتافها كرمال تلبسو في حالة الجد طلبها ولا ناس اجوها علشان ما يوقع ع ضهرها: أكيد ما بدها سؤال... منو بنفطر وبنحكي كم كلمة مع بعض لحالنا...

عبد العزيز هز راسو ساحب تليفون الأرضي: صار يا حجة... واتصل ع تليفون الخدم يلي بكون فيه منو نسخة موجودة في المطبخ ونسخة في غرفة نومهم... وهو مانو داري شو عم بصير بمرتو بنت دهب يلي رفعت ضهرها عن سريرهم بكره من حم وجعها يلي أول مرة بتحس فيه... فرفعت إيدها ع راسية السرير ساندة حالها تحتى توقف بشق الأنفس وهي شو مقهورة منو بعد الكلام يلي صار بينهم.... وعقلها رافض يتخلى ولا يتجاهل عن كلامو معها واللي فسرتو على إنو مانو طايقها ورح يتخلى عنها...

فكابرت ع حالها داخلة تتحمم محاولة تهون ع حالها... لإنها مفكرة إذا حست المية عم تنزل عليها... ممكن شد جسمها وحم وجع جنابها يخف... فسندت حالها ع الحيطة وهي حاطة إيدها التانية ع خصرها... وبطلوع الروح لشلحت يلي لابستو موقفة تحت الدوش يلي شو ما كانت حرارة ميتو رح تتحمم فيها... فتحممت بمية دافية من حسن حظها... وهي مو قادرة تفرك جسمها ولا حتى تحط شامبو لإنها معنية بس تخفف وجع خواصرها... ويتطهر جسمها من لمساتو المؤذية لإلها... ومن كتر مهي مو قادرة تتقبل قبلاتو ولمساتو من كلامو الجارح معها.... ومع انفعالها وتضخم مشاعرها شو صار مناها تسلخ جلدها عن عظمها وتحط بدالو جلد جديد خالي من لمساتو ...

ومن كتر استحقارها لنفسها غصبت نفسها تغسل شعرها بالشامبو وهي مو قادرة... فضغطت ع شفايفها بقوة كاتمة تأوهها... ولما حست الوجع بطّل يمزح معها حاولت بسرعة ما تخلي الشامبو ع شعرها قد ما بتقدر... وما صدقت تطفي المية وتطلع من الحمام لابسة الروب بدون ما تحط شي ع شعرها لتنفشو وهي عم تسند حالها ع أي شي قريب منها كرمال ما توقع... وهي عم بتأن بوجع... والكارثة هي موجوعة كتير... مو تفكر تقعد ولا تتمدد ولا تطلب مساعدة حدا... لأ إلا من كرهها لنفسها وقسوتها ع حالها كمّلت ع حالها بروحتها لغرفة الغيار وهي ما فيها حيل تمشي.. وبلا تركيز من عيونها يلي تملوا دموع... اختارت أي بنطلون جينز وبلوزة بتيجي إيدها عليهم بعشوائية... فحاولت تلبس البنطلون وهي مناها تصرخ من وجع عرقها وفخادها مع جنابها... فلبستو بطلوع الروح بدون ما تسكرو لإنو طلع ضيق مع بطنها الكبران شوي... وبكت بحرة تاركة زر البنطلون ولبست البلوزة بعد ما لبست حمالة الصدر بالغلط ونزلت بلوزتها اللي بازرة نفخة بطنها بزيادة مع جسمها الرطب... وشدت ع حالها طالعة من غرفة الغيار بدون ما تتطلع ع شكلها أو تقلق بتنشيف شعرها المبلل... والكارثة عيونها ما عم يشوفوا شي غير نهاية الجناح... وهي عم تتوجع بصوت بلكي يسمعها هو إذا كان قريب منها وعلى الرغم من إنو صوتها ما بنسمع حتى للي برا جناحها: مــــمــ بــطــنــي!!!

فتوقفت كم ثانية من عجّزها لتمشي بس لازم تمشي بلكي حدا يشوفها ويهون عليها وجعها... والمشكلة حاولت تصرخ بس تعجز لإنو الصراخ عندها معناتو عذاب أشد عند أبوها... فتبلع صرختها وتكتمها... وتحس وجعها مع كتمها لإلو عم بيزيد... فما بتعرف كيف قدرت تطلع من جناحهم وهي عم بتتكي ع حيطان القصر... وبس تهيألها صوتو جاي من تحت... جتها قوة رهيبة لتقرب من الدرج وتتأكد إذا عم بتهيألها ولا هو فعلًا موجود وهي مو مركزة بكلام حماتها القاعدة قبالو ع طاولة الفطور وهي عم تقلو: والله يا أمي بحس هادي البنت هتكون خطية برقبتنا يعني مو هاينلي تضلها بالبيت هون بدون ما تروح ع الأقل عند أهلها ولا حتى ع دكتورة الحمل لنتطمن عليها وعلى اللي ببطنها...

عبد العزيز تنهد بعجز: ايش بدك يا أمي اعمل... يعني بدك نقلبها نكد بيننا وحملها ما يستمر من أولو وننحط ببوز المدفع قدام الكل ونخلي الكل يطولنا بلسانهم... فما تخافي عليها يا حجة بس تمرق هالأربع أسابيع كل شي بتغير بإذن الله...

أم عبد العزيز مسحت ع وجهها بحزن ع حياة بنت قاتل زوجها عندهم ونطقت بعدها بنبرة عدم رضى وهي مو دارية إنو البنت الخايفة عليها عم تسمع كلامهم عنها: يعني يما حاول معها شوي مو سمعة لإلنا لا بتروح عند أهلها ولا حتى بتطلع تشوف جدك ولا حتى بتطلع تقعد برا... الحمل عمرو ما بدفن حدا هيك...

رفع وجهو مطالعها وهو عم يحاول يهوّن عليها وما يخليها تقلق بمرتو: شو نعمل يا يما إذا ربنا مقدرلها حملها يكون متعب غير نصبر ~~

قاطعتو أمو باعتراض: هادول مبررات يما قلي بصدق لو اختك مكانها شو عملت ما تكذب وقلي إياها خبط لزق بوجهي...

عبد العزيز بلع حرتو من سؤال أمو ووقف أكلو رادد: صلي ع النبي يا حجة لإنو إذا ناسية خليني ذكرك لو يعني مدخل للشيطان والمشاكل... بس رح قلك إياها خبط لزق متل ما بدك أنا بموت ولا استرخصها متل ما اَهلها استرخـ ... وقف نفسو مراجع حالو لإنو مو قيمة لإلو ولا لمرتو يلي هتكون أم لابنو يقول عنها قدام اهلو هيك... فعدّل كلامو مكمّل... ضحوا فيها كرمال الصلح معنا... أنا برجع كررلك مستعد أموت مليون مرة ولا أخلي أختي تروح ضحية تار كبير... كنك ناسية أنا شو عملت كرمالها لحتى بالأخير تقوليلي أفكر فيها بهيك مكان... وبالنهاية قدر الله وما شاء فعل....

جودي ما قدرت تتحمل أكتر من هيك... فبسرعة لفت راجعة لجناحها وهي عم تنكوي من وجع روحها وجسمها... بالوقت يلي أم عبد العزيز لفت لابنها يلي تحرك ناحية الدرج وهي مطنشة كل شي قالو لإنو علقت عند كلمة استرخصوها يلي ما كملها: استنى عندك شو قصدك باسترخصوها؟ يعني هي لعبة ولا شو؟!

عبد العزيز رد بنبرة مو مفهومة لغيرو: تطمني يا حجة ما بصير الا الكتابو الله... بعدين ما توجعي راسك بهيك قصص الله يخليكي فوق راسنا... ووجعات الراس خليها لإلي ولرجال العيلة.. وتحرك طالع الدرج وهو عم يقلها: بإذنك بدي الحق غير أواعيي بلاش اتأخر ع الشركة... سفرة دايمة يما... وكمل طلوع الدرج وهو حاسس بعيون أمو عليه.. وعم يحاكي حالو... لليش أمو مشغولة فيها... تتركها عليه هو المسؤول عنها وعارف شو الأحسن لإلها... وصح بحقلها تنصحو بس ما بحقلها تقلو حط اختك مكانها...

خير يا طير هو ما عندو مخافة الله وحشمة لرجولتو وللبنت يلي رباها من هي طفلة صغيرة... بعدين مين قلها هو مو منطوف ليروح معها ع دكتورة الحمل ليشوف صور الايكيو ويسمع نبض ابنو... بس مو وقتو لإنو مرتو المصونة مانها متحملة شي فأنُه (أيهما/أنوه/أنوو) أهم راحة مرتو وابنو؟ ولا يغصبها تروح تعمل الايكيو وتتوتر وحملها ما يستمر لا بعيد الشر أو يزداد خطورة!!!

صح إذا راح الله بعوضو... بس هو ما عندو قدرة يتحمل فكرة فقدانو ع هيك أسباب... كرمال هيك رح يتمسك فيه رغم كل شي... فبس ليمرق الشهر التالت الحكي الجد ببلش وبحلها ألف حلال... فكمّل لجناحو وهو مو عارف شاللي عم بستناه هناك... لأنو بنت دهب خلّص ما عاد فيها تتحمل من كتر ما شدت ع حالها من حم وجعها... وبجهد جهيد عم تحاول تتني ركبها من وجع عرقها اليسار كرمال تنزل ع الأرض قريب الحمام وما تبقى واقفة ع حيلها... ودموعها المختلطة بأنفاسها مغرقة طقاطيم وجهها العرقان المحمر... فشدت على عيونها محاكية حالها بصوت مهون خوفتها من وجعها لحالها: ارحــمــنــي!

مين يرحمها مو يلي عم يكبر ببطنها إلا هو يلي بنام جنبها وقدر يجرحها بهالعمق هادا بالكلام يلي قالو قبل شوي قدام أمو عنها وعن اهلها... فضغطت ع جنابها ناطقة من بين أسنانها لإنو الوجع وصل القمة عندها: امممممم...

وفجأة حست بدخول حدا عليها فبكت بحرقة أكيد ما في غيرو يلي رح ينقذها... ففتحت عيونها لافة ناحية مدخل غرفة النوم مطالعتو بوجع جسدي كبير ممزوج بخيبة كبيرة منو... وانفجرت بعدها من البكى وهي مو منتبهة ع لون وجهو يلي انخطف لونو بس لمحها عم تتوجع هيك من الدموع المعبية عيونها... فما بعرف كيف قرب منها متفحصها بذهول كيف قاعدة ع الأرض بزر بنطلونها المفتوح... وبلوزتها الماسكة ع جسمها مع العرق وشعرها الرطب... بدون لا تسمعو شو عم يقلها بصوتو الخايف عليها وهو عم يشيلها ع ايديه: مالك يا قلبي شاللي (شو اللي) عم بوجعك؟

هي خلص حاسة حالها رح تموت من وجع جنابها وروحها فمهما حاولت تكابر وما تطلب مساعدتو ما رح تقدر... لإنو وجع جسمها من التغيرات يلي عم تصير معها من ورا ثمرتهم يلي عم تكبر بأحشاءها... جبرتها لتركي راسها ع صدرو وتتمسك فيه برجا معلنة: رح مـوت مـن الــوجــع!!!!!

صوتها الموجوع وترو وضيعو خايف ليكون صاير عليهم شي... فبسرعة تركها ع السرير وهو عم يحاكيها: من وين موجوعة؟

ردت عليه وهي عم تضغط ع جنابها: عــم مــوت!!!

فهو فهم إنها عم تتوجع من جنابها فبسرعة باسها ع جبينها مخبرها: هلأ باخدكم ع المستشفى ما تخافي بإذن الله ما رح يصيرلكم شي... وبسرعة بعّد عنها داخل غرفتهم الغيار مدورلها ع شي مستور تلبسو... وتدردك من خوفو عليهم... هو جد غبي لإنو تركها ع راحتها من أول ما صحى عليها وحاسس عليها كأنها عم تتوجع... والأنكى حتى بعد ما رجع من صلاة الفجر هو كان حاسس مالها شي وفضل يسايرها هي الجاهلة بقصص الحمل كرمال ما يزعجها... فإذا رح يصير شي لابنو ما حد رح يتحمل الوزر غيرو هو... فسحب فستان فضفاض لونو أسود... مع أي شالة بتيجي إيدو عليها وركض لعندها وعيونو كاشفة كيف عم تتلوى تلوي من جنابها... بس ادنيه ما عم تسمع بشو عم تفكر عنو... وهي عم تحاكي حالها بحرقة.. (يـا رب رح مـوت... هـيـو راح ومـا سـأل) ولما فقدت الأمل منو... ما حست ألا على إيديه عم بتحركها وبرفع إيديها مشلحها البلوزة وهو عم بحس بتأنيب الضمير ع تساهلو معها... فنطق بخوف كبير عليهم: من متى وجعك؟

هي فتحت عيونها بخوف لما حست عليه عم يشلحها وبصوت خاطف نطقت: ايش عم~~ لكن البلوزة كتمت حسها لإنو شلحها إياها ورماها ع الأرض وهو مطنش سؤالها ملبسها الفستان من راسها وبعدها دخلو بإيديها: بسرعة جاوبي يا عمري من متى وجعك بلش؟؟؟

ردت من بين أنين وجعها: ممممم مـا بـعـرف!!

ما بتعرف... كان رح يشتم... فاستغفر ربو مبعد عنها بسرعة ساحب اللفة ملبسها إياها فوق شعرها المعرق الرطب ودخلو جوا فستانها من العجلة... وشهقت باعتراض بس حست بإيديه عم تسحب البنطلون وهو عم يقلها: ما تخافي هيني معكم... وإن شاء الله ما رح يكون في شي خطير عليكم...

وبسرعة قرب منها بدو يحملها إلا لمح رجليها ممكن ينكشفوا... فنطق بعجلة: اصبري علي لاجبلك بنطلون...

ما كانت سامعة شي من يلي قالو لإنو كان داخل غرفة الغيار ساحب بنطلون عريض ما بجي تحت فستانها بس إنو منيح كتسليكة حال لإلها وهي بمتل هيك وضع... فكانت هي عم تطالع باب غرفة الغيار بعيونها المليانة دموع وهي عم تنادي عليه بصوت مسموع لإلو كرمال ما يتركها تتوجع لحالها: عــــبــــد الــــعــــزيــــز!!

عــــبــــد الـــعـــزيـ~~

وسكتت بس لمحتلو طالعلها بسرعة وهو عم يقلها: هيني يا قلبي! هيني... وتنهد مقرب منها ملبسها إياه بعجلة موجعتها بزيادة مع رفع رجلها اليسار محل ما عرق رجلها اليسار عم يوجعها فبكت بحرقة وهو عم يهون عليها بكم كلمة: ما تخافي...

هيني معك..

اهدي...

بس مع بكاها هادا اختبص معها لإنو ما بعرف إذا هو وجعها هلأ ولا لأ... فحملها بدون ما يلبسها شي برجليها يلي سهي عنهم مع العجلة... وقربها من صدرو بحنية ممزوجة بخوف وقلق عليها وعلى يلي ببطنها وهو عم يقلها: آسف إذا وجعتك!

آسف... يا الله هادي الكلمة شو خلتها تحس تجاهو مع نبرة صوتو يلي اخترقتها بلا أي قرار منها... إنها هي ظالمتو... فبكت بحرقة ع نفسها من ظلمها لإلو... وحاولت تتحمل الوجع كرمالو... كرمال الحنية يلي حستها من صدق نبرتو... فما حست عليه غير نازل الدرج فيها بعجلة وهو مو عارف كم عم تتوجع من تني عرقها من حملانو لإلها وعم يؤمر بصوت عالي أمو يلي لسا كانت بدها تقوم عن طاولة السفرة وهي جد مزعوجة من ابنها وإهمالو لبنت الناس: أمي بسرعة غطي شعرك وتعالي معنا ع المستشفى؟

أم عبد العزيز بس سمعت صوتو ما بتعرف كيف الله أعطاها الحيل لتقوم فورًا مطالعة شو فيه... ولولا تمسكها بطاولة السفرة ولا لكان لا قدر الله وقعت هي والكرسي ع الأرض من فزتها السريعة لتشوف شو فيه وهي عم تقول: بسم الله... وبس لفت وجهها لامحتو حامل مرتو جودي نطقت بخوف: مالها جودي بنتي؟

عبد العزيز رد عليها وهو عم ينزل آخر درجة فيها وهي شو مناها تتخبى جواتو لإنها ما بدها تشوف حدا من اللخبطة المشاعرية الحاسة فيها من بعد ما اعتذارلها مع شعورها بالبرد والحر بنفس الوقت: ما بعرف مالها لقيتها ساندة حالها ع الأرض وعم تبكي وتشد ع جنابها...

وبسرعة كمل طريقو مهرول فيها سابق أمو يلي كعادتها بتكون لابسة شي مستور... فبسرعة رفعت اللفة (المنديل) مغطية شعرها وهي عم تحاول تداركهم بالهرولة رغم كبر سنها إلا بصوت عبد العزيز آمر الخدامة رولا يلي جت من المطبخ تشوف شو فيه من صوتهم الواصل لعندها لتطمن عليهم لإنهم بالنسبة لإلها متل عيلتها المحرومة منها من سنين طويلة وحتى أعز: بسرعة رولا افتحي الباب!

فما لحقت تفتحلو الباب إلا طلع بسرعة خاطفة وهو عم يسمع أنينها الموترو بزيادة...

فلفت رولا وجهها وراه وهي عم تقلو: الله يخفف عنها يـ ~~

إلا بصوت أمو الراكضة وراهم محذرها: اصحك تخبري الجد إنو في شي... ودبريها إذا سأل عنا...

وطلعت وراهم بدون لتستنى رولا لترد عليها بحرف واحد وهي عم تدعي ربها ما يصير شي للي ببطنها كرمال ابنها ما ينضر من ورا هالشي... وبسرعة فتحت الباب الوراني راكبة جنب جودي وهي عم تشوف ابنها عم يحرك السيارة بتسفيح... كرمال يلحق عيلتو الصغيرة يلي ما لحقت تكبر وتتوسع... فحطت امو حزام الأمان وهي عم تقلو: وطي شوي سرعتك لا بعيد الشر يما بلاش نكون بشي ونصير بشي تاني...

عبد العزيز وين يخفف... صوت بكاها عمالو عم يعذبو.. لإنو مانو قادر يتخيّل إنو رح يفقد ابنو... فدعا ربنا يحفظو... وهو عم يراقب كل شوي وضع مرتو... لكنو ما عم يلمح منها شي لإنو قعّدها ورا كرسيه... وهادا جننو... وعصبو بزيادة لإنو بتهاونو مع يلي عم بصير معها وجعها تضاعف... فمسح ع وجهو باللحظة القربت أمو منها محاكيتها بحنية: ما تقلقي يما انتي بس أهم شي مـــ ~~~~

جودي هزت راسها بنفي ما بدها إياهم قراب منها ولا بدها تسمع شو عم تقلها... خلص يسيبوها لحالها بحالها... لكن وين يا حسرة...

والكارثة هلأ وين لما أمو حطت إيدها ع جنبها اليمين راقيتها... وهي هون خافت من حماتها... ما بدها إياها تقرب منها... فركت راسها ع الكرسي وهي عم تغمض عيونها محركة إيدها اليمين ع بطنها وإيدها اليسار ع جنابها اليسار... وعم تحاول تكبت شهيقها وأنينها... لكن إلا ما كبتها يخونها ع سمعو هو الكل حواسو وعقلو معها... فبسرعة أتصل على عمو كرمال يزبطلو الوضع وما ياخدها ع الطوارئ إذا فيه جناح خاص ولا غرف فاضية.. لإنو ما بحب حدا يشاركو هيك لحظات... ومتعب بنفس الوقت لأمو تضلها واقفة ولا قاعدة على كراسي قسم الطوارئ غير المريحة... والكارثة عمو ما عم برد وناسي إنو هو بعرف عمو صارلو يومين بالأردن مشارك بندوة طبية... وفطن مع الوضع يلي هو فيه عندو أرقام معارف ناس اداريين بشتغلوا بالمستشفى فاتصل ع كم واحد منهم ليجهزلهم غرفة بس ما فيه حدا عم برد... فما بعرف كيف مع هالضغط هادا قدر يوصل المستشفى بعشر دقايق بدل ربع ساعة ولا نص ساعة لإنو الطرق فاضية من أزمات طلاب المدراس والموظفين الحكوميين... وهو بعقلو الطبيعي... وتليفونو عم برن من الناس يلي اتصل عليهم بس بعد شو... بعد ما وصل... فبسرعة كتم صوت تليفونو نازل حاملها وهو عم يقلها: هينا وصلنا ما تخافي ماشي!!

نعم ماشي؟ أي ماشي بتحكي عنها بعد يلي عملتو معها...

والمشكلة هلأ ما عادت قادرة تضلها تبكي حاسة جسمها زي المخدر من كتر ما الوجع زاد وتضاعف... وهو بس حسها شحبت بين إيديه حس خلص الزمن توقف بعيونو وما حد عالم باللي عم يمر فيه غير ربو يلي استعان فيه بسرو... فدخل فيها المستشفى وهو كل شوي يقلهم: بدي غرفة لإلها ما بدخلها الطوارئ...

فاضطروا ياخدوها ع غرفة لسا قبل بكم دقيقة كانت المرا الوالدة طالعة منها مع زوجها وأهلها والتانية كانت بالليل مروحة... فمن تقادير ربنا جت هادي الغرفة بالطابق التاني من نصيبها...

بس هلأ وين المشكلة الاسانسير بآخر طابق وهو ما فيه يتحمل يتأخر دقيقة عن معالجتها ولولا خوفو عليها وع ابنو الحاملة فيه بأحشائها ولا لكان (كان) ركض فيها من الطابق الأرضي ع الطابق التاني... بس للضرورة أحكام فتحمل معها وجعها وهو عم يقلها: هانت... ما ضل شي غير الدكتورة جاية لتكشف عليكي بإذن الله!

وينها الدكتورة يلي عم تقول عنها رح تيجي لتكشف عليها... بعيدة عنها شي... لإنها مو قادرة تتحمل أكتر من هيك... ما تيجي وترحمها وتخلصها من الوجع الهتك روحها... وبعدها ادراكها ضرب (وقف) وما حست ع شي حواليها كيف دخلوا الاسانسير وطلعوا منو... منزلينها ع السرير النظيف لإنو السرير التاني لسا مو مغير مفرشو وكل هادا مع تنقل أمو وراهم وهي لا من تمها ولا من كمها من خوفها ع بنت دهب لتفقد ابنها ويطلع ع راسهم بلى أزرق... فما فيه إلا كم دقيقة وهو عم يحاكي الممرضتين يلي كانوا عم يلحقوه: وين الدكتورة؟

إلا بدخلت الدكتورة الخطف (الدخول يلي ما بتحس ع صاحبو جاي مسرع إلا لما يتكلم) مع متدربة وهي عم ترد عليه بعجلة: هيني جيت يا أستاذ... سلامتها بنتنا من شو عم تشتكي؟

عبد العزيز رفع اكتافو بعجز: ما بعرف غير إنها عم تضغط ع جنابها...

فقربت الدكتورة معاينتها بعيونها بسرعة وهي عم تسألها: سامعتيني شي يا ~~

فقبل ما تسألهم شو اسمها رد عبد العزيز بنبرة خوف: جودي...

جودي سامعة شوي شو عم يقولوا بلا تركيز منها... فكل يلي عم تعملو ترد تبكي بدموعها الناشفة لإنو ما فيه دموع تنزل... وما بتعرف فجاة كيف حركت إيديها ناحيتو رغم تعبها وعجزها لتحرك إيديها ولا أي عضو من جسمها مع الوجع الحاسة فيه لعندو مطالبتو ما يتركها لحالها هون... وهو ما خيبها بحضن إيديها بكفوف إيديه وهو عم يحاكي الدكتورة عنها...

وهي مع حم الوجع وضغطها ع نفسها ما قدرت تسمع غير كم كلمة من كلامو هو والدكتورة مع بعضهم عنها....

مالها؟

~~~~~ جنابها عم يوجعوها؟

~~~~ غيرو؟

كم~~~~؟

وبس حست ع الدكتورة مقربة منها كرمال تتأكد بالزبط وين مكان وجعها.. فهي بمجرد ما قربت من جنبها اليسار تحركت متوجعة رافضة تقرب منها كمان مرة إلا بصوتو الحنون: عمري تحمليها علشان تخفي وتتحسني؟

صوتو وطريقة كلامو شو بتهون عليها وبتدعمها تتحمل بس فكرة إنها هي تتحسن؟؟

مستحيل الوجع الحاسة فيه مو طبيعي... فغمضت عيونها هاربة منهم لجواتها وما وعت إلا عم ينسحب منها دم... وبعدها مغذي مع مسكن للألم غير الخطر ع الحوامل عم يدخل لجسمها ... وهي مو مركزة شو عم يحكوا عنها... وهي أصلًا لو سمعت بدهم إياها تعمل فحص زراعة بول بس تتحسن كرمال يطمنوا ويشوفوا إذا سببوا التهابات ولا جفاف أو تنيناتهم سوى.... لكان ماتت بأرضها من العجز والهزل الحاسة فيه بجسمها... وما بتعرف بعدها كيف بلشوا عيونها يحرقوها ويتقلوا جابرينها ع النوم وهي عم تسمع الحوسة (الحركة) يلي حواليها وشاعرة بدفى إيديه واحتواءو بين التارة والتانية لجبينها ولا لكتفها أو لإيديها... وفقدتها بعدها الأحساس فيه من نومها بسلام بعد كل هالوجع يلي توجعتو... لتتركو يتنفس براحة بعد التوتر والخوف يلي عيشتو فيهم من خوفو عليها وعلى ابنو يلي الله أعلم كيف ما نزل مع الوجع يلي توجعتو... فحرر إيديها من إيديه بعد ما حس ما عاد فيه ضجة حواليه وأفكارو راقت.... لافف ع أمو محاكيها: أمي بدك اجبلك شي معاي لإنو بدي خلّص مع المستشفى اجراءات الدخول...

أمو ردت عليه بهدوء وهي شو شاحبة وجسمها هامد من كتر خوفها وقلقها ع كنتها وع اللي ببطنها: لأ ما بدي غير سلامتك..

طالع أمو نظرة تعجب... عارفها ما بتحب تتقل ع حدا ودايمًا شو بتجيب بترضى بس إذا سألتها بتمتنع... فسايرها طالع من عندهم وهو مخطط يجيبلها شي تاكلو وتشربو... ويعملو شي يبيض فيه وجهو مع مدامتو بعد تقصيرو معها... وهو عم يفكر فعلًا يفاجئها بشي خاص بينهم بعيد عن عيون الكل.. فشو اللي لازم يعملو عشان يراضيها فيه ونفسيتها تتحسن...

فالأحسن بالأول يخلص الإجراءات يلي تأخر عليها... فتحرك لمكتب الاستقبال مخلص معهم... وبعدها بعّد عنهم متصل على جدو يلي رد عليه من أول ما اتصل: الحمدلله على سلامة المدام!

عبد العزيز ابتسم غصب عنو رادد: عيونك ورانا يا حج؟!

الجد رد عليه وهو قاعد بالقعدة البرانية مفقد شغل البستنجية بالحديقة: لا وراكم ولا قدامكم... وسيبك مني هلأ وقلي إذا مرتك من أول حملها مستشفيات عمري ما بشوف وجه حفيدي يخي أرخي شوي عليها... أنا ساكت ساكت بس لا يعني غشيم...

عبد العزيز مسح ع وجهو: أيوة كمّلت! قلي شو بدك اعمللها ع بساط أحمدي يا أبو ضرغام؟

الجد رفع حاجبو ناطق: أنا بقول خليها تتنفس شوي من أول ما تزوجتها يا ظالم ما طلعت إلا مرة وإنتا عارف وين... يخي فرح قلبها شوي حسسني إنك متزوج جديد مو ختيار زهقان الدنيا...

عبد العزيز مسك ضحكتو: والله ما توقعتها منك... ما إنتا عارف البير وغطاه وسيبك من هالكلام ودامك عارف سهلتها علي فخليني سـ~ (سكر)

قاطعو الجد وهو مبتسم: عارف البير وغطاه بس يلي ما عرفتو وشفتو خوفك على ابنك... راحت علي... سيدي (تعبير بدل ع الحسرة) المهم طلّع شي من مالك علشان ما صارلهم شي... وخلينا نفرّح قلبها مش احنا بنكرم ستاتنا... فأنا خططت وعزمت النية وقلت قلك من هلأ بكرا رح أعمل عزومة لإنو عماتك أكلوا راسي من كتر مانهم عاجبهم تقل مرتك معهم... وضحك.. آمنا بالله انك تقيل بس مرتك كمان تكون هيك كتير علينا... فيعني خفف (بمعنى ما تشد عليها وفاهم يعني إنتا يلي فاصلها عنا)...

عبد العزيز سلّك معو وهو حاسس حالو شد وما شد بنفس الوقت... بس كأنو صار وقت التنفيس عنها لأم أظافر بتخرمش: صار... ويلا خليني اتسهل...

الجد كتم ابتسامتو بسرو رادد: ماشي الله يسهلك!

وسكر الخط معو... كرمال يفكر شو يجيبلها... وهو عم يعمل عصف ذهني لمرتو شو بتحب... علشان يعرف بإيش يفاجئها بدون ما يستعين بجوري أختو يلي بتعرف كتير أشياء عنها... كرمال ما يدخلها بقصصهم... وأصلًا ما فكر يستعين فيها... لإنو هادي مشكلتو هو بس... مش مشكلتها هي معهم... وكمّل طريقو للكافتيريا يجيبلهم شي ياكلوه وهو مانو داري عن أختو جوري يلي صحت من نومها وقايمة تدور ع جودي كرمال تتطمن مخططها جاب أكلو ولا لأ... وهي ع تبتسم بحبور... فبس دخلت الجناح بدون ما تدق الباب لامحتو منظف بدقة متناهية دالة ما في حدا عايش هون أو كأنو مجهز ليستقبل حدا راجع من مكان بعيد...فجف حلقها بسرعة مفقّدة الحمام وغرفة الغيار من شعورها فيه شي لإنو ولا مرة لمحت هيك السرير مرتب من يوم ما دخلتو بنت دهب المستهجنة عدم وجودها فيه... فكبروا عيونها معلقة بصوت بدون ما تحس: ايش فيه !!! هادي وين راحت بدوني؟ وبسرعة ركضت لعند الدرج تشوف شو فيه... بلكن تكون قاعدة مع أمها ولا عم تاكل لحالها تحت... رغم إنها مستحيل جودي تعملهم بس الخوف بخلي الإنسان يتوقع العجب... فنزلت الدرج ركض وهي عم بترجع شعرها الناعم لورا ... مفقدة وجودها بالصالون... بس مالها كمان هون إي وجود... فركض نزلت بقية الدرجات منادية ع رولا الكانت قاعدة بالمطبخ عم تقرأ بالوقت يلي فيه ماجدة عم تحضر الأكل لأهل البيت: رولــــــا؟

رولا بس سمعت صوت جوري ركض تركت الكتاب مهرولة تشوف فيه إلا تقابلت معها بنص الصالون فخفت سرعتها بالمشي رادة: نعم يا آنسة! بدك مني شي؟

جوري ردت عليها وهي عم تتخصر بعصبية رهيبة: وينها جودي؟

وين جودي مش وينها امي... أكيد شو بدو يخليها تسأل عن أمها إذا حافظة ومتعودة أمها بهيك وقت ببيت جدها غالبًا بتكون.. فردت الخدامة رولا بنبرة متوترة: المسكينة مدام جودي كانت موجوعة ومو قادرة فاخدها البيك وأمك ع المستشفى..

جوري بس سمعت كلامها نشف ريقها وانخطف لونها وحطت إيدها على قلبها رادة بصوت مخطوف: طيب ليه ما خبرتوني من أول ما صار الإشي؟

الخدامة رولا حاولت تمتص صدمتها وهي عم تبررلها: يا آنسة مو من الأدب نجي نصحيكي ع هيك خبر..

جوري نفخت خدها ولفت حالها طالعة لجناحها وهي عم تحاكي حالها: هادا يلي كان ناقصني ... حضرتهم ما خبروني وكأني رجل كرسي ... ولا شفافة وما بهمني كون معهم... وسحبت تليفونها متصلة ع أمها وأخوها كرمال تتطمن عليها... بس لا أم بترد ولا أخ بسد... ولعت معها وبشلت تحكي معها أخماس بأسداس... وعبرت غرفة غيارها لابستلها شي كرمال تروح عند جودي المسكينة... ومنتظرة حدا فيهم يرد عليها... وهي مو عارفة أمها ما فيها ترد عليها لإنها تاركة تليفونها بالبيت غصب عنها لإنو ما كان معها وقت لتلحق تجيب تليفونها مع وضع كنتها المريب... في حين أخوها كان كاتم صوت تليفونو ومشغول بشرى أكل وورد للمدام المريضة ولأمو يلي تعبت معهم خلال هالأكم ساعة فرجعلهم مفاجئ أمو بضمة الورد الجميلة الشاريها لمرتو واللي فرحت قلبها يعني ما يخلي كنتها تنبسطلها شوي.. وطبق الباب وراه عابر لنص الغرفة منزل كيس الأكل والشرب يلي شراه من الكافتيريا وهو عم يقول لأمو: تفضلي يما!

ولف تارك الضمة ع كرسي من كراسي الغرفة البعيدة عنها.. وهو مو منتبه ع أمو يلي ردت عليه وهي مبسوطة ع الضمة يلي شراها لمرتو وخجلانة لإنها فعلًا ما بتحب تتقل عليه: تسلم يما... وسكتت بعدها لكنها ردت تكلمت فورًا بس فطنت أختو التاركينها بالبيت مع الخدم: يما ممكن تعطيني تليفونك حاكي اختك اتطمن عليها لإنو تليفوني ضلو بالبيت.... ولف عليها سامع باقي كلامها وهو عم يسحب التليفون من جيبتو... بعدين مرتك كان جبتلها غيار تاني غير يلي لابستو يعني.... فمدلها إياه ماخدتو منو بعد ما دخللها ع رقم الأخت جوري وهي لسا مكمّلة بكلامها.... لا فيه شي برجلها واللابستو ما بليق بعروس صغيرة متجوزة جديد!

عبد العزيز هز راسو وهو عم يقعد قبالها: صح كلامك يما... هلأ برد ع البيت بجيبلها غيار... فالمهم هلأ إنو الحمدلله القصة عدت ع خير...

ردت أم عبد العزيز بتأييد وهي عم تاخد التليفون منو: آه والله ألف الحمدلله حتى... وضغطت متصلة على بنتها المشتاطة ع الآخر منهم.. بالوقت يلي رجّع راسو لورا وهو عم يكتف إيديه ومبين عليه الارهاق...

ما هو السؤال الطبيعي والمنطقي كيف ما بدو يتعب وهو مانو نايم إلا يا دوبو تلات ساعات... ففوق تعبو وقلة نومو لازم يعتني بمرتو هلأ ويفكر بشي يهديها إياه... فرفع حاجبو أول ما سمع أمو عم تحاكي اختو جوري المعصبة منهم على عدم ردهم على اتصالاتها عليهم: صحة النومة يـمـ ~

فنطق مقاطعهم: أمي خبريها تخلي رولا تحطلها غيار وهي تجهز حالها علشان بدي جيبها معاي بس ارجع...

أم عبد العزيز لبت طلبو رغم إنو شايفة مالو داعي يجيبها: متل ما بتحب! وهي عم تسمع كلام بنتها المعصبة منها لإنها ما عم بترد ع اتصالاتها لا هي ولا ابنها العزيز... وقبل كل هادا هي شو رجل طاولة ولا شفافة مالها قيمة لتعرف من رولا ولا ماجدة (مسكينة المدام اخدها البيك ع المستشفى): أي صح النومة وجودي اخدتوها ع المستشفى بدون ما تاخدوني... ومطنشين اتصالاتي كأني مو بنتكم... وتنفست موطية حدة صوتها... خير متصلة علي بعد ما طنشتوني... وخبريني انشالله ما صار عليها وعلى البيبي شي؟

أم عبد العزيز مالها خلق كلامها فردت بجمود مسايرتها فيه علشان ابنها قاعد قبالها ولا لكان ما أعطتها مجال تنطق بحرف واحد مع راسها المصدع: لأ الحمدلله ما صار عليهم شي... وأخوكي بقلك جهزي حالك...

جوري ردت باندفاعية لإنها كانت لابسة ومجهزة حالها... مستنية أخوها الحِنين يجي ياخدها لعندها لإنو هو وأمها مستحيل يطلعوها مواصلات بالسيارة الخاصة ولا غيرو وهي لحالها: مجهزة حالي بس إلا روح اشكيكم لجدي من كتر ماني معصبة منكم...

أم عبد العزيز بس سمعت ذكر جدها واللي معروف عنو صديقها المقرب وصندوق أسرارها خافت: اصحك (اوعي/ صحصحي من هبلك) وخلي رولا تحطلها غيار كامل مع شي تلبسو برجلها فاهمة!

جوري ردت بجكر: هو ضل فيها فهم بعد ما صحيت سكري الخط يما لبلاش انجل~ (انجلط)...

أم عبد العزيز سكرت الخط بوجهها مختصرة ع حالها وجعة الراس ورفعت دقنها اتجاه ابنها إلا انتبهت عليه تعبان فمدتلو التليفون وهي عم تقترح عليه: يما إذا تعبان بلاش ترو~~

عبد العزيز عدل قعدتو مقاطعها: لا ماني تعبان يا حجة ما تقلقي علي... ومد إيدو ساحب تليفونو منها مكمّل ... وخليني لحق جيبلها غيارها قبل ما يروحوها...

أم عبد العزيز هزت راسها بتفهم وتنهدت رادة: الله يسهلك!

ولف طالع من المستشفى وهو فعلًا محتاج متل هيك دعوة... لإنو ما بعرف معها إذا رح يقدر يرضيها بكم مفاجئة ولا لأ... فهو رح يعمل يلي عليه والباقي ع ربو... فحرك سيارتو وهو شغال ع هالموضوع ومأخر شغلو شوي كرمال يرضيها... بالوقت يلي جوري الصديقة المخلصة جهزت فيه هي بإيدها غيار كامل من فوق لتحت لجودي المسكينة وبسرعة اخدتهم معها لجناحها حاطتهم بشنطة من شنطها المطبوع عليها كلمات عربية متنوعة متل (شغف، حب، ابتسم، اشراق، تألق، أبدع) ع أمل الوقت يمضى وما تحس عليه غير جاي... وبعد ما سحبت تليفونها وشنطتها الصغيرة يلي فيها مصاري علشان تشتري لجودي ورد تتحمدلها فيه ع سلامتها... طلعت بعجلة وهي عم تشحن لسانها بجمل وكلمات رح تجنن أمها فيهم من كتر عصبيتها وغيظها علشانها ما راحت معهم... ومع تململها قعدت بالقعدة الخارجية ضامة الشنطة يلي بإيدها لصدرها مستنية أخوها الكريم ع أحر من الجمر وهي قاعدة ع أعصابها ليجي ياخدها... إلا برنة تليفونها فبسرعة رفعتو رادة عليه من اعتقادها عبد العزيز رجعلها إلا اتريه جدها متصل... فسكرت بكل عين قوية الخط بوجهو... وهي عم تتنفتر... شكلها دورتها قربت من النار الحاسة فيها وعصبيتها من كلشي... فرد الجد اتصل عليها وهي بس لمحت اسمو بكل ثقة سكرت الخط بوجهو وهي مو عارفة ولا منتبهة ع جدها يلي ترك مراقبة شغل البستنجية لحديقتو الغالية ع قلبو ليتسلى فيها... مو الفاضي بشتغل قاضي... فضحك عليها مكرر اتصالو لتالت مرة فردت بحرة: جدي شو بدك مني أبو إصبع معصب هلأ (قصدها نفسها)...

الجد انفجر ضحك ع ردها: هههههه والله ما هو شي جديد عليك يا أبو اصبع غير أنك تقلان علينا شو كنو(كأنو) مرت أخوكي عدتك؟

جوري مسحت ع وجهها يلي لفتو وهي جد مالها خلق حدا فجت بدها ترد إلا لمحتو لافف عليها من بعيد وعم يضحك عليها... فسكرت بوجهو رايحة لعندو تقاتلو وتكب بلاها عليه...

فالجد علق بصوت يا دوب مسموع للقريب منو قبل البعيد: جت مع لسانها السيف... ومشي لعندها قاطع عليها المسافة... تعالي تعالي هون ع شو جايتني متل القتالة القتلة... وسحب شي من جيبتو مكمّل كلامو قبل ما تنطق: هدول بتجيبي فيهم شي حلو لمرت أخوكي بعرفك مزوقة!!

جوري فقّدت بعيونها شو طال من جيبتو وبس شافتو طايل كم مية علقت ببرود: جدي عم تمزح معاي هدول ما بعبوا عيني... ورفعت إيدها بكل ثقة: حط كم ألف جيبلها شي بليق باسم شامخ الخيّال... شو بدك تخجلني وتخجل حالك بهالعمر قدام مرت حفيدك والله ما توقعتها منك!!

الجد رفع إيدو دافعها من كتفها: إنتي ما بقدر عليكي غير ربنا يا أم لسان طويل... ورجّع إيدو ع جيبتو مضاعف المبلغ وهو عم يسمع ردها: بعجبك أنا... شو مفكر حالك سنين عم تربي تور ما بفهم..

الجد مدلها إيدو اليمين بدو يعطيها ألف إلا سحبت صفطة المصاري كلها من إيدو اليسار: ما تنسى هديتي يلي قلتلي عنها برمضان إذا طلعت حامل... وطبعًا هي تضاعفت مع تأخر دفع المبلغ المتفق عليه... وغير هيك حق تعبي للف لجيبلها شي بليق باسمك..

الجد رفع حواجبو متعجب منها: أنا من برودك والكلام يلي بتحكيه بقول فيكي عرق يهودي... ورفع إيدو قارصها... مش لو ربتلي تور ما بفهم أحسن منك يا أم لسان طويل ~~~~

وباقي كلامو طار بعيد عن سمعها بمجرد ما سمعت صوت سيارة جت... فبسرعة بعدت إيد جدها عن خدها وهي عم تقلو بصوت عالي: جدي من هلأ بذكرك إذا طلعت حامل ببنت متل ما أنا توقعت إلا تجيبلي سيارة وإذا طلع ولد متل مانك متوقع رح أدرس هادا الفصل بالجامعة لو بالالتحاق....

وركضت وهي عم تسمع رد جدها: والله خربتي يا بنت~~~~~~

وما سمعت الباقي لإنو بعّدت كتير عنو... وعقلها بس مركز إنها لازم تروح عند مرت أخوها فلما لمحت أخوها عم ينزل من السيارة خافت ليكون ما بدو ياخدها معاه فنطقت بصوت منفعل وهي عم ترفع شنطة غيار جودي بأيدها اليمين: عبد العزيز بلاش تدخل معاي شنطة غيارها...

عبد العزيز قاطعها وهو عم يكمّل للبيت: تمام بس بدي جيب كم شي من مكتبي وارجع فأركبي لحد ماني راجع... ودخل البيت بسرعة جايب اغراضو يلي بحتاجهم مع لابتوبو ليشتغل عليهم شوي وهو قاعد معها بالمستشفى... لإنو ما بعرف يضلو قاعد لساعات طويلة بس حاطط رجل ع رجل... ورد للسيارة راكب وهو عم يطلب منها تحط شنطة لابتوبو ورا كرسيها للي شو هدي بالها بس ضمنت إنها هتروح معاه لعند مرتو يلي بتحبها من كل قلبها وهي لساتها ماسكة صفطة المصاري بإيديها من العجقة فلف عليها وهو عم يحط حزام الأمان: حطيها (شنطة اللابتوب) ورا!

فبسرعة خبت المصاري جوا شنطتها وسحبتها منو حاطتها وراها وهي عم تحاكيه بدون ما تذكر اسمو ولا تدليعو لإنها مزعوجة منو ومن أمو ع عملتهم المالها طعمة معها: خلينا نمر ع محل ورود اجيبلها شي... يعني مو حلو فوت عليها وماني حاملة شي...

عبد العزيز لف متهبل عليها: كبرانة يا بنت وصايرة تفكري لبعيد بس ما تقلقي جبتلها... وغمزها ... شو قصة المصاري يلي كانوا معك... ليكون جدي ~~

جوري ردت عليه وهي عم تسبل بعيونها ببرود: شؤون خاصة!

عبد العزيز ضربها بمزح ع راسها: وليه لسانك طولان علي قصيه لاقصو...

جوري لفت فاتحة الشباك مطالعة الناس بعد ما شغلت الراديو تسمع شي لإنها ما بدها تعصب حالها اكتر من هيك ولا ترمي كلمة بالوقت الغلط... ولفت وجهها عليه بس سمعتو عم يحاكي عاصي زوج عمتها وهو عم يحط السماعة اللاسلكية ع ادنو اليمين: آه عاصي!

وشهقت بس تذكرت إنها نسيت تخبر أريام اللي صار... فردت طنشت رغبتها لإنها مالها خلق للقيل والقال... ولفت وجهها تطالع الناس والشوارع وهي مركزة بكلام أخوها: لأ ما رحت لإني اخدت المدام ع المستشفى...

عاصي رد عليه وهو عم يطالع ابنو يلي بلش يمشي لحالو بدون ما يتسند ع شي وهو عم كل كم لحظة يلف عليه بمعنى بابا شوفني كيف عم بمشي: والله أنا اتصلت عليك كرمال قلك وصلني الملف وخبرك الكتكوت ابني صار يمشي لحالو...

عبد العزيز فرح ع الخبرين: حلو حلو... يلا بكرا بإذن الله بشوفك مع كتكوتك بعزيمة جدي... وقلي هلأ متى فاضي لتجيبلي الملف...

عاصي رد عليه وهو عم يقوم مقرب من ابنو: هلأ قلي وين بدك لاجيبلك إياه؟

عبد العزيز رد عليه وهو عم يدخل من مدخل المستشفى: تعال ع المستشفى (مستشفى الخيّال) ... ويلا برجعلك بعدين اجاني اتصال تاني... وسكر منو قبل ما يسمع منو أي رد... رادد ع الاتصال التاني... وجوري ساكتة وعم تفكر بجودي النايمة ع السرير بغرفة من غرف المستشفى يلي بالطابق التاني بعد معاناة طويلة مع الوجع وهي عم تتنفس بانتظام مع تقل... ووجهها شو باين عليه البهتان من عيونها المنتفخين من تحت منبع عيونها من كترة البكى... ومن شفتها الجافة والمجروحة شوية من ضغطها عليهم من محاولة كبتها لوجعها.. ومن لفتها الشبه مرتبة ع شعرها... وكل هالعلامات المدلة ع تعبها مروا بعيون أم عبد العزيز القاعدة قبالها وهي زعلانة على حالتها وعم تطالع وجهها الرقيق بخوف من يلي جاي بعد الكلام يلي دار بينها وبين ابنها... ولكن بنفس الوقت هي مرتاحة لحدٍ ما لإنو مرق اليوم بدون ما تفقد الجنين يلي عم يكبر بأحشاءها... ولإنو خبرتها الممرضة يلي جت قبل شوي لتحط نتايج فحوصاتها للدكتورة المسؤولة عنها... وهي عم تفصل المغذي يلي خلص عن أيد كنتها "عندها جفاف ونقص فتيامنيات وبضل بس عليها تعمل فحص زراعة البول بس تتحسن"

فتنهدت محاكية حالها (ألف الحمدلله اللي الله تلطف فيها وكان وضعها مجرد جفاف ونقص كم شي بجسمها.... مو من التوتر وتعب النفسية) فضحكت ببلاهة مكملة... (ع مين عم تتهبلي يا أمينة.. أصلًا واضح من شكلها إنو نفسيتها مو كتير... أكيد كل هالبرود بينهم من يلي صار بأول أسبوع إلها عنا من ورا بنت حماي نداء... فالله يسامحك يا نداء ع هيك عملة لإنك خربتي الدنيا فيها)... فردت تنهدت بتقل وهي شو شفقانة عليها... وعم تحاكي جودي بسرها.. (والله إنك يا بنتي عزيزة علي... بس شو نعمل بالظروف اللي خلتنا نعامل بعضنا هيك... لدرجة بخاف قلك شي وخربها عليكي مع ابني من جهلك... ممكن لو دخلتي بيتنا بزيجة طبيعية لوالله حطيتك ع راسي من فوق من لسانك القصير وإيديك المكتفية... لانك (مانك) سراقة ولا عيونك زايغة ولا طماعة ولا بدها كلشي... ولا لسانك مشغول بالناس والفتن... اللي متلك يا بنتي نادر بس شو نعمل إذا الظروف جت هيك... فاللهم لا اعتراض ع حكمك والله يستر من جاي ~~

إلا بدقة الباب مقاطعة كلامها مع نفسها ومسرعة دقات قلبها من خوفها ليكون حماها دري لإنو لا معها تليفون وفوقهم هي لحالها هون مع جودي الموجوعة والغرقانة بالنوم مع الوجع... فقامت غاصبة حالها لتشوف مين وهي عم تحاول تشجع نفسها... بس كيف وعقلها عم يفكر بحماها ففتحت الباب ناهية النقاش مع حالها بدون ما تسأل مين... ودهشت بس لمحت أرسلان واقف قبالها وهو راسم ع وجهو أكبر ابتسامة وعم يكلمها بصوت رحب: جيت أشوف تقرير مريضتنا أول ما سمعت إنكم هون!

أم عبد العزيز ابتسمت بوجهو بهدوء بس شافتو لحالو وبعدت عن الباب وهي عم تقلو: تفضل يا ابني...

أرسلان تردد يدخل كرمال مرت ابن عمو واللي معروف عنو ما بتهاون بقصص الاختلاط وهو تربى ع هيك شي... فيعني لو هي مريضة غريبة عنو لدخل وطلع عادي بس بحدود الاحتشام لكن هادي مرت عبد العزيز واللي بكون ابن عمو فبحب يبقى ع تحفظ بهادا الموضوع احترامًا للخصوصية: الله يزيد فضلك ونطق بذكاء مؤخر دخولو.. بس وين ابن العم؟

أم عبد العزيز ردت بعفوية لإنها عارفة أرسلان مو شغل لف ودوران وبتصيّد بالمية العكرة: راح يجيب أختو!

هز أرسلان راسو بتمشية حال: الله يسهلو يا رب... وابتسم بوجهها مسلك نفسو بالكلام... هو أنا بالحقيقة يا حلوتنا سبقت الدكتورة كرمال سلم عليكم واتحمدلها بالسلامة... بس دام ابن العم مو هون برجع بعد شوي مع الدكتورة.. وغمزها... فبتوصيني ع شي قبل ما روح؟

أمينة هزت راسها رادة بود وتقدير لأرسلان يلي فعلًا بتحبو لإنو تقريبًا ربي هو ع إيديها وع إيدين مرت عمو كوثر من بعد ما أمو ماتت من ولادتها المتعسرة وهو طفل بعمر الأيام: لا ما بدي شي يا ابني فتسهل ع شغلك الله يرضى عليك..

أرسلان طالعها بحب كبير رادد عليها: آمين! ولف معطيها ضهرو إلا لمح جوري الجاية لعندهم متحمسة بعد ما نزلها عبد العزيز قدام مدخل المستشفى الرئيسي مخبرها بأي طابق هي وبغرفة كم... فابتسمت بوجهو أول ما تقابلت عيونهم ببعضهم وهي شو فرحانة إنها جاية تشوف جودي وتتطمن عليها بعيونها يلي بحبوها: أهلًا بابن العم كيفك؟

أرسلان ردلها البسمة بإحترام: من الله منيح وانتي؟

جوري مدت بوزها بعفوية: أنا الحمد لله بس سيبك من اخباري وإنتا عندك كل الاخبار طمني عن جودي؟ وتخصرت منتظرة ردو...

أرسلان دخل إيديه داخل روب شغلو الأبيض: ما تخافي عليها بعد شوية بنطلعها بس ها لازمها اهتمام~~

جوري ابتسمت براحة مقاطعتو: إذا هيك بسيطة من عيوني رح اهتم فيها آخر اهتمام والحمد لله ما صار عليها شي ولا ع البيبي...

أرسلان قرب حواجبو من بعضهم مصغر عيونو بمزح لافف لمرتعمو: قولي إنك خايفة ع البيبي!

جوري ردت مدافعة عن حبها لإلها بإخلاص تام: لا والله خايفة عليهم الاتنين بعدين إنتا واضح شو بتحب الخير وجاي تخربها بيننا....

أرسلان ضحك بوجهها: هادا يلي طلع منك يا أم لسان طويل... ماشي يا ستي أنا لازم اروح أكمل مناوبتي وبرجع اشوفكم مع الدكتورة قبل ما يعطوكم إذن الخروج بإذن الله...

أم عبد العزيز ردت عليه وهي عم تحجر بنتها المطقعة أم لسان طويل ع اللي عملتو: الله يسهلك...

فتحرك مبعد عنها وهو عم يقول: آمين.. وفجأة لف نص لفة لجوري معلن: وصح مبارك لبسك المنديل (الحجاب)..

جوري سبلت عيونها ببياخة: مبكر بالله... صارلي فترة لابستو...

أرسلان كتم ضحكتو واكتفى برد: حفيدة شامخ الخيّال شو بدو يطلع منها... ولف مكمّل طريقو وهو مبتسم عليها... وعم يعلق بسرو... ولا بتتغير...

فبس بعد من هون أم عبد العزيز مسكت بنتها من إيدها من هون معجلتها لتدخل الغرفة... وهمستلها بعد ما سكرت الباب: عيب تحاكيه هيك وتطالعيه بقوة... وين الاحترام مفكرة حالك بنت صغيرة مانها متعلمة الأدب..

جوري مبلدة ولا حاسة إنها عاملة شي غلط فعقبت ع كلام أمها وهي حاسة مزاجها خرب من سماعها هالكلام: هو أنا شو عملت غير قلت الحقيقة بعدين...بس ولا زعلك المرة الجاي بحاول بس مو أكيد... ولفت وجهها مغيرة الموضوع: المهم هلأ ايش صار معها تحتى تتعب وتجبوها ع المستشفى بدون ما تاخدوني معها.. وتخصرت بعدم رضى...

أم عبد العزيز طالعتها من طرف عيونها مجاوبتها: لسا إلك عين تحكي... كان فطّنتي حالك لتصحي بكير...

جوري بلعت ريقها مسايرة أمها: صح كلامك.. المهم جوجو شاللي صار معها... تركتها امبارح وما فيها أي بلى؟

أم عبد العزيز لفت مطالعتها ناطقة بهمس: شو قصدك وليه؟ وشو بدور بعقلك علشان تهتمي كل هالقد... انا خابزتك وعاجنتك يا أبو إصبع الاعتراض...

جوري ردت ببرود لتشيل عنها الشك: ما فيه شي بس مالك يا حجة علي... اكلتيني بقشوري... بعدين البنت تعبانة... جايين نتعبها ونزيد تعبها شو هالعيلة الحما يلي عندها خزاة العين عنا...

أم عبد العزيز كتمت ضحكتها لإنها بتحس حالها ما بتحكي مع بنتها إلا مع وحدة مطقعة للدنيا كلها: انتي في حدا بقدر ياكلك صدق أرسلان لما قال حفيدة شامخ...

جوري تنهدت بدها تفهم مال جودي: طيب فهميني مالها... زهقت وأنا عم كرر السؤال...

أم عبد العزيز ضربتها بخفة ع كتفها وقعدت ع الكرسي مجاوبتها: عارفة السوسة يلي عم تدور ببالك بس تريحي يا فضولية لا ما في شي بخوّف وما تشغلي بالك إنو أخوكي ضرها لكن هي عندها نقص حديد وفيتامينات وغير الجفـ ~~ وفجأة لفت عليها مغيرة مجرى كلامها... إنتي لليش بتوجعي راسك بهيك قصص... هاتي خبريني..

جوري ولا معها خبر: بجاوبك بس ابحث شو دخل هدول بروحتها للمستشفى..

أم عبد العزيز فتّحت عيونها بذهول من ردها المستنكرتو: كأنك عم تشككي بكلامي..

جوري لفت لإلها بتودد: يا حجة صلي ع النبي والله ما رحمتيني من أول شفتيني جاية لعندكم وإنتي نازلة فيي سلخ... إن قلت خير أولتيه شر... وابتسمت بوجهها... صح عادي صحيها..

أم عبد العزيز جحرتها: لا خليها نايمة ومرتاحة... ملحقة حضرتك ع الحكي معها... بعدين مية مرة صرت قايلتلك مصطلحات الشارع مو عندي بتنحكى... سلخ ومدري شو!!

جوري تنهدت بهمس هي شاللي جابها هون... واضح أمها مزعوجة من شي فحبت تلف عليها مقربة منها: من عيوني يا أحلى آمون... ورفعت إيديها ع خدود أمها مغيرة مزاجها... يسعدلي خدودها التفاح يا ناس...

أم عبد العزيز خجلت منها فبسرعة بعدتها عنها ناطقة بحزم مخبية فيه خجلها: إلا صح وينو اخوكي وغيار مرتو؟

جوري ردت بعجلة: أنا سبقتو لهون بعد ما تركتلو شنطة غيارها ليحملها هو مش هو جوزها يتعلم مسؤوليتها...

أم عبد العزيز دقتها بإيدها طالبة منها: تأدبي!

جوري تنهدت لإنو شكلو الكل مو طايق نفسو فسايرتها لإنها مهتمة بجودي: حاضر... بعدين مو سألتيني وينو راح يصلي الظهر لإنو أدن آدان الظهر أول ما وصلنا...

أم عبد العزيز شهقت: معقول والله ما سمعتو... خليني بسرعة أقوم اتوضى وأصليه (واصليه) حاضر....

وقامت من جنبها لغرفة الحمام... وجوري هون يا فرحة قلبها كرمال تصحي حلوة أخوها وتتكلم معها... فلفت وجهها مفقّدة الغرفة كتصبيرة لإلها لحد ما أمها تصل الحمام إلا لمحت كم كرسي مع طاولتين قصار وعلى وحدة منهم فيه وجبتين أكل مع بعض المشروبات وكمان سرير فاضي.. فحركت عيونها ببرود إلا جت عيونها سهوًا ع ضمة الورد الكبيرة يلي جابها أخوها لمرتو وتاركها ع الكرسي المقابلها... فابتسمت بأعجاب بذوق أخوها لأختيارو لون الزهري والنهدي مع بعض... وفورًا قامت بخفة بس سمعت صوت طبقة باب الحمام... وقربت من كتف جودي هاززتو بخفة ناسية إنها البنت تعبانة ولا موجوعة لإنها ما شافتها كيف كانت عم تتوجع ولا لكان آخر شي رح تفكر فيه إنو تصحيها...فمع جهلها باللي صار معها تصرفت هيك... فنطقت بهمس وهي عم تقعد ع طرف السرير النايمة عليه: جودي حبيبتي سامعتيني!

جودي بدون هالواسطة كانت عم بتحس في أصوات محيطة فيها... متل صوت المكيف.. وصوت رجلين ع الأرض.... وطبق باب... وحدا عم ينادي عليها... فبلعت ريقها شاعرة بجفاف حلقها الجاف... وحاولت تفتح جفونها التقال.... بس ما عم تشوف بوضوح... فردت سكرت عيونها وفتحتهم محاولة تستوعب حالتها وشاللي عم تحس فيه... وفجأة حست بحركة سريعة جنبها... فبلش حدسها يطالبها تصحصح تشوف شو فيه... إلا كانت جوري رادة لمكانها كرمال ما تتبهدل من أمها يلي نازلة بساحلها من أول ما دخلت الغرفة... وهي عم تطالع تليفونها ببراءة كأنها ما كانت عم تصحي مرت أخوها قبل ثواني بسيطة... ومتل ما بقولوا كذبت الكذبة وصدقتها مكمّلة بحث عن علاقة نقص الفيتامينات عند الحامل بالروحة ع المستشفى... وهي شو حيصانة لتصحّي جودي بس شو تعمل يعني لو صحتّها وأمها قاعدة لتقرؤو الفاتحة عليها لا قدر الله... فقعدت أمها ع الكرسي المقابل لإلها بعد ما لفتو ناحية القبلة لتصلي الضهر وهي مو عارفة إنو بصوت حركة الكرسي صحت كنتها ع الآخر...

فاضطرت جودي تفتح عيونها مطالعة السقف وهي عم تحاكي حالها...

هي ويــ~~ (وين)؟

ايش~~~

وليه إيدها عم توجعها (من إبرة المغذي)...

وسكتت مو قادرة تكوّن سؤال كامل في عقلها من وجع راسها... فبلعت ريقها وهي عم تضغط ع حالها لتتذكر شاللي صار معها وفجأة تذكرت كل يلي صار معها فأنت بوجع بدون قصد منها منبهة جوري عليها... وجوري ما صدقت تسمع أي صوت منها كرمال تقوم لعندها وتقلها بلهفة: الحمد لله على السلامة...

جودي كان نفسها ما تشوف حدا من نشفان ريقها الحاسة فيه... ومشاعرها المضطربة من ورا الكلام يلي قلها إياه واللي حسسها فيه إنو مانو راغبها... ومن الكلام يلي دار بينو وبين أمو عليها واللي حسسها إنها شي مالو قيمة عندو وهي ناسية كل يلي صار بعد هيك.... فبكت بحرة على نفسها من جسمها الواجعها والمو قادرة تحس فيه هي من وين موجوعة بالزبط من كتر مهي حاسة حالها مخشبة (متصلبة)... فحاولت بصعوبة تحط إيدها فوق بطنها المنفوخة بشكل خفيف من الوجع الحاسة فيه حوليه ومن تحت.... وهي مو سامعة اسئلة جوري: تعبانة شي؟ اجيبلك الدكتورة؟

فلفت جوري ع أمها يلي كانت عم تسلم من سنة الظهر محاكيتها بعجز: أمي تعالي شوفيها ما عم ترد علي!!

ام عبد العزيز قامت عن الكرسي بعجلة لعند كنتها موقفة جنب سريرها بالزبط وهي عم تسألها بقلق: بنتي مالك عم تبكي؟ منحرة شي؟ اجيب الدكتورة تشوفك؟

جودي هزت راسها نافية... رغم موتها من الوجع الداخلي ردت بهمس: بدي أرجع ع البيت..

أي بيت ترجع عليه بعد يلي سمعتو.. معقول البيت يلي سمعتهم عم يتكلموا عنها فيه؟

ولا للبيت يلي كان يحتوي جناحها قبل ما تسمع كلامهم الصبحيات عنها؟

فغمضت عيونها رافضة تطالع حماتها... ما بدها حدا بس بدها جناحها... لكن وين يا بنت جاسر تلاقي جناحك هلأ ليس كل ما يتمناه المرء يدركه... وهادا يلي بالزبط كانت حماتها حاسة فيه... فردت عليها ع أمل تهوّن عليها: انشالله يما بس تيجي الدكتورة تِطمّن عليكي بعدها بنروّح ع البيت وبتاخدي راحتك...

جودي مو عارفة ليه هيك موجوعة من روحها بهالعمق هادا... فبكت بزيادة بعد ما سمعت كلام حماتها... وهون جوري تضايقت على حالها لإنو بكاها مع تعبها فعلاً بخلي الواحد يزعل معها عليها... فشو صار مناها تمسك عبد العزيز وتقطعو لقطع وترمي كل قطعة من جسمو في بلد تحتى ما يندفن و يتعذب لإنها مو مقتنعة تعب جودي مجرد شي جسدي إلا ما يكون صاير شي بينهم... فقربت منها شادة ع إيدها الفوق بطنها ناطقة بمواساة وهي حاسة أمها واقفة قبالهم وهي مو ع بعضها: بعرف المستشفى متعبة بس ولا تقلقي بس نرجع ع البيت رجلي ع رجلك رح كون متل ظلك نحضر ولا نقرأ شي... وغمزتها محاولة تفرحها... بعدين ما شفتي زوجك شو جابلك ولفت مؤشرة ع ضمة الورد...وكملت معلقة بسخرية... بس ما بستحي جابلك أكل معها ومو جايبلك علبة شوكولاتة متل الفرنسيين ولا الرومنسيين... شكلو عارف ما بتتوحمي عليها... وغمزتها... بس لو جابها يعني إذا إنتي ما بتتوحمي في غيرك حاضر ياكلها عنك... وضحكت مهونة عليها... هههههه...

إلا بتعليق أم عبد العزيز: ولا زعلكم أنا بجبلكم علب شوكولاتة مو علبة بس المهم حلوتنا تتحسن..

جودي بس سمعت رد جوري وحماتها ترددت واحتارت... تجافيهم ولا تتبسم معهم... فما لقت حالها غير رافعة إيدها اليسار ممسحة دموعها وهي عم تسمع رد جوري: نيالهم العيانيين يا ناس جيبولي سرير اعيى معهم واتنعم بهالنعيم..

وهون شو تطمنت ام عبد العزيز بس لمحت كنتها وقفت بكى... لإنها هيك هلأ بتقدر تكمل صلاتها بأمان.. ولفت لبنتها رادة بمزح معها قدام كنتها لكن بنبرة صوت بتحمل رسايل مشفرة لجوري كرمال تستحي شوي: أم لسان مو لاقية تحسديها لهالمسكينة غير ع وجعها... بعدين مشالله عنك إذا إنتي عييتي لمين تتركي وجعة الراس...

جوري طالعت جودي بنظرات مو مبالية مخبرتها بكل صراحة ع سمع أمها: أمي بتسوّق قدام الكل عني بشكل مشجع لإلي...

أم عبد العزيز طالعتها من طرف عيونها: بقولوا القرد بعين أمو غزال إلا عندي... وكملت رادة لكرسيها: أنا بدي كمّل صلاتي وبعدها بنادي الدكتورة بأذن الله لحتى تشوفك يا بنتي وتتكلم معك... ولفت لجوري... ما تتعبيها فاهمة!

جوري طالعتها ببرود ولفت هامسة لجودي يلي تنهدت بتقل من وجعها: أمي كأنها قصدها بتشوفني قرد.. الشغلة منطق القرد إذا ما انشاف غزال شو رح ينشاف غير قرد...

جودي ما بتعرف كيف قدرت تضحك غصب عنها مع الوجع بس تخيلت جوري ع شكل قرد: ههـ ~ فضغطت ع شفتها متوجعة من جنابها مع الضحك...

جوري علقت برحابة الصدر: أيوة اضحكي خلي سنك يبين.... المهم ما صار شي عليكم إنتي والحلو الحاملة فيه... وكملت بعرم (كلام مبالغ فيه)... وعبد العزيز حسابو معاي بعدين لإنو زعلك~

جودي فتحت عيونها بخوف من الكلام يلي عم تسمعو... وهون جوري ابتسمت بخبث وغمزتها: ليه هيك خفتـ~~

وسكتت بس سمعت أمها عم تكبرلها وهي عم تصلي بمعنى تترك البنت بحالها لإنها حاسة بنتها عم تخبّص مع كنتها الشو خافت ليصير شي يزيد وجعها في حالة لو هو سمع كلامهم... وفجأة لفت وجهها مدورة عليه لإنها سهيت تفكر فيه من كتر زعلها منو... ولفت متنفسة براحة إنو مو هون... لكن بنفس الوقت شو حست خوفها منو إنو ليكون هون تعبها... فردت راسها لوضعيتو القديمة وهي ناسية ترد ع كلام جوري يلي قاعدة مكانها وهي منتظرة فيها لترد عليه كرمال تتأكد من شكها إذا طلع صح ولا لأ... من حاجة جسمها للنوم من الاوجاع يلي مرت فيها من الصبح لحد هلأ مع قلة نومها...

وجوري هون استنزفت طاقتها من التحليل والتفكير وصار وقت إنها تاكل... وأنفها لحالو صار يشم ريحة الأكل يلي جابو عبد العزيز قبل ما يرجع ع البيت ويجيبها... فلفت عليها سألتها بنبرة مغرية للقبالها ليقوم ياكل معها ولو هو حتى مو جوعان: بدك تاكلي شي؟ مانك جوعانة؟

جودي حركت عيونها لافة عليها كأنها فطنت إنها جوعانة... فبلعت ريقها مطالعتها بجوع كبير... وهون جوري ضحكت بشر: هاها هادا الحكي الصح... وغمزتها مقربة منها هامستلها: شو حابه تاكلي إنتي اطلبي وتمني ع حسابي...

جودي بس سمعت اطلبي وتمني شو اللي ما خطر ع بالها غير يلي ما بتاكلو بالأيام العادية... بوظة... همبرغر... بيتزا... بطاطا مقلية... بطاطا وجبنة... شاورما...

إلا بصوت حماتها بعد ما خلصت من صلاة الركعتين التانيات من السنن الاربعة قبل فرض الضهر من حبها لتكون قريبة من ربها ليرضى عنها: سامعتك شو عم تقوليلها بس قبل ما تشتري شوفي شو جابلها أخوكي... ولفت موجهة كلامها لجودي محاكيتها بنبرة حنونة حريصة فيها: وأنتي يما شوفي جوزك شو اشترالك كتقدير لعنايتو فيكي وإن ما اشتهيتي من عيوننا بنشتري شو بدك... لإنو المهم عنا رضاكي!!

جوري رفعت حواجبها بتفكير باللي قالتو أمها ونطقت بخجل من نفسها: مزبوط كلام أمي... أنا بوافقها الرأي...

أم عبد العزيز تنهدت من جيل اليوم فنطقت قاصفة جبهة بنتها: إنتي أهم شي توافقيني ما كان ضايل علي غيرك...وردت تكمّل صلاتها وهي عم تستغفر ربها وعم تدعي لبنتها بالهداية...

وكعادة المطقعة بنتها كملت عادي تكلم جودي المذهولة منها كيف هي عادي عندها تسمع هيك كلام من أمها... يعني لو هي سمعتو بدالها من حدا غريب قبل القريب لسنة ما طلعت من غرفتها شو حال لو حدا قريب لوقعت بأرضها: بنجرب ندوق الأكل يلي جابو زوجك ما رح نخسر شي بس من هلأ بقلك ما تقلقي عازمتك بالسر من وراهم الله وكيلك إنتي عارفة اختصاصي صار جاب الأكل من وراهم ولا من قدامهم...

جودي هزت راسها وهي مدهوشة اليوم كتير من جوري مع الجوع الحاسة فيه... فحاولت تعدل وضعيتها بصعوبة لتقوم تاكل وهي جاهلة إنو فيه ع سريرها كم كبسة خاصة برفع ضهرها وتجليسها والعكس كمان... والمطقعة جوري مو فطنة بهيك قصص هلأ لإنو عقلها بالأكل فقربت من الأكل يلي جابو أخوها مفقدة شو باقي جايبلهم وهي عم تقلها: والله أنا بالأكل ما حدا بعرفني وبفهم علي غير أم محمود بجميل وهنا... وحملت الوجبتين قاعدة جنبها معلقة: لو أريام بس معنا... يلا لعلو خير... ما اندلني (انذلني)...

جودي خلص لعابها سال مع ريحة الأكل فمدت إيدها بدها تفتحهم قبل جوري لكن جوري سبقتها فاتحة الوجبة الأولى إلا كانت كبسة وريحتها شو فاحت بس كشفت عنو الغطا...

جودي هون عبست لإنها ما بترغب هيك أكل بس مع الجوع قبلت فيه وبلشت تاكل فيه وهي شو مذهولة بالطعم... وطبعًا هي تاكل بدون جوري مستحيل... لإنو معروف عن الأخت جوري ما بتحب شي قد مشاركة الأكل... ففتحت الوجبة تانية إلا كانت مختلفة عن وجبة جودي لإنها كانت برياني وعبد العزيز بالعمدًا اختار وجبة الكبسة لجودي في حالة كان معها التهابات أو لأ لإنو ما فيها بهارات مضرة عليها وعلى يلي ببطنها... فسبحان الله الكبسة كيف جت من نصيب جودي ووجبة البرياني كيف مكتوبة لجوري رغم إنها كانت كانت لأمو...

فشو كانت فرحت جوري هون لتاكل البرياني يلي من الوجبات المقربة لقلبها... فبلشت تاكل فيه وهي جد شو عاجبها الطعم رغم إنو مو كتير سخن فعلقت بعدم تصديق: يما الطعم شو فظيع... شكلو رح مر هون لآكلو... وينها رولا تدوق منو وتسويه هيك عنا بالبيت... ع الأمانة عزوز بدو بوسة ع هيك طعم وأمي بدها ضمة لإنها قنعتنا لنشوف شو جايب...

جودي بلعت ريقها ع ذكر زوجها الغايب عنها... وشو حاسة حالها محتاجتو هلأ ليجي ياخدها من هون لجناحها... ملت هون وهي مو جاي ع بالها تكون مع أمو واختو... فليه ما اجى اخدها... وكمان بعدين مع الدكتورة يلي طولت عليها فما حست ع حالها غير ماكلة الوجبة بغل ولفت معطيتها لجوري يلي عم تاكل بوجبتها بمتعة كبيرة فنطقت بنبرة مخنوقة: بدي نام!!

جوري انفعلت هون فنطقت بحرة: الله أكبر شو تنامي.. لليش جيت ع هون بس عشان اشوفك نايمة؟

إلا بصوت أم عبد العزيز يلي كانت معطيتهم ضهرها وهي ع الكرسي عم تدعي ربها بسرها بعد ما خلصت صلاتها: جوري سيبي البنت بحالها!!

جوري قامت من عندها بعصبية بعد ما اخدت منها الوجبة ولفت معطيتها من الهايجين (هايجل) من شنطتها يلي ضلت ع كتفها كرمال تنظف إيديها وفتحت الشبابيك علشان ريحة الأكل المعفرة بالغرفة تروح... وطلعت ماخدة معها الوجبتين لتكبهم برا لكنها تذكرت ما خلصت وجبتها وهي ما تربت تكب الأكل فكمّلت أكلها قبل ما تكب علبة وجبتها مع وجبة جودي وبعدها رجعت للغرفة داخلة الحمام لتغسل إيديها وردت لمكانها وهي متحاشية جودي العوّدت (الردت) تمددت ع السرير وهي جد مقهورة من عبد العزيز ليه ما اجى أخدها؟ وليه تركها لحالها هون وما اجى يشوفها؟ مش هي بالمستشفى ليه هو مو معها؟

عقلها خلص حافظ وباصم هو معها بكل شي... فوينو لهلأ فجت رح تبكي من احباطها منو... وهي لو كانت تعرف شو عم يعملها لطارت وبكت من الفرح مو من الأحباط... لإنو زوجها الفاقدتو بقوة هو بنفسو مشغول عنها بخصوص مفاجئتها بالاتصالات بعد ما صلى الضهر كرمال يضمن كل شي يصل قبل ما يرجعوا البيت وما حدا يشوف الهدايا قبل جودي... ولهيك سكر منهم مخطط مع رولا ع كم شغلة وهو قاعد بسيارتو بكراج السيارات الخاصة منتظر وصول عاصي لياخد منو الملف البخص الموضوع يلي شغالين عليه من فترة ليوسعوا استثمارات العيلة... فما لحق يسكر من صاحب محل التغليف ويتنفس براحة إنو طلبياتو بطريقهم لبيتو... إلا رن عاصي عليه ليشوف وين صافف السيارة وهو عم يكلمو من سماعتو البلوتوث: أيوة وينك يا خيي... بعدين شو قصة بنت دهب وروحتها ع المستشفى كل فترة إنت متجوز نخب أول ولا نخب مضروب؟!

عبد العزيز رد عليه بدفاع عن مرتو: سيب مرتي بحالها بعدين يلي بتمر فيه ما بتقارن بتعب عمتي نداء أيام حملها بابنك... فأصحك تحكي... المي بتكذب الغطاس... بعدين أنا صافف يا طويل البال قريب مدخل المستشفى عجل بس...

عاصي رد عليه من مايكروفون بلوتوث السيارة وهو عم يفقد وين سيارتو صافة لأنو طلع قريب منو: عجّل بس يسعدلي المشغول عقلو بشوفة مرتو...

عبد العزيز بلع ريقو مسلكو: ولا يعني اشغلو فيك... بكفينا أسابيع بوجه بعض... جية المستشفى كانت تغيير مشوار... وضحك بمزح معو...

عاصي انفجر من الضحك: هههههههه اه والله صدقت فيها يا أبو ضرغام والله انا اشتقت اقعد مع ابني لك صار يمشي وانا ما معاي خبر غير الصبح ويا الله لحظتها شو تمنيتك معاي لتشوفو كيف كان عم يعجق حالو قدامي... ووقف السيارة قبالو بس لمح سيارتو وين واقفة: افتح الشباك اعطيك الملف...

عبد العزيز فتح الشباك ماخد منو الملف وهو عم يسكر الخط بينهم من السماعة اللاسلكية: اكيد تريحت بس مشي من كتر ما كنت مستعجل عليه يركض مو ليحبي لسا...

عاصي تبسم بوجهو: آه والله.. ومدلو الملف... بس تجيب ابنك انتا رح تستعجل مو ليركض الأ ليدرس... من كتر قراءتك ومعلوماتك ماشاءالله... وغمزو... يلا خليني اتركك لتروح لعند يلي عم تعجلني علشانها...

عبد العزيز طالعو من طرف عيونو مدخّل الملف بشنطة اللاب توب وهو عم يقلو: طير من قدامي!

عاصي قبل ما يحرك السيارة: بالله كيف عمي تقبل منك الخبر لإنو بستنى مرتك تجيبلو ابن ولي العهد...

عبد العزيز تبسم بمرار: ما تقلق ما سمعني كم كلمة من يلي حابب إنتا اسمعهم منو...

فضحك عاصي وهو عم يسمع باقي كلامو: بعدين ما خبرتو شي باقي يعرف من قبل ما اتصل عليه وخبرني عن عزيمة بكرا علشان مرتي تغير جو...

عاصي ضحك منفجر بوجهو: هههههههه وصفق... هادا بعمل معك متل ما عمل مع مرتي يلي خلاها تقعد عندو شهور من خوفو ع حفيدو وعزايم رايحة وعزايم جاي... ورحلات... يبقى شو حال مع ابنك إنتا... الله يستر ما يقعّد مرتك عندو...

عبد العزيز مسح ع وجهو: عاصي ما تلعب بعقلاتي... وخليني ساكت بكفي بكرا كان عنا شي بس علشان جدي بتكرم العينتين وتأجل... ويلا تسهل من هون طوّلتها علينا...

عاصي هز راسو مقلدو: طولتها علينا... ماشي يخي هيني رايح... يلا الحمد لله ع سلامة المدام بشوفك بعزيمة اليوم!

عبد العزيز هز راسو: انشالله!

ولف عاصي سيارتو بعد ما رفعلو إيدو بمعنى سلام... وتحرك بعيد عنو كرمال يطلع من المستشفى يشوف باقي يومو بالوقت يلي هو سحب معاه شنطة غيارها نازل من الجيب... متحرك لعند أهلو ومرتو ليطمن عليها إذا صحت ولا لأ وهو عم يقفلها بالريموت...وما عندو علم عن مرتو القاعدة ع نار مستنية فيه يجي يروّحها وهي متمددة قبال اختو يلي عم تفكر بخصوصها إذا هي عاملتلها شي... ولا مزعلتها كرمال تكون معها هيك اليوم وهي ناسية وغافلة عن قصة وجعها وهرمونات الحمل... وعم تعصر ذاكرتها مدققة باللي صار بينهم من امبارح لحد هلأ محاكية حالها بسرها (معقول هي زعلانة مني علشان يلي كذبتو عليها امبارح) إلا بصوت دقة الباب... فبسرعة قامت أول ما سمعت صوت أرسلان عم يحاكي حدا من ورا الباب لإنها مستعجلة ع ترويحة جودي من المستشفى كرمال تختلي فيها ع جنب وتفهم مالها وهي عم تسمع أمها عم تقول: بنتي جودي انبسطي شكلهم رح يروحوكي هلأ..

جودي بس سمعت آخر كم كلمة قالتها حماتها قلبها رفرف وحبت حماتها من قلبها.. ورفعت ضهرها شوي مستعجلة ع الترويحة... باللحظة يلي جوري فتحت فيها الباب بترحيب حار بس شافت أرسلان واقف مع الدكتورة ومعهم كمان بنت باينتها متدربة فنطقت بإحترام: تفضلوا...

دكتورة ردت عليها بنبرة فرحة: تسلمي يا مزوقة... ودخلت الغرفة بطاقة مفعمة مدورة ع وجه جودي وهي عم تقلها بنبرة متحمسة للحياة: كيفها حلوتنا الصغيرة انشالله حاسة حالها أحسن؟

فهون بسرعة أم عبد العزيز أشرت لجوري تروح تخبر عبد العزيز بالتليفون كرمال يجي يفهم شو عم يحكوا يعني هي صح بتفهم بالحياة بس بالمستشفيات وهالقصص هاي ما بتفهم كتير... بعدين هادي مرتو لازم يكون مسؤول عنها دامو هون... ويعوّد حالو ع رعايتها لإلو... فلفت مركزة معهم بعد ما طلعت جوري... وهي مصوبة عيونها ع كنتها يلي مو قابلة تنطق بحرف بعد ما شافت وجه الدكتورة يلي شو بشبه وجه عمتها ليلى وصوتها شو بشبه صوت عمتها نهاية يلي شافتهم آخر مرة بمباركتها... فزمت شفايفها أول ما حست ع وجعها... فقربت الدكتورة منها بحنية: مالك يا دلوعتنا موجوعة شي؟

جودي بلعت ريقها بخوف بس حستها صارت قريبة منها ولحظتها نسيت تتنفس... فشرقت وهون الدكتورة خافت عليها فتحركت مطبطبة ع ضهرها مهونة عليها وهي عم تؤمرها: تنفسي تنفسي... ولفت ع المتدربة يلي كانت عم تراقبهم طالبة منها: سدرة مية بسرعـ ~~

فسكتت بس انتبهت ع أرسلان مادد قنينة المية الصغيرة يلي جابلها إياها عبد العزيز مع الأكل... بعد ما سحبها عن الطاولة وفتح غطايتها ناحية جودي وهو عم يقلها: تفضلي بس اصحك تشربيها فورًا استني شوي واشربيها ع مهل... تمام!

جودي نزّلت عيونها بخجل من يلي صار معها قدامهم لإنها مو متعودة كل هالتركيز عليها... فمن توترها من تركيز عيونهم الشاعرة فيهم عليها رفعت إيديها التنتين ع حلقها من الغصة يلي حست فيها بعد شرقتها وحالتها حالة وعم تتنفس بس كأنها بنفس الوقت عم تتنهد مع ارتفاع منطقة الصدر فما سمعت كلامو... فأضطر أرسلان يحني حالو بسرعة مقرب بوز القنينة من شفايفها بحرص وهو مانو مركز على شكلها... فهي فتحت تمها وبدات تشرب وهي مو منتبهة ع عيون الدكتورة يلي عم تحاكي أرسلان بشي... وهما مو منتبهين ع اللي دخل عليهم بعد أختو جوري وهو عم يقول: السلام عليكم!

جودي هون ما بتعرف ليه ارتعبت لمجرد ما سمعت صوتو فشرقت كمان مرة وهي عم تشرب المية... فالدكتورة بسرعة عدلت وضعيتها داقة ع ضهرها علشان المي ما تعلق بحلقها مع الكحة وتختنق... فهو من خوفو عليها قرب منهم بعد ما رمى شنطة غيارها لأمو ليشوف شو مالها.. إلا رجعّت يا دوب رشفة مي ع إيدو يلي حطها قريب تمها قبل أرسلان... وسحب محرمة من جيبة بنطلونو منظف إيدو... وهو عم يسمع الدكتورة عم تنصحها بالوقت يلي بعد أرسلان ابن عمو فيه كم خطوة لورا لإنو مالو داعي وجودو بهالقرب منها: انتبهي ع حالك وإنتي عم تتنفسي ولا بتشربي وعدلي حالك... لإنو ما تنسي إنتي حامل هلأ... ومسؤولة عن حدا تاني غيرك جواتك...

هادا يلي كان ضايل عليها جودي تسمع نصايح وبهادل... وتبسمت الدكتورة بعدها محاولة تطري الوضع شوي: شفتي كيف وقفتي قلبنا كلنا... وبعدت عنها مكمّلة كلامها: خلينا نشوف شو وضعك... وإذا مقصرة مع حالك يا ويلك مني... وسحبت التقرير من المتدربة يلي واقفة مراقبة كل حركة عم تطلع من عبد العزيز وجودي وهي حاسة في شي بينهم غريب وجاذب... وصارت الدكتورة تدقق بنتايج الفحوصات بالوقت يلي عبد العزيز عدل المخدة وراها علشان تعرف تقعد وتتنفس متل الخلق وهو عم يهمسلها: صرتي أحسن؟

صرتي أحسن.. ما بتعرف ليه قلبها هيك رفرف بس سمعت صوتو الرقيق الخايف عليها مع ريحة عطرو يلي بتعشقها... فكابرت من خجلها قدامهم... وما ردت عليه لإنو عقلها طار ورا قلبها المرفرف...

فعليًا مزاج المرا الحامل مو طبيعي.. لإنها مرة بتكون زعلانة.. مرة بتكون مرا متفهمة... مرة بتكون طايرة من الفرح وبتطيش ع شبر مي... ومرة بتكون مالها خلق حدا... فهي هلأ وبهاي اللحظة شو كانت خجلانة وميتة ع قربو.. فطالعتو من طرف عيونها وهي مستحية تطالعو لإنها بلشت تتذكر كلامو يلي قلها إياه الصبحيات وهي موجوعة...

آسف إذا وجعتك!

...... يا عمري من متى وجعك بلش؟؟؟

هيني يا قلبي!

وقلبها دق كتير... فنزلت عيونها بخجل لكن غصب عنها من طرف عيونها تطالع رجليه من رغبتها الغريبة لتتأمل فيه وتنام ع صدرو... وهي فعلًا حاسة حالها مع صاحب الظل الطويل من رجليه الطوال... مع عقلها يلي شطح لبعيد بكوكب الزهرة... صارت تشبك إيديها ببعضهم كرمال تفصل حالها أكتر عنهم حاسة بوجع بأيدها اليمين من أثر أبرة المغذي يلي قامتها الممرضة عنها وهي نايمة... فزمت ع شفايفها بتوتر من هدوء الغرفة ومن قربو منها بالوقت يلي الدكتورة رفعت راسها أول ما حست ع أرسلان عم بحاكيها بصوت واطي: دكتورة إنتي كملي معها أنا بدي أروح مستعجل... ورفع التليفون المكتوم صوتو وعم يهز بين أصابع إيدو اليمين بمعنى لازم يروح بسرعة يشوف شو فيه... فهزتلها راسو مدققة بسرعة بباقي الفحوصات علشان تحدد بعدها هل تبات هون ولا ما بتحتاج... وهي عم تسمع أرسلان عم يحاكي عبد العزيز: بدي روح ع الطوارئ شوف شو فيه فالحمدلله على سلامتها!

رد عليه عبد العزيز وهو منتظر الدكتورة شو رح يطلع معها: الله يسلمك يا رب...

وتحرك بعدها بدو يطلع من الغرفة لكنو انتبه بآخر لحظة ع قنينة المي يلي ضلت معو حاملها من بعد ما شرّب جودي منها... فبسرعة لف راجع ناحية مرتعمو معطيها إياها وهو عم يقلها: منيح ما نسيت ارجعها...

أم عبد العزيز بعفوية حلوة ردت: بسيطة يا ابني ...

ولفت معطيتها لبنتها جوري الواقفة جنبها بعد ما انسحب أرسلان بعجلة ناحية الطوارئ بدون ما يرد عليها بحرف واحد لإنو عقلو مشغول يصل الطوارئ بسرعة يشوف شو فيه: يما حطيها جنبها لبلاش تعطش مرت أخوكي...

جوري والله ما كذبت خبر وأصلًا ما صدقت تاخد تصريح من توترها لتقرب من جودي من جدية الوضع يلي حاسة فيه... فقربت منها حاطة القنينة جنبها وهي عم تهمسلها: مالك منزلة راسك هيك؟

جودي لفت عليها وهي عم تزم شفايفها باللحظة يلي الدكتورة رفعت راسها فيها موجهة كلامها لجودي بعد ما هزت راسها باستياء من نتايج فحوصاتها: شوفي يا ست جودي عندك جفاف غير نقص الحديد والكالسيوم والدم عندك سبعة... هادا بدل إنك ما عم تاكلي منيح... وما عم تاخدي مقويات الحمل...

جودي نزّلت راسها بخوف لإنها هي صح مرات بتتهرب من الحبوب يلي رولا بتحطلها إياهم ع الصينية مع أكل... لإنها بتكبهم لما تكون لحالها بدل ما تاخدهم... بس إذا كان حدا حواليها بتاخدهم كتسليكة قدامهم.. فمن الخوف ركزت منيح مع كلام الدكتورة وهي قلبها شو عم يدق بتوتر من أمرها يلي انكشف وهي يلي باقية مفكرة إنو ما فيه حدا بقدر يكشفها إنها ما عم تاخد هالحبوب الهبل (يلي مالها داعي)... بس اتريه الموضوع أكبر من هيك وحتى بسهولة بنكشف: فأنا بقلك من هلأ قدام أهلك لازم تديري بالك ع صحتك كرمال اللي في بطنك واشكري ربك إنو حملك مستمر لأنو كتير حوامل حملهم ما بستمر مع هيك مؤشرات... ورفعت إصبعها السبابة بتنبيه: وغير هيك الراحة ثم الراحة مهمة لإلك و للي بطنك علشان تكونوا بأمان... فإذا إنتي بدك هادا الطفل اهتمي بصحتك وابتعدي عن الضغوطات والتزمي باللي رح اكتبلك إياه اتفقنا!

جودي ع فجأة بعد ما خافت من الدكتورة لإنها بتذكرها بعماتها... صارت هلأ تدوب من حنيتها بالكلام معها... أما مع حماتها سبحان الله شو بتخاف منها وما بدوب معها لو سانتي... لإنها بتقلها يا بنتي... ولا يما... وهي عندها هدول الكلمتين شي مهم وممنوع حدا يطب فيهم... لإنهم بذكروها بأبوها اللئيم من كتر ما كان يقلها ريتك متي مع أمك... فلو أمها أم منيحة كانت ما ماتت وتركتها لحالها هون...

وكملت الدكتورة كلامها بود: واصحي تنسي تتنفسي...

فضحكوا على كلامها... وهون جودي ضاعت شو فيه ليه عم يضحكوا... فحاولت تعوض الفات منها بتركيزها بكلام الدكتورة التابعت بتوصياتها معها: وما تشربي مية فورًا بس تردي تشرقي لا قدر الله فبتستنى ع الأقل دقيقة وبتشربيها شوي شوي... ولفت الدكتورة لعبد العزيز مقويتو عليها: وإنتا دامك جوزها لازم تشد ع إيدها... ولفت على أمو... ولا شو رأيك يا خالة؟

أم عبد العزيز طالعت ابنها ومرتو: والله شو أعمل إذا حملها صعب وعقلها عنيد ما بساعد...

عبد العزيز طالع أمو بابتسامة صغيرة لإنها الصبح كانت بتلومو وهلأ صارت تقول متلو وهو مو منتبه ع عيون جوري المراقبتهم كلهم...

فتخصرت الدكتورة بإيدها الحاملة فيها التقرير باعتراض: جودي ما توقعتها منك عنيدة إنتي... احنا ما بنحب العنيدين... ولفت على عبد العزيز مازحة معو... ولا شو رأيك نجوزك وحدة تانية؟

عبد العزيز رفع حاجبو مطالع الدكتورة بإحترام وهو عم يبتسم: إنتي بدك تخربي بيتي ولا شو؟

ولفت الدكتورة ع المتدربة يلي معها بمعنى بنعطيك بنتنا... هون جودي غارت كتير وصارت تبكي... والدكتورة انفجرت ضحك عليها فعلقت قبل ما تروح لإنو في عندها كمان مرضى: لأ يا حلوة عم نمزح معك... ولفت ع عبد العزيز... باينتها بتحبك كتير... يلا الله يحفظكم لبعضكم...

ردت عليها أم عبد العزيز: آمين!

وتحركت الدكتورة وهي عم تقلها: ديري بالك ع حالك يا جودي وخلينا نشوفك الأسبوع الجاي نطمن عليكي إنتي والبيبي ماشي! وصح ما تنسوا قبل ما تروحوا تاخدوا ورقة الروشتة مع علبة فحص زراعة البول كرمال نتطمن ع الآخر عليها ونهدي بال الجد...

جودي ما رح ترد عليها لإنها زعلانة منها... هون رد عبد العزيز: انشالله! بالوقت يلي قعدت جوري جنبها هامستلها بدهشة من ردة فعلها: ما عرفتك غيرانة عليه...

جودي عصبت منها فدقتها بخصرها بمعنى مالك واسكتي... إلا بضحكهم عليها... لإنو باقي صوت جوري مسموع... وانسحبت الدكتورة والمتدربة يلي معها والبسمة ع وجههم...

فلف عبد العزيز عليها ـ وهو شاكك إنو الدكتورة شكلها هي يلي محاكية الجد ومخبرتو عن جيتهم هون لكنو تأكد بآخر لحظة بس تذكر اسمها واسم عيلتها ع روبها المستشفى إنها بتكون بنت صاحب جدو اللزم وممكن كمان تكون ناس تانية يلي خبرتو لإنو عيون جدو كتيرة- متفقد بنت دهب المتوقع سبب بكاها من هرمونات الحمل ودار وجهو لأمو ناطق: طيب أنا خلوني روح خلّص أمورها هون وساعدوها تلبس... علشان نروّح ع البيت... وتحرك بسرعة بدون ما يطالعها لإنو ما بحب يبيّن مشاعرو اتجاه مرتو قدام أي حدا... وطلع من الغرفة... إلا بصوت أمو يلي عارفة مرتو بتخجل منها فلليش تساعدها بالشلح واللبس: استنى خدني معك!

فلف عليها مستغرب منها فتمسكت فيه بعزم علشان تحكيه كم كلمة ع جنب كرمال تعدل يلي صار بينهم الصبح وتفهم منو شوي عن يلي قالو لحظتها... وهيك بعد ما طلعت حماتها وتسكر الباب... صارت هي وجوري لحالهم... فلفت لجوري أول ما سمعتها عم تتنفس براحة جنبها لإنهم أخيرًا رح يرجعوا للبيت... وتوقفت بعدها بكل نشاط مواجهتها وهي عم تقلها: يلا خليني أساعدك علشان تغيري ونروّح بسرعة ع البيت من كتر ما انا متشوقة أتكلم معك لحالنا... بدون ما حدا يدخل ولا يطلع...

جودي نزلت راسها خجلانة من حالها كيف بكت قدامهم شو يجوزوه وحدة غيرها بتدبحهم بأسنانها... هو إلها هي بس...

جنوا شي ليمزحوا هيك معها...

وبلش عقلها يربط الكلام ببعضو... جاب سيرة أهلها قريب الفجريات اليوم... وكتير أهملها وهي هون... وهلأ بدهم يجوزوه... شكلو هو علشان هيك بدو يتخلّص منها... فنزلت راسها أكتر بزعل مطنشة جوري... لكن وين عند جوري العنيدة متل جوزها... فبسرعة جبرتها تعدل قعدتها علشان تغير أواعيها... وجابتلها الشنطة مطلعة غيارها... واللي كان عبارة عن بيجامة قطنية مريحة من النوع الناعم وبتيجي كم طويل ولونها رمادي بارد مع عباية سودا وحفاية طبية بيضة مريحة للمشي مع جربان ناعم... فلفت لإلها مخليتها تلبس بنطلون البيجامة تحت الفستان اللابستو بعد ما سحبت البنطلون يلي كانت لابستو وهي عم تعلق: أفهم أنا شو متهيألك لابسة هيك؟

كلامها يلي بتحكيه لإلها بدخل من دان جودي الأولى وبطلع من الدان التانية لإنها من جواتها غيرانة ورح تموت من الغيرة...

فاضطرت جوري تشلحها الفستان مساعدتها تلبس بلوزة البيجامة وهي شو مطولة بالها عليها لإنها ما بتقدر تتحرك بسرعة او تتني حالها... وشو بتتوجع المسكينة لما تميل خصرها ولا لما تحركو... وتنفست براحة بس لبست البيجامة كاملة وصار هلأ دور العباية... فلبستها إياها وعدلتلها حجابها بعد ما رتبت شعرها يلي تعقد من تدخيلو تحت فستانها من زوجها الكريم.. وساوتلها فيه جدلة ودخلتو تحت العباية بدون ما تنطق بحرف واحد معها... لإنها مركزة بإتقان ع يلي عم تعملو... وبعدها لبستها الجربان والحفاية البيضة... ولفت طاويه أواعيها ومدخلتهم بالشنطة مع قنينتها المية يلي شرّبها منها أرسلان وهي عم تقلها: الحمدلله إنو خلصنا...

وتحركت بسرعة ساحبة القنينة المية يلي ضلت ع الطاولة من كل يلي جابو عبد العزيز كرمال تشربها هي لإنها من الصبح ما شربت مية معلقة: والله يا بنت عديتني صرت انسى اشرب مية.. وحطتها بشنطة غيار الحاملتها وهي عم تقرب من جودي يلي لا من تمها ولا من كمها من الغيرة الحاسة فيها وحطت إيدها ورا ضهرها كرمال تساعدها لتقوم عن السرير: يلا خلينا نتسهّل!

جودي شدت ع إيدها رافعة حالها وهي عم تضعط ع رجليها أكتر لتسند ضهرها ع جسمها بشكل مريح لإلها... وضغطت بعدها بخفة ع ضهرها بأيدها اليسار ناطقة بشكل عفوي: يسلمو!

جوري راقبتها بنظرات استغراب: مو بيناتنا بس كأنك متغيرة.. صايرة لطيفة يا بنت ومؤدبة بزيادة كل هادا علشان غيـرانــ~~ (غيرانة)

جودي هون لفت جاحرتها فانفجرت جوري من ضحك بس شافتها عم تجحرها هيك... فنطقت مغيرة الموضوع علشان بلاش تحرجها هلأ بس يصلوا البيت إلا تجننها وهي تنادي عليها يا غيورة: بعدين مين قدك معطينك غرفة خاصة رغم إنو لازم مكانك يكون في الطوارئ مو هون بس شكلو عبد العزيز خاف عليكم وحابب يريحكم.. ولفت وجهها ناحية الورد ... بعدين ما شفتي هالورود عبريهم شوي... إذا ما بدك إياهم بعطيهم للبنت يلي قالت عنها الدكتورة...

جودي هون عصبت وكرهت الورد واللي جاب الورد ونطقت بغل: ما بحبو...

جوري حركت حواجبها وهي ماسكة حالها لتنفجر: بلاش في ناس تانية بتحبو...

جودي انقهرت منها وضغطت ع جنابها يلي عم بوجعوها ومشيت لعند الباب بغل إلا بفتحة الباب منو... وهي بس شافت رجليه الطوال جت رح ترجع لورا فورًا... إلا بصوت جوري القاطع جو التوتر بالغرفة من هدوءها وانفعال جودي: طلعت مرتك ما بتحب الورد... خليها بالمكدوس!

عبد العزيز رفع اكتافو وهو عم يطالعها بجدية: بسيطة... ويلا خلونا نتسهل...

جوري لفت حواليها: ما رح ناخد معنا شي طيب أمي طلعت بدون شنـ~(شنطة)

قاطعها عبد العزيز: لأ ما جابت أمي شي معها... وإذا ما بدها الورد اتركيه هون!

جودي مو معهم من كتر ما هي جنت من كمية غيرتها وتحركت لعند الورد بدها تحملو رغم تعبها بس استوعبت قصد كلامو لجوري اتركيه هون علشان يروح للمتدربة الحلوة يلي قالت عنها الدكتورة... ما فشروا كلهم الورد إلها هي... سبحان الله تفكيرها بشتغل ألف ألف بس تغار عليه... فجت بدها تسحب الورد لولا ما هو سبقها حاملو: شو عم تعملي ع مهلك ع حالك!!

جودي صارت تبكي مو عارفة شو ترد عليه من غيرتها وخجلها وعصبيتها منو... فتدخلت جوري مختصرة عليهم القصة وهي عم بتقلو بلكي يفهمها لحالو إنها غيرانة عليه: قصتها قصة مع الورد فهات الورد أنا~~

جودي رغم يلي بتمر فيه رفعت حالها مطنشة كلام جوري وقربت منو بدها تاخد الورد... وهي مصرة بدها تحملو...

بس الورد بالنسبة لإلو هو (مفكر هيك) تقيل عليها مع الأوجاع يلي عم تحس فيها... فلف عنها ساحب شنطة غيارها وهو عم يقلها: تقيل عليكي... ولف ع جوري موصيها... أنا بوصل أمي وبحطهم بالسيارة وإنتي خليكي عندها لحد ماني راجع مش ترفعي ضغطها....

جوري ابتسمت ع اللي قالو لإنها فعلًا هي فقعتها... وطلع تاركهم موصل أمو للسيارة بعد ما أخد علبة شفافة كرمال تعمل فحص زراعة البول ليتطمنوا إذا عندها التهابات ولا لأ مع ورقة الروشتة وحط الورد وشنطة غيارها ع المقعد الفاصل بينها وبين جوري يلي شكلها هتفقّع مرارة مرتو.. مو بقولوا الدب ما بحب إلا خناقو... وبسرعة ترك أمو وهو عم يقلها: بنتك ومرتي غريبات اليوم عقلهم تقولي مضروب...

فردت أمو برد ضحكو: الله المستعان...

هز راسو مكرر كلامها: اه والله الله المستعان علينا العوض منهم... وبعد عنها راجعلهم من خوفو ع مرتو لتنضغط من اختو المستفزة... إلا لقاهم عم يطلعوا من الغرفة فتحرك لعندهم... وهو حاسس بمرتو التعبانة... فقطع المسافة بينهم وهو عم يشوف جوري عم تطالعو وهي عم تقول لمرتو: هي أجى جوزك... هلأ إنتي بأمانتو...

وبعدت عنها وهي ناسية إنو جودي ما بتتحرك بسرعة متل قبل ولا حتى اتزانها بساعدها تبقى واقفة لحالها فوراً بدون ما تسند حالها ع شي او تجهز حالها لتسند حالها بعد ما كانت مستندة عليها من وجعها يلي رجع يشد عليها من عصبيتها... فما لحقت تبعد خطوة عنها ألا جت جودي رح تقع لانو الحيطان بعيدة عنها ولولا تدارك عبد العزيز وسحبها لدراعو محذرها بصوت شوي عالي ولا لكان وقعت: انتبهي!

فارتعبت جوري من يلي صار وجت بدها تتكلم وتبرر انو ما كان قَصدها... لكنو رد عليها: جت سليمة هادي المرة.... فديري بالك المرة الجاي... ولف يحاكي مرتو جودي بكل تركيزو: توجعتي شي؟ ساهي عن جوري يلي بس شافتهم مع بعضهم مندمجين بعدت عنهم وهي متضايقة من حالها لإنو عجلها ليكونوا مع بعضهم نساها وجعها...فعزرت نفسها بنفسها "جوري إنتي شو بتهيألك" ودخلت بالاسانسير مسكرة الباب ع حالها سابقتهم لتحت وهي عم تلوم حالها ع عجلتها... لإنو قصدها شي وبصير شي تاني شكلو ما لازم تتدخل بينهم علشان ما تخرب الدنيا بيناتهم لتالت مرة... فتنهدت تاركة أخوها لحالو يبتلش بمرتو يلي طالعتو ع فجأة وهي عم تبكي بحرة: جوعانة!

تخلبط ابن الخيّال ماسح ع شعرو القصير من ورا... لإنو هادا يلي كان ضايل عليه هلأ تجوع... فقرب منها وهو عم يقولها: من عيوني شوي وبتاكلي بس جاوبيني هلأ لساتك موجوعة؟

جودي نزلت راسها على الأرض وهي عم تهز راسها شمال يمين... لإنها لهلأ هي موجوعة بس يعني بتقدر تتحملو لطالما هو معها هيك حنون...

عبد العزيز تنهد وهو عم يحاكيها: ليه ما خبرتيني من قبل عن وجعك؟

جودي طنشت سؤالو من جوعها الحراق... فنطق وهو عم يمشيها ناحية الاسانسير يلي سكر قبل ما يصلوه... جاوبيني ولا تعبانة تحكـ~

لفت عليه وهي مو شايفة الفضا قدامها من الجوع مقاطعتو وكأنو قبل ساعة ألا.. ما كأنها ماكلة وجبة كبسة: جوعانة!!

تبسم بس شاف وجهها وهي عم ترد تدمع: جوعك حراق يا بنت مو طبيعي... هلأ بس نطلع (ناسي قصة أكل المستشفى البقدر يجيب منو من عجلتو ليروح فيها) بنمر ع مطعم ولا ما بدك وبتفضلي تاكلي بالسيارة...

هادا شو عم يحكي مطعم... مستحيل بدها جناحها أول شي... فعبست بنفور... فنطق وهو عم يوقف قبال الاسانسير: لساتك مشتهية بوظة؟

كشرت كمان مرة خلص فهم مو جاي ع بالها... بس هو تحسبًا رح يجيبلها... فرد سألها بحرص: طيب بدك مكدوس؟

لفت عليه بعيونها يلي عم يلمعوا وهي عم تقلو بهمس كأنها خايفة حدا يسمعها عكس صراحتها معاه بالبيت... لإنو أبوها كان يكره ما عليه تطلب شي غير المعمول لإنو هي مجبورة غصب عنها تاكل الموجود مو تتشرط وتتدلع عليه قدام الخلايق (وجود ناس غير عمها وجدها)... لأنو هادا يلي كان ناقص يجيب بنت تعجب عليه... ما تموت ولا يندعس على راسها أحسن: بدي بطاطا مع جبنة... ومخلل وكل شي...

عبد العزيز شو بحب تعابير وجهها مع نبرة صوتها: بدك كل شي.. طيب يا ستي... فكبس ع زر طلوع الاسانسير مكمّل بكلامو معها: بس من هلأ بقلك ما فيه مخلل علشان إذا عندك التهابا~~~

ردت لفت عليه مقاطعة كلامو بتجعّد وجهها... شو ما فيه مخلل.. فكتفت إيديها رادة بغصة ناطقة: ما بدي!

عبد العزيز رد عليها وهو عم يدفعها لتدخل الاسانسير لحظة ما فتح: شاللي ما بدك؟

جودي عم تحرك عيونها شمال ويمين بتفكير شو ترد عليه.. إلا لمحت مو بالقصد منها لبس بنت مشابه للبس البنت يلي اقترحت الدكتورة إنو يتزوجها ع مزح نازلة معهم بالأسانسير... فردت نار الغيرة شبت فيها وتمسكت فيه ملزقة بصدرو... وهي عم تلف كل شوي ع بنت يلي جنبها من كتر مهي حاسة حالها مخنوقة مع تسكيرة الباب فبس انفتح الباب ع رقم واحد وطلعت المتدربة... تنفست براحة وبس رد تسكر الباب حست بالخجل والخوف... فجت رح ترجع... لكن وين وإيدو على ضهرها مانعتها: وجعك زاد شي؟

هزت راسها... وهي مو عارفة شو بدها غير تروح ع البيت ما بدها تحس حدا حواليها من كتر ما الغيرة اكلتها... فبس رد فتح الباب ع طابق الأرضي وشافت كم دكتورة وكم ممرضة وناس بالممرات تمسكت فيه... وهي بدها تبكي مو فاهمة شاللي عم بصير معها... ما عادت بدها شي غير تصل البيت وتأمن عليه... فهو حس عليها مالها شي... فنطق مفكّرها ميتة من الجوع: هلأ بنمر ع مكان لتاكلي فبس اصبري شوي!

هزت راسها برفض ناطقة غصب عنها: بدي روّح!

يا أبركها من ساعة ليه ما يروّحها ع البيت... لإنو هو ما بحب يجيبلها الأكل من أي محل بعدين هادي حامل ووضعها مو مساعد فإذا صابها تسمم لإنو الأكل مش نظيف ناقصو يخاطر بالروح يلي عم تكبر جواتها: تمام المهم عندي راحتكم!

فمشي معها لحد السيارة وهو عم يحاكي رولا كرمال تحضرلها شو عم تشتهي علشان بس تدخل البيت أول شي تعملو تروح تاكل... وبعدها سكر الخط منها ولف فاتحلها الباب الوراني لإنو أمو قدام قاعدة... فجت جوري بدها تساعدو لكنو رفض: لأ تريحي... فرفعها عن الأرض مجلسها... وحاطلها الحزام... ولف مسكر الباب ليركب قدامها ويحرك الجيب للبيت... وهو مو ضايل غير ساعة ع آدان العصر.. فشكلو رح ينزلها ويصلي بالبيت وبعدها يروح مع جدو ورجال عيلتو ع عزيمة الغوانم يلي ما بقدر يتسحب بعيد عنها... فلف لأمو معلق بعد ما راجع خططو لكم ساعة الجاية: تعبناكي يا حجة معنا...

أم عبد العزيز ردت بحب: تعبكم راحة بس انشالله كنتي تدير بالها ع حالها علشان يلي ببطنها...

جودي حطت إيدها ع اللي ببطنها وهي مو فاهمة شي غير إنو بطنها عم يكبر بس كيف هالقد مهم عندهم وهو ما فيه شي منو طالع... فتحسستو وهي شاعرة بتصلبو... إلا بتعليق جوري: بدك كنتك تدير بالها ع حالها اطلبي العوض من الله!!

عبد العزيز رد بمزح مدافع عن مرتو: شوفولكم مين بحكي أكتر وحدة فيكي يا بلد ما بتدير بالها على حالها..

جوري ردت عليه وهي مبتسمة: انا معليه خبص بس مرتك لأ لأنها حامل بحبيبة قلب عمتها... ولفت ع جودي مقربة منها: والله لأورجيكي يا جودي إذا ما بتديري بالك عليها اشترتلها مليان اشياء حلوة للبنت ~~

إلا بمقاطعة عبد العزيز: مشالله حضرتك متأملة من هلأ إنها حامل ببنت من وين الثقة هاي هاتي لأشوف... إذا بالفحوصات ما بيّن... وسحب نظارتو الشمسية لابسها...

جوري ردت ببراءة: شو دراني بحس هيك بعدين أنا يعني علشان ما اتخيّب جبت ألوان بتنفع لتنيناتهم... وقلك إياها من الآخر هيك أحلى أول حفيد لأمي يكون بنت احنا مو بدنا ولاد مزعجين... بس البنات مؤنسات غاليات متل ما قال الرسول عليه السلام...

عبد العزيز رفع حاجبو: اه والله ما اختلفنا... على ذكر مؤنسات غاليات... شو وضعك مع القرآن والحفظ... شايفك لاهية بالمسلسلات...

جوري صارت بدها تتخبى شو مالهم عليها وهي عم ترد ع كلامو بتصلب: لا حول ولا قوة إلا بالله... بتحب يعني تحشرني بالزاوية وتخجلني...

أم عبد العزيز ردت بفخر: الحمدلله اعترفت إنو يلي عم تعملو ما بقدملها شي لحياتها... خير ما عملت إنتا وجدك لما اقترحتوا تجيبولها مدرسة تدرسها لغة لحد ما تسجل الفصل الجاي بالجامعة...

جوري مسحت ع وجهها بامتعاض معلقة: بس الله يجيبك يا طولة البال...

أم عبد العزيز بسرعة ردت باندفاع: بنت تأدبي!

جوري رجعت لورا متكتفة وهي عم تقول: جودي دافعي شي عني قدام جوزك...

جودي كانت عم تبكي لا من تمها ولا من كمها من عيونها يلي عم يتجاهلوا ضمة الورد... إلا برد عبد العزيز عنها: اتركيها لمرتي بحال سبيلها...

جوري ردت عليه بمزح: بس أقعد معها لحالنا شوف كيف رح جننها..

عبد العزيز رد عليها وهو عم يلمح السيارات عم تمر ع التقاطع وبالوقت المناسب قطع الشارع داخل لمنطقتهم مجاوب: هادا إذا طلع بإيدك... لإنو رح كون معها.. ودخل حيهم وهو عم يقول: الحمدلله الطريق سالكة كانت وما أزمت معنا...

ردت أمو عليه وهي عم تتنفس براحة لإنها وصلت بيتها: آه والله الحمدلله...

وزاد السرعة شوي لحد ما بصفها دايمًا بعد ما عبر من البوابة الفتحلهم إياها الحارس... ووقف السيارة وهو عم يقول: لازم شوف جدي هلأ.. ووقف الجيب ساحب المفتاح منو وهو عم يسمع سؤال أمو المبين عليها خايفة بزيادة عليه من جدو: يعني هو بعرف ولا خبرتو؟

رد عليها وهو عم ينزل من السيارة: خبرتو ع السريع بس ما تقلقي... ويلا انتو تسهلوا لتتريحوا وأنا هلأ بساعدها تنزل وبعدها بروح شوف جدي...

جوري مو مركزة معهم عقلها بالأخت جودي يلي مو معهم من أول الطريق فقامت حزامها هاززتها من إيدها: يلا جودي وصلنا مالك قاعدة هيك...

جودي بس صحت ع حالها بسرعة مسحت دموعها ملتفة حواليها تشوف هي وين إلا انتبهت إنهم قبال البيت... وصدمت فيه لما لقتو فتحلها الباب... فرفعت عيونها مطالعتو وهي عم ترد تبكي قدامو للمحيرتو عاجز يفهم مالها...

ومن الطبيعي ما يفهم مالها دامها هي نفسها مو عارفة بشو تحس ولا ع شو تركز...

ع وجعها؟

ولا ع غيرتها؟

ولا على يلي سمعتو منو ومن حماتها اليوم؟

ولا ع جوعها؟

ولا ع بردها؟

فهو بصم مالها شي... فتنهد باللحظة يلي أمو حست الوضع ملخبط بينهم فسحبت بنتها معها لجوا البيت كرمال يغيروا أواعيهم ويلحقوا يشوفوا الجد ويقعدوا معاه شوي قبل ما يروح يصلي العصر بالجامع ويتركوهم ع راحتهم ليختلوا شوي مع بعضهم بلكي الوضع يتعدل بينهم... وعبد العزيز بس لمحهم بعدوا عنهم بلع ريقو محتار شو يعمل معها لإنها حامل... يعني كلامو معها عن أهلها فجّر الدنيا عندها وخلاها تتعب ع الاخر وتروح ع المستشفى... لإنو أكيد هي ما تعبت كل هالتعب إلا بعد ما ازعجها... فمو معقول يعيد الغلطة نفسها... بيبقى غلطان وغلطان كتير لحظتها...

فقرب منها ماسح دموعها وهو مناه ما حدا يكون قريب منهم ويشوفهم بهيك وضع وبحنية رهيبة قلها كرمال توقف بكى وتهدى: هلأ رح تاكلي وتتمددي وتشوفي شو جبتلك اشياء بتحبيها...

جودي دابت مع كلامو... وخجلت منو كتير... فبلعت ريقها وهي متشوقة تشوفهم وهمست بصراحة جايبة القصة من آخرتها بدون ما تسألو شو هالأشياء الحلوة يلي جبتها وهي عم تلعب بإيديها متل الولاد الصغار من كترة الحماس: وينهم؟

ابتسم عليها قارصها ع خدها بخفة: وين يعني رح يكونوا...

جودي ردت بلعت ريقها ناطقة بتعب أول ما حست راسها بفتر فيه فنطقت بصوت تقيل: راسي بلف...

حرك راسو وهو باصم مو بس عم يلف إلا لازم تدروخ لإنو الله أعلم من أي ساعة من امبارح حضرتها مو ماكلة متل الخلق... فأجى بدو يفك عنها الحزام إلا لقاه مقيوم عنها فسحبها لعندو حاملها وهو ما عندو علم إنها أكلت كل وجبة الكبسة يلي جابلها إياها بالمستشفى... فأجى بدو يبعد إلا بردها: الورد!

فاضطر يسلّك معها ويغلّب حالو مع حرصو ع حملانها ليسحبلها إياه: هي الورد تهني!

فسحبتو منو بكل خفة لتضمو لصدرها بتملك رهيب من غيرتها عليه وهي عم تعلق بكل رضى لنفسها التعبانة: بس إلي الورد!

فرد عليها داعمها وهو عم يطبق باب السيارة بعد ما سحب شنطة غيارها وهو عم يشكر ربو إنو باقي مطفي السيارة وساحب المفتاح منها قبل ما ينزل يحملها ولا لكان تعيّق بين حملانها وتنزيلها... فبس بضل عليه هلأ يقفل السيارة بالريموت علشان الملفات المهمة يلي بشنطة لابتوبو: آه بس إلك!

وسند حالو ع الجيب كرمال يدفع الريموت من جيبتو لفوق ويقفل السيارة والمدام ولا عن هوى داري لإنها مبسوطة بعد ما صار الورد وهو إلها... ولا مو بس مبسوطة إلا قاعدة عم تتوحم فنطقت طالبة منو بحماس: بدي بوظة...

رد مسلكها وهو عم يتحرك فيها ناحية البيت: حاضر... وفتح الباب عابر معها منو لجوا الليوان العريض... وهو عم يسمعها عم تقلو بهمس: بدي مكدوس كمان وبوظة ع رمان... وبطاطا وجبنة...

كمل طريقو ناحية الدرج وهو لساتو مسلك معها... شكلها البنت مو عاملة افتح قلبك معو إلا افتح لسانك وأطلب ما لذا وطاب متل الهمبرغر والبيتزا... فضلو راخي سمعو معها وهو مستغرب إنو فيه عالم جواتها...

عالم بعيد عنهم وما حدا بعرف عنو حتى هي نفسها...فدخل فيها الجناح منتبه ع نظافتو وجمالو مع الحركات واللمسات الجديدة العاملينها امبارح بالجناح... فرمى شنطة غيارها ع الكنب...ولف كوعو لورا مسكر فيه الباب وراهم... وهو عم يقلها: هلأ بخلي رولا تطلعلك الأكل... وكمّل فيها لغرفة نومهم المنظفة من فوضة اليوم وهو محاول يتناسى كل شي صار الصبح معهم لإنو ما هانلو يوّصل عيلتو الصغيرة بإيدو لهيك وضع... فنزّلها ع السرير مع ضمة الورد الحاملتها إلا بسؤالها المستعجل: وينهم؟ وهي عم تحرك رجليها بمهل لتشلح حفايتها البيضة ببوز الحفاية التانية لإنو مو قادرة تشلحهم عادي مع وجعها... ودفشتهم ع الأرض بعيد عن السرير منبهتو بصوت وقوعهم ع الأرض ع سرحانو بالكائنة يلي عم بتعرف عليها اليوم لأول مرة بشكل مختلف عن قبل...

فما لقى حالو غير عم يبتسم ع طريقة شلحها لحفايتها الطبية متل الصغار... وع طريقة اختصارها للحكي كلو بكلمة وحدة... على أساس يلي قبالها رح يفهم بسرعة هي شو بتقصد... إلا هو قرب منها بدو يشلحها المنديل... لكنها هي رفضت... فرفع حاجبو باستغراب وهو عم يقرب من خدها ماسح عليه بحنية... فلفت وجهها وكأنها فصلت برا الجناح شي وجوا الجناح شي... فنطق بذكاء: إنتي زعلانة مني؟

سكتت ونزلت راسها هاربة من المواجهة مطالعة الورود الحاملتها بين إيديها... فقرب منها رافع دقنها لتواجهو: ليه زعلانة مني؟

بعدت عيونها عنو رافضة تطالعو خوف ما تواجهو والمشكلة عندها هلأ هو مصر معها ليعرف... فبكت بضياع قدامو... فاضطر هو يسحبها لصدرو مهون عليها: ما كان قصدي.. إنتي فهمتي كلامي غلـ ~~~ إلا غير مجرى كلامو لإنو حس الموضوع رح يزعلها بزيادة... فحرك إيدو ماسح ع ضهرها بحنية... وباسها ع منديلها مبعد عنها وهو عم يقلها: إذا بتضلك تبكي هيك ما رح تقدري تشوفي الأشياء يلي جبتلك إياها؟

جودي بسرعة رفعت راسها ماسحة دموعها ببطن إيديها... ففهم بدها تشوفهم فرد سألها: بدك جيبهم لهون ولا تقومي معاي لعندهم؟

فردت عليه بتحريك الورد بعيد عنها وجهزت حالها بدها تقوم... فرد تبسم عليها معلق: طيب اشلحي منديلك وعبايتك والحقيني...

جودي والله ما خيبتو... فشلحتهم وهي قاعدة ع ركبها... وجت بدها تقوم لكنو حملها بحرص وهو عم يقلها: لازم تنبهي ع أكلك ماشي...

أي ماشي يلي كلام عم يقلها إياه هلأ وهو دايبة معو... فركت راسها ع صدرو وهي شو خجلانة منو ومتمنية تخبي وجهها جواة قلبو للي تحرك فيها لغرفة الغيار فاتح الباب ومضوي ضوها كاشف عن كم صندوق مشمشي اللون حجمهم كبير... فتعجلت بدها تنزل لتشوف شو فيهم متل الأطفال... فهو نِزل فيها لعندهم وهو عم يقلها: ع مهلك.. لاحقة!

لاحقة ولا مو لاحقة ريّح لسانك البنت سمعها مو معها ولا معك...

فتحركت مبعدة عنو ناحية الهدايا الجايبلها إياها... في حين هو قعد بس مراقب بردة فعلها كيف كانت عم تحسس على الصناديق والتغليف والشبر والفرحة مبينة عليها لكن للأسف لإنها معطيتو ضهرها كان صعب عليه يشوف تعابير وجهها فما كان شايف منها غير شعرها المجدل واللي مو عاجبو وضهر بيجامتها القطنية الرمادية الباردة واللي الله أعلم متى رح تقلو بردانة منها... هادا في حال إذا عرفت إن البيجامة بتعطي برودة... أو ممكن مع يلي هي فيه ما رح تحس ببردها كرمال تطلب منو يدفيها... فانتبه عليها عم تلفلو وجهها بدها تحمل الهدية لتشاركو فتحها لكنو تخيب ظنها لما لقتو تقيل عليها... فجعّدت جبينها متوجعة من شدها ع حالها...

فتدخل بسرعة حاملها قبلها وهو عم يحذرها: ممنوع تحملي شي تقيل فاهمة!

هي تفهم... أبدًا!

مستحيل من عقلها بالهدايا... ففتحلها أول هدية وهو عارف عقل مرتو مضيّع... وقرب منها الصندوق لتشوف شو محطوط فيه إلا لقت جواتو كاميرا زهرية ودفتر ضخم مع قصاصات ولزاق فهي صارت تقلب فيهم بإنفعال مو فاهمة لإيش هادول... إلا هو دخل إيدو معها ساحب الدفتر... محاكيها: شوفي هادا الدفتر! وفتحلها إياه مقربها منو ليحط إيدو ع بطنها... ونطق بنبرة حنونة: هادا علشان تحطي فيه كل شي بخص ابننا من شرا أواعي وكل شي بخصوص تطورو وفحوصاتو... وسكت منتظر بردها للي
دابت من كلامو وقربو وريحتو واللي عم تشوفو فبكت فاتحة الصندوق التاني بدالو وهي خافية دموعها عنو... إلا لقت طواق فخمين مع أرواج وعطورات... وما حست عليه غير مقرب منها الصندوق التالت واللي هو اتقلهم... ففقدت شو محطوط فيه ودهشت بس لمحت مليان جواتو روايات متل يلي شافتهم عند جوري... فما عرفت شو تقول من كتر مهي متفاجئة... وفجأة إلا بصوتو وهو عم يسحب شي من صندوق الطواق: ما انتبهتي ع اهم شي بينهم؟

هي بسرعة مسحت دموعها لافة عليه تشوف شو فيه... لإنها ما ركزت شو قال... إلا لقتو مقرب منها وهو عم يفتح العلبة الناعمة قدامها واللي مبين عليها هتكون من المجوهرات... فبس فتحها وهو عم يحوطها بإيديه بين ايديها شلت مكانها بس شافت سنسال مع تعليقة دهبية جاية هيكل خارجي لراس أم ضامة ابنها...ولونها شحب وعيونها طلعوا من مكانهم وبعدها اتضيقوا منفجرة بكى بصوت عالي... من خوفها...

لإنها هي مو مستوعبة ولا شي من كتر ما كلشي بجي بسرعة معها من امبارح لحد اليوم... فلفها لإلو محتويها: ليش هالبكى هلأ... مش كنتي مبسوطة؟

حاولت تعبر فالخنقة تقتلها... فتبلع ريقها... فنطق بخوف عليها لتشرق: أبلعي ريقك وتنفسي... ما تستعجلي ع شي ماشي...

هزتلو راسها وهي عم تبلع ريقها بصعوبة لإنها حاسة ممكن تنخنق بأي لحظة... فقرب جبينو من جبينها وهو عم يسمح دموعها محاكيها بود علشان تهدى: عمري إنتي هلأ حامل وتعبانة كتير فما تبكي هيك وتتعبي حالك بزيادة... إذا تعبانة ما تغصبكي حالك ع شي...

ردت عليه وهي خلص بدها تنام من كتر ما عيونها حرقوها مع البكى ومن كتر ما جسمها مر بأشياء كتيرة متعبة عليه وفوق تحمّلو: بدي نام... تعبانة!

فتنهد حاملها بين إيديه وهو عم يتنهد لإنو حس حالو فشل معها ليرضيها... وطلع فيها لغرفة النوم وهو عم يقلها: ما فيه نوم إلا بعد ما تاكليلك شي؟

هزت راسها بنفي وهو عم ينزلها ع السرير تتسطح... وهو مناه يقلها ما تنسي تصلي بس واضح عليها هلأ مو قادرة تستوعب شي فبس تصحى بخليها تصلي لو هي قاعدة... المهم تصلي قد ما بتقدر لو على الأقل الفروض... فبعد عنها مغطيها... إلا بدقة الباب... فتبسم بوجهها: اجى الأكل... فرد بصوت مسموع: ادخلي!

إلا كانت الخدامة رولا داخلة بصينية الأكل وهي عم تقلو: انشالله ما ازعجتكم يا بيك؟

رد عليها عبد العزيز وهو عم يوّقف ع رجليه: أي ازعاج سيبك من هالكلام... وهاتي عنك الصينية... أصلًا لو ما تذكرتي تجيبي الأكل لمرتي الجوعانة كان ذكرتك..

الخدامة رولا قربت منو معطيتو الصينية وهي بلبسها الرسمي المحترم: تفضل يا بيك...

عبد العزيز اخد منها الصينية المنزلة رجليها القصار وهو عم يسمع بقية كلامها: وأنا تأخرت شوي علشان الست تاكل البطاطا والجبنة... ونزل الصينية الخشبية قريب من رجلين جودي وهي مستمرة بكلامها: بعد ما يجهزوا فورًا كرمال تنبسط بطعمهم المانو بارد...

فلف عليها ناطق وهو منتبه ع المدام يلي تحمست للأكل شوي مع تقل جسمها المحتاج ينام: الله يسلم إيديكي ما قصرتي... فيكي هلأ تروحي!

الخدامة رولا هزت راسها: حاضر والحمدلله على سلامة الست!

ولفت طالعة بعد ما قلها عبد العزيز: الله يسلمك... تاركة جودي تقلب معدتها مع ريحة البطاطا المقلية... بس فكرة تكون البطاطا معها جبنة سايحة ومكدوس اللفت ها يعني تشجعت شوي.. فتأملت بالجبنة كيف طرية وريحتها شهية مع طعم اللفت الرهيب لعابها سال وقلبها داب ع الآخر... وجت بدها تاكل منهم بدون تفكير منها وهي مو منتبهة ع اللي قاعد بس عم يراقب فيها... إلا بإيدو مانعتها: يا بنت استني عليهم شوي ليبردوا بلاش تحرقي سقف حلقك ولا لسانك!

جودي رفعت عيونها جاحرتو ع هالحركة المحطمة لقلبها وع هالكلام المالو داعي وهي مو منتبهة ع تنفسها...فنبهها من قبل ما تنسى تتنفس وترد تشرق: اصحك تنسي تتنفسي... اشربي الشوربة بالأول!

هي تشرب الشوربة جنت شي فمدت الصحن لألو... يعني اشربو إنتا... فضحك بوجهها: ههههه قويانة يا بنت... بس صبرك علي من يوم وطالع ماني ساكتلك ع إهمالك... افتحي تمك!

جودي رفعت ايدها ع تمها وهي عم تقلو: مو زاكية وشكلها يع!!

عبد العزيز انفجر ضحك: ههههههههه يع استغفر الله إنتي ممنوع تقعدي مع جوري ساعة... والله خربت عقلك (والله إنها خربت عقلك)...

جودي صارت تأشرلو: ريحتو...

عبد العزيز سحب المعلقة مغاوظها: خليني شوف طمعها... زمان ما أكلت شوربة... وصار يشرب فيها... فعلق وهو عم يبلعها بإعجاب كبير: طعمها زاكي... الله يسلم إيديها رولا ع عملانها...

له يا عبد العزيز الله يسامحك ضروري تقول هيك... ضروري تنكد ع البنت وتخلي نار الغيرة تشب شب جواتها وتحرقها... فقربت منو بعصبية ناطقة: لأ مو زاكية وما بدي آكل!

عبد العزيز لف عليها باستغراب ناطق: مالك يا بنت الحلال.. ليه ما بدك تاكلي ونزّل الصحن ع الصينية مكمّل معها: له ليه ما بدك تاكلي؟ مش الأكل مهم للي ببطنك.. ومد إيدو ع بطنها... ولا كيف بدك إياه يكبر وتحسي بحركتو...

جودي ضاعت بس حست بإيدو ع بطنها... فرفعت إيديها ع شعرها ماسحة عليه بحيرة...

فبعد عبد العزيز إيدو عنها مسايرها: يلا افتحي تمك طعميكي!

هي تاكل من أكل رولا مستحيل بس رح تاكل علشان ما تيجي هلأ تاخد الأكل... فأكلت اول لقمة من البطاطا والجبنة يلي شوي بردت وهي معتمدة تعضو ع إيدو... فهو صدم من عملتها... وهي بعدت عنو مبتسمة برضى... فرفع حاجبو كأنو حاسسها عم تنتقم منو ع اللي عملو معها الصبح... فضيق عيونو محاكيها بصراحة: كنك حابرة عليي؟

حابرة عليه؟؟؟

كلمة غريبة عليها... فسكتت ماكلة من البطاطا كمان وهي عم تطالعو بنظرات مو مفهومة لإلو... وفجأة أدن آدان العصر فنطق بحرص: كلي هيني قايم اتوضى وأصلي قدامك فبس خلص صلاتي بدي لاقيكي مخلصة كل يلي بالصينية... فاهمة!

حركت حدقات عيونها لأطراف عينها بأعتراض ع كلامو وع أي شي رح يقولو... فقام من عندها وهو مسايرها علشان ابنهم يلي ببطنها ووضعها الحساس... وبسرعة قام يجدد وضوه ويصلي العصر ع وقتو... فصلاه ودخل يغير يلي لابسو للبس كاجوال بنطلون جينز وقميص زيتي.. مع حفاية زيتي وحزام عسلي ع بني وساعة ع إيدو اليسار لونها نفس لون حزام الخصر وتعطر وهو حاسس حالو فاقد كم عطر من عطورو... معقول هو بنساهم ع التواليت فتحرك لعند التواليت مفقد فيهم وما بعرف شاللي خلاه يفتح جرارها سهوًا وجت عيونو فورًا ع عطرو المفضل تحت طواقها... فبعد طواقها لامح كمان عطرين لإلو معهم فلف عليها منذهل منها... يعني شو بدها بعطورو... فما حمّل الموضوع أكبر من حجمو... وسحبهم معو مرجعهم لمكانهم... وهو مفكرها ممكن مع الحمل نسيت وين مكانهم او تلخبطت...

فما لحق لسا يلف حالو إلا سمع صوت استفراغها جاي من غرفة نومهم.... بسرعة طلع ركض لعندها... يشوف شو مالها..

ما بعرف إنها بلعت الشوربة ع شربة وحدة خوف ما يشربها هو من غيرتها وهي مو طايقتها... فكانت معدتها مليانة مع اشمئزازها من ريحة الشوربة وطعمها طلّعت كلشي اكلتو في المستشفى وحتى هلأ ع الأرض وع غطى السرير لإنو ما فيها حيل لتقوم بسرعة ع الحمام... فقرّب منها وهي عم تبكي مو ملحقة تغيراتها يلي عم تصير معها اليوم... فبعد الصينية عنها تاركها ع الكوميدينة وزاح عنها الغطا وهي عم تحاول تكمّل استفراغها فنطق بنبرة حنونة: بسيطة بسيطة!

ورفعها ع إيديه محركها ناحية الحمام لتكمل استفراغها هناك وشو حست روحها عم تطلع مع وجع جنابها فمسح ع شعرها وضهرها: بسيطة فترة وبتعدي أجر وعافية انشالله عند ربنا..

ولما حست حالها دابت من الاستفراغ ركت راسها ع صدرو... فساعدها توقف ليغسلها تمها وهو حاسسها مانها قادرة توقف ع رجليها... فحس ما فيه أحسن من إنو يحطها عند أمو لإنو لازم هلأ هو يروح ع العزيمة المهمة لإلهم... فخبّرها بكل صراحة وهو عم يرفعها ع إيديه: رح أتركك عند أمي لكم ساعة لإنو ما فيني ضلني عندك... تمام!

جودي مو مصحصحة معو...

جسمها ما فيه حيل بعد يلي استفرغتو... وروحها طلعت مع وجعها فما ركزت معو بشو قصدو... فطلع فيها من الجناح وهو عم يتنهد فدق جناح أمو بس ما فيه رد ففتحو يتأكد إذا موجودة هون ولا لأ... لكن ما لقالها أثر... فلف فيها لجناح جوري معلق: أحسن حل خليكي عند جوري صاحبتك...

جودي مو فارق عندها وين يتركها هلأ لإنها بدها تنام من كتر ما العالم عم يلف فيها... فدق الباب عليه بس ما فيه رد فأضطر يفتح الباب داخل فيها جناح أختو يلي مالها أي أثر فيه بدل ع وجودها... فسطحها مغطيها وموطي درجة المكيف لإنو جناحها بوظة وقرب من جبينها بايسها: هلأ بخليها تيجي عندك... ما تتعبي حالك اليوم ماشي...

هزت راسها بمسايرة... وبعد عنها مدور ع الأخت جوري...

إلا لقاها قاعدة عم تاكل ع طاولة السفرة بعد ما رجعت من بيت الجد لحالها... تاركة أمها مع مرت عمها كوثر يحيكوا اواعي شتوية للبيبي الحاملة فيه جودي بكل رواق دام ما حدا رح يكون بالبيت غيرهم لإنو الجد معروف عندو مشوار رح يقضيه من بعد العصريات... فبسرعة رجع لجناحو حامل مفتاحو وتليفونو ونزل تحت سامع صوت جوري وهي عم تحاكي الخدامة رولا: قلتلك المسلسلات التركية احضري وما تدققي...

إلا بصوتو هو: صبرك علي إنتي وهالمسلسلات...

جوري جفلت بس سمعت صوتو... وكمل كلامو لرولا: رولا معليه بعينك الله تنظفي جناحي من استفراغ مرتي... ولف ع جوري... تركت مرتي بجناحك بتخفي عليها مو تجلطيها فاهمة لإنها مو حمل شي!!

جوري هزت راسها هي ست الفهم هلأ... المهم رضاه هلأ: حاضر!

وبعد عنهم طالع من البيت وهو محتار من قصة بكاها لحظة ما شافت سنسال هيكل جسم الأم وابنها...

هالقد هي رافضة الحمل ولا شو بالزبط... وفجأة تذكر إنها بلا أم... فبلع ريقو كيف راحت عن بالو هادي الفكرة...

جد شو صاير غبي يا عبد العزيز وين عقلك باقي!!!

فتنهد من عقلو يلي صاير يضيّع مع الضغط يلي عليه... فاستغفر ربو فاتح
سيارتو راكب فيها وهو لسا مانو ناسي قصة ادويتها وفحص زراعة البول بس لإنو مشغول اليوم...

فرح يخلي حدا تاني غيرو يجيبهم للبيت وكان لبكرا عملت فحص زراعة البول إذا فيها حيل... ورفع تليفونو متصل ع جدو يشوف وين أراضيه علشان يعرف وين رح يتلاقوا كلهم لإنو ما لمح سيارة جدو صافة مكانها وهو عازم كل العزم بس يرجع ع البيت رح يعيد قراءتو لكل شي جابلو إياه أشرف عنها بالنص الحرفي... كرمال يفهم شو هي بالزبط... لإنو شخصيتها مزيج رهيب... بين عقلها المغيّب وعيشتها ع سجيتها... غير سكوتها المريب... وانعزالها وخوفها غير المبرر... كلامها المختصر... استسلامها وضعفها وقصر ذاكرتها... جوعها الحراق... وقلة أكلها بنفس الوقت... واهمالها لنفسها... وجهلها بكتير أشياء... ورغم هالعيوب كلها هي حابه تعيش وعادي عندها يعني تكون حياتها محدودة المداخل بدون ما تنحبط ولا يصيبها اكتئاب شو هالمناعة النفسية يلي عندها من وين جايبة هالثبات هادا؟؟

سؤال جدًا محير وخطير بذات الوقت... وبحتاج لجواب يشفي فضولو... يعني ما عمرو تعامل مع وحدة متلها... صحيح شاف كتير ناس بحياتو بس متلها ما شاف ولا بتوقع رح يشوف... فلازم يفهم مالها بالزبط لإنو شاكك عندها شي من الولادة متل قصر الانتباه وصعوبات تعلم... او شي قريب منهم... بس ما رح يحكم فورًا إلا لما يدقق بكلشي وصلو عنها وشافو منها ويربط ما بين السطور... لإنو هو خلص اكتفى من مراقبتو لإلها وصار وقت يجمع الجزئيات ويحلل شخصيتها علشان يرسى معها ع شي...دامو وثق إنها هي هبلة كتير مو شوي وغير إنها هبلة ... مغفّلة... فكرمال يرفع منها صح لازم يعرف وين وجعها عشان ما ترتفع بالمكان الغلط...

فسلم موضوعها لليل لبعد ما يخلص مع عيلتو.... من العزومة يلي مالو خلقها... بس شو يعمل يعني جدو قلو لازم تكون حاضر معنا فيها دايم كلنا رايحين... فتلاقى معهم كلهم قبال مفترق عين كسير (اسم منطقة) وكلهم ورا بعض متحركين لعزيمة عيلة الغوانم يلي معروف عنهم بحب عملان العزايم والمناسبات الكتيرة بين الفترة والتانية ليتلاقوا مع الناس ويكون إلهم مكانهم بتعريف التجار وأصحاب رؤوس الأموال ع بعضهم... فعزيمة اليوم مالها داعي إلا كرمال يتلاقوا اصحاب الأموال بين بعضهم ليتكلموا ويتعرفوا ويتبادلوا الأرقام ويغيروا جو ويعبروا عن افكارهم وانزعاجاتهم من وضع سوق المحلي والاقليمي والعالمي... وهو راسو بهيك قعدات بتصدع وطبعًا حالو مو أحسن من حال عاصي يلي كان بتنقل من حدا لحدا... ليحصل ع أجوبة لاسئلة عم تدور ببالو... في حين عبد العزيز كان عفآن الكلام وسنينو بس شو بدو يعمل غير إنو يجاري الناس ومواضيعهم المكررة... بخصوص الثورات والمحلات يلي خسروها ببعض المناطق وإنو حتى اوروبا ما عادت مغرية للاستثمارات ووين تركيا والصين وجنوب افريقيا من الوضع... وقصص بتدخل وبتطلع... وهو مكمّل... بس الكارثة في عيون شب قريب من عمرو عم تطالعو بين الفترة والتانية بشكل غريب عليه وفيها إصرار كبير... وبتوحيلو للحظة إنو في بينهم معرفة... تجاهل الموضوع رغم إنو حاسو حدا مانو قليل... فجأة إلا لقى عاصي مقرب منو هامسلو: كبير الأشقر (أبو محمد يلي عرفو عليه ع العيد) مو جاي بس سمعت باعت ابنو خالد وحفيدو...

عبد العزيز هز راسو براحة: يبقى في شي صاير كرمال ما يحضر... أو ممكن لفت انتباه لحفيدو...

عاصي ضحك بمرار: براڤو عليك... بعدين ماني لامح حدا من عيلة دهب غريبة... حبايبنا مانهم حاضرين...

عبد العزيز ردلو بعجلة لإنو شاف في رجال جاي لعندهم: سمعت إنو عثمان دهب تعبان... وصاير يروح ع المستشفى كتير...

عاصي هز راسو: شكلو صلحنا معهم بغم.... وضحك متبعدين عن بعضهم مكمّلين مع الرجال حواليهم لحد ما اجى موعد الأكل... فتحركوا ناحية الطاولات والدنيا ضجة وضحك فاللي أكل وروح واللي أكل وبقي... فكانت عيلة الخيّال من الفئة التانية لإنو معارفهم كتار... فالجد غاطس بالحكي مع صحابو الكبار وعمو جميل وزيدان وبدران قاعدين وحواليهم مجموعة كبيرة.... وعمو جابر لحالو قاعد مع كم رجال كبار كتير بالعمر في حين عمو جواد الدكتور بالأردن لإنو كان عم يحضر ندوة طبية... وعبد العزيز وعاصي متنقلين ليجسوا النبض وجبر مانو فاضي لهالقصص هاي مشغول بقراءة تقارير طلابو وأرسلان لاهي بشفتو الليلي يلي بدّل فيه مع رفيقو بالمستشفى لظرف طارئ عندو...

فصلوا المغرب والعشا جماعة ببيت الغوانم... وبعدها رجعوا لبيوتهم... وهما محمّلين بكتير أفكار عن وضع البلد والتجار... فعبد العزيز احتفظ باللي بدو إياه واللي ما بدو إياه أرشفو لوقت اللزمة... وتعمد يوقع بالأزمة هو وعاصي يلي عندو مشوار مهم هلأ لازم يقضيه.. كرمال يحاكوا بعض ع الحراك بعيد عن عيون رجال العيلة... فتعجلوا رايحين ع زاوية متكلمين بسرعة... وبعدها افترقوا... واحد ليقضي مشوارو... والتاني ليرجع لبيتو عند مسكنو مرتو المريضة بعد ما تركها بجناح اختو لتعتني فيها وتدللها... وهو فعلًا مستغرب كيف الأيام دارت فيهم لحد ما وصلوا مع بعض هون... من اجبار وخوف... لعقاب وجفا... لحد تعب واحتواء... فالله أعلم بعدها الأيام الجاية وين رح تروح فيهم لحب وشوق... ولا لهجر وقسى...

فتنفس براحة كبيرة بس وصل بيت أهلو... وصف سيارتو مكانها لامح سيارات عماتو ورجالهم صافة قبال بيت جدو... ففهم إنو عماتو باينتهم يا جايين يسهروا أو جايين يناموا... فسحب معاه شنطة اللابتوب نازل منها داخل البيت المطفيين ضواو... وهو عارف ومتأكد أمو قاعدة معهم هناك... فتحرك وهو حامل شنطة لابتوبو لجناحو يلي كاد رح يدخلو لكنو تراجع بآخر لحظة مقرر يتطمن عليها فتحرك لجناح أختو التاركة باب جناحها شبه مسكر... إلا وصلو صوت ضحك أختو جوري وأريام... فما حب يدخل يزعجهم فانسحب راجع لجناحهم المضوي من قبل ما يدخلو تارك شنطة لابتوب ع الكنبة وعبر ياخدلو حمام سريع لينشط فيه جسمو كرمال يسهر ع الملف يلي عندو وع تحليل شخصية مرتو الغريبة... لإنو ما عاد فيه يأجل اكتر من هيك... وسحب روبو طالع من الحمام بعد ما أخدلو حمام بارد أبو خمس دقايق... وهو حاسس جسمو متنشّط رغم قلة ساعات نومو وهو مانو عارف شاللي بستناه... فتحرك ناحية غرفة الغيار كرمال يلبسلو شي وشل مكانو بس لمحها في غرفة الغيار قاعدة قبال الهدايا الجايبلها إياهم والمفرودين حواليها بشكل عشوائي... وعم تطالع السنسال يلي ماسكتو بأطراف أصابعها وهي عم تبكي بحرقة بدون ما تحس ع وجودو من انغماسها بمشاعرها يلي ما فكر مرة وحدة يفكر فيها بشكل إنساني غير اليوم من بعد ما أوّل سبب بكاها عصريات اليوم هو فقدانها لأمها يلي خلاها تكون بمتل شخصية الطفلة الصغيرة المانها واعية ع شي في الحياة... والبريئة بزيادة... والقلبها نقي كتير لدرجة بخليها تنسى كل شي هو عملو فيها... على عكسها هو يلي من كرهو لأهلها وخوفو منها لتدنس اسمهم... كان متربصلها ع كل حركة بتتحركها بكل تشكيك منو لمقاصد نواياها... كرمال يعاقبها ع الصغيرة قبل الكبيرة بدون أي ذرة رحمة خوف ما تفضحهم... وتجيب اسمهم بالعاطل... وهالخوف هادا خلاه يتعامل معها كأنها رجل مو بنت... ويشوفها كأنها عدوتو مو مرتو... ولولا ما حملت بابنو ولا لكان ما رحمها بمعنى الكلمة...

وشو قلبو شد عليه لحظة ما شافها عم تطالع السنسال مرة وتمسح ع بطنها بإيدها الماسحة فيها دموعها وأنفها بكل براءة بكُم بلوزة بيجامتها مرة تانية... رجولتو هون تصدعت.... لدرجة ما قدر فيها يقرب منها ولا قدر ينبهها ع وجودو إنو عم يتأمل حالها... لإنو ما توقع يكون عندها هيك مشاعر...

صحيح هي بتبكي من الخوف بس ما توقع عندها شي عم بوجعها هالقد وخافيتو عن عيون الكل بكل براعة... فما لقى حالو غير داخل عليها~~~

وبنتهي الفصل هون ولله الحمد❤

شو رأيكم في فصل اليوم؟

الفصل هادا كان مركز ع عيلة الخيّال بعيد عن جودي وعالمها الداخلي متل دايمًا...

فإنشالله عجبكم هادا التغيير وطول الفصل يلي بشفعلي بإذن الله ع تأخري اسبوعين...

فكركم شو رح يصير بالفصل الجاي... شاركوني توقعاتكم.. هل رح يقدر يرضيها ولا رح ترجع الأمور بينهم تشد.. وفكركم بكرا جوا العزيمة كيف رح يكون دامها هتكون حاضرة فيها... وفي حدا من عيلتو مانو طايقها...

صحيح شو حبيت كم مقطع بهادا الفصل بالبداية ووقت ما روحوا من المستشفى وبالمستشفى كل شي بخصهم الله يحفظهم لبعض..

صحيح ما تنسوا التصويت والتعليق وشكر كبير لسماح ع مساعدتي بالتدقيق ولمرح واسراء وآية ع القراءة والمناقشة واعتراضات والمؤيدات يلي كانت بيننا كرمال يطلع الفصل بهيك احداث جميلة بخصوص الحمل والكلام بينهم... رغم إني كنت قلقانة من رأي آية... بس طلع هادي المرة لازم أقلق من رأي مرح ههههههههه... انشالله ست مرح هنيتي هلأ...

وحب كبير لأبو إصبع بهادا الفصل قد ما ضحكتني….

وحبيت تدخلات أم عبد العزيز وكأنو هي وبنتها ضراير …

 
 

 

عرض البوم صور رنين رنين   رد مع اقتباس
قديم 05-03-23, 10:38 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2013
العضوية: 257539
المشاركات: 35
الجنس أنثى
معدل التقييم: رنين رنين عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 24

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رنين رنين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رنين رنين المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية سجين الانتقام

 

الفصل الثاني عشر

قراءة ممتعة🌺

وشل مكانو بس لمحها في غرفة الغيار قاعدة قبال الهدايا الجايبلها إياهم والمفرودين حواليها بشكل عشوائي... وعم تطالع السنسال يلي ماسكتو بأطراف أصابعها وهي عم تبكي بحرقة بدون ما تحس ع وجودو من انغماسها بمشاعرها يلي ما فكر مرة وحدة يفكر فيها بشكل إنساني غير اليوم من بعد ما أوّل سبب بكاها عصريات اليوم هو فقدانها لأمها يلي خلاها تكون بمتل شخصية الطفلة الصغيرة المانها واعية ع شي في الحياة... والبريئة بزيادة... والقلبها نقي كتير لدرجة بخليها تنسى كل شي هو عملو فيها... على عكسها هو يلي من كرهو لأهلها وخوفو منها لتدنس اسمهم... كان متربصلها ع كل حركة بتتحركها بكل تشكيك منو لمقاصد نواياها... كرمال يعاقبها ع الصغيرة قبل الكبيرة بدون أي ذرة رحمة خوف ما تفضحهم... وتجيب اسمهم بالعاطل... وهالخوف هادا خلاه يتعامل معها كأنها رجل مو بنت... ويشوفها كأنها عدوتو مو مرتو... ولولا ما حملت بابنو ولا لكان ما رحمها بمعنى الكلمة...

وشو قلبو شد عليه لحظة ما شافها عم تطالع السنسال مرة وتمسح ع بطنها بإيدها الماسحة فيها دموعها وأنفها بكل براءة بكُم بلوزة بيجامتها مرة تانية... رجولتو هون تصدعت.... لدرجة ما قدر فيها يقرب منها ولا قدر ينبهها ع وجودو إنو عم يتأمل حالها... لإنو ما توقع يكون عندها هيك مشاعر...

صحيح هي بتبكي من الخوف بس ما توقع عندها شي عم بوجعها هالقد وخافيتو عن عيون الكل بكل براعة... فما لقى حالو غير داخل عليها ناهي ضجيج أفكارو ولخبطة مشاعرو بالوقت يلي هي حاولت تقيم حالها عن الأرض لحظة ما حست عليه وهو عم يدخل غرفة الغيار من قوة دخولو عليها واللي دفعتها لتقوم وتعدل حالها فورًا وهي عم تمسح دموعها قبل ما يسألها ليه عم تبكي؟ أو شو مالك؟ خوف ما يعصب منها... لإنو بكفيها الكلام يلي سمعتو عم يدور عنها بين أمو واختو قبل ساعة فبلاش يجي هو يكمّل عليها هلأ وهي خلقة مو قادرة تتحمل شي...

وسبحان الله شو إنها كانت خايفة من شي اتريه في شي تاني نسيت تخاف منو ولا تحسبلو حساب دوختها المفاجئة مع قومتها السريعة ووجع جسمها يلي ما خلاها تسند (تستند) طولها منيح (عدل)... فجت رح توقع لولا تدخلو ساندها عليه وهو عم يقلها: انتبهي ع مهلك!!

تنتبه!!!

أي انتباه بدها تنتبهو إذا هي تركيزها قليل... وذاكرتها قصيرة لدرجة رغم وجعها قامت من خوفها يلي نساها قصة وجع جنابها وعرقها النسا... وقلل من أهمية تعبها وفتلان راسها وغباش عيونها مع البكى... كرمال تتهرب من اسئلتو ولا عصبيتو بس للأسف رجليها ما ساعدوها تبين حالها بشكل منيح قدامو من ورا قلة الأكل والوجع الجسدي مع الوجع النفسي عندها... فنطقت قبل ما تخور ع الآخر وهي عم تتمسك بصدرو خوف الوقعة: تقيلة أنا!! (قصدها مو قادرة تحمل حالها)

فحملها بسرعة متدارك الموقف وهو فاهم وحافظ عن ظهر غيب شو وظيفتو هادي الفترة غير حملانها... فطلع فيها لغرفة نومهم ممددها على السرير ومغطيها منيح لإنو حاسسها عم ترجف ودموعها عم ينزلوا غصب عنها رغم محاولاتها تما (لا ما) ينزلوا... بس ليس كل ما يتمناه المرء يدركه... أي محاولات رح تنفع معها وهي طاقتها مستنزفة من بعد ما تركها تنام بغرفة أختو جوري وتصحى ع حلمة مرعبة بأبوها مخليتها تدوّر إذا هو ولا أختو جوري حواليها بس للأسف الشديد لا هو ولا هي حواليها كرمال يحتووها بعد حلمتها المرعبة يلي مانها متذكرة شي منو غير إنو أبوها محراك الشر عم يشدها من شعرها... لدرجة مخليتها تحس فيه كأنو شي صار ع الأرض الواقع من وجع فروة راسها مو مجرد حلم وصحت منو... ومن رعبها يلي غاب عنها فترة ورد رجعلها بقوة... هربت من عتمة جناح اختو جوري وهي عرقانة عرق بارد من خوفها لتبقى لحالها هوناك... فأكيد هو هلأ بجناحو دام الدنيا ليّلت...

وهادي الفكرة لحالها شو بتهدي بالها... يبقى شو حال لو كانت حقيقة...
وبين رغبتها الملحة لتكون حواليه وع صدرو وقريبة منو حست جسمها اختل توازنو من نقص الفيتامينات عندها وقلة أكلها وشربها يلي مخليها تنضغط من راسها وتتضايق بسرعة... فسندت حالها فورًا ع الحيطة المجانبة لإلها متحسسة طريقها إلا بصوت جوري المنفعل واصلها من مكان قريب منها ولافت انتباهها: يما يعني ما تاخدي كلامي إنو أنا فضولية... مش المرا المتزوجة بس تعيا بتروح لبيت أهلها تتدلع عندهم يعني بتحس عندهم ~~~

إلا بصوت أم عبد العزيز يلي وصلها ومخليها تتأكد إنو جاي من غرفتها المقابلة لجناحهم: بتعرفي إذا سكتك رح تبعبشي من وراي.. من الآخر شو بدك تعرفي بلكي نخلص من فتح هالسيرة اليوم...

إلا بصوت جوري يلي خفت حدتو مقارنة بانفعالها قبل شوي: يعني مثلًا ليه أهلها ما عم نشوفهم بطلوا (يطلوا) عليها... طيب وينهم اليوم الدكتورة لما قالت هيني عم بقولك قدام أهلك... كنت ماسكة لساني قلها إحنا أهل زوجها... هو صح ~~~

وهون جودي ما قدرت تتحمل تسمع أكتر من هيك فخطف راحت لجناحها ضاوية ضو غرفة الصالون وغرفة نومهم بعد ما خبطت رجليها ولا أصابع رجليها بحفة الأثاث من قلة تركيزها... ولما جت بدها تضوي غرفة الغيار توقفت مكانها بس لمحت صناديق هداياه قدامها فتحركت لعندهم كرمال ما تحس بالوحدة وعتمة المكان فوق وجع روحها وقلبها يلي فسر كلام جوري على إنهم مستثقلين منها... متل أهلها...

طيب إذا هما مستثقلين منها يبقى السؤال المهم هلأ هي وين تروح بحالها كرمال تهون على حالها؟

وين تهرب منهم؟ مو لتريح حالها لإنها هي تعودت على الهجر من غيرها إلا لتريحهم منهم فما لقت حالها غير نافلة كلشي بالصناديق التلاتة ع الأرض بلكي تفش خلقها فيهم وفجأة بس شافت السنسال يلي جابو حملتو بين إيديها متأملة فيه وبكيانة بحرة على يلي عم يكبر ببطنها... هي صح ما بتفهم كتير بالحياة بس إذا هما مستثقلين منها شو رح يكون حال يلي عم يكبر جواتها؟

أكيد كلهم تحصيل حاصل بدون شك رح يستثقلوا منو معها...

فزعلت كتير عليه... مو بقولوا فاقد الشيء يعطيه بكثرة فبكت للمرة التانية مو دموع آسى وضعف إلا بكت دموع قوة وحب وشفقة للي عم يكبر جواتها لإنها هي ما رح تستثقل منو فكانت عم تمسح عليه لإنها ما بتعرف شو رح تقلو... فكانت المسحة عليه دعم منها لإلو... لكنو هو اخترق عالمها... وخرب لحظاتهم الأولى بين بعضهم... فهي هلأ وهي متسطحة ع السرير عم تبكي لإنها ما بدها إياه... بدها تكون لحالها مع ثمرتهم الصغيرة... لكن وين تكون لحالها معو واللي آجى منو قرب منها محتويها ومحاكيها بكلام حنون: تعبانة؟

بدك مسكن؟

ليه ساكتة؟

شو مالك يا قلبي؟

وهون بكت لإنها هي عم تصدقو بمجرد ما يقولها هالكلام الحنون... لدرجة بتفكرو فيها جد قلقان فيهم... بس هو أول ع آخر متلهم... ورغم معرفتها بهالشي نامت متمسكة فيه وهي عم تقلو شي بلسانها التقيل: ماتتر كنا! (ما تتركنا) وعم تهمهم بشي مو مفهوم لإلو... ومخليه متربط مو عارف شو يعمل معها ليهوّن عليها العم تمر فيه لإنو قبل كانت بس تبكي بالقوة بسكتها بس هلأ القوة هاي هتتعبها وما رح تسكّتها... فالسؤال المهم هلأ...إذا الرقة وهي بمتل هيك وضع ما جابت نتيجة معها يبقى شاللي رح يجيب معها نتيجة بعدها؟

وارد جدًا هي بدها شي أكبر من يلي عم يعملو؟

معقول بدها مراعاة.. وهادا احتمال وارد... فبعد عنها لتنام ع راحتها يلي بترغب بقربو ودفى صدرو... لكنو هو بمفارقتو لإلها مع حيلها الهش تخيبت من نفسها ضاغطة ع السنسال يلي عكر عليهم يومهم بين أصابعها بعجز من رخو جسمها مكملة بكاها ع حالها يلي مو عارفة كيف تحسن منو بالوقت يلي هو طفى فيه الضو عليها وتحرك لغرفة الغيار لامم الفوضى العاملتها وطافي ضوها ومسكر الباب عليها ... كرمال يكمل شغلو برا.... وهو مو حاسس ع الوقت كيف عم يمضي حواليه إلا لحظة ما جت عيونو سهوًا ع ساعة اللابتوب إنها وحدة الصبح... فحفظ شغلو طافي اللاب توب ورجّع جسمو لورا وهو عم يتنهد باستياء من نفسو معها... لأنو مو قادر يغوص جواتها... وعم يلاقي حالو بعيد عنها كل ما يفكر حالو عم يفهمها...

وهادا الشعور طبيعي لإنو من المنطق ما رح يفهمها ويعرفها لطالما هو جاهل عن حياتها يلي كانت عايشتها قبل ما تصير ع اسمو...

وما بعرف هو كيف مع التفكير فيها نام برا ع الكنبة بدون ما يحس ع نفسو إلا لما قربت قطتو بنت دهب منو وهي عم تقلو من بين دموعها: ليش تاركنا لحالنا؟ انا خايفة اتوجع لحالي!

فتبسم عليها رادد بصوت رايق معها وهو عم يسحبها لعندو بخفة: عيني سهت شو أعمل!!

ما تعمل شي غير ما تتركها لحالها فضمتو بقوة خوف ما يهرب منها ويتركها... ففكرها هي بردانة: سقعانة؟

ما عبرت سؤالو بحرف لإنها نطقت سائلتو شي ما بخطر ع البال: هو ليه هيك صغير وبطوّل ليجي؟

فتح عيونو مندهش منها...البنت فاضية اشغال تفكر بهيك شي هلأ وبهيك وقت... فكمّلت رادة كأنها متوقعة شو رح يسألها من قبل لإنها وهي نايمة عقلها شغال تفكير وخيالات باللي عم يكبر جواتها من هروبها من الواقع العايشة فيه: أنا بدي بنت صغيرة سميها إميلي ولا ساندي...

(واثقة من نفسها مختارة الاسماء بدون ما تستشيرو بسم الله ما شاء الله) وواصلت بثقة: وهجيب بنت صغيرة نعومة....

فنطق هون ملطف الجو بينهم: أكيد بنتك هتكون هيك يعني مهي لمين رح تطلع غير لإلك... وبعدين من وين انتي وجوري مفكرين رح تجيبي بنت صار مناي أفهم!!!

عصبت وزعلت منو لإنو خرّب عليها كل خيالاتها... ونطقت بحرة: ما تحاكيني...

رفع حاجبو بنكران معلق: ليش قطتي زعلانة مني؟

جودي لفت وجهها عنو وهي عم تسمعو عم يقول: هو أنا عملتلك شي...

فردت بغصة وهي عم ترفع وجهها بعتاب ع إهمالو لبنتو يلي خرّب عليها تخيلاتها فيها: ليه ما عم تحس عليه متل قبل؟!

تحس عليه ومتل قبل... رفع حاجبو وضهرو رادد عليها من الآخر يعني: إنتي شو بدك مني هلأ؟ ننام ولا شو؟؟؟؟

جودي هون انضغطت فرفعت ايديهاغ ماسحة ع شعرها بعجز من فهمو... فجاوبتو بعفوية مفرطة من الضحك لإلو: بس أنا ما عملت شي!!!

كل يلي عملتو... بتقلو لسا ما عملت شي... فنطق شاغلها عنو متل الصغار: روحي جيبي غطا ولا لحاف!

ردت مبوزة: أنا عيانة!!

ضيق عيونو بغصة من ردها المالو طعمة معلق: إنتي متى رح تولدي وتريحيني... وقرب منها حاملها بتحذير ناطق: سلامتهم للعيانين يلي عنا...

جودي ردت عليه وهو عم يقوم فيها رافعها ع إيديه وهي كاتمة فرحتها من ردو: اطفي الضو...

فطفى الضو داخل فيها غرفة نومهم الكحل معلق بسخرية مفرحة لقلبها: شاطرة طفيت الضو وبطلنا قادرين نشوف شي...

جودي ولا معها خبر باللي عملتو لإنو ما حدا قلو يرد عليها فيتعلم للمرة الجاي... فتنهدت بفرحة كبيرة لإنو رح يناموا جنب بعضهم ع السرير... فركت راسها ع صدرو وشو ارتاح بالها بس نزّلها ع السرير متمدد جنبها... وهو حاسس في صمت رهيب بينهم... وما لحق لسا يستفقد صمتها إلا حس عليها مقربة منو ساحبة إيدو حاطتها ع بطنها فلف محوطها بإيدو التانية وهو مندهش من تطورها معو اليوم بالعلاقة فنطق ماسح ع وجهها يلي مانو شايف شي من سواد الغرفة بس حس عليها عم تتقلب كل كم دقيقة وهي شادة ع حالها: موجوعة شي؟

رفعت إيدها وهي مغمضة على عيونها مقربة إصبعها السبابة من الدباغة... بمعنى شوي بجعها... هو من وين بدو يشوف ردها إذا الغرفة كحل فبسرعة ضو الأباجورة لافف عليها سائلها وهو عم يقرب إيدو ع جنبها اليمين: من هون موجوعة؟

ما ردت عليه... ما بتعرف تحكي عن وجعها... فمدت إيدها محاولة تقوم... فهو رفع حاجبو مالها هاي مش عم بحاكيها ما ترد عليه متل البشر الطبيعين: مالك؟

جودي ما مالها شي... بس بدها تسند ضهرها ولا تمشي علشان تشغل حالها عن الوجع وهي نسيانة إنو امبارح حتى مع الوجع ما قدرت تمشي إلا بالزور... فجت بدها تقوم لكنو مسكها من إيدها مخرب عليها مخططها: مالك يا بنت عربي بحكي معك موجوعة شي؟؟

ما في داعي تحكي بس عم تهز راسها... فتنهد بصوت منها وقام يجيبلها المسكن مع شي تاكلوعلشان يمشي مفعولو... بس الله يستر ما تستفرغو إذا أجاها الغثيان... فتوكل ع ربو راجعلها مع كاسة مية وحبة موزة وحبة دواها المسكن... آمرها: تفضلي!

جودي اخدت منو حبة الموز ودفعت بإيدها الدوا: ما بدي!

الله يجيبك يا طولة البال... يا صبر أيوب... لا حول ولا قوة إلا بالله... شكلو الجد رح يبلش معها من هلأ مش لتعدي التلات شهور ع خير وسلامة...

مزبوط هي حامل بابنو يلي خلاه يتفهّمها قدر الإمكان ويتساهل معها شوي... بس يعني خلص مالو خلق حركاتها الغريبة عليه... فنطق بنبرة مخيفة: بسرعة خديه!!!

هي بس سمعت نبرة صوتو وطريقة لفظو الجادة معها رفعت دقنها ببطيء كرمال تتأكد إذا هو فعلًا معصب منها ولا لأ... لإنو زمان عنها هالنبرة... ومن خوفها منو سبلتلو بعيونها بعفوية منها لتخف حدتو معها... وللأسف ما جابت معاه أي تأثير لإنو الجدية ما خفت شحطة وحدة معها فعدلت حالها بأدب ماخدة منو الحبة وكاسة المي... وجت بدها تبلعها.. إلا ذكرها: كلي الموزة بالأول!

ما استرجت ترد عليه بحرف واحد وهي كاتمة صوت تنفسها كرمال ما يعصب منها أكتر... فقشرت الموزة وهي عم تطالعو من طرف عيونها بس تمدد جنبها وهو يقلها: ماني نايم إلا لما لاقيكي ماخدة المسكن... أنا ماني ناسي قصة مقوياتك يلي باقية ما تاخديها...

جودي لفت عليه... وهي ماسكة ع تمها كلمة لئيم... فمسكها بتطالعو فلفت بسرعة رافعة الموزة القشرتها للنص ماكلة منها ... وهي مطنشة وجعها بقوة علشان ما تاخد المسكن... يعني هو باينتو بدو يهبلها... لإنو وقت ما بدو عادي تاخد مسكنات ووقت ما بدو ممنوع تاخد مسكنات (قصدها الموقف يلي صار بينهم بأول أسبوع من رمضان) فنطقت بصوت مسموع بدون قصد منها: لئيم!

إلا بسحبتو لدنبة جدلتها بخفة مازح معها: سامعك!!

إلا لفت عليه تلقائيًا وهي زعلانة منو وناطقة بشي مانو متوقعو منها: هي بتحس بشو عم تعمل وهي زعلانة منك معاي!!

أيوة كملت عندو... بتقلو هي... وبتحس... وزعلانة منك معاي... البنت صايرة تربط كل شي بصير معها باللي عم يكبر جواتها... فطالعلها وهو عم يضيّق عيونو رادد عليها ببرود وهو ماسك لسانو اللاذع معها: ما تكبري الإشي وفكي جدلتك الماني طايقها واصحك تاني مرة تعمليه هيك... لإنو بزيادة مخليكي تعيشي اللحظة...

وهي بس شافت عيونو كيف عم تطالعها لفت وجهها وهي حاسة حالها بأي لحظة رح تشرق من نسيانها كيف تتنفس مع أكلها للموزة يلي عم تستعجل بأكلها كرمال بسرعة تتمدد وتخبي حالها بعيد عن مراقبتو يلي عم توترها... إلا بردو منبهها: ع مهلك كلي بلاش تشرقي!!

فبطئت بأكلها... بشكل مبالغ فيه فرد كمان مرة معلق: مالك عم تاكلي ببطيء اصحك تكوني رح تستفرغي!!!

فطالعتو من طرف عيونها هازة راسها بلأ ماكلة آخر شي من الموزة وبسرعة بلعت حبة المسكن مع المي... وردت الكاسة وقشرة الموزة لكوميدينتو... وردت تمددت مكانها لتنام وهو هون تنفس براحة لإنو وضعها تمام وما فيه استفراغ فقرب منها بدو يضمها... إلا بصوت منبهو... فنطق بعجلة مخبرها: اليوم فيه عزيمة ببيت جدي وإنتي لازم تحضريها... فضلك متريحة اليوم وبس آجي من الشغل بآخدك معاي... وبسرعة باسها مبعد عنها متحرك ناحية الحمام وهو مانو فاهمها.. لإنو هو تركها عصريات امبارح تعبانة بس بعقلها... رجعلها لقاها متحسنة ولسانها طولان شبر وغريبة التفكير... وعايشة اللحظة بعالم الأطفال.. فتوضى طالع لغرفة الغيار وهو لامحها لساتها صاحية فجحرها بتحذير: نامي يا حلوة وما تنسي تصلي الفجر إذا فيكي حيل لتصلي ع كرسي ع الأقل!

وعبر غرفة الغيار سامع ردها لأم لسان طولان... وهو من جواتو عم يتحلف لأختو جوري إذا هي يلي مقوية عينها: ماشي بس مو جاي ع بالي نام...

هادا يلي كان ناقصو حضرتها تقلو جاي ع بالها ومو جاي ع بالها... من متى صايرة تسهر... من يوم يومها بتنام بكير لوقت طويل متل البيات الشتوي... والله شكلهم حسدوها ولا شكلو الحمل قواها... فلبس ترينغ سودا وطلع من البيت وهو بس عليه يجحرها بلكي تعتبر قبل ما يورجيها وجهو التاني...

وما بعرف كيف صلى بالجامع ورجع لعندها بأسرع ما يمكن لإنو مواصل من امبارح من وراها... ويا فرحة قلبو بس لقاها نايمة متل الحمل الوديع بعد ما صلت الفجر حاضر... ففورًا تمدد جنبها معيّر تليفونو ليصحى بعد ساعتين يعني عمرينو لفطر بكير... هيفطر بالشركة مش المشكلة بس المهم هلأ يناملو لو ساعة... ولسا ما لحق يغطي حالو ويلف حالو عليها إلا حس الغرفة نار... لإنو حضرتها باقية رافعة درجة المكيّف فدور حواليه ع الريموت ليوطيه... وهو محتر وضحك بس لمحها تاركتو جنبها من الناحية التانية... فمد إيدو بدو يسحبو... إلا لقاها عم تفتح عيونها النعسانين متكلمة بصوت تقيل من النعس: ما بدي نام!

فابتسم عليها معلق "عنيدة حتى مع النوم"

فسايرها وهو عارف رح تنام من المسكن يلي اخدتو: وما تنامي!

وبس سمعت ردو الرايق رفرف قلبها مبتسمة بوجهو وهي عم ترد تكمّل نومتها جنبو... وهون هو قدرها كتير لإنها آخيرًا نامت ورحمتو... وطفى المكيف علشان يعدل بينهم لا تبرد هي ولا يشوب هو... ونام فورًا من حاجة جسمو للنوم رغم دماغو الشغال... وبس سمع رنة منبه تليفونو قام متسهل ع الشركة تاركها تنام وهي مو عارفة عماتو الكرام وفاء وسهر ونداء باقيات نايمات لحالهم بدون رجالهم وبناتهم ببيت الجد باستثناء الآنسة أريام يلي نامت عند جوري بجناحها لإنو مو معقول تكون فيه لمة عيلة ببيت الجد وأريام ما تيجي وما تنام عند جوري... فمن الطبيعي ودام الدنيا صبحت وصار وقت الفطور هلأ .... فالتموا عماتو "بدون عمتو أمل يلي ما جت" برا مع مرت عمو كوثر وأمو والآنسة جوري يلي قامت غصب عنها من زن أمها هي وأريام المسكينة النعسانة كتير لإنها ما لحقت تنام ساعتين ع بعضهم كرمال يفطروا ع شرف أم عبد العزيز يلي شو خجلت قدام بنات حماها لإنهم طولوا وهما عم يستنوا بكنتها المحترمة لتنورهم ع الفطور وبعدها بتحمدولها ع السلامة... بس الوقت عم يمرق دقيقة ورا دقيقة وكنتها نايمة بتقل لا صاحية ع صوت جوري ولا ع صوت أريام ولا حتى على صوتها ولا ع صوت الخدامة رولا المسكينة يلي تعبت معها علشان تصحيها وهي بس كل يلي عم تعملو ترد عليها كل شوي: هــــــــم..

هــــــم....

فانجبرت أم عبد العزيز تسلم أمرها لله... وتطلب منهم يبلشوا الفطور بس لسان بنتها جوري رح يجيبلها السكتة القلبية لا قدر الله لإنها كانت محامي الدفاع عنها: عادي خلوها نايمة حرام كتير تعبانة هي...

وطول امبارح وهي نايمة عم تئن... فشكلها ماخدة دواها المسكن لهيك ما قدرت تقوم...

وفوق لسانها المدافع عن بنت دهب قدام عمات زوجها تقصدت تروح تصحيها كرمال تقلها نامي ولا على بالك ملحقة ع وجعة راسك معهم...

وجودي ع الحالتين ما كانت رح تقوم بدعم منها ولا لأ.. ففطروا لحالهم وهما مو عاجبهم حركات بنت دهب يلي لازم ابن أخوهم ما يسكتلها ويربيها من أول وجديد لهالقليلة الأدب كرمال تحترم الأكبر منها... فكل شي بوقتو يا بنت دهب... اتقلي ع راحتك... بس لنقعد مع جوزك تلقي...

وجودي المسكينة ما معها خبر عن الأفاعي يلي عم يلفوا حواليها... لإنها كانت عم تحلم بأحلام مرعبة فيها سواد مخيف وصريخ وضرب.. فما وعت ع حالها غير صاحية ع صوت رولا الخدامة وهي معرقة وقلبها عم ينبض بخوف: مدام جودي الست أمينة بتقلك الساعة صارت وحدة فلازم تقومي لتلحقي تصلي وتجهزك الكوافيره!

جودي مو معها من الرعبة يلي صحت عليها ومن نفضة جسمها الميت من الجوع فحاولت تتطلع منيح فيها بس من كترة نومها عيونها شو نعسانين وتعبانين ليفتحوا ع آخرهم... فرفعت إيدها يلي عم تنتفض ماسحة لعابها النازل من تمها وهي عم تقول بتقل: جوعانة كتير!

الخدامة رولا لاحظت انتفاض جسمها فردت بحرص شديد: تكرمي هلأ بجهزلك شي بس إذا مشتهية شي معين لأعملك إياه هلأ؟

جودي هزت راسها باكية من الجوع: لا بس بدي آكل...

رولا أشرت ع عيونها بعجلة مخبرتها: من عيوني دقايق وبرجعلك!

جودي بس حست عليها طلعت كان نفسها تلحقها كرمال ما تكون لحالها وهي عم تشهق من البرد والجوع ... فحاولت تقوم لإنو مستحيل تبقى هون عم تستنى رولا لتجيبلها الأكل... فنزلت رجليها عن السرير وجت بدها تمشي... لكن جسمها ما فيه أي طاقة للمشي لطالما هي مو ماكلة شي من امبارح متل الخلق... فقعدت ع طرف السرير ... وبطنها عم يطلّع أصوات غريبة... فحطت إيديها ع بطنها محاكيتو من بين دموعها: إنتا جوعان زي.. حقك عليي ما أكلت منيح أنا..

فعدلت حالها ساندة ضهرها على المخدة... وهي عم تضغط ع حالها "يلا يا رولا"

رح هلأ مو بس تبكي إلا تنفجر من البكى إذا ما اكلت... ويا فرحة قلبها بس سمعت فجأة صوت الخدامة رولا وهي عم تقلها: تفضلي يا مدام انا عملتلك ع الحارك ساندوتشات فانشالله يوفوا بالغرض! وقربت منها منزلة الصينية فوق رجليها... فتأملت جودي شو عاملتلها إلا لقتها مجهزتلها ساندوتشة لبنة وساندوتشة بطاطا مهروسة وساندوتشة افوكادو مع صحن مكدوس اللفت وكاسة عصير برتقان وكاسة مي... ولاحظت ع جنب في صحن صغير كتير فيه كم حبة دوا... فمدت إيدها ساحبة ساندوتشة البطاطا المهروسة ماكلة منها بحرة وهي عم تدمع...

الخدامة رولا استغربت حالها فقربت منها بقلق عليها: مدام فيكي شي محتاجة شي؟

جودي رفعت إيدها ماسحة دموعها وهي عم تقلها: لا بس جوعانة!

الخدامة رولا هزت راسها بتفهم وهي عم تتبسم ع حالتها رادة: كلي صحة وهنا ... هادول فيتاميناتك اللي لازم تاخديها واللي وصتني عليهم الست أمينة هلأ كرمال تاخديهم...

جودي هزت راسها بتأكيد... أصلًا لو ما حماتها وصت رولا تقلها هي رح تاخدهم كرمال صحة بنتها إيميلي ولا ساندي تتحسن... فتبسمت بوجه الخدامة رولا يلي مو فاهمة مالها عم توزع ابتسامات غريبة ع فجأة... فنطقت مرطبة الجو بينهم: طيب مدام انا بدي رتب جناحك قبل ما تطلع الكوافيره...

جودي رفعت راسها مستغربة قصة هالكوافيره فنطقت بخوف: كوافيره لشو؟

الخدامة رولا مسكت ضحكتها ع نبرة صوتها وانفعالها: لتجهزك لعزيمة اليوم..

جودي سمعت كلامها من هون شردقت بالأكل من هون: كح كح كح...

أي عزيمة هاي يلي عم تقلها عنها؟ من وين طلعتلها ع فجأة...

أكيد ما رح تتذكر شو قلها ابن الخيّال فجريات اليوم وهي عم تجنن فيه...

والخدامة رولا المسكينة شو ارتعبت من كحتها فبسرعة قربت منها داقة ع ضهرها بعفوية منها وهي خايفة عليها: بسم الله عليكي.. وبسرعة سحبت كاسة المية عن الصينية معطيتها إياها: تفضلي اشربي!

جودي أخدت منها الكاسة وبلعت ريقها رادة متل الطالب الحافظ الدرس بصم: الدكتور قلي ممنوع اشربها بسرعة بستنى شوي...

ولفت شاربة منها بمهل.. وهي مانها منتبهة ع عيون رولا عليها وهي حاسة حالها قاعدة مع بنت نعومة ع دلوعة ع غنوجة... فبعدت الكاسة رادة: أنا منيحة!

ففهمت رولا منها تبعّد عنها... فبعّدت عنها وهي محتارة تبقى قريبة منها ولا تروح تكمل شغلها: تمام أنا بدي رتب الجناح فإذا بدك شي يا مدام نادي علي...

جودي هزت راسها ساهية عن فكرة الكوافيره وكملت أكلها... وهي ناسية شو صار معها امبارح... وفجأة إلا برجعة رولا عندها وهي عم تقلها: مدام كتير آسفة... نسيت ذكّرك كرمال تصلي الظهر...

جودي هزت راسها مكمّلة بآخر لقمة من ساندوتشاتها رادة: تمام... وبعدت الصينية بعد ما أخدت مقوياتها... كرمال تقوم للحمام تتوضى بالوقت يلي رولا اخدت الصينية معها لتحت بعد ما خلصت ترتيب الجناح وتنظيفو... وطلعت بعدها لتصلي وهي قاعدة ع الكرسي لإنو ما فيها حيل من الوجع لتصلي واقفة... وما لحقت تخلص صلاتها إلا بصوت الخدامة رولا وهي بجنب الكوافيره: مدام هيني جبتلك الكوافيره كرمال تبلش فيكي خوف ما تتأخري ع أهل البيك...

جودي تنهدت مالها خلق المكياج وهالقصص هاي... فسايرتها بدون ما ترد عليها بكلمة... فكمّلت رولا كلامها: طيب مدام محتاجة شي مني قبل ما روح!!

جودي ردت ببرود بلا قصد منها من وجع راسها من قلة المي: بس مي!!

الخدامة رولا هزتلها راسها: بتؤمري!

وطلعت جابتلها المية لتتركها بعدها تبلش عناءها مع كلمة قومي لنغسل شعرك... من وجع رجليها وحوضها وعرقها... وشو جننت الكوافيره وهي عم تغسللها شعرها لإنو ما فيها تتني (تثني) حالها... فاضطرت الكوافيره تتركها ع راحتها تاخد حمام سريع لتطلعلها بعد ربع ساعة بروب الحمام والفوطة ع شعرها...

فابتسمت الكوافيره بس شافتها طالعة وسحبتلها الكرسي كرمال تقعد عليه... فقعدت من هون بلشت وجعة راسها التانية من هون بس سمعت سؤال الكوافيره المفاجئ لإلها: شو بدك تلبسي؟

بسرعة ردت لإنها مالها خلق الحكي: ما بعرف... جوري هي بتختارلي...

الكوافيره ضيّقت حواجبها "مين جوري" فلحالها فهمت هي ما بتعرف تختار... فردت سألتها: بتحبي ساعدك؟

جودي لفت جاحرتها.. لأ أكيد... شو تساعدها وتدخلها غرفة غيارهم..

عفوًا يعني هادي الغرفة فيها أغراضها وأغراض جوزها الحلو الممنوع حدا يقرب من إي شي إلو غيرو هو والخدامات وهي مو إنتي وغيرك...

فقامت لغرفة غيارها مختارة ع الهبلة أي فستان بتيجي إيدها عليه فكان زهري ع نود وقصتو كتف نازل وبمسك من تحت الصدر وعليه زي بتلات ورود مخيطة بلون زهري والأرزق... ولفت محضرة لبسة لإلو... ما فيه حدا مسؤول عنو غيرها هي...

الغيرة عليه عملت يلي ما بنعمل معها... وطلعت للكوافيره يلي ملت وهي عم تستنى فيها لتخلص... ورجعلتها كاشفتلها عن لبستها يلي عجبتها كتير فعلقت بكل صراحة: ما شاء الله فستانك كتير حلو وبليق مع بشرتك.. فحلو نعمل بشعرك ويفي ونمسكو من الجناب بحركة دلع مع مكياج هادي وفيه اضاءة بطلع شكلك كلو إغراء وأنوثة...

جودي مو فارق عندها شي... وشغل الاغراء العم تحكي عنو مو لشكلها... فطنشت كلامها يلي ما عجبها وقعدت ع الكرسي كرمال تبلش شغلها معها... وهي شو مالة من التمشيط وسحب الشعر يلي وجعها... وما صدقت تخلص من شعرها يلي كان مبين عليه متل أميرة ديزني الهاربة من الرسوم المتحركة لأرض الواقع... لتبدا بعدو بوجهها الحاطتلها عليه إيشدو نود مع كحل اسود جوا عيونها كان معطيها جمال أنثوي ساحر لعيونها مع بلاشر زهري خفيف وتغطية ناعمة للوجه وشو طلع شكلها ما شاء الله لعبة مع روج الأحمر ع زهري بارد بس حطتلها إياه ع تمها... فبعدت الكوافيره معلقة متل تعليقات الكوافيرات القبلها: مشالله وجهك ع المكياج بجنن!

طبعًا جودي مو فارق عندها يكون جاي حلو عليها ولا لأ لإنها هي عارفة وفاهمة يلي حاطتلها إياه ع بشرتها مالو داعي... فقامت تلبس تاركة الكوافيره تلملم أغراضها ع راحتها عابرة غرفة الغيار ومسكرة الباب وراها وهي عم تسمع الكوافيره عم تقلها: يلا انا بدي استئذن منك!

تستئذني ولا لأ... الأخت مانها فاضية تسمعك لإنها سارحة بوجهها الشايفتو متل المهرج... فلفت شالحة بيجامتها متحركة لعند الفستان الفاتحة سحابو لابستو وهي عم تتحرك لعند المراية الطويلة المجانبة للباب مطالعة سحابو السحري لتسكرو منيح بس ما قدرت مع لف إيديها يلي عم تضغط خواصرها مع الضغط على حالها لتسكر السحاب...

فهادا يعني وجع فوق وجعها... فتنهدت من حالتها العاجزة تتعامل معها لأنو ما فيها هلأ تشلحو ولا فيها تسكرو من كتر حركتها وقعدتها علشان حضرة الكوافيره تزبّطها... فجأة وصلها صوت فتحة الباب... يلي خلت قلبها يرفرف ولإنو آخيرًا جت جوري لتسكرلها سحابها وتريّحها من هادا العناء فنادت بصوت عالي كرمال تيجي تنقذها من هالورطة وهي ما عندها علم جوري من زمان راحت مع عمتها سهر وأريام ع السوق ليتبضعوا ويغيروا جو: جوري تعالي سكريلي السحاب حبابة!!

إلا بصوتو وهو عم يدخل غرفة النوم شالح ساعتو وكان شكلو فاتن مع البدلة الرمادية بدرجة قريبة من يلي كان لابسها امبارح: متطورة يا بنت صايرة تقولي حبابة وحركاتـــ~~

طار الكلام منو بس لمحها شو لابسة... وبلع ريقو متأملها من راسها لبطنها المدور الصغير والواضح من خلال فستانها... لحد رجليها الحافيين.. ضيّع الكلام مع شكلها الجديد عليه... فرفع حواجبو بحيرة يعني حبو ولا لسا بدو شوية وقت ليطلع من سحرو ويقدر يحدد بالزبط شو رأيو فيه... وبس انتبه ع فستانها يلي مانو مسكر... مشي لعندها موقف ورا ضهرها مسكرلها إياه لنهايتو وهي كاتمة حسها خجلانة تطالعو خوف ما يقلها شو الخابصتيه ع وجهك... فحاولت تتهرب منو لكنو حشرها بالزواية محاصرها بإيديه وهو عم يتأمل بشكلها... فقرّب منها ماسح ع وجهها بضهر أصابعو برقة... وهي هون شو توترت من هالقرب المفاجئ متطلعة ع زر جاكيتو خوف ما تقابل عيونو وتبين قدامو متل الهبلة... فنطق مازح معها وهو عم يمسح ع شعرها: أربع ساعات شغل مع الكوافيره ناس بتشتغل يا عمي وناس عايشة ع البال المستريح...

فردت بصوت مكتوم: بعرف إنو مو حلو!

فقرب منها ماسح ع خدها بطرف انفو: عم تتهبلي علي...

بلعت ريقها بس حست حالها رح تنخنق... فبسرعة رفعت راسها محاولة تتنفس باللحظة يلي جت عيونها بعيونو لثواني بسيطة مخليتها تنسى تتنفس فشرقت غصب عنها من خجلها من عيونو المسبلة لإلها... فدق ع ضهرها مسمي عليها: بسم الله عليكي... انتي يا بنت ناوية ع قتل حالك... تنفسي تنفسي...

جودي رفعت إيديها ع حلقها الحاسستو ضيق... وهي عم تنزل راسها خوف ما تطالعو وتدوب بحالها وبأواعيها من نظراتو المطالعتها والمحسستها بشي غريب عليها... فجفلت مكانها بس شافتو مقرب منها ملامس ملامح وجهها بدون ما ينطق بحرف واحد... وبس حست ع أنفاسهم مختلطة ببعضها خجلت... وهو مع خجلها داب... فقطع المسافة الفاصلة منها بايسها ناسي العيلة الكريمة المستنيين استني يقعدوا مع مدامتو يلي طولت عليهم كرمال ينغصوا عليها عيشتها... لإنو بنت دهب زودتها وعلى الأساس يعني هي مانها منهم ومتل باقي الخلايق بدها سنة لتتجهز مو ساعة بالكتير... ولا فوق قلة احترامها معهم من قبل لحد الصبح حضرتها عم تتأخر عليهم هلأ...

عاد المشكلة وين إنهم هما مو دارين إنها هي وين والعالم وين بس قرب منها بايسها وهامسلها بصوت حاد غيور: ما تطلعي هيك فيه لإنو مبين صدرك...

وقرب منها رافع كتاف فستانها وهو عم يوصيها تدفي حالها: ودفي حالك منيح خوف ما تسقعي... وبعد عنها بدو يجهزلو لبسة إلا علقت بصوت متعجل يا دوبو مفهوم من خجلها وتوترها من قربو: هيهالبستك (هيها لبستك)...

لف عليها رافع حاجبو: نعم!

ما قدرت تعيد كلامها يلي قالتلو لتاني مرة من خجلها بس شافتو كيف دار حالو عليها.... وفورًا أشرت ع لبستو مختصرة ع حالها... وهو فهم عليها ساحب لبستو يلي حضرتلو إياها متأمل فيها بسرعة وهو عم يقلها: ما تلبسي شي عالي... ولف ساحب بنطلون جينز ليلبسو مع قميص وجاكيت البدلة
بدل بنطلونها القماش لإنو مو منطقي يقعد مع أهلو ببدلة رسمية بمتل هيك جمعة بسيطة... ونطق وهو عم يلف حالو عليها مذكّرها: وإذا ما صليتي العصر ما تنسي تصليه هلأ فاهمة...

هي فاهمة ومليون فاهمة ورح هلأ تصلي بس خلص أطلع...

وبس حست عليه دخل طابق باب الحمام وراه... لفت بسرعة مختارتلها حفاية مقاربة من لون فستانها وطلعت لمراية التواليت معطرة شعرها وجسمها... وبسرعة سحبت عبايتها ولفتها لابستهم مع الحفاية نازلة لتحت وهي حاطة إيد ورا ضهرها من وجع خواصرها وإيد ماسكة فيها الدربزين.. فما صدقت تصل وتقعد ع أول كنباية لتصلي العصر وتاخد نفس طويل إنها صلتو كرمال ترفع رجليها ع الطاولة وتريحهم وهي متريحة بقعدتها ع هالكنبة المريحة يلي ولا مرة قعدت عليها من قبل... ومع الراحة ما بتعرف كيف صابها النعاس والرغبة الملحة للنوم فقامت تتحرك خوف ما تنام وتبقى معو لحالها هون... ومع الزهق والتململ كمّلت لبرا بدون طلب من حدا لأول مرة كرمال تضمنو ما يقرب منها...

والمشكلة هي مو مستوعبة ولا فاهمة إنو ما رح يقرّب منها وهي كتير تعبانة وغير إنو اليوم بالتحديد هو لازم ياخدها لبيت جدو كرمال تقعد مع أهلو وتأدي واجبها اتجاههم... فطلع من الحمام وهو لابس لبستو الكاجوال مكمّل ع غرفة الغيار وهو عارف إنها هربت منو لتحت...

وهادي الفكرة شو بتخلي رغبتو فيها تضاعف... فلبس حفايتو الكاجوال الكاكي اللون واللي جاي مع لون جاكيتو الرسمي الكاكي وقميصو البترولي... وبعجلة سحب ساعتو لابسها ولف متعطر وعيونو شو عم تلمع من أعجابو بشكلها يلي رح يفضالو عنجد بس يرجعوا ع جناحهم... فسحبلها شي تلبسو فوق فستانها بس تحس بالبرد لإنو أكيد ما رح تفكر بهيك شي... وطلع بعد ما أخد مفتاح سيارتو وتليفونو... مدور عليها لكنو ما لمحلها أي أثر فدخل المطبخ مفقّدها إذا هوناك وبس لمحها من باب المطبخ الشفاف واقفة برا بسرعة طلع لعندها مقرب منها وهي عم يقلها: جبتلك هادي الجرزة (الجرزاية) كرمال تلبسيها بس تبردي...

جودي دابت بأرضها بس سمعت صوتو وانتبهت عليه عم يصير قريب منها فبسرعة لفت ساحبة منو الجرزة وهي متحاشية النظر بعيونو فقرّبها منو رافع إيدو ع ضهرها ماشي معها بكل أريحية لإنو ضامن ما في رجال غريب هيمر من هون وأصلًا صاروا قراب ع بيت الجد وأكيد لو حدا طلع من رجال عماتو ولا ولاد عمو من الديوان يلي بعيد عنها أمتار ما رح يقدروا يلمحوا شي منها... فنطق مكمّل كلامو: طول ما انتي قاعدة ببيت جدي بتضلك تشربي مي وتاكلي بس تحسي حالك جوعانة... ماشي...

هزت راسها وهي زامة شفايفها من خجلها منو...فتنهد ماخد نفس طويل قبل ما ينبهها: اليوم حاولي كوني ودودة مع عماتي... يعني حاولي تبسمي وضلك قريبة منهم... مو تهربي متل هاداك اليوم علشان ما ترجع الأمور بيننا متوترة... اتفقنا...

فجت بدها ترد عليه إلا تليفونو الحاملو بإيدو رن مقاطعهم... فرفعو يشوف مين وبس قرأ الأسم أمرها: خليكي هون هيني راجع!

وبعد عنها بس ضمن إنها قادرة تسند حالها ليتكلم ع جنب بعيد عن سمعها... يلي ما رح يسمع حرف واحد منو حتى لو تكلم قدامها من الخوف المستوطنها لتعبر على أهلو...

هي جد ما بدها تعرفهم ولا بدها تقعد معهم...

هي جد ما بتحب تتعرف ع الناس....

هي جد ما بدها وجعات راس مالها آخر...

فجت بدها تبكي من جبرها لتقابل أهلو إلا في طابة صغيرة جت قريب من رجليها... فرفعت دقنها متطلعة مكان ما اجت منو الطابة الا لمحت طفل ملزلز (ملان / ملفلف / صحتو منيحة) عم يلحق في الطابة... دابت من جمال شعرو الأسود وعيونو الخضر... ووجهو البدري فحطت إيدها اليسار ع جنابها محاولة تحملها وترميها لإلو لإنو ما فيها مع عرقها تضربها برجلها لعندو... ففكرة تنزل حالها شوي أهون... بس حتى تنزل حالها شوي لقتها صعبة فردت رفعت حالها مأشرة ع الطابة: حبيبي ما تخاف تعال!

الطفل ما بحياتو شافها علشان يثق فيها فورًا... تردد يجي لعندها... فابتسمتلو مكررة: تعال ما تخاف!

قرب شوية منها وعوّد (رد) وقف فردت نطقت مشجعتو: تعال حبيبي خُد الطابة!

صار يجيها شوي شوي خجلان وهو عم يتسند ع رجليه... ووقف قبالها مدوّب قلبها ع براءتو وجمالو لدرجة دفع بوجعها بعيد عنها كرمال تقرب منو وتحملو إلا بصوتو العالي قاطع رغبتها بحملو: لااااا!!

وقفت مرعوبة موقعة الجرزة يلي جابلها إياها ع الأرض بدون ما تحس لافة عليه بس سمعت صوتو بالوقت يلي الطفل صار يبكي فيه... وبس لمحتو جاي لعندها وهو عم بنهي المكالمة وعيونو عم تطالعها بعصبية... خوفها تضاعف بمجرد ما شافتو عم يقطع المسافة يلي بينهم رافع جرزتها (جرزايتها) عن الأرض بحركة سريعة منو قبل ما يمسكها من دراعها بتحذير: مجنونة انتي تحمليه ناسية حالك حامل ومو لازم تشيلي شي تقيل... وفوق كل هادا كمان ناسية إنك انتي امبارح نزلتي من المستشفى...

كلامو صح ومليون صح... بس ليه هي ما فكرت فيه قبل هلأ؟ فزمت شفايفها باستياء من جهلها بهالقصص هاي... فجت رح تبكي وهي مو عارفة شو تبررلو من ورا عملتها الغلط واللي صارت من ورا لطافة البيبي يلي قدامها وجمالو يلي أكل قلبها وغيّبلها عقلها... فتنهد محرر دراعها وهو مو عارف كيف بدو يمرقلها عملتها... ففضل الصمت على كلامو معها هلأ لإنو عارف هي مع التعب مو بوعيها... بس الشغلة منطق مو التعبان بدلع حالو... إلا مرتو يلي طق عقلها من بعد ما تركها بجناح اختو... فدار حالو ناحية الطفل يلي عم ببكي ناهي النقاش معها وهو عم ينزل لمستواه حاملو: حبيبي جنرال لليش البكى... شكلي خوّفتك يا حبيبي حقك علي... وقرب منو مبوسو وماسح دموعو ولافف راسو عليها محاكيها : انتبهي! طول ما انتي بتتصرفي بجهل هيك لا قدر الله ولا حمل رح يثبت عندك!

جودي بس سمعت كلامو خافت على بنتها يلي عم تكبر ببطنها.. فحركت إيدها عليها محل ما عم تكبر وهي حاسة حالها عم تتعرق ومحتاجة تروح الحمام لكن من خوفها كتمت رغبتها بالروحة للحمام... فمد إيدو ع ضهرها ساندها لتمشي ناحية قصر جدو وهو عم يذكّرها: ما تنسي شو خبرتك وضلك قاعدة بس اشربي مي وكلي.. ولف ع جنرال محاكيه: شو يا حبيبي إنتا... وقرب منو هامسلو... صح هادي أول مرة بتشوف مرتي ع الواقع..

جنرال مو معهم وعم يطالعهم بغرابة بعد ما هدي... ولف عليها ابن الخيّال مشاركها رغبتو بابن بصحة ابن عاصي جنرال: بدي يلي ببطنك (ما قدر يقلها ابني ولا بنتي لإنو ما بعرف بشو حامل فهو حريص بكلامو) يطلع زي صحة جنرال...

جودي لحظتها رفعت راسها لإلو وحدقات عيونها عم تتوسع من الصدمة... محاولة تبلع ريقها لترد عليه بذهول وهما عم يدخلوا من باب قصر جدو: زيو زيو!

ابتسم عليها مجاوبها: آه زيو... وهو عم ينزّل جنرال من على إيديه كرمال يروح يلعب مع ولاد عمتو أمل يلي جت قبل شوي: يلا حبيبي روح ألعب مع رقية ومجد...

جنرال تبسم بوجهو راميلو بوسة نعومة من بين زم شفايفو... وتحرك لاحق ولاد عمتو الرايقين متل ابوهم لإنهم بلعبوا من تم ساكت بدون ما يكسروا شي ولا يصيحوا... على عكس أمهم الحركة والفوضوية... فحرك عيونو بعيد عنو لمرتو المضيعة عقلها بس سمع صوت عماتو جاي من قعدة الصالون الداخلي ناطق: تعالي نروح عند عماتي لنسلم عليهم... بس اشلحي بالأول عبايتك ومنديلك....

جودي هون خافت لإنو الإشي عم بصير جد... فتمسكت بعبايتها غصب عنها من عجزها لتشلح وتبين حالها قدامهم... فلف حواليه متأكد ما فيه حدا قريب منهم... وبسرعة مد إيدو طابق باب المدخل وراه مقرّب منها وهو عم يبعد إيديها عن عبايتها محاكيها بحنية: أنا بعرف إنك خايفة بدون جوري بس جوري مانها هون وأنا رح أقعد معك لحد مانها جاي... تمام فبلاش تساوي شي غلط...

وقرّب منها مشلحها المنديل... ومقرب جبينو من جبينها مطالبها بكل صراحة: بيضي وجهي هادي المرة.... وباسها عليه ولف دافعها لجوا وهو منتبه عليها كيف ضاعت مع رقتو وحنيتو يلي نستها هي وين ودفعتها تاخد منو الجرزة لتشتت تركيزها معو...

فمشي جنبها وهو عم يترك عبايتها ولفتها ع أول كرسي قابلو ليكملوا سوى لغرفة الصالون المغلق عابرين منو بعد ما فتح الباب الشبه مطبوق وهي ناسية وين رايحة ووين جاي من رغبتها لتبقى معو وتتنعم برقتو وجمال كلامو... إلا بصوتو المقاطع حوار عماتو ومنبهها هي وين: مسالخير يا حلوات زمان عنكم!

عماتو التلاتة (وفاء ونداء وأمل) يلي كانوا قاعدات جنب بعض قبال الباب بالزبط في حين أمو ومرت عمو كوثر كانوا قاعدات على جنبهم وقدام الشباك المطل ع الحديقة... فردت عليه أمو ومرتعمو كوثر بحب في حين عمتو نداء ببرود لإنها بتشوفو كتير مع زوجها عاصي: مساء الفل...

أما عمتو وفاء ردت بغيظ: زمان عنك... والمنيح يلي أبوي عمل هالعزيمة عشان نقدر نشوفك...

ففورًا نطقت عمتو أمل يلي أكبر منو بكم سنة مغطية ع رد عمتو وفاء الكريهة: وين هالغيبة لا حس ولا خبر غير إنك مشغول... واتطلعت ع جودي مفقدتها... جوزك الخاين بطل يجي عندي من يوم ما تجوزك بعدين لفي شوفك.... كنو الحمل زايدك حلا!!

جودي خافت منها فقربت من عبد العزيز مخبية وجهها بجاكيتو...

وهون كلهم ضحكوا عليها باستثناء عمتو نداء ووفاء.. فنطقت مرتعمو كوثر: بنتي ديري بالك تجيبي الحكي العاطل لجوزك من توسيخ قميصو وجاكيتو من المكياج يلي ع وجهك...

جودي مو تسمع كلامها وتبعد عنو إلا تلزق فيه وهي ع وشك تبكي متل الصغار ع صدرو... فضغط على ضهرها لترد ولا لتبعد... بس عبس فرد عنها: هي كتير خجولة...

هي سمعت ردو من هون تقل راسها من هون وصار يفتر فيها مع قلة الأكل والشرب والتوتر يلي هي فيه... غايظة عمتو وفاء بأنثوتها وخجلها الغبي ومخليتها تنطق كلفتة انتباه لإلو: أمل اتركيه بحالو هو ومرتو وخلينا نسلم عليهم ... تعال يا حبيب عمتك أسلم عليك إنتا ومرتك...

فعلقت عمتو أمل بهمس لإلو وهي عم تدير راسها عليهم بمزح: بسرعة روح سلم عليها قبل ما عمتك تاكلني بقشوري...

فمشي بعيد عنها بعد ما غمزها وهو عم يدفع جودي معو بخفة كرمال تسلم ع عماتو معو... فسلمت ع عماتو ومرتعمو كوثر وأمو بالأيدين لإنو ما فيها تنزل تبوس إيديهم... بكفيها رعبتها قبل شوي عشان تحمل اللزلوز جنرال..
وما صدقت تخلص التسليم عليهم وهي عم تسمع تحميدتلهم لإلها بالسلامة ع نزولها من المستشفى... لتقعد بعدها جنبو ع كنبة متكونة من تلات مقاعد ومجانبة لكنب مرتعمو كوثر وأمو... وهي مناها تهرب منهم... فلزقت حالها فيه من خوفها منهم وهو تقبل قربها لافف إيدو ورا ضهرها ليشبث إيدو ع إيدها... فتنفست بخنقة من يلي عم بصير معها... وكعادتها بس تكون بمطرح مو حابه تكون فيه بتشغل حالها باللعب بأصابعها أو تضغط ع الجرزة الحاملتها ع إيدها... وفجأة حستو عم يضغط ع إيدها كرمال تطالع عماتو... وهي من فهاوتها رفعت راسها مستفقدة إذا هي حاسة صح ولا خطأ بالوقت يلي نطقت فيه عمتو وفاء: والله فقدناك يا ابن اخوي لا بنشوفك لا إنتا ولا مرتك لا عنا ولا حتى عند أهلك...

فرد عليها بنبرة ودودة: والله حقكم علي هادي الفترة لإني انشغلت عنكم
بالمشاريع الجديدة في الشركة... بس لقدام بإذن الله بعوضكم ما تقلقي...

فنطقت عمتو أمل فورًا بعدو كرمال تغير مسار الحكي وما تخلي أختها وفاء ترمي كلام مالو داعي: سيبنا منك ومن قصص الشغل يلي ما بتخلّص لا عندك ولا عند اخوتي ولا حتى عند ولادهم... وخلينا نسمع صوت مرتك الحلوة... وغمزتو... أيوة يا مرت الغالي بأي شهر حامل إنتي؟

جودي بلعت ريقها مقربة منو كمان... لدرجة نفسها تخبي حالها فيه... والكارثة قبل ما يدخلو قلها بيضي وجهي مو سوديه وتلزقي فيي... والأنكى هو عم يضغط عليها لتستجيب معهم وتعبرهم بس عبس.. فنطق عنها لإنو عارف البنت مو دارية عن حسابات الحمل... فهو ع هوى فحص حملها الأول معتمد ع نسبة هرمونات الحمل وحذفو أكتر من اسبوعين للعلاقة بينهم يبقى هي هلأ داخلة بأول التالت... بس بأي يوم بالزبط ما بعرف فهو منتظر فيها لتساوي فحص البول ليعرف بالزبط بأي أسبوع هي: هي بأول التالت...

فردت مرتعمو كوثر الرايقة والمالها دخل بوجعات الراس: الله يتمم حملها ع خير...

إلا بصوت أمو الفرح وهي عم ترد عليها: آمين يا رب... وعقبال ما نشوف ابنك عريس وينور هالبيت بولادو..

ومرتعمو كوثر ما صدقت تحكي هيك لترد: آمين كتري منها لهالدعوة بلكي يسيب هالكتب ويشوف حياتو... والله ماني دارية يا أم عبد العزيز هالعيلة ليه مدمنة هيك ع الدراسة والشغل بدل ما يشوفوا حياتهم... وإذا غلطانة يا ابني قلي... يعني إنتا طوّلت لتجوزت وولاد عمك نفس الإشي... وحتى عمك كنعان نفس الإشي...

فردت عمتو أمل قبل منو: صدقتي فيها يا كوثر... الحمدلله يلي جينا غير عنهم... بس الله وكيلك هما ركازة واحنا قويات كاسرات مين بسترجي يطب بطرف فينا...

فضحكوا كلهم ع ردها... إلا بصوت عبد العزيز المؤيد لإلها: خاصةً انتي يا عمة!!

العمة أمل ردت وهي عم تتخصر: شو قصدك ذم ولا مدح...

إلا بصوت سيارة جاية فنطق عبد العزيز مغير الموضوع كرمال ما يوقع بلسان عماتو: أبصر مين آجى؟

فلفت أمو فورًا تشوف مين وابتسمت بس شافت وجه سهر ووجه أريام وبنتها العنيدة المطقعة من قزاز السيارة: هادي سهر والبنات...

فتبسمت عمتو أمل بشيطنة: ماني ناسيتلك إياها مردودة...

عبد العزيز ضحك هو وعماتو عليها... فردت عمتو نداء عنو: بس تلاقي وقت لترديها تعي قابليني أي احنا بطلوع الروح لنشوفك لإنك لاهية بالدراسة والابحاث وبيتك شو حال لو بدك ترديها لعبد العزيز...

فضحكت العمة وفاء بتأييد: قوية منك يا نداء!!

إلا بصوت العمة سهر الجاية متحمسة لعندهم: ضحكوني معكم ع شو عم تضحكوا؟

أم عبد العزيز ردت بمزح: بلاها تعرفي وأقعدي خلينا نشوف وجهك..

فقاطعتها العمة وفاء بمزح: صدقت فيها مرت أخوي أقعدي نشوفك من بعد الفطور... رحتي إنتي وبنتك وأبو إصبع ع وجه هالعيد يلي ما ضللو غير أسبوعين وشوي واستحيتوا ترجعوا من وراها قلتلكم بلاش تروحوا معها ~~~

قاطعتها العمة أمل بقصف جبهتها: سبحان الله المتشابهين ما بلتقوا ~~

فبسرعة تدخلت مرتعمو كوثر: بس بس والله صدقتي فيها يا أمل... بس للصدق جوري وارثة عنك يا وفاء حب الشرى وطولة البال في هيك إشي..

إلا بصوت المطقعة من برا الباب وهي عم تشلح بلفتها: مالها جوري وحتى وأنا بعيدة مو عاجبتكم وبتحكوا عني!!!

وكلهم هون انفجروا باستثناء جودي المزعوجة منهم... ومن الضحك لإنو كلهم زي بعض ولا وحدة منهم بتسكت للتانية...

العمة سهر ردت بنغاشة: ما عم نحكي عنك غير بالخير يا أبو إصبع... ولفت مكلمة الباقي: والله هالطلعة فرحت قلبي... وما خليت شي عجبني لبيتي ولا لإلكم وما جبتو.. هلأ بخلي عـ~~~

فقرب عبد العزيز محاكي جودي بس شافهم منشغلين مع عمتو سهر: ما بدك تاكلي شي من الفواكه يلي قدامك!!!!

جودي رفعت راسها التقيل وهي مالة من القعدة هون... إلا بصوت عمتو أمل الموقف قلبهم لإنهم مفكرين الحكي عنهم: لسا ما دخلوا وبلشوا همس...

إلا برد جوري وهي عم تبعد عن أريام رادة بجرأة: يختي فهمنا وعرفنا إنك جيتي بدون ما تسمعينا كلام هاتي بوس إيدك... لترحمينا من لسانك..

فضحكوا ع رد جوري لإلها... فنطقت أمو بصوت مخنوق: جوري أم لسان!!

العمة وفاء نطقت هون رد اعتبار: أمينة خلي أبو إصبع وعمتها يخلصوا لحالهم...

العمة أمل رفعت إيدها لجوري كرمال تبوسها وهي عم ترد ع أختها: يا شماتة الأعداء...

فنطقت جوري بهمس لعمتها: عمة بلاش الله يخليكي والله مو ناقصنا مشاكل خلينا نجتمع ع هالعيد واحنا مبسوطين... بلاها طولة اللسان هلأ... ولفت هاربة من فضول عماتها يلي دبحهم ليعرفوا شو عم تقولها ومن لسانهم يلي رح يستلمها نصايح وتوصيات... وبس انتبهت ع اللي قاعد جنب الباب بهتت... لإنو أخوها كان معهم وسمع مراددتها ع عماتها ولإنها شافت جودي قاعدة معو هون فعلّقت غصب عنها وهي عم تناظر جودي بتفحص معلقة: شو هالحلو يا بنت خفي علينا!!

جودي رافضة قطعًا ترفع راسها لتطالعها لإنو ممكن تيجي عينها بعيون عماتو فجأة فبلاها لرفعة راسها كرمال تشوفها...

فنطقت العمة سهر بخوف: قولي ما شاء الله... بلاش يصير شي لإلها وهي حامل لبعيد الشر...

جوري ردت بمزح: عيني باردة عليها... ولفت لعبد العزيز مطالعتو بنظرات فنطق قبل ما تتكلم: خير عم تطالعيني هيك!!!

العمة سهر ردت هون بدالها: شو بدها غير تاخد مرتك لتورجيها شو جابتـ~~

جوري لفت عليها مقاطعتها بحرمقة (محموقة): عمة خربتيها للمفاجئة!!!

فضحكت عمتو أمل ومرتعمو كوثر عليها... ولفت ع عبد العزيز برجا: عزوز~~~

عبد العزيز اختصرها ع حالو لإنو بدو يغير قميصو وجاكيتو يلي توسخوا شوي من ورا مكياجها يلي طبع عليهم ليروح بعدها يقعد مع رجال عيلتو... فحرر جودي المنزلة راسها طول القعدة... خليها تتنفس وتغير جو شوي مع أبو إصبع وأريام لإنو بالنهاية هدول أكبر منها بسنين فما رح يطفسها بكير بقعدتها طول اليوم معهم... وطبيعة الحال جودي بس شافت جوري مقربة منها ترددت تمسك بإيدها فنطقت أريام المستعجلة ليقعدوا مع بعضهم بعيد عنهم: يلا جودي!!

جودي خوف ما تضل عيونهم عليها اعطتو جزرتها بلا قصد منها ومدت إيدها متمسكة بإيد جوري لتقوم معها بمساعدة منو ومن جوري أختو... ومشيت بعدها معهم محاولة تلحق سرعتهم بالمشي إلا بصوت عمتو وفاء المقهورة من جودي وعلاقتها المنيحة مع بنت أخوها يلي من المفترض تكون مقربة من بنتها رنيم بدل منها: بنتي جوري شوي شوي ع البنت...

جوري ردت بصوت عالي: عمة ما تخافي بعيوني هي وبنتنا بعدين عزوز أنا طالعة بالسيارة فما في داعي ألبس اللفة...

فرد وهو عم يوقف ع رجليه: انتي شكلك بدك قص رقبة...

فضحكت جوري بصوت عالي عليه: هههههه إنتا ما بتكذب خبر... هيني عم بلبس ورح لبس مرتك بس وين عـبـ (عبايتها ولفتهها)

فنطقت أريام مقاطعتها: أبو إصبع هيهم قدامك ع الكنب!!!

فضحكت جوري عليها متكلمين بصوت واطي بين بعضهم كرمال ما حدا يسمعهم شو عم يحكوا... وبعدها طلعوا تلاتتهم راكبين بالسيارة بدون ما يشغلوها لاهين بالحكي عن شو صار معهم بالسوق وعن القطع والموديلات الجديدة النازلة فيه عشان موعد عيد الأضحى قريب... وهما مو منتبهين ع عبد العزيز يلي رجع ع البيت مشي مغير القميص والجاكيت وركب بسيارتو راجع لعندهم قبل ما عاصي يسمعو مليون كلمة... وصدم بس لقاهم برجعتو لساتهم قاعدات بالسيارة ومو متحركين من مكانهم فضحك عليهم ودهش بس شاف مرتو مبسوطة انبساط ما انبسطتو لما جابلها الهدايا... وحتى من قبل ما يجابلها إياهم... فانبسطلها لإنو حقها تشوف أيام حلوة وهي عندو.... وصف سيارتو داخل ع الرجال بالوقت يلي هما حركوا السيارة لعند قصر أبو عبد العزيز طالبين من ماجدة ورولا يجوا يطلعوا معهم الأغراض الكتيرة يلي شرتها جوري لإلها ولمرت أخوها وبنتها الجاي ع الطريق... فالوقت مضي بين ضحك وترتيب القطع بجناح جودي لحد ما رن تليفون أريام من أمها سهر كرمال يرجعوا ويقعدوا معهم ليتغدوا... فرجعوا لبيت الجد بسيارة أريام ليتغدوا معهم باستثناء جودي يلي ريحة الأكل قلبت معدتها.... فعفأوها (عفوها) غصب عنهم....

وهي يا فرحة قلبها ع لعة معدتها كرمال ما تقعد معهم... فأخدت ع جنب بغرفة الصالون المغلق (المسكر) بعد ما شلحت لفتها وتركتها ع كتافها ورابطتها بحرص خوف ما تنزل عن كتافها أما عبايتها رفضت تشلحها لسبب معين عم يدور ببالها... فحركت إيدها ماسحة ع بطنها محاكية يلي عم يكبر ببطنها بهمس: شفت جوري شو جابتلنا؟

وتضحك طايرة من الفرح مكملة معو: امبارح اللئيم جابلي هدايا واليوم جوري... هو صح أنا زعلانة منهم.... بس عادي... إنتا كيف جيتلي.... بحسك جاي من المجرة متل ميمي بمسلسل أنا واختي... وحولت لصياغم مؤنثة معو... صح إنتي هتكوني ميمي بس تيجي وبس تكبري كمان هتكوني إيميلي... وبس تكبري وتصيري قدي هتكوني ساندي بيل...

وسكتت بس حست بجفاف حلقها فقامت تصبلها من المية المحطوطة قدامها ع الطاولة ورجعت مكانها تشرب براحتها... لكن هادي الراحة اختفت بس لقت الكل تجمع حواليها بغرفة القعدة المسكرة.... بين يلي عم يتحلى وبين يلي عم يسمع اغاني ع سماعتو لحالو متل رنيم يلي أول مرة بتشوفها.... وبين القاعدة ع تليفونها وعم تحاكي العمات وعم تطالع جودي بنظرات كره وحسد متل الآنسة جيهان الجت قبل شوي يلي ع فجأة طلعت سيجارة وحدة إلها ووحدة لمرت ابوها وفاء كرمال يدخنوا... بالوقت يلي وصلت الأرجيلة لعمتو أمل واللي بتأرجل بين الفترة والتانية بالسر من ورا وزوجها الما بحب هيك حركات... وفجأة أريام قربت من جوري محاكيتها بهمس وهي عم تطالع جيهان كيف عم تطالع جودي: لك شوفي جيجي كيف أكلتها بعيونها لجودي!

جوري ردت بهمس وهي عم تبتسم بانتصار: ستي خليها تغار وتفقع من الغيرة والله وآخيرًا أجى اليوم يلي شوف فيه جيهان بنت بدران نار الغيرة رح تاكلها... ولفت ع جودي القاعدة جنبها كرمال تخبرها عن جيهان وانتبهت عليها مو تمام: جودي مالك شي؟

جودي اكيد مالها شي لإنها حاسة حالها بالمكان الغلط واللي بتكره تكون فيه لإنو بذكرها بجمعاتها مع بنات عمها وعماتها... فتطلعت حواليها وهي مدبوحة من ريحة الأرجيلة وريحة الدخان يلي كاتمة ع قلبها.... فخلص ما عاد فيها تتحمل القعدة من بعد ما أمو ومرتعمو كوثر راحوا يشيكوا ع مشروبات الرجال وإذا كلشي تمام عندهم... فشدت بإيدها اليسار ع إيد جوري اليمين وهي عم تلوح بأيدها التانية ع وجهها من الخنقة: بدي أقوم مخنوقة كتير... مو قادرة أقعد هون!

فردت أريام المركزة معهم بصدمة: لك كيف احنا وعماتي سهينا إنو مو منيح ع الحامل تقعد بمكان فيه ريحة الأرجيلة والدخان!

جوري فورًا وقفت ماسكتها من إيدها بحرص من خوفها عليها وع اللي ببطنها: تعالي نروح ع غرفة نوم الضيوف!

فقاموا ورا بعضهم بدون ما حدا ينتبه عليهم باستثناء جيهان المركزة معهم لبرا الصالون ... وهي صفنانة بحالها... الكل بعرف شو المنيح والمضر للمرا الحامل إلا هي!!!

طيب هي ليش ما بتعرف.... معقول هي غبية كل هالقد وما بتقدر تعرف شو المنيح ومش المنيح لإلها وهي حامل .... فكمّلت معهم لغرفة نوم الضيوف بمسايرة... وبس طبقوا الباب وصوت الضجة خفت تحركت لعند السرير متمددة عليه بس حست وجعها زاد.. في حين أريام وجوري قعدوا ع طرف السرير قبالها... فنطقت أريام بعد ما عدلت قعدتها: بتعرفي جودي شو حبيت مكياجك وشعرك مشالله طالعة فيهم خيال فنسيت أسألك من قبل مين عملك شعرك ومكياجك!

جودي ردت عليها مشجعة نفسها ع الكلام معهم: عبد العزيز جابلي كوافيره...

جوري ردت متهبلة عليها: يعني مين غير الكوافيره رح تعملك.... وضحكت ع ردها... ههههههه ولفت ع أريام.... ما اتفة منك إلا هي... واضح سهر امبارح عليكي... أنا بقول خلونا ننام... ونخلي الحلوات برا لحالهم...

أريام تثاوبت عند ذكر النوم وردت بعدها: هادا كلام الصح... ولفت وجهها لجودي: جوجو أنا بقول إنتي نامي ع الطرف لإنو جوري بتتحرك وهي نايمة فالسرير صغير ع تلاتتنا لناخد راحتنا... فأحسن شي لإلك هو إني أنام بالنص بينكم...

فجوري إيدتها محركة حالها للطرف الأول بالوقت يلي جودي قربت من الطرف التاني وهي عم تتاوب متلهم وما بتعرف كيف هما ناموا جنبها بسرعة قبل منها بعد ما شلحوا يلي برجليهم وتكلموا شوي معها... لإنها هي على الرغم من نعسها ما عرفت تنام بسرعة من عالمها الكبران شوي... فصارت تمسح ع بطنها وتحاكي بنتها بسرها...

"معقول عم تسمعيني؟"

"كيف بدي أعرف؟"

"بزعل كتير إذا طلع لأ"

فبوّزت بزعل منها لإنها ما ردت عليها... وغفت وهي عم تكلم نفسها بعبايتها يلي رفضت تشلحها من قبل بعد ساعة إلا من صراعها مع حالها إذا بنتها سامعتها ولا لأ.... وهي مو سائلة لا هي ولا أريام ولا جوري بالوقت ولا حتى بجمعة العيلة يلي التمت برا بعد ما صلوا صلاة المغرب جماعة كلهم مع بعض بهوى الحديقة الجميل... وصوت ضحكهم عامر قصر الجد...

فرغم انبساطو هو بقعدتو معهم فقد حسها وحس أختو جوري... فأجى بدو يقوم يشوف وين أراضيهم إلا بصوت جدو القاعد جنبو: مرتك وينها يا ابني شفت الكل الا هي وأبو إصبع والهبلة أريام!

عبد العزيز طالع جدو بتبسم: سألت وجاوبت بنفسك... فخليني شوفهم للمضيعات جوا بشو مشغولات...

الجد هز راسو ولف مكمّل كلامو مع بناتو.... تاركو يدخل بيتو ليدور عليهم... إلا سمع صوت ضحكهم... فتحرك للمطبخ مكان ما هما موجودين.... فلقى جوري عم تاكل وأريام واقفة عند التلاجة بتدور ع اشي تاكلو ... وهي مو معهم فنطق لافت انتباههم ع وجودو معهم: جوري وينها مرتي عنكم؟

جوري رفعت راسها متطلعة عليه وهي عم تبلع اللقمة اللي بتمها فردت أريام قبل منها: نايمة في غرفة نوم الضيوف!

فبسرعة لف لغرفة نوم الضيوف فاتح الباب عليها.... ودهش بس لمح الغرفة مطفية والبرادي مسكرة... فضوا الضو لامحها نايمة ع جنبها ومتغطية منيح... فبهدوء طبق الباب وراه ومشي لعندها قاطع المسافة بينهم... ليقعد جنبها ع طرف السرير ماسح ع وجهها برقة وهو عم يقلها: جودي!!

جودي ردت عليه بهمهمة من كتر ما هي تعبانة... فتبسم عليها كيف بتهمهم.. فمسح ع وجهها بطرف أصابعو وهي هون دابت من لمساتو وفرد تمها متبسم برقة فقرب منها هامسلها: شاللي باسطك هيك هاتي لأشوف؟

جودي ردت بدون تفكير منها وهي مغمضة عيونها: البوظة!

مسك ضحكتو عليها: شو جاي ع بالك تاكلي بوظة؟ رمان ولا كاكاو ولا منكهة ولا ~~

نطقت فورًا معصبة من كلمة كاكاو: لأ كوكاو... وفتحت عيونها بلا قصد منها بانفعال وبلعت ريقها بس تقابلت عيونها بعيونو... ناسية شو بدها تحكي.. فرد عليها وهو عم يقرصها بخفة من أنفها الناعم: طيب بلاها لهالكاكاو... ولا يكونلك خاطر...

وهي شو بتدوب من مسايرتو معها.. فخلص خدها رح يحمر من الخجل وخوف ما يشوف خجلها هربت من مراقبتو وهي عم ترفع حالها لتدفع نفسها برقة عليه مخبية وجهها بصدرو طالبة منو: خلينا نرجع!!

فتنهد ماسح ع شعرها مقربها من صدرو مازح معها: ع وين نرجع!!

جودي حركت عيونها محتارة شو تقلو لإنها هي حاسة بدو إياها تقلو شي معين وهادا الشي المعين رح يخجلها بزيادة فردت بعفوية مضحكة: نرجع من محل ما جينا...

وهو بس سمع ردها من هون انفجر ضحك: هههههههههههه.... فهي بعدت عنو متفقدة مالو... ومسك حالو رافع إيدو ع خدها قارصها: هيّك بتعرفي تجاوبي.... بس كيف زبطت معك تحكيها هيك... نرجع من محل ما جينا... والله وللأمانة إنتي كل شي بزبط معك كيف ما بعرف... فالمهم هلأ أكلتي اليوم منيح ولا لأ!!

ما أكلت وبدها تاكل من الجوع الحاسة فيه... فبلعت ريقها ناطقة بنبرة كاشفة عن جوعها الحراق: بدي آكل كلشي... احنا جوعانين!!

كعادتها بالرد جمل متقطعة... وكأنو هي مستحيل تحكي جمل متكاملة بشكل متواصل... بس الجديد عليها صايرة تعترف كلاميًا باللي عم يكبر ببطنها... فعلّق وهو عم يساعدها تقوم: طيب هلأ بنخلي سونيا ولا علا تحطلك آكل...

إلا ردت بشي ما خطر ع بالو: طيب كل معنا!

ع الأمانة البنت متطورة... جوعانين وكل معنا... بعد ما كانت ما تقلق حتى بحالها... فكرمال هالتحسن حب يكافئها: بتموني إنتي وإياه!

فردت مصححة كلامو وهي طايرة من الفرح: وإياها!

فعدلها بصدر رحب: وإياها هنيتي هيك!!

هزت راسها برضا... فوقفت ع رجليها بمساعدة منو وهو عم يقلها: حدا بنام بالعباية غيرك وليه هيك رابط اللفة حوالين رقبتك!!

ردت عليه مختصرة الكلام معو خوف ما يعرف إنها بالعمدًا ساوت هيك كرمال تضمن بس تسمع كلمة يلا نرجع... ركض تقوم وما تقعد كمان دقيقة: يلا ناكل جوعانة!!

ضحك عليها مقرّب منها كرمال يجلّس كتاف عبايتها على كتافها صح: طيب هلأ بنروح ناكل.. بس بالأول ألبسي حفايتك ولا حابه تطلعي هيك حافية...

فنهت النقاش معو مدخلة رجليها بحفايتها بانفعالية من جوعها الحراق وشو اندهشت بس لقتو عم يدخل أصابع إيدو اليسار بأصابع إيدها اليمين لإنو حابب يشاركها بشي بسيط منو متل ما هي عم تشاركو بطلبها الأكل معهم...
ومشوا سوى طالعين من الغرفة وهو حاسس عليها متوترة ع مبسوطة من يلي عملو فهمسلها وهو عم يطالع حواليه بلاش ليكون في حدا من رجال عيلتو دخل هون ليحكي تليفون ولا ليدخل الحمام ويشوفها بشعرها ومكياجها ولف عليها مخبرها: ما رح نطلع برا لإنو رجال عماتي وولاد عمي قاعدين برا... فرح ناكل بالمطبخ... تمام!!

هي من كترة الجوع الحاسة فيه هلأ التمام بمكان وهي بمكان... فدخلت معاه المطبخ الخالي من وجود أريام وجوري الانسحبوا لبرا من قبل كم دقيقة... وهي عم تقلو: جوعانة كتير!!!

فتبسم على ردة فعلها ما بعرف ليه هي بتخليه يتبسم هيك ممكن لإنها شفافة ببعض الأشياء وما بهمها يلي حواليها... فنطق وهو عم يلف لسونيا وعلا يلي كانوا عم يجلوا ويجففوا الجلي: علا ولا عليكي آمر حضريلها شي تاكلو؟

ولف عليها بس حس عليها عم تضغط ع إيدو بعجلة بالوقت يلي ردت عليه علا: حاضر!

فهمسلها بصوت يا دوب مسموع بينهم: روقي هلأ بتاكلي... وترك إيدها مقرب من طاولة المطبخ ساحبلها الكرسي لتقعد عليه وبس قعدت سحب الكرسي يلي ع راس الطاولة المصنوعة من الجرانيت طايل تليفونو بس حس عليه هز بجيبتو... متكتك فيه إلا بإيد قطتو من تحت الطاولة مدورة ع إيدو كرمال تمسك فيها فمسك بإيدها وهو عم يحاول يركز مع يلي عم يتكلم عليه مع حدا من معارفو وهو مو فاهم إنو مرتو الغيورة ميتة من تركيزو مع حدا غيرها هي فعصبت ساحبة إيدها منو بالوقت يلي دخلت جيهان المطبخ ناطقة بصوت ملفت ومقاطع لجوهم: علـ ~~وغيرت دفة كلامها بس لمحت عبد العزيز وبنت دهب قاعدين بالمطبخ... فعلقت بصوت انثوي فيه الحزم والرقة: أوبس عزوز هون...

عبد العزيز ما تحرك بحركة وحدة كرمال يطالعها ولا يواجهها لكنو بالمقابل رد باحترام علشان قدام الخدام: وعليكم السلام...

وطبعًا جودي مع الجوع ونفضتها من البرد الحاسة فيه ع فجأة... ومع الغيرة يلي كانت حاسة فيها منها تضاعفت أضعاف مضاعفة بس فقدتها من فوق لتحت من شعرها الناعم الساحر وسمارها المميز مع جمالها الحاد المثير مع البدلة الرسمية الرمادية اللابستها مع الكعب الأحمر ومع رد زوجها المطقعلها (مطقع لجودي) السلام عليها... ماتت من الغيرة... فلا إراديًا مدت إيدها لعندو... فهو حس فيها وبسرعة مد إيدو ساحب الكرسي لعندو محاكيها بهمس مفكرها موجوعة: موجوعة يا قلبي؟

إلا بصوت جيهان المتوتر لإنو حضرتهم ما بستحوا بتهامسوا قدامها وقدام الخدم: سونيا ممكن تسويلي سلطة الجرجير مع كاسة عصير برتقان...

إلا برد جودي بدون تركيز منها لإنها مركزة مع جيهان: كتير!!

عبد العزيز فورًا بعد التليفون مدخلو بجيبتو مطالعها وهو مانو شايل جيهان يلي قعدت مجانب لإلو من أرضها: اخدتي أدويتك؟

ردت عليه وهي عم تحاول ما تطالع جيهان من الغيرة الحاسة فيها: خلينا نروح...

فنطق منبهها: خلصي أكلك عشان روحك مع جوري...

جودي هون بلش عقلها يحلل أكيد بدو يروّحها مع جوري أختو علشان يقعد مع البنت الشريرة القاعدة معهم... فشو الغيرة اكلت قلبها بزيادة... وخلتها تفقد عقلها... فقربت منو هامستلو بشي مو مسموع حتى لإلو... فهو ردلها بهمس متلها: ماني سامع شو عم تقولي..

فردت همستلو بإدنو بعصبية (تبحتك) طبعًا هي قصدها دابحتك... فهو ما سمعها وهون جيهان كان عندها عقل وطار بس شافت قربهم فصارت تضرب بوز كعبها في رجل الكرسي....

عبد العزيز ولا معاه خبر مطنش حركاتها التافهة... ورد محاكي جودي بس بلشت علا تحط الأكل قدامهم: يلا سمي وكلي!!

جودي بدون ما يقلها هي رح تاكل وتروح مع يلي قاعد جنبها خطف وهريبة ع جناحهم وتسكر الباب عليه كرمال ما حدا يصلوا... فلفت حاملة المعلقة بدها تطعميه وهي كل عقلها بالترويحة... فنطق مفكرها زي امبارح لما اعطتو صحن الشوربة مو عاجبها الأكل: شو قلبت نفسك من الأكل!!

تقلب نفسها؟؟؟

نعم؟؟؟

قلبت النفس وين وهي وين... من استشعارهت هي هلأ بخطر من روحتو بعيد عنها... فنطقت من بين أسنانها مفكرها خجلانة من الخدامات وجيهان: لأ بدي طعميك!!

جيهان وصلت معها للآخر يعني لحد هون وبس فرجّعت الكرسي منسحبة من بينهم بعد ما رمت عليها نظرة حقد وهي عم تقول لسونيا: سونيا بتجيبلي الأكل لبرا...

وطلعت من المطبخ وعيون جودي بالخفية عليها....

صحيح جودي هبلة بكتير أشياء بس بنفس الوقت في مشاعر الكره وهالقصص هاي خبيرة... فتلقائيًا فسرت هي بدها إياه... وشكلها هي مثقلة عليهم... لإنو مع طلعت الست جيهان ما قبل ياكل منها وفضل يسحب المعلقة يلي حطتلو إياها علا ليبلش ياكل معها من الرز... وفجأة بهتت... شفقانة عليهم... يعني هي بدها إياه وهو ما بدو إياها... فصارت تتطلع عليه من طرف عيونها باستياء من نفسها وبشفقة ع حالها... فغصبت حالها ع الأكل لتشغل نفسها عنو... وبس رن تليفونو سحبو ناطق وهو عم يرجع الكرسي لورا موقف ع حالو: شوي وراجعلك...

فطلع رادد ع المتصل بدون ما يستنى منها أي رد.... وهي هون مع يلي عملو هلأ وقبل خلاها تنضغط وتحس عدادات جسمها مو تمام بين راسها يلي صار مدوور وبين برودة جسمها وبطء دقات قلبها... لإنو رح أكيد لعندها ولا لعند غيرها بدل عنها...

وفجأة بردها زاد... بس فقدت وجود الخدامات معها بالمطبخ...

وثواني بسيطة إلا معدتها صارت تضغط عليها ومحسستها بمرار فظيع عم يطلع منها... فرجّعت الكرسي لورا راكضة مدورة ع أي تواليت تستفرغ فيه... وبس جت عينها سهوًا ع باب الحمام شبه المطبوق ركض عليه مستفرغة باقي الأكل يلي ما انهضم مع قلة حركتها... وهي شو حاسة روحها عم تطلع معها... فبكت بحرقة ع حالها لإنها مو قادرة تقوم من الأوجاع النفسية والجسدية الحاسة فيها... وشو تمنت لو إنو هون لينقذها... ويرفعها ع إيديه بعيد عن الناس كلهم ويرجّعها لجناحو هوناك...

وهو بالفعل نهى المكالمة محاكي جدو ع جنب بغرفة المكتب... قبل ما يصلوا كلهم جماعة برا... وطلع راجعلها يشوف إذا خلصت أكلها ليرجعها ع البيت... وبهت بس ما لقاها مكانها... فسمع صوت غريب جاي من غرفة من الغرف القريبة من المطبخ فطلع يتأكد إذا هو سامع صح ولا لأ... وشل مكانو بس شافها كيف قاعدة ع الأرض وساندة نفسها ع غطاة التواليت بعد ما نزلتها وعم تبكي بحرقة وهي مقشعرة من البرد... فورًا شلح جاكيتو ملبسها إياه ليرفعها بين إيديه معتذرلها بكل صدق: حقك علي يا قلبي... حقك علي... هلأ برجعك ع البيت... وبسرعة فك شالتها عن رقبتها ملبسها إياه بعشوائية بعد ما خبى شعرها جوا عبايتها وهو عم يسمع عتابها لإلو: أنا زعلانة منك لإنك تركتنا!!

هو يتركهم وين؟؟؟ هو تركها علشان التليفون المهم يلي وصلو والمو ضروري حدا يعرف عنو حتى هي منهم... فنطق مسايرها: حقك علي... لا تزعلي ولا على بالك هلأ برجعك ع البيت تتسطحي وتتريحي...

فردت بصراحة من بين دموعها: مـا بـدي!!! مـا بـدي!!!

ما فهم شاللي ما بدها إياه... فحملها وهو عم يقلها: هش بلاش نلفت الانتباه...

هادا يلي هامو... ما يلفتوا الانتباه...

غاظها بكلامو... لدرجة خلاها من وراه تكتم صوت بكاها وحسها وتبلع حرتها منو... وبس جلسها ع الكرسي محل ما كانت قاعدة ع طاولة الأكل بالمطبخ لف طالب من الخدامة علا يلي كانت تصب القهوة بالفناجين ومو حاسة عليهم من كتر ما هي مشغولة بقائمة الترتيب والتنظيف عليها هي وسونيا بعد ما يروحوا بنات الجد: علا اتركي يلي بإيديك وخلي عينك ع مرتي لحد ماني جايب السيارة...

الخدامة علا تلبكت بس سمعت صوتو وجت رح تحرق حالها لكنها تدراكت الموقف تاركة فنجان القهوة وهي عم تعيد شو قلها بالوقت يلي كان طالع فيه وتارك بنت دهب تعصب منو بدرجة كبيرة غير متقبلة مساعدة علا لإلها...

وعلا المسكينة يلي غالب الشغل عليها طوّلت بالها عليها لحد ما دخل عليهم عبد العزيز من باب المطبخ الخارجي... وطبيعة الحال جودي من استيائها منو لفت وجهها عنو... وهي عم تبكي بحرقة وعصبية... مستنية فيه يحملها رغم تنرفزها منو.. فقرب منها للمتنرفزة منو حاملها وهو عم يقلها: هلأ رح ترتاحي بس اهدي ووقفي بكاكي...

مالك دخل تطلب منها توقف بكاها بعد يلي عملتو... فكتمت شهقتها وهو عم يرفعها بين إيديه وطالع فيها لباب سيارتو يلي صفها قبال باب المطبخ بالضبط كرمال ما يلفت انتباه حدا... وركّبها فيها وهي عم تقلو: ما بـدي!!! روح....

شاللي ما بدها إياه... وليه يروح واضح هرمونات حملها هتفصمو... فكان احسن شي يجاريها: تمام هلأ بروح... ومد إيدو بدو يحطلها الحزام رفضت وصارت تتكلم بشي مو مفهوم... طنش كلامها حاطلها الحزام وحرك السيارة ع الحارك بالوقت يلي رن عليه عاصي يشوف وين هيروح وإذا صاير معاه شي كرمال ما ينسحب من بينهم وما يرجعوا... فرفض المكالمة باعتلو بعجلة... برجعلك بعد شوي... وما فيها غير دقيقتين واصل بيت أهلو وصافف جيبو بالعرض بدل الطول علشان ما حدا يقدر يشوفهم... ولف عليها وهو عم يفتح باب السيارة مخبرها: هلأ بس اخدك ع جناحنا بترتاحي..

ونزل من السيارة لافف نص لفة لعندها بالوقت يلي هي كانت فيه عم تمسح دموعها وحاسة نفسها قاسية ع حالها وعليه...لدرجة بس فتح الباب عليها بدو ينزلها رفضت قطعًا مساعدتو: ما بـدي!!

هادا الفالحة فيه بس تضلها تقولو ما بدها... هادا يلي ناقصو حركاتها الماصخة هلأ... فقرب منها مساعدها وهو عارفها بتعاند ع الفاضي... فنزلها مساندها تدخل لبيت أهلو وهي عم تمشي ع رجليها وعم تحاول تحرر حالها من قبضة إيدو وقربو منها فنطق منحر منها: شو مالك؟

جت بدها ترد عليه وهي جد مو شايفة شي قدامها... باللحظة يلي عبرت رجلها عتبة باب أهلو... فسكتت محاولة تسند حالها منيح لكن وين قدامو هو يلي فاهمها عم تكابر وتعاند رغم عجزها وتعبها... فاختصرها معها من أولها رافعها بين إيديه ع فجأة وهو عم يسيطر ع أعصابو محاكيها بصراحة: مالك قلبتي علي؟؟ شو صار يعني لإني تأخرت عليكي شوي... قلتلك حقك علي ولسا مصرة تعندي وتكبري الموضوع...

صمت إدنيها رافضة تسمعو ولا تعبرو بحرف واحد لإنها جد زعلانة منو فتيجي بدها تصارحو لكنها ترد تسكت يعني شو بدها تقلو تركتنا عشانها... فشهقت باكية ع صدرو يلي بشهد عليها شو بكت عليه... فطنشها تاركها تعيش درامتها لحالها بعد ما نزّلها ع السرير مشلحها عبايتها ولفتها والفستان اللابستو غصب عنها رغم رفضها: مـا بـدي!! مـا بـدي!

رد عليها بحدة منجلط من هالكلمتين يلي ما بتبطل تقولهم: عنْدي قد ما بدك بس ع الفاضي معاي...

وبعد عنها داخل غرفة الغيار ساحبلها قميص نوم قطني كم وطولو تلات أرباع سادة وهو عم يسمع صوت بكاها ورجع ملبسها إياه وهي رافضة قربو ولمساتو... فنطق بشي معصبها: حسابك بس أرجع...

وتحرك مبعد عنها طالع من البيت راجع لبيت جدو كرمال يقعد بينهم ويصلي معهم صلاة العشا جماعة بلكي كريمة جاسر تروق ووضعها يتحسن واليوم يسلك بينهم... لكن وين اليوم يسلك بينهم بعد ما تركها بجناحهم لحالها عم تبكي...

ما بعرف حضرتو بهادي الحركة شو خلا قلبها يقسى عليه ويرفض قربو ولا النوم ع صدرو مو ليوم ولا ليومين إلا لأسبوعين... وهو رغم قدرتو ع أجبارها لتنام ع إيديه رفض يستخدم معاها القوة لإنو كترتها هتضر حملها... فبلاها... فيفش خلقو بالشغل والرياضة والمشاريع الجديدة خوف ما يجيب آخرتها ع إيدو... ولا يبتلي بدمها وبدم يلي ببطنها قريب العيد الاضحى يلي ما ضللو غير كم يوم...

أما هي شو صايرة غريبة عليه وعلى نفسها لدرجة ما عادت تستخدم الكريمات يلي بالحمام ولا حتى تتعطر ولا تقرب من الهدايا يلي جابلها إياهم والسنسال يلي جابلها إياه رمتو ع الأرض بعد ما تركها لحالها ع السرير مفضل عليها هاديك البنت السمرة المثيرة وهادي الفكرة شو خلتها تقضي أيامها بكى وإهمال لحالها من غيرتها عليه... ومن خوفها لتفقد أعصابها معها ففضلت تنزل تحت تضلها تاكل وهي عم تراقب أختو جوري وأمو الصايمين وهما عم يقرأوا بالختمة لتكمل بعدها مع جوري ع جناحها ليتكلموا سوى عن العيد والموضة وقصص جوري الشقية مع شلتها ايام المدرسة وحياتها وعن احلى مسلسلات وروايات قرأتهم وهي عم تغذي فيها من حرصها ع البيبي يلي عم يكبر ببطنها قبل ما يناموا جنب بعضهم لحد ما يأدن المغرب ويقوموا يفطروا لحالهم جوا جناحها (جناح جوري) على الرغم منها بنت دهب مو صايمة معها.... ليكملوا بعدها حضر كم مسلسل تركي.. ولا إنها تضل قاعدة بجناحها وهي بس عم تبكي لحالها بدون ما يعبّرها...

والسؤال الصحيح كيف بدو يعبّرها إذا ما بتشوفو غير بعد العشا عشان يتأكد إذا صلتو... ولا قبل الفجر كرمال تصحى وتقوم تصليه وهو موصيها تاخد ادويتها ولا لتاكل منيح وتدفي حالها لإنو البرد بمنطقتهم بدخل بكير...

وبالطبع مع استياءها من ابن الخيّال وغيرتها عليه ما فكرت لو بشعرة وحدة بعيلتها المصونة والتغيرات يلي عم تصير فيها بين تعب جدها وارتفاع الضغط عندو وسفرات كنان الكترانة مع أصحابو ورجعتو المتأخرة ع البيت غالب الوقت... وشيطنة أبوها ونكدو يلي خلا جدها بزيادة يتعب فوق تعبو من ورا تأنيب ضميرو يلي صحي متأخر وبلش يفكر بآخرتو اللهي عنها كتير من ورا كرهو وبغضو لعيلة الخيّال يلي صار هلأ يحترمها ويفكر فيها بعيد عن الانتقام من ولاد الجد شامخ... بس كيف وعندو ابنو هالمغضوب عليه يلي مصر ينتقم أشد انتقام منهم بدون أي تراجع...

فالجد بين تأنيب ضميرو وشعورو بقرب الموت منو تفاقم الموضوع معاه... وصار يفكر يشوف حفيدتو بأقرب وقت ممكن لإنو مانو ضامن يعيش لبكرا ومع دعم كنان لمخططو... مسك تليفونو متصل ع عبد العزيز ضهريات اليوم متفق معاه يجيبها بكرا عندو لو ساعة ع الأقل...

وابن الخيّال الفالح وافق بدون ما يخبرها... إنو رح يبعتها بكرا الصبحيات كرمال تفطر مع أهلها وتقعد شوي عندهم لحد ما يجي ياخدها قبل خطبة الجمعة لإنو في مشوار لازم يروحوه...

وهو بالفعل في مشوار عم يخططلو من بعد ما رجّعها من المستشفى ليكونوا لحالهم مع بعض لعدة أيام كرمال يقدر يتفاهم معها ويطري الوضع بينهم ويخليها تستجم شوي يعني والله الله ما قالها عروس جديدة ما تطلع مشوار واحد ولا حتى تقعد قعدة رايقة مع يلي بقولولو زوجها متل أي عرسان متجوزين جديد...

صحيح الفترة يلي عدت قِسى عليها علشان ما تتطاول عليه.. بس حس خلص يعني لحد هون وصار الوقت يلي لازم يحطوا فيه النقط ع بعض الحروف ليفهموا راسهم من رجلهم مع بعضهم عشان الحياة تسلك بينهم... دام حالها تحسن... وفحوصاتها يلي اخدهم للمركز الصحي طمنتو بعد ما كان عندها جفاف ونقص فتيامينات وضعها تحسن كتير من ورا اكلات أمو والحاح أختو جوري عليها لتضلها تاكل وتشرب معها وهما عم يحضروا مسلسلات ولا عم يتكلموا...

فكرمال يكونوا لحالهم كم يوم قبل العيد اجتهد مع عماتو وجدو ورجالهم ليروحولهم كم يوم ع المزرعة ليصيدوا ويغيروا جو لإنو زمان عن لمتهم سوى...

فالحمدلله يلي آجى هاليوم يلي أهلو هيروحوا فيه ع المزرعة... كرمال يشوف وجهها متل الخلق رغم الضغط يلي عليه... في حين مرتو الزعلانة منو بس شافت جوري عم تجهز أغراضها بكل حماس لتروح كم يوم ع مزرعة الجد وتضلها هي وأريام يحكوا وما يملوا عن أيام دوامها بالجامعة وعن موادها الجديدة يلي عم تاخدها عنها وعن صحباتها الجداد يلي تعرفت عليهم بالمحاضرات ولا بوقت استراحتها وعن هل فيه (كراش) معجب سري... ولا هي معجبة بحدا...

فجوري شو كانت طايرة طير من الفرحة لإنو واخيرًا رح تلتقي مع أريام يلي سحبت عليها من بعد عزيمة الجد من كتر حبها للدراسة والتفوق... أما جودي كانت على عكسها تمامًا زعلانة كتير لإنو إذا هلأ جوري رح تروح هي مع مين رح تقعد؟

فبكت بغصة وهي عم تودّع جوري وكأنها جوري طالعة من هالبيت بدون رجعة... فجوري دهشت من طريقة توديعها لإلها من ضمتها القوية وبكاها غير الطبيعي ع كتفها... فبادلتها الضمة وهي عم تقول: يما هرمونات الحمل عند مرتك شو مخليتها تبكي كتير هادي الفترة وبسرعة كمان!!!

جودي بسرعة بعدت عنها ماسحة دموعها خوف ما يكون جد هو معهم هون... وبس لمحتو واقف مطالعهم تمنت الأرض تنشق وتبلعها فبلعت ريقها وهي عم تسمع ردو: على عكسك إنتي يا باردة... بسرعة هاتي اغراضك لأحملهم مع أغراض أمي لأحطهم بالسيارة... وعجلي بلبس منديلك بدل الحكي والحقيني ع السيارة فاهمة!!

جوري عجلت بحالها رادة وهي عم تسكر شنطها التنتين: فهمت بس بلاها لهالجدية المخيفة...

وجت بدها تلف إلا حست بأطراف أصابعو ضاربتها ع راسها بمزح: خلصي من تم ساكت... وبعدي أحملهم... والله ماني عارف لليش ماخدة هالشنطتين معك وإنتي برا المزرعة مانك طالعة...

جوري لفت عليه متخصرة: إنتا قلت بدك تحمل الشنط مو تتفلسف علي... خوف ما تتعب بحملانهم...

فرد ضاربها ع راسها بمزح: قصيه لاقصو (قصدو لسانها)...

فبعدت عنو داخلة تجيب لفتها وهي عم تقلو: بفكر!!

فرفع الشنطة التانية وهو عم يهمس لجودي: اضحكي... ما في شي تكشري عليه...

فرفعت راسها متأكدة إذا عم يتكلم معها عن صح... وبس جت عينها عليه غمزها وهو عم يقلها بجدية مغلفة بشي لطيف: لابقلك!

وبعد عنها طالع من الغرفة تاركها تدوب بحالها... وهي مو عارفة شاللي لابقلها... واللي كان فستانها الأبيض القطني الناعم اللابستو واللي جاي نص كم زم قريب الكتف ومن عند الصدر.. وبجي من تحت الزم بالزبط قطعة حرير (قشاط\حزام) ربط وبنزل الفستان لحد الركبة بِوسع شوي... فمع حطت إيدها ورا ضهرها مع نفخة بطنها الناعمة وشعرها المتروك ع راحتو ووجهها الطبيعي الخالي من أي شي ورجليها اللابسة فيهم جراب خوف ما تبرد من برودة الأرض.. معطينها شكل بريء كتير ورقيق...

فخدها حمّر من نبرة صوتو يلي بتغنيها عن فهم قصدو كلاميًا...

وما وعت ع سرحانها مع حالها غير ع صوت جوري يلي علي: بنت عم بحكي معك كيف لبستي حلوة صح؟

جودي ردت بتوتر: صح!!

جوري رمتلها بوسة بالهوى وهو عم تركض بسرعة بس سمعت تليفونها برن فسحبت شنطتها وتليفونها وهي عم تقول: عبد العزيز اليوم معجلنا بكل شي... يلا يا حلوة بشوفك بعد تلات أيام... وقربت خطف منها ضاممتها للمرة التانية وبعدت عنها خطف نازلة لعندو مستعجلة ع مقابلة أريام... ونطقت من بين لهاثها وهي عم تركب بالسيارة: حرك بسرعة خليني شوف أريام واشبع منها!!

أم عبد العزيز ضحكت هون ع صوت لهثها: والله عشت وشفت بنتي عم تلهث ع شي غير الأكل...

عبد العزيز حرك السيارة وهو عم يضحك ع رد أمو: هههههه.... ونطق مكمّل عن أمو... أبو إصبع مو كأنو مخفف قصص التوصاي من المطاعم والأكل الجماعي... رغم إنك بس تصومي ما بترحمي حالك منو...

جوري ردت وهي عم تراسل أريام ع الرسايل تشوف إذا طلعت هي وأهلها ولا لسا: والله وقفت كلشي فترة تضامن مع مرتك يلي صايرة تشتهي الاجنحة الحارة والبطاطا المبهرة والأكل الجاهز... فقلت حرام تكون بشي وتصير بشي تاني... لإنو قبل أسبوع وشوي شو توجعت من معدتها بعد ما أكلتو معاي...

أم عبد العزيز عدلت حالها لافة عليها خابطتها ع رجلها بخفة: وليه ما خبرتيني... ولفت لابنها موصيتو: أنا بقول لاقي دبرة لإلها قبل ما تجيب آخرة مرتك والجنين يلي ببطنها!!!

فردت جوري بانفعالية: يما وحدي ربك ~~

فقاطعتها ام عبد العزيز بحدة: انكتمي قويانة بزيادة... ولفت مازحة مع عبد العزيز عليها: ولا أنا غلطانة يا عبد العزيز!!

عبد العزيز فهم قصد أمو فكمّل معها الفيلم: صدقتي فيها بسرعة يلا ع الجامعة ولا رح نزوّجك!!

هون جوري كان فيها عقل وسلم... فردت وهي ع وشك تبكي: شو كل شوي بتتهددوني بالجامعة... جامعة مش رايحة لا هادا الفصل ولا الفصل الجاي...

عبد العزيز ضحك عليها ع عكس أمو الماسكة نفسها وسايقتها جد: يا هبلة عم نمزح معك هو بهون علينا...

إلا بلكزة أمو بمعنى خربتها علينا ونطقت وهي عم تلفلها وجهها: ع الأمانة ابكي يختي خليني حس مخلفة بنت... ولفت لعبد العزيز مكمّلة بنبرة فرحانة: أخيراً شفت حدا بأثر ع اختك لو بشي واحد... (قصدها مرتو يلي بتبكي كتير وع كلشي)

عبد العزيز فهم قصد أمو ع الطاير: خلص يا جوري والله مانك مفشلة أمي... ابكي لتفرحي قلبها...

جوري هون ولعت معها ونطقت بحرة: استغفر الله بس مين داعي علي لتتسلطوا ع جوري... بس مين خبروني!!

عبد العزيز وأمو انفجروا ضحك عليها... مخلينها تعصب بزيادة طول الطريق... وبالآخير رضت عليهم بس نزلوا بعد ما اجتمعوا كل الأهل شاريين كلشي بحتاجوه لقعدتهم في المزرعة...

يعني صحيح بقدروا الخدم يحلوا هادي المسألة... بس عند عيلة الجد شامخ في شي مختلف واللي هو مشاركة العيلة الأجواء البسيطة... فكانوا نسوانهم وبناتهم معبين السوبرماركت وهما عم يدوروا ع الأشياء المدونة ع الورق معهم فاللي بخلص أول رح يشترط ع الباقي بشي...

فكانت أريام وجوري والعمة أمل مع بعض وأم عبد العزيز والعمة سهر ومرت عمو كوثر لحال... والعمة نداء والعمة وفاء والخدامة علا لحال... طبعًا هما دايمًا بختاروا علا تبقى معهم مو حبةً (محبةً) فيها إلا عشانها حركة وبتعمل كلشي بالوقت يلي هما بحكوا فيه وبخلوا باقي الخدم يسبقوهم ع المزرعة... فاختيارهم لعلا بكون حل بديل عن رنيم وجيهان يلي تبارك الرحمن عليهم مالهم دخل بهيك أجواء كأنهم أجانب معهم... وبقضوها برا في الاستراحة يدخنوا ولا يشربوا شي ولا يقعدوا ع التليفون... بالوقت يلي السوبرماركت الاستراحة بكون معجوق من تدوير مجموعة جوري الحِركَة يلي حالها عكس حالة مجموعة أم عبد العزيز يلي عم يمشوا ابطأ ما عندهم مدورين ع الأغراض المكتوبة على الوراق يلي معهم مع صيامهم... في حين مجموعة العمة وفاء هادية وحالها مو أحسن من مجموعة أم عبد العزيز ولولا علا عليهم يلي عم تشتغل بجد وداخلة سباق عن جد مع جوري ولا كانوا ما جابوا شي من المكتوب على وراقهم...

وبس فازت بالآخر جوري الحِركَة كتيرعليهم كلهم... علقت العمة وفاء: رحنا فيها..

فردت مرتعمها كوثر ع العمة وفاء بسكل قاصفتها فيه: والله لو بدك ما تروحي فيها كان شديتوا همتكم...

وقامت بينهم مزح طالعين يشربوا ولا ياكلولهم شي ع طاولات الاستراحة برا... وعيون عبد العزيز وعاصي عليهم جوا وبرا...

وبالطبع ما لازم ننسى عند ذكر الأكل والشرب الآنسة جوري يلي كانت أكتر حدا طالب أكل لإنها مفطرة ونامت لوقت متأخر من وجع دورتها يلي نورتها فجأة فجريات اليوم... فهلأ هي بدها تعوض معدتها الجوعانة ع إهمالها لإلها من ورا سدة نفسها يلي انفتحت هلأ اضاعف مضاعفة مع تجمع العيلة حواليها وقعدة أريام جنبها.... وهي مو هاممها شو رح يعلقوا عليها وع كمية أكلها رجال عماتها والضيف الجديد الجاي معهم واللي اسمو صاج وبكون أخو زوج عمتها أمل القاعدة جنبها هي وأريام عم يستفزوا فيها كرمال يعرفوا شو رح يشترطوا...

وأبدًا هي معندة ما تقلهم وعم تاكل بكل تركيز ورواق... لحد ما قاموا ورجعوا لسياراتهم لكن بترتيب مختلف... أمل يلي تاركة ولادها النايمين عند جوزها... وأريام وجوري وسهر وأمينة مع عبد العزيز... في حين الباقي على ما هما... وهيك تحركوا للمزرعة متوكلين ع ربهم... وهما مخططين يلعبوا كتير اشياء... متل لعبة صراحة وجراءة... وتحديات صعبة بعيدة عن الجرأة... وغير مين عليه الفطور ومين عليه تحضير الغدا... على عكس الرجال يلي هيقضوها حكي وشرب قهوة ولا شاي ولا عصير أو رح ياكلوا ولا يصيدولهم حمام كرمال ما يفقدوا قدرتهم ع التصويب أو يشووا اللحم ولا الجاج ع الفحم... أو يشتغلولهم شوي...

فالكل بهيك أجواء تقريبًا بكون مبسوط وأكترهم الجد يلي عم يشوف عيلتوا عم تكبر قدام عيونو بدون ما تشوه اسمو قدام الناس وهما عم يدخلوا مزرعتو يلي الحياة شبت فيها بين ضحك ومزح وتجمّع أهلو حوالين طاولة السفرة الكبيرة لإنو غالبهم صايمين... وبين ضرب جوري وضحكها مع عمتها أمل وأريام وعبد العزيز يلي قعد معهم ماكللو شوي وهو شو مبسوط ع مشاركتهم هالأجواء الحلوة يلي شو تمنى مرتو تشاركهم إياها... بس متل ما بقولوا التمني ما بغني ولا بسد الجوع... لكنو بنفس الوقت بخلي الإنسان يعرف شو بدو... فهو عارف شو رح يشتغل معها ومع أهلو لتكون محسوبة عليهم ومنهم فيهم... بس لتصير هادي الرغبة واقع رح يعمل كم خطوة استباقية لكل شي كرمال كل حدا يعرف مكانو الصح... فشو هالخطوة ومين هيبدا فيها الله أعلم...

فبس حس حالو طوّل عليها استسمح منهم بعد ما صلى العشا جماعة تارك عيلتو ولمتهم الحلوة وراه ليرجع عندها بأسرع ما عندو... ليشوف شو وضعها ويتكلموا شوي ليلحلح الوضع بينهم لإنو هو هلأ عندو الجاهزية والقابلية والوقت الكافي ليقعد معها ويحاكيها عن بعض الإشياء المهمة بينهم... فبس وصل البيت المظلم طالع لعندها... تنهد بس لقاها غاطة بالنوم.. ففضل يتحمم ويزبط حالو وبعدها هيفضالها منيح...

فدخل يتحمم وهو مانو عارف إنها نامت غصب عنها بعد ما بكت كتير ع غياب أختو جوري عنها لكم يوم... لإنها حاسة أيامها الجاي سم عليها ونكد بدونها... وطبيعي تفكر هيك دام هو تاركها تزعل وتجفا ع راحتها... ومو عارفة عن مخططو المخبيلها إياه واللي بلش فيه من بعد ما طلع من الحمام بالروب ساحبلو بنطلون كروهات بالأخضر والرمادي والبترولي ومع بلوزتها نص كم بترولية اللون... وعطر حالو من عطرو المفضل ومرطب جسمو طالع برجليه الحافيين لعندها بكل ثقة قاعد جنبها... وهو عم يمد إيدو ماسح رقبتها إلا لقاها عم تعبس مع لمساتو الرقيقة فنطق وهو عم يقرب من وجهها هامسلها بصوتو الرجولي الهادي: جودي!!

جودي مانها مصدقة شي حاسة حالها بين صوتو ورقتو وبين صوت لهيثها وخوفها وركضها من شي عم يلحقها... وبس حست في شي عم بلف حوالين رقبتها فورًا رفعت حالها صاحية من الكابوس يلي كانت عم تحلم فيه... خابطة جبينها بأنفو وهي عم تبكي وقلبها عم ينبض وجسمها معرق... فبعد فورًا عنها حاسسها شلتو بخبطتها لأنفو... واضح الليلة شو رايقة من أولها...

أما جودي المسكينة حالتها مو أحسن منو لإنها مو عارفة شو تعمل؟؟

تعتذر ولا تقلق بحالها وكوابيسها المخيفة يلي صايرة تتكرر معها... فقربت منو خايفة وهي عم تعتذر منو بصعوبة من تقل فكها من الكابوس المخيف يلي كانت عم تحلم فيه: آسفة!!

شد ع جبينو معدل قعدتو وهو عم يدلك أنفو: بسيطة... بس شو خطر ع بالك تقومي فجأة هيك متل المرعبة؟ كنك باقية تحلمي!!

جودي ردت وهي عم تبلع شهقتها: ما بعرف!!

هي أكيد بتعرف... ولو فهمت سؤالو صح كان ردت... بس لإنها متلخبطة فهمت سؤالو من شو خايفة لتحلمي هيك... فلف عليها مستفقع ردها... وهو عم يلف حالو عليها: بالله شو!!! فسكت ضاحك بس شافها كيف تصنمت مكانها من ردو... فغيّر نبرة صوتو وطريقة كلامو معها لإنو باين إذا بلش معها من شو خايفة أو مالك هيك متصنمة... خربت القعدة... فلأ يبلش من الهوين للصعب مع الوقت عشان القعدة تمشي معهم وبينهم: طيب سيبنا من هالكلام وجاوبيني أكلتي وصليتي العشا ولا لأ...

ردت من بين ضياعها وهي عم تمسح ع رقبتها وعم تتنفس بصعوبة: مـو جـاي~~ع بـالـي...

ففهم ردها هادا بخصوص الأكل بس بخصوص الصلاة: طيب والصلاة؟

هزت راسها بمعنى صليت... فتنهد متريح لإنها آدت صلاتها.. فنطق مكمّل معها اسئلتو العادية: طمنيني عنكم كيف صرتوا هلأ؟

جودي هون قلبها داب وشو بدوب بس حدا يذكرها باللي عم يكبر ببطنها بفرفح قلبها وبرفرف كمان... فمسحت عليه بحب رادة وهي عم تطالع ع بطنها: مناح!

فتبسم عليها قارصها ع خدها مخلي خجلها يتضاعف منو ... وهو عم يقرب أكتر منها ماسح معها ع بطنها... وهون حفيدة الجد عثمان البريئة ضاعت بين تقرب منو ولا تبقى مكانها وهي شبه ناسية هلأ شاللي صار بينهم قبل أسبوعين من توترها معو وزعلها ع غياب جوري... وبين رغبتها ليحتويها بدفاه... ويكون ملكها بدون ما حدا يشاركها فيه... فطالعتو بنظرات عتاب وضعف بدون قصد منها... وهو مانو غشيم لدرجة ما يفهم عيونها منيح.... فحس هي منتظرة منو شي... كإنها بدها إياه يعمل شي يثبت إنو هو فعلًا بدو إياها... فرفع إيدو من ع بطنها لوجهها وإدنها اليمين ماسح عليهم وهو عم يطالعها بعيونها يلي حاولت تهرب منو... بدون ما ينطق بكلمة وحدة بينهم.. فتبسم بعفوية منو مدوب قلبها ع الآخر مع لمسو لشعرها...

فبكت لافة عليه طالبة احتواءو... بكت لإنها ما بتعرف هي كيف رح ترضيه... بكت لإنها بلشت لأول مرة تحس بعدم الثقة بحالها... فبس قرّب منها هيك ما تحملت... وخافت إذا رفضت يقسى عليها وتخسرو.... وخافت إذا قربت منو ما تعجبو...

وهو مانو غبي كرمال ما يفهمها... فسحبها ضامها لصدرو وهو عم يقلها: ما هيصير شي هلأ... اهدي وخلينا نتكلم... ونحاول نعطي حالنا فرصة ~~~~

فرصة شو يلي عم تحكي عنها وهي عم تشم ريحتو يلي بتعشقها عشق عليه عن قرب... فمع ريحتو وبلعو لريقو لابتسامتو... لمحاولاتو ليحكي معها ما قدرت ما ترفع عيونها لتطالعو بالخفية ولا ع العلن وهي مسحورة فيه كيف عم يحاكيها وعم يطالعها بدون ما تركز باللي عم يقولوا: ~~~ حابه نعمل شي معين بكرا؟

: اللون الابيض هادا عليكي غير شكل...

: مو حابه تحكي شي...

هي تحكي شي... ضاعت لإنها ما ركزت بشو كان عم يحكي فبلعت ريقها لاعبة بأدنها... منتظرة فيه يكمّل كلامو...

بس وين يكمّل وهو عم يستناها ترد عليه... ولحظة ما حستو طوّل بسكوتو ردت بلعت ريقها متنهدة... وهي عم ترفع راسها بدون قصد منها... وبس شافتو كيف مركز عيونو عليها... توترت وخلص يعني ما عاد فيها تبقى هون... فقدامها حلين يا تهرب منو.. يا تقرب منو... فسندت راسها ع صدرو محركة أنفها مستمتعة بجمال ريحتو... فخلص حس هي متوقة لشي تاني منو... هو كان منتظرو منها من بعد ما نزلت من المستشفى وصحتها تتحسن... فعدل قعدتها لافف عليها... وهي هون ضاعت ع الآخير رادة باكية... من قلة ثقتها من نفسها... فرفعت إيديها حاضنة حالها برفض... ما بدها إياه يلمسها هيك بدون ما يكون جد بدو إياها... فتبسم عليها محاول معها وهو عم يغازلها ويمازحها: شعرك إذا بتفكري تقصيه يا ويلك مني...

(ووجهك بكل حالاتو رايق وناعم)

(ليه زعلانة مني؟)

(مالك خايفة مني؟)

تيجي ترد تنسى تتنفس فيذكرها تتنفس كل كم دقيقة.. فحس خلص هي ما بدها وجسمها بلش يشد عليها مع التوتر... فتركها ع راحتها باعد عنها باللحظة يلي فطن يخبّرها عن روحتها عند أهلها: صحيح بكرا الصبح رح وديكي تشوفي أهلك وتفطري معهم و~~

إلا نطقت باندفاعية وهي عم تقرب منو بخوف باكية من ببن اعتذارها لإلو: آسفة والله آسفة... وحركت إيديها محاولة تلمسو ليرضى عنها وما يرجعها عند أبوها يلي صايرة تكُبس فيه (عم تشوف فيه كوابيس)...

وهو هون انفعل منها... مالها هيك عم تجبر حالها ع العلاقة معو... فبعدها عنو وهو عم يسيطر ع أعصابو معها محذرها بنبرة مخيفة: ما تساوي معاي هيك لإني ما بحبك تستخدمي جسمك معاي بخصوص أي شي بدك إياه...

وسحب حالو بعيد عنها موقف ع رجليه قبل ما ينطق بشي مالو داعي... وهو عم يقلها من الآخر: لو شو ما عملتي عند أهلك رح تروحي يعني رح تروحي... فنامي ابركلك لإنو لو شو ما عملتي هلأ يا بنت دهب ع الفاضي معاي...

وصار يمشي بالغرفة بشكل موترها... لإنها هي جد ما بدها تروح عند أهلها... وهو مصر يوديها!!

طيب ليش هو مصر لتروح؟

هي ما عملتلو شي... فتيجي بدها تسألو لكن خوفها منو يسكتها...

وشو زاد توترها بس شافتو طفى الضو وكلشي حواليه ليتمدد جنبها بدون ما يقرب منها... لدرجة مخليها تحس بالهوان والضعف والعجز الكبير معو... فحاولت تنام بس ما قدرت... الرعبة ماكلتها... وحاجتها لتروح الحمام تضاعفت من خوفها من عصبيتو ومن خوفها إذا قامت رح تزعجو.... فحاولت تكبت رغبتها بروحتها ع الحمام... بس ما قدرت تروح ولا قدرت تنام من توترها... منتظرة عقارب الساعة تمشي وتمضي بالزمن كرمال يروح يصلي الفجر وتقوم ع الحمام براحتها بعيد عن المحرمق منها والمسيطر ع نفسو بالقوة ومانع حالو يطلع من الغرفة لإنو مو حل يطلع من الغرفة كل ما يتنرفز منها... ولإنو بدو إياها تتعرف عليه لما بكون بهيك حالة... وكرمال هو يشوف كيف هتتصرف... فما بعرف كيف غفى ليصحى ع صوت منبهو لصلاة الفجر... فقام من جنبها موصيها وهو متأكد إنها لساتها صاحية بدون ما تتحرك أي حركة منها: ما تنامي بدون ما تصلي الفجر فاهمة!

وما استنى فيها ترد عليه لإنو باصم من خوفها منو آخر شي هتفكر فيه تنام بدون ما تصلي... وبعد عنها متوضي ومغير أواعيه لتريننغ سودا كم طويل وانسحب من البيت ليصلي جماعة بالجامع...

وهي هون صح تنفست براحة إنو صار فيها تروح ع الحمام... لكن هالراحة اختفت بعد ما صلت وحست إعدامها قرب... لإنو الصبح حل وحضرتو رجع طالب منها: قومي جهزي حالك وألبسي أحلى شي عندك فاهمة!!

هي ما بدها تفهم قد ما بدها ما تروح عند أهلها فقامت لعندو وهي عم تبكي بانفعال: ليه بدك توديني وبلعت غصتها مكمّلة بصعوبة... والـ ـله مـ ـا عـ ـمـلـ ـت شـ ـي!!!

لف عليها رادد عليها وهو مستغرب كلامها: والله أنا عارف وفاهم ما عملتي شي بس فهميني ليه هيك بس مرعوبة لزيارة خفيفة لعند أهلك يلي من بعد العيد ما شفتـ~~

قاطعتو باكية بصوت عالي من خوفها لتروح عندهم فعلًا وهي عم تقلو: ما بــدي!!! مـا بـدي!!!

عبد العزيز بس سمع ردها انحر ومسكها من إيدها بعصبية: شاللي ما بدك... انا مناي افهم في شي مخوّفك لدرجة مانعك من روحتك لعندهم...

جودي ردت نافية شكو بطريقة مريبة للشك: لأ!!!

عبد العزيز حرك راسو باعتراض: دام ما فيه شي اكتمي حسك وبسرعة جهزي حالك بلاش نتأخر عليهم.... وتشوفي شي ما بسرك مني.. فاختصري المشاكل بيناتنا وخلي هاليوم يعدي ع خير فاهمة...

ردت برفض تام وهي منفجرة بكى: ما بدي أفهم!! ما بدي روح!

ترك دراعها ماسح ع راسو وهو عم يتنفس بغل... هادي شكلها مو مصلية ع النبي ع هالصبح... وناويتها شر... فلفلها حالو معلن الحرب عليها وهو عم يشد ع إيدها بقوة مخبرها بحزم ما فيه نقطة لين: جودي لآخر مرة بقلك اختصري المشاكل بيننا... وروحي ألبسي قبل ما لبسك غصب عنك...

جودي بس شافتو هيك عم يطالعها وعم يشد ع إيدها خافت منو كتير كاتمة صوت بكيها ومغمضة عيونها رافضة تشوفو ولا حتى تروح عند أهلها لو ع حساب موتها... فشدت ع إيدها بالوقت القرب هو منها هامسلها بشي مخيف: شكلك حابه اتصل ع أبوكي كرمال يعرف بنتو المصونة رافضة تيجي عندو مو أنا يلي مانعها...

فشهقت باكية بحرة وهي عم تطالعو بخيبة كبيرة منو... لإنو مصر يوديها... فبلعت شهقتها التانية وهي متأكدة مستحيل يعملها لكنو خيب ظنها بس قلها: فكرك أنا عم بمزح معك يا بنت!

ومد إيدو بدو يسحب تليفونو كرمال يورجيها الجد لكنها صدمتو بس قربت منو ماسكة بإيدو قبل ما تدخل جيبتو وهي منزلة عيونها ع الأرض بضعف ممزوج بخزي قدامو... فضحك بلا نفس ع عنادتها يلي ما رح تفيدها معو وهو عم يقربها منو شادد ع إيدها للمرة التالتة بتذكير: أبقي ارحمي حالك معاي... وسيبي العناد عنك من الأول فاهمة... مو إذا بتطوفلك عنادك مرة ولا مرتين يبقى برخي الحبل معك يا مرتي المحترمة...

هي هون حست كرامتها انهانت فحركت حالها منتظرتو يحرر إيدها يلي وجعتها من كتر ما شد عليها من عنادتها معو...كرمال تروح غرفة الغيار...
فحرر إيدها وهو عم يتأملها بتعجب يعني شخصيتها ضعيفة وهيك بتعند شو حال لو كانت قوية الله أعلم شو ساوت فيه... فتركها تدخل غرفة الغيار يشوف شو رح تعمل وبس شافها عم تسحب أي شي قدامها... قطع المسافة بينهم ساحبلها فستان أبيض تلات أرباع مورد ورماه عليها وهو عم يقلها: اصحك تتعطري وإياكي تشلحي عبايتك ولفتك قدام سامي الصايع ولا ابن عمك فاهمة... وما تنسي تفرشي اسنانك وترطبي وجهك قبل ما تطلعي...
وجحرّها لافف عنها ساحبلو لبسة كاجوال مع بقية كمالياتها ع الحمام معاه كرمال يتحمم ويجهز حالو... وطلع من الحمام مخلّص كل أمورو بالوقت يلي كانت حضرتها أبصر كيف جاهزة بدون ما يضلو يزن عليها... فكمّل طريقو ع غرفة الغيار بتعجب منها متعطر ولابسلو ساعة من ساعاتو الأناقة ورجعلها ساحبها من إيدها معو نازلين الدرج ومكملين سوى لعند السيارة بدون ما يحاكوا بعضهم لو بحرف... ودهشت منو بس شافتو عم يساعدها تركب بالسيارة وعم يحطلها حزام الأمان لإنو حاسس عليها مو شايفة قدامها منيح... ولف راكب مكانو بعد ما طبق عليها الباب محرك السيارة من مكانها وهو عم يحذرها: اصحك تفتحي تمك بأي شي عنا فاهمة قدام أهلك!!

طنشت كلامو وهي ماسكة دموعها لتنزل من حرتها من كلامو.. يعني هي من متى بتحكي عنهم كرمال يقلها هيك...

هو جد شو بدو منها اليوم غير يجننها... فسندت راسها بضعف ع السيارة وهي عم تدمع غصب عنها فلف عليها منبهها: وقفي بكى... يلي عم يشوفك عم تبكي هيك هيفكر مقتولك قتيل...

فشهقت ماسحة دموعها مطالعتو من أطراف عيونها و هي مو عارفة إنو من ورا تصرفاتها المريبة قدامو خلتو لو كان شاكك في شي بينها وبين أهلها يتأكد ويبصم في شي مو مزبوط... فإذا ما عرفو بأسرع وقت ممكن ما رح يهنالو بال... بس ترجع من بيت أهلها اليوم طز في المشوار وأهلًا بوجعة الراس... مو بقولوا دق الحديد وهو حامي... فدام الموضوع طازة بقدر يضغطها ويمسك عليها هادا الممسك كرمال يفهم مالها هيك بتتكهرب من فتح سيرة أهلها معها ولا حتى لروحتها عندهم... فكلها ساعتين بالكتير يا حلوة وبعدها مانو حالل عنك إلا بعد ما يفاتحك بالموضوع... ليعرف القصة من أولها لآخرها... فكمّل سواقتو لبيت أهلها... يلي بس لمحت بابو الرعبة رجعتلها بدون ما تدوخ ولا تستفرغ!!!

وين دوختها عنها يلي مرات بتنقذها؟

وين تقل راسها عنها وفتلانو؟

وين كل هالتغيرات يلي بتسعفها غالبًا وبتنقذها راحت عنها؟

فجت بدها تستعطفو لآخر مرة لكنو رفض ساحب شي معو من ورا نازل من السيارة قبلها وهو عم يقلها: أنزلي!!

فنزلت غصب عنها وهي حاملة شنطتها الفاضية معها وحاسة في رجل عم تقدمها من خوفها منو وفي رجل بدها ترجعها من خوفها من أهلها ... إلا بإيدو يلي عم تدعمها تكمّل مشيها وهو عم يقلها: حاولي انبسطي معهم وغيري جو!!

بالله تحاول تنبسط... يخي شو بدك منها... مفصوم ولا مجنون انتا!! بعقلك شي... بدك إياها تنبسط عند أهلها عشان تنكد عليها بس ترجع من عندهم...
فضحكت غصب بسخرية...

فوقف قبال باب البيت داق الجرس وهو عم يتجاوز عن ضحكتها الساخرة... كرمال يعدي هالساعة معها ع خير... وهي بس سمعت صوت الخدام يلي فتحلهم الباب محاكي زوجها حفيد الجد شامخ الخيّال ومرحب فيه... قلبها نزل بين رجليها... وكمّلت عليها معدتها المضطربة بس سمعت صوت زوجها اللئيم والجابرها ع الجية عم يرد ع الخدام وهما عم يدخلوا جوا بيت أهلها بعد ما أعطاه (للخادم) الكيس الكبير يلي جايب فيه بخور غالية كهدية منهم لكل عم من عمامها...

إلا بجية جدها وعمها كنان وعمها عثمان العرب ( المفطرين كرمال يجبروا الجد ع عدم الصيام العشر تيام مع تدهور صحتو) ليرحبوا فيهم وهما قمة بالسعادة لجيتها هي وزوجها عندهم... مخلينها ترتعب منهم خايفة ليكون أبوها وراهم فبسرعة خبت وجهها بصدرو... محتمية فيه وهي عم تنزل عيونها ع الأرض محركتهم شمال يمين خايفة لتسمع صوت أبوها ولا لتشوف صورتو... فبس ما سمعت صوت أبوها وشافت جدها عم يقرب منها سلمت عليه خطف بدها تكمّل تسليم ع عمها كنان فضحك الجد عليها ماسكها من كتافها لاففها عليه بشوق كبير: وين مستعجلة تخلصي مني... خليني شوف هالوجه الحلو شوي...

إلا بتدخل عمها كنان منقذها من ضغط أبوه معها وهو عم يقرب منها: يابا ملحق تشوفها فبعد شوي خلينا نسلم عليها ونريحها شكلك ناسي إنها حامل وما لازم نتعبها...

الجد رد مبتسم وهو من جواتو حاسس حالو شو منافق معهم من ورا مخططاتهم الفاسدة: لا وين كيف انسى...

وبعد عنها مسلم ع عبد العزيز سائلو عن حالو.. ليقعدوا كلهم بالصالون المفتوح من بعد ما سلموا ع بعض... وطبعًا هي من التوتر ومن خوفها لتشوف أبوها وسامي الصايع قعدت جنبو وهي لشوي رح تلزق فيه وتصير أقرب لإلو من يلي لابسو... وهو متضايق منها ومنزعج من هالحركة المالها داعي قدام أهلو ولا قدام أهلها... فحاول يعدل قعدتو كرمال يعني تفهم.... ابدًا البنت مصرة تلزق فيه... والمشكلة هلأ ما فيه يهمسلها بشي لطالما عم يحاكوه وعيونهم عليه...

وسبحان الله كيف رحمتو نتفة وبعدت بمسافة أقل من شبر بس سمعت جدها قال: والله ابني جاسر اليوم ما صحلو يكون معنا لإنو مشغول كل جمعة بمزرعتنا يشوف كيف شغل العمال والتصليحات الجديدة ماشية منيح ولا لأ... بتعرف إنتا الناس مبطلة تخاف ربها بالشغل...

طبعًا هو يلي بعرف إنو مو قصة مشغول بالتصليحات الجديدة وتشييكو لشغل العمال إلا حضرتو داير مع وحدة من بنات الليل هو والصايع سامي... فساير جدها على عكسها هي يلي طايرة من الفرحة لإنو أبوها مو هون... وانفتحت نفسها ع الأكل... يلي سرعانها ما انسدت بس سمعتو عم يستئذن منهم فقامت وراه وهي حاملة شنطتها يلي ما تركتها من توترها من أول ما دخلوا... لاحقتو لعند الباب فجدها وعمامها فكروها رح توصلو وما رح تروح معو وإن سهت ع شنطتها معها... إلا اتري بنتهم الكريمة بدها تروح معو... لكنو صدمها بردو: ماني مروحك ومعك ساعة وحدة تشبعي منهم وراجع لأخدك فاهمة...

فجت بدها ترد إلا بصوت أبوها محراك الشر ع فجأة: أهلًا بابن الخيّال!!

ابن الخيّال رد عليه وهو خافي نفورو وحاسس باللي لزقت فيه ع فجأة: هلا فيك... ومد إيدو مسلم عليه...

جاسر طالعو بكل عين وقحة سائلو عن جدو وعمامو... ع أساس ما عم يكيدلهم من تحت لتحت متل الحية تحت التبن...

وبالطبع دام ابن الخيّال كحدا محنك سايرو بهدوء مريب لأبوها يلي قرب منهم محوط بنتو يلي بعدت شوي عن زوجها عشان ما تنضرب من أبوها إذا حسها خايفة منو بزيادة وكاشفة خوفها لزوجها.... وهي عم تسمعو عم يقول لمنقذها يلي لأول مرة ما بتعامل معها بشهامة وبطولة تاركها تعاني لحالها عند أهلها: خايف نكون عم نعطلك عن شغل تسهل شوف يومك... وما تقلق ع مرتك الحامل هي بعيوننا...

ابتسم عبد العزيز بوجهو بدون نفس مجاوبو: بدون أي شك...

ولف عليها متفحصها لآخر مرة قبل ما يقول: ويلا السلام عليكم!

وتحرك بعد ما رد أبوها عليه السلام راكب سيارتو محركها بعيد عنهم وهو حاسس في شي غلط بعلاقتها بكل أهلها وخاصة أبوها... فكان مناه يرجع ياخدها معو بس لأ خليها تشوف أهلها وتودعهم لإنو ما بدو إياها تنحرم شوفتهم قريبًا لسنين طويلة إذا صار شي بينهم لا قدر الله... فعلى الأقل تقعد معهم وتنبسط شوي...

بالنهاية لو هو ما بطيق أبوها وعمها جاثم وابنو مؤيد وسامي الصايع... ببقوا هدول أهلها يلي إلا ما تكون تحبهم لو شو ما كانوا... فتركها لآخر مرة عندهم وهو مخنوق وخايف عليها لكنو كتم خوفو عليها خوف ما يكون أناني معها ويحرمها شوفة أهلها ع طول...

وعاد ريتو حرمها ولا يتركها لقمة صائغة بتم ابوها يلي لفها لإلو ضاحك بسخرية عليها: شو شايفك مصدقة حالك وعايشة الدور معو...

إلا بصوت الجد المخيف: جاسر اتركها بحالها وقلي شاللي جابك؟؟؟

جاسر رد عليه وهو عم يدفشها بعيد عنو ع الحيطة وراها: جيت هيك أخو مراقي شي إنتا يابا... وتحرك لعندو ضاحك... لكون قطعت جوكم العائلي الحميمي.. له له!!!

الجد حجرو مؤشر ع جوا: تعال نحكي ع جنب!!

جاسر لف وجهو فوق كتفو ضاحك عليها لهالبنت يلي عندو ولف مع أبوه داخل غرفة المكتب محاكيه بعد ما أشر بعيونو لأخوتو يلحقوه... فدخلوا أخوتو معهم غرفة مكتب الجد تاركين بنتهم واقفة مكانها وهي مرتعبة من الخوف لتعبر البيت وتقابل أبوها للمرة التانية إلا بصوت صفير لافت انتباهها ومبشرها بجية الصايع سامي فركض عبرت لجوا موقعة شنطتها منها وخابطة بصدر عمها كنان يلي انسحب من بينهم متحجج إنو هيتصل ع أخوه جاثم كرمال يجي بسرعة يلتم معهم لإنو جاسر عم يقول في موضوع خطير ولازم كلهم يلتموا عليه.. ورغم إنو فعلًا طلع بدو يتصل ع أخوه جاثم إلا إنو دافعو الحقيقي لينسحب من بينهم هو خوفو ع بنت أخوه من الصايع سامي يلي سمع من جاسر إنو رجع معو...

فبسرعة أشرلها ع فوق بس لمح سامي واقف ع الباب وهو عم يعطيها مفتاح غرفتها يلي دايمًا حاملو معو خوف ما سامي ابو تفكير مريض يعبر غرفتها مفتش بأواعيها الداخليه وفساتينها القصيرة ناطق بعجلة: بسرعة ع غرفتك وسكري الباب بالمفتاح لحد ماني جاي...

والكارثة سامي الوقح مصر يضلو يصفر وهو عم يراقبهم... فدفعها عمها كنان وهو عم يقلها: بسرعة!!

جودي المسكينة من الخوف مو مستوعبة شو تعمل فطلعت لجناحها وهي عم تلف راسها وراها متطمنة إذا عمها كنان لساتو واقف مكانو ولا لأ وبس طلعت كل الدرج مكملة لجناحها فاتحتو بالمفتاح وهي عم تبكي خوف من سامي ليكون وراها... وبسرعة عبرت قافلتو وراها بالمفتاح... وهي عم تبلع ريقها الجاف... وعم تلزق بالباب ساندة حالها عليه بحركة فطرية منها رافضة حدا يدخل عليها وهي عم تبكي بحرة منو... مو من سامي الصايع إلا من ابن الخيّال يلي تركها تهلك هون بعد ما أصر يجيبها لعندهم بدل ما ينقذها منهم... فضمت نفسها بضعف وقلة حيلة وهي موجودة بين أهلها بدونو... بدون منعو لأبوها ليمد إيدو عليها ولا ليوقّف بوجه سامي المتحرش... فبكت بضعف باللحظة يلي وصلها فيها صوت محرك سيارة قريبة منها... فتحركت راكضة وهي عم تمسح دموعها متأملة يكون منقذها ومخلّصها الوحيد آجى لياخدها... وأي أمل بِبقى عندها لحظة ما لمحت عمامها وأبوها وجدها وسامي الصايع عم يطلعوا بسياراتهم بدهم يروحوا لمكان معين آخر همها تفكر فيه هو وين دامو هادا المفروض يصير هلأ كرمال يصيروا بعاد عنها لتهرب من هون لعندو... فكيف رح تهرب مو مهم... المهم عندها هلأ تهرب لعندو وتتخلص من أهلها... ولحظة ما شافتهم بعدوا ضحكت وهي عم ترد تبكي من السعادة... وواقفة مكانها منتظرة كمان كم دقيقة خوف سامي ولا أبوها يرجعوا ع غفلة منها وتوقع بين إيديهم لحالها بدون أي حامي ولا مدافع عنها... فلأ تبقى شوي بغرفتها مآمنة ع حالها أفضل من ما تروح فيها...

ووقت ما ضمنت فكريًا ومشاعريًا خلص صاروا بعاد عنها وما رح يرجعوا لهون.. ركض طلعت بعد ما فتحت باب جناحها بدها تهرب من هون... إلا بصوت طلق رصاص قريـب منـ~~

الحمدلله تم الفصل بفضل الله💓

شو رأيكم بالفصل؟

توقعتوا الاحداث تروح فينا لهون ولا لأ؟

فكركم شاللي صار كرمال تسمع جودي طلق ناري... وهل قامت بينهم وبين عيلة الخيّال ولا فيه شي تاني؟ ع وين جاسر راح هو واخوتي؟

هل ابن الخيّال رح يفاتحها بمشاكل أهلها ولا لأ في حالة لو رجعت وما كانت قايمة بينهم؟

طيب لو بلشت بينهم القيامة تقوم هو شو رح يعمل كرمال يرجعها؟ وشاللي هيصير مع جودي إذا بقت عندهم وما رجعها بأسرع وقت ممكن؟

ومتل ما بقولوا يا فرحة ما تمت بين عزوز وجوجو😂😂😂 خيرها بغيرها شكلو بكير ع حركاتكم الرايقة... بس الجميل بالفصل كان عبارة عن شد ورخي... وبين سلام وتأقلم وصراع... بين الأبيض والأحمر... عقبال ما يصير شي تاني...بعدين ما حلت ساعة الجد تقوم غير هلأ... اللهم لا أعتراض ع حكمك... فالله يسترنا من الأيام الجاي... ويخلي هالعيد الأضحى حلو عليهم بدون ما يضحوا بحدا من العيلتين...

بعدين 🤤 😉جاهزين للفصل المفاجئ واللي رح ياخدنا لنقلة جديدة بالرواية... ففكركم شو هي النقلة؟

طبعًا عمتو وفاء يما ما قدرت أبلعها لا هي ولا نداء اختها... وحسيت الجد منوع بخلفتو... بين وفاء ونداء وجميل وبين جواد وجابر وأمل وسهى... وبين كنعان يلي لسا ما عرفنا عنو شي... إنتو شو رأيكم؟

وجد شكرًا لمرح وإسراء وآية وسماح لقراءتهم الفصل وتعليقاتهم وتدقيقهم معي الفصل🦋🦋💗💖💖 الله يحفظكم ومشكورين ع تعبكم معاي...

وصحيح هالفصل وفصل تلاتة أكلوا قلبي اكل مش طبيعي 🥹
بإذن الله رح نلتقي قريبًا...

وما تنسوا التصويت والتعليق يا حلوين القلب والروح💖💓🦋💗💝

 
 

 

عرض البوم صور رنين رنين   رد مع اقتباس
قديم 05-03-23, 10:39 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2013
العضوية: 257539
المشاركات: 35
الجنس أنثى
معدل التقييم: رنين رنين عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 24

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رنين رنين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رنين رنين المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية سجين الانتقام

 

الفصل الثالث عشر


قراءة ممتعة❤😍

جودي المسكينة من الخوف مو مستوعبة شو تعمل فطلعت لجناحها وهي عم تلف راسها وراها متطمنة إذا عمها كنان لساتو واقف مكانو ولا لأ وبس طلعت كل الدرج مكملة لجناحها فاتحتو بالمفتاح وهي عم تبكي خوف من سامي ليكون وراها... وبسرعة عبرت قافلتو وراها بالمفتاح... وهي عم تبلع ريقها الجاف... وعم تلزق بالباب ساندة حالها عليه بحركة فطرية منها رافضة حدا يدخل عليها وهي عم تبكي بحرة منو... مو من سامي الصايع إلا من ابن الخيّال يلي تركها تهلك هون بعد ما أصر يجيبها لعندهم بدل ما ينقذها منهم... فضمت نفسها بضعف وقلة حيلة وهي موجودة بين أهلها بدونو... بدون منعو لأبوها ليمد إيدو عليها ولا ليوقّف بوجه سامي المتحرش... فبكت بضعف باللحظة يلي وصلها فيها صوت محرك سيارة قريبة منها... فتحركت راكضة وهي عم تمسح دموعها متأملة يكون منقذها ومخلّصها الوحيد آجى لياخدها... وأي أمل بِبقى عندها لحظة ما لمحت عمامها وأبوها وجدها وسامي الصايع عم يطلعوا بسياراتهم بدهم يروحوا لمكان معين آخر همها تفكر فيه هو وين دامو هادا المفروض يصير هلأ كرمال يصيروا بعاد عنها لتهرب من هون لعندو... فكيف رح تهرب مو مهم... المهم عندها هلأ تهرب لعندو وتتخلص من أهلها... ولحظة ما شافتهم بعدوا ضحكت وهي عم ترد تبكي من السعادة... وواقفة مكانها منتظرة كمان كم دقيقة خوف سامي ولا أبوها يرجعوا ع غفلة منها وتوقع بين إيديهم لحالها بدون أي حامي ولا مدافع عنها... فلأ تبقى شوي بغرفتها مآمنة ع حالها أفضل من ما تروح فيها...

ووقت ما ضمنت فكريًا ومشاعريًا خلص صاروا بعاد عنها وما رح يرجعوا لهون.. ركض طلعت بعد ما فتحت باب جناحها بدها تهرب من هون... إلا بصوت طلق رصاص قريب منها جابرها توقف مكانها بخوف... من دماغها يلي حلل فورّا هادا صوت رصاص مو شي عادي ولا طقاع (مفرقعات/ ألعاب نارية) أفراح من تعوّدها ع سماع صوتو من حب أبوها ليفش جنونو بالطخ سواء كان صبح ولا ليل... فبلعت ريقها برعبة أكيد أبوها رجع... وبدون تفكير ردت لجناحها ركض متل ما نزلت ركض وهي مو مفكرة بشي... غير تحمي حالها منو ومن سامي الصايع... وسكرت باب جناحها بالمفتاح مآمنة ع حالها وهي حاسة قلبها رح يطلع من مكانو من الخوف... وحاولت تآمن ع حالها وهي عم تحرك رجليها وعيونها شمال ويمين بعبثية بلكي تلاقي شي تحمي حالها فيه من الخوف... وبعبطية من عقلها الصغير ركضت ناحية سريرها المرتفع نص متر عن الأرض مخبية نفسها تحتو وهي عم تشم ريحة الغبار وإيديها عم تلامس الصناديق "يلي كانت تخبي فيها أشياءها خوف ما أبوها يقص خبرها بس يلاقيها شو مخبية فيهم من وراه" محاولة تكوّم حالها ع بعض من شدة الرعبة ليجي أبوها يفش خلقو فيها لحظة ما سمعت صوت سيارات مسرعة عم تدخل حيهم... منذرتها إنو في شي صاير مع أبوها محراك الشر...

وهالشي باينتو شي مش منيح من ورا جية هالسيارات المسرعة بعد ما سمعت صوت طخ قريب منها لمرة وحدة... فبكت بضعف لإنها مو حابه تنضرب كف واحد... فزمت شفايفها بضعف محملة ابن الخيّال الورطة يلي حطها فيها... لإنها هي قالتلو ما بدها تروح... ليه ابتزها بأبوها... ليه أصر ع وجعة هالراس... فنطقت بغيظ وهي عم تمرر إيدها ع بطنها: هو واحد لئيم! ولئيم كتير...

وتنفست غصب عنها من حرقة أنفها من ريحة الغبرة جابرة حالها تطلّع راسها بس من تحت السرير كرمال تتنفس منيح ولو أجى أبوها كاسر الباب عليها بترد راسها لجوا بسرعة... لكن وين أبوها هيكسر الباب عليها وهو بعيد عنها لاهي بمكائدو مع جدها وعمامها بعد ما حاصرهم في الديوان العيلة الخارجي يلي كانت تصير فيه زمان قعدات الصلح ومقابلة الناس ساعة المشاكل واللي بختلف كليًا عن غاية الديوان المبني جوا حيهم واللي شهد كتب كتابها على ابن الخيّال يلي أبوها مانو نايم الليلة إلا وهو ناويها على عيلتو فصرخ عليهم وهو ما زال ماسك سلاحو يلي أطلق منو الرصاصة وحدة قبل عشر دقايق مخوّف أخوه عثمان فيه لإنو رفض كلامو ومخططاتو الخبيثة المهينة لإلهم: بالله هادا يلي آجاكم هلأ بالوقت المناسب... دام ابننا مؤيد رح يجيبها للفلتانة يلي برا والمغضوبة يلي جابها زوجها لعنا... ولأكون صادق معكم وع بساط أحمدي متل ما بقولوها ما بتوقع عُشر بالمية إذا استنينا كمان رح تكملوا باللي اتفقنا عليه... شرطنا من البداية معروف شو هو حرقة قلب... ونطقها بغل... شامخ الخيّال...

الجد صرخ عليه بحدة: كان وخلّص... لك إنتا بدك تجيب آخرتنا وتخرب بيتنا كلنا... شوف أخوتك مع الصلح يلي صار دخلوا مشاريع مع صحاب عيلة الخيّال.... فبلاش تخربها علينا... قلتلك القتل بنروحلو إذا هما طبوا فينا...

جاسر رفع اكتافو مع استهزاءو ع كلام الجد وهو عم يحرك حالو بانفعالية رايح جاي: هه يابا سيبك من هالكلام يلي لا بودي ولا بجيب وغير إنو ما اتفقنا عليه... من كل عقلك بدك يتعلّم علينا كمان مرة... لا والله... وحاول يقنعهم بالطيب كآخر مهلة... بعدين ما إنتو عارفين في ناس زينا همهم بدها تتخلص منهم~~

إلا بمقاطعة عمها عثمان المحروق دمو من كلام أبوها والقاعد جنب عمها كنان الما علق بحرف واحد من أول القعدة من إدراكو لو شو ما قال جاسر ما رح يسمعو: جاسر إنتا قلتلنا فيه موضوع مهم وطلعتنا برا البيت عشان تجيبنا هون بالآخر وتحشرنا مع رجالك مو عشان تقترح علينا وتأخذ برأينا إلا عشان تقلنا بدنا نقتل واحد من رجال الخيّال....

جاسر ضحك بتسطيح لكلامو: هههههه ضحكتني يا ابن دهب... وقرب منو داقق ع ضهرو... شو كنك ناسي في تار علينا وما انسد... والله المسرحية هاي صار وقت تنتهي مو تتصدق وتصير واقع مش حقيقة... وصرخ بصوت مخيف... كلكم خنتوا العهد يلي بيننا تركتكم تساووا شو ما بدكم بس الوقت والفرص خلّصوا يا ولاد عثمان جاسر دهب... صار وقتي هلأ وقلكم هلأ وقتها يعني هلأ وقتها.... وغيّر مسار الموضوع لدفة تانية جايبلهم إياهم من الآخر محاول يخليهم يوقفوا معو عشان ما يحمل كلشي ع ضهرو لأسباب خافيها عنهم لكن أهمها إنو يضمن أخوتو يدية (إيد) وحدة معو... بعدين واللي برفض بحجة الكلبة يلي زوجناها عليهم صدقوني بإيدي رح اقتلها لل***** يلي عندي إذا حجتكم هي قبل ما ~~

إلا قاطعو الجد وهو عم يوقف ع رجليه: جنيت إنتا شي تقتل بنتك... ولف ع ابنو جاثم يلي بمشي بكلشي بدو إياه أخوه جاسر من تم ساكت: إنتا عارف سوادة وجه أخوك وساكت...

جاثم بسرعة طمّل (نزّل) راسو ع الأرض وهو كاره يسمع كلام أبوه يلي عم يبهدلو عشان جاسر عديم الأخلاق والمطقّع للكل: هيك عم تخلي أخوك يخرب بيتك وبيتنا كلنا بدون ما تبلّغنا... ولف ع جاسر بعصبية كبيرة مواجهو: إنتا ليه جايبنا هون بس عشان تحرق دمنا... كان بالله اختصرتها على حالك وبعتت رسالة ولا خليتنا من الناس ندري ولا نعرف... لإنو شو فرقنا عنهم لهالناس... خزيتنا يا جاسر روح الله يخزيك...

جاسر طالع أبوه ببرود وهو عم يقرّب منو: والله يابا إنتا مكبر الموضوع... وسيبك من كلام الناس... بعدين الخزي الحقيقي يلي إنتا وولادك عم تعملوه... وشوف علي ما بدك ذكرك لما رحت تزوج الكلبة بنتي لابنهم ما كان كلام الناس ببالك وكان همك شي واحد حق أهلك وأخوتك... والخزي هادا يلي خايف منو كان عاجبك... فشاللي قلب كيانك... الناس ولا مقابلة ربك...

الجد انفعل بلحظات من كلامو المهين لإلو فما لقى حالو غير رافع إيدو ضاربو هالكف قدام كل أخوتو بغل خارسو فيه: انخرس ولا كلمة وسكّر الموضوع لإني ماني ماشي وراك ربع خطوة باللي بدك إياه فاهم..

جاسر رفع إيدو مكان ما ضربو أبوه ضاحك باستتفاه: مو بيننا يابا بس بتعرف شو بتؤمر العكس منو هيصير... بعدين زيدك من الشعر بيت أنا هيني بلغت وعليكم تتلقوا.. وتحرك بدو يبعد عنو إلا بأخوه عثمان بسرعة قام موقف بوجهو بإعتراض مخبرو بكل جرأة وغل من عباطة فكر أخوه الما بخاف ربو ولا خلقو: ع وين؟؟ شو مفكرنا خرفان وراك!!

جاسر قرب جبينو من جبين أخوه بتحدي لإلو وهو عم يحذرو تما يلعب بالنار معو كرمال ما يحرقو: عثمان امشي وراي خوف ما تصير ضدي وتفرّق العيلة...

عثمان دفشو بعيد عنو بحرة ناطق: بتعرف قلك شي منيح سويتها وخبرتنا علشان نخبر عيلة ~~ إلا ببوكس من جاسر ع خدو وبسرعة قبل ما يبعد عنو مسكو من قبة قميصو مهددو من بين أسنانو: بدك تخرب العيلة باللي عم تسويه!!

إلا رد عليه عثمان بغل: إنتا يلي بدك تخرب الدنيا حدا شكالك بدنا نرد نسد التار يلي علينا ~~~

جاسر ما قدر يسمع بقية كلامو فما لقى حالو غير ضاربو راس بجبينو وهو عم بقلو بعصبية حارقتو وعامية قلبو عن يلي بعملو بحق أبوه وأخوتو: انخرس يا ******* عيب يلي بتحكيه...

عثمان ردلو الراس وصار بدو يضربو وولعت بينهم فبسرعة تدخل الجد وعمها كنان وعمها جاثم محاولين يبعدوا بينهم...وهما عم يحكولهم: جاسر ما بتنحل الأمور هيك...

:بعدوا!!!

: عيب يلي عم تعملوه...

جاسر من ضغطو منهم ما لقوه غير رافع سلاحو مطلق الرصاص ع الباب للمرة التانية ليلف عليهم وهو مبين عليه كتير مخيف وعم يعلنها حرب عليهم: عيب يلي إنتو عم تعملوه... وصدقوني واحد فيكم يفكّر يفتح تمو ولا يعترض طريقي هيكون منهم مو منا... فأحسبوها صح... وصرخ بانفعال... احنا عيلة دهب مو كلام الناس يلي بمشينا... ولف السلاح ع أبوه... فكّر عارض يابا لوالله اقتلها للنجسة يلي عندي وريّحكم منها.... ولف ع جاثم مكمّل كلامو: برا خد أهلك ع المزرعة... وإنتا يا عثمان معاك مهلة تلم حالك وتروح مع عيلتك يلي عم تستناك برا بالسيارة وتروح ع المزرعة بدون ولا حرف المستأجرو بستنى رنة وحدة مني بس.... فيعني ما بتلحق تحكي إلا ابنهم مقتول قبل ما تخبرهم الخبر... ولف ع كنان وأبوه: وإنتو قدامي ع السيارة... شغل الحكي والمسايسة معكم انتهى عم تستقوا علي بعد ما رفعت منكم... مقبولة منكم عشاننا من نفس الدم... بس ما في حدا رح يوقف بوجه جاسر... ولا حدا رح يقدر يقلل من جاسر... فاهمين التار هنسدوا كلو يعني هنسدوا كلو قبلتوا ولا رفضتوا.. فأمشوا بالطيب بلاش تمشوا بكسر الخواطر...

الجد ضحك بمرار: مشالله كتير بهمّك خاطرنا والله مش عارف الشهامة يلي عندك من وين جايبها... وحرك إيديه بانفعال...وبتبقى غلطان كتير بعد هالديباجة إذا مفكرني رح اسمع كلامك وامشي وراك متل الرعيان!! فألزم حدك!!!

جاسر هز راسو مؤشر ع عيونو ناهي الموضوع: ما هيمشيك شي غير حفيدتك... ورفع تليفونو باعت تسجيل صوتي: جبوها للكلبة من جوا...

الجد انفعل دافعو لبعيد عنو: جنيت... وقربو منو... عم تبتزنا ببنتك يلي هي من لحمك ودمك يا قليل النخوة والشرف...

إلا بصوت كنان يلي ضاج من يلي عم بصير قدامو: يابا خليه يساوي شو ما بدو... كلامنا ما رح يأثر بشي غير يخرّبها بيننا...

جاسر ضحك بتلذذ معلق ع كلام كنان بإعجاب: هي الكلام الصح... وآخيرًا يا باشا كنان قلت شي يبيّض وجهك قدامنا.. ورفع ساعتو ناطق بعنجهية: ويلا تسهلوا ع السيارات خلوني شوف شغلي...

الجد رد عليه بنبرة مقلقة وهو عم يشوف ولادو عم يطلعوا برا لإنو مدركين الكلام ما عاد بيفيد شي مع أخوهم جاسر يلي الغل والكره مالين قلبو وعامين عينيو: وحفيدتي؟

جاسر رد بذكاء: تطمن عم تستناك في السيارة...

الجد امتعض في وجهو ومشي من قدامو وهو عم يقلو: إذا هي مش بالسيارة وصارلها شي موتك ع إيدي...

جاسر هزلو راسو متبسم بمرار وهو عم يلف حالو وراه ناحية باب الديوان المفتوح ليتأكد إذا أخوتو عم يركبوا بسيارتهم المحمية بالرجال يلي جابهم... بعد ما خلا بناتهم ونسوانهم يطلعوا من بيوتهم ويركبوا بالسيارات المنتظرتهم برا كرمال يروحوا كلهم ع المزرعة... في حين جودي المسكينة المالها غير الله نايمة بأمان الله ومالها علم بشو عم يعمل أبوها التطمن بتحريك سيارات عمامها تاركينو يتفاهم لحالو مع أبوه الرفض يركب بالسيارة لحظة ما لمح حفيدتو قاعدة بالمقاعد الورانية فبسرعة رد رجِع لابنو المغضوب يلي بسرعة رفع تليفونو متصل ع القناص المستأجرو وهو عم يتنفس بغل وعم بطالع أبوه المستعجل بقطع الطريق سبعة أمتار لعندو باللحظة الوصلو فيها صوت الرجّال المستأجرو البارد: نفذ؟!

كررلو إياه جاسر بحقد مالي قلبو: نفذ... وتحرك لعند أبوه... وهو عم يسمع صوت طلقات الرصاص الموجهة لعمو جابر يلي كان عم يتحرك بحديقة بيتو بحي شامخة لحالو شمال يمين... وبسرعة تحرك بعد ما حقق الهدف مخبرو: تم المطلوب... ارسلي الباقي.... كرمال يكون الفيديو بين إيديك..
وسكر الخط منو... راكب السيارة... ومبعد عن حي عيلة الخيّال باللحظة يلي قامت الدنيا بين جاسر وأبوه عشان جودي مو موجودة بالسيارة: وين البنت؟؟؟ ماني طالع بدونها!! إنتا بدك تجلطني شي...

جاسر ضحك ببرود فالج فيه أبوه من تفكيرو بحرق قلب جدو شامخ الخيّال القاعد بين أهلو وعيلتو وهو مبسوط وعم يستنى برجال بناتو وأحفادو يجهزوا كرمال يطلعوا للمسجد البعيد عنهم ليسمعوا الخطبة ويصلوا جماعة فنطق فجأة بعصبية مستثقل تأخر رجال بناتو: يلا يا زيدان... يا بدران يا جميل وينكم؟ ولف ع بناتو القاعدات ع جنبو والمنديل ع شعورهم ناطق: والله لوني بفهم كان طلعت مع جابر... خليني شوف إذا وصل... ورفع تليفونو بدو يتصل إلا لمح اسم (الحارس أحمد) فرفع حاجبو مستغرب يعني ليه حارس البيت متصل عليه هلأ.. فرد فورًا عليه: خير أحمد متصل في شـ~~

قاطعو الحارس أحمد وهو عم يطالع جابر ابنو الغرقان في دمو: لحق يا عم...الأستاذ جابر اتصاوب قدام باب بيتو هلأ...

الجد ملامح وجهو تجعدت وهو عم يقلو بنبرة مخيفة: شو؟؟

الحارس رد عاد الكلام وهو مو عارف شو يساوي فيه: متل ما سمعت يا بيك... حتى بعتلك فيديو هلأ لتصدّقني...

الجد بسرعة بعد التليفون عنو متأكد إذا واصلو شي... إلا برسالة واصلتو ع الواتساب هلأ فبسرعة فتحها منادي بصوت عالي: بسررررررعة ع السيارات.... زيدان وجميل وبدران وجبر... وبكى بانفعال نادوا ع جواد... جواااااد يابا...

صوتو العالي شو كان مزلزل البيت ومنذرهم بخبر بدمي القلب... والآنسة جوري ولا معها خبر نايمة بالعسل بعد ليلة جميلة من الأحداث الحلوة.. لتصحى ع خبر مفجع (عمك جابر تصاوب) وتقوم متل المجنونة ببجامتها الكوم بس لتلبس منديلها وخف البيت وشنطتها وركض ع السيارات كرمال كلهم يكونوا ببيت الجد بحي شامخة في حين الرجال يتحركوا ع المستشفى يتطمنوا ع صحة ابنهم لإنو الإسعاف بطريقهم لعندو.... بالوقت يلي الدكتور جواد عم يخبر الحارس شو يساوي مع العم جابر وكيف يوقف نزيفو كرمال يضمنو فرصة نجاتو من الموت لحد ما واصلة سيارة الأسعاف... في حين الجد وصى عاصي يحرك رجالو لبيت دهب من شان تعمل اللازم ليرد عليهم الصاع بالصاع بعد ما وصلو فيديو قتل ابنو من رقم جاسر مع رسالة مكتوب تحتها (الفال للباقي انشالله)...

والكارثة وين حفيدو بكر (أول ولد) ضرغام عن كل يلي بصير ليرد عليهم ويحاكيهم من انشغالو بمكتبو بشركة العيلة بتشييكو ع آخر شي بعد ما خلص شغلو مع المحاسب والمحامي وصاحب الأرض يلي آخيرًا وافق يبيعهم إباها بعد ما كان مصر إصرار رهيب إنو ما رح يبيع أرضو لأيٍ حداً كان... وخوف ما يصير شي يشغلو عن الحدث المهم ويتراجع الرجال بآخر لحظة طنش تليفوناتو والرسايل يلي عم تصلو وهو مغيّب عن يلي تعرضلو عمو المقرب لإلو... فهلأ دامو خلّص من هالشغلة المهمة... فيه يجيب بنت دهب من عندهم ويرد ع الاتصالات ويشوف الرسايل يلي وصلتو لكن ما قدر يشوف شي من اتصال جدو يلي رن عليه فجأة فرد عليه بهدوء: صباح الخير ~

إلا قاطعو صوت جدو الغضبان والهايج عليه: عن أي خير عم بتحكي... شكلك إنتا ما بتعرف ع اللي صار قبل ربع ساعة ونايم بالعسل!

عبد العزيز رفع حواجبو مضيّق عيونو باستغراب: ايش صار ما تخليني قاعد ع اعصـ~~

الجد جاوبو قبل ما يخلّص كلامو وهو قاعد جنب بدران العم يسوق بسرعة جنونية: الموضوع اللي قلتلك عليه عيلة دهب مو مصلية ع النبي و~~

عبد العزيز وقف ع رجليه منفعل: جدي شو لزمة هادا الكلام هلأ أعطيني الصافي ايش صار بيناتنا!

الجد رد بحرقة: قصدك قول شاللي مو صاير عمك جابر تصاوب منهم... متخيل في عز منطقتنا يدخلوا علينا هيك!

عبد العزيز بسرعة بعد الكرسي بعجلة ساحب جرارو يلي ما قفلو لسا بالمفتاح مطير الملفات اللي فيه ليسحب المسدس الحاطو فيه لوقت الزنقات: لاااا زودوها هادول معنا... وفجأة نطق بدون تفكير من الصدمة... جدي متأكد إنو منهم؟

الجد رد بنبرة مخيفة: نعم!!! بتقلي متأكد... شكلك جنيت عشانك متجوز بنتهم أبشرك (بمعنى استهزاء) يا ابن ابني أبو مرتك الواطي بعتلي فيديو طخ عمك بقلي الفال للباقي... وبعدين مين همو قتلنا (دبحنا) غيرهم.. وربي وإيماني شوف هلأ كيف هيقولوا الله حق بس رجالنا تصلهم.... ليقلبوا فرحهم غمهم مو عزاهم لإنو عزاهم بس نشوف وضع عمك... فبسرعة اسبقنا ع المستشفى ودير بالك ع حالك... وسكر الخط بوجهو تاركو يفتح باب مكتبو بخنقة... مرتو عندهم... خاف يقول لجدو ويجلطو... ليه هلأ؟ شو المعنى اليوم؟ صحيح هو بعرف في شي رح يصير... بس مش اليوم بالزبط... من توقعو هما بأيام حرم وجدها ممكن ينردع لهالشي مخافة الله فيهم وبحالهم بس شو طلع توقعو غبي مع أهلها الما عمرهم هيتغيّروا... فدمو صار يغلي متل البركان وفكو عم يضغط عليه... فرفع إيدو يمسح ع وجهو ورقبتو... من الصدمة والذهول... ومن عقلو يلي دخّلو بحالو شمال يمين...

مستحيل هي تكون عارفة وباقية مخبية عنو... بس ليش مستحيل وخوفها الصبح بحطها بدائرة الشك وبدلّل هي باقية عارفة أو حاسة أو شاكة... ويا ويلها منو إذا باقية عارفة ولا شاكة ولا حاسة بشي وساكتة عنو...

عاد البريئة مرتو واللي بتكون بنتهم من صلبهم ما عندها علم عن شي ونايمة ع الأرض بعبايتها وحجابها المعفوس والمغبّر بكل أمان ووداعة... وأي أمان ووداعة رح تبقالها بس وصلها صوت وابل من الرصاص بالوقت يلي زوجها كان راكب سيارتو ومحركها بدون ما يهدي ع الشارع غير سائل لا بمخالفات ولا بسيارات رجال عاصي يلي دايمًا معاه ووراه عن بعد من يوم ما تزوج بنت دهب والكان جزء منهم محيطينهم بمزرعة الجد من بعد ما جابها لبنت دهب على مزرعة الجد خوف ليصير شي عليه... فصار الوقت يلي ع العلن يصيروا قريب منو متحركين معو ناحية المستشفى وهو عم يحاكي عاصي يلي رد عليه آخيرًا بعد عدة اتصالات: عاصي في شي مش مزبوط... بعدين قلتلك بعت مرتي عندهم شو رايح تطخطخ مع رجالك عليهم!!

عاصي صار يفرك بركبتو بحرة مجاوبو: شو رأيك اترك الناس تقول عنا إنو ما ردينا حقنا من أول ما صارت القصة وضلينا ساكتين وتصير تتطاول علينا بعدين تطمن انا موصي رجالي مش ع البيوت بس تخويف! عبد العزيز عض ع إيدو من القهر والمرار الحاسس فيهم... وهو عم يسمع كلام عاصي: قلتلك ممكن كمين ما رديت علي!!

عبد العزيز بلش بركانو الداخلي يرمي بحمم جواتو من شكو باللي عم يصير... فرد عليه بتخبّط وهو عم يبعد إيدو عن أسنانو: عاصي مو كمين... في شي مش مزبوط... لإنو عمي جابر بعتلي الصبح ضروري نتكلم فيه شي مهم لازم تعرفو وما بنفع ينحكى ع التليفون وأنا آجلت معو لبعد صلاة الجمعة... فيبقى كيف باليوم يلي راحت فيه مرتي عندهم... فهمني إياها هاي... في شي صار وما بنعرفوا!!!

عاصي رد بعصبية: يخي ناسي عيلة دهب خونة وما احنا عارفين هيك رح يصير ولا عشان مرتك عندهم ~~

قاطعو عبد العزيز بانفعال: عاصي ما ترمي حكي... أنا ما بنكر طبعهم بس في شي عجّل الموضوع وراحت بعروة عمي جابر...

عاصي تنهد بمرار وهو عم يراقب رجالو من بعيد: شوف علي هادا الموضوع بنحكي فيه بعدين تعال ع المهم مرتك شو رح ~~

إلا رد عليه قبل ما يكمل سؤالو: الليلة مرجّعها بإذن الله...

عاصي ابتسم بمرار: أحلم يا ابني تدخل جوا لانو محضرين حالهم كويس من جوا ... وحراسهم هادي المرة شي مرتب وألف ألف يعني جاسر شغال صح ع الموضوع.... فبلاش لإنتا داخل لتكون ميت و تزيد الطين بلّة.. الله يهديك بس كان إنتا من الأساس ما بعتها... انشالله عمرها ما شافت اَهلها!

عبد العزيز عصبو عاصي بكلامو فجاوبو بنبرة مخيفة: عاصي سيبك من العتاب والتسميع الحكي بتشوف إني مرجّعها الليلة بإذن الله... قبل ما يكبر الموضوع ويصل العشاير...

عاصي رد بمرار غصب عنو: نفسي قلك خليك برا الموضوع يا عبد العزيز ... وما بدنا يتعلم علينا أكتر من هيك بس ماشي وراك لإنو إذا احنا ما عملنا شي استباقي رحنا فيها.... فخلينا نحرك رجالنا يلي بينهم ونشوف شو العمل...

فأي عمل هيكون وجودي المسكينة واقعة بورطة ما بتنحسد عليها...

بورطة جبرتها تقوم من تحت سريرها مو لتشوف شو فيه إلا لتفتح بابها وتنزل للصالون تحت لتدور ع عيلتها الأصيلة كرمال تحتمي فيهم من الصوت الرصاص يلي ما عم يوقف واللي مو فاهمة شو لازمتو بدون ما تحسب حساب للمسات سامي ولا لضرب أبوها... فمو معقول الخوف شو بخلينا نتغافل وما نعود نخاف من شي تعودنا نخاف منو... خاصة لما يكون خوفنا الأكبر هو الموت... فليه تخاف من أبوها هلأ وهي مو ضامنة إنو أبوها ما رح يقتلها بضربو رغم احتمالية حدوثو... بس احتمالية موتها هلأ من يلي عم بصير أكبر وأكتر خطورة من ضرب أبوها لإلها...

ولحظة ما أدركت إنها لحالها هون كأنها بقرية مهجورة ولا بحتة (بزاوية) مقطوعة بكت بخوف متضاعف وهي مو فاهمة شو فيه عشان يصير في طخ قريب من المكان يلي هي فيه... فركضت برعبة مفقدة الغرف حواليها... بس للأسف ما فيه أثر لا لأبوها يلي بتخاف منو وتمنت تشوفو ولا لجدها يلي تخلى عنها لابن الخيّال ولا لعمها كنان يلي صار غريب عنها... فصرخت بصوت عالي: عـمــي!!!

يــابــا...

إلا وصلها صوت رجّال مو مسموع منيح... فركض طلعت لباب البيت كرمال تتأكد... وشو تمنت لحظتها لو ما تأكدت من المنظر المريع يلي عم تشوفو... رغم إنها بنت جاسر دهب الحفرتلي يلي من المتوقع ما تستغرب شي مو بقولوا فرخ البط عوام... والدم بجيب... ورغم هالشي دمها وقربها من أبوها ما شفعلها قدام براءتها يلي بشو هتفيدها لما عيونها تشوف شي عمرها ما فكرت فيه ولا حتى خطر ع بالها مجرد فكرة عابرة شوفة مجموعة جيبات ضخمة مضللة صافة قبالها ع بعد عشرة متر قبال شلل رجال ملتمين مع كلاب ضخمة شكلها مرعب أكتر من السيارة والرجال نفسهم... فتصلبت مكانها من روعة المشهد الشايفتو وهي مو شاعرة بتغيرات جسمها من الخوف المستوطن كل خلية فيه... ولا حاسة برجليها يلي خانوها جابرينها تنزل ع الأرض باكية برعبة بس شافت رجال منهم مقرب منها... فنطقت من بين بكاها بضعف ممزوج بعجز: والله ما عمـ ـلت شي...

الرجال الملتّم (الملثم) عم يقلها بنبرة حادة: ع جوا!!

ليه تدخل جوا هي مين إلها جوا... فنادت بصوت مهموس: جــ ـدي...

عــمـ ـي....

يــــ ـابــ ــا...

كم صارلها ما قالت يابا؟ ولا نادت عليه؟

شو هالمواقف يلي بتخلينا ننسى شو صار خوف من يلي رح يصير...

شو هالموقف يلي خلاها تنادي ع أبوها من عجزها وضعفها وخوفها يلي جبرها ابن الخيّال عليهم بعد ما راح عنها بدون ما يفكر هو لمين تركها بعد ما غصبها ع جية هون...

معقول هو جد ما بدو إياها؟ وضحك عليها عشان يتخلص من قرفها وحركاتها العبيطة المالها داعي... وما بتعرف مع دموعها ووجعة راسها شو صار معها فحاولت ترفع راسها وتسند حالها لتنفد بريشها من يلي هي فيه ولحظة ما شافت تلات رجال قدامها ملتمين ومعهم سلاح مو شايفة منو غير شي بسيط من غباش عيونها... حاولت تهرّب حالها منهم لكن جسمها خانها للمرة تانية خابطة بشي موجع ركبة رجلها وهي عم تسمع حدا عم يقول: هيها بأمان هون...

فحاولت تكمّل هروبها بشفتها يلي عم ترجف وبإيديها يلي عم برجوا من الذعر وبلسانها يلي عم يطلع عليه فقاقيع من الخوف وبشعورها بالحاجة للروحة للحمام وهي مو مستوعبة أي أمان كان عم يقول عنو الرجال الملتم... بس كيف فيها تهرب مع ضعف جسمها وهشاشتو قدام هيك مواقف... فبكت صارخة رافضة لمسهم لإلها وهي مو عارفة ولا مستوعبة كلامهم إنهم جايين يطلعوها لعند أبوها وجدها يلي عم يستنوها قريب البوابة: نـــغــــم تــــعــــالــــي!!!

أي نغم تسمع صريخها وتيجي تنصرها وهي قريب من طريق المزرعة وعم تحاكي أمها وأخواتها بخصوص أختها يلي رح مؤيد الفجر يرجعها... وعم يتشمتوا فيها وبجودي يلي حاولت تتنصل منهم وهي عم تسمع صوت الرجال يلي قلها ع جوا عم يقول: انتبه البنت حامل!!!!

فحاول الرجال الملتم التاني يخفف شدو عليها وهو عم يقلو: متأكد إنها حامل...

الرجال الملتم رد عليه وهو عم يتهرب من الجواب: آ... ويلا خلينا نخلّص بسرعة...

فبسرعة الرجال التاني رد عليه وهو مو عارف إنها مدروخة ومو شايفة شي قدامها وعيونو عم تطالع الملتم التالت يلي سبقهم لبرا معطيهم الإشارة ليتحركوا: طيب.. وما لحق يبعد إيديه عنها مؤشرلو إنهم جايين إلا ببنت دهب الحامل من ابن الخيّال والعاجزة توقف ع رجليها ما وعت ع حالها من تحريرها من قبضات إيديه غير واقعة ع خزانة تحف جدها وجارحة جبينها فنطقت بضعف وحسرة ع حالها: عـــبـــدالـــعـــزيـــــــز!!

وبكت من قلبها ع حالها... خلص ما عاد فيها حيل تحاربهم من قلة أكلها وتعب جسمها... فسلمتهم حالها يساووا شو ما بدهم فيها... وهي عم تطالبهم بنفس الوقت: مـ ـا تـ ـقـربـ ـوا مـ ـنـي أ أنـ ـا حـ ـامـ ـل بــبـ ـنـت!!

ضحكة باهتة ع ردها مين قلقان هي بشو حامل دام هما وظيفتهم تسليمها لجدها المقطعو قلبو عليها من الحالة يلي حطها فيها أبوها العاق القاعد قدامو وعم يدخن جنب سواق السيارة ومصوّب عيونو ع البوابة الصغيرة الحجم مستني ببنتو ال***** تطلع...

مستني بالكلبة يلي من وراها ومن ورا محبة أبوه لإلها تأخروا بالطلوع ووقعوا مع رجال الخيّال يلي طبوا عليهم طبطب طاخين عليهم... وجابرينهم ينحشروا هون عشان أبوه يتهنى ويرجع ع المزرعة وهو ماسك بإيد حفيدتو يلي بتكون بنتو العم يتخيلها هلأ تحت رجليه مهروسة هرس... بدل ما يتخيلها عظيمة الشأن ولا مرتاحة البال بحياتها عم يخيلها دون (من دونية) وما لازم حدا يرفع منو إلا لازم كل ما تكبر يهمش فيها أكتر وأكتر... وتنهان بدل ما تتهنى كأنها آفة بشرية مالها إي قيمة... ولازم إهانتها ولا وجوب التخلص...

ووين هو ووين أبوه الحالتو حالة وعم يمسح عرق جبينو من خوفو ليصير شي لحفيدتو يلي بالنسبة لإلو أهم وأجمل وأنقى شي شافو بحياتو إلا بتعليق جاسر المعصب بهمس لنفسو "انشالله رصاصة طايشة تيجي بقلبها وبطنها وتنزل خائرة القوى ع الأرض وتموت ع قولة الصحفيين" ولف لأبوه بكل حقارة ناطق بنبرة رافعة فيها ضغطو كرمال يفش غلو من استنيه لبنتو متل ال***** : مبسوط وهنيت يابا عشان حفيدتك نخسر كم رجال... ونحط حالنا بهيك مكان...

الجد حرمق وصار نفسو ياخد روح ابنو يلي ما بعرف كيف خلف واحد متلو... قاسي.. ما برحم .. جاف... حتى ع بنتو يلي من لحمو ودمو مو راحمها يبقى يرحمو هو وولادو يلي بكونوا أخوتو... من سابع المستحيلات فتنهد رادد: سبحان الله خايف تخسر كم رجال بس مو خايف تفقدنا كلنا... ولا كلمة قلتلك... لبس اتطمن ع بنتك ساعتها هتشوف رأيي الحقيقي يا شيطان الإنس...

جاسر ضحك ببرود أعصاب:ههههه وكتم ضحكتو مخبرو... شيطان الإنس هو يلي رح يشدلك كتفك بين الناس يابا...

الجد زفر بحرة وهو عم يجاوبو: الله يجيبك يا طولة البال... هبلتني بتقلي كلام ناس والناس نفسها بتهمك وقت ما بدك... ولف ناطق بصريخ: شوف البنت وين... بلاش هلأ أنزل~~~

جاسر قاطعو بنبرة حادة: وحّد ربك شو لازمة الكلام هلأ...

الجد رد بغل: صح شو لازمة الكلام والحالة يلي احنا فيها... وبسرعة فتح الباب بدو ينزل باللحظة يلي حفيدتو كانت محمولة ع إيدين رجّال من رجال أهلها عم يركض فيها لعند البوابة الخلفية الصغيرة يلي ما بنفع أي سيارة تدخل منها لضيق حجمها وهي عم تترجاه بصوت يا دوب مسموع منها لقلة حيلتها لتعلي صوتها: أبـوس إيـ ـديك اتر ركـ ـني أنـ ـا مـ ـو شايـ ـفـة قـد دامي! (أبوس إيديك اتركني أنا مو شايفة شي قدامي)

وردت تكرر في هالجملة وهي حاسة فيه عم يركض فيها لمكان جاهلة مكانو وعم يخبّر الرجال الواقفين ع بوابة سور أهلها من السماعة اللاسلكية ع إدنو: افتحوا البوابة بسرعة!!

جودي مو مستوعبة ولا حرف من يلي قالو من ورا إدنيها الصامين ولسانها المفلوت من سيطرتها وعم يطلب:أبـوس إيـ ـديك اتر ركـ ـني أنـ ـا مـ ـو شايـ ـفـة قـد دامي! وارتعشت بس سمعت صوت الرصاص المو متوقف وصار قريب من ناحيتهم وصرخت بصوت مخفوت باللحظة يلي الجد كان عم يقاتل أبوها: اتفقنا كلشي هيصير بالأجماع مو تيجي ع كبري بلا حشمة تدعس علي وتساوي شو بدك غصب عنا كلنا مهددنا فيها...

جاسر طالع أبوه بلا خوف: دهب أدخل السيارة وبلاش فضايح!!

الجد دفشو من كتافو: شاللي بلاش فضايح واللي عملتو بحقنا كلـ~~~

وطار الكلام من عيونو بس لمح حفيدتو محمولة ع ايد رجال بدو يطلع من البوابة الخلفية... فلف جاسر يشوف شو فيه إلا برصاصة طايشة جت بالرجال الحامل بنتو.... وبعدها مجموعة رصاصات تصوبت عليهم... جاسر بسرعة أشر لرجالو يتحركوا لقدام ودفع أبوه غصب لجوا السيارة وهو عم يسمع دعاويه وتحسبو عليه... وهما مو شاعرين بجودي يلي الرجال حاول يوقفها ع رجليها لإنو ما عاد فيه يوقّف من الرصاصة يلي جت بفخدتو... لكنها مو قادرة من فتلان جسمها ودوران راسها فصرخ أبوها على رجالها: من شعرها جيبوها شو بتستنوا...

والرجال يلي برا متعودين ع أسوأ من هيك... لإنو لو فيهم ضمير ومخافة الله ما قبلوا ينصروا حدا ظالم وغشيم هيك... فسحبها واحد من منديلها الساتر فيها نص شعرها... وهي عم تصرخ رافضة تروح معو... لكن وين رفضها يمشي معهم؟ مستحيل... فجر سحبها من شعرها... إلا بصريخ الجد موقفو عند حدو: يا **** احملها بسرعة...

فبسرعة تدخل رجال تاني حملها خطيفة منو... وركض فيها لسيارة الجد منزلها جنبو وهو عم يسمع تحميداتو: الحمد لله يلي رجعت سالمة... وانسحب مكمل مع باقي الرجال وظيفتو بالوقت يلي جودي صارت فيه مصفرنة... ومو قادرة تنسى شو شافت جوا... فبكت بصوت عالي معلنة انهيارها باللحظة يلي تحركت فيها السيارة... وهي ما عم تسمع كلام الجد: البنت جبينها مجروح... حسبي الله ع رجالك الكلاب... شوف كيف حالة البنت يرثى لها...

جاسر علق ع كلامو بغل: اشكر ربك جتك عايشة!

الجد رد عليه وهو عم يطلّع محرمتو التقليدية من جيبة جاكيتو ممسح فيها دم جبينها: ما عمري شفت اجحف من قلب أب ع بنتو قدك... قلتلك ما تحاكيني خلينا نصل بالسلامة...

جاسر تنرفز من صوت بكاها فلف فجأة عليها متل المجنون قارصها بحرة من فوق عبايتها ع رجلها اليمين: بنت انكتمي!

فتهأوت بوجع منو لإنو عم يشد كمان (أه) فزاد من قوة قرصو لإلها وهو عم يقلها بعداء مميت من استفزازو لسماع حسها قريب منو وبنفس السيارة:
من متى صوتك بطلع وأنا مو~~

قاطعو الجد بدفعو بعيد عنها وهو عم يقلو: الله ياخدك ونتريح منك...

وبلش بعدها هو وجاسر مقاتلة مع بعضهم... وهما مو حاسين فيها... وبهمهمتها وهلوستها من يلي مرت فيه... واللي هتمر فيه لإنها رجعت لعند أبوها الوحش الكاسر... لأنها رجعت للمسات سامي الكريهة... ولعنف أبوها الما برحم... ولاستهزاء بنات عمها الما بخلص ولكيد مرتعمها غنج المالو حد... فبكت وهي فاقدة أعصابها... ما بدها ترجعلهم... فحاولت ترفع حالها كرمال تهرب منهم بس وين وهي ما فيها حيل لتحرّك إيدها... فقرب الجد منها محتويها ومحاول يهون عليها... بس كيف يا حسرة وأبوها كل شوي يلف يقرصها ع رجليها بغل... ولا يسب عليها ولا يلعنها عشان توقف بكاها وشهيقها: والله لعرفك قيمتك شكلك قويانة عند ابن ***** بس وين تقوي عندي...* ولف رد قارصها بكره كبير لإلها... وهي ترد تزيد بكاها بدل ما توقفو من عقلها يلي عم يذكرها إنو هو (زوجها المصون) تخلى عنها.. لكن أي تخلى عملو (سواه) وهو مناه يقص حالو نصين كرمال يجيبها ويأمن عليها وهو لاهي مع أهلو بعد ما عبر عمو جابر غرفة العمليات بأحدى جناحات المستشفى كرمال يتكلموا بشو رح يعملوا هلأ... فكان هو ساكت وعم يسمع صوت جدو يلي عم يجحر عمو جميل: جميل احنا مو قتالين... حلنا جاسر دهب واللي بدو يتطاول علينا...

فتدخل زيدان باستهزاء: بالله شو المعنى بس جاسر ما كلهم متل بعضهم...

فنطق عاصي بنفس نبرتو: شو كلهم جاسر إذا ما فيه بالعيلة غير كم نفر... بعدين يا ابن العم ناسي مشاريعنا وعلاقاتنا... والمصاري يلي حاطينها في المشاريع الجديدة... بدك نكرّه الناس فينا ولا نفلس ع الحديدة... بعدين باينة الشغلة الجد عثمان بطل يمسك شي لإنو معقول الابن يرسل الفيديو لعمي ع حياة أبوه وصحتو... منطق الشغلة...

ألا بصوت جبر القاعد في الزاوية وهو مصبر حالو تصبر ع كلام عمو جميل وزيدان: جدي مع احترامي للجميع أنا بقول خلوا هادا الكلام لبعد ما تخلص العملية ونتطمن ع حالة أبوي... بعدين الله يصلحكم رحتوا تتكلموا باللي صار بدون ما نفهم ليه صار فجأة بدون أي حركة منا...

فعلق بدران بنبرة سخرية بردو: بالله يعني ع أساس ما بتعرف إنو عيلة دهب خونة...

عبد العزيز بلع حرتو بدون ما يعلق بحرف واحد... لإنو عم يفكر ويحلل... ويفهم ليه هيك صار وليه عمو رجع لحالو ع بيتو... وليه بعتلو من ساعات طويلة (ضروري نتكلم هلأ في شي مهم لازم تعرفو... فهيني أنا عم بستناك برا البيت لإنو ما بقدر قلك إياه ع التليفون)... بجد ايش فيه... يعني صح عيلة دهب غدارة بس يعني ما فيه دلالة ولا إشارة بتقول اليوم رح يغدروا فيهم... أكيد في شي صار وعجّل الموضوع... بس كيف كل هادا زبط وتزامن مع روحة مرتو لعندهم... مستحيل مرتو متفقة معهم وهي لا بتروح عندهم ولا حتى بتحكي معهم... فمسح وجهو محتر... مانو عارف يقعد طبيعي ومرتو واللي ببطنها عندهم... لازم يساوي شي... لازم يعمل شي... بس أكيد مش هلأ ما رح يعطي زيدان ولا بدران ولا عمو جميل عين ليتطاولوا عليه ويهينوه.... فخليهم لاهين بهالقصة لحد مانو مرجّع مرتو الليلة بإذن الله لإنو من المستحيل يتركها لحالها عندهم... ولف وجهو بس لمح عاصي عم يطالعو ويأشرلو يشوف التليفون... إلا بصوت الجد الموجه لإلو: عبد العزيز شو شايفك ساكت... انطق أشوف...

عبد العزيز بلع ريقو مقدم كتافو لقدام معلن عن يلي بدور ببالو بجزء منو: شوفوا أنا عم بحسبها بكل مكان شمال يمين وعندي تساؤلات وعندي تخمينات... أنا بوافق باللي قالوا جبر ليه صار بدون ما نعمل شي... تنين كيف عرفوا عمي هيكون هناك إلا إذا فيه حدا مراقبو ولما بدنا نحكي مراقبة بدنا نقول عن أيام وأسابيع واحنا مش حاسين عن شي معقول يعني... بعدين إذا هو مراقب كلنا مراقبين بدون ما نحس كيف؟؟ هادا الشي مستحيل يعني كتير كنا نطلع ورا بعض ~

فقاطعو بدران باستعجال: مو وقت هادا الكلام ~~

عبد العزيز كمّل كلامو بدون أي اهتمام لتعليق بدران زوج عمتو وفاء: وهادا الشي مستحيل... لإنو جدي بعرف رجالنا ورانا... فيبقى في شي صار وأنا بقول متل ما قال جبر ليطلع عمي جابر معافي بإذن الله بنشوف شو رح يصير...

جن عمو جميل ع كلامو ناطق: نعم نعم... كنك عم تلمح يعني احنا عاملين شي... سلامات يا ابن أخوي كنو بنتهم نستك أهلك!!

الجد لف لجميل موقفو عند حدو رغم إنو هو نفسو قالّو إياها ع التليفون قبل كم ساعة... ولو هو قلو إياها ما حدا لازم يقلو هالكلام كرمال العلاقات بينهم ما تتنصل مع الوقت ويصيروا يحاسبوا بعضهم ع عينو هو بلا حشمة واحترام لإلو ولا لبعضهم: جميل عيب يلي عم تقولو... ابن أخوك ما وجّه اتهامات لحد واللي حكاه صح... وتساؤلاتو هو وجبر بمكانها... رجالنا ورانا من بعيد لبعيد وين ما بنروح... وعيلة دهب ما قدرت تغدر فينا هيك عبث... في شي غاب عنا...

فعلق زيدان ع كلام الجد: غاب ولا حضر احنا لازم نربي عيلة دهب بشي واحد... يعني أنا مع عاصي باللي قالو... ما بدنا نصفي ع الحديدة والناس تنفر منا ومن شراكتنا... يعني صح هلأ ما عم نرد ع معارفنا بس لا يعني معارفنا وشركاءنا رح يسكتوا ع طول... فلازم نعمل شي استراتيجي ويوقف هالغدارين عند حدهم وع طول... ومش بالضروري بقتلهم كلهم...

إلا بتعليق عبد العزيز بتأييد: بالزبط يعني من تحت لتحت... بعدين شو دراني ما في حدا بعادينا تحت عباية عيلة دهب... كلنا عارفين في ناس عم تحاول تنافسنا وتحتكر السوق... وانا عم قول احتمال مو أكيد... فيعني لازم كل شي نعملو بحذر وبدون دلائل... وبدون أي شي يثبت إنو احنا... لإنو زمن أول حوّل والمعايير تغيرت باللعب فما رح نكرر شغل الضهريات ببعت رجال تطخطخ ع بيوتهم...

فضحك بدران هون: ههههههه كنك ناسي احنا تقاليدنا شو بتقول...

إلا برد عبد العزيز القاهرو: كنك إنتا يا عم ناسي ديننا شو بقول بعدين احنا بأيام حرم والذنوب فيها كبيرة عند رب العالمين... وغير يا حبايبي شغلة الطخ مو سهلة لإنو ممكن من وراها مش بس نصيب واحد من عيلة دهب إلا من عيل تانية لا قدر الله وهات خلّص بعدها مع هالناس... بعدين يا عمي انا ما قلت نمنعو قلت ما رح نكرر فورًا نرد هيك... يعني هادا الأسلوب ما بقدم ولا بآخر... صح العين بالعين... بس يعني لتهزم عدوك ما تخلي طرق دفاعك وهجومك مكشوفة ومتوقعة لإلو... من الآخر يعني لا ندخل ساحتهم ولا ندخلهم ساحتنا نلعب بشي مش ع الأرض الواقع...

بدران جحر عبد العزيز جحرة ما عجز يفهمها فلف لجدو ناطق: أنا هادا رأيي!!

إلا برد جبر المؤيد لإلو: وانا ذات الشي بقول...

فنطق وراه عاصي وزيدان نفس الشي: وأنا معاه...

الجد هون لف لجميل وبدران: شو شوفكم سكتوا عند الحل...

جميل رد غصب عنو: انا المهم عندي العيلة فشو بدكم ساووا... واحنا وراكم ولف لبدران زوج أختو... يكمل عنو...

بدران أضطر يجاوب الجد بحركة جميل البايخة: صحيح كلامو بس يعني بنفس الوقت بدنا الناس تعرف احنا أخدنا حقنا عشان تحسب حساب مانا قلال...

الجد هز راسو بموافقة: طيب... يبقى خلونا نتكلم باللي جاي ~~

إلا بمقاطعة بدران لإلو: انا بقول خلونا نصلي الظهر يلي تأخرنا عليه بالأول ونطلبلنا قهوة ونقعد نتكلم بعدها..

الجد رد عليه وهو عم يمسح ع وجهو: آه والله معاك حق.. فوقف ع رجليه: خلينا نقوم نصلي بمصلى المستشفى ونرجع هون... لحد ما واحد فيكم موصيلنا ع قهوة...

فرد عاصي وهو عم يشوف الباقي عم يقوم: تمام... وفورًا بس لمحهم طلعوا قرب من عبد العزيز يلي تعمد يأخر حالو وراهم عشان يشوف شو فيه عند عاصي يلي طبق الباب وراه محاكيه بهمس: والله باينتو كلامك بمكانو في حدا منا متحرك... بس قبل ما نفهم كيف... تطمن مرتك نقلوها من البيت وهيها بطريقها للمزرعة محل ما أهلها راحوا يتخبوا... وهيني ارسلتلك الفيديو بدون ما شوفو بأكد طلوع مرتك من بيتهم بالكروم ... المهم قبل المغربيات لازم نلاقي حجة لننسحب من هون وبسرعة ع الجنوب نروح نجيب مرتك... بس من هلأ عم بقلك رح ندخل أبو سلاح بالموضوع...

عبد العزيز هز راسو بدون ما ينطق بحرف... وضيق عيونو مطالع عاصي وفجأة لكمو ع كتفو بخفة: خطر ع بالي شي... هيحللنا جزء كبير من القصة... تعال...

عاصي ابتسم غصب عنو سائل بفضول: شو رح نعمل؟

عبد العزيز همسلو: أكيد هنروح نصلي بعد ما يطلعوا وبس يتجمعوا هون بقلك ع جنب...

عاصي وقف مكانو متكتف: وليه ما تقلي هلأ!!

عبد العزيز كمّل طريقو بعجلة: عندي شي مهم لازم أساويه هلأ لاحقك ع المصلى بعد شوي...

عاصي ضيق حواجبو معلق بسرو (يما منك ومن دهاءك) وكمّل طريقو ع الاسانسير... بالوقت يلي كان عبد العزيز فيه عم يدخل مكتب عمو جواد يلي فورًا* بعد ما وصل هو وابنو أرسلان دخل غرفة عملية عمو جابر ليساعدوا الأطباء... وبسرعة طبق الباب وراه بخفة متصل ع أشرف إيدو اليمين واللي موجود برا البلد هلأ... وبس وصلو ردو ع المكالمة حرك لسانو بدو ينطق إلا قاطعو هو بصوت متخيب: والله ما قدرت انقذها!!

انفتلت فيه الدنيا بس سمع ردو... وهو عم يحس بتليفونو التاني عم يرن بجيبتو فرفع يشوف مين إلا كانت أمو فبعتلها بسرعة (بحاكيكي بعدين)... وأمو بس شافت ردو أعصابها هتنهار اكتر... مناها حدا يقلها شي لتطمن قلب سلفتها ع زوجها الغالي ع قلبها... بلكي هيك تهدى... بس للأسف العين البصيرة والإيد قصيرة والأمل بالله كبير... فدعتلها يرجعلها زوجها سالم عشان ما تكبر وتزيد المشاكل بينهم وبين عيلة دهب... ولفت وجهها مطالعة بنات حماها يلي فيهم وحدة عم تبكي واللي ماسكة قرآن عم تقرأ فيه واللي قاعدة عم بتحكي بالتليفون عم تطمن الناس عنها وعن أهلها وهي من قلبها مقهورة ع سلفتها يلي جنت بس سمعت خبر طخ زوجها وصارت تبكي بحرقة وتدعي ع عيلة دهب من كبيرهم لصغيرهم يموت... وينحرقوا قلبهم ع ولادهم متل ما أنحرق قلبها ع زوجها حبيبها أبو ابنها...

وهي للأمانة قلبها أكلها من هالدعوة يعني صح فيهم ناس عاطلين بس يعني مو كلهم وأكبر دليل كنتها البريئة... يلي اندعى عليها من ورا عيلتها... فعلًا مرات كتير المنيح بروح بعروة السيء... وفجأة انتبهت مع سرحانها ع حالها إنو بنتها مو هون... فقامت تدور عليها بلاش تساوي شي مجنون بكنتها يلي عرفت من رولا إنها مو بالبيت... رغم إنو الجد نبّهم ممنوع حدا يقرب منها ولا يحاكيها بحرف... فبلاش تجيب سيرتها إنها مو هون بس تروح تدور عليها "ع جودي" ويبلشوا بنات حماها نداء ووفاء يسمّعوا كلام ويقولوا ابنها خاف ع بنت دهب منا ويساووا ساوياهم المحفوظة والمتوقعة منهم...

فقامت تدور بنتها تشوف وين أراضيها قبل ما تساوي شي يطربق الدنيا فوق راسهم طربقة... ودهشت بس لمحتها قاعدة برا ع الكرسي ورافعة رجليها ومنزلة راسها عليهم... كأنها عم تبكي... فعجلت بخطواتها لعندها تاركة سلفتها كوثر لسهر... وسحبت الكرسي قاعدة عليه ومباشرة مدت إيدها ماسحة ع ضهر جوري ومنديلها بحنان وهي عم تحاكيها بنبرة ودودة كلها رقة وحنان ومحبة: ليش قاعدة هون لحالك يما وين أريام عنك؟

جوري رفعت راسها كاشفة عن وجهها المحمر وهي مقهورة من كلام عماتها عنها وعن جودي من لما كانوا بالطريق لحد ما وصلوا بيت الجد...

(مبسوطة ع هيك صحبة)

(شفتي شو أصلها)

(كنا نيجي ما نشوفك عشان حضرتك قاعدة عندها كأنك ناسية هي بنت مين وأبوها قتل مين... وهي عمك المسكين ممكن نخسرو من وراهم للانجاس)

(والنعم بهيك قعدات والله (قصدهم العكس)) فنطقت بانفعال نافضة كلامهم من راسها ومعبّرة عن لخبطة مشاعرها لأمها بكل شفافية كاشفة فيها عن جرحها من جواة قلبها بصوت مبحوح من النادر لحد يسمعوا طالع منها: يما أنا كتير زعلانة ع عمي... وزعلانة كتير إني حبيت جودي... ناسية هي مين وأبوها وأهلها مين... عماتي سمعوني مليون كلمة طول ما احنا بالطريق عشاني كنت اضلني معها... أنا شو ذنبي... وتشهق بقهر... والله حبيتها وما همني شي... وإنتي ما قلتي شي... والكارثة مو قادرة أكرهها بعد يلي صار رغم إني عملت غلط... حتى ابنك عمل غلط لما تزوجها... أنا بطلت فاهمة مين الصح هون... رح جن يما والله رح جن...

أم عبد العزيز سحبتها لصدرها مطبطبة عليها وهي عم تقلها بصوتها الحنون من بين سيطرتها ع مشاعرها خوف لتبان وتنكسر هيبتها قدام بنتها وأهل زوجها: يما البنت صح منهم بس الله يشهد ما شفنا شي منها يعيبها... بعدين لو هي غلطت هي انسانة يا يما زي وزيك وبعرف منيح عماتك هيقولوا وهيقولوا أكتر من هيك كمان... بس يما أنا ما رح قلك وين الصح ووين الغلط... لإنو من الأساس هادا الباب ما كان لازم ندخلوا بس قدر الله وما شاء فعل... ولازم نتحمّل نتايج اختياراتنا ~~~

فرفعت جوري راسها مقاطعة أمها بالوقت المناسب: بس يما أنا ما اخترت شي... وهمي كان عبد العزيز يتزوج ويدّخل بنت روحها حلوة تملي هدوء البيت علي... فأنا قبلت بكلشي وتماشيت وعشت ببساطة بس ليش لازم نتذكر هي بنت مين؟ وأهلها مين؟ هي منا والله حسيتها منا... وبكت بحرقة كبيرة... والله حبيتها وأي حدا بفكر يحرمني منها لادبحو بأسناني... هي شو ذنبها؟ أنا شو ذنبي؟ ليش هيك عماتي بعقّدوا الدنيا؟ هما بكرهوها من قبل... والله قلبي انحرق بس قالوا لازم عبد العزيز يتزوج عليها ويهجرها متل الكلبة... كيف هيك بهينوا ببعضهم... ما ممكن هما يكونوا مكانها... مو فاهمة انفصامهم... أنا يما ما بدي اخسرها ولا أخسر عمي... وقربت من أمها متمسكة فيها شاهقة بغل: يما بحبها والله بحبها... خلتني حب البيت وما أطلع منو وأهدى... أمي ليش هي مش بالبيت... ليش عزوز أخدها... وردت رفعت راسها... عم تجننوني باللي عم تعملوه...

أم عبد العزيز خافت ع بنتها ليصيرلها شي... فبسرعة سحبتها لصدرها وهي عم تبوسها ع منديلها: بسم الله يما عليكي وعليها ما رح حدا ياخدها منك... أهدي يما أهدي... كلام الناس ولا شي عندي جنبك... وأخوكي مو صغير وما بعرف يقرر... ما تفكري بشي... انشالله فترة وبتعدي... خلص وقفي بكى... هدي...

جوري سحبت حالها من بين إيديها... رادة بانفعالية: ما بدي أهدى ... بدي جودي... روحوا جيبوا جودي...

أم عبد العزيز جحرتها: وطّي صوتك بلاش تجرسي الدنيا علينا...

جوري ردت بعجز مفتت روحها: صح كلامك ولا شي كلام الناس عندك جنبي... فمسحت دموعها بغل... تهني فيهم... ونزلت رجليها ع الارض موقفة ع حيلها مكمّلة كلامها: ليه إنتي عادي تقربي منها بعيونهم بس أنا كأني عاملة آثم... لإني بنت ضرغام ولإني أخت عبد العزيز الكبير بعيونهم... ولإني بنت آمينة الرايقة والقط ماكل لسانها... لازم كون كلهم طول الوقت وممنوع كون جوري شو بتحب... خلص لحد هون... غسلوني بكلامهم... أما هي بنتهم عاملتني لإني جوري وبس مو لإني أخت زوجها ولا بنت حماها ولا لإنها بدها تبيض وجه أهلها معنا قدامنا... أما إنتو بدكم إياني كون حفيدة الجد المحترمة والله زهقت.. زهقت... ولفت ضهرها ماشية بعجلة لبيتهم وهي ما عندها علم كلامها شو آثر في أمها وخلاها تنتبه ع شي واحد بنتها مو هبلة... بنتها فاهمة وساكتة... الشي يلي كانت خايفة منو ما صار...

الشي يلي كان مخوّفها من علاقة بنتها مع بنتهم تتحول من صحبة لكره باللحظة يلي هتدرك فيها هي بنت مين وأبوها قتل مين... بس طلع خوفها ولله الحمد مو بمكانو لإنو بنتها كرمال سعادتها فضلت تنسى كلشي وعاشت مع الموضوع بحكمة أما هي ما عرفت تعيش غير بخوف وقلق من بنت دهب ومن يلي جاي... وممكن عشان هيك جوري بنتها قدرت تتقرب منها بالوقت يلي هي بعدت عنها خوف المشاكل...

ففعلًا الحياة ما بخرّبها وبحليها غير منظورنا لإلها... بس مو كل الناس بشوفوا الحياة بمنظور حلو ولا سيء... لإنو جودي رغم يلي مرت فيه... ما قدرت تكره الحياة أو تعترف بصريح العبارة إنها حابه تعيش... لكنها هي بهادي اللحظة حابه تنام وتصحى بعد أيام... بعد يلي مرت فيه... ومن يلي عم تمر فيه من ورا أبوها وكلامو وقرصاتو وهي لساتها راكبة بسيارتو جنب جدها وحاطة إيدها ع بطنها يلي عم يشد عليها بين الفترة والتانية وهي عم تبكي بصمتها لكن صمتها يخونها في بعض لحظات.. وهون بس على أبوها يدير راسو عليها بشكل مخيف: بنت بعدين معك! كم مرة قلتلك تنكتمي...

فالجد يزمجر هون بزهق من تصرفات ابنو الطايشة والمالها داعي.... وهو عم يذكرو: جاسر اترك البنّت بحالها ... شافت رجال من رجالنا (القاصدو التصاوب وهو حاملها) عم بنقتل قدامها وبدك إياها ما تبكي! أي احنا رجال بنقتل ومن داخلنا بنكون كارهين هالإشي ومو عارفين ننام يبقى كيف هي الطاهرة النقية...

جاسر لف وجهو لأبوه رادد بلذة: طاهرة ونقية... وانا هادا يلي مو طايقو... بتصدق يابا مو كاره هادا الإشي لإني ولدت ع القتل بعدين خليها تتعود... إيش هادا أنا شو مخلف... والله لو جبت ولد لكان كنت متهني وعايش متباهي بابني بدل هادي الهبلة.... يلي ما في منها رجى...

الجد رفع حاجبو بتحذير ناطق: جاسر!! وقرّب حفيدتو من صدرو ماسح ع شعرها بحنية وهو عم يقلها بنبرة حنونة: اهدي يا بنتي ووقفي بكى!

وين تهدى وتوقف بكاها وهي عم تمر بكل هادا... فنطقت بدون تفكير: ما بدي روح ~~

جاسر هون جن بس سمع ردها فنطق وهو عم يضغط ع إيديه: يا ليل ما أطولك! يابا أخرسها لمد إيدي عليها ولا خلي السواق يطلع عليها بعجلات السيارة ويريـحـ~~

الجد مسك اعصابو بما فيه الكفاية وما عاد فيه يمسكهم أكتر من هيك فرد عليه بانفعال: جاسر إنتا اللي انخرس هالمرة! سكتلك كتير... ما تتطاول عليها.... وهي أصلًا بنتك المسكينة كافية خيرها شرها وما عملت شي واحد بسوّد وجهك قدام الناس والعالم متل سواد وجهك معها فيجعلني أسمعك بترجع تعيد هادا الكلام... وقتها دواك رح يكون عندي... وإنتا فاهم عليي كويس!

جاسر ابتسم ابتسامة مرار... وهز راسو بوعيد... بسيطة والله لاورجيها ... هادا اللي كان ناقص أبوي ع آخر العمر يخرسني ولّا عشان مين... عشان وحدة ###....

فكتمت جودي حسها وهي عم تمسح ع بطنها ومو حاسة بجدها يلي عم يخفي تعبو ووجع صدرو من العاق ابنو... فلف وجهو مطالع الطبيعة حواليه وهو عم يفكر شو هيساوي بحفيدتو المسكينة يلي انظلمت بالوضع يلي حطها فيه أبوها قليل الحشمة عمل يلي ببالو بدون ما يحترمو هو البكون أبوه يلي أكبر منو... وخرب الدنيا فوق راسهم...

والله هادا جزاتك يا عثمان إنك تركتو عند أبوك... هادا جزاة ترييح ولادك منو هيو فرعن وزاد فرعنة بعد ما رح يدرس برا ورجع وتزوج... وجاب راس ضرغام الخيّال... قال فكرنا راق وخف جنونو مع الناس اتريه جن بزيادة... فالله يستر من يلي جاي مع عيلة الخيّال وبنتهم الحامل من ابنهم... فلف وجهو عليها حاسس بقلة مرجلتهم معها... وشو حس برحمة ربو بس شاف مزرعتهم صارت قريبة منهم... فتنفس براحة رغم إنو الراحة وين وهما وين... صحيح هلأ هو مسكر تليفونو خوف ما يتبهدل من الناس... بس البهدلة ما في منها مفر.. فدعى بحرقة على ابنو العاق... روح الله ينتقم منك يا جاسر... لإنو يلي زيك صعب ينهدا...

وما صدق تصل السيارة فيهم لجوا المزرعة وتصف جنب السيارات التانية... يلي نبهّت جودي ما فيه مفر منهم ولا من الرجوع عندهم... فنطق جدها وهو عم يفتح بابو وعم يهمسلها: يلا يابا انزلي وصلنا... خلينا نتعكز ع بعضنا...

جودي منصمة محلها رافضة تتفاعل مع كلام جدها ورغبتو بالنزول معو والتعكز ع بعضهم... فرفعت أكتافها رافضة تنزل... فنطق جاسر يلي حالف إيمان بس تصل ينزل فيها... وعنادتها النازلة فيها معهم هلأ ما ردت حلفانو: بنت إذا ما بتنزلي ضاربك لدابحك!!!

فرد كرر كلامو بنبرة حذرة: بنت!!

الجد حس حرب هتقوم عليها.. فبسرعة لف لعندها موقف عند بابها وهو عم يقلو: جاسر اتقي الله فيها بلاش اغضب عليك فوق يلي غضبتو عليك!!

وجاسر هون جن ع الآخر وين يتقي الله؟ أبوه شكلو مانو شايف ومقدر قديشو (قديه هو) متحملها عشانو فنطق من بين اسنانو: شوف هلأ كيف رح اتقي الله فيها.. وغدر بأبوه دافعو خطوة لورا بلا حشمة... ليقرب من بابها المفتوح ويسحبها من شعرها من جوا السيارة لبرا وهو مو منتبه ع تعب أبوه... وضربها كف حامي ع خدها: فكرك جدك رح يحميكي مني!!

الجد نطق بتعب: جـ ـا سـ ـر!!

جاسر حس ع أبوه مو تمام... فقرب من أبوه بخوف يشوف مالو بعد ما رماها بعيد عنو ع باب السيارة... وكأنو مو من المتوقع من ورا يلي عم يعملو ما رح يفقد أبوه ولا يتعبو: خير يابا مالك؟

الجد نطق من بين اسنانو بصعوبة: والله رح تجـ ـلطـ ـني الـ ـيوم إنـ ـتا...

جاسر قرّب من أبوه محوطو من ضهرو ممشيه لعند باب البيت: له يا غالي إنتا بتعرف عيوني إلك وإن زعلت بنرضيك مو أول مرة بيننا... بعدين إنتا يابا فاهم التعب مش منيح لإلك فهلأ بتدخل غرفتك بتاخد دواك وبتتمدد وبتريح حالك..

الجد سايرو ماشي معو لجوا كرمال ما يضرب حفيدتو وهو حاسس نطقو عم يرد طبيعي دامو عضلة قلبو خفت ضغطها عليه: التعب وين جنب يلي عم تعملو فيي...

إلا بصوت جاسر العالي ع فجأة لحظة ما عبر مدخل البيت: بنات تعالوا ساعدوا أبوي..

إلا بفزعة مرت عمها عثمان طالعة ركض وهي عم تقول: خير عمي ~~

قاطعها الجد بصوت تعبان: ريم بنتي ديري بالك ع جودي وحطيها بعيونك!!

ريم أشرت ع عيونها: بتؤمر... ولفت منادية ع بنتها... لمى تعالي ساعدي جدك...

وبعدت عنهم لعند جودي الواقفة مكانها رافضة تعبر جوا... فقربت منها حاطة إيدها ع ضهرها وهي شفقانة ع شكلها من عبايتها الوسخة وشعرها المبعثر وجبينها المجروح ووجهها المغبر شوي وجاي ع سواد من كتر ما اختلط بكاها ببقايا الغبرة ع خدودها ودقنها: يما جودي ليه واقفة هون... اعبري جوا تريحي...

جودي رافضة ترد عليها ولا ترفع راسها لتقابلها ورجعت لورا مقربة من باب السيارة... والشوفير حس مالو داعي يبقى في السيارة دام جت وحدة تاخدها... فانسحب منها تاركهم لحالهم... وهو مو عارف إنو جودي مو فارق عندها بقي ولا راح... فنطقت جودي بنبرة غليظة: بديش!!

لا حول ولا قوة إلا بالله... البنت هادي مشكلتها بالحياة بتنعاد بالوقت الغلط... مهي عارفة أبوها عقلو ضارب وما برحمها لليش بتعاند... والكارثة هلأ أبوها مو بعقلو فيعني إذا أصرت ع عنادها إلا هتلاقي جسمها مبقع من الضرب... فمسحت مرت عمها ريم ع ع ضهرها مسايرتها: بنتي خلينا ندخل بلاش أبوكي ~~

إلا بصوت أبوها المجنون مقاطعها: معندة تفوت صح!!

ريم من الخوف ما عرفت شو تقول... وشو ارتعبت بس شافت جاسر عم يقرب منهم ساحب جودي من شعرها... وصافقها بغل ع خدها وهي عم تبكي بخوف منو... وريم من الرعبة ما عرفت شو تقول... وصارت تبكي ع حظ جودي بس شافت سلفها المجنون عم يصرخ عليها: ادخلي بسرعة بلا عناد لأقتلك!!

والمدام مرت ابن الخيّال البتكون بنتو هو جاسر دهب رافضة تدخل... فهجم عليها متل المجنون... فصرخت ريم: فــهــد!

كـنـان...

كنان بس عرف أبوه وصل ركض دخل من برا من باب الخدم يلي ع الناحية التانية متطمن ع أبوه فبس سمع صوت ريم مرت أخوه ركض يشوف شوفيه... إلا لمح فهد عم يحاول يبعد جاسر المجنون عنها... فورًا ركض لعندهم دافع جاسر عنها...تحت مراقبة غنج وبناتها وضحكهم ع جودي يلي عم تنضرب بغل من أبوها... بلكي من الله تيجيها ضربة طايشة وتفقد حملها كرمال تعرف قيمتها وما تهمل بنات عمها... بس الله أرحم منهم عليها... لما بعتلها كنان وفهد يلي انضربوا من أبوها... كرمال يسحبوها من بين إيديه... ويدخلوها ع غرفة من الغرف القريبة منهم بمساعدة ريم مرتعمها... ليسطحوها وهما عم يسمعوا صريخ أبوها: خليها تتأدب قليلة الحيا فكرها راحت عندهم لل***** تيجي تنسى تربايتها فشرت...

فنطقت مرتعمها ريم وهي عم تمسح دموعها: مجنون هادا ناسي البنت حامل...

كنان قرب منها مفقدها: جودي يا عمري حاسة بشي...بدك شي...

جودي بعد يلي مرت فيه... نادت ع أمها... مو أمها يلي جابتها إلا أم عبد العزيز يلي خطرت ع بالها فجأة من رغبتها لترتمي بأحضانها وتختفي عن العالم... لإنو أمها لو بدها إياهها ما ماتت... لكن هادي يلي بتقلها يا بنتي... عايشة وبدها إياها ودايمًا جنبها وينها هلأ عنها... فبكت ع صدر عمها وهي عم تنادي عليها بهمس: يــمــا!!! يـــمـــا!!!

ريم ما قدرت تمنع دموعها عن النزول من حرقة قلبها وزعلها ع هالمسكينة يلي مو عارفة كيف تهوّن عليها.. فقربت منها ماسحة ع وجهها وهي عم تقول لعمها كنان: شوف شكلها وأواعيها... والله حرام يلي عم يعملو فيها أخوك... إلا بصوت الجد العالي وهو عم يصرخ ع جاسر وغنج: انتو ما بتستحوا... وإنتي يا قليلة الأدب قاعدة بتتشمتي بحفيدتي عينك عينك... خافي ربك لإنو الدنيا دوارة بكرا الشماتة بترجعلك وع عينك وبشكل أفظع من يلي عم تعمليه إنتي وبناتك قليلات الحيا ~~

كنان بسرعة طلع يهدي أبوه لبلاش يصير عليه شي ويخسروه لبعيد الشر... وتحرك فهد وراه عشان جودي تاخد راحتها... يعني صح هو أخوها بالرضاعة بس يعني لسا في بينهم حدود... فطبق الباب وراه... وهو شو خايف من جواتو عليها ليرد أبوها المجنون يجي يضربها... فوقف قريب الباب من عند المدخل كحماية لإلها من سامي المريض وأبوها ميت الضمير... وهو عم يراسل أخوه ( كاظم بقلك أبوي ما تيجي... خليك برا لاهي بدراستك وشغلك فاهم وما ترد ع عمك جاسر احنا بخير وهادا المهم... بعدين عيب يلي عم تعملو بتطنيشك اتصالاتو عليك من الصبح) ورفع راسو بس سمع صوت جدو العالي وهو عم يقول لغنج الماسكة دمعتها من الفضيحة الحاسة فيها قدام أسلافها وولادهم: اصحك طول ما احنا هون تورجيني رقعة وجهك إنتي وبناتك...

وهالصوت العالي ع غنج شو فرح قلب ريم مرتعمها لإنو بكفيها غنج قلة أدب... أي ما توقف عند حدها وتصير تتصرف متل الخلق بحيا... بس قليل الأصل قليل الأصل لو لبسوه دهب ولا سكنوه قصور واعطوه ملك وجاه ما رح يتغير... فتنهدت محاكية جودي وهي عم تقرب إيدها ع نهاية بطن جودي: بنتي حاسة بوجع هون... أو حاسة بشي غريب؟

جودي ما ردت عليها... فردت سألتها وهي عم تمسح دموعها يلي عم ترد تنزل ع خدها: طيب أكلتي؟

إلا بصوت فتحة الباب تزامنًا مع نطق الجد يلي واقف بمساعدة فهد ابن عمها: بعدي شوف حفيدتي شو صار فيها..

ريم بعدت من جنبها وهي عم تحرك راسها بعجز من خوفها ع جودي من صمتها المخيف وهي عم تمعني للجد بعيونها (تعبرلو أو عم تقلو بعيونها)... تعامل معها... فتحرّك الجد لعندها وهو عم يسند حالو ع فهد من التعب الحاسس فيه وقرّب منها قاعد ع طرف السرير محاكيها: شو يابا بدك تضلك ساكتة قومي وشدي حالك إنتي هلأ وحدة متزوجة ورح يجيها ابن يشد ضهرها فلازم ما تضعفي... فقومي يابا كليك شي تشدي حالك فيه لإنك جيتي عنا مو مفطرة وغيري يلي لابستيه...

جودي بس سمعت تغيري يلي لابستيه... ارتعبت وشدت ع حالها برفض... مستنية فيه يجي ياخدها... هو أكيد رح يجي ياخدها... مستحيل يتركها هون لحالها...

وهو بالفعل مستحيل يتركها خاصة بعد الفيديو يلي بعتلو إياه عاصي مورجيه كيف من شعرها هداك الرجال سحبها كاشف باقي شعرها المستور بمنديلها عشان يوصلها لسيارة أبوها عديم الشرف والإحساس يلي عم تستناها برا...
وشو خلاه هالفيديو يفقد عقلو... وما ينطق بأي كلمة مع أي حدا... لدرجة صلى العصر وقعد ع أعصابو منتظر جية رجال كبار البلد يلي كانوا واسطة بينهم وبين عيلة الدهب وقت الصلح كرمال يفهموا كل شي ويشوفوا مين الغلطان... وبعدها يتحرك بسرعة ليرجع مرتو الكريمة... يلي مقهور ع اللي صار فيها... يعني معقول عيلتها تعمل فيها هيك شي... هادي عيلة ولا غابة وحوش... ممكن عشان هيك كانت البنت ضعيفة الشخصية معك وبتبكي كتير... وبتخاف كتير منك...

فشو قلبو حرقو... واحتر مو عارف يبقى مكانو... لإنو هو غبي كيف ما فهم عليها لما رفضت تروح لعند أهلها وهي عم تطالعو بهديك النظرات الما قدر يفهمها بوقتها صح...

هو صحيح حس بهيك شي بس رفض يصدقو عشان ما يحس حالو رجال بلا ضمير معها...

وبلشت نار الغضب تحرق فيه... واعصابو تاكلوا بعد يلي شافو وفكّر فيه... المشكلة هلأ عمو يلي لساتو بغرفة العمليات لإنو فيه أكتر من رصاصة مخترقة جسمو فوين موقعهم ما حدا قدر يعرف... طيب كيف وضعو ما حدا قدر يعرف... واضح جدو متفق مع عمو جواد والدكاترة ممنوع حدا يعرف شي... وفجأة انضغط وما قدر يقعد مكانو فطلع ياخدلو نفس... ويدخنلو بلكي يفش خلقو وما يعملو شي مالو داعي... فقعد في السيارة بموقف المستشفى... وهو مناه يقتل حالو من غلطتو يلي لا تغتفر... أي غلطة هادي يلي بتغلطها يا ابن ضرغام... مجنون أنت ولا أهبل ولا عم تلعب بعداد عمرك كرمال تنسى تعطيها تليفونها...

فضرب راسو بقزاز السيارة... منقهر من نفسو... يعني هو ما تربى ع أهانة المرا وخاصة لما تكون من بيتو... لكن هو من خوفو لتساوي شي بدّع فيها من جبرها ع العلاقة... ومحاولة ترويضها وتربصلها ع كل خطأ... صحيح بلش يخف معها بس يعني شاللي هيعدل يلي فات... مناه يعمل شي... لازم ينط من مكان عالي عشان يفش خلقو ولا يدخل ملاكمة ولا يصرخ متل المجانين يلي فقدوا عقلهم من ورا يلي بصير معهم...

وأي جنون يعملو وهو لازم يكون حاضر هون من خوفو ع عمو ولا جدو... لإنو هو مانو متطمن ع أهلو من أهلها... شو هالحالة يلي صار فيها... فجأة رن تليفونو... فسحبو من جيبتو إلا بالغلط باقي ساحب تليفونها... فسحب تليفونو التاني رادد ع الاتصال بدون ما يشوف مين اتصل عليه: أيوة! وهو عم يفتش بتليفونها بلكي في شي غفل عنو...

إلا بصوت أختو جوري التعبان واصلو: عبد العزيز طمني ع جودي!

عبد العزيز رد عليها وهو حاسس كأنو جوري أختو حاسة فيها: ليه عم تسألي؟

جوري ردت بكت قدام أريام القاعدة معها برا قبال بيت أهلو: ما بعرف قلبي ماكلني عليها.... وحابه اسمع صوتها أكيد هي لحالها خايفة...

عبد العزيز ما قدر يرد عليها بحرف... لإنو عقلو شغال بالتفكير بوضع مرتو يلي عند أهلها... فكمّلت جوري كلامها بصعوبة معو: ليش أخدتها من عنا... البيت بدونها مخيف... وبكت... حبيبي عزوز رجعها والله ما رح خلي حدا يقرب منها...

عبد العزيز بهت لحظة ما شاف صور محفوظة بملفات آيكلاود... وسكر معها الخط بدون ما يحس مركز باللي عم يشوفو... وصدم بس لمح صور لإلها مع رجال كأنو شافو من قبل بس مش عارف وين فدفق بصورو معها وهي بشعرها معو يا قاعدة قريب منو ولا وهو ماسك إيدها ولا عم يحاول يبوسها ع خدها ولا ع تمها مو مبين لإنو الصور مأخودة من ورا كأنو بالسر في حدا مصورهم عشان يتم ابتزازها ولا ابتزازو للي معها... بس كيف من وين جابت الصور معقول مرتو فصحى لهالقد... وبعدين هي مو حاسبة حساب لإلو يشوف هالصور.... بسرعة طلع يشوف تاريخ حفظهم إلا كانوا كلهم محفوظين بتاريخ 11-7-2015... فضيق عيونو متذكر شو كان عندهم ب11-7... فكبروا عيونو فجأة بس تذكر إنو كان يوم عزومة أهلها بشهر رمضان... وعشان يتأكد من هالشي رجع للرسايل المحفوظة عندو ع تليفونو دام ما فيه رسايل عندها بهيك تاريخ ع تليفونها وهو عم يسكر الخط بوجه جوري يلي عم ترد تتصل عليه... وفجأة تذكر مرة نغم بعتتلو رسالة من تليفونها تطمنو عليها فدخل ع الرسايل بينهم بسرعة يدور ع رسالة نغم بينهم* إلا برسالة نغم الكانت واصلتو قريب الساعة 8 إلا لإنو مبين عندو يوم السبت 11 يوليو 8:55م فوق الرسالة الباعتها لإلو (مرحبا عبد العزيز أنا نغم بنت عمها حبيت طمنك عنها هي تمام وهيني سطحتها بغرفة نومها فوق) ففورًا رجع للصور المحفوظة ضاغط ع وحدة فيهم مختار إحضار المعلومات من القائمة يلي طلعتلو إلا كانت الصور محفوظة من قبل بخمس دقايق من وقت إرسال الرسالة من نغم الشرانية... فرفع حاجبو شاكك في شي صار بينها وبين بنت عمها يلي ما طاقها من أول ما شافها... بس السؤال المنطقي كيف ومرتو يومها كانت تعبانة ومو مبين عليها إنها مضغوطة من حدا ولا خايفة... إلا برسالة نصية واصلتو من جدو ع فجأة فدخلها بسرعة يشوف شو راسلو فيها ( أخدت بكلامك وأجلت قعدتنا مع كبار البلد لحد ما عمك يطـ~ إلا بفتحة باب سيارتو من الناحية التانية ع فجأة من عاصي العم يحاكيه بانفعال والمخليه ما يواصل بقراءة رسالتو من جدو اللاهي مع رجال بناتو وابنو جميل: يخي وأخيرًا لقيتك...

عبد العزيز بسرعة سكر التليفون لافف عليه: لازم نتحرك بعد شوي... واتفقت مع جدي جية الرجال تصير لبعد ما يطلع عمي من العملية واحنا نروق ونحضّر حالنا لبكرا الصبح... فالمهم هلأ نلبش الحكي الجد ( بمعنى حكي مفهوم وواضح ومنطقي بنفس الوقت)... رح نروح بحجة بدنا نجيب عمك كنعان من المطار... بعدين ليه ما حكيت معو...

عبد العزيز لف عليه: بعدين بقلك هلأ خلينا بموضوع كيف نرجّع المدام... وسحب تليفونو داخلو ع شي كاشفلو إياه: جبت المخطط تبع مزرعتهم من رجال بدائرة الأملاك والأراضي... فأنا عندي كم عين جوا... بس المهم هلأ مو بس رجال أبو سلاح هيكونوا معنا إلا وصيت جوزيف يبعتلي من معارفو رِجال بعرفوا يقاتلوا بأسلوب ديم ماك (لمسة الموت) بتعرفني ما بدي نقتل بعضنا... فلازم نعرف وين بدنا ندخل وكيف رح نضمن نصلها بأقل وقت... ونطلع بسرعة زي ما دخلنا بوقت قصير... ويكون بين دفاع وهجوم بدون التركيز ع القتل... لإنو غايتنا ترجيعها...

عاصي تنهد بحيرة رادد: ع الحالتين هيروح منا ضحايا... بس ما تنسى رح تلبس درع قبل ما تدخل... يعني أنأمن عليك... وفكرك رح سيبك لحالك جوا وراك وراك...

عبد العزيز طالعو من طرف عيونو: إنتا خليك برا يستر عليك وروح بعدها جيب عمي كنعان بالوقت يلي بكون موديها ع ڤيلة أهلي بالشمال بعيد عن كل هادا... المهم هلأ ابعتلي الست الأمينة يلي قلتلي عنها بكرا ضروري...

عاصي هز راسو: بتمون يخي... المهم هلأ قلي شو كنت بدك تقلي قبل ما نروح نصلي...

عبد العزيز ابتسم بمرار وهو عم يطالعو بنظرات باهتة...

عاصي حجرو: خير بتطالعني هيك...

عبد العزيز رد عليه ببرود: ولا شي... بس خطر ع بالي شي كنعان رح يبقى هون ع طول...

عاصي رفع إيديه: آمين والله وحشني... بس الله يعينو أخوه تصاوب وهو ما شافو من قبل فادعي ربك يقوم سالم معافي... لإنو إذا مات الله يسترنا... بعدين بلكي يطلق مرتو الايطالية ويجي يستقر هون...

عبد العزيز ضحك غصب عنو... عاصي جحرو: مالك إنتا غريب اليوم شو شايف يخي...

عبد العزيز مو قادر يقول شي... فنطق بمرار: وين كون طبيعي واللي عم بصير مش طبيعي... قوم خلينا ننزل بلاش نلفت الانتباه علينا... وعند ما تصير الساعة سبعة بالزبط لازم نتحرك... بكونوا رجال جوزيف واصلين....

عاصي تنهد نازل من السيارة وهو عم يقلو: آخرتك هتكشف وراقك يا ابن ضرغام...

وطبق الباب وراه... تارك عبد العزيز يفكر باللي جاي...لإنو ويلو عمو... ويلو مرتو... ويلو أهلو كيف هيعاملوا مرتو... وويلو أهلو كيف هيضلو يشوفهم إذا أخد بنت دهب يلي بتكون مرتو ع الشمال وويلو يلي شافو محفوظ بتليفونها ومحاول ما ياخد ويعطي فيه هلأ... فتنهد بتقل... لأنو هو ع شو بدو يركز ع المشاريع وخطط المستقبل ولا مشاكل عيلتو ولا يلي شافو بتليفون المدام مرتو وممكن يخليه يفقد عقلو وهو بالقوة ساكت... بعدين هالصور هدول شو المقصود من حفظهم بالتليفون معقول مرتو بتحب عليه وهي عندو.. مستحيل... يعني هي ما بطلع منها هيك شي... بس كمان يعني بنفس الوقت ليش هي يعني مو بنت وقلبها بدق...

جن من الفكرة محاول يخفف عصبيتو وغيرتو... بعدين لنفترض هي مرت بتجربة حب... هي شو بدها بصور مو مبين وجه حبيبها فيها... بعدين مستحيل وهي ع ذمتو كانت تتواصل معو لإنو ما فيه طريقة وهي بريئة من هيك شي... بس من قبل لأ هي مو بريئة... فالسؤال المهم هدول الصور شو عم يساووا ع تليفونها هلأ... والكارثة الهبلة هي يطلع منها هيك شي... الخوافة هي تتجرأ وتحتفظ فيهم... بدو يفقع لإنو تذكر ع فجأة هادا الموضوع صار قبل يوم ما شاف معها حبوب منع الحمل بهاديك الشنطة... فشو مناه يخبّط راسو بأي شي... لإنو أكيد قصة حبوب منع الحمل ونقل الصور للملفات صارت بنفس الوقت... هينطق لإنو بنت عمها الخبيثة شكلها عم تلعب ع مرتو... لإنو إذا كل هدول صاروا بأقل ساعة وإذا حسبها صح هي قعدت مع جوري وعمها كنان وبنت عمها الجريئة... والله أعلم إذا قعدت مع كمان حدا غيرهم... بس ع كلاً كل الأدلة تدل عليها لبنت عمها الشرانية لإنو عمها كنان مالو بهيك شغلات وأصلًا لما الرسالة وصلتو من بنت عمها خرابة البيوت كان عمها كنان قاعد بين الرجال... فما فيه غيرها... بس لو شافها هلأ قدامو لمسح الأرض فيها... وبهدل مرتو الغبية يلي بسداجتها هتخرب بيتهم...

انضغط عقلو عم يروح فيه شمال يمين... لإنو بغض النظر عن إنها هي سادجة فكرة إنها باقية تطلع مع حدا وتحاكيه غراميات رغم إنو ما بطلع منها هيك شي... عم تعذبو... بعدين كيف أشرف ما عرف عن هيك معلومة... إلا يبحث بهالموضوع... ويشوف شو باقية مخبصة كمان قبل ما يعرفها... لإنو إذا وهي هبلة هيك طلع منها كيف لو كانت فصحى (فصيحة).. فاستغفر ربو ع الحالة يلي وقعّ حالو فيها... لإنو باقي متجوز من بنت كانت تتعرض للضرب من أهلها... وعندها حركات وعمايل مو عارف عنها...

هو مو عارف يتعاطف معها وعليها ولا يسب ع حالو ع اللي عملو فيها وع المتاهة يلي دخل حالو فيها... فمسح ع وجهو متحر... وهو مو قادر يوقف تفكير لا بعيلتها ولا فيها يلي هي هلأ محتاجة احتواؤو ومنتظرة فيه رغم زعلها الكبير منو... يجي ياخدها وينشلها من يلي هي فيه... لإنها هي ما بدها ريم ولا جدها... ورافضة الكل ومحاولة تنام بعد ما أكلت غصب عنها ع أمل الوقت يمضي ويجي هو ع فجأة هيك ياخدها خطف... ولا من الباب مو فارق المهم إنو ياخدها وينقذها متل زورو ومو مهم الباقي...

بس للأسف النوم تكبر عليها وما اسعفها من ورا الكوابيس والخيالات يلي عم تيجيها من خوفها من الرجال يلي عم تلحقها... ومن صوت الرصاص ولهاثها وهي عم تحاول تهرب منهم ومن الكلاب يلي عم تلحق فيها وهي عم تركض مسرعة وقلبها عم يدق وعيونها عم تدور ع ملاذ آمن لإلها.... وفجأة حست بإيد عم تمسح عليها ناشلتها من عالم الكوابيس المعنوي لعالم الكوابيس الحقيقي لحظة ما فتحت عيونها بخوف لإنها عارفة هادي إيد مين فجت رح تصرخ لكن سامي الفاسد كتم حسها وهو عم يقلها: جيت اتطمن عليكي...

جودي حاولت تبعد إيدو عنها بس ما فيها حيل... ورغم هالشي حاولت لكن محاولاتها هباء ولا شي جنب قوتو... فنطق بشي مانها مستوعبة منو حرف واحد... لإنو راسها رد افتر فيها وفجأة قرب منها محاول يطبق شي من يلي ببالو معها إلا بصوت أبوها عم ينادي عليها: ســامي!!! لــك ســـامــي!!*

سامي اضطر يبعد عنها وهو مناه ياكلها أكل من قوة تلهفو ليلمسها ولف غصب عنو بخفة متل ما دخل عندها على الرغم مو من عوايدو يتركها هيك بدون ما يساوي ساوياه معها ولا مع غيرها... وسكر الباب وراه متحرك لعند
أبوها العم يستناه وهو متحسر ع تعبو بمراقبة أهل البيت من ورا لورا كرمال بس ينشغل الكل بحالو يدخل عندها ويلمسها لو للحظات للي مع الكوابيس الغرقانة فيهم مو عارفة يلي صار حقيقة ولا خيّال من تقل جسمها وخدرانو... بس بالطبع لما تصحى وترد لوعيها هتدرك شو الحقيقة وشو الخيال... رغم إنو بعض الجهل ببعض الاحداث ببقى أفضل خاصة بعد ما نغم شافت أمها عم تبكي بحرقة من ورا الجد الماكل هم حفيدتو المكروهة... ومالها عين تقعد بين أهل البيت بعد ما خجلها حماها بطردها قدامهم وعلى مسامعهم معلق " يقطع شرها وحدة ما بتخجل ولا أبوها المرحوم ولا هو كحماها ولا زوجها عرفوا يربوها فتخجل من حالها ع اللي عملتو بتمسخرها وشماتتها هي وبناتها ببنت عمهم يلي هي من لحمهم ودمهم..."

فمعقول نغم ترضى بهيك شي... مستحيل... مو نغم يلي بتسكت... فعبرت الغرفة النايمة فيها جودي وهي حاملة شنطة قطنية بيج مطوية بعناية ماخدتها خفية عن أختها أنغام يلي كانت حاطة فيها الكتب وألهمتها كيف تنتقم لأمها وترد اعتبارها قبل دقايق بسيطة وهي قاعدة قبال أمها عم تقلها: غنوج بكفي عشان وحدة **** عم تبكي...

إلا بتعليق أختها صفاء القاعدة قبالهم ع طرف السرير المرتب: أي مامي شو الشي الجديد يعني ما إنتي عارفة جدي ما بطيقنا بس يعني تتبهدلي عشان الفصعونة هاي كتير وكتير كمان...

نغم تأفأفت بكره: ما هادا يلي بقهر فإذا ما عملت شي يفش خلقي معها لهالكلبة ما بكون نغم..

إلا ردت أختها أنغام الأكبر منها والواقفة قدام المراية بروب الحمام عم تقص أطراف شعرها الملبولة وهي مو فارق عندها شي ولا كأنو هتقوم الدنيا بينهم وبين عيلة الخيّال: يعني شو بدك تعملي؟ وجدك عيونو عليها..

نغم توقفت مصيحة عليها: يختي إنتي وبرودك المستفز... وبعدين يعني منطق تقصيلي بشعرك يلي كلو كم شعرة والدنيا قايمة وأمك عم تبكي... وقطعت المسافة يلي بينهم ساحبة المقص منها...

فلفت أنغام لأمها ناطقة بانفعال مايع: مامي احكيلها تعطيني المقص...

غنج راسها مانو ناقصو فلفت جاحرتهم وهي عم تقلها بتنفتر: خلص متل الصغار صدّعتو راسي ع برا... وسيبوني لحالي هون...

نغم ابتسمت بخبث: بتؤمري... ولفت عينها إلا جت ع شنطة الكتب القطنية ساحبتها معها بخفية بعد ما حطت الكتب ع جنب وهي عم تسمع رد أنغام لأمها: مامي ما تعقديها... ع أساس كلام جدي كذب...

نغم هربت من الغرفة بتلصلص وهي عم تسمع نبرة أمها الحادة... وركض ع تحت وهي ما عم تشوف حدا بالصالون وبس عم تسمع صوت عمها جاسر يلي عم يحاكي حدا بالتليفون الحاطو ع السماعة وهو قاعد بغرفة مكتب الجد قبال سامي الفاسد: دهب إنتو يلي طلبتوا بالصلح معهم وبعتونا واسطة بينكم... هيك بتطلعونا بخزاة عين وبدون هيبة...

نغم صابها فضول تسمع كمان بلكي تمسك شي عليهم لوقت الزنقة فقربت من الباب بدها تتصنت إلا بصوت أنغام النازلة بروب الحمام عم تنادي عليها: نغم وين رحتي بالمقص بدي عدل باقي الشعر...

نغم لفت وراها مطالعة أختها وهي عم تجحرها وعم تقلها: هش هش وطي صوتك!!

أنغام تحمست نازلة مطنشة إشارات نغم يلي عم تقلها روحي... وقربت منها بدها تسألها شو في من الفضول إلا هي دافعتها فنطقت بمكر وهي عم تتمايع: نغوم شو عم يدور ببالك ونزلت عيونها شاهقة بس لمحت شنطة كتبها معها: شنطة كتبي شو عم تعمل معك وليش هيك عاملة فيها...وجت بدها تسحبها منها لكن نغم رفضت لافة الشنطة لورا ضهرها من الخوف لحدا يحس عليهم ولا يكشف مخططها أو يفشّل مخططها... فمدت إيدها ساحبتها ع مدخل المطبخ وغرف الخدم: اسمعي بدي اسوي هالشغلة بس عليكي تضلك واقفة هون ولما تشوفي حدا دخل ولا جاي لعند غرفة جودي بتنادي ع الخدامة عشان أطلع فاهمة...

أنغام ضحكت بشر: يما كيدك شو بدك تساوي معها...

نغم دفشتها من كتفها ناطقة بهمس: بدون ما تعرفي إنتي بس ساعديني...

أنغام ردت بدهاء: شو المقابل ما في شي ببلاش حبيبتي...

نغم لكمتها ببطنها وهي عم تكتم حسها: يا **** جاي تتعاملي معاي بأسلوبي تطمني رح زبطلك أحمد... بس ولا كلمة فاهمة...

أنغام بلعت حرتها لعين أحمد... وهزت راسها موافقة... فبعدت عنها نغم شوي شوي وهي تعملها إشارة بإيديها ما تفتح تمها وتبقى وراها... وهيك ضمن دخول غرفة جودي وبسرعة لفت طابقة الباب وراها بعد ما عبرت الغرفة النايمة فيها الحفيدة المكروهة وهي عم تمشي ع رووس أصابعها إلا بصوت سامي واصلها من ورا شباك جودي المسكر وهو عم يضحك ويتكلم مع بنت مش عارفتها كرمال يفرغ فيها شهوتو بجودي بعد ما تنصل من أبوها المشغول بالرد ع رجال كبار البلد:هه شو بدك إنتي باللي عيلتي عملتو خلصيني ورجيني الحلو يلي عندك...

نغم بدون خوف تجاهلت شو سمعت لإنو مو شي جديد ع سامي... وكملت ع رووس أصابعها لعند السرير الحافظة مكانو سامعة جودي عم تهمهم وتئن... فتبسمت بشماتة عليها مقربة منها ومدورة ع شعرها وبس لمستو بسرعة نفلت الشنطة القطنية ساحبة من جواتها المقص قاصة شعرها بعشوائية... وركض حملت شعرها المقصوص مخبيتو بالشنطة مع المقص... وركض طوّت الشنطة طالعة من الغرفة... هاربة ع فوق مع أختها أنغام الميتة من الفضول لتعرف أختها القوية شو عملت مع جودي... بالوقت يلي علي صوت جاسر ع أبوه القاعد بغرفة نومو ع أمل ما يحاكي جاسر كرمال يرحمو بس جاسر مصر وراه وراه لحد ما يجلطو وهو عم يحاكيه باستهزاء بدون كلل أو ملل بنفس الموضوع بعد ما خبرو كلام رجال البلد: يابا وين كلامك أعمل وسوي قبل كم شهر وإنتا عارف يلي بعتناهم شو رح يقولوا بس نغدر فيهم... فإذا قلبك حن ورق وصرت تحسب حساب الناس وتخاف ربك لما حسيت ساعة الجد جت هادي مشكلتك مو مشكلتي...

الجد جحرو بكره معلق ع كلامو الوقح معو بحقو: بتعرف شو مشكلتك عارف كلشي وفوق هالإشي بتحب الطريق المعتم والما برضي الله... واللي هيجيب آخرتي وآخرتنا كلنا...

جاسر رد عليه بانفعال: لا حول ولا قوة إلا بالله رجعنا لقصة الموت.... هيّك والحمدلله عايش ومعمّر وإذا ع الموت ما رح تموت مني إلا هتموت من خوفك من يلي بالي بالك... بعدين حفيدتك ال***** بترد تحييك بس تشوفها قدامك...

الجد عثمان رد بحدة: إنتا طول اليوم قاعد بوجهي بدك تكب بلاك علي بعدين يخي ارحمني وارحم اخوتك وارحمها هي واللي ببطنها من مخططاتك... اعفئهم (اعفيهم/ ارحمهم) اعمل شي منيح بحياتك معها لتتذكرك فيه...

جاسر وقف ع رجليه ضاحك ببياخة.. وهو عم يتحرك في الغرفة رايح وجاي: وانا مالي تتذكرني بالمنيح ولا بالعاطل... وبعدين بدي قلك إياها من الآخر أكيد عبد العزيز ما رح يطلقها فهو قدامو حلين غير الطلاق يا بترجعلو أو بيقتلها... وبلع ريقو مكمل تحت عيون الجد المراقبة لإلو وهو من جواتو ناوي يساوي شي فيه يربيه العمر كلو: وطبعًا خليني كون معك صريح انا بقتلها بالحالتين بدل عنو يعني مستحيل ارجعلّو إياها خوف ما يعلم علينا... ولا فيني اخليها يقتلها قبل منا كمان خوف يعلم علينا... وبلع ريقو الجاف ناطق بغل... فشر وستمية فشر هو وعيلتو يعلموا علينا وأنا عايش... وعلا صوتو منفعل بالوقت يلي لف فيه ع أبوه السافهو... وأصحك تتحسف ها إنتا من البداية واقفت ع زواجها... يلي كنت رافضو بس يعني دامك وافقت اصحك يعني من الآخر تتحسس علشانها.... هي مش أحسن من إميرال بنت أبنك.... فأحنا بالهوى سوى وسيب خوفك وحطو ع جنب لإنو النار حارقتنا حارقتنا... فدامها حارقتنا نخربها ع الآخر... وضحك بصوت عالي مستهزء بلا مخافة من ربو وهو عم يقلو: المهم هلأ بس تشوف حفيدتك بنت جاثم ال**** شو رح تعمل لإنها ما ساوت شي غير تمتعو متل ال******...وهلأ بس تشوف نجوم النهار مني لتمشي دغري وتقول أمرًا وطاعًا سيدي...

الجد لسانو لأول مرة عم بحسسو بالعجز التام معو هو يلي بكون بكرو اللازم ومن المفترض يسمع كلمتو ويحترمها... بس أي احترام خلالو بعد ما غدر بعيلة الخيّال غصب عنهم... صحيح بقولوا أنا وابني ع ابن عمي... وأنا وابن عمي ع الغريب... بس ابنو باللي عم يعملو عم يرضي حالو وجاي عليهم بدل ما يكون بصفهم... فمعقول يسكت ويخلي سيرتهم ع كل لسان خوانين... مستحيل...

هو بالفعل كان بدو هيك طريق بس بلش يتوب ويصحى بعد ما الغشاوة تلاشت عن عيونو وعقلو بفضل فكرة الموت وعذاب الآخرة وعذاب القبر فتحوا عليه أبواب سنين كان غافل عنها من ورا فتن ابنو محراك الشر...
فإذا كلامو ما بجيب معاه حل... الفعل هيجيب حل... بس يجي الصبح إلا يربيه تربايه بالورطة يلي هيوقعو فيها... ومتل ما بقولوا للصباح رباح... ومو إذا كنت من أولها يا جاسر متحكم وسيد الموقف يبقى هتبقى هيك ع طول لإنو ما فيه حدا بدوم إلا وجه الحي القيوم... وفجأة وصلو صوت ابنو يلي عم يطالع من شباك غرفتو قاطع حبل أفكارو وخططو لبكرا: هيها جت ال******...

الجد مسح ع وجهو متنهد... مانو قادر يستوعب كيف ابنو عم يمشيه بدل ما يكون العكس... وهادي البنت المسكينة شو هيصير فيها هلأ... سؤال متأخر جدًا بالتفكير فيه لإنو كان من الأساس ما بعتوها برا كرمال تجيب راس ابن كبير الخيّال وتبقى عندكم معززة ومكرمة... بس للأسف التعزيز كان لجودي... ورغم وجودو وتعزيزو معها لإلها ما قدر يحميها لا من أبوها ولا من تحرشات سامي الحرام... صحيح الحياة مش كاملة بس بالقناعة والرضا بتكمل لكن يلي مرت فيه جودي وغيرها ما كان من عدم كمال الحياة إلا من نقص الحماية والرعاية... لكن في ناس من هالنقص وصلو لأماكن ما تخيلوا بحياتهم رح يصلوها متل بنت عمها إميرال يلي عم تمشي بدون أي روح لإنو بعد ما عاشت أجمل إيامها وآخر سنينها مع ابن الخيّال بسان مارينو بالتحديد يرد ماضيها الأسود ومنبعها الأصلي يبلعها متل الثقب الأسود بعيد عن العالم والحرية المعتدلة وقيمتها الحقيقية كبنت إلها قدرها مو لبنت مالها قيمة غير بشو رح تلبي طلبات عمها وجدها وأبوها ضعيف الشخصية يلي عم يشد ع إيدها هلأ بقسوة صعب وصفها من كتر خجلو من بنتو الصارلها أكتر من سنتين برا عاجزة تجيب راس ابن كبير الخيّال من قبل لهاليوم المرير الجبرت فيه* أخوه يؤمر بترجيعها لهون...

وهو من خجلو مو عارف وين بدو يروح بوجهو منو... فكل ما عم يقرب من الباب يتمنى يبعد... بس مو كل الامنيات مرضية... لإنو يا جاثم دهب صار وقت حصاد أفعالك... ففتح باب غرفة أبوه المشتركة بغرفة نوم الجد التانية بالطابق الارضي واللي قاعد فيها الجد وجاسر وما بفصل بينهم غير باب واحد "مصمم لعزل صوت ضجة البيت" تاركو جاسر مفتوح من بعد ما دخل ع أبوه بدون أحم ولا دستور وبغل دفع بنتو لجوا مقربها من غرفة أبوه ليرميها بكل دناءة ع الأرض قريب من رجلين أخوه جاسر وهو عم يقلو تزامنًا مع طبقو الباب وراه: شوف بنتنا الساقطة يابا وديناها تجيبلنا راسو قامت هي شو ... ومشي لعندها داعس على إيدها بكل قهر ... كرمال تنحر وتصرخ بس عبس لأنها بلعت حرتها بزمها ع شفايفها من خوفها ليطلع صوت وجعها وتبينلهم إنهم أقوى منها هي الضعيفة... مو إميرال يلي نمت شخصيتها ع إيدين كنعان الخيّال تقبل بالأهانة وإظهار الضعف قدام غيرو فزادت كتمها لحرتها من حم ضغط أبوها ع إيدها يلي عم يقول: قامت ال### #### بعدتو عن إيدينا!

الجد ما قدر يشوف هالمنظر فوقف ع رجليه متحرك ناحية الشباك وهو عم يلف إيديه ورا ضهرو وعم يسمع رد جاسر يلي معني يوصل فيه لشي عندها: عادي زي ما بعدتو بتقرب غيرو بس بعد ما تجيبلنا راسو هون...
وهي بس سمعت رد عمها ضحكت بتسطيح لكلامو وهي عم تقلو: هه حلم ابليس بالجنة اجيبلكم راسو خلي واحد منكم يجيب راسو مو أنا! هادي هي مرجلتكم يا ولاد عثمان دهب..

أبوها رد ضغط على إيدها بشكل احمى وهو عم يمد إيدو ع شعرها ساحبها منو بغل: بنت ما تقعدي تواقحي فاهمة.. واحترمي جدك وأبوكي وعمك...

جاسر قعد ع الكرسي مسبل عيونو فيها باستخفاف: سيبها وتعالي هون احكيلنا علمينا شو سر هالمحبة يلي بتحبيها لإلو... وفجأة تحول وصار يتكلم بنبرة عالية: بنت رح تجيبيه للمكان اللي بدنا إياه... وتسحبيه سحبت الكلاب لهون ولا والله لينخرب بيت بيتك... وموت ما رح نموّتك.... بالعكس احنا رح نهتم فيكي ونحبك حب عجيب على بال ما إنتي جايبة راسو... فاهمة ...

اتطلعت فيه بقرف رادة: والله لتطلع عينك وعين جدي ما رح اجيبلكم راسو لكنعان...

الجد لف راسو منفعل من يلي هي قالتو وهو عم يلعب لعبتو: انخرسي ... انشالله عينك هاي اللي تطلع وجازاتنا انو خليناكي قوية لكن اللي متلك لازمو دعس ودفن... ولف وجهو متطلع في جاثم ابنو: الموضوع في إيدك يا جاثم صار....

جاثم هز راسو: حاضر يابا و~

إلا جاسر قاطعو: وين حاضر يخي... استنى بدنا نتسلى شوي... نشوف ال ******* بنتنا عرفت ترضيه ولا لأ... يعني صبرنا شهور وبالتقطير عم تخبرنا... تحتى بالآخير تقلنا نخلي واحد منا يجيب راسو... وقام متل المجنون ضاربها ببوز كندرتو ببطنها بقوة... فكتمت تأوهها وهي عم تشوفو كيف عم ينزّل من مستواه مقرفص ع رجليه كرمال يضغط ع فكها وهو عم ينطق من بين أسنانو: ليه من قبل ما قلتي هادا الكلام... وضغط أكتر... انطقي أشوف... وبعد عن فكها ضاغط ع شعرها... سرحتي ومرحتي وعاشرتيه ع كيفك واحنا عم نستنى... كلو عادي بس لما توصل الشغلة للعب معاي ومع أخوكي وأهلك كتير هاي... ومسك راسها داقو بالأرض بالوقت يلي وصلهم فيه صوت آدان المغرب بصوت خفيف لإنو الجامع مو قريب منهم كتير...

فتدخل جاثم مبعد أخوه عنها: جاسر اتركها علي أنا بعرف كيف اتفاهم معها...

جاسر رماها بعيد عنو ساحب أبوها من قبة قميصو: تركتك سنين معها لتعرف تتفاهم معها وبالآخير قاعدة عم تتسلى فينا... عشان هيك بعتت مؤيد يجيبها بعد الفيلم يلي لعبتو أنا ومؤيد عليها عشان تجيبو لرجالنا قبل اسبوع وهي ضلت تماطل... بشو بدك تتفاهم معها... هادي البنت بدها دعس... بدها رجال يصحيها ع ضرب وينميها ع ضرب...

إلا ردت عليه بكل عين قوية بدون أي خوف: أنا بقول انقتل وتريحوا راسكم مني لإني ما رح فيدكم بشي وصدقوني لو صحلي أهرب لهربت أنا مو متل بنتك يا عم...

الجد وجاسر وجاثم ولعت معهم من ردها... بس دام جاسر عصبي وعنيف مو بس رح تولع معو إلا رح يتصرف معها بسرعة فرفع إيدو ضاربها هداك الكف ع وجهها وهو عم يقلها: مفكرة تهربي... مفكرة تفضحينا... ولف ع جاثم أبوها... شفت يخي تفاهمك ع ايش فتّح عيون بنتك ولوين وصلها..

جاثم خجل من حالو ومن بنتو العاطلة.. فنطق بنبرة رجولية محاول يثبت حالو فيها كرمال يرضي أخوه: خلوها عليي انشالله كم يوم بالكتير إلا وهي جايبة راسو...

إلا بصوت ضحكها العالي مبشرتهم بحالتها الميؤوس منها معهم: هههههه لسا عندكم أمل أنا بقول اقتلوني أفضلكم واريحلكم لأنكم مهما رح تعملوا فيي ع الفاضي...

جاسر ما قدر يمسك حالو ونزل فيها ضرب من كل قلبو... وهو عم يصرخ ويغلط عليها وهي ما صرخت بصوت إلا قالتلو: زيد!!

وهون جاسر جن ع الآخر ونزل لمستواها يكمل عليها بالضرب وهو عم يسب عليها بصوت عالي: يا ##### يا #####~~

وبسرعة تحرك الجد يدافعو عنها بالوقت الجاثم فتح فيه الباب بدو يسحبها بعيد عنو.... فصرخ جاسر كرمال يتركوه عليها: يـابـا... جاثم مـا تـتـدخـلوا...

وكنان وفهد وعثمان الواقفين قبال بعض عم يتكلموا برا... ركض تحركوا يشوفوا شو فيه... ودخلوا عليهم بدون ما يدقوا الباب.... وبس لمحوا وجه إميرال بسرعة تدخلوا يبعدوه عنها... وهي مو قادرة من الضرب يلي اكلتو من مؤيد بس رجعها ومن أبوها قبل ومن عمها الجبار عديم الأحساس هلأ... ومن الصدمة الحاسة فيها لإنها طلعت من قفصها الدهبي.. وانتهت قصتها بدون لا تودعو لآخر مرة... وبدون ما تفاتحو بحرف واحد رغم إنها من شهور طويلة عم تبكي ع غدرها لإلو... ع كذبها عليه... ع حبها لإلو... ع رضاها لتكون بهيك دور من بعد ما كانت مفكرة* باللي هتعملو هيكونلها قدر بين أهلها... بعد ما كانت مهيونة وممنوع تروح وتيجي... وكملت مدرستها بالزور لإنو أخوها وعمها جاسر كانوا يشوفوها بنت بتتصرف غلط من ورا جمالها الفتان وجسمها المغري يلي كلشي ببيين عليه بسرعة وبوحي بالأغراء... ومن غيرة أمها لتطغي عليها بالجمال... فقبلت بشي رح يفتح عليها أبواب الحياة... إنها تروح ع سان مارينو المستقلة عن إيطاليا يلي هتمر عليها بطريقها كرمال تزور اثنيا وميلانو عاصمة الموضة وتكمل ع روما والجزر الحلوة قبل ما تتسلى مع يلي رايحة تجيب راسو... وتلبس قصير قد ما بدها ووقت ما بدها وهي مبسوطة بطلعاتها ع البارات بدون ما تشرب وتعيش عيشة الأجانب يلي كانت تشوفها بالأفلام والمسلسلات وتجرب القبلة الأولى بعيدًا عن محاولات سامي معها... بس كل هادا تغير لما وصلت سان مارينو واكتشفت إنها بقفص وسجن من مراقبة رجال عمها لإلها وسفر مؤيد لعندها بين الفترة والتانية عشان يخوّفها ويذكرها هي ليش جت هون... وبغض النظر عن كل شي صار لحد اليوم... هوه كيف هلأ معقول اشتاقلها... وعم يدور عليها...وأصلًا كيف ما يشتاقلها وهي صارت جزء من حياتو... وكيف ما يدور عليها بعد ما صارت مو بس جزء من حياتو إلا هوية لإلو دامها صارت ع اسمو... وتعتبر مرتو حتى لو ما وثق زواجهم في الدوائر الرسمية... فبعد كل هادا من عقلها عم تتسائل إذا رح يفكر يدور عليها بس يفقدها...

وريتو ما فقدها وريتو ما دخلها حياتو وريتو حتى ما ربط اسمو باسمها بعد الخبر يلي وصلو من الرجال يلي بعتهم يشوفوا شو فيها لإنها لا بترد لا ع اتصالاتو ولا ع رسايلو وهو بعيد عنها بالسويد من عشان مجموعتو الجديدة وما فيه يترك شغلو لإنو الشغل شغل عندو... وهي حضرتها عم تتصرف بتفاهة معو من بعد ما خبرها من قبل سفرو أنها لازم تتحجب... وهي رفضت وجنت لإنو شرطها من الأساس تبقى على مهي وهو غيّر شرط زواجها منو...

بس يعني ما بتوصل المواصل لهون تتجاهلو وتسفهو... ولما شاف تجاهلها لاتصالاتو لأكتر من تلات أيام وغيابها عن كل المواقع التواصل الاجتماعي حس في شي... واتبع حدسو محرك معارفو بسان مارينو ليطمنوه عليها... وريتو ما حركهم خوف ما يكتشف إنها فعلًا اختفت وإنها هي بنت دهب... ويا خزاتك يا كنعان الخيّال لحظتها... لإنو انضحك عليك مو ليوم ولا ليومين إلا لأكتر من تلات سنين...

جد كيف فيها تعمل هيك فيه!!!

هو مو قادر يستوعب كنعان شامخ الخيّال ينطعن برجولتو برضاه وع عينو بكل براعة وهو متل الأطرش بالزفة... فطالع الشقة يلي جمعتهم واجى من المطار بس كرمال يودعها وعقلو اللخيم يستوعب الصدمة... مو قادر يقتنع باللعبة طيب إذا هي بدها تئذيه ليه اختفت بدون ما تساوي المطلوب... هي هبلة ولا عم تتهبل... بس سواء هيك ولا هيك هو ما رح يرحمها لإنها خلتو يحس بعجز وبالغبى لإنها خلتو يدخلها حياتو بدون ما يعرف مين عيلتها يلي مو متسجلة ع اسمهم... وفوقها يعاملها ببساطة رغم إنو حريص وبِختار الأشخاص المقربين لإلو بعناية... فهادي الفكرة شو قهرتو... وخلتو يكره نفسو لإنو بكره الغش والخداع وهي ساوتهم تنتينهم فيه... فلف حالو طالع من الشقة... محارب هجوم الذكريات المتدفقة عليه وهي عم تنادي عليه وهي عم تضحكلو وهي عم تبكيلى وهي عم تحاورو وهي عم تغري فيه... وسكر الباب وراه بالمفتاح يلي مناه يكسرو جواتو وهو مع كل تسكيرة عم يزيد غلو اتجاهها... وعم يخبر نفسو "فعلاً إنها حقيرة أنا بنت على كبري تجي بدها تجيب راسي... ما فشرت هيه وكل عيلتها...إن ما جبت راسها ما بكون كنعان... والله ما اهنى الا وهي بين إيديي التنتين... صبّرها علي إن ما خليت كلشي لوقتو وما رح استعجل على إشي" وبعجلة نزل من العمارة القديمة راكب سيارتو اللمبرجيني محركها ناحية المطار وسيارات الحماية وراه فزاد سرعتو مو شايف الفضى منها ومخليه المارة منو تتعجب منو فشد على الچير بغضب... كلها وكم ساعة بكون واصل فصبرٌ جميل ولله المستعان... بس ليمر ع أهلو بالأول ويتطمن ع أخوه بفضالها فضاوة ما بعديها فضاوة... فكمل بطريقو وهو عاجز بدو يخلص عليها بس مين أبدا هي ولا أهلو... بالطبع أهلو فرح يروح يوقف مع أهلو يلي شو ارتاح بالها بس عرفوا إنو طلع جابر ابنهم من العملية بس بنفس الوقت قاعدين ع أعصابهم لإنو انتقل للعناية المركزية... فيعني حلهم الوحيد مو الطب والجهد البشري إلا العناية الربانية والدعاء ليصحى من سباتو العميق...

فعبد العزيز بس شاف جدو أخد زاوية يكمل قراءة قرءانو ويدعي ربو وهو عم يخفي بكاه عنو وعن رجال عماتو وعمو جميل يلي كل واحد فيهم لاهي باللي عم يعملو فورًا بعد عنهم مسفح للجنوب محل ما مرتو موجودة بس قبل ما يروح يجيبها هيمر عند أبو سلاح يغيروا لبسهم ويتفقوا بالزبط شو رح يعملوا... وبعدها ينطلقوا لترجيع بنت جاسر يلي لازمو قتل ليريحوا البشرية من شرو... بس لو تخلصو منو مين هيخلص جودي من كوابيسها يلي عم تضلها تكوبس فيها وعم تتحسسها إنها حقيقة من شعورها بالرعبة من السواد المنتشر حواليها ومن أصوات الكلاب الممزوجة بأصوات طلق الرصاص... وهي عم تهلث وتركض برجليها الحافيين محاولة تهرب من الرجال المخيفة يلي عم يلحقوا فيها تارة ولا عم يحاولوا يجروها من شعرها تارة تانية... فبسرعة بعدت حالها عنهم لكن ما فيه أمل... فصرخت بصوت عالي لدرجة صحاها من النوم ووعتها ع عتمة الغرفة يلي هي فيها... وع شعرها العرقان... وع أواعيها الملزقة بجسمها... وع ريقها الجاف... وع معدتها الفارغة... فبسرعة عدلت منديلها طالعة من الغرفة بدها تأمن ع حالها وتعبي معدتها... خلص مو قادرة تبقى بدون أكل وخاصة أكل البندورة (الطماطم) خمش ما بتعرف ليه هيك فجأة قامت مشتهيتها رغم خوفها...والمشكلة هي مو عارفة وين تروح بحالها... عقلها مقفل من الجوع... فدخلت المطبخ مطالعة الخدامة الموجودة ناطقة وهي عم تبكي: جوعانة... بدي بندورة كتير!!!

الخدامة تركت الجلي يلي عليها ناطقة وهي عم تمسح إيديها باللي لابستو: هلأ بجهزلك يا ست (ما بتقول آنسة)شي تاكليه...

جودي بسرعة سحبت الكرسي مستنية فيها تحطلها الأكل: بدي بندورة بالأول!

الخدامة الصغيرة بالعمر ردت وهي عم تكتم ضحكتها: من عيوني رح حطلك بندورات مو بس بندورة وحدة منيح هيك! وتحركت حاملة صحن بدها تحطلها فيه بندورة... إلا جودي هزت راسها بتفهم وماسحة دموعها وهي عم تنبهها بغل: آه بس ما تقطعيهم وبدي صحن ملح كبير كمان...

الخدامة ردت بعفوية مو قاصدتها: بس انتبهي يا ست ضغطك يرتفع...

جودي شو بدو يهمها بالضغط ولا بالسكر فمسحت عرق جبينها مكملة بطلبياتها يلي ما بتخلص: وبدي كمان بطاطا مهروسة ومكدوس لفت ومخلل...

الخدامة ردت عليها: حاضر وغيرو؟

جودي طالعت حواليها بغرابة وهي عم تمسح بإيدها التانية ع بنتها وإيدها التانية نزلتها ع تمها قارفة من كلشي حواليها من لعة النفس يلي جتها بدون موعد: بس وين البندورة؟

الخدامة غسلت حبات البندورة بسرعة متحركة لعندها منزلة صحن البندورة قدامها ع الطاولة وهي عم تقلها بنبرة بشوشة خافية فيه تعاطفها معها لإنها مش ناقصها وجعة راس مع أهل البيت: تفضلي يا ست... وبسرعة جابت علبة الملح دايرتلها بصحن صغير مقارنة بصحن البندورة وقربتو منها لإنها عم تشوف نظرات جودي المنفعلة لإلها... فنطقت وهي عم تتحرك ناحية سلة الخضراوات المصممة جوا خزاين المطبخ: بدك اعملك شي تشربيه يا ست؟

جودي عيونها لمعوا باشتهاء: بدي عصير نفس يلي بتعملو جوري... وصارت تبكي... فاصمة الخدامة معها... وكملت بأكل البندورة بحرة...

فسألتها الخدامة وهي حاسة هادي البنت يا مضيعة يا مسكينة: طيب شو هادا العصير يلي بتعملك إياه الست جوري بلكي اعملك إياه لإنو انا شاطرة بشغل العصاير والحلويات...

جودي بس سمعت صوت حلويات اشمئزت... وفجأة اشتهت أصابع حارة... فنطقت: بدي أصابع حارة!

الخدامة ما فهمت عليها... فتركتها تكمل كلامها... وفجأة سمعتها عم تقول وهي عم ترد تبكي: البندورة مش زاكية... بدي غيرها...

الخدامة جت رح تنفجر من الضحك فنطقت وهي غصب عم تحشر ضحكتها: جربي يا ست حبة غيرها... إذا الأخوة من نفس الأم مو واحد شو حال الأرض والتربة مع الخضرة والفواكه...

جودي طبعًا ما فهمت كلامها... فتركت الحبة يلي كانت عم تاكل فيها رايحة لحبة تانية وهي عم تفقد البندورة من فوق وتحت... فجت الخدامة يلي عم تطالعها بغرابة بدها تعلق إنو البندورة نظيفة إلا بصوت عمها كنان: شو شايف أمورتنا الحلوة صحت!!

جودي شرقت بس سمعت صوتو... كنان بسرعة تحرك مقرب منها داقق ع ضهرها... وهو عم يقول للخدامة: بسرعة كاسة مي..

الخدامة بسرعة لبت طلبو معطيتو كاسة المي بالوقت يلي جودي رفعت إيدها محركتها شمال يمين بمعنى لأ... كنان طالع إيدها بعدم فهم: خير بدك شي...

جودي بس بلعت ريقها نطقت بصوت مخنوق مكررة نفس الكلام يلي قالتو لرولا لحظة ما شرقت بعد ما عرفت إنو فيه عزيمة: الدكتور قلي ممنوع اشربها بسرعة وبستنى شوي...

كنان طالعها بتقدير كبير: متى قلك؟

جودي اخدت كاسة المي تشرب رشفة صغيرة... وبعدتها رادة: لما بنتي وجعتني...

كنان والخدامة ضحكوا ع ردها... فرد كنان: بنتك ليه إنتي عرفتي جنس البيبي...

جودي رفعت اكتافها بجهل: أنا حاسة بنت...

كنان رد بثقة: خلص دامك حاسة يبقى كلامك صح... ولف مطالع أواعيها بشفقة: طيب شو رأيك بس تخلصي الأكل تاخديلك حمام سريع وتبدلي ~

جودي لفت عليه جاحرتو... وتركت البندورة شادة ع حالها...

كنان طالعها بغرابة: مالك خايفة وهمسلها عشان الخدامة يلي بعدت عنهم ما تسمع كلامهم رغم إنو فضولها دبحها: سامي ما رح يقرب منك وأنا معك... وفجأة لمح كم خصلة طالعة من تحت منديلها.. فأجى بدو ينطق... إلا بصوت رصاص واصلهم... جودي رفعت إيدها ع قلبها من الرعبة لإنها هي مو عارفة هي بحلم ولا بخيّال لسا... كنان شد ع إدنيها مشكك باللي سمعو وبس زاد صوت الرصاص مع صوت ركض بنات أخوتو بصم إنو صوت رصاص... فبسرعة قام وهو عم يقلها: اصحك تتحركي من مكانك فاهمة... وأمر الخدامة... خلي عينك عليها...

جودي شو تبقى هون... يا لطيف هي جنت لتبقى هون ومين هو ليؤمرها... فما حست ع فجأة غير غثيانها راجعلها فركض طلعت لأقرب حمام لإلها وهو حمام الخدم... فلحقتها الخدامة تشوف مالها... إلا لقتها عم تستفرغ وهي ما قدرت تتحمل فبعدت عنها مستنيتها بالمطبخ... إلا بصوت الخدامة التانية وهي عم تقول: ليان بسرعة كاسات مي والحقيني...

ليان ركضت ملبية طلب أختها تاركة جودي لحالها ومتحركة للصالون محل ما الأهل متجمهرين وهي عم تسمع صريخ الجد: عادي ما تخافوا الموضوع بعيد عنا مجرد إطلاق نار... فيلا اشربوا المي واطلعوا ع غرفكم...

الخدامة ضحكت بسرها إذا هالقد خايفين لليش يسووها يبقى مع العيلة المدميين معها... والله حالة... فقربت منهم موزعة عليهم كاسات المي وهي مو خايفة من يلي عم بصير لإنو شو عندهم بالجنوب بصير إطلاق نار كل بين الفترة والتانية وحتى بسبب وبدون سبب فكأنوا صار نمط حياة رغم إنو مش شي منيح ولا مرغوب... ومين برغب فيه غير جاسر دهب المريض الجبر نسيبو ليستعين بصاحب عمو كنعان عدنان اللي عندو الطخ متل السلام عليكم وبصاحبو جوزيف من أيام الطفولة كرمال بس يعبر مزرعة دهب ليجيب بنتهم ويطلع منها بدون ما يقتل ناس مغيبين ومضللين بالحياة عشان عيلة دهب.... لكن عند ضرورة الحكم غير هيكون فالتنفيد هيكون مو سهل لإنو الوضع حساس وممكن ما يجي متل ما هما متوقعين ومخططين... بس متل ما بقولوا التخطيط بهون عليك ضلال الطريق... بس ما بحميك منو... فهيك هو هلأ ضمن تنفيذ الخطة الأولى واللي هي تحريك رجال جوزيف كرمال يتعاملوا مع رجال دهب بثواني بسيطة لينطوا بعدها من على السور لجوا المزرعة بعد ما كان مبلش الطخ في الناحية التانية وع مقربة من عيلة دهب.. كرمال يضغطوا رجال دهب ويشتتوهم من الشمال والشرق ويضعضعوا أمنهم... من شان يبلشوا بتنفيذ الخطة التانية ليعبر هو وبقية رجال عدنان جوا من الباب الغربي ليدمجوا بين الهجوم عليهم والدفاع عنهم والحماية لإلو كرمال يصلوا لهدفهم المستهدف عندهم واللي هي مرتو يلي هربت لورا البيت بس لمحت عمامها وولاد عمها وسامي الفاسد حاملين أسلحة طويلة ما بعمرها شافت زيهم... وهالمنظر خوّفها بشكل صعب وصفو ولا تحملو... لدرجة وصل فيها من كتر خوفها تفكر تآمن ع حالها برا البيت من الرصاص الجاي من وراها ومن طيش أهلها... وصارت تفقد حواليها وين تروح بحالها وسط الهوى البارد الملامس جسمها الرطب وبين عتمة المكان حواليهم رغم إنو من زمان ع هوى مانها متذكرة كان دايمًا منور... لكنو الليلة أكيد ما في ضواو حوالين بيت المزرعة كرمال ما حدا يقدر يدخل عليهم في الليل بكل سهولة مع الوضع الحرج يلي هما فيه من ورا عمايل أبوها... وهي بالطبع شو بدو يعرفها بهيك شي إذا هي ملتهية بعالمها الضيق الصغير... وجفلت مكانها بس سمعت صوت عمها جاثم وهو عم يجر بنت من بناتو وراه وهو عم يسب عليها... فلزقت حالها بالحيطة خوف ما يعرف عن مكانها ويخبر أبوها عن يلي بتفكر فيه وينزل فيها ضرب ع تصرفاتها الهبلة... وشهقت بس شافتو عم يفتح باب الحظيرة الخاصة بالحيوانات يلي أبوها زمان باعهم وريّح راسو من التجارة يلي ما بتليق فيه وباسم عيلتو وخلاها مخزن حطب... فدفش بنتو تحت مراقبة عيونها لجوا وهو عم يقلها بغل: وحياة اللي خلقني لاخليكي على كلشي قلتيه تتندمي... وشرقت بس شافتو كيف جرها لجوا من شعرها من بعد ما ردت عليه بشي ما سمعتو من بعد المسافة... وقلبها كاد هيوقف بس شافتو بعدها كيف عم يضربها برجلو...

فبكت بخوف مجننها ومعجزها وين تروح بحالها ولحظة ما انتبهت ع عمها عم يطبق الباب ع بنتو المحشورة جوا ومسكرو بالحديدة البرانية لفت وجهها ع الحيطة كاتمة حسها من الرعبة وهي عم تسمعو عم يحاكي حالو وعم يسب ع حالو وع عيلة دهب واليوم يلي جت فيه وفكر فيه يتزوج ويخلف ويجيب هالخلفة العاطلة يلي ما بتودي وبتجيب... وما صدقت يعبر جوا ويسكر الباب عشان تتنفس متل الخلق وهي شو خايفة... مو طبيعي يلي مرت فيه خلال يوم واحد... شو هاليوم العجيب يلي شافت فيه العجايب وما خلص... فحطت إيدها ع بطنها يلي رد يشد عليها من أسبوع ومحسسها بوجع تقلصات الدورة... فضغطت عليه بخفة وهي عم تزم ع شفايفها وهي لحد الآن مو عارفة وين تروح بحالها... لإنو إذا عمها هيك سحب بنتو ورماها في مخزن الحطب يبقى أبوها شو رح يعمل فيها ع هالحال... فحطت إيدها التانية على تمها... وهي ميتة من الرعبة من الخيّال شو حال لو صار واقع لفقدت بنتها (الجنين) الحامل فيها لا قدر الله...

وهي مع الوضع يلي هي فيه من وجع بطنها وعقلها يلي عم يضغط عليها لتهرب... عجزت وخافت بزيادة لإنها لما هي فكرت تهرب أول مرة وصلها صوت رصاص وأبوها رجع... شو حال هلأ... لأ لأ مستحيل هي تهرب طيب ع الأقل تتخبى فبعدت عن البيت مدورة ع مكان تحتمي فيه لكم ساعة إلا انطفت ضواو بيت المزرعة فارتعبت بزيادة مو عارفة وين تروح وهي ما عندها علم منقذها صار قريب من مدخل عيلتهم وهو لابس أسود بأسود مع سترة تقيه الرصاص وشابك السماعة ع أدنو وحامل سلاح مشبوك معو كاتم صوت كشاف ينور عليه ظلمتو بنفس الوقت... وهو عم يتحرك بمهل مع كم رجال وراه كحماية لضهرو منتظرين رجال جوزيف يفتحولهم الباب... إلا بصوت عاصي المراقب عبد العزيز يلي صار بعيد عن عيونو: عبد العزيز انتبه ما بدي تروح فيها ...

عبد العزيز رد عليه وهو مركز قدامو وعم يمشي بحذر: ما تخاف رجالك قطعوا الكهربا فيبقى لهلأ احنا مسيطرين ع الوضع بفضل الله...

عاصي خايف عليه كتير فرفع إيدو ماسح عرقو: طيب وصلت المزرعة؟

إلا بصوت الرجال يلي بجنبو: عاصي مالك محسسني عم تحاكي ولد صغير مو عارف شو عم يعمل...

عبد العزيز ابتسم وهو عم يشوف الرجال عم يأشرلو يجهز حالو ليعبر من البوابة بس سمعو صوت تحريك الباب: هيني ثواني ورح أدخل... وما لحق ينهي الجملة إلا بسرعة ركض هو والرجال داخلين من البوابة يلي انفتحت إلا بصوت الرجال يلي فتحلو الباب قبل ما يسألو عبد العزيز وين مكانها: البنت من المتوقع هوناك ورا قريب الحظيرة واقفة... لإنو هيك وصلنا هلأ... فتقدم واحنا وراك... والشباب من جنبك... فما تقلق...

عبد العزيز بسرعة ركض وهو عم يركز قدامو... مدور عليها للي عم تطلع حواليها مو عارفة وين تروح بحالها مع العتمة المحيطة فيها... وأصوات الرصاص المخيفة حواليها.. فهي مو عارفة إذا هي قربت ولا بعدت من البيت... فحاولت تدعم حالها تمشي ركض بس شافت شي بشبه الضو... لكن فجأة الضو اختفى فجت رح ترجع إلا هي خابطة بشجرة النخيل المزروعة بالمزرعة فصرخت من الخوف: آآي!!

وبكت بحرة من الرعبة ومن جرح شفتها من الشجرة... فصارت تنادي ع عمها كنان: كــنــان!!

كـنــان!

لكن ما فيه كنان ولا فيه يلي بقولولو زوجها الغايب عن يلي عم بصير فيها هلأ...

معقولة هي عم تحلم ولا عم تعيش واقع... إن كان يلي عم تمر فيه مجرد حلم كابوس بتقدر تفارقو بصحوتها منو بغض النظر عن مخاوفها يلي هتلاحقها من وراه بعدو... لكن إذا كان واقع طامة وكارثة كبيرة لإلها لإنها مو قد يلي تمر فيه هون وهي لحالها بدون ما حدا يكون معها ليهوّن عليها وحشة المكان الواقعة فيه... فنادت روحها عليه وهي عم تتلفت حواليها بخوف...

نادت عليه هو المسؤول عنها من يوم ما صارت تحت كنفو وع اسمو ليجي ينشلها من المكان يلي فيه بعيد عن العتمة المحيطة فيها...

ليجي يمسكها من إيدها ويقلها هيني هون وما تخافي...

ليرجعها لعند أمو يلي اعتبرتها من بعد يلي صار معها اليوم إنها أمها يلي ما جابتها ع هالدنيا لتسمع منها كلام بريّحلها خاطرها وبهديلها بالها وهي عم تمسحلها بأطراف أصابعها على شعرها وضهرها بحنية خاطفة لإلها...

بحنية مشابهة لحنيتها عليها وهما بطريقهم للمستشفى بهاداك اليوم يلي توجعت فيه من جنابها...بس للأسف الشديد نداء روحها لإلهم ما كفاهم ليسمعوها ولا كفاها ليهوّن عليها وحشة المكان الواقعة فيه ولا حتى قدر ينسيها خوفها المسيطر عليها... فصرخت منادية على أمو وعليه هو بصوتها المرعوب من كل قلبها: يــمــا!

عـبــ

وما لحقت تنطق بأول حروف اسمو إلا بإيد~~~

ولله الحمد انتهى الفصل هون وأخيرًا...

توقعتوا الفصل يكون هيك... اليوم الفصل بالرواية برعاية جاسر المغضوب رفع ضغطي... وجودي الضايعة مو عارفة وين هي... الله يعين عبد العزيز يلي مر فيه اليوم... وبصراحة ما توقعت ياخد مني هيك وقت وأنا عم رد اقرأ فيها بعد شهور طويلة من نشرو.. فشو حالكم إنتو هيكون...

ففكركم شو رح يصير؟ مع إميرال وابن الخيّال؟

وهل توقعتو جوري هيك تصارح أمها وبصراحة معها حق بغالب كلامها وخاصة اللي بتمنعي فيه ع عماتها...

وفكركم ليه جابر انطخ وهل فيه سبب تاني غير التار وتم تغليفو بقص التار ولا لأ؟

وهل فكركم عزوز وجودي هيطلعوا سالمين منها؟ ولا غيرهم هينضر؟

والجد كيف هيربي جاسر؟ صابني فضول أعرف 🙄 فيلا بكرا بدوب التلج وببان المرج... وبصراحة انبسطت ع بهدلة الجد لنغم وبناتها بس زعلت ع عملة نغم الشرانية بجودي وحبيت عزوز كيف كشف ألاعيبها 🤤 ويا كرهي لذكر سامي الفاسد 🤪 وشو جاسر جلط الجد ولسا بقلو هتموت من الخوف مش مني ما شفت اوقح من هيك🤣🤣🤣

 
 

 

عرض البوم صور رنين رنين   رد مع اقتباس
قديم 05-03-23, 10:40 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2013
العضوية: 257539
المشاركات: 35
الجنس أنثى
معدل التقييم: رنين رنين عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 24

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رنين رنين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رنين رنين المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية سجين الانتقام

 

الفصل الرابع عشر


قراءة ممتعة😍

معقولة هي عم تحلم ولا عم تعيش واقع... إن كان يلي عم تمر فيه مجرد حلم كابوس بتقدر تفارقو بصحوتها منو بغض النظر عن مخاوفها يلي هتلاحقها من وراه بعدو... لكن إذا كان واقع طامة وكارثة كبيرة لإلها لإنها مو قد يلي تمر فيه هون وهي لحالها بدون ما حدا يكون معها ليهوّن عليها وحشة المكان الواقعة فيه... فنادت روحها عليه وهي عم تتلفت حواليها بخوف...

نادت عليه هو المسؤول عنها من يوم ما صارت تحت كنفو وع اسمو ليجي ينشلها من المكان يلي فيه بعيد عن العتمة المحيطة فيها...

ليجي يمسكها من إيدها ويقلها هيني هون وما تخافي...

ليرجعها لعند أمو يلي اعتبرتها من بعد يلي صار معها اليوم إنها أمها يلي ما جابتها ع هالدنيا لتسمع منها كلام بريّحلها خاطرها وبهديلها بالها وهي عم تمسحلها بأطراف أصابعها على شعرها وضهرها بحنية خاطفة لإلها...

بحنية مشابهة لحنيتها عليها وهما بطريقهم للمستشفى بهاداك اليوم يلي توجعت فيه من جنابها...بس للأسف الشديد نداء روحها لإلهم ما كفاهم ليسمعوها ولا كفاها ليهوّن عليها وحشة المكان الواقعة فيه ولا حتى قدر ينسيها خوفها المسيطر عليها... فصرخت منادية على أمو وعليه هو بصوتها المرعوب من كل قلبها: يــمــا!

عـبــ

وما لحقت تنطق بأول حروف اسمو إلا بإيدو الرجولية الطويلة ملبية نداءها وكاتمة حسها ونفسها من شدة ضغطو على تمها تزامنًا مع ضغطو ع خصرها وهو عم يقلها بنبرة جامدة متجاهل فيها سؤال عاصي المكرر (خيّال وينك؟ طمن؟)من خوفو ليكون صايرلو شي لإنو رجالهم بعاد عنو ومو قادرين يشوفوا شي منو من بعد ما طفّى فلاش سلاحو: سسسس (شششش) ولا حرف... بنصحك ما تعندي معاي لبالقوة أخدك من عند أهلك سامعة!

هي شاللي تسمعو منو؟

هي شاللي تعندو فيه معو وعقلها مانو قادر يستوعب حقيقة وجودو معها... فتمسكت فيه بقوة من محاولتها لتأكد لنفسها إنو هو بطلها زورو هون معها... رغم شعورها يلي عم يشككها فيه... رغم فتلان راسها من مشاعرها المزدوجة بين الصدمة والدهشة... وبكت من خوفها ليكون يلي عم تمر فيه مجرد خيال حلو بنتهي بلحظات معدودة وهي مو حاسة فيه هو للتقل لسانو وبطء نفسو بس حس عليها كيف عم تتمسك فيه كأنها كانت عم تستناه يجي ياخدها...

كأنها كانت واثقة من جيتو لعندها... فاستجاب لتشبثها فيه ملبي طلبها الاستشعر فيه بقوة وهو عم يقلها بنبرة تقيلة وعجيبة عليه...

بنبرة محسستو إنها هي شريكة لإلو في نفس الهدف.. مو مجبرة عليه ولا مكرهة معو: هلأ بسرعة رح نركض سامعة!

الشغلة طلع فيها ركض كرمال تطلع من هون... وأي ركض رح تركضو هلأ من عجزها لتصدق إنو هو معها هون وواقف وراها وما في شي فاصل بينهم من رجف رجليها وضغط معدتها وجفاف ريقها المفاجئ لإلها هلأ... فحاولت تلف عليه... لتتمسك فيه بعيونها مو بس بإيديها... لتتأكد من حقيقة وجودو معها... لتضمن نفادها من هون بعيد عن أبوها العنيف ولمسات سامي المحرمة عليها والمكروهة لإلها ومن تنمر بنات عمها ومرتعمها عليها... لكنو هو سبقها منزّل إيديه بعيد عنها... محررها من حصارو لإلها... ساحبها من إيدها اليمين الباردة منفذ أمرو لإلها وجابرها تركض معو وهو عم يخبر عاصي "هي معي هلأ" باللحظة الكانت فيها عم تبكي دموع فرح لإنو هو بطلها زورو معها هون حقيقة مو مجرد طيف عابر لإلها بالحلم...

لإنو هو ما تركها وتخلى عنها متل ما عمها وجدها تخلوا عنها لما زوجوها إياه... فبكل قوتها الضعيفة حاولت تتمسك بأصابع إيدو المقيدة إيدها لتأكد لنفسها للمرة التانية والمليون إنو هو فعلًا معاها هون... وهي عم تترجاه من بين دموعها بصوت مرعوب ممزوج بأمل غريب عليها محسستو فيه آديه (قديه) هي مبسوطة باللي عم يعملو معاها هلأ برجاها البسيط لإلو: عبدالعزيز متتركني (عبد العزيز ما تتركني)..

متروح وتخلينيالله يخليك (ما تروح وتخليني الله يخليك)...

ورجاها هادا شو حيرو ووترو بالوضع الخطير يلي هما فيه هلأ لإنو هو ما بقدر يسمعها عم تكلمو وما يركز معها بكل إصغاء تام... فجبر نفسو يتجاهل كلماتها ورجاها وصوتها المحسسو بالأهمية ليركز بكل حواسو ع اللي عم بصير حواليهم ليتفادى بمشئية الله أي مضرة هتصير كرمال يطلعوا من هون سالمين غانمين فيها ومعها... إلا بصوت عاصي الحريص والخايف عليه متل خوف أب ع ابنو واصلو من سماعة البلوتوث المشبوكة ع إدنو اليمين لحظة ما حس في صوت قريب منهم: عبد العزيز دير بالك سفرجل شاكك في حدا...

فتحرك فيها بسرعة لعند الشجر وهو عم يسمع بقية كلام عاصي: قريب منكم فأبعد معها لعند الشجر خليه هو يخلّص معو...

وبعجلة كتم صوت لهاثها العالي بضم وجهها ع صدرو وبإيدو التانية الحامل فيها السلاح الطافي كشافو حوطها من خصرها خوف ما يفقدها... هو ما صدق يلقاها عشان بهيك لحظات يضيّعها... فبلع ريقو التقيل لحظة ما سكن ورا الشجر وهو متجاهل إحساسو بدقات قلبو السريعة... ومركز بصوت صراخ أهلها ع بعضهم مع خبط أشياء ع بعضهم فجأة لإنو وصلهم خبر دخول رجال الخيّال عليهم من رِجّالهم الهرب من رجال جوزيف قبل ما ينتبهوا عليه ويشوفوه: جنيت

:~~~~~ لازمهم دبح... جيبوا الرشاشات بسرعة...

:~~~~ لأ ما بعملوها.... بلاش تكبر...

:انخرس يا ابن ال*****

إلا بصوت خبط عالي وصلهم... وشو ارتعبت جودي لحظتها من يلي عم تسمعو... فشدت عليه طالبة الأمان منو... بس أي أمان رح يوفرلها إياه هلأ وهو لازم يخلّص من يلي قريب منو ليهرب فيها بعيد عنهم... إلا بصريخ أبوها وسبو تزامنًا مع صوت رجلين (أقدام) الرجّال القريب منهم فما لقى حالو غير رافع إيدو الحامل فيها السلاح مجهز حالو لأي هجوم مفاجئ وهو عم يخبّر عاصي القاعد ع أعصابو وكاتم صوت نفسو وصوت الإزعاج الواقع فيه من رن حماه عليه من شان يلي عم بصير معهم هون: عاصي بسرعة دخّل الجيبات...

عاصي رد عليه بسرعة بعد ما شال كاتم الصوت: تم!

ورد الكتم تارك عبد العزيز يركز صوت الرجلين من وين جاي بس لو صوت تنفسها يخف تيسمع الصوت منيح.. فشد ع إدنو محاول يسمع بدقة من وين جاي مصدر الصوت وراه ولا على يمينو أو على يسارو وبسرعة لف بس سمع صوت الرجلين جاي من اليسار فرفع سلاحو وهو عم يشغّل فلاشو مجهز حالو للتصدي لإلو... وبس لمحو قدامو بسرعة ضغط ع زناد السلاح إلا بدفعة إيدها الغبية يلي غيرت حتمية الموقف من معهم لعليهم وضدهم... بعد ما جت الرصاصة في الهوى بدون ما يطلع أي صوت مسموع للبعيد لطلق الرصاصة من كاتم الصوت يلي عليه... معطية رجّال أهلها المقابلهم من عباطتها بالوقت الغلط ورقة قوة دفعتو بكل ثقة يؤمرو هو ابن الخيّال المسؤول عنها والمجازف بروحو منشانها: ارمي السلاح من إيدك واترك البنت تيجي لعندي!!

عبد العزيز انفعل بس سمع كلامو مع صوت بكاها المجننو فما لقى حالو غير شادد عليها وهو عم يسمع رد عاصي المنقذو ع فجأة: سفرجل عم يقرب منكم بس اصحك تلف... فنطق وهو عم يسمعها عم تقلو (ما تقتلنا!!!): وإذا ما اعطيتك إياها شو رح تعمل؟

الرجال ضحك بخبث وهو عم يحرك السلاح ناحية رجلو بس شاف أبوها وسامي وكم رجّال جايين من الباب التاني بالكشافات والرشاشات مفكر بعظمة المكافئة يلي رح ياخدها من جاسر دهب إذا ضر واحد من رجال الخيّال: بس بعمل هـيـك!

إلا بصراخها العالي الكاشف مكانهم بالدقة وين مع صوت سلاح الرجال المو مكتوم صوتو...

فصرخ جاسر وهو عم يركض لعندهم: بـسـرعة هـنـاك!

عبد العزيز فوراً سحبها تركض معاه بس سمع صريخ أبوها ولمحهم جايين لعندهم وهو مذهول من تدخل عمها كنان باللحظة المناسبة مدافع عنو... وطاخخ رجال أخوه في راسو...

فصرخ عمها كنان لإلو: كــمـّـل!!

عبد العزيز ما استرجى يوقف فيها وهو عم يشوف الطخ عم يزيد من رجال أهلها الجايين من الباب التاني وبسرعة كمّل فيها ناحية الجيبات الداخلة لعندهم وهو عم يسمع صوت عمها كنان وهو عم يقلهم: بنتكم معو اصحكم تتطخوا عليه...

عبد العزيز بس سمع كلام عمها كنان استشعر بالخطر الحقيقي فركض فيها بسرعة رهيبة وهو منفصل عن يلي عم بصير حواليه ومركز بس ع هروبو من هون معها سالمين... وما عرف رغم الضغط الحاسس فيه كيف قدر يحس فيها رح يغمى عليها من رخو إيدها الماسكها منها... فأدرك الموقف لافف عليها ليحملها ع إيديه مواصل ركضو فيها قاطع المسافة بينهم وبين الجيبات وهو مو مركز ولا حتى سامع صريخ عاصي المنفعل عليه من خوفو ليكون صارلو شي...

وما عرف كيف وصل فيها الجيبات بهالسرعة هاي ليركب في الجيب المحدد لإلو بدون ما رصاصة وحدة تطب فيها ولا فيه رحمة من الله... فنطق بسرعة من الشباك المفتوح بالقاطع العازل بينو وبين الشوفير يلي عم يحرك السيارة: عجّل بسرعة!!

وأخد نفس طويل حامد فيه ربو... إنو طلع معها آمن غانم فيها... (الحمدلله يا رب) ومباشرة بعدها رد ع عاصي يلي عم يصرخ عليه: عبد العزيز! يا عبد العزيز مالك طمني عنك! وين اختفيت الرجال بطلوا شايفينك؟

عبد العزيز رد أخد نفس طويل وهو مو مصدق إنها صارت بين إيديه ومتنصلة من عيلتها الغدارة فيها وفيهم... فبلع ريقو مجاوبو بصوتو اللاهث: بآمـان ولـلـه الـحـمـد هـيـنـي صـرت في الجيب!

عاصي تنفس براحة كبيرة: الحمدلله كنت حاطط إيدي على قلبي لإنو سفرجل تصاوب بإيدو قبل ما يصلك والشباب لاهين مع رجالهم... وسحب سيجارة من علبة دخانو مطلّع كل التوتر يلي مر فيه فيها وهو عم يطالع عدنان المواصل مع رجالو وعم يطلب منهم انسحاب تام دامو شاف جيب عبد العزيز انسحب مع جيبات الحماية من جوا وهو عم يقلو بمزح بعد الجدية يلي مر فيها: والله بدي قطعة خوفة بعد الفيلم العيشتني فيه يخي كلمة وحدة ما رديت... شو هادا..

عبد العزيز رد عليه وهو عم يتنفس غصب وعم يسمع صوت ضحكة عدنان ع ردو: اسكت يا رجال الله لا يعيدها من ليلة... هادا وإنتا برا شو حالي أنا يلي جوا...

عاصي رد عليه بلسع: والله إنتا جبت الدب لكرمك بس مو مشكلة المهم علّمت عليهم وأخدتها من نص بيتهم... وتنحنح بجدية مكمل... احم احم طيب يا سيدي نجي للإشي المهم ايش ناوي تعمل مع جدك ورجال العيلة هلأ بعد ما ضمنتها عندك؟

عبد العزيز ضيق عيونو معقد جبينو وهو عم يخبرو: والله ما رح أعمل شي غير أنام وبس اصحى بتعرف شو رح أعمل... المهم علي الصوت لتسمّع أبو سلاح شو رح قول...

عاصي لبى طلبو وهو عم يقول: عدنان اسمع عبد العزيز بدو يقلك شي...

عدنان لف عليه وهو مضغوط ع رجالو يلي تعرضوا لاصابات بآخر لحظات انسحابهم: هو ضل بدو يقلنا شي بس الله يستر ما تكون مصيبة أكبر من هاي!!

عبد العزيز ضحك بمرار ع الورطة يلي وقّع حالو ومرتو ومعارفو وأهلو فيها: هه... لا تطمن ما فيه شي كبير بس أول شي طمّنّي في حدا من رجالنا تصاوب لبعيد الشر...

فرد عليه عاصي بصراحة قبل أبو سلاح: فيه كم واحد فرح ناخدهم ع بيت عدنان متل ما اتفقنا وهوناك أرسلان وكم دكتور رح يهتموا فيهم... فإنتا تسهّل هلأ وتريّح لتحضر حالك لبكرا لإنو هون ولا شي مقارنة باللي جاي بكرا.... بكرا قصف وقنابل مو طخ... (قصدو لسان جدو ورجال عماتو بدران وزيدان وعمو جميل)...

فتدخل عدنان معلّق وهو قاعد ع أعصابو مستني بقية جيبات الرجال تصير قريب منهم ليحرك السيارة وراهم: مو مهم كلشي بهون دام المدام رجعتلكم... بعدين أبو ضرغام بعد هيك تعب معك ما تنسى تعزمنا ع لحم يخي من تحت إيدين الوالدة..

عبد العزيز ضحك ع ردو وهو عم يمسح ع ضهر جودي الفاقدة السيطرة على حالها من بعد يلي صار بينهم وبين رجّال أهلها قبل شوي... لدرجة مو حاسة ع حالها وهي شبه متمددة عليه وعم تهمهم بكلام مو مفهوم.. فزم راسها ع صدرو كاتم حسها عن سمعهم رادد: ههه مقدورة عليها وبعدين مو بيننا أبو سلاح... ويلا خلوني سكر منكم... أخ عاصي ما تنسى كنعان..

عاصي ضيّق عيونو بحبور مجيبو بنفس أسلوبو: فهمنا يا أخ عبد العزيز تسهل بس..

رد عبد العزيز عليه بنبرة بتدلل ع بالو الرايق وهو عم يسند ضهرو لورا: ومشكور إنتا وأبو سلاح ع اللي عملتوه معاي الليلة... وقفتكم معاي ما رح أنساها...

فجاوبو أبو سلاح ببساطة مازحة: لا يخي انا ما بدي شكر ولا معروف ولا حتى تتذكرها قلتلك بس بدي عزيمة لحم من تحت إيدين الوالدة الغالية أنا ورجالي...

عاصي علّق على كلامو وهو مقرب السيجار من تمو: دايمًا عقلك ببطنك... بس ولا يكونلك خاطر والله كل الرجال معزومة عندك ع أكل طيب وشي من الآخر بشهي ع حسابي... بس يلا راحت عليك يا أبو ضرغام...

فرد عبد العزيز يلي رافض يتخلى عنها ولا يبعدها عنو هلأ لو لثانية وحدة: بنعوضها ويلا سكر...

فسكر عاصي منو مكمّل كلامو مع أبو سلاح وهما ما زالوا منتظرين الرجال كلها تنسحب... بعد ما آمنو ع حفيد شامخ العم يشد ع مرتو الحاسسها صارلها سنين بعيدة عنو مو قريب العشر ساعات... فبعد ضهرو عن مقعدو مقرّب من الشباك الصغير الموجود في القاطع يلي بينو وبين الشوفير مخبرو: كمّل ع الشمال... بدنا نروح ع منطقة الرمّانة...

فرد عليه الشوفير يلي كان رح يروح فيه لمكان تاني قريب من الشمال ع هوى ما كانوا متفقين قبل: حاضر! وبس وصلو ردو سكر الشباك بينهم مختلي معها لحالو وهو مو عارف يضحك ولّا ينحرها ع حركاتها الغبية قبل شوي معو بمزرعة أهلها... ولّا يطول لسانها من حلقها عشانها ما خبرتو عن فصول أهلها الناقصة معها لمّا جبرها تروح عندهم وفضلت تعند بدون ما توضح السبب... ولّا يحتويها ويهون عليها ع اللي شافتو عندهم... ولا يفاتحها بكل شي... مو بقولوا دقوا الحديد وهو حامي... بس هي المشكلة مو حديد وحالتها ما بتسمح مع الحمل فلأ اضمن حل وأحسنهم يتعقّل معها وكل شي بجي مع الوقت لهيك تركها تهمهم بدون ما يصحيها خوف ما تساوي شي مالو داعي هلأ... وتنهد ساند راسو ع الشباك وإيدو رافضة تتخلى عن السلاح الماسكو بإيدو من خوفو ليصير أي هجوم مفاجئ عليهم وتروح من بين إيديه... وفجأة تبسم بس تذكر وقفة عمها كنان معو... يا الله شو مديونلو ع هالعملة يلي بردت قلبو... وتزهره مفكّر بشي لبعيد وهو عم يحرك إيدو ناحية جيبة بنطلونو الأسود الطويلة والعريضة ساحب تليفونو النوكيا مع تليفونو الشخصي يلي ضواه وهو عم يفتح تليفونو النوكيا ساحب الشريحة من تحت البطارية حاططها مكانها ليشغلو ويرسل رسالة قصيرة منو لرقم مجهول الاسم... وهو عم يحس برجة تليفونو الشخصي الحاملو بإيدو... فتنهد بعد ما أرسل الرسالة للرقم المو مسجل عندو... مرجع راسو لورا ومميل كتفو قريب من راسها وهو عم يشم ريحة الأهانة والخوف ع منديلها... وعم يقرأ الرسايل يلي وصلوه ع تليفونو الشخصي من جدو وعمامو وأمو وجوري يلي بدها تكلم جودي بس تليفونها مسكر... فسكر التليفون متنفس براحة كبيرة لإنو قدر يرجعها قبل ما تصير قعدتهم مع كبار البلد بفضل الله عليه تيحكي يلي عندو ويمسك بزمام الأمور بدون ما حد يقدر يكسر شوكتو من أهلو ع العملة يلي عملها اليوم واللي ما تندم إنو عملها رغم مرار وتقل الموقف عليه... من إدراكو شي مهم واللي هو لمات حدا من أهلها لا قدر الله بدون ما تكون شايفتو لآخر مرة قبل ما تولع بين عيلتو وعيلتها وهي حضرتها عندو وع ذمتو رح تلومو وتلوم أهلو وتكدر الحياة عليه العمر كلو بالرضا ولا بالغصب...

لكن إذا أهلها كانوا سبب هالقطيعة وحرمانها شوفتهم الوزر عليهم مو على عيلتو ولا عليه هو يلي أبوه مات بدون ما يشوف وجهو الصبح...

مات بدون ما يودعو لآخر مرة كوداع حقيقي مريحو العمر كلو... وكرمال تتريح هي وما تتوجع متلو أصر عليها تروح عندهم ليبرأ حالو من حمل وزر هادا الوجع... وليبعد عنها الحرقة والقهر الجربهم والحس فيهم قدر المستطاع لتكمّل الحياة بينهم بالمسايرة مع بعضهم بدون فراق رغم كل المنغصات... فتنهد مفكر باللي مقْدِمة عليه عيلتو مع عيلتها الحالتهم حالة من بعد ما انسحبوا رجال أبو سلاح وجوزيف من عندهم تاركين كبير دهب... الجد عثمان المكنى بأبو جاسر يتحسر ع حالهم وهيبتهم الانكسرت بهالعملة وع العلن عشان شو؟

عشان مين؟

عشان ناس انقتلوا منهم ع إيدين عيلة الخيّال!!

ليه ما اختصرها من البداية وتقبل ضعف عيلتو قبالهم!؟

ليه ما مشي بالطريق يلي بحفظلو كرامتو وكرامة ولادو من زمان؟!

بس لو ابنو ما خرّب فكرة الصلح معهم وما كسر شوكتهم هيك...

هلأ لو خطرت ع بالك...

بعد شو!

بعد ما أدركت الإشي بوقت متأخر كتير...

بعد ما أدركت الإشي بِوَجع بِوجّع أكتر من الغلط نفسو... وبحِر كتير (بوجع) وبذل بدون رأفة فيك لإنو ما في قدامك خط رجعة تقدر تحمي نفسك فيه من الهوان والقهر والضعف والذل...

أي وجه بقيلك يا كبير دهب تقابل الناس فيه بعد يلي صار معاكم الليلة ومعلّم عليكم بالضعف والعجز...

أي وجه ضلّلك لتقابل فيه ولادك وأحفادك بعد الصحوة المتأخرة يلي صحيت عليها...

والأهم منهم هو ربك الشاهد ع كل شي ساوتو بحق ولادك ضد عيلة الخيّال... كيف هتقابلو بعد هالعمر وهالعمايل...

استاء من نفسو... واستنكر افعالو... وهو مو عارف بعد هالعمر يبكي على عمرو يلي ضاع غلط وراح... ولا على صحوتو المتأخرة.... ولا على الذل الحس فيه من ابنو وغيرو...

طمر وجهو وهو قاعد بمكتبو المظلم لحالو خجلان يقابل حدا من العار الحاسس فيه... ومن انزعاجو من صريخ بكرو جاسر ع الرجال وبهدلتو لإلهم مشان يلي صار إلا بصوت رجال عالي مخترق عتمتو وخيبتو من نفسو: يا رِجال في هون رجّال ما انتبهنا عليه ورا الشجرة بسرعة تعالوا شوفوا شكلو من رِجالهم...

من رجالهم؟

يفرح من شان فرصة عدم انهزامهم قدام الخلق دام طخوا واحد منهم.... ولا يحزن من صحوتو المتأخرة عليهم... إلا قطع حديثو مع نفسو صوت سامي العم يركض وهو حامل الكشاف الكبير بإيدو لينور عليه عتمة المكان المجبورين عليها من ورا رجال الخيّال يلي قطعوا الكهربا عليهم من برا: هششش خليني اتأكد بالأول بلاش ليكون واحد منا والبوس (جاسر) يعدمنا...
وركض معهم لعند الرجال المتصاوب وهو عم يحاول ينفي شعورو إنو هادا الرجال منهم فنطق منفعل كابت شعورو المزعجو: بعدوا شوف مين هادا الحقير اللي تطاول على مزرعتنا ال #### ابن الح####### و ## ودفش الرجال المبين عليه جثة مالها قيمة بغل ببوز بوتو لافو ع ضهرو وهو عم يوجه الكشاف ع وجهو كرمال يتأكد هو منهم ولا من رجال الخيّال... وبهت فجأة موقّع الكشاف من إيدو بس لمح وجه كنان الباهت...

وجه كنان يلي خاطر بحالو كرمال ينقذ بنت أخوه من جور أبوها الظالم المستبد يلي ناوي يدفنهم كلهم قبل منو عشان يفش غلو ويخلّص كرهو من عيلة الخيّال... بس ما فشر يعطيه مبتغاه ع حسابهم هما.. ولينتقم منو ويكسر هالجبروت كلو دعم بنتو الوحيدة واللي بالنسبة لإلو دون(شي رديء /ما بسوى) تهرب مع زوجها وهو ناسي الموت ومركز بس ع انتقامو منو هو أخوه يلي ما بخاف الله فيهم... بس للأسف الشديد الحياة صدمتو بعد ما أعطتو الفرصة لينتقم من أخوه...بقلبها عليه فورًا من بعد ما كانت بصفو من لحظة ما سمحت لأبوها وسامي الفاسد يطلعولهم بالرشاشات مع الرجال الجاية من الباب التاني طاخين ع رجال الخيّال وع بنتهم وصهرهم المسؤول عنها... فحاول يوقف بوجههم منبهم بنتهم معو... بس أي محاولة رح يحاولها والرصاص اخترق جسمو كاتم حسو... يلي ما حد فقدو لحد هلأ... لكن ضو الكشاف يلي كشف ملامح وجهو جبرهم يتذكروه...فبعد سامي عنو وهو حاسس بالشلل بس سمع صوت العم جاثم وهو عم يحاكي أخره محراك الشر يلي بسرعة آجى بس عرف من أخوه إنهم لقوا رجال منهم متصاوب عندهم: يا فرحتنا إذا طلع ابن منهم...

فضحك جاسر وهو عم يسب: #### ودفش سامي الجاي لعندو محاول يقلو بس ما قدر...

إلا بصريخ جاثم يلي لمح أخوه الغرقان بالدم: اويلي هادا كــنــــان!

جاسر حس الدنيا وقعت فوق راسو بس لمح أخوه يلي ما بعجبو ممشاه هيك عم ينزف دم... فنزل من مستواه ع الأرض متفحص فيه... وهو مو سامع صريخ* أخوه جاثم ليجيبوا أبوه يشوف ابنو آخر العنقود شو صار فيه... وشو ساوت الدنيا فيه: يـــا كســـرة ضهـــرك يـــابــــا.... تعـــال شــوف عنــقودك شـــو صــار فيـه! وبكى بصوت لم فيه أهل البيت يشوفوا شو فيه إلا الجد يلي صعبت حركتو وتقلت روحو عليه للعيشة هون... من تكاسل عيونو لتطالع الناس وخلق الله في هالدنيا الفانية... من تعب قلبو ليضلو يدق راغب بهالحياة بعد ما عاد فيها شي بجبر رجولتو يلي انكسرت اليوم وانهانت من ورا بكرو يلي أجى من صلبو.. فتنازل عن وجودو هون مسلم أمرو لله بدون ما يكون حدا معاه... بدون ما يساوي يلي كان مخططلو ليربي ابنو جاسر فيه... فصرخ جاثم بصوت عالي: ويــن أبــوي؟؟؟؟؟؟

وركض لعندو كرمال يجيبو يشوف حال ابنو يلي بدمي القلب لكن أي جيبة هتكون وروحو راحت لربها.... فصرخ بصوت مزلزل المزرعة بس حس أبوه ما عم يتفاعل معاه: يـــابـــا.... يــا غـــالــي رد عــلـي... قــوم يــابـا شــوف ابـنـك كـنـان كـيـف حـالـو بـقـطـع الـقـلب... وبكى بحرة هازو فيها... من بين صياحو ورجاه لإلو وهو مو حاسس ع بناتو ومرتو وأخوه جاسر يلي دخل عليهم ركض يشوف شو فيه وعيونو متحجرة كأنها عم تكابر ع ضعفها وإيديه عم تدفعهم بعيد عن أبوه ليفحصو مالو... وهو آخر شي مفكر فيه إنو كبير دهب أبوه تاج راسو يكون ميت...

ويا الله شو الحياة بهاللحظة هاي ابرعت بكسر جبروتو بطبيعتها المعروفة وهي نهاية الوجود حدا ألفناه معنا... وأخدها منا نعّم كنا مفكرينها باقية عندنا لدرجة بخسنا فيها من ضماننا لاستمرارها معنا وحوالينا.. من قناعاتنا يلي بتقول يلي بنكسروا اليوم بنجبروا بكرا... بس الوقت متل السيف اذا ما قطعتو قطعك... وهو ابنو جاسر شو بخس فيه باللي عملو اليوم معو مآجل رضى أبوه عليه لبكرا... بس أي بكرا هيكون بينهم بعد ما عاد موجود معو يشاركو أيامو الضايلة هون... فقرّب جاسر من أبوه مفقدو بدون أي ضو كشّاف جاي عليه من اعتمادو ع حاستو الرافض يصدّقها كرمال ما يسلم لحقيقة فراقو لأبوه المات هيك بدون ما يكون هو جنبو ليهوّن عليه آخر لحظاتو بدنياه... ويطمنو ويقلو ولادك هيكونوا بخير... وهترفع راسك فيهم وترد الاعتبار والاحترام لعيلتك فيهم...

فأي نهاية جبتها لأبوك يا جاسر...

وأي عزا هينقام بهيك وضع حطيتهم فيه...

مو بقولوا الدنيا دوارة وما بترحم وعدم رحمتها هي ميزان عدالتها لإنو الكاس بيمر ع الكل فالصبح انحرق قلب عيلة الخيّال والمسا هينحرق قلب عيلة دهب... مو بواحد إلا بتنين إذا صار شي لكنان... فالله يعينك يا جودي ع يلي كانوا مصبرينك ع عيلتك بلشوا يروحوا واحد ورا التاني... والله يعينك يا عيلة دهب لإنك هتنامي ع وجع بصْلب الروح بفقيدك يلي راح... على عكس عيلة الخيّال يلي هتنام بأمان وباطمئنان ويقين كبير بالله إنو ابنهم ما مات وفيه أمل كبير برب العالمين رح يرجّعلهم إياه معافي مسالم بإذن الواحد الأحد رغم المخاطر المحفوفة فيهم...

بس متل ما بقولوا دوام الحال شي محال والجد شامخ مدرك هادي الفكرة وخايف منها ليدهور حال ابنو فوق ما هو متدهور لكنو هو مؤمن وعارف شو يعني البلاء وأهمية الرضا بقضاء الله والثبات رغم المكدرات يلي عم تحيط فيهم... لكن أي ثبات رح يبقى فيه وهو قاعد ع الكرسي لحالو بعد ما أصر زيدان وبدران يروحوا من كتر ما رفعوا ضغطو من شان يلي عملو حفيدو بعيلة دهب... وعشان يختلي منيح مع زوج بنتو أمل باللي رح يجيبلو إياه.. وهو من جواتو عم ينحرق من ورا تصرفات حفيدو يلي مسكر تليفونو رافض يتكلم معاه ولا مع أي حدا منهم فمسح ع وجهو بصبر عليه وع تصرفاتو يلي صاير ما يفهمها إلا بعد ما يوقعوهم بالمطب العامللهم إياه...

واضح حضرتو عليه نازل عم يربي فيهم ويمسكهم من إيدهم يلي عم تحرهم من صواب أفعالو وتحركاتو... بس يلي عملو الليلة ما بقرب الصواب بشعرة لإنو فتّح العين عليه ورح يولعها بينو وبين بدران وجميل... بس بنفس الوقت يا كبير الخيّال إذا حفيدك ما ساوى هيك متى مرتو رح ترجع وكيف كمان...

وقبل هادا السؤال هو الغبي يلي نزّل راسو وطمرو بالتراب بهالحركة المالها داعي لما بعت حضرتها عند أهلها وهو يلي كان موصيه ما يبعت مرتو هادي الأيام فالآخرة معو هادا... ما يرد عليه عشان يعرف يحكي معاه قبل ما يجي الصبح ويحاكي كبار البلد.. إلا انفتح عليه الباب فجأة من ابنو جواد أبو أرسلان وهو عم يقلو: ما وصلك خبر يابا... عثمان دهب أعطاك عمرو...

الجد شامخ وقف ع رجليه منصدم... آخر شي توقعو هلأ هو موت عثمان دهب...

فالله يستر ليكون الجد ميت من رصاصة طايشة جت فيه وتكبر القصة... كلو من حفيدو العنيد... بس ليرد عليه إلا ليمسح الأرض فيه ويطلع كل حرتو باللي صار بعمو اليوم فيه...

ويا حاسة الأم وحدسها يلي ما بخيب بس تحس قلبها عم ياكلها ع ولادها من ساعات طويلة من خوفها عليهم ليصيرلهم شي وتيجي الدنيا تفاجئها بصحة مشاعرها وحدسها بشي بسيط منها... بتدفعها تحس وتدرك بمدى عظمة شعورها بفضل أمومتها يلي الله وهبها إياها...

ودامها أمينة الخيّال أم للمجنون يلي عندها حدسها ما رحمها من العصر وطالع من خوفها عليه ومن حرصها ليبقى جنبها دعتلو من كل قلبها هو ورجال العيلة الله يحميهم ويبعدهم عن شر عيلة دهب... بس الدنيا صدمتها بالعكس لحظة ما سمعت بنات حماها عم يحكوا عن هجوم حدا منهم عاملو ع مزرعة دهب "لحقوا بقولوا حد من رجالنا هجم ع عيلة دهب قبل شوي"... ويا حرقة قلبها وخوفها يلي تضاعفوا عندها لإنها عارفة ما فيه غيرو هو ابنها المجنون عاملها.... فبسرعة هربت منهم لبيتها وهي حاسة أطرافها عم ترجف ليكون صاير عليه شي ولا رح يصيرلو شي من أهلو ولا من أهلها... وما صدقت تعبر بيتها لتطلع بسرعة ع جناحها الصغير والخوف ماكلها وقلبها عم يدعيلو بالرحمة والحماية... وبعجلة بس دخلت غرفتها سحبت تليفونها من جرزايتها الربيعية متصلة عليه وبس حستو طوّل عليها قلبها نقزها... فانتهت الرنة كاملة وابنها مو رادد عليها... بلشت تخربط بالتفكير من خوفها لتفقد سندها بين الناس من بعد ربها وزوجها المغدور... إلا باتصالو يلي رجعلها فيه هدّى قلبها فردت عليه فورًا وهي عم ترفع التليفون ع إدنها بانفعال من كتر مهي مو قادرة تسيطر ع نفسها: وينك يما؟

عبد العزيز حس بأمو مالها شي فنطق مهون عليها: الله يصلحك يما شاللي مقلقك هالقد لدرجة مخليكي ما تنامي لحد هلأ..

أمو ردت عليه وهي ماسكة دموعها لتنزل: قول إنتا يلي الله يصلحك ابني وحيدي يساوي هالسوايا وأنا آخر من يعلم...

عبد العزيز رد عليها بنبرة حنونة لكنها بتحمل جواتها جدية: يما إنتي ما لازم توجعي راسك بكل يلي عم بصير... راحتك هي راحتي... بعدين يا غاليتي تطمني دامني بخير ما تزعلي وتكدري خاطرك وكلشي كاتبو ربنا يا محلاه...

أم عبد العزيز تنهدت بعجب من ابنها ونطقت بمشاعر مو صافية معو من عتابها عليه: هادي المرة ماني مطوفة قلت بدك تتزوج مشيت بس ما رح مشي هادي المرة.... بعدين يا ابن ضرغام مرتك وين أراضيها صارت؟

عبد العزيز طالع مرتو وهو عم يلمح انعكاس ضواو الشوارع عليهم بشكل خفيف مخبرها نص الحقيقة: وديتها ع الشمال ~~

أم عبد العزيز قاطعتو بحدة: ليش؟ مع مين هتقعد مرتك المسكينة... البيت وحش وكبير عليها لتكون لحالها فيه... كان أخدتها ع كوخ من أكواخ الأهل ولا ع شقة من الشقق يلي عندك...

عبد العزيز رد عليها متنهد: هــا... الدنيا مو جت ترضينا يما بس ما تقلقي هتكون معها مرافقة تملي وحشة البيت عليها... بعدين هادا المكان أأمن شي عليها بالوضع يلي احنا فيه...

أم عبد العزيز حست ع حالها عم تزيدها عليه فبلعت حرتها ناطقة بحنية أم مو راضية عن ابنها: بعيننا الله يما بنصبر فالله يحفظها ويحفظنا كلنا وانتبه عليها وع أكلها... وحطت إيدها ع بطنها ضاغطة ع وجع معدتها من التوتر العايشة فيه من الصبح لهلأ مكملة... وإذا مانها ماخدة شي بخلي الخدامة وأنا بإيدي حتى بحطلها الأغراض..

عبد العزيز رد عليها بشكر كبير: خليت رولا تجهزلها شنطة صغيرة بس بكون ممنونلك يا أمي إذا بتجهزيلها أغراضها لإنو أكيد ماني مرجعها هادي الفترة إنتي عارفة لإيش وشو السبب... فتنهدت أم عبد العزيز بقلة حيلة معقبة فيها ع كلامو بتقل: الله بفرجها يا ابني.. المهم حطها بعيونك البنت هلأ مالها حدا غيرك وما في حدا تحاكيه ولا تروح عندو فيجعلني بس احكي معها اسمعها زعلانة ولا تعبانة منك فاهم لإنو وقتكم قبل غير عن يلي جاي!

عبد العزيز ابتسم غصب عنو: حاضر يما بتؤمري بدك شي تاني؟

أم عبد العزيز نطقت فورًا وهي مترددة تفاتحو بموضوع هجومهم ع مزرعة دهب ولا تأجلو لبعدين: ما بدي غير سلامتك واصحى تنسى تخليها تحكي مع جوري عشان تغير جو ويلا خليني سكر بلاش شتت تركيزك وإنتا بتسوق بأمان الله..

فعلق عبد العزيز ع كلامها بهدوء: صوتك شاللي بشتت تركيزي الله يسامحك يا حجة عيوني لإلك بعدين إنتي وجوري شكلكم ما نمتوا ببيت جدي...

أم عبد العزيز زمت شفايفها متل طفلة صغيرة عارفة قاضيها كاشفها بدون حرف... فردت عليه بنبرة واطية: بيت جدك مع وجود عماتك وولادهم وبناتهم صار ضيق علينا... فأنا بدي اتعبد وادعي لعمك وللأهل ~~

عبد العزيز حس أمو مو عارفة ترد عليه فأختصرها عليها: شو ما بدك ساوي يا حجة... أهم شي لجدي رجع ع بيتو إنتي وحفيدتو المدللة عندو...

أم عبد العزيز شو فرحت ع ردو كأنها طفلة أخدت الموافقة من أبوها لتروح تنام عند صحبتها فصفي قلبها ناطقة: الله يرضى عليك ويلا تصبح ع خير...

فجاوبها وهو عم يبتسم: وانتي من أهلو بأمان الله... وسكر الخط منها بدو ينزل التليفون.. إلا وصلتو رسالة من عاصي (يخي وينك ما بترد ع أي رقم.. عطاك عمرو عثمان دهب

انفتل راسو بنص قراءتو للرسالة مندهش من يلي عم يقرؤو فجبر حالو مكمل قراءة الرسالة...

وعمها كنان متصاوب وحالتو خطيرة والله أعلم إذا ما رح يلحق أبوه فالله يستر ما يكون منا)

عبد العزيز ما بعرف كيف قشعر بدنو وإيدو رجت موقعة التليفون منها...

معقول هو مات عشانو انقذهم... مسح ع وجهو مخنوق... محتر من الخبر... مو عارف يتقبلو كخبر عابر... مسح ع رقبتو وهو مو عارف هلأ كيف فيه يقلها بعد يلي مرت فيه بكل ثقة... (جدك عطاكي عمرو بس ما رح تقدري تشوفيه ولا تودعيه ولا حتى رح تكوني حاضرة في عزاه جنب أهلك وفهمك كفاية ليش) وبلع ريقو بصعوبة... ما بعرف ليه تأثر كل هالقد بخبر موت جدها ممكن لإنو امبارح الصبح شافو وسلم عليه وقعد معو... لكن بالمقابل هو بعرف وبعرف منيح ليه تأثر بخبر موت عمها كنان يلي تدخل منقذو بآخر لحظة وخلاهم يهربوا موقف بضهرهم بوجه أهلو... ومو بعيدة الجد انجلط لهادا السبب... أو من يلي عملو هو فيهم... ففكرة احتمالية يكون سبب ضر ولا موت حدا كهربتو وخلتو ينفعل لإنهم هما بشهور حرم والذنوب فيها عظيمة والحاجة جبرتو يعتدي ع بيتهم ليضمن رجوع مرتو السلمها بإيدو لإلهم بكل غباء منو معهم من غدرهم فيه وبأهلو... فانضغط لافف وجهو فاتح الشباك محاول يتنفس قبل ما ينخنق بحرتو إلا لمح قدامو لافتة مكتوب عليها الرمّانة... فبسرعة رد فتح فتحة الشباك الموجود بالقاطع العازل بينو وبين الشوفير مخبرو بنبرة تقيلة: خُد ع إيدك اليسار وضلك دغري تلاتمية متر وبس تشوف فيلّا مع سور لحالها مضوية في منطقة معزولة وقف عندها...

فرد عليه الشوفير وهو عم ياخد الطريق يلي ع إيدو اليسار: حاضر!

ورد حالو لورا بعد ما رد سكر الفتحة شاعر بالهوى الملامس وجهو محاول يهون ع حالو حم الفكرة بس وين يا حسرة وذكرياتو هون بالمنطقة هبت عليه مذكرتو غصب عنو بأيامات (أيام) زمان لما كانوا عايشين هون بهالڤيلّا اللطيفة قبل ما تيجي جوري أختو وينقلوا ع القصر...

ويا الله هالذكريات رغم جمالها شو بتحرق الصدر وبتصلب الروح... لأنو حدا منها صار تحت التراب من سنين طويلة... وغاب عن عيونهم للأبد لحد ما يشيء رب العالمين يلتقوا بالآخرة سوى... ورغم معرفتو لهالشي إلا إنو عم يتوجع... لإنو ما فيه شي هيعوض هاداك الشعور يلي حسو معو... لإنو ما في حدا رح يعوض وجود هالشخص بقلبو رغم العلاقات يلي بتدخل حياتو...

والحقيقة يا ابن الخيّال بتبقى مهما تعرفت وتقربت من كتير ناس ما في حدا هيعطيك هاداك الشعور المنتظرو والفاقدو من حدا بعز عليك ومات لكن الوقت بشغلك بس ما بنسيك... والمشاكل والتحديات يلي بتمر بحياتك بتقويك وبتلهيك بقصص جديدة... لكن بنقرة وحدة... بصورة وحدة... بكلمة وحدة... كلشي برجع وكأنو كل محاولاتك راحت هباء...

فيا الله شو حس حالو رافض يتذكر كل هالذكريات المحفوظة بذهنو... خوف ما يرد يقسى والجمود يستوطن روحو...

خوف ما يتحول لهاداك المراهق المغلول والمقهور...

هو يجرب كلشي بالحياة إلا القهر والعجز... لإنهم أصعب شي بالحياة... فشو تمنى يعمل خط رجعة ويروح لمكان تاني... لكن خلص صار وقت يملي هالمكان ذكريات جديدة لإنو ما فيه يتخلى عنو ويبيعو لإنو من ريحة أبوه الغالي ولا حتى فيه يهجرو من حبو لإلو ولذكرياتو الحلوة فيه...

فدامو ما رح يبيعو ولا رح يهجرو لازم يحدد موقفو منو... لإنو الحيرة بالحياة شي هالك للنفس وباهت للروح كرمال هيك هو خطط يجمّل هالمكان معها هي يلي بتحسسو بأمان ماكل قلبو وآسرو فيه... فتنهد بس لمح سور الڤيلّا المنورة والمجهزة لجيتهم اليوم من بعد ما بعت الخدم ليجهزوها مع رجال عاصي كحركة استباقية بوجه أهلها ليكونوا ضامنين إنها هي بآمان هون...

فتنفس بصعوبة بس لمح الشوفير عبر فيهم لجوا لحالو بدون السيارتين الوراه فور ما فتحولهم رجال عاصي الباب بس لمحوا السيارة المدرعة الجاية لعندهم... وشو انزعج من هالصورة... صورة حراس غريبين عنو حواليه هو عشان شو... عشان يحمي روحو... وروح أهلو...

هو صدقًا ما بحب هادي الحياة ولا برغبها فلهيك الحياة بتبقى بنظرنا ما جت ترضينا لكن قناعتنا فيها بترضينا منها... فجهز حالو ساحب مفتاح باب البيت من جيبتو وفاتح تليفونو مرسل رسالة مهمة قبل ما ينزل فيها من السيارة وهو حاملها ع إيديه سابق الشوفير قبل ما يفتحلو الباب... وتحرك فيها لعند باب البيت وهو عم يشوف نظرات الشوفير ع الأرض... والسلاح لساتو معو... فطلع التلات درجات مقرب من الباب الفاتحو بالمفتاح... ليعبر فيها جوا البيت المنور من بعيد بضو صغير تاركتو المرافقة لإلها لما تقوم للحمام بالليل... فتبسم براحة لإنو تراجع عن كلامو امبارح مع عاصي لما قلو (المهم هلأ ابعتلي الجليسة الأمينة يلي قلتلي عنها بكرا ضروري)... وخير وبركة إنو تراجع عشان بعد تلات ساعات قبل ما تصير الساعة الستة يكون متحرك لعند أهلو وما تكون هي لحالها بين رجال غريبين عنها... فسحب المفتاح من الباب مسكرو وراه... ليواصل بعدها طريقو وهو عم يغمض عيونو من حفظو لكل ركن بالبيت فمشي فيها بدون لا يضوي أي ضو تاني غير يلي ضاويتو الجليسة كرمال ما يتذكر شي بس متل ما بقولوا ذكرياتنا مع أحب أشخاص لقلبنا بتبقى محفورة بالقلب مو بس بالعقل... فمحاولاتو كانت هباء مع كل خطوة عم يتقدمها ناحية الدرج الضيق وهو عم يتذكر قعدتو مع أبوه لما كان يستقبل الضيوف معو هون بالقعدة المصممة ع الطراز الكلاسيكي الفكتوري السايد فيه لون الخمري والأخضر ع زيتي واللي أمو اختارتو واجبرت أبوه عليه بالأول لحد ما حبو رغم إنو كان يفضل ديكور ڤيلتو يكون ديكور عربي...

فتنفس بصعوبة من تقل الذكريات عليه وعمقها فيه... وطلع فيها الدرج يلي مع كل درجة عم يطلعها منو شو عم يحس روحو عم تنخنق... فتجاهل الخنقة متابع مشيو ناحية الليوان فاتح باب الغرفة الوحيدة فيه ليعبر منو وهو مناه يحاكيها ولا ينام جنبها وهي بين إيديه كرمال ما تزيد حرقتو ويصير شخص مخيف... كرمال يهدى ويستكين... فسكر الباب وراه برجلو... ومشي فيها ناحية السرير... وهو عم يحس فيها عم تتحرك بين إيديه... فنزلها ع السرير محرك إيدو ضاوي ضو الأباجورة المحطوطة ع الكوميدينو المو مفصولة عن خشب السرير ومنزل السلاح عنو ساندو ع الحيطة جنب الكوميدينو... ولف عليها محتاج ينام بعد المشاعر الملخبطة يلي عم يمر فيها وبهت بس شاف شكلها... وبسرعة قرب منها مفقدها بحدة محسسة جودي إنها بكابوس جوا الكابوس يلي عم تحلم فيه وهو عم يقلها بخشونة ملتفة بعصبية حارقة لإلو: مين عامل فيكي هيك جاوبيني...

وقرب منها مفقدها بأصابع إيديه المولعة من النار الجواتو مشلحها منديلها وهو حاسس حالو رح ينخنق من يلي عم يشوفو جرح جبين وغير جرح شفتها... وبهت بس لمح خصلة من شعرها طويلة ع أصابع إيديه مع منديلها... فبسرعة مسكها من راسها خطف مفقد شعرها وهي رافضة يلي عم يعملو معها بس ما فيها حيل لتدفعو عنها وهي بهالهشاشة الواقعة فيها..

وجفل بس شاف قصر شعرها المربوط شبه كعكة وهو مقصوص بشكل مخلي شعرها بين شعر نازل وشعر قصير طالع مقارنة باللي نازل والكارثة يلي نازل وجاي تحت عبايتها ما بصل طولو لتحت كتفها... جن مو قادر يصدق... فنفل شعرها محررو من ربطتو محاول يفند يلي شافو... بس ما قدر... انغل... احتر... انحرق... فمسكها من كتافها هاززها منهم وعم يصيح عليها من القهر الحاسس فيه: مـيــن عــمــل فــيـكـي هــيـك؟؟

ضغط ع كتافها بقسوة حاسس في مجال يقتلها فيها من الضعف الحاسو فيها ومن الخوف الشايفو بعيونها... فضغط ع فكو وإيدو اليمين يلي سحبها بعيد عنها خوف ليضربها فيها رغم أنو ربي ما يمد إيدو ع بنت لو ما صار... بس هي "مدامتو" شكلها هتخليه أسوأ رجال في الدنيا من غباها وضعفها... فبعد عنها محاول يسيطر ع أعصابو قبل ما يموتها بين إيديه لكن لأ وين وهو مو ضامن ما في شي تاني صاير بجسمها... فردلها بسرعة خاطفة بعد ما ضو الضو الغرفة مقرب منها ومفقدها بسرعة مخيفة وهو عم يشلحها عبايتها الوسخة بعنف ممزعها فيه هي والفستان اللابستو تحتها من النص غصب عنها وهو مهتاج من يلي عم يشوفو ع جسمها ومن محاولاتها لتخبيه عليه بتغطية جسمها بإيديها وهي عم تدفع نفسها تتقوقع ع حالها رغم تكاسل جسمها ووجع عرقها يلي رجعلها هلأ من يلي مرت فيه امبارح لحد هاللحظة هاي... فانفجرت بكى وهو مو قادر يحس فيها من الخزي الحاسس فيه اتجاه نفسو من آثار الضرب يلي ع جسمها فكمل ع فيزونها اللابستو تحت الفستان الممزع واللي سهي عنو يقلها تلبسو تحت فستانها قبل ما تطلع من غباه وتغافلو عنها... وجن ع الآخر بس شاف رجليها كيف مبقعة من ورا قرصات أبوها لألها... فنطق بصوت مخطوف وهو حاسس رح ينجلط: لـك مـيـن عـامـل فــيـكـي هـيـك؟

جودي فوق خوفها خافت منو وزمت حالها ع بعضها رافضة تصدق إنها هي هون بخطر معو لحالها بدون ما حدا يدافع عنها... فرد صرخ: مــيــن عـامـل فـيـكـي هـيـك؟

جودي رفعت ضهرها محاولة تهرب منو... لكن وين عندو هو المانو حالل عنها إلا ليعرف مين مسوي فيها هيك فنطق بصوت مخيف من استعجالو ليعرف من ساوى فيها هيك: لــك حـاكـيـنـي مــيـن عـامـل فـيـكـي هـيـك لـأنـجـن!!!!

ولف وجهو مبعد عنها مو عارف شو يساوي فيها... فشو كان مناه يضربها كف لولا مهو(لولاه) مسيطر ع حالو غصب... فمسح ع راسو ووجهو ورقبتو بعشوائية من النار الشابة فيه...وهو عم يستغفر ربو خوف ما يقتلها قبل ما يقتل أهلها... وهو مو عارف شو يساوي فيها بعد يلي شافو منها... فبس سمع صوت شهيقها جن بزيادة عليها رادلها لعند السرير وماسكها بغل بدو يطالبها تخبرو شاللي صاير معها... فنطقت بصوت مخنوق قبل منو وهي مو فاهمة شي من خوفها منو: لا والله انا ماليذنب! (لا والله انا مالي ذنب!)

أي ذنب هادي يلي عم تتكلم عنو... أي ***** بتحكي عنو... فقرب أكتر منها وهو عم يحط إيدو على تمها وتارك كل حملو عليها... وعيونو متل البركان ع عيونها مناه يحرقها حرق ع تكتمها امبارح عن سبب رفضها لتروح عند أهلها: لك إلك كل الذنب لك إذا خايفة منهم يؤذوكي لك ليش ما خبرتيني... رح جن...

رد بعد عنها وهو حاسس دمو رح ينفجر من سرعة جريانو بعروقو فنطق بصوت تقيل: يا رب... وبلع ريقو مو قادر يشوفها بهيك شكل... رح يقتلها لأنها سكتت وخبت عليه... يا الله إذا لمح شكلها كمان مرة هيقتلها جد... يا يقتل يلي عمل فيها هيك... فنطقت من بين بكاها: خـا ~~~ خـايـفـة!!! ومـوجـوعـة و~~ ردت شرقت ناسية تتنفس بس لمحتو عم يلف عليها...

فكان رح يسب لإنو مو وقت شرقتها... وبسرعة قرّب منها داقق ع ضهرها ناطق بغل: تنفسي!!!

هي تحاول تتنفس لكنها تنسى كيف من الخوف... وهو بس حس عليها عم ترجف نطق بنبرة جافة: من شو عم ترجفي... لك يا الله أنا شو عملت فيكي وفي حالي...

بدو يضرب راسو بأي حيطة... فما لقى حالو غير قاعد وهو عم ياكل حالو...

وهو عم يحس نار قهرو إذا ما أكلت يلي آذاها رح تاكلو وتكسر شوكتو كزوج لإلها بعيونو هو...

خلص مو قادر... رح ينجن معقول يكسّر؟؟؟ هو مو تبع هيك شي....

طيب يصرخ؟ ما بعرف...

يتركها ويفش خلقو يا ما أسهلها بس وين دورو كزوج!

بس وين دورو كسند لإلها وحامي عليها!

فما لقى حالو غير لاففلها وهو مو قادر يشوفها هيك مهيونة منو ولا من أهلها... هادي حامل كمان يا الله هينجلط فنطقت وهي عم ترد تزم نفسها: انا خـايـ ~~~ لكنها منعت حالها لتكمل كلامها معو... بس لمحتو كيف عم يتفقد حال شعرها ووجهها... وهو حاسس حالو مو رجال... لإنو مو قادر يحمي مرتو من يلي صار معها...

قال حضرتو مبسوط لإنو رجعّها... ويا خيبة هالانبساط بس يشوفها هيك... شو متوقع إذا من شعرها رجال أهلها الندل جرها... فشو حال الباقي هيكون معها... خلص أكتر من هيك ما فيه يتحمل...* فشد ع إيدو حاسس حالو
رح ينهار ويفقد السيطرة ع نفسو... مو قادر يستقبل شكلها المهيون هيك... ولا حالها القاهرو... ويا قهر الرجال شو صعب وبحرق القلب...

لأول مرة بالحياة بحس رح يبكي ع شي من بعد سنين طويلة... لأول مرة بحس عم يمر بشي بخليه عن جد يحس بالحاجة للبكى... فما لقى حالو غير باكي وهو مو قادر يتنفس... والغصة حاشرتو... لإنو تذكر حالو كيف جرها لعند أمو هاداك اليوم... لإنو باقي يعاملها كأقل من البشر وهي ساكتة وثابتة بنظرو تبالآخير يكتشف إنها متعودة ع هيك شي وهو كمّل معها وعليها بدل ما يرحمها...

هو ما بدو يكون جلاد ع حالو ولا بدو يكون ضحية...

هو بدو يتحمل نتيجة كل قرار أخدو... بس هادي المرة صعبة عليه نفسو أنو يشوفها هالقد ظالمة وجانية عليها... فطمر وجهو من الخزي والعجز الحاسس فيهم... غير حاسس ببنت دهب الجنى عليها كيف ضعفت بس شافتو
وهو عم يطمر وجهو بإيديه... وبكت بخوف مقربة منو لكنها خافت يعصب عليها وهي مو عارفة ع شو تلاحق ع عقلها يلي ما عم يرحمها ولا ع خوفها الراعبها منو ومن يلي شافتو امبارح... فجت رح تتراجع لكنو هو مسكها من إيدها محاكيها بنبرة مخيفة: ناحرك إذا بتضلك هيك ما تدافعي عن نفسك... وعلّى نبرتو... لك إنتي متلنا ليش ساكتة... لك عم تحرقي قلبي... إنتي مو مستوعبة شو يعني... لك شو أعمل عشان أطلع فيكي من الحالة يلي كنتي فيها عند أهلك لعند النجوم...

جودي ارتعبت منو أكتر فجت رح تهرب منو... لكنو ردعها كاشفلها جانبو المظلم بكل صراحة وهو مو خجلان منها تشوف عيونو المدمعة: بهني أهلك باللي عملوه فيكي لإنهم هيك قدروا يكسروني لتاني مرة... وبعزيكي ع المقبرة يلي لازم تفتحيها وتحطيهم فيها... وصرخ... لك ليش ساكتة ضعفك بلش يتعبني ويخليني أغلط... خبريني مين ساوى هيك فيكي ومسكها من شعرها... مين قصلك إياه...

جودي مو فاهمة شو عم يخبص معها... فحاولت تهرب منو لكن ما فيه مفر فنطقت وهي عم تبكي: جـو عــانـة!!

هز راسو بانفعال: معك حق تجوعي... وهادا الطبيعي يلي رح تفكري فيه لحد اليوم بس من يوم طالع حالك هادا رح يتعدل فيه يا بنت عبد العزيز... احذفيلي أهلك حذف تام من حياتك... واصحك تفكري إذا ما خبرتيني ما بقدر أعرف باتصال واحد بدون مبالغة وكذب بصلني بالدقة مين يلي عمل فيكي هيك بس إنتي مرتي... إنتي يلي لازم تخبريني مو الغربى (الغربا)... وفجأة مسكها من دقنها مطالبها برجى كبير: ما تذليني بسكوتك... ما تدبحيني بوجعك المتكتمة عليه وأنا نايم جنبك متل البهايم مو حاسس فيكي... ما تخليني كون حدا ما برغب فيه ولا بحترمو... فاهمة...

جودي تفهم؟ وين تفهم وهي عقلها عالمو ضيق وبتعامل مع الحياة بالتقبل والتسليم بدون أي مقاومة منها لإلو... فبكت عاجزة تفهمو هي مالها... فمسح ع وجهو محاول ما يكمّل عليها بعد يلي مرت فيه اليوم وامبارح... إلا برجة تليفونو النوكيا بجيبة بنطلونو فبسرعة سحب سلاحو وهو عم يقلها ومعطيها ضهرو رافض يشوفها: جربي فكري لشي مرة يا مدام عبد العزيز باللي عم تعمليه بحق حالك...

وطلع برا الغرفة تاركها لحالها تنفجر من البكى... من الضياع واللخبطة المارة فيهم.... من الضعف الحاسة فيه...

هي هربت معو كرمال تنفك من الجور العايشة فيه ليكمل عليها هو هون... هي شو ساوتلو كرمال يمزع أواعيها هيك.... فضمت حالها متقوقعة ع نفسها... لكن لعة نفسها المفاجئة دفعتها تركض ع الحمام لتستفرغ يلي بمعدتها بطلوع الروح... شكلها أكلت برد ولا من ورا حملها ما عندها فكرة... لكنو عندها فكرة وحدة هي لازم تنام وتختفي زي أيام زمان... فبسرعة وقفت قبال المغسلة مغسّلة وجهها ورفعت رقبتها سهوًا من تشنجها الحاسة فيه وجفلت بس لمحت شكلها وحالتها اليرثى لها... فبعدت عن المغسلة كم خطوة شاهقة من شكلها المبهدل... وحالها الردي... فردت مقربة من المراية مفقدة نفسها مو عارفة مين يلي قدامها بالمراية... وبكت بحرقة... وهي عم تمسح ع شعرها ووجهها...

وهي عم تحس بشي غريب عليها... بشي حارق قلبها من حال شعرها المنفول القصير شاهقة من قصو الأعوج... مو عارفة شاللي صار كرمال تصل لهيك حالة وليه تفكر أصلًا وهي تعودت ع الحياة المحفوفة بالخطر والضرب والقسوة كنمط حياة فشاللي (فشو اللي) الجديد عليها غير إنها صارت تحت عصمة رجال تاني مرة بعاملها زي أهلها ومرة عكس أهلها...
فما قدرت توقف ع رجليها بعد ما شافت حالها الغريب عليها من قصر شعرها... هي سنين طويلة بشعر طويل... تيجي الدنيا تفاجئها بعد كل هالسنين الطويلة لتشوف شعرها هيك مقصوص بدون أي رغبة منها... نزلت ع رجليها باكية بحرقة.... باكية بدموع لأول مرة بتبكيها... ياما انضربت وشافات البقع عليها... بس تشوف شعرها الطويل البتحبو فيها أكتر شي لإنو بحسسها إنها أميرة في حكايات الأميرات... مقصوص وبصل طولو لأول كتفها بشكل عشوائي...

بشو هتواسي نفسها... غير بالبكى... ما فيه... قلبها مو رضيان... البكى كان بناسب كلشي عدا هادا الموقف... عدا هاللحظة هاي... فجبرت حالها توقف ع رجليها...

بس رجليها ما انصاعولها... فما لقت حالها غير عم تصرخ بحرقة وهي مو مفكرة ابن الخيّال يلي بكون زوجها كيف هيتعامل مع صريخها... صرخت من قلبها لمرة وحدة بس... بس هالصرخة هادي كانت عن الصرخات المكبوتة جواتها... ورمت حالها ع الأرض من خوار جسمها وانهيارو وهي عم تبكي دموع تقيلة ودافية...

وهي عم تلمحو من بين دموعها الحارة عم يقرب منها مقرفص ع رجليه ماسح ع وجهها ومحاكيها... بس هي ما فيها حيل لتحاكيه ولا لتسمع كلامو من حاجتها لتكون ع صدرو... وتحس بحنانو معها عليها... فهمهمت منادية ع أمها يلي هي أمو: يـمـ ـا! تـ ـعا لي!

وهو بس مناداتها لأمها عجز يرد عليها لإنو أمها ميتة فتحسر عليها ساحبها لصدرو قارئ عليها وهو مستعجل ع طلعتو من هون لإنو في مشوار مهم لازم يقضيه هلأ ضروري بس حالة مرتو ما بتسمحلو... ولا الموضوع التاني بقدر يستناه... فشو المواقف بتحيرنا مو بتخيّرنا...

فشو هالأولويات يلي عم تتعارض رغم معرفتنا للمهم والأهم... كرمال هيك بتبقى للحياة المقدرة علينا والسيادة بمفاجئتنا مهما حاولنا واجتهدنا واخترنا...
لإنو كم حاولت عيلتو تقي حالها من شر دهب وصابها... وكم عمو كنعان اختار البعد عن هالعالم كلو تيلحقو وفوقو يدخلو بقوة من زواجو من بنت اخو قاتل أخوه... ما في صدف بهالحياة إلا فيه شي مكتوب ومقدر... ورغم هالمعرفة فضل يجابه المقدر باختيار حياة ما بتمس حياتو لو كان بالبعد عن أهلو... بس سبحان الله بنت دهب لحقتو ووقعتو فيها... وهو متل المغيّب الواقع في وكر الأفاعي... ولا جايب الدب لكرمو... وقال رفض يكون مقترح من بين أسماء رجال العيلة المقترحة للزواج من بنت الغدار جاسر دهب تبالآخر يكون هو متزوج من بنت أخوه...

هينجن... مو قادر يصدّق إنو كلو باقي مخططلو ورغم إنو كلشي صار بينهم مبين غير مخططلو وعفوي...

وأي عفوية باقية... واللي ورطان معها ممثلة مبدعة... فصبرها عليه بنت جاثم حفيدة كبير دهب إذا ما رح يفظع فيها وينتقم منها أشد إنتقام بس تقع بين إيديه.... فمسح ع وجهو وهو عم يطالع الفراغ القدامو بالطريق المسفح فيه بسيارتو لعند أخوه جابر كرمال ما يحرم حالو من شوفو....

سبحان الله ع العيد الفطر استكثر النزلة عندهم عشان يعيّد مع بنتهم ال##### ... وهلأ صار مستثكر الأيام الفضل يعيّدهم مع بنت دهب عليهم من بعد ما تكركب وضع أهلو... فأي رجولة عندك إياها يا كنعان... رخصت بأهلك عشانها ال######... وهلأ أخوك بين الحياة والموت من ورا أهلها الغدارين وإنتا ما شفت أخوك وجهًا لوجه من شهور...

فالله يعينها عليه بنت دهب إذا مات أخوه من وراهم إلا ليبدع فيها ويطلع الأخضر والأحمر ع جسمها... حربو بلشت اليوم معها... والليلة يعني هيجيبها... يعني هيجيبها... وتحلم يطلقها... إلا يرميها ويسحبها ويساوي العجايب....

غبية هي شي؟؟ مو عارفة غير توقع معو هو الهبلة المعتوهة... واصحى تفكر هالسفيهة موت جدها هيشفعلها عندو... لأ ألا يقول عقبال الباقي...

مسح ع وجهو من غلو من تذكرو هاداك اليوم في قعدة من قعداتهم قبل سنة ونص لما أصرت تلح عليه كرمال تعرف قصة تارهم يلي ما بتعرفها وكأنها مو بنتهم وعارفة هالقصة... فزفر بكره لإلها ولكذبها يلي ما كان مبين عليها لما كانت واقفة قدامو ببلكونة شقتها المسكرة ع نظام الفولدينج ما بتكشف القاعد فيها (واجهات قزاز بتتجمع ع بعضها بس تفتح البرندا) وهي تاركة شعرها العسلي ع أشقر منفول بشكل ساحر للعين مع لبستها القصيرة الدامجة بين درجات الرمادي والزهري... والضحكة مرسومة على وجهها وعم تطالعو بعيونها اللعوبة مصرة تعرف قصة تارهم: كنعان حبيبي خبرني قصتكم مع عيلة دهب والله نشفت ريقي كرمال تقلي عنها وع الفاضي!!!

ما عبر رجاها مكمّل شربو بالنسكافية يلي عملتلو إياها... لكنها هي عنيدة والفضول دبحها فنطقت بنبرة متحرقصة فيها وهي مسحورة بشكلو ببدلتو الرسمية الشتوية الجاية ع رمادي مونس بعسلي: كنعان جد يعني ارحمني وخبرني قصة تاركم... يعني ما إنتا عارف أنا من البنات اللي بتتشوق لتعرف هيك مواضيع...وما بعرف نام إذا ما اشبعت فضولي...

كنعان اتطلع فيها رافع عين لفوق والتانية باقية مكانها وهو عم يضيقهم باستتتفاه مخبرها فيه زبدة الكل عندو: قصة مو كتير مهمة...

فقربت منو مناظرتو بخبث: كنعانو بحلفك بربك تخبرني... والله رح افقع إذا ما عرفت القصة!!!

كنعان ابتسم بوجهها محرك حواجبو بشيطنة وهو رافع إصبعو* السبابة ببرود مستفزها فيه بشكل رهيب: نو (no) غيري الموضوع...

هي وين تغير الموضوع كم شهر صارلها متجوزتو بعد تمن تشهر من الأعجاب والتقرب منو... فقطعت المسافة يلي بينهم بأصرار وهي عم تسبلو بعيونها الخضر البريئين الكبار... لكنو هو مد إيدو باندفاع بمعنى ما (تقربي مني) فبوزت ناطقة بعجز: ليش هيك إنتا قاسي وأنا ولا مرة طلبت شي منك ولما جيت أطلب منك شي رفضت... حبوب احكيلي الله يخليك إلك شو ما بدك بس خبرني القصة

وهو بس سمع إلك شو ما بدك انفجر ضحك قاطع فيه كلامها ببرود فالجها فيه: ههههههه انسي القصة وخلينا في حالنا وما تنسي من قبل قلتلك عيلتي خط أحمر... وما في داعي ذكرك شروط اتفاق زواجنا شو...

اميرال تحطمت ع سيرة شروط زواجها يلي هتذلها وتذلو فنطقت مع تنهيدة: مممم طيب! وقربت منو ع فجأة مرطبة الوضع بينهم بدغدغة أنفها بانفو وهي عم تمسح على وجهو بنعومة... وهي عم تهمسلو بثقة: لكن بعدين رح تقلي...

هز راسو برفض وهو عم ينبهها: ع الفاضي ما تحاولي معي يا حلوة... عشم إبليس بالجنة...

فابتسمت بثقة متحديتو فيها وهي عم تبوسو ع خدو وعم ترفع عيونها ع عيونو مناظرتو بشموخ مفاجئ مبشرتو فيه: بنشوف لقدام إذا ما راح تحكي وتبق البحصة ولا لأ.... فرد ضحك ببرود وهو عم يقلها: هههههههه يختي ما اعندك إنتي أبوكي كان لازم سماكي عِند من كتر العند يلي عندك وراسك اليابس...

فغمزتلو وهي عم تردلو بغنج: وانتا شو وضعك يا بارد يا قاسي يا جلف وحتى قلك بدي اسميك القاسي لإنو لابقلك!

كنعان قرب من وجهها مدغدغو بشعر دقنو القصير وهو عم يقلها: والله شو اعمل إذا الجنس اللطيف من بعيد لبعيد بتعامل معو وشغلي غالبيتو رجال... فيعني عم حاول ارضيكي واتنازل عن هالخشونة المو عاجبتك... وفجأة حسها اختلفت بدون ما يفهم السبب لدرجة كملت القعدة معو وهي مصفرة ومتحججة إنو دورتها قربت... وهو الغبي يلي صدق كلامها وحن عليها واتاري سبب اختلافها عيلتها ال#####... فما حس على حالو إلا ع رنة أبوه على رقم شريحتو الدولية مرجعتو لأرض الواقع فرد بنبرة تقيلة: ألو يابا!

الجد رد عليه وهو قاعد برا المستشفى ع مقاعد الحديقة المو موجود فيها غيرو:شو يابا إنشالله الغربة فادتك واحنا بهيك وضع... ولا عمتك نداء كفتك عنا...

كنعان زم ع شفايفو من العار الحاسس فيه... فما قدر يرد عليه لإنو أبوه ما غلط بحرف واحد باللي قالو وشو انجلد بس سمع بقية كلام أبوه القاسي معاه: ولا مرتك الأوروبية لهتك عنا اصحى تفكر إذا إنتا برا يبقى ما بنقدر نعرف شي... وتستغبي فينا...

كنعان رد عليه ببرود عكس النار الجواتو يلي عم تكوي روحو فيها: مزبوط كلامك يابا بس شو لازمتو هلأ...

الجد جاوبو وهو عم يمسح ع وجهو: لازمتو هلأ عشان حرّك (وجعك) وذكرك احنا دايمًا حاطنا ع الرف وساعة الجد بنكون بأول القائمة وكأنو العيلة بس موجودة ساعة المشاكل عندك وطز بالباقي...

كنعان رد عليه بحرة: يابا إنتا يلي دفعتني أعملها قلتلك خليني رد حق أخوي سواء كان ابنك غلطان ولا لأ...

الجد انفعل ناطق: ما سكرت هادا الموضوع... أعطيتك كم سنة والإشي طال يا ابن نداء (اسم عمتو)...

كنعان انحر من كلامو رادد: يابا صلي ع النبي ما في داعي تسمعني كلام كأنو مو محروق قلبي متلك ع ابنك... بعدين لو قد ما تعطيني سنين ما بتقدر تلغي حقيقة الإشي وتكتمو عنا كلنا وكأننا مالنا جزء من عيلتك يلي عم تحميها وتخاف عليها... بعدين يابا إنتا يلي قبلت بالصلح مو إحنا...

الجد مسك لسانو ليكشف بقية وراقو ويهين ابنو فيها: تعال ع المستشفى خلصني خلينا نتحاكى وجه لوجه ورجل لرجل لنحلها... وسكر الخط بوجه ابنو كنعان المحيرو باللي قلو إياه واللي محسسو فيه إنو هو فاهم عليه ومو فاهم عليه بنفس الوقت... فزاد من سرعة السيارة يلي رفض يطلع فيها وفي معاه سواق.... وهو من جواتو مو قادر ما يفكر فيها للحقيرة المحبوسة في الحظيرة وجسمها عم يوجعها من الضرب يلي انضربتو ومن الأحبال الزامين فيها إيديها ورجليها بقوة من خوف أبوها وأخوها لتعمل شي بحالها من القطع الحادة الموجودة معها بالحظيرة دامها هي طلبت منهم يقتلوها وهما رفضوا طلبها...

فمو بعيدة هالمجنونة تقتل حالها وتسود وجوهم قدام أخوه وأبوه قبل ما يموت... رغم إنوهي وين وفكرة الانتحار وين.. وليكون فيها حيل تنتحر بالأول بحلها ألف حلال...

هي المنيح منها عايشة لحد هلأ بعد الضرب يلي أكلتو من أهلها والخبط يلي انخبطتو من عمها جاسر عديم الإحساس... فبكت بحرقة ع حالها من خوفها لتموت ولا يموت ابنهم من وراها...

بكت من حرتها لتغيب عن هالحياة بدون ما تودعو...

من خوفها ليموت بدون ما تكون جنبو لآخر نفس..

من خوفها لعيونها ما ترجع تشوف عيونو لآخر مرة..

من خوفها لتشوف نظرة الاحتقار لإلها بعيونو.. من إدراكها رغم الحب يلي جمعهم هي هتموت سواء رجعتلو أو ضلت بعيدة عنو... لإنو بعض العلاقات إذا انكسرت في عز قوتها صعب تعمل فيها خط رجعة وصعب تضلك مكمّل فيها... وهي متيقنة من هادي الفكرة من قبل وفضلت تتنعم بالحياة وتعيش وتنبسط بحياتها قبل ما تنقتل منو ولا من أهلها لإنها عارفة قد ما حاولت تهرب منو ولا من أهلها ترد تتراجع رادة لعندو... وهي مو قادرة تقلو أهلي كسروني وذلوني وقهروني فيك...

أهلي إذا ما ساوت هيك معهم رح شوف العجايب منهم!!

أهلي إذا ما انصتلهم بعرفوا كيف يجبروني!!

بس هو شاللي بدو يصدقو منها وهو شايفها قدامو مبسوطة وعايشة حياتها بالطول والعرض وعندها هالقوة الشخصية...

فأي علاقة عيشتو إياها... وأي فقاعة واهية دخلتّو فيها ودخلّت حالها معو...

وأي عالم هش بنتو لإلو معها...

وأي حب أعطتو إياه فيها لهالفقاعة الواهية النفختها ع الوهم والكذب... ناسية إنو الوهم والكذب صعب تبني عليهم أي علاقة مهما حبيت وضحيت بحالك فيها... فبطء تنفسها من وجع جسمها وروحها حاسة الدنيا رجعت تدور فيها وهي ما عندها علم عن يلي عم بصير برا رغم الحركة يلي عم تسمعها... بين تنظيف وصريخ وصوت محرك السيارات... استعدادًا لعزا جدها... يلي الله أعلم مين هيحضروا... بعد غدرهم بعيلة الخيّال وأهانة رجال كبار البلد يلي تدخلوا بينهم واسطة واللي كم واحد منهم تحركوا لمستشفى الرعاية محل ما سيارة الأسعاف اخدت جدها كرمال اجراءات شهادة الوفاة ويتأكدوا من سبب الوفاة... وما كانت هادي الروحة بس للتأكد إلا من شان يتكلموا مع جاسر دهب ع جنب... ويخبروه بدون مقدمات: معاكم لبعد العيد هدنة منهم من شان المرحوم أبوك...

:ما تتوقع يا جاسر تقبل عيلة الخيّال بمصالحة بينكم إلا بتنزيل راس حدا فيكم... احنا ما رح نتدخل لإنو مشينا بالخير معكم ورديتو بالشر ونزلتو وجهنا وسودتوه قدام الخلايق بدون خجل...

وجاسر طبعًا عم يطالعهم ببرود من أول ما تكلموا معو... فضحك بوجههم مستهجن كلامهم وهو عم يقلهم بنبرة لاذعة: قلهم يساووا شاللي بطلع بإيدهم... وهدنتهم ما بدي إياها... ويورجوني شو في عندهم... وأعلى ما بخيلهم يركبوه...

الرجال ضحك بوجهو ناطق بجرأة وهو عم يلف ع أخوه جاثم يلي ماسك دموعو لتنزل قدامهم من حرتو ع أبوه وأخوه: نصيحة من حمى كان لإلك من زمان إذا أخوك بلا عقل ما تكون اطقع منو...

جاسر قرب منو جاحرو: دبش أحمل حالك من هون... مو وقتك هلأ... واحنا عارفين صحابك شو بدهم بلاش تسوقها ع حدا سايقها وفاهمها للطبخة...

الدبش دخل إيديه بجيبة بنطلونو القماش رادد عليه وهو عم يتحرك بعيد عنو: والله الدور مين كاشف حالو يا ابن عثمان... بقولوا يلي خلف ما مات... وانسحب وهو عم يضحك عليه...وحارر جاسر بكلامو... لإنو هو ما خلف ولد يكمل العيلة من وراه...

فجاوبو جاسر بمرارة: وفيه ناس هتموت من خلفتهم... يلي بيتو من قزاز ما يضرب بيوت الناس بالحجر... يا أبو سيف...

أبو سيف بهتت الابتسامة ع وجهو وهو عم يوقف مكانو ومطالع الرجالين يلي تحركوا قبليه واجوا رح يردوا عليه لكنو منعهم ناطق: ايه بنشوف يا أبو جودي...

وتحرك وهو مناه لهالقليل المرجلة يمسك عليه شي يذلو... واحد ما بسوى وما معاه قدهم ومصدق حالو عليهم عشانو ضارب وبلعب ع العلن... وهما بكل صدق بحاجة هيك حدا... بس لا يعني هما لإنهم بحاجة لإلو يفكر يركبهم...

بس متل ما بقول بوس الكلب من تمو لتاخد غرضك منو... وساعتها يا سواد ليلك يا جاسر... لإنو خلص لازمتك لإلنا انتهت وما عاد في ضرورة لإلك بيننا كاسم... بس متى هاليوم يجي الله بعلمو... بس كلو من أبوه يلي مات بدون مناسبة ولا مقدمات... وحطهم بهيك خانة مخزية لإلهم ولاسمهم... فكملوا لبرا المستشفى متحاكين ع جنب تاركين جاسر يلف ع أخوه بدون سابق إنذار شادد عليه من جاكيت بدلتو مهددو من شان ما يتأثر بكلامهم: بتشدلي حالك بلاش كمّل عليك ورا أبوك وأخوك يلي ما فيه بينو وبين الموت شعرة... واحرم بناتك من الورثة متل ما راح أحرم خواتك منها... لإنو احنا يلي تعبنا عليها... وبتقلهم بالحرف الواحد ولا وحدة تيجي ع العزا لإنهم جواسيس لرجالهم وما في عنا عزا للنسوان... وشد أكتر مقربو منو وهو عم يشوف الدموع بعيونو... والحقيرة بنتك أنا شطبت إيدي منها لإنو ريحتها فاحت فرح زوجها لواحد تاني ما حدا عارف إنها مرتو وهما ما بقدروا يفضحوا حالهم قدام الناس... ودفعو بعيد عنو آمرو... ليجي ابنك بتساوي يلي بقلك عليه بالحرف الواحد لإنو أنا في كم مشوار لازم أعملهم... فاهم...

جاثم هز راسو وهو مو قادر ينطق بحرف واحد من اندهاشو وعدم تقبلو كيف أخوه هيك صار وحش بعد ما مات أبوهم يلي من المفترض يخلي قلبو يحن ومخو يتحلل شوي لوانو (لو إنو) كان حد طبيعي... بس للأسف جاسر مش حد طبيعي... فسحب سيجار من جيبتو يدخنها وهو عم يسمع صوت الآذان الفجر وعم يتحرك شمال ويمين بليوان المستشفى عم يفكر كيف ينتقم انتقام رهيب بعيلة الخيّال ويخليهم يخسروا مبالغ ضخمة... لإنو ع اللي عملوه فيه الليلة لازم ينتقم منهم بشي كبير...

أبوه مات من وراهم وأخوه يلي مو بعيدة هيلحقو... وفوقهم أخدو بنتو ال**** يلي ناوي يقتلها من نص بيتو بس يمسكها... لإنها هربت منو مع زوجها يلي رح يبرع بالانتقام منو ومن أهلو بشي ما بخطر لا ع البال ولا ع الخاطر... بس صبرهم عليهم هالتلات تيام ليضمن كم شغلة ببالو إلا التنفيذ يكون الليلة الرابعة بالوقت يلي مات فيه أبوه قريب الساعة تلات إلا... مو بقولوا العين بالعين والسن بالسن... بس أما عندو هو الطاق لازم يكون مقابلو عشرة ومليون... ولا شو فايدة يلي عم بعملو.... فمسح ع وجهو وهو مناه ينسف بنتو عن الوجود... بنتو الفصعونة الجبانة تستهين فيه هيك وتهرب مع زوجها...

لا والله ما عرفت تربي يا جاسر... حقيتها هادي يندعس ع راسها وتنرمي للكلاب تنهش في لحمها... وهادا كنان الحقير يلي حطهم في بوز المدفع لازم يلاقي طريقة ليتخلص منو... لإنو أكيد لو عاش هيعيش بأعاقة فلازم يتريح منو ومن أفكارو وتصرفاتو الغبية بأسرع وقت... بس ليخلص من دفن أبوه والناس الجاي تعزيهم هيفضى لكنان ال#### ويتريح منو... وهادا عثمان التاني صبرو عليه إذا ما لجمو وخلاه متل الكلب يمشي كيف بدو ما بكون أخوه كبير... وكبير عيلة دهب الفعلي والحقيقي من بعد موت أبوه عثمان جاسر دهب والصلاة عليه ودفنو تحت التراب...* فمسح ع وجهو محتر كلو عندو كوم والحقيرة بنتو كوم تاني باللي سوتو...

مو قادر يستوعب الجبانة الهبلة بطلع منها هيك شي... ريتو قتلها بس عندت تدخل المزرعة... عشان ما تسوّد وجهو بين الناس هيك... أكيد حضرتها فرحانة من شانها راحت معو...

أي والله بس ليشوفها إلا ليطخها ويقطعها قطع ويرميها للحيايا مو لكلاب الشارع...

عاد جودي المسكينة هيه وين والفرحة وين....

وين تفرح وهي شافت يلي شافتو منهم...

وين تفرح؟ وهي غرقانة لحالها بكوابيسها المخيفة من خوفها للكلاب تنهش فيها ولا تنقتل من الرّجال يلي عم تلحق فيها لكن ربنا راحمها بس تصحى مفزوعة من نومها بآخر لحظة لترد تنام مو عارفة كيف... كأنو عقلها رافض الواقع... وفضل النوم كهروب من شكلها الجديد... وكفرصة تانية للنجاة من التفكير من الكوابيس يلي عم تحلم فيها وهي ما عندها العلم الوقت عم يعد عليها وهي بعيدة عن عزا جدها واللي عم بصير عند أهل زوجها يلي حالهم ما بسر البال ولا الخاطر مجافين الأكل بين الصيام وفقدان شهيتهم للأكل وتفششهم ببعض... لإنو ما فيهم يروحوا ع المستشفى يطمنوا ع جابر ولا فيهم يطلعوا برا البيت لو خطوة... وشو كانت قعدتهم بالبيت ضاغطة جوري يلي نامت بعد الضحى غصب عنها بغرفة جدها هاربة من ضغط عماتها هي وأريام من خوفهم ليسمعوا خبر موت عمهم لإنو عمتها وفاء بدعت بالتفويل ع آخوها بالموت... وهما مو حمل يسمعوا موتو ويكرهوا جودي مع أهلها بزيادة....

ومن خوفهم ليدخلوا هيك صراع مع رغباتهم والواقع فضلوا النوم على المواجهة يلي ما بتغني وبتسمن من جوع...

في حين جودي لشو رح تهرب بعد ما تكتفي من النوم وزوجها العزيز مختفي عن العيون وتليفونو مسكر وما حد عارف يصلو... وحتى الحراس رفض يكملوا معو... وعاصي مو عارف شو يساوي دام قعدتهم مع رجال البلد قربت وحضرتو غايب... والجد عم يضغط عليه يشوف وين أراضيه... ووين يعرف أراضيه إذا هو اختفى من قبل الفجر... فما كان عندو غير حل واحد يتواصل مع الست سمية يلي بعتها تجالس مرت ابنهم كرمال ييفهم كيف طلع من البيت وإذا صار شي قبل ما يطلع...

بس للأسف الست سمية كانت عم تفرز الشنط يلي جابوها من جناح عبد العزيز من شان كريمة الدهب الغرقانة في كابوسها العم تحلم فيه بدخان وضباب وين مكان وصوت رجلين على الأرض وصراخ ورصاص ... وغير بقع وحفر الدم المنتشرة وين مكان وفجأة حست حالها عم تركض بسرعة وهي حاسة ببرودة مستوطنة عظمها وعيونها الخايفة عم تلتفت ورآها شايفة سواد بسواد وشكل مخيف عم بحاول يلحقها بدو ياخد روحها منها .... ارتجفت ودارت راسها و صدمت بشخص أنصاب قدامها و دمو ارتشق عليها و على وجهها وشعرها و كل جسمها.... فصرخت بخوف... آآآآ... مصحية حالها من النوم وهي منقوزة من كابوسها وحاسة بجسمها رطب وعرقان وشعرها القصير ملزق بوجهها... ونفسها يلي بالغصب عم تاخدو... فبلعت ريقها وهي حاسة باشمئزاز من نفسها ومن ريحة جسمها المبالغ فيها مع الحمل... راغبة تقوم تتحمم لتخلّص جسمها من هالريحة القارفتها لكن ما فيها تقوم من تصلب جسمها مع كترة النوم... فرجعت راسها ع المخدة وهي مو قادرة تفكر بشي... من تعب دماغها من يلي مرت فيه... بس دقات قلبها المضطربة ما سمحتلها تكمّل شرودها بالفراغ ع طول فلفت وجهها مدورة عليه وهي مو قادرة تتذكر شي من بلادة دماغها ولحظة ما لمحتو جنبها بلشت تسترجع يلي صار بذاكرتها فبسرعة دورت عيونها حواليها وهي عم ترفع إيدها ع قلبها وتمسح ع وجهها بإيدها التانية إلا بدقة الباب...

ما بتعرف ليه مع دقة الباب وكحل الغرفة يلي انتبهت عليه هلأ تذكرت كوابيسها وصوت خبط الرجلين... فنطقت بصوت مذعور: مــيــن؟!!!!

مــيــن هــون؟

إلا وصلها صوت ست كبيرة بالعمر من ورا الباب عم تحاكيها برسمية بحتة من عدم شوفتها لوجهها ومعرفتها لنمط شخصيتها بالدقة: بعتذر إذا خوفتك يا مدام بس جيت قلك لازم تلحقي تصلي الظهر قبل ما يأذن العصر وطلّع أواعيكي وأغراضك يلي بعتهم السيد...

جودي بسرعة سحبت الغطا مغطية حالها بالكامل رافضة الخدامة تشوف شكلها هيك وفجأة دفعت حالها لتقوم تسألها وينو إلا بإيدها مع عتمة الغرفة موقعة الأباجورة والخدامة بس سمعت صوت شي وقع خافت ليكون صار معها شي فبسرعة فتحت الباب ضاوية الضو جنب الباب من معرفتها للغرفة يلي شيكت عليها مع بقية الغرف بعد تنظيف الخدم لإلها... إلا بصوت جودي الحاد: لأ اطفيه...

الخدامة انفزعت من شكل شعرها المغطي جرح جبينها ووجهها المصفر... وعيونها الخايفة... فبسرعة طفت الضو وهي عم تعتذر: آسفة يا مدام فكرت صايرلك شي... بتحبي جيبلك الأكل لـهـ

جودي قاطعتها وهي نفسها تقلها برا: وينو؟

مين يلي وينو... أكيد ما رح تفهم عليها دامها مو جوري ولا رولا التعودوا ع كلامها المتقطع... فنطقت الست سمية بنبرة مترددة: مين هو يا مدام؟

جودي بكت ع فجأة... رافضة ترد عليها... ولفت حالها ع الشقة التانية... مش طايقة حالها ومو فاهمة مالها... وبس سمعت صوت مشي الست سمية المفكرتها الخدامة نطقت بصوت عالي: مـا تـمـشـي!!!

الست سمية ردت وهي مستغربة كلامها: شو أمرتي يا بنتي؟؟؟

جودي كيف سمعت آخر كلمتين منها انفعلت ناطقة: أنا مش بنتك ولا بنت حدا... ومسحت ع وجهها بانفعال... ناطقة شروي غروي من الخوف والرعبة يلي اكلتها من امبارح... ما تحكيلي بنتي...

الست سمية ردت عليها وهي خجلانة من حالها لإنو بنت مراهقة تجي تتطاول عليها هيك... فردت بنبرة باردة منصاعة لإلها احترامًا لعاصي يلي ربتو: بتؤمري يا بـ لكنها قومت لسانها... مدام... فتحركت طالعة من الغرفة...

إلا بقومة جودي من السرير وراها وهي خايفة: وين رايحة؟ وبكت فاصمة الخدامة معها وهي عم تزم الغطا عليها... ما تروحي أنا خايفة كتير... ونزلت حالها ع الأرض شاهقة وحاسة حالها رح تنجن... مو فاهمة هي وين وشاللي عم بصير معها... ووين هو بطلها زورو واللي بكون زوجها عنها هون... ليش تركها فجأة هيك... مش هو أولى فيها من أهلها... مش هي فضلتو عن أهلها وينو... ليه تركها؟؟ اسئلة أعمق من مستواها السابق بلشت تتطرحها وتفكر فيها غير حاسة بالست سمية المسكينة الاحتارت معها لتقرب منها وتهون عليها ولّا تبقى مكانها... فنطقت بنبرة حريصة وهي عم تقطع المسافة يلي بينهم بمهل: شو رأيك بالأول يا مدام اجهزلك الباينو وعطرلك الحمام... واعملك بعدها شي بتحبيه... مو بقولوا المرا الحامل لازم تدير بالها ع صحتها وصحة الجنين يلي ببطنها...

جودي ردت وهي عم تمسح دموعها: أنا جوعانة كتير بس مو جاي ع بالي آكل...

ابتسمت الست سمية بوجهها وهو عم تقترح عليها بنبرة حنونة ودودة معها: طيب شو رأيك تتحممي أول...

جودي نطقت بعبوس وهي عم ترد تبكي: وشعـ ـري؟

الست سمية ضاعت هون مو فاهمة عليها بس عارفة شكلها يرثى له: مالو شعرك؟ وقربت منها ماسحة عليه...

جودي ردت عليها بصوت مخنوق من بين بكاها: مقصوص كلو!!!

الست سمية نزلت لمستواها وهي عم تدرس كل كلمة قبل ما تقوللها إياها خوف ما ترد لعصبيتها قبل شوي معها: بتعرفي يا بـ

لكنها فورًا وقفت حالها عن نطقت بنتي رادة لكلمة... مدام أنا وصغيرة كان شعري طويل وأحلى شعر بالمدرسة والقرية كان أشقر وبلمع وخميل وناعم كتير وكنت غالب وقتي أهتم فيه كتير وما حب حدا يلمس شعرة منو حتى لو والدتي يلي الله يحرمها... وسكتت منتظرة توقيف مرت ابن الخيّال لإلها لكنها ما وقفتها فكملت كلامها معها وهي ما بتعرف ليه بتقلها هالقصة يلي فعلًا هتهون ع بنت دهب من تشابهها مع يلي صار معها بشكل بسيط بدون ما يكونلها علم بهالشي... فالوالدة شو كانت تنقهر منو... وكنا نتزاعل من شاني أنا بنص الترتيب إذا لمحت شعري شوي بالمراية ها صدفة مو مرتب انسى الترتيب وحتى الدراسة وقوم اهتم بشعري... وأمي تنجن مني وتعصب علي منادية ع الوالد المرحوم يجي يلاقيلي حل مع هالقصة... بس ع الفاضي معاي كان فبالآخير خلّص بطلت قادرة تتحملني فقامت قصتو غصب عني زي الكاريه أيامات زمان وأنا قعدت شهور اتجاهل أمي وأرفض روح المدرسة وشوف الناس لإنها أخدت أحلى شي مني وأغلى شي ع قلبي وقتها... بس بعد سنين طويلة لاكتشفت كلشي برجع إلا علاقة الأهل والصحة... فكلشي بتعدل يا مدام بس المهم صحتك وعلاقتك مع يلي بتحبيهم...

جودي ردت عليها بحرقة وهي متوجعة من شفتها: بس أنا ما بعرف كيف ~~~ وبلعت حرتها كاتمة حسها...

الست سمية هون مسحت ع ضهرها بحنية: صدقيني كلشي برجع يا بنتي... وغيرت الموضوع معها من شان تخلّص يلي عليها... فشو رأيك تتحممي أول شي...

جودي نطقت ع فجأة: بدي أكل جاج متل يلي باكلو توم أند جيري...

الست سمية تبسمت ع فجأة بس تذكرت عاصي يلي كان بعشق هادا الكرتون ويجي عندها من شان يحضرو من ورا أمو يلي كانت بدها إياه يقرأ كتب باللغة الانجليزية لتتباهى فيه قدام الناس: طيب يبقى انتي خلصي حمامك لحد مهو جاهز...

فجأة اشمئزت جودي مبعدة عنها من طعم جاج المشابهة لجاج توم أند جيري (كنتاكي) ووقفت ع حيلها بالغطى الزاممتو ع جسمها رادة: ما بدي آكل... بس بدي اتحمم...

الست سمية حست هالبنت هادي مالها شي غلط... فتعاطفت معها وهي عم تحوطها من ضهرها دافعتها تدخل من الباب الواقفة جنبو: طيب تريحي لحد ماني مجهزتلك لبسة تلبسيها واعملك مغطس هيريحك...

جودي خلص بدها تسترخي مو قادرة ع توترها وعصبيتها المفاجئة... فتسطحت بمساعدة الست سمية الحرصانة كل الحرص الغطى يضلو عليها من شان ما تصرخ فيها متل قبل شوي... وبعدت عنها وهي عم تقلها: هيني رح ضويلك الضو ونازلة جيب شنطك...

جودي هزت راسها بايجاب... فطلعت الست سمية بعد ما ضوت الضو وهي عم تتنفس براحة... وعم تحاكي حالها عاصي قال "عنها طيبة كتير وما بتغلب... واضح جدًا إنها ما بتغلب" وفجأة إلا وصلها صوت رنة تليفونها من تحت.... فعجلت لعندو ساحبتو وعابرة غرفتها لترد ع المتصل عليها.. تاركة جودي لحالها تطالع حواليها من الزهق والاضطراب المشاعر الحاسة فيه... فرفعت ضهرها متأملة بديكور الغرفة الارستقراطي.. ومفقدة السرير الوسيع المتمددة عليه واللونو بيج مع لمعة ورفعت عيونها ع راسية السرير الطويلة و العريضة و المنجدة على شكل معين و جنب السرير في خزانتين صغار .... و في عليهم براويز خالية ما في داخلهم اي صور ... فطالعت قدامهم مقابلة مقعدين الفخمين ولونهم خمري ممزوج ببيج مع طاولة مستديرة وعليها مزهرية خالية من الورد وتحت المقعدين والطاولة فيه سجادة خمرية... فحركت عيونها لفوق لامحة تلات شبابيك كبار قبالها ومسكرين بالاباجورات... وشو لفتها التواليت المشابه لتصميم السرير وجاي بشكل غريب مراية مأطرة بلون دهبي معلقة في الحيطة مع جرّار كبير وكرسي مربع ورجلينو معمولين بالفضة لكن مطلين بمية دهب.... ودهشت من طول الخزانة المجانبة لتلات شبابيك وعرضها واللي جاي لونها مع لون البرايد بيج على كاكي..

وتأفأفت بس حست الخدامة طولت وريحتها مو قادرة تتحملها من ريحتها القارفة منها... وفجأة قامت راكضة ع الحمام تستفرغ...

بشو رح تستفرغ إذا ما في شي بمعدتها فطلعت روحها وهي عم تستفرغ
حاسة جسمها مولع نار... الله يرحم أيام قبل لما كانت تموت من البرد هلأ هتموت من الحر فرمت الغطا ع الأرض وعبرت الباينو موقفة تحت الحنفية وهي عم تطالع اواعيها الممزعة متذكرة كيف مزعلها إياهم... فبسرعة شلحتهم رميتهم ع الأرض وهي عم تسمع صوت طبقة الباب... والنار شبت جواها... وصار نفسها تفش خلقها بالخدامة الكذابة يلي قالتلها رح تحضرلها الأواعي... بعدين مش قالت رح تعمللها المغطس وتريح حالها وينها... فبسرعة طفت المي ساحبة الروب وهي مو فارق عندها المي يلي ع جسمها وجت بدها تتحرك إلا رجلها زلقت ع الأرض من نعومة البلاط مع رجلها الرطبة فنطقت بخوف وهي عم تتمسك بعلاقة الأرواب الخشب: يما...

وبسرعة دعست ع أواعيها الراميتهم ع الأرض هاربة من الحمام وهي حاسة بوجع شفتها ولسعة جبينها... وحركت عيونها لتدور على الخدامة الكذابة وتقاتلها لإنو المي الباردة ما عم تطفي نارها يلي أول مرة عم تحس فيها جواتها... فجأة جت عينها بس بعدت عن باب الحمام ع الأواعي التاركتهم الخدامة ع طرف السرير... فبسرعة راحت لعندهم مفقدتهم إلا كانوا ملابس داخلي مع البيجامة يلي ساعدتها جوري تلبسها في المستشفى قبل ما تروّح منو... فتأفأفت ناطقة... أووف ما لقت غير هاي.... فلفت مدورة حواليها ومتحركة لعند الخزانة تدور ع شي تاني تلبسو بلكي تخف نارها جواتها... ففتحت الخزامة وهي مو مفكرة في إلها أواعي ولا لأ... ودهشت بس لقت كم غيار إلها مرتب جواتها... فبسرعة سحبت قطعة من بينهم إلا كان فستان قصير وكت حفر...

وشو برد قلبها هالقصر... فبسرعة تحركت بدها تسكر الباب لكنها لقتو مسكر من الخدامة من قبل (بعد ما تركتلها غيارها ع سرير)... وبدون تفكير شلحت الروب لابسة ملابسها الداخلي وفستانها القصير وهي ناسية زوجها الكريم ما بحب يشوفها لابسة هيك شي قدام الخدم ولا أهل بيتو... وتحركت بكل ثقة لعند المراية تشوفو عليها ودهشت بس لمحت العلامة بقع جسمها وحال جبينها المجروح... ولا شفتها الموجعتها... فما تقبلت حالها هيك وبسرعة شلحتو بدفاشة مازعتو من عند الكتف... ولبست البيجامة المحضرتلها إياه الست سمية... وبسرعة ع تحت هاربة من حالها ومن مواجهة شكلها الجديد... لتقعد مع الست الكبيرة وتسمع منها كمان قصص وتاكل شي تعبي فيه بطنها كرمال تضيّع الوقت معها... إلا بريحة الأكل الواصلتها من المطبخ فبسرعة كملت طريقها لعندها محل ما الراحة فايحة طالبة منها: بسرعة ذدي أكل واسمع منك قصص عن طفولتك!!

بس الصدمة كانت لإلها بس ردت عليها الست سمية بشقاوة: تكرمي بس الأول صلي واقضي يلي عليكي... علشان بعدها أعدلك قصة شعرك وأعقملك جرح جبينك واحطلك لاصقة جروح إذا فيه أو أي شي نغطي فيه جرحك....

فتنهدت مطبقة كلامها ورادة لعندها كرمال تاكل وتعمقلها جرحها وهي غير شاعرة كيف الوقت مضي معها لترد تقوم تصلي المغرب وتلف بالڤيلّا بس شافت الست سمية عم تقرأ القرآن لتسلي حالها من كتر الزهق وهي مو حاسة بالخجل باللي عم تعملو بفتحها باب باب متل الأطفال مكتشفة الغرف من عند الباب بس من خلال عيونها بدون ما تدقق أو تفتش فيهم لكن حالها تبدل بس فتحت باب المقابل للصالون ومضوية ضو الغرفة المندهشة من حجم غرفة المكتبة يلي قبالها وتصميمها الكلاسيكي العربي (التراث العربي) فعبرت وهي منذهلة من الرفوف المعبية من أولها لآخرها... فقربت منها محسسة عليهم وهي عاجزة تعبّر عن الحاسة فيه بلسانها المعقود وبعيونها العم يلمعوا بس دققت فيهم لامحة بينهم مجلات وكتب مختلفة ومتنوعة عن السياسة والعلوم و الأحياء وعلم النفس والتاريخ... وملفات ووثاثق غريبة عليها... وبس اكتفت من تفقد الكتب لفت متأملة بالمكتب البني الضخم مسحورة بعلبة الأقلام السودا وبالأقلام الحبر المبينة مصنوعة من الدهب... وشو انبسطت بس لمحت كنبة طويلة خمرية اللون بدون أي فاصل فيها ومصنوعة من الجلد ومحطوطة مقابل الشباك الكبير المطل ع الحديقة... فشقهت متحركة لعندها قاعدة عليها وفجأة حست بوجع عرقها من حركتها السريعة... فتنهدت متجاهلتو مو جاي ع بالها تنكد ع حالها عشان هيك شي فقامت ناحية المكتبة تدورلها ع كتاب تقرأ فيه هلأ بس للأسف المواضيع أكبر من مستوى إدراكها... وفجأة لقت كتاب في علم النفس عن تكوين الشخصية... فلفت انتباهها رغم إنها ولا مرة فكرت من قبل تقرأ بهيك مجال لإنو عالمها كان بس سبيستون فردت راجعة للكنبة بدها تبلش تقرأ فيه إلا بصوت الست سمية: يلا يا حلوة أدن العشا...

فقامت بتشجيع تصليه من شان ترجع لهالكنبة المغرية للتمدد والقراءة عليها... وما بتعرف كيف الوقت عدا عليها وهي عم تقرأ بس بكم صفحة فتحتها بشكل عشوائي لإنها ما فهمت أول صفحاتو... وضاعت من الكلام يلي عم تقرؤو مو مستوعبة شو مكتوب... اسئلة غريبة عليها... ماذا تحب ببساطة؟ ولماذا؟

هي تحب؟ شو بتحب؟ اشياء متل الأكل والأواعي ولا رجال؟ سؤال صعب... فتململت منو مسكرتو... من كتر ما وجعلها راسها ودروخها بأسئلتو البايخة... وقررت تغفالها شوي وهي مو مفكرة فيه ولا باللي صار معها... لإنها مو حابه تفكر بولا شي بخليها تفقد أعصابها... على عكس أبوها يلي هيجن لإنو قليل من الناس أجوا ع المزرعة ليعزوه بأبوه رغم عدد الناس الكبير يلي صلوا عليه وكملوا ع المقبرة يشاركوا بدفنوا... وبالآخير ع بيت العزا استحوا يجوا... شو هالناس يلي عم تصف بصف الخيّال... بسيطة بس ليخلص من زواج بنت جاثم ال##### ليفضى فضاوة محرزة بحق الخيّال... بعدين منيح يلي مر اليوم ع خير ومشيت كذبتهم ع الناس إنو كنان تأخر بالرجعة لإنو كان معروف بين صحابو إنو امبارح الضهريات موعد سفرو من شان دورة مدتها تلات أشهر ببريطانيا... وأكيد ما حدا بعرف إنو مو مسافر لإنو شيّك من شركات الاتصالات عن طريق معارفو الساعدوه بدخول كنان المستشفى بدون أي تحقيق بخصوص الطلقات البجسمو... والكملو معاه هالمعروف ليضمن إذا كان أخوه كنان متصل ع حدا ولا مكلم حد من صحابو ومعارفو دامو ما فيه يفتح تليفونو ولا يفكر بقصة اختراقو لأنو مش فاضي يعمق بكلشي... فمن حسن ظنو تبيّن إنو مانو رادد ع حدا ومغلق خطو من 18 ساعة ساهي عن بقية الاحتماليات المالو خلق يتبع معها ويحسبلها ألف حساب... فأكيد فيلمو هيك رح يمشي ع الناس أنو ما فيه وقت ليستنوا فيه يجي من شان ما يؤخروا دفن أبوهم للعصر ولا لبكرا في حالة لو سألوا لإنو الوضع ما بتحمّل...

ما فشرت الناس يخبرها إن ابنهم مطخوخ منهم وما فيه رصاصة وحدة جاي من رصاصات رجّال الخيّال فيه فشو هالعار بحقهم من ورا تصرفات أخوه ال***** وفجأة صرخ بس رن تليفونو: جاثم!!!!!

جاثم المسكين والواقف برا الصالون خايف أخوه يلمحو دام روحوا كل الرجال المعزيين من رعبتو ليفش خلقو فيه ويضلو يهددو ع الطلعة والنزلة من سوادة بنتو معهم... فبسرعة تحرك لعندو ناطق غصب عنو وهو مرتعب منو وحاسبلو مليون حساب: أؤمر!!!

جاسر سحب سيجار من علبة سيجارو يلي كان عم يلعب فيها ناطق بنبرة جلفة: خبرها لل###### تجهز حالها...

جاثم هز راسو بانصياع تام خايف ليساوي فيه شي: حاضر... وانسحب لعند بنتو المحبوسة بالحظيرة برا فاتح عليها الباب وهو مناه يخبصها ويفش غلو فيها لإنها بينتو قدام أبوه وأخوه بتقليل... فقرب منها داعس ع إيدها بقوة بس شافها نايمة وهو عم ينزل لمستواها ساحبها من شعرها سابب عليها مسبات دنيئة وهي مو سامعتها من وجع راسها من خبط عمها جاسر لإلو ومن قلة الأكل والشرب المخلينها ما تصحصح متل الخلق...

والكارثة عقلها عم يهرب بمنامها وصحوتها ودوختها لعندو هو ابن الخيّال...
عم يهرب لأيام العز وهي عندو ومعو... فدمعت غصب حاسة جسمها منهار وعم يوجعها بشكل غريب... لدرجة مو قادرة تقول لأبوها بكفي... وفجأة حست عليه عم يرفعها عن الأرض من شعرها بدون ذرة رحمة: بقلك قومي!

تقوم... ضحكت غصب وين تقوم وإيديها ورجليها مربوطين بقوة وراسها مدروخ... فسفهتو كأنها مو موجودة... فكمّل أبوها كلامو بغل: جدك مات وما عرفتي تبيضي وجهي قدامو... وصار يحرك براسها بكره كبير... مبسوطة هيك يا ###### خايفة عليه...

ردت ببغض كبير مبين بنبرة صوتها الغليظة بس سمعتو تكلم عن حبيب القلب ابن الخيّال القاسي: ولّا خاف عليك إنتا يلي رخصتني بهيك موقف...

جاثم بس سمع ردها الجريء بوجهو انفعل ضاربها كف مغلول منها مستحطي حيطها فيها لإنو بدو أي حد يطلع عليه كبتو من تصرفات أخوه جاسر معو وللأسف الشديد ما فيه غيرها بوجهو هلأ فقرب منها مهددها بدون ما يرفلو جفن: انا مالي حكي معك هلأ ببعتلك أخوكي مؤيد..

ابتسمت مستهينة فيه وفي أخوها رادة: هههههه على أساس مؤيد رح يطلعني والله لو تجيبلي عنتر ما رح أطلع.... بعدين ايش يعني جدي مات ما يموت ويريحنا قبل ما يموّتنا كلنا...

جاثم بس سمع ردها ناد بصوت عالي: مؤيــد!!!

إميرال عارفة مؤيد فيلم رعب.... فكابرت ع خوفها بس عرفت أبوها ما عم يمزح معها فنطقت نكاية فيه: جيب عمي جاسر أحسن وانفجرت ضحك وهي من جواتها عم تبكي ع حالها ومو عارفة من وين جايتلها هالقوة...

إلا بصوت مؤيد الداخل الحظيرة معلق: قلتلك خليها علي من الأول... وقرب منها بعنف ساحبها من شعرها وجابرها توقف ع رجليها تواجهو وهو عم يحذرها: إميرال اختصريني أنا مو أبوكي...فاحسنلك أمشي قدامي لبلاش تشوفي مني شي ما بعجبك...

إميرال جكر فيه طالعتو بثقة وبقوة كبيرة جاوبتو: أيش بدك تعمل يعني؟ ضرب ما عاد يمشي معاي... و إذا قتلتني ما رح تستفيدوا مني بشي وما لحقت تنهي كلامها من هون إلا هى ترك شعرها من هون ورفع إيديها المربوطين قرب بطنها لفوق بدو يرجعهم لورا راسها وهو عم يلفها لورا ضاغط ع عمودها الفقري بركبة رجلو رادد: لا عاش ولا كان وحدة تجيني لتتحداني... إذا الضرب بطل ينفع معك... أعرفي لإنو إنتي أصلًا ما انضربتي زي ما لازم... فإنتي اختاري بشو حابه تنضربي تحتى فعلاً تعرفي شو هو الضرب الفعلي... فأنا بنصحك تدخلي وتحممي وتزبطي حالك... لإنو بدنا نزوجك... دامك خايفة عليه لابنهم الخروق... وضحك بس لمح أختو بهتت وما عادت قادرة تشد حالها من الدوران الدنيا فيها من أخر شي قاللها إياه...

متصارعة مع حالها شو يزوجها وهي متجوزة من الجلف ابن الخيّال...
هادول ع شو عم يلعب مع زوجها... يلي رح ينجن إذا عرف رح يزوجوها لواحد تاني وهي ع ذمتو...

معقول أهلها عم يلعبوا فيها معو... وعم يكذبوا عليها... رفضت تكمل معو... مفكرة فيه وباللي رح يصير فيه إذا أكل طعم أهلها... ماكلة همو من خوفها عليه للي عم يطالع أخوه وهو مغلول منها لهالبلوة يلي قدرت تمثل عليه كل هالحب وهو متل الأهبل مصدّق... يلا ما في شي بمرق بالساهل... فحرك عنقو بغل وعروقو بانت رافض أي ذرة حب تبقى بقلبو لإلها اتجاهها... لأنو كيف فيها تعمل فيه هيك وهو يلي ما بخلي أعظم رجال يوقعو تجي بالأخير وحدة لا راحت ولا اجت متلها توقعو...

وهادي هي المشكلة وحدة لا راحت ولا اجت هي يلي قدرتلو ودوبت الجليد المتكوم فوق قلبو وحررت مشاعرو من الجمود.. مخليتو يحس ويعرف يحب...

هي الوحيدة يلي فهمتو من عيونو... ومن حركاتو لما يعصب... وعرفت كيف تتعامل معاه... و تسحبو لعندها ليترك كل العالم والنَّاس وراه ويبقى معها هي سجين مسحور في شقتها وحياتها وهدوءها وشيطنتها وروحها وعفويتها وصدقها ونقاءها... أما جمالها كان آخر شي بفكر فيه... لإنو عارف الجميلات غالبًا سطحيات ولا مغرورات لإنهم بملكوالجمال مع الذكاء... ولا مفكرات حالهم أساس العالم وبدونهم وبدون جمالهم الرجّال صعب يعيشوا ولا يستمتعوا بحياتهم... بس هي طلعت شي تاني بعد ما أدرك جمالها وقوتها اكتشف إنها بنت بتخاف من شي بجهلو... ورقيقة بشكل كبير ودلوعة وبريئة رغم صلابتها وعنادتها.... وشو تمّن (ثمّن) جوهرتها الداخلية وشغفها بالحياة وحبها للسفر والمعرفة والاستطلاع والانبساط بالحياة بدون أي تعقيد...

بس كل شي حسو وفسرو وحبو فجأة انهار وتلاشى جواتو بس صحي ع حقيقتها الخبيثة الماكرة بدون أي مقدمات... رغم إنو كان فيه دلائل باقي منتبه عليها وفضل ما يتعمق فيها من ثقتو فيها... بس شو هالثقة يلي طلعت فشوش بفشوش... فضحك ع نفسو بسخرية... وتنفس رافع ساعة إيدو اليسار مفقّدها إلا كانت الساعة تسعة ونص... فبسرعة قرب من أخوه جابر بايسو ع راسو وهامسلو: حقك ما هيروح هدر يا أخوي...

وبعد عنو تاركو لمناوبة أخوه جواد وابنو أرسلان... ولف منسحب من المستشفى رايح للي عم بستناه... رايح للي هيشفي غليلو...

فحرك سيارتو مع سيارات الحماية... وهو مغلول مو بس منها إلا من أبوه شامخ يلي حطو ببوز المدفع هو وعاصي ليقنعوا عبد العزيز ليتني (ليثني) ع مرتو...

هو صح ما بحقلو يدّخل بحياتو بس بنفس الوقت مع يلي قالو أبوه... لإنو بناتهم لازمهم دعس وتهميش عشان ما يشوفوا حالهم عليهم ويطلعوا ع كتافهم... هو جرب وبعرف... بس وين ابن أخوه يرد عليه...

صحي ابن أخوه بحترم الكل بس ما في حدا بقدر يغير شي مقتنع فيه أو مو قابل يقبل فيه... وبكفي البهدلة يلي نزلها فيها معهم قبل ساعتين بس دخل عليهم ع فجأة... فحب يتصل عليه يتطمن عليه بعد ثورة غضبو عليهم ومعهم... لكنو طنشو مطالع أختو جوري يلي خافية فرحتها عنو وعن الكل لإنها بعدت عن الغيمة السودا يلي كانت حاسة فيها من عمتها وفاء... من قلة تحملها وجلها لتضلها منكدة... بفضل ترباية أمها وأخوها وجدها الربوها تستعين بالله ساعة الجد مو تضلها تتكلم وتولول وتضيق الخلق... فبلعت ريقها لحظة ما قربوا من ڤيلتهم محل اقامة مرتو الجديد... إلا بصوت أخوها الخيّال الواضح عليه مو تمام ناشلها من عالمها الداخلي: بنبهك من هلأ ما تخبريها عن موت جدها واللي عم بصير بالعيلة هي مش ناقصها...

جوري هزت راسها... أكيد ما رح تفتح تمها هي ما تصدق ما تسمع حدا بحكي بهيك مواضيع عشان تحاكيها فيهم... فردت بانصياع: حاضر من عيوني!!

عبد العزيز ابتسم ع ردها وبسرعة دخل فيها الباب بس فتحوه الحراس وقلها: يلا جهزي حالك!!

جوري بسرعة سحبت الشنطة التاركتها عند رجليها ورفضت تحطها وراها ولا بالصندوق خوف ما يصير شي وما تروح عند جودي بحجة أغراضها مو معها ولا لأسباب غريبة فكرت فيها وافترضتها من خوفها تما تروح عندها... وضمتها ناطقة: تم!

وبسرعة قرب منها فاتحلها الباب: شو عم تستني ركض إنزلي ما عندي وقت...

جوري ما مزحت معو بكلمة لإنها عارفة قامت الدنيا بين رجال العيلة معو... وبسرعة نزلت بثقل لعند الباب رغم إنها مناها تطير لعندها.. وفتحت الباب لكن صدمة طلع مسكر فدقت بقوة منفعلة شاكة بأخوها معقول كذّب عليها... فكانت رح تلحقو تقلو وين رايح وطز بعصبيتو إلا بصوت الست سمية: تفضلي!

جوري طالعتها باستغراب وجت بدها تقلها إنتي مين... لكن الست سمية نطقت: أنا راعية جودي... وأكيد إنتي أخت السيد عبد العزيز...

جوري ما فهمت عليها شو راعية وشو سيد... هو أخوها عجوز... ولا ع حفة قبرو... فردت عليها بكلام غير كلامها المباشر بنبرة باردة مالها دخل بحماسها يلي كانت حاسة فيه قبل ما تدق الباب وهي عم تأشر وراها: أيوة أنا أختو ووينها مرت أخي..

الست سمية ردت وهي عم تبتسملها: ع كلٍ أهلًا وسهلًا ومرت أخوكي الحلوة نايمة جوا غرفة المكتب...

جوري ابتسمت ع ذكر المكتب... شكلها نامت وهي بتقرأ فبسرعة تحركت لعندها منادية عليها: جوجو أجيت... وفتحت باب غرفة المكتب وهي عم تنادي ع جودي الغاطة بالعميق لا حاسة فيها ولا بجوزها المولعة معاه من ~~~

ولحد هون بنتهي الفصل ولله الحمد...

بصراحة زعلت ع جودي باللي صار بشعرها وع ردة فعلو لإنو ما قدر يحميها وكيف تخبطوا بدواخلهم من يلي مروا فيه وعم يمروا فيه... وزعلت كمان ع الجد وكنان... وشو فرق بين ترابط عيلة الخيّال وصحابهم على عكس عيلة دهب المتشتتة من ورا جاسر وعمايلو ولعبو بعقل أبوه المات بوضع مش مشرف...

والقاهرني جاسر عادي يعني بعد موت أبوه هيك تصرف... شو هادا حسيتو كرمال يخفي ضعفو تجبر بالكل... بس ضحكت ع فكرة هروب جودي منو 😂😂😂 شر البلية ما يضحك...

المهم فكركم إميرال لمين هيزوّجها وكنعان لوين راح وجاسر لشو مخطط بعد كم يوم بحق عيلة الخيّال... وهل معقول الخيّال يتني ع بنت دهب فكركم ولا لأ... وبصراحة مناي قص خبر نغم ع اللي عملتو بشعرات جوجو جبيبة قلبي...

ففكركم هتعرف متى عن موت جدها ووضع عمها المفضلين ع قلبها... الله يعينها بس تعرف... وانشالله الست سمية تقدر تهون عليها هي وجوري العم تمر فيه... وصح حبيت قلق أم عبد العزيز فيها لما خبرتو يا ويلك مني إذا بتصل عليها ويلاقيها زعلانة منك ههههه... وزعلت ع جوجو كيف خبرتو إنها جوعانة وعم تعتذرلو بدون ما تفهم شو فيه لتحمي حالها من جنونو....

المهم أراكم قريبًا بإذن بالفصل الجاي... ما تنسوا التعليق والتصويت يا حلوات ♥💖

 
 

 

عرض البوم صور رنين رنين   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم قصص من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:54 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية