كاتب الموضوع :
رنين رنين
المنتدى :
قصص من وحي قلم الاعضاء
رد: رواية سجين الانتقام
الفصل الحادي عشر
قراءة ممتعة…
الدنيا شو إنها عجيبة كتير ومهما حاولنا توقعنا وخططنا وحسبنا وتخيلنا ما هتيجي متل ما بدنا دايمًا~~
كان هادا يلي عم بفكر فيه عبد العزيز وهو عم يسمعها عم تتكلم معو لأول مرة بدون طلب منو بكل تعجب منها لأنو ما توقع تتودد منو هيك... ووجهها يشع بحيوية بعد يلي صار بينهم... لدرجة مو بس انتبه عليها إلا حس فيها من كتر ما عم تحرك راسها وشعرها ع صدرو كل شوي كرمال تتأكد إذا سامعها ولا لأ... هو بالحقيقة عم يسمعها وعم يحلل مالها بس للأسف جسمو بلش يخونو وصار صعب عليه يضلو صاحي أكتر من هيك لكن صوتها ودلعها لفتو وهي عم تقلو: جاي ع بالي بكرا آكل بوظة...
رد عليها بصوت تقيل من النعس: تكرمي!
هي بس سمعت تكرمي منو بنبرة رايقة لذيذة دابت وقلبها رفرف فلفت وجهها بثقة كبيرة مكمّلة ليستة طلباتها: بدي ع فراولة وليمون وبرتقان ورمان... الشوكولاتة ما بحبها...
ضحك ضحكة صغيرة ع نطقها آخر كم كلمة... (الشوكولاتة ما بحبها)... فعلق ع كلامها بدعم لرغبتها: أكيد شو بدو يجيب المكدوس لطعم الشوكولاتة... أصلًا المنيح يلي حملتي علشان تفكري تطلبي الأكل... وحرك إيدو ع بطنها ماسح عليه... وهو عم يتثاوب من النعس... خلص بدو ينام فواصل كلامو بحرص عليها... لازم تديري بالك ع نفسك وعليه... ماشي!
جودي من حنية كلامو معها دابت وصارت تحرك عيونها شمال يمين من خجلها لتطالعو من قربو وحركاتو وصوتو... فعضت ع شفتها متل الصغار لما يعضوا ع شفتهم بس يسمعوا حدا أكبر منهم عم يحكي عنهم بالمنيح قدامهم... وهي مستوعبة كل شي عم بحكيه بالنص الحرفي...
وهو بس شافها رايقة قرب منها بايسها ع خدها بشكل مفاجئ لإلها محاكيها بصراحة تامة: وين حماسك للحكي راح هيني عم بسمعك... وخبى وجهو بشعرها يلي بعشقو... وهو مستني فيها تتكلم... بس وين تتكلم مع خجلها... فتيجي بدها تنطق بشي ترد تبلع ريقها... وتتنفس بآخر لحظة قبل ما تشرق.. إلا بصوتو التقيل وهو عم يسحب إيدها لفوق: بكرا هدول الإيدين الحلوين بدي شوفهم محضرينلي فطور وباس إيدها الخفيفة معلق... دابحك إذا ابني بجي نحيف متلهم (متل نحافة إيديها)...
جودي لفت عليه بذهول وهي عم تفتح عيونها ع وسعهم... فضحك ع ردة فعلها وهو عم يقرصها ع خدها الناعم معلق: مالك عم تطالعيني هيك!
جنت هي شي لتجيب بيبي تقيل.. فرمشت بخوف بالعة ريقها من فكرة تحمل طفل وزنو تقيل أي هي بس تحمل الشي الخفيف بالأول... فضيّق عيونو يلي عم تلمع مع ضو أباجورتو: مالك؟
ردت بانفعال: ما بحب البيبي يلي حجمو كبير...
ضحك ع ردها: هه ليه خبريني لأشوف...
ليه... ناسية... بس هي بتحب البيبي يكون صغير وناعم وهادي... مو نكدي وببكي كتير... فسرحت بخيالها بالبيبيهات... وما وعت عليه مع سرحانها غير غافي لإنو ما فيه حيل ليستنى فيها لترد عليه... فبوزت لإنها حابه تحاكيه هو هلأ من بين كل خلق الله... فشو تعمل هلأ إذا هو نام وهي عندها طاقات كبيرة محتاجة لتفريغ...
بس أكيد هالطاقات هاي يلي عندها مو لتفرغها بالترتيب... إلا بالكلام... فرفعت نص ضهرها بدها تقوم لكن إيديه منعوها وهي عم تسمعو عم يقلها بصوت تقيل: خليكي!
ابتسمت رادة لمكانها.. ساندة راسها ع صدرو برضا من نفسها وهي مناها تقلو قوم نتكلم... بس وين يلبي رغبتها يا حسرة وهو مرهق بعد يومو الطويل الشاق... فسهت عيونها مع تململها... بس ترد تصحى وترد تغفى... بلكي الوقت يمضي... بس ع الفاضي... فتسحبت من جنبو بخفة كرمال ما يصحى عليها لإنها كتير مالة تضلها مكانها بدون ما تحاكيه... ولولا ما حست بتعبو ولا لكان ما خلتو ينام دقيقة تانية... وسحبت فستانها لابستو متحركة للحمام وهي عم تحط ايدها ورا ضهرها من وضعية نومها الغلط... ورفعت إيدها التانية على بطنها ولفت بالخفية عليه... ما بتعرف ليه تغيرت نظرتها لّلي عم بكبر ببطنها جواتها...
هي بالفعل ما كان قالقها غير بطنها يكبر وتبين سمينة... بس لما حست عليه وفهمت منو إنو هو كتير حابو للي عم بكبر جوا احشائها مع نفخة بطنها البارزة بخفة... حبتو معو وتغاضت شوي عن قصة نفخة البطن من ورا يلي عم بنمو جواتو... وتبسمت ع حالها بخجل داخلة الحمام تغتسل وهي فيها شي متغير... لدرجة حابه هلأ تزبط حالها كرمال تسمع منو كمان كلام بنبرة صوتو الرجولية والرقيقة معها...
فاغتسلت موقفة المية وساحبة المنشفة لتنشف جسمها وشعرها وتتدهن من الكريمات يلي لقتهم بغرفة الحمام واللي ما بتعرف عنهم إنو هو يلي جابلها أياهم بآخر أسبوع من رمضان علشان تحافظ على جسمها من تشققات الحمل وتغيرات الجسم يلي بتصير مع الحمل...
وطبعًا صارت تستخدمهم من بعد ما الأخت جوري فتحت عيونها ع قصص العناية والاهتمام بالجسم لإنو حضرتها ما بتهتم بقصص ترطيب الجسم بتاتاً... ومعتمدة بس ع ترطيب جسمها الطبيعي وهي كوحدة متزوجة لازم تعتني وتبرز حالها علشان ما تخسر زوجها... وجودي معروف عنها بتسمع يلي بدها من الكلام وبتاخد يلي بعجبها منو والباقي بدخل من هون بطلع من هون...
فدهنت منهم نص رجليها لإنها مو قادرة تكمل لتحت من وجع فخادها وحوضها... وهي شو مغمورة من ريحتهم الزاكية والمغرية لعبد العزيز بس يشمهم عليها.. ومدت إيدها لابسة روب الحمام وطالعة بشعرها الرطب لغرفة الغيار...وهي طايرة من الفرح... وعيونها عم تشع فرح...
فلما تكون هي مبسوطة وطايرة من الفرح لازم تلبس شي يكمل انبساطها متل الفساتين مثلًا.. فاختارتلها فستان أحمر مو كتير قصير وموديلو راسم الجسم مع كتف واحد وشو كان جاي عليها مغري مع بطنها البارز بعد ما لبستو مع أواعيها الداخلية... وطلعت لتمشط شعرها وتتركو ع طبيعتو مع طوق شعر فرنسي أسود..
طيب وبعدين...
لفت حالها عليه ألا لقتو لساتو نايم... فتأفأفت بزهق... وردت للمراية المعتمدة ع ضو غرفة الغيار مو ع ضو غرفة النوم كرمال ما تزعجو ويقوم معصب عليها... فردت وجهها ساحبة من جرارها مخمرية الشعر وفجأة لمحت علبة ريحتو يلي مخبيتها تحت مجموعة طواقها رح تخلص من كتر ما بتضلها ترش منها ع أواعيه يلي بتجهزلو إياهم ليلبسهم بالبيت بس يرجع.... فتذكرت تقوم لتشوف إذا جاب متلها ولا متل النوع التاني...
وبس لقت علبة جديدة شكلها رولا ولا ماجدة حطينها بدون ما تنتبه... تبسمت ماخدتها معها بدون ما تخبرو ولا تستئذن منو وخبتها في جرار طواقها بكل ثقة وهو شو نايم بأمان الله ومانو داري عن سراقة عطورو.. ولفت عليه لما حست على حالها لسا معها كمان وقت لحضرة النايم يصحى.. فقررت تجرب تحط شي ع وجهها... وهي عم تكلم نفسها بلكي النايم يصحى عليها ملت تراعيه: امم ايش أحط أيلاينر؟
وكملت محاكية حالها بصوتها الداخلي "مم بس أنا ما بعرف كتير أحط"
فسحبت المسكارا محاولة تقلد جوري بحطها فبرزت رموشها بس بنفس الوقت وسخت جفونها فاضطرت تمسح الجفون قد ما بطلع معها بعد ما حطت حُمرة حمرة مو اللون القوي... وبلاشر أحمر ع زهري بارد... وفجأة رفعت حاجبها معقول يعجبو... لإنو آخر فترة حاسستو ما عم يعجبو شي فيها من إهمالو لإلها... فضيّقت عيونها بتحزون "بشفقة وقلة ثقة بقدراتها"... بس لو جوري صاحية....
ونهت نقاشها بعفوية بروحتها لغرفة الغيار كرمال تحضرلو أواعيه الشغل وما تتغلب كتير مع غثيانها الصبح... فحضرتلو بدلة رسمية لونها رمادي مع قميص أبيض وكندرا وقشاط (حزام) وساعة سودا... والحمدلله إنها ما نسيتهم اليوم مع تحضير أواعيه الداخلية.... ولفت تاركتهم مكانهم متحركة لغرفة الحمام تحضرلو إياه وهي حاطة إيديها ورا ضهرها من تعبها من تحريك ضهرها بتنزيلو وتطليعو بتعبية الباينو وتعطيرو...
وبس حست حالها عملت المطلوب منها طلعت لغرفة نومهم متنهدة بحيرة كيف هتصحيه... لإنها ما عندها الجرأة الكافية بعد يلي صار بيناتهم امبارح تقرب منو... فحمروا خدودها من الفكرة... بس حاولت تتجاهل خوفها وخجلها منو من الثقة البسيطة يلي أعطاها إياها بكلامو ولمساتو ولمعة عيونو لتقرب منو وتنادي عليه بصوت همس: عبد العزيز!
عبد العزيز وين يصحى عليها وهو نايم بهالعمق وهي عم تناديه بهالهمس!!
فمعقول الزوجة السعيدة تيأس منو وتتركو ينام كمان شوي... لأ تعيد الكرة كمان مرة... وعشرة فوقهم كمان من ثقتها الزايدة شوي... فرجعت نادت عليه بحدة من وجع جنابها المفاجئ: عـبـد الـعـزيـز!!
عبد العزيز سبحان الله الخشونة بدركها حتى وهو نايم... ففتّح عيونو فتحة صغيرة ناطق بتقل: همم أيوة!!
زمت شفايفها وهي مكمّلة بعصبية: قوم صلي الفجر!
عبد العزيز ضحك بلا نفس عليها لإنو دماغو المحلل حلل بسرعة لو الفجر آدن كان تليفونو رن... فلف وجهو بسرعة ناحية ساعة إيدو التاركها ع الكوميدينا القريبة منو يتأكد بلاش يكون من التعب سمعو خانو من قلة النوم... فابتسم لما كان تفكيرو صح لإنها كانت الساعة تنتين وشوي... شكلها هاي جاي تتهبل عليه هو يلي ساعتو البيولوجية ما حدا بقدر يضحك عليها... لإنو سنين يا حلوة هو ماشي عليها فلف مواجهها: خير مصحيتني حضـ ~~~
ضيّع الكلام لما شاف شكلها... فحرك عيونو عليها بتفحص وبس لمح بطنها يلي صايرة تبينو من جديد.... داب... وهو مندهش منها... مالها معو عم تحاول تغريه... ولا شو اللي عم بدور ببالها بالزبط كرمال تساوي معو هيك... فرفع حواجبو مضيق عيونو بحذر بس لمح شو حاطة ع وجهها وع شعرها... وشم ريحة جسمها الرهيبة والمغرية لإلو... وبلش دماغو يحلل كالعادة...
هادي البنت ع شو عم تلعب معو؟
فطالعها متفرس عيونها إلا لقاها عم تطالعو بنظرات فيها حدة بعصبية من إيدها الحاطتتها ع خصرها... فرفع شوي من ضهرو ساند حالو ع راسية السرير (الترويسة/المسند).. ولف إيدو الطويلة ورا ضهرها ساحبها لعندو بخفة بدون ما ترفض قربو: شو بدك يا بنت الناس صاحية بهيك وقت ومزبطة حالك... هاتي شوف موالك! وبعدين ليه مشنكة جبينك... موجوعة شي؟
مشنكة جبينك؟ هادا يلي طلع معك بعد يلي عملتو كرمالك ولأ فوقها بتقلها شو موالك!! فتضايقت من كلامو وهي عم تحرك عيونها شمال يمين بخوف ممزوج بخجل... يعني هي شو عملت كرمال يقلها هاتي شوف موالك... وأصلًا ليه يحكيها...
كل هادا حست فيه لإنها ما فهمت معناها بالدقة وشعورها فسر وأوّل كلامو على إنو (خير ليه مزبطة حالك هلأ... يعني شو بدك بهالهبل هادا بهيك وقت) وطبعًا مع تضايقها من يلي قالو ما ركزت بآخر شي قالو... فتنهد من صمتها وهو عم يمسح ع وجهها... معلق: مالك ساكتة؟ وغمزها شو عدا ما بدا نازلة عم تهتمي بحالك شو هالتغيير النازل عليكي يا بنت! شو فيه وراكي؟ وقرب من إدنها هامسلها: بس شي بستاهل التغيير ...
هي سمعت كلامو من هون حمّر وجهها من هون من حياها الزايد مع حملها... وجفلت مكانها بس حست عليه مقرب منها بايسها ع خدها وبعد عنها متفحصها بعيونو الراغبة فيها محاول يفهم مالها...
يعني جد هو شو يفهم من المحترمة يلي بين إيديه إذا ممكيجة حالها ولابسة هيك فستان بالعادة ما بتلبسو وشو كمّلت حضرتها فوقهم... بدها إياه يقوم يصحى ليصلي الفجر...
هادي البنت بتتذاكى ومو زابط معها ولا مضيعة عقلها بزاوية من الزوايا... فقرب حالو أكتر منها بايسها ع أنفها... ورجع رفع راسو مفكر يلعب معها شِد وارخي... وهي بدون ما يلعب معها بتخجل كتير لدرجة بتنسى فيها تتنفس... شو حال لو يلعب معها.. ليقرأ الفاتحة على روحها لا قدر الله... فجت هي رح تشرق من ذهولها من يلي عم يعملو معها... وهو بسرعة أدرك مالها فبعد عنها بخوف منبهها: تنفسي يا بنت... في حدا بنسى يتنفس غيرك... وقرصها ع خدها بخفة بس حسها ردت تتنفس طبيعي متل باقي البشر... ورد تسطح جنبها وهو محتويها قريب منو وعم يحرك إيدو لبطنها محل ما ابنو عم يكبر جواتها... وعم يخطط يرد ينام بس وين ينام وعندو هالحلوة هاي تعبانة ع شانو... فضحك عليها بسرو بتعجب منها...
ع شو بنت دهب عم تلعب معو...
وعاد هي وين واللعب وين يا ابن الخيّال... بس شو تعمل إذا عقلها أمرها غير إنها تلبيه... فتنفست بدون ما تنطق بحرف واحد لإنها مو متعودة عليه بهيك قرب وهو شبه عاري... وفوقهم ملمس إيدو ع بطنها... فابتسمت راكية راسها ع صدرو شامة ريحة جسمو يلي بتعشقها مع وحام الحمل فشدها لإلو وهو عم يغطيها بالغطا علشان ما تقلو سقعانة وعلّي المكيف... وفجأة تذكر دام الوضع بينهم طري شوي ليه ما يجيب سيرة أهلها يلي ما بحب يذكرهم... بس يعني ذوقًا ودينيًا هي مجبورة تسأل فيهم... فنطق بحرص وهو عم يتفحص ملامح وجهها يلي هي ولا عن هوى داري عن عيونو وتفحصاتو لردة فعلها وتعابير وجهها: صحيح نسيت أخبرك جدك صارلو فترة عم يصر يعزمنا ع شرف حملك... وأنا عم برر عنك ودافع ورد ع مكالماتو بدل عنك.. وسكت مترقب شو رح ترد عليه.... لإنو بالنهاية هدول أهلها وهي مجبورة ترد عليهم مو هو... يعني زودتها بتجاهلهم ... بعدين هو شو جابرو ينحط ببوز المدفع علشان مدامتو رافضة تحاكيه من بعد العيد... ولولا ما كان يبتزها بمكدوس اللفت ولا ما كان ردت عليه بدقيقة وحدة...
وحتى مو بس لترد عليه إلا لينتبه عليها ويدرك إنها هي بتعرف كيف تتهرب من الكلام مع جدها بحجة تعبها... وبعدها تلف عليه ماخدة منو علبة المكدوس وهو مدهوش منها كيف بتتحول مع حملها... وبصير بعدها بين اللحظة والتانية يطالعها كأنها حدا غريب عليه... مو قادر يفهم هي هبلة ولا بتتهبل ولا هي كوكتيل من الهبل والعته والبراءة... أكيد هي مو خبيثة لكنها أنكى من هيك لإنها هبلة...
ومتل ما بقولوا خاف من الأهبل أكتر من الخبيث... لإنو الخبيث خلص مفهوم إنو رح يتصيدلك بالمية العكرة... بس الأهبل ممكن بشي بسيط يجيب آخرتك فيه... فهو لهيك حريص معها حاليًا وبس يصير يلي ببالو رح يعيد تشكيلها ويفتّح عيونها ويزرع فيها مخافة الله علشان ما تخون العهد يلي بينهم في حالة لو تدهور الوضع بينهم وبين أهلها... فْرَح يصبر ويطول بالو لحد متل ما بقولوا إذا البقرة بتوقع بتكتر سكاكينها... فهو رح يستنى الحلوة يلي عندو تصير بعيدة عن أهلها... لينفذ مخططاتو الساهية عنهم بنت دهب المضيعة... واللي أنتبه على شحوب وجهها المفاجئ وبطء تنفسها بعد كم ثانية من السؤال يلي سأللها إياه لإنها مو قادرة تبلع ريقها... فانبسط لإنو قدر يستفزها ويشوف منها ردة فعل تانية غير البرود والتجاهل تجاه أهلها.. لإنو هو يا الله هو شو مناه يفهم ليه هي هيك باردة تجاه أهلها... ولا ليكون فيه شي تاني مو منيح ولازمو الحذر... فرفع إيدو ماسح ع شعرها الرطب مسترسل بكلامو بكل تسحّب كرمال يفهم عقلها الصعب: ليكون يلي حكيتو عن عيلتك غلط أو ضايقك مو هما أهلك ولازم تشوفيهم يعني مو معقول وحامك يقطعك عن أهلك... ع الأقل خليني اخدك عندهم ساعة وحدة...
بلعت ريقها واجمة من كلامو... وهي عم تشب من جواتها... فكمّل وهو مراقبها عن قرب: ليه ساكتة هيك... مو جدك لازم يعرف إني أنا ماني حارمك منهم وعم اتحجج بوحامك علشان أحرمك منهم...
جودي خلص عصبت منو... مالو دخل يحاكيها بهيك شي... بعدين مين هو كرمال يتكلم معها بهالموضوع الحساس...
شي طبيعي تفكر هيك لإنها مو واعية شو يعني زوج وزوجة وحقوق وواجبات وغيرها من الأسس يلي بتدعم استمرار مؤسسة زواجهم... فهي ليه تخليه يقرب منها...
بعدين ليه يحاكيها عنهم!!!
هي مضايقتو شي؟؟؟
علشان يوديها هناك؟!
فمو تفكر ترد بأدب لتكسب ودو... إلا طولت لسانها بالوقت الغلط وبالمكان الغلط وقدام الشخص الغلط: إذا كل هالقد مانك طايقني ليه تتجوزني؟!
بهت من ردها... حلوة والله زوجتو المحترمة بنت جاسر دهب بتقلو مانك طايقني... والله هادي طلعت مو قطة بس إلها أظافر إلا أظافر بتخرمش كمان... فكبّر عيونو ضاحك بمرار: هه حلو صايرلك لسان بس بتعرفي مقولة سكت دهرًا ونطق كفرًا... ومسح ع وجهها بأطراف أصابعو مقرب من وجهها راددلها: الحُمرة اللي ع تمك كتير حلوة... كأنك إنتي عم بتحاولي تغريني ليه إنتي ما رفضتي من الأساس؟
كلامو أجاها بالعظم... فتندمت ع اللي قالتو... وجت بدها تبعد عنو لتحفظ بقية مية وجهها... لكن هو حوطها بين ايديه: لا لا ليه مستعجلة يا حلوة مزبطة حالك لإلي وارفضك... صئ مستحيل... حرام ع اللي لبستيه وحاططتيه ع وجهك... ومسكها من دقنها رافعو لتواجهو وهو مبتسم: وين راح لسانك ... بح اختفى... بعدين حاكيني منطق ليه فكرتي إنو مو طايقك... معقول مو طايقك وخليكي حامل مني؟!
هي خافت منو هون وحست إنها ببير مظلم محتاجة تطلع منو وتهرب هلأ بعيد عنو... لكن وين يا حسرة... لإنو هو قرّب منها أكتر لدرجة مو معطيها مجال لتستوعب شي... ولا حتى لترد عليه لإنو همسلها بنبرة غريبة عليها: ديري بالك من حالك مني... ما تفكري يلي قبالك يرعاكي دايمًا وإنتي مو راعية لسانك معو... وبعّد عنها متسطح ع ضهرو وهو عم يسحبها لصدرو كرمال ما تنهان كرامتها ع الآخر قدامو... على الرغم إنها حست حالها انهانت وخلص... فبكت ع صدرو بقهر من نفسها لإنها وثقت فيه وأمنتلو وجمّلت حالها كرمال يحاكيها متل قبل كم ساعة... بس شكلها كانت غبية كرمال تزبط حالها لإلو وتتأمل فيه خير... لإنو حضرتو طلع زيهم مو مختلف عنهم رح يتركها ويرجعها لأهلها... ليه كل ما تثق بحدا وقلبها يتعلق فيه بتركها... فبكت بحرقة أكتر لما حست عليه عم يمسح على ضهرها بحنية.... لإنو مو منطق قبل كم ساعة كانوا ما في شي فاصل بينهم يجي هلأ يعاملها كأنها بنت رخيصة باخد يلي بدو إياه منها وبرميها... هو مانو بايع العشرة بأي زاوية... بس هي يعني صار لازم تدرك في خطوط ممنوع تتخطاها...
ورغم إنها طوّلت لسانها عليه إلا إنو ما فكر ولا مرة بعد ما يلمسها يعاملها بقلة أخلاق مع المواقف يلي صارت بينهم... لإنو هون استغلال وأهانة لإلها... وبعدين هي حامل والمرا الحامل ممكن ما تنسى وتحس بأضعاف مضاعفة وتفسر الاشياء غلط متل ما صار قبل شوي... فهو عم يحاول يقلل الأضرار ويطلع بمنفعة جماعية لتستمر الحياة... بس هي متل الديناميت... عليها فنات وحركات مفاجئة... آخر شي توقعو ترد عليه هيك... شو دخل طز بمرحبا... بس باينتها هي مع الحمل مانها متحملة شي وبتبالغ بتفسير كلامو...فلف عليها بايسها ع راسها ومطالع عيونها يلي عم تبكي بضعف قدامو... محاول يعدل يلي صار بينهم بسؤالو المأنبو: آذيتك؟
بوزت كاتمة صوت شهيقها ليطلع... لإنو كتير آذاها... فرد باسها ع راسها مقربها أكتر منو معلن يلي عم بدرو ببالو: ما بعرف كيف إنتي فهمتي كلامي غلط...
ولما حسها انفجرت بكى... احتار معها وبنفس الوقت زاد فضولو يعرف ليه هي هيك عم تتصرف مع أهلها وذكر سيرتهم... فاحتار يضغط عليها ليعرف ولا يرخي هلأ ويشد بعدين... فمسح دموعها بايسها ع عيونها ورفع دقنو محاكيها بحنية متأخرة: ما تتعبي حالك بالبكى نامي يا رو~ كان رح يحكي يا روحي لكنو غير كلامو... ماشي...
من ضعفها من رفض كلامو قدامو خبت وجهها برقبتو رافضة تطالعو لإنو قسي عليها بكلامو اكتر من لمساتو... وفجأة حست الدوار رجعلها وما بتعرف بعدها كيف استسلمت للتعب نايمة بين إيديه ع صدرو...
وبس هو حس عليها راقت رفع راسو يتأكد إذا نامت من تنفسها شبه المنتظم ... فلقاها غافية بعد ما جفونها وجعوها من كترة البكى... فباسها ع شعرها وهو مناه يفهم ليه ما بترحم بحالها... معقول هبلها لهالقد واصل عندها... فشو عم يحاول ويجتهد يفهمها بس عم يلاقي حالو كل مرة مانو فاهمها... لكنو باصم إنها هبلة وجاهلة ورافضة تتعلم...
فتنهد ع طريقو الطويل معها... وقام من جنبها للحمام كرمال يلحق يغتسل قبل ما يروح يصلي الفجر بالجامع... وبهت بس لمح الباينو جاهز لإلو... وابتسم بدهشة ولف وجهو ناحيتها بتقدير... هي أي خطوة بتقدمها بشوفها مجهود كبير.. فتحرك ناحية الباينو ليتنعم بالمغطس يلي عملتو واللي برد شوي مع تأخرو... ورغم برودتو قبل فيه تقديرًا لجهودها المبذولة عليه... فرجّع راسو لورا مفكر فيها... محاول يفهم كيف هي عايشة؟ وليه هي هيك؟
من فضولو يلي عم يكبر يوم عن يوم تجاهها... وبالوقت يلي هي ما عم تقدم أجوبة لهالفضول... من سلوكها المكرر منها من أول يوم تزوجها فيه... نوم وأكل بجناحهم معظم الوقت ومرات بخليها ترتب كعقاب... وما فيه شي إضافي عليهم بتعملو غير القراءة والقعدة مع اختو جوري واحياناً أريام... غير هيك لا صحبات لا عيلة تحاكيهم ولا يزوروها أسبوعيًا ع الأقل... ولا حتى بتفكر تقلو تعال نروح مكان رغم انشغالو... يعني هي مفهومة للحياة هالقد ضيق ولا ايش بالضبط...
راسو خلّص ضاج من تساؤلاتو الكتيرة عليها مقارنةً بمعلوماتو القليلة عنها... فتنهد ناهي النقاش هلأ وبس يفضالها مانو تاركها هيك ولساعتها بفرجها الله... ورخى جسمو بالمغطس العاملتو لكم دقيقة وقام منو مصرف المي بسرعة ليغتسل بمية الدوش علشان يلحق يصلي صلاة الفجر جماعة ويترك أهلو وبيتو بذمة الله... فلسا ما لحق يخلص حمامو من هون إلا أدن الآدان الأول من هون... فبسرعة لبس الروب طالع لغرفة الغيار ولحظة ما عينو جت ع اللبسة الجاهزة بسرعة لبسها بدون الجاكيت الرسمي يلي اختارلو إياه... وهو من جواتو شو ممنونلها على هيك عملة... وبسرعة سحب القشاط مع تليفونو وركض طالع من البيت بدون ما يتعطر لإنو في إلو ريح تانية بسيارتو...
ويا فرحة قلبو بصلاة الفجر جماعة مع عمامو وجدو وأهل المنطقة وقعدتهم حوالين بعضهم منشغلين بذكر ربهم لموعد صلاة الضحى أو قبل ع هوى صحتهم وقدرتهم... لكنو هو اليوم فضل يروح بعد خمس دقايق من قعدتو بالجامع بعد الصلاة... كرمال يصحيها تصلي... لإنو مستحيل يخلي الخدامات ولا أمو يدخلوا عليها وهي بهيك فستان وأكيد إذا اتصل ع تليفونها ما رح ترد عليه... فقام من بينهم رافع إيدو كرمال ما يزعج اعتكافهم بالجامع... وجت عينو بعين جدو يلي حاسس فيهم كلام بس لسا مو وقتو هلأ... فحياه براسو وانسحب من بينهم راجع لبيتو(بسيارتو)... لعند المدام وهو رامي كلشي وراه من راحة البال يلي بحسها بمجرد ما يروح لعندها ولا يدخل المكان يلي هي موجودة فيه... فعبّر جناحهم موقف جنب سريرهم قريب منها مصحي فيها وهو عم يمسح ع وجهها الرقيق بأصابع إيدو الصلّبين مقارنة مع نعومة وجهها الماسحة عنو كل شي حطتو عليه من مسكارا وحُمرة وبلاشر قبل كم ساعة: جود~~
وما لحق لسا ينطق حرف التالت من اسمها إلا لقاها مفتحة عيونها الحمر زي كأنها باقية بكيانة فقرّب منها قاعد جنب رجليها ماسح ع شعرها ومطالعها بنظرات عم يلوم حالو عليها... فنطق بحرص: تعبانة شي؟؟
هزت راسها بمعنى لأ... فتفّهم إنها مو حابه تحاكيه... فرد سألها بنبرة حنونة: صليتي؟
ردت هزت راسها لإنها صلت قبل شوي وتركت السجادة ع الأرض مع أواعيها الصلاة بدون ما تطويهم بالقصد كرمال يشوفهم ويعرف إنها صلت وما يقرب منها ولا تسمع صوتو بعد يلي حسسها إياه قريب الفجر... بس وجع جنابها يلي طلعلها ع فجأة ما رحمها ولا خلاها تنام وتهرب من فكرة ترجيعها لأهلها بالنوم... فردت غمضت عيونها وهي منفجرة من الوجع بس كاتمتو بالقوة... ومكافحة رغبة دموعها بالنزول... فباسها ع راسها مطمئن إنها صلت بعد ما لمح أواعيها الصلاة متروكة ع الارض ومانها قايمتهم بعد ما تصلي صلاتها المفروضة عليها متل كل مرة... وبعد عنها شوي وهو حاسس فيها شي... فمسح ع خدها مكرر سؤالو الأول لكن بتغير بسيط عليه: موجوعة شي؟
هزت راسها بنفي بدون ما تدقق باللي قالو... فتحرك مبعد عنها بدون ما يحاكيها شي لإنو حاسسها مالها حمل لأي كلمة منو... وطلع من غرفة النوم مسكر الباب وراه بخفة كرمال ما يزعجها... وقعد يقرأ قرآن بصالون جناحهم لحد ما صلى الضحى... ورد لعندها مرقيها متل دايمًا... وهي مو حاسة فيه من عمقها بالنوم... وبعد عنها مغطيها منيح كرمال ما تحس بالبرد وهو مندهش منها لحد هلأ من يلي عملتو قريب الفجر... يعني شاللي (شو اللي) فتّح عيونها هيك... معقول أختو جوري ولا شو فيه شي بالزبط... لازم ينتبه من هادا الخصوص... فطلع من جناحو وهو حاطط علامة استفهام ع التغيير المفاجئ فيها... ونزل يخلي رولا تحطلو فطور إلا بصوت أمو وهي عم تنزل وراه: صباح الخير يما!
لف وجهو عليها مبتسم بوجهها: صباح الفل يا حجة...
وقرب منها نازلين الدرج سوى وهو شو كان نفسو مرتو هي يلي تحضرلو الفطور ع هالصبح مو الخدامة رولا... لإنو بحب وبفضل كتير تكون هي يلي المسؤولة عن كل شي بخصو مو الخدم... فبس يخف وحامها وصحتها تكون أحسن رح يزيدلها مهامها معو... ولف وجهو محاكي أمو: ها يما طمنيني عن رجليكي انشالله أحسن وما عم يتنفخوا (ينتفخوا) متل قبل؟ صارلي كم يوم بقول بدي اتطمن عليكي بس بنسى مع الشغل يلي علي...
أمو ردت عليه وهي عم تبتسملو بوجهو لإنها واثقة ابنها ما بنشغل عنها لشي تافه: لا الحمدلله بعد آخر مرة ما ردوا تنفخوا بس بحس مالي حمل الوقفة...
فرد عليها وهو عم يمشي معها ناحية الكنب المقابل للتلفزيون: ألف الحمدلله.. بس علشان نتطمن أكتر لازم بكرا ولا اليوم إذا فضيت بكير رح اخدك ع الدكتورة علشان بلاش يكون فيه شي لا قدر الله..
أم عبد العزيز هزت راسها مبعدة عنو ناحية كرسي المساج: انشالله يما ما يكون فيه غير العافية...
فرد عليها وهو عم يقعد قبالها فاتح التليفزيون ع قنوات الأخبار من ريموت يلي كان محطوط ع الطاولة: انشالله... ورد صوب عيونو ناحيتها... حجة دامك صاحية شو رأيك تفطري معاي؟ وغمزها...
أم عبد العزيز ابتسمت بوجهو وهي عم تضيّق عيونها بخجل من غمزتو وعم تعدل الحجاب الحاطتتو ع كتافها كرمال تلبسو في حالة الجد طلبها ولا ناس اجوها علشان ما يوقع ع ضهرها: أكيد ما بدها سؤال... منو بنفطر وبنحكي كم كلمة مع بعض لحالنا...
عبد العزيز هز راسو ساحب تليفون الأرضي: صار يا حجة... واتصل ع تليفون الخدم يلي بكون فيه منو نسخة موجودة في المطبخ ونسخة في غرفة نومهم... وهو مانو داري شو عم بصير بمرتو بنت دهب يلي رفعت ضهرها عن سريرهم بكره من حم وجعها يلي أول مرة بتحس فيه... فرفعت إيدها ع راسية السرير ساندة حالها تحتى توقف بشق الأنفس وهي شو مقهورة منو بعد الكلام يلي صار بينهم.... وعقلها رافض يتخلى ولا يتجاهل عن كلامو معها واللي فسرتو على إنو مانو طايقها ورح يتخلى عنها...
فكابرت ع حالها داخلة تتحمم محاولة تهون ع حالها... لإنها مفكرة إذا حست المية عم تنزل عليها... ممكن شد جسمها وحم وجع جنابها يخف... فسندت حالها ع الحيطة وهي حاطة إيدها التانية ع خصرها... وبطلوع الروح لشلحت يلي لابستو موقفة تحت الدوش يلي شو ما كانت حرارة ميتو رح تتحمم فيها... فتحممت بمية دافية من حسن حظها... وهي مو قادرة تفرك جسمها ولا حتى تحط شامبو لإنها معنية بس تخفف وجع خواصرها... ويتطهر جسمها من لمساتو المؤذية لإلها... ومن كتر مهي مو قادرة تتقبل قبلاتو ولمساتو من كلامو الجارح معها.... ومع انفعالها وتضخم مشاعرها شو صار مناها تسلخ جلدها عن عظمها وتحط بدالو جلد جديد خالي من لمساتو ...
ومن كتر استحقارها لنفسها غصبت نفسها تغسل شعرها بالشامبو وهي مو قادرة... فضغطت ع شفايفها بقوة كاتمة تأوهها... ولما حست الوجع بطّل يمزح معها حاولت بسرعة ما تخلي الشامبو ع شعرها قد ما بتقدر... وما صدقت تطفي المية وتطلع من الحمام لابسة الروب بدون ما تحط شي ع شعرها لتنفشو وهي عم تسند حالها ع أي شي قريب منها كرمال ما توقع... وهي عم بتأن بوجع... والكارثة هي موجوعة كتير... مو تفكر تقعد ولا تتمدد ولا تطلب مساعدة حدا... لأ إلا من كرهها لنفسها وقسوتها ع حالها كمّلت ع حالها بروحتها لغرفة الغيار وهي ما فيها حيل تمشي.. وبلا تركيز من عيونها يلي تملوا دموع... اختارت أي بنطلون جينز وبلوزة بتيجي إيدها عليهم بعشوائية... فحاولت تلبس البنطلون وهي مناها تصرخ من وجع عرقها وفخادها مع جنابها... فلبستو بطلوع الروح بدون ما تسكرو لإنو طلع ضيق مع بطنها الكبران شوي... وبكت بحرة تاركة زر البنطلون ولبست البلوزة بعد ما لبست حمالة الصدر بالغلط ونزلت بلوزتها اللي بازرة نفخة بطنها بزيادة مع جسمها الرطب... وشدت ع حالها طالعة من غرفة الغيار بدون ما تتطلع ع شكلها أو تقلق بتنشيف شعرها المبلل... والكارثة عيونها ما عم يشوفوا شي غير نهاية الجناح... وهي عم تتوجع بصوت بلكي يسمعها هو إذا كان قريب منها وعلى الرغم من إنو صوتها ما بنسمع حتى للي برا جناحها: مــــمــ بــطــنــي!!!
فتوقفت كم ثانية من عجّزها لتمشي بس لازم تمشي بلكي حدا يشوفها ويهون عليها وجعها... والمشكلة حاولت تصرخ بس تعجز لإنو الصراخ عندها معناتو عذاب أشد عند أبوها... فتبلع صرختها وتكتمها... وتحس وجعها مع كتمها لإلو عم بيزيد... فما بتعرف كيف قدرت تطلع من جناحهم وهي عم بتتكي ع حيطان القصر... وبس تهيألها صوتو جاي من تحت... جتها قوة رهيبة لتقرب من الدرج وتتأكد إذا عم بتهيألها ولا هو فعلًا موجود وهي مو مركزة بكلام حماتها القاعدة قبالو ع طاولة الفطور وهي عم تقلو: والله يا أمي بحس هادي البنت هتكون خطية برقبتنا يعني مو هاينلي تضلها بالبيت هون بدون ما تروح ع الأقل عند أهلها ولا حتى ع دكتورة الحمل لنتطمن عليها وعلى اللي ببطنها...
عبد العزيز تنهد بعجز: ايش بدك يا أمي اعمل... يعني بدك نقلبها نكد بيننا وحملها ما يستمر من أولو وننحط ببوز المدفع قدام الكل ونخلي الكل يطولنا بلسانهم... فما تخافي عليها يا حجة بس تمرق هالأربع أسابيع كل شي بتغير بإذن الله...
أم عبد العزيز مسحت ع وجهها بحزن ع حياة بنت قاتل زوجها عندهم ونطقت بعدها بنبرة عدم رضى وهي مو دارية إنو البنت الخايفة عليها عم تسمع كلامهم عنها: يعني يما حاول معها شوي مو سمعة لإلنا لا بتروح عند أهلها ولا حتى بتطلع تشوف جدك ولا حتى بتطلع تقعد برا... الحمل عمرو ما بدفن حدا هيك...
رفع وجهو مطالعها وهو عم يحاول يهوّن عليها وما يخليها تقلق بمرتو: شو نعمل يا يما إذا ربنا مقدرلها حملها يكون متعب غير نصبر ~~
قاطعتو أمو باعتراض: هادول مبررات يما قلي بصدق لو اختك مكانها شو عملت ما تكذب وقلي إياها خبط لزق بوجهي...
عبد العزيز بلع حرتو من سؤال أمو ووقف أكلو رادد: صلي ع النبي يا حجة لإنو إذا ناسية خليني ذكرك لو يعني مدخل للشيطان والمشاكل... بس رح قلك إياها خبط لزق متل ما بدك أنا بموت ولا استرخصها متل ما اَهلها استرخـ ... وقف نفسو مراجع حالو لإنو مو قيمة لإلو ولا لمرتو يلي هتكون أم لابنو يقول عنها قدام اهلو هيك... فعدّل كلامو مكمّل... ضحوا فيها كرمال الصلح معنا... أنا برجع كررلك مستعد أموت مليون مرة ولا أخلي أختي تروح ضحية تار كبير... كنك ناسية أنا شو عملت كرمالها لحتى بالأخير تقوليلي أفكر فيها بهيك مكان... وبالنهاية قدر الله وما شاء فعل....
جودي ما قدرت تتحمل أكتر من هيك... فبسرعة لفت راجعة لجناحها وهي عم تنكوي من وجع روحها وجسمها... بالوقت يلي أم عبد العزيز لفت لابنها يلي تحرك ناحية الدرج وهي مطنشة كل شي قالو لإنو علقت عند كلمة استرخصوها يلي ما كملها: استنى عندك شو قصدك باسترخصوها؟ يعني هي لعبة ولا شو؟!
عبد العزيز رد بنبرة مو مفهومة لغيرو: تطمني يا حجة ما بصير الا الكتابو الله... بعدين ما توجعي راسك بهيك قصص الله يخليكي فوق راسنا... ووجعات الراس خليها لإلي ولرجال العيلة.. وتحرك طالع الدرج وهو عم يقلها: بإذنك بدي الحق غير أواعيي بلاش اتأخر ع الشركة... سفرة دايمة يما... وكمل طلوع الدرج وهو حاسس بعيون أمو عليه.. وعم يحاكي حالو... لليش أمو مشغولة فيها... تتركها عليه هو المسؤول عنها وعارف شو الأحسن لإلها... وصح بحقلها تنصحو بس ما بحقلها تقلو حط اختك مكانها...
خير يا طير هو ما عندو مخافة الله وحشمة لرجولتو وللبنت يلي رباها من هي طفلة صغيرة... بعدين مين قلها هو مو منطوف ليروح معها ع دكتورة الحمل ليشوف صور الايكيو ويسمع نبض ابنو... بس مو وقتو لإنو مرتو المصونة مانها متحملة شي فأنُه (أيهما/أنوه/أنوو) أهم راحة مرتو وابنو؟ ولا يغصبها تروح تعمل الايكيو وتتوتر وحملها ما يستمر لا بعيد الشر أو يزداد خطورة!!!
صح إذا راح الله بعوضو... بس هو ما عندو قدرة يتحمل فكرة فقدانو ع هيك أسباب... كرمال هيك رح يتمسك فيه رغم كل شي... فبس ليمرق الشهر التالت الحكي الجد ببلش وبحلها ألف حلال... فكمّل لجناحو وهو مو عارف شاللي عم بستناه هناك... لأنو بنت دهب خلّص ما عاد فيها تتحمل من كتر ما شدت ع حالها من حم وجعها... وبجهد جهيد عم تحاول تتني ركبها من وجع عرقها اليسار كرمال تنزل ع الأرض قريب الحمام وما تبقى واقفة ع حيلها... ودموعها المختلطة بأنفاسها مغرقة طقاطيم وجهها العرقان المحمر... فشدت على عيونها محاكية حالها بصوت مهون خوفتها من وجعها لحالها: ارحــمــنــي!
مين يرحمها مو يلي عم يكبر ببطنها إلا هو يلي بنام جنبها وقدر يجرحها بهالعمق هادا بالكلام يلي قالو قبل شوي قدام أمو عنها وعن اهلها... فضغطت ع جنابها ناطقة من بين أسنانها لإنو الوجع وصل القمة عندها: امممممم...
وفجأة حست بدخول حدا عليها فبكت بحرقة أكيد ما في غيرو يلي رح ينقذها... ففتحت عيونها لافة ناحية مدخل غرفة النوم مطالعتو بوجع جسدي كبير ممزوج بخيبة كبيرة منو... وانفجرت بعدها من البكى وهي مو منتبهة ع لون وجهو يلي انخطف لونو بس لمحها عم تتوجع هيك من الدموع المعبية عيونها... فما بعرف كيف قرب منها متفحصها بذهول كيف قاعدة ع الأرض بزر بنطلونها المفتوح... وبلوزتها الماسكة ع جسمها مع العرق وشعرها الرطب... بدون لا تسمعو شو عم يقلها بصوتو الخايف عليها وهو عم يشيلها ع ايديه: مالك يا قلبي شاللي (شو اللي) عم بوجعك؟
هي خلص حاسة حالها رح تموت من وجع جنابها وروحها فمهما حاولت تكابر وما تطلب مساعدتو ما رح تقدر... لإنو وجع جسمها من التغيرات يلي عم تصير معها من ورا ثمرتهم يلي عم تكبر بأحشاءها... جبرتها لتركي راسها ع صدرو وتتمسك فيه برجا معلنة: رح مـوت مـن الــوجــع!!!!!
صوتها الموجوع وترو وضيعو خايف ليكون صاير عليهم شي... فبسرعة تركها ع السرير وهو عم يحاكيها: من وين موجوعة؟
ردت عليه وهي عم تضغط ع جنابها: عــم مــوت!!!
فهو فهم إنها عم تتوجع من جنابها فبسرعة باسها ع جبينها مخبرها: هلأ باخدكم ع المستشفى ما تخافي بإذن الله ما رح يصيرلكم شي... وبسرعة بعّد عنها داخل غرفتهم الغيار مدورلها ع شي مستور تلبسو... وتدردك من خوفو عليهم... هو جد غبي لإنو تركها ع راحتها من أول ما صحى عليها وحاسس عليها كأنها عم تتوجع... والأنكى حتى بعد ما رجع من صلاة الفجر هو كان حاسس مالها شي وفضل يسايرها هي الجاهلة بقصص الحمل كرمال ما يزعجها... فإذا رح يصير شي لابنو ما حد رح يتحمل الوزر غيرو هو... فسحب فستان فضفاض لونو أسود... مع أي شالة بتيجي إيدو عليها وركض لعندها وعيونو كاشفة كيف عم تتلوى تلوي من جنابها... بس ادنيه ما عم تسمع بشو عم تفكر عنو... وهي عم تحاكي حالها بحرقة.. (يـا رب رح مـوت... هـيـو راح ومـا سـأل) ولما فقدت الأمل منو... ما حست ألا على إيديه عم بتحركها وبرفع إيديها مشلحها البلوزة وهو عم بحس بتأنيب الضمير ع تساهلو معها... فنطق بخوف كبير عليهم: من متى وجعك؟
هي فتحت عيونها بخوف لما حست عليه عم يشلحها وبصوت خاطف نطقت: ايش عم~~ لكن البلوزة كتمت حسها لإنو شلحها إياها ورماها ع الأرض وهو مطنش سؤالها ملبسها الفستان من راسها وبعدها دخلو بإيديها: بسرعة جاوبي يا عمري من متى وجعك بلش؟؟؟
ردت من بين أنين وجعها: ممممم مـا بـعـرف!!
ما بتعرف... كان رح يشتم... فاستغفر ربو مبعد عنها بسرعة ساحب اللفة ملبسها إياها فوق شعرها المعرق الرطب ودخلو جوا فستانها من العجلة... وشهقت باعتراض بس حست بإيديه عم تسحب البنطلون وهو عم يقلها: ما تخافي هيني معكم... وإن شاء الله ما رح يكون في شي خطير عليكم...
وبسرعة قرب منها بدو يحملها إلا لمح رجليها ممكن ينكشفوا... فنطق بعجلة: اصبري علي لاجبلك بنطلون...
ما كانت سامعة شي من يلي قالو لإنو كان داخل غرفة الغيار ساحب بنطلون عريض ما بجي تحت فستانها بس إنو منيح كتسليكة حال لإلها وهي بمتل هيك وضع... فكانت هي عم تطالع باب غرفة الغيار بعيونها المليانة دموع وهي عم تنادي عليه بصوت مسموع لإلو كرمال ما يتركها تتوجع لحالها: عــــبــــد الــــعــــزيــــز!!
عــــبــــد الـــعـــزيـ~~
وسكتت بس لمحتلو طالعلها بسرعة وهو عم يقلها: هيني يا قلبي! هيني... وتنهد مقرب منها ملبسها إياه بعجلة موجعتها بزيادة مع رفع رجلها اليسار محل ما عرق رجلها اليسار عم يوجعها فبكت بحرقة وهو عم يهون عليها بكم كلمة: ما تخافي...
هيني معك..
اهدي...
بس مع بكاها هادا اختبص معها لإنو ما بعرف إذا هو وجعها هلأ ولا لأ... فحملها بدون ما يلبسها شي برجليها يلي سهي عنهم مع العجلة... وقربها من صدرو بحنية ممزوجة بخوف وقلق عليها وعلى يلي ببطنها وهو عم يقلها: آسف إذا وجعتك!
آسف... يا الله هادي الكلمة شو خلتها تحس تجاهو مع نبرة صوتو يلي اخترقتها بلا أي قرار منها... إنها هي ظالمتو... فبكت بحرقة ع نفسها من ظلمها لإلو... وحاولت تتحمل الوجع كرمالو... كرمال الحنية يلي حستها من صدق نبرتو... فما حست عليه غير نازل الدرج فيها بعجلة وهو مو عارف كم عم تتوجع من تني عرقها من حملانو لإلها وعم يؤمر بصوت عالي أمو يلي لسا كانت بدها تقوم عن طاولة السفرة وهي جد مزعوجة من ابنها وإهمالو لبنت الناس: أمي بسرعة غطي شعرك وتعالي معنا ع المستشفى؟
أم عبد العزيز بس سمعت صوتو ما بتعرف كيف الله أعطاها الحيل لتقوم فورًا مطالعة شو فيه... ولولا تمسكها بطاولة السفرة ولا لكان لا قدر الله وقعت هي والكرسي ع الأرض من فزتها السريعة لتشوف شو فيه وهي عم تقول: بسم الله... وبس لفت وجهها لامحتو حامل مرتو جودي نطقت بخوف: مالها جودي بنتي؟
عبد العزيز رد عليها وهو عم ينزل آخر درجة فيها وهي شو مناها تتخبى جواتو لإنها ما بدها تشوف حدا من اللخبطة المشاعرية الحاسة فيها من بعد ما اعتذارلها مع شعورها بالبرد والحر بنفس الوقت: ما بعرف مالها لقيتها ساندة حالها ع الأرض وعم تبكي وتشد ع جنابها...
وبسرعة كمل طريقو مهرول فيها سابق أمو يلي كعادتها بتكون لابسة شي مستور... فبسرعة رفعت اللفة (المنديل) مغطية شعرها وهي عم تحاول تداركهم بالهرولة رغم كبر سنها إلا بصوت عبد العزيز آمر الخدامة رولا يلي جت من المطبخ تشوف شو فيه من صوتهم الواصل لعندها لتطمن عليهم لإنهم بالنسبة لإلها متل عيلتها المحرومة منها من سنين طويلة وحتى أعز: بسرعة رولا افتحي الباب!
فما لحقت تفتحلو الباب إلا طلع بسرعة خاطفة وهو عم يسمع أنينها الموترو بزيادة...
فلفت رولا وجهها وراه وهي عم تقلو: الله يخفف عنها يـ ~~
إلا بصوت أمو الراكضة وراهم محذرها: اصحك تخبري الجد إنو في شي... ودبريها إذا سأل عنا...
وطلعت وراهم بدون لتستنى رولا لترد عليها بحرف واحد وهي عم تدعي ربها ما يصير شي للي ببطنها كرمال ابنها ما ينضر من ورا هالشي... وبسرعة فتحت الباب الوراني راكبة جنب جودي وهي عم تشوف ابنها عم يحرك السيارة بتسفيح... كرمال يلحق عيلتو الصغيرة يلي ما لحقت تكبر وتتوسع... فحطت امو حزام الأمان وهي عم تقلو: وطي شوي سرعتك لا بعيد الشر يما بلاش نكون بشي ونصير بشي تاني...
عبد العزيز وين يخفف... صوت بكاها عمالو عم يعذبو.. لإنو مانو قادر يتخيّل إنو رح يفقد ابنو... فدعا ربنا يحفظو... وهو عم يراقب كل شوي وضع مرتو... لكنو ما عم يلمح منها شي لإنو قعّدها ورا كرسيه... وهادا جننو... وعصبو بزيادة لإنو بتهاونو مع يلي عم بصير معها وجعها تضاعف... فمسح ع وجهو باللحظة القربت أمو منها محاكيتها بحنية: ما تقلقي يما انتي بس أهم شي مـــ ~~~~
جودي هزت راسها بنفي ما بدها إياهم قراب منها ولا بدها تسمع شو عم تقلها... خلص يسيبوها لحالها بحالها... لكن وين يا حسرة...
والكارثة هلأ وين لما أمو حطت إيدها ع جنبها اليمين راقيتها... وهي هون خافت من حماتها... ما بدها إياها تقرب منها... فركت راسها ع الكرسي وهي عم تغمض عيونها محركة إيدها اليمين ع بطنها وإيدها اليسار ع جنابها اليسار... وعم تحاول تكبت شهيقها وأنينها... لكن إلا ما كبتها يخونها ع سمعو هو الكل حواسو وعقلو معها... فبسرعة أتصل على عمو كرمال يزبطلو الوضع وما ياخدها ع الطوارئ إذا فيه جناح خاص ولا غرف فاضية.. لإنو ما بحب حدا يشاركو هيك لحظات... ومتعب بنفس الوقت لأمو تضلها واقفة ولا قاعدة على كراسي قسم الطوارئ غير المريحة... والكارثة عمو ما عم برد وناسي إنو هو بعرف عمو صارلو يومين بالأردن مشارك بندوة طبية... وفطن مع الوضع يلي هو فيه عندو أرقام معارف ناس اداريين بشتغلوا بالمستشفى فاتصل ع كم واحد منهم ليجهزلهم غرفة بس ما فيه حدا عم برد... فما بعرف كيف مع هالضغط هادا قدر يوصل المستشفى بعشر دقايق بدل ربع ساعة ولا نص ساعة لإنو الطرق فاضية من أزمات طلاب المدراس والموظفين الحكوميين... وهو بعقلو الطبيعي... وتليفونو عم برن من الناس يلي اتصل عليهم بس بعد شو... بعد ما وصل... فبسرعة كتم صوت تليفونو نازل حاملها وهو عم يقلها: هينا وصلنا ما تخافي ماشي!!
نعم ماشي؟ أي ماشي بتحكي عنها بعد يلي عملتو معها...
والمشكلة هلأ ما عادت قادرة تضلها تبكي حاسة جسمها زي المخدر من كتر ما الوجع زاد وتضاعف... وهو بس حسها شحبت بين إيديه حس خلص الزمن توقف بعيونو وما حد عالم باللي عم يمر فيه غير ربو يلي استعان فيه بسرو... فدخل فيها المستشفى وهو كل شوي يقلهم: بدي غرفة لإلها ما بدخلها الطوارئ...
فاضطروا ياخدوها ع غرفة لسا قبل بكم دقيقة كانت المرا الوالدة طالعة منها مع زوجها وأهلها والتانية كانت بالليل مروحة... فمن تقادير ربنا جت هادي الغرفة بالطابق التاني من نصيبها...
بس هلأ وين المشكلة الاسانسير بآخر طابق وهو ما فيه يتحمل يتأخر دقيقة عن معالجتها ولولا خوفو عليها وع ابنو الحاملة فيه بأحشائها ولا لكان (كان) ركض فيها من الطابق الأرضي ع الطابق التاني... بس للضرورة أحكام فتحمل معها وجعها وهو عم يقلها: هانت... ما ضل شي غير الدكتورة جاية لتكشف عليكي بإذن الله!
وينها الدكتورة يلي عم تقول عنها رح تيجي لتكشف عليها... بعيدة عنها شي... لإنها مو قادرة تتحمل أكتر من هيك... ما تيجي وترحمها وتخلصها من الوجع الهتك روحها... وبعدها ادراكها ضرب (وقف) وما حست ع شي حواليها كيف دخلوا الاسانسير وطلعوا منو... منزلينها ع السرير النظيف لإنو السرير التاني لسا مو مغير مفرشو وكل هادا مع تنقل أمو وراهم وهي لا من تمها ولا من كمها من خوفها ع بنت دهب لتفقد ابنها ويطلع ع راسهم بلى أزرق... فما فيه إلا كم دقيقة وهو عم يحاكي الممرضتين يلي كانوا عم يلحقوه: وين الدكتورة؟
إلا بدخلت الدكتورة الخطف (الدخول يلي ما بتحس ع صاحبو جاي مسرع إلا لما يتكلم) مع متدربة وهي عم ترد عليه بعجلة: هيني جيت يا أستاذ... سلامتها بنتنا من شو عم تشتكي؟
عبد العزيز رفع اكتافو بعجز: ما بعرف غير إنها عم تضغط ع جنابها...
فقربت الدكتورة معاينتها بعيونها بسرعة وهي عم تسألها: سامعتيني شي يا ~~
فقبل ما تسألهم شو اسمها رد عبد العزيز بنبرة خوف: جودي...
جودي سامعة شوي شو عم يقولوا بلا تركيز منها... فكل يلي عم تعملو ترد تبكي بدموعها الناشفة لإنو ما فيه دموع تنزل... وما بتعرف فجاة كيف حركت إيديها ناحيتو رغم تعبها وعجزها لتحرك إيديها ولا أي عضو من جسمها مع الوجع الحاسة فيه لعندو مطالبتو ما يتركها لحالها هون... وهو ما خيبها بحضن إيديها بكفوف إيديه وهو عم يحاكي الدكتورة عنها...
وهي مع حم الوجع وضغطها ع نفسها ما قدرت تسمع غير كم كلمة من كلامو هو والدكتورة مع بعضهم عنها....
مالها؟
~~~~~ جنابها عم يوجعوها؟
~~~~ غيرو؟
كم~~~~؟
وبس حست ع الدكتورة مقربة منها كرمال تتأكد بالزبط وين مكان وجعها.. فهي بمجرد ما قربت من جنبها اليسار تحركت متوجعة رافضة تقرب منها كمان مرة إلا بصوتو الحنون: عمري تحمليها علشان تخفي وتتحسني؟
صوتو وطريقة كلامو شو بتهون عليها وبتدعمها تتحمل بس فكرة إنها هي تتحسن؟؟
مستحيل الوجع الحاسة فيه مو طبيعي... فغمضت عيونها هاربة منهم لجواتها وما وعت إلا عم ينسحب منها دم... وبعدها مغذي مع مسكن للألم غير الخطر ع الحوامل عم يدخل لجسمها ... وهي مو مركزة شو عم يحكوا عنها... وهي أصلًا لو سمعت بدهم إياها تعمل فحص زراعة بول بس تتحسن كرمال يطمنوا ويشوفوا إذا سببوا التهابات ولا جفاف أو تنيناتهم سوى.... لكان ماتت بأرضها من العجز والهزل الحاسة فيه بجسمها... وما بتعرف بعدها كيف بلشوا عيونها يحرقوها ويتقلوا جابرينها ع النوم وهي عم تسمع الحوسة (الحركة) يلي حواليها وشاعرة بدفى إيديه واحتواءو بين التارة والتانية لجبينها ولا لكتفها أو لإيديها... وفقدتها بعدها الأحساس فيه من نومها بسلام بعد كل هالوجع يلي توجعتو... لتتركو يتنفس براحة بعد التوتر والخوف يلي عيشتو فيهم من خوفو عليها وعلى ابنو يلي الله أعلم كيف ما نزل مع الوجع يلي توجعتو... فحرر إيديها من إيديه بعد ما حس ما عاد فيه ضجة حواليه وأفكارو راقت.... لافف ع أمو محاكيها: أمي بدك اجبلك شي معاي لإنو بدي خلّص مع المستشفى اجراءات الدخول...
أمو ردت عليه بهدوء وهي شو شاحبة وجسمها هامد من كتر خوفها وقلقها ع كنتها وع اللي ببطنها: لأ ما بدي غير سلامتك..
طالع أمو نظرة تعجب... عارفها ما بتحب تتقل ع حدا ودايمًا شو بتجيب بترضى بس إذا سألتها بتمتنع... فسايرها طالع من عندهم وهو مخطط يجيبلها شي تاكلو وتشربو... ويعملو شي يبيض فيه وجهو مع مدامتو بعد تقصيرو معها... وهو عم يفكر فعلًا يفاجئها بشي خاص بينهم بعيد عن عيون الكل.. فشو اللي لازم يعملو عشان يراضيها فيه ونفسيتها تتحسن...
فالأحسن بالأول يخلص الإجراءات يلي تأخر عليها... فتحرك لمكتب الاستقبال مخلص معهم... وبعدها بعّد عنهم متصل على جدو يلي رد عليه من أول ما اتصل: الحمدلله على سلامة المدام!
عبد العزيز ابتسم غصب عنو رادد: عيونك ورانا يا حج؟!
الجد رد عليه وهو قاعد بالقعدة البرانية مفقد شغل البستنجية بالحديقة: لا وراكم ولا قدامكم... وسيبك مني هلأ وقلي إذا مرتك من أول حملها مستشفيات عمري ما بشوف وجه حفيدي يخي أرخي شوي عليها... أنا ساكت ساكت بس لا يعني غشيم...
عبد العزيز مسح ع وجهو: أيوة كمّلت! قلي شو بدك اعمللها ع بساط أحمدي يا أبو ضرغام؟
الجد رفع حاجبو ناطق: أنا بقول خليها تتنفس شوي من أول ما تزوجتها يا ظالم ما طلعت إلا مرة وإنتا عارف وين... يخي فرح قلبها شوي حسسني إنك متزوج جديد مو ختيار زهقان الدنيا...
عبد العزيز مسك ضحكتو: والله ما توقعتها منك... ما إنتا عارف البير وغطاه وسيبك من هالكلام ودامك عارف سهلتها علي فخليني سـ~ (سكر)
قاطعو الجد وهو مبتسم: عارف البير وغطاه بس يلي ما عرفتو وشفتو خوفك على ابنك... راحت علي... سيدي (تعبير بدل ع الحسرة) المهم طلّع شي من مالك علشان ما صارلهم شي... وخلينا نفرّح قلبها مش احنا بنكرم ستاتنا... فأنا خططت وعزمت النية وقلت قلك من هلأ بكرا رح أعمل عزومة لإنو عماتك أكلوا راسي من كتر مانهم عاجبهم تقل مرتك معهم... وضحك.. آمنا بالله انك تقيل بس مرتك كمان تكون هيك كتير علينا... فيعني خفف (بمعنى ما تشد عليها وفاهم يعني إنتا يلي فاصلها عنا)...
عبد العزيز سلّك معو وهو حاسس حالو شد وما شد بنفس الوقت... بس كأنو صار وقت التنفيس عنها لأم أظافر بتخرمش: صار... ويلا خليني اتسهل...
الجد كتم ابتسامتو بسرو رادد: ماشي الله يسهلك!
وسكر الخط معو... كرمال يفكر شو يجيبلها... وهو عم يعمل عصف ذهني لمرتو شو بتحب... علشان يعرف بإيش يفاجئها بدون ما يستعين بجوري أختو يلي بتعرف كتير أشياء عنها... كرمال ما يدخلها بقصصهم... وأصلًا ما فكر يستعين فيها... لإنو هادي مشكلتو هو بس... مش مشكلتها هي معهم... وكمّل طريقو للكافتيريا يجيبلهم شي ياكلوه وهو مانو داري عن أختو جوري يلي صحت من نومها وقايمة تدور ع جودي كرمال تتطمن مخططها جاب أكلو ولا لأ... وهي ع تبتسم بحبور... فبس دخلت الجناح بدون ما تدق الباب لامحتو منظف بدقة متناهية دالة ما في حدا عايش هون أو كأنو مجهز ليستقبل حدا راجع من مكان بعيد...فجف حلقها بسرعة مفقّدة الحمام وغرفة الغيار من شعورها فيه شي لإنو ولا مرة لمحت هيك السرير مرتب من يوم ما دخلتو بنت دهب المستهجنة عدم وجودها فيه... فكبروا عيونها معلقة بصوت بدون ما تحس: ايش فيه !!! هادي وين راحت بدوني؟ وبسرعة ركضت لعند الدرج تشوف شو فيه... بلكن تكون قاعدة مع أمها ولا عم تاكل لحالها تحت... رغم إنها مستحيل جودي تعملهم بس الخوف بخلي الإنسان يتوقع العجب... فنزلت الدرج ركض وهي عم بترجع شعرها الناعم لورا ... مفقدة وجودها بالصالون... بس مالها كمان هون إي وجود... فركض نزلت بقية الدرجات منادية ع رولا الكانت قاعدة بالمطبخ عم تقرأ بالوقت يلي فيه ماجدة عم تحضر الأكل لأهل البيت: رولــــــا؟
رولا بس سمعت صوت جوري ركض تركت الكتاب مهرولة تشوف فيه إلا تقابلت معها بنص الصالون فخفت سرعتها بالمشي رادة: نعم يا آنسة! بدك مني شي؟
جوري ردت عليها وهي عم تتخصر بعصبية رهيبة: وينها جودي؟
وين جودي مش وينها امي... أكيد شو بدو يخليها تسأل عن أمها إذا حافظة ومتعودة أمها بهيك وقت ببيت جدها غالبًا بتكون.. فردت الخدامة رولا بنبرة متوترة: المسكينة مدام جودي كانت موجوعة ومو قادرة فاخدها البيك وأمك ع المستشفى..
جوري بس سمعت كلامها نشف ريقها وانخطف لونها وحطت إيدها على قلبها رادة بصوت مخطوف: طيب ليه ما خبرتوني من أول ما صار الإشي؟
الخدامة رولا حاولت تمتص صدمتها وهي عم تبررلها: يا آنسة مو من الأدب نجي نصحيكي ع هيك خبر..
جوري نفخت خدها ولفت حالها طالعة لجناحها وهي عم تحاكي حالها: هادا يلي كان ناقصني ... حضرتهم ما خبروني وكأني رجل كرسي ... ولا شفافة وما بهمني كون معهم... وسحبت تليفونها متصلة ع أمها وأخوها كرمال تتطمن عليها... بس لا أم بترد ولا أخ بسد... ولعت معها وبشلت تحكي معها أخماس بأسداس... وعبرت غرفة غيارها لابستلها شي كرمال تروح عند جودي المسكينة... ومنتظرة حدا فيهم يرد عليها... وهي مو عارفة أمها ما فيها ترد عليها لإنها تاركة تليفونها بالبيت غصب عنها لإنو ما كان معها وقت لتلحق تجيب تليفونها مع وضع كنتها المريب... في حين أخوها كان كاتم صوت تليفونو ومشغول بشرى أكل وورد للمدام المريضة ولأمو يلي تعبت معهم خلال هالأكم ساعة فرجعلهم مفاجئ أمو بضمة الورد الجميلة الشاريها لمرتو واللي فرحت قلبها يعني ما يخلي كنتها تنبسطلها شوي.. وطبق الباب وراه عابر لنص الغرفة منزل كيس الأكل والشرب يلي شراه من الكافتيريا وهو عم يقول لأمو: تفضلي يما!
ولف تارك الضمة ع كرسي من كراسي الغرفة البعيدة عنها.. وهو مو منتبه ع أمو يلي ردت عليه وهي مبسوطة ع الضمة يلي شراها لمرتو وخجلانة لإنها فعلًا ما بتحب تتقل عليه: تسلم يما... وسكتت بعدها لكنها ردت تكلمت فورًا بس فطنت أختو التاركينها بالبيت مع الخدم: يما ممكن تعطيني تليفونك حاكي اختك اتطمن عليها لإنو تليفوني ضلو بالبيت.... ولف عليها سامع باقي كلامها وهو عم يسحب التليفون من جيبتو... بعدين مرتك كان جبتلها غيار تاني غير يلي لابستو يعني.... فمدلها إياه ماخدتو منو بعد ما دخللها ع رقم الأخت جوري وهي لسا مكمّلة بكلامها.... لا فيه شي برجلها واللابستو ما بليق بعروس صغيرة متجوزة جديد!
عبد العزيز هز راسو وهو عم يقعد قبالها: صح كلامك يما... هلأ برد ع البيت بجيبلها غيار... فالمهم هلأ إنو الحمدلله القصة عدت ع خير...
ردت أم عبد العزيز بتأييد وهي عم تاخد التليفون منو: آه والله ألف الحمدلله حتى... وضغطت متصلة على بنتها المشتاطة ع الآخر منهم.. بالوقت يلي رجّع راسو لورا وهو عم يكتف إيديه ومبين عليه الارهاق...
ما هو السؤال الطبيعي والمنطقي كيف ما بدو يتعب وهو مانو نايم إلا يا دوبو تلات ساعات... ففوق تعبو وقلة نومو لازم يعتني بمرتو هلأ ويفكر بشي يهديها إياه... فرفع حاجبو أول ما سمع أمو عم تحاكي اختو جوري المعصبة منهم على عدم ردهم على اتصالاتها عليهم: صحة النومة يـمـ ~
فنطق مقاطعهم: أمي خبريها تخلي رولا تحطلها غيار وهي تجهز حالها علشان بدي جيبها معاي بس ارجع...
أم عبد العزيز لبت طلبو رغم إنو شايفة مالو داعي يجيبها: متل ما بتحب! وهي عم تسمع كلام بنتها المعصبة منها لإنها ما عم بترد ع اتصالاتها لا هي ولا ابنها العزيز... وقبل كل هادا هي شو رجل طاولة ولا شفافة مالها قيمة لتعرف من رولا ولا ماجدة (مسكينة المدام اخدها البيك ع المستشفى): أي صح النومة وجودي اخدتوها ع المستشفى بدون ما تاخدوني... ومطنشين اتصالاتي كأني مو بنتكم... وتنفست موطية حدة صوتها... خير متصلة علي بعد ما طنشتوني... وخبريني انشالله ما صار عليها وعلى البيبي شي؟
أم عبد العزيز مالها خلق كلامها فردت بجمود مسايرتها فيه علشان ابنها قاعد قبالها ولا لكان ما أعطتها مجال تنطق بحرف واحد مع راسها المصدع: لأ الحمدلله ما صار عليهم شي... وأخوكي بقلك جهزي حالك...
جوري ردت باندفاعية لإنها كانت لابسة ومجهزة حالها... مستنية أخوها الحِنين يجي ياخدها لعندها لإنو هو وأمها مستحيل يطلعوها مواصلات بالسيارة الخاصة ولا غيرو وهي لحالها: مجهزة حالي بس إلا روح اشكيكم لجدي من كتر ماني معصبة منكم...
أم عبد العزيز بس سمعت ذكر جدها واللي معروف عنو صديقها المقرب وصندوق أسرارها خافت: اصحك (اوعي/ صحصحي من هبلك) وخلي رولا تحطلها غيار كامل مع شي تلبسو برجلها فاهمة!
جوري ردت بجكر: هو ضل فيها فهم بعد ما صحيت سكري الخط يما لبلاش انجل~ (انجلط)...
أم عبد العزيز سكرت الخط بوجهها مختصرة ع حالها وجعة الراس ورفعت دقنها اتجاه ابنها إلا انتبهت عليه تعبان فمدتلو التليفون وهي عم تقترح عليه: يما إذا تعبان بلاش ترو~~
عبد العزيز عدل قعدتو مقاطعها: لا ماني تعبان يا حجة ما تقلقي علي... ومد إيدو ساحب تليفونو منها مكمّل ... وخليني لحق جيبلها غيارها قبل ما يروحوها...
أم عبد العزيز هزت راسها بتفهم وتنهدت رادة: الله يسهلك!
ولف طالع من المستشفى وهو فعلًا محتاج متل هيك دعوة... لإنو ما بعرف معها إذا رح يقدر يرضيها بكم مفاجئة ولا لأ... فهو رح يعمل يلي عليه والباقي ع ربو... فحرك سيارتو وهو شغال ع هالموضوع ومأخر شغلو شوي كرمال يرضيها... بالوقت يلي جوري الصديقة المخلصة جهزت فيه هي بإيدها غيار كامل من فوق لتحت لجودي المسكينة وبسرعة اخدتهم معها لجناحها حاطتهم بشنطة من شنطها المطبوع عليها كلمات عربية متنوعة متل (شغف، حب، ابتسم، اشراق، تألق، أبدع) ع أمل الوقت يمضى وما تحس عليه غير جاي... وبعد ما سحبت تليفونها وشنطتها الصغيرة يلي فيها مصاري علشان تشتري لجودي ورد تتحمدلها فيه ع سلامتها... طلعت بعجلة وهي عم تشحن لسانها بجمل وكلمات رح تجنن أمها فيهم من كتر عصبيتها وغيظها علشانها ما راحت معهم... ومع تململها قعدت بالقعدة الخارجية ضامة الشنطة يلي بإيدها لصدرها مستنية أخوها الكريم ع أحر من الجمر وهي قاعدة ع أعصابها ليجي ياخدها... إلا برنة تليفونها فبسرعة رفعتو رادة عليه من اعتقادها عبد العزيز رجعلها إلا اتريه جدها متصل... فسكرت بكل عين قوية الخط بوجهو... وهي عم تتنفتر... شكلها دورتها قربت من النار الحاسة فيها وعصبيتها من كلشي... فرد الجد اتصل عليها وهي بس لمحت اسمو بكل ثقة سكرت الخط بوجهو وهي مو عارفة ولا منتبهة ع جدها يلي ترك مراقبة شغل البستنجية لحديقتو الغالية ع قلبو ليتسلى فيها... مو الفاضي بشتغل قاضي... فضحك عليها مكرر اتصالو لتالت مرة فردت بحرة: جدي شو بدك مني أبو إصبع معصب هلأ (قصدها نفسها)...
الجد انفجر ضحك ع ردها: هههههه والله ما هو شي جديد عليك يا أبو اصبع غير أنك تقلان علينا شو كنو(كأنو) مرت أخوكي عدتك؟
جوري مسحت ع وجهها يلي لفتو وهي جد مالها خلق حدا فجت بدها ترد إلا لمحتو لافف عليها من بعيد وعم يضحك عليها... فسكرت بوجهو رايحة لعندو تقاتلو وتكب بلاها عليه...
فالجد علق بصوت يا دوب مسموع للقريب منو قبل البعيد: جت مع لسانها السيف... ومشي لعندها قاطع عليها المسافة... تعالي تعالي هون ع شو جايتني متل القتالة القتلة... وسحب شي من جيبتو مكمّل كلامو قبل ما تنطق: هدول بتجيبي فيهم شي حلو لمرت أخوكي بعرفك مزوقة!!
جوري فقّدت بعيونها شو طال من جيبتو وبس شافتو طايل كم مية علقت ببرود: جدي عم تمزح معاي هدول ما بعبوا عيني... ورفعت إيدها بكل ثقة: حط كم ألف جيبلها شي بليق باسم شامخ الخيّال... شو بدك تخجلني وتخجل حالك بهالعمر قدام مرت حفيدك والله ما توقعتها منك!!
الجد رفع إيدو دافعها من كتفها: إنتي ما بقدر عليكي غير ربنا يا أم لسان طويل... ورجّع إيدو ع جيبتو مضاعف المبلغ وهو عم يسمع ردها: بعجبك أنا... شو مفكر حالك سنين عم تربي تور ما بفهم..
الجد مدلها إيدو اليمين بدو يعطيها ألف إلا سحبت صفطة المصاري كلها من إيدو اليسار: ما تنسى هديتي يلي قلتلي عنها برمضان إذا طلعت حامل... وطبعًا هي تضاعفت مع تأخر دفع المبلغ المتفق عليه... وغير هيك حق تعبي للف لجيبلها شي بليق باسمك..
الجد رفع حواجبو متعجب منها: أنا من برودك والكلام يلي بتحكيه بقول فيكي عرق يهودي... ورفع إيدو قارصها... مش لو ربتلي تور ما بفهم أحسن منك يا أم لسان طويل ~~~~
وباقي كلامو طار بعيد عن سمعها بمجرد ما سمعت صوت سيارة جت... فبسرعة بعدت إيد جدها عن خدها وهي عم تقلو بصوت عالي: جدي من هلأ بذكرك إذا طلعت حامل ببنت متل ما أنا توقعت إلا تجيبلي سيارة وإذا طلع ولد متل مانك متوقع رح أدرس هادا الفصل بالجامعة لو بالالتحاق....
وركضت وهي عم تسمع رد جدها: والله خربتي يا بنت~~~~~~
وما سمعت الباقي لإنو بعّدت كتير عنو... وعقلها بس مركز إنها لازم تروح عند مرت أخوها فلما لمحت أخوها عم ينزل من السيارة خافت ليكون ما بدو ياخدها معاه فنطقت بصوت منفعل وهي عم ترفع شنطة غيار جودي بأيدها اليمين: عبد العزيز بلاش تدخل معاي شنطة غيارها...
عبد العزيز قاطعها وهو عم يكمّل للبيت: تمام بس بدي جيب كم شي من مكتبي وارجع فأركبي لحد ماني راجع... ودخل البيت بسرعة جايب اغراضو يلي بحتاجهم مع لابتوبو ليشتغل عليهم شوي وهو قاعد معها بالمستشفى... لإنو ما بعرف يضلو قاعد لساعات طويلة بس حاطط رجل ع رجل... ورد للسيارة راكب وهو عم يطلب منها تحط شنطة لابتوبو ورا كرسيها للي شو هدي بالها بس ضمنت إنها هتروح معاه لعند مرتو يلي بتحبها من كل قلبها وهي لساتها ماسكة صفطة المصاري بإيديها من العجقة فلف عليها وهو عم يحط حزام الأمان: حطيها (شنطة اللابتوب) ورا!
فبسرعة خبت المصاري جوا شنطتها وسحبتها منو حاطتها وراها وهي عم تحاكيه بدون ما تذكر اسمو ولا تدليعو لإنها مزعوجة منو ومن أمو ع عملتهم المالها طعمة معها: خلينا نمر ع محل ورود اجيبلها شي... يعني مو حلو فوت عليها وماني حاملة شي...
عبد العزيز لف متهبل عليها: كبرانة يا بنت وصايرة تفكري لبعيد بس ما تقلقي جبتلها... وغمزها ... شو قصة المصاري يلي كانوا معك... ليكون جدي ~~
جوري ردت عليه وهي عم تسبل بعيونها ببرود: شؤون خاصة!
عبد العزيز ضربها بمزح ع راسها: وليه لسانك طولان علي قصيه لاقصو...
جوري لفت فاتحة الشباك مطالعة الناس بعد ما شغلت الراديو تسمع شي لإنها ما بدها تعصب حالها اكتر من هيك ولا ترمي كلمة بالوقت الغلط... ولفت وجهها عليه بس سمعتو عم يحاكي عاصي زوج عمتها وهو عم يحط السماعة اللاسلكية ع ادنو اليمين: آه عاصي!
وشهقت بس تذكرت إنها نسيت تخبر أريام اللي صار... فردت طنشت رغبتها لإنها مالها خلق للقيل والقال... ولفت وجهها تطالع الناس والشوارع وهي مركزة بكلام أخوها: لأ ما رحت لإني اخدت المدام ع المستشفى...
عاصي رد عليه وهو عم يطالع ابنو يلي بلش يمشي لحالو بدون ما يتسند ع شي وهو عم كل كم لحظة يلف عليه بمعنى بابا شوفني كيف عم بمشي: والله أنا اتصلت عليك كرمال قلك وصلني الملف وخبرك الكتكوت ابني صار يمشي لحالو...
عبد العزيز فرح ع الخبرين: حلو حلو... يلا بكرا بإذن الله بشوفك مع كتكوتك بعزيمة جدي... وقلي هلأ متى فاضي لتجيبلي الملف...
عاصي رد عليه وهو عم يقوم مقرب من ابنو: هلأ قلي وين بدك لاجيبلك إياه؟
عبد العزيز رد عليه وهو عم يدخل من مدخل المستشفى: تعال ع المستشفى (مستشفى الخيّال) ... ويلا برجعلك بعدين اجاني اتصال تاني... وسكر منو قبل ما يسمع منو أي رد... رادد ع الاتصال التاني... وجوري ساكتة وعم تفكر بجودي النايمة ع السرير بغرفة من غرف المستشفى يلي بالطابق التاني بعد معاناة طويلة مع الوجع وهي عم تتنفس بانتظام مع تقل... ووجهها شو باين عليه البهتان من عيونها المنتفخين من تحت منبع عيونها من كترة البكى... ومن شفتها الجافة والمجروحة شوية من ضغطها عليهم من محاولة كبتها لوجعها.. ومن لفتها الشبه مرتبة ع شعرها... وكل هالعلامات المدلة ع تعبها مروا بعيون أم عبد العزيز القاعدة قبالها وهي زعلانة على حالتها وعم تطالع وجهها الرقيق بخوف من يلي جاي بعد الكلام يلي دار بينها وبين ابنها... ولكن بنفس الوقت هي مرتاحة لحدٍ ما لإنو مرق اليوم بدون ما تفقد الجنين يلي عم يكبر بأحشاءها... ولإنو خبرتها الممرضة يلي جت قبل شوي لتحط نتايج فحوصاتها للدكتورة المسؤولة عنها... وهي عم تفصل المغذي يلي خلص عن أيد كنتها "عندها جفاف ونقص فتيامنيات وبضل بس عليها تعمل فحص زراعة البول بس تتحسن"
فتنهدت محاكية حالها (ألف الحمدلله اللي الله تلطف فيها وكان وضعها مجرد جفاف ونقص كم شي بجسمها.... مو من التوتر وتعب النفسية) فضحكت ببلاهة مكملة... (ع مين عم تتهبلي يا أمينة.. أصلًا واضح من شكلها إنو نفسيتها مو كتير... أكيد كل هالبرود بينهم من يلي صار بأول أسبوع إلها عنا من ورا بنت حماي نداء... فالله يسامحك يا نداء ع هيك عملة لإنك خربتي الدنيا فيها)... فردت تنهدت بتقل وهي شو شفقانة عليها... وعم تحاكي جودي بسرها.. (والله إنك يا بنتي عزيزة علي... بس شو نعمل بالظروف اللي خلتنا نعامل بعضنا هيك... لدرجة بخاف قلك شي وخربها عليكي مع ابني من جهلك... ممكن لو دخلتي بيتنا بزيجة طبيعية لوالله حطيتك ع راسي من فوق من لسانك القصير وإيديك المكتفية... لانك (مانك) سراقة ولا عيونك زايغة ولا طماعة ولا بدها كلشي... ولا لسانك مشغول بالناس والفتن... اللي متلك يا بنتي نادر بس شو نعمل إذا الظروف جت هيك... فاللهم لا اعتراض ع حكمك والله يستر من جاي ~~
إلا بدقة الباب مقاطعة كلامها مع نفسها ومسرعة دقات قلبها من خوفها ليكون حماها دري لإنو لا معها تليفون وفوقهم هي لحالها هون مع جودي الموجوعة والغرقانة بالنوم مع الوجع... فقامت غاصبة حالها لتشوف مين وهي عم تحاول تشجع نفسها... بس كيف وعقلها عم يفكر بحماها ففتحت الباب ناهية النقاش مع حالها بدون ما تسأل مين... ودهشت بس لمحت أرسلان واقف قبالها وهو راسم ع وجهو أكبر ابتسامة وعم يكلمها بصوت رحب: جيت أشوف تقرير مريضتنا أول ما سمعت إنكم هون!
أم عبد العزيز ابتسمت بوجهو بهدوء بس شافتو لحالو وبعدت عن الباب وهي عم تقلو: تفضل يا ابني...
أرسلان تردد يدخل كرمال مرت ابن عمو واللي معروف عنو ما بتهاون بقصص الاختلاط وهو تربى ع هيك شي... فيعني لو هي مريضة غريبة عنو لدخل وطلع عادي بس بحدود الاحتشام لكن هادي مرت عبد العزيز واللي بكون ابن عمو فبحب يبقى ع تحفظ بهادا الموضوع احترامًا للخصوصية: الله يزيد فضلك ونطق بذكاء مؤخر دخولو.. بس وين ابن العم؟
أم عبد العزيز ردت بعفوية لإنها عارفة أرسلان مو شغل لف ودوران وبتصيّد بالمية العكرة: راح يجيب أختو!
هز أرسلان راسو بتمشية حال: الله يسهلو يا رب... وابتسم بوجهها مسلك نفسو بالكلام... هو أنا بالحقيقة يا حلوتنا سبقت الدكتورة كرمال سلم عليكم واتحمدلها بالسلامة... بس دام ابن العم مو هون برجع بعد شوي مع الدكتورة.. وغمزها... فبتوصيني ع شي قبل ما روح؟
أمينة هزت راسها رادة بود وتقدير لأرسلان يلي فعلًا بتحبو لإنو تقريبًا ربي هو ع إيديها وع إيدين مرت عمو كوثر من بعد ما أمو ماتت من ولادتها المتعسرة وهو طفل بعمر الأيام: لا ما بدي شي يا ابني فتسهل ع شغلك الله يرضى عليك..
أرسلان طالعها بحب كبير رادد عليها: آمين! ولف معطيها ضهرو إلا لمح جوري الجاية لعندهم متحمسة بعد ما نزلها عبد العزيز قدام مدخل المستشفى الرئيسي مخبرها بأي طابق هي وبغرفة كم... فابتسمت بوجهو أول ما تقابلت عيونهم ببعضهم وهي شو فرحانة إنها جاية تشوف جودي وتتطمن عليها بعيونها يلي بحبوها: أهلًا بابن العم كيفك؟
أرسلان ردلها البسمة بإحترام: من الله منيح وانتي؟
جوري مدت بوزها بعفوية: أنا الحمد لله بس سيبك من اخباري وإنتا عندك كل الاخبار طمني عن جودي؟ وتخصرت منتظرة ردو...
أرسلان دخل إيديه داخل روب شغلو الأبيض: ما تخافي عليها بعد شوية بنطلعها بس ها لازمها اهتمام~~
جوري ابتسمت براحة مقاطعتو: إذا هيك بسيطة من عيوني رح اهتم فيها آخر اهتمام والحمد لله ما صار عليها شي ولا ع البيبي...
أرسلان قرب حواجبو من بعضهم مصغر عيونو بمزح لافف لمرتعمو: قولي إنك خايفة ع البيبي!
جوري ردت مدافعة عن حبها لإلها بإخلاص تام: لا والله خايفة عليهم الاتنين بعدين إنتا واضح شو بتحب الخير وجاي تخربها بيننا....
أرسلان ضحك بوجهها: هادا يلي طلع منك يا أم لسان طويل... ماشي يا ستي أنا لازم اروح أكمل مناوبتي وبرجع اشوفكم مع الدكتورة قبل ما يعطوكم إذن الخروج بإذن الله...
أم عبد العزيز ردت عليه وهي عم تحجر بنتها المطقعة أم لسان طويل ع اللي عملتو: الله يسهلك...
فتحرك مبعد عنها وهو عم يقول: آمين.. وفجأة لف نص لفة لجوري معلن: وصح مبارك لبسك المنديل (الحجاب)..
جوري سبلت عيونها ببياخة: مبكر بالله... صارلي فترة لابستو...
أرسلان كتم ضحكتو واكتفى برد: حفيدة شامخ الخيّال شو بدو يطلع منها... ولف مكمّل طريقو وهو مبتسم عليها... وعم يعلق بسرو... ولا بتتغير...
فبس بعد من هون أم عبد العزيز مسكت بنتها من إيدها من هون معجلتها لتدخل الغرفة... وهمستلها بعد ما سكرت الباب: عيب تحاكيه هيك وتطالعيه بقوة... وين الاحترام مفكرة حالك بنت صغيرة مانها متعلمة الأدب..
جوري مبلدة ولا حاسة إنها عاملة شي غلط فعقبت ع كلام أمها وهي حاسة مزاجها خرب من سماعها هالكلام: هو أنا شو عملت غير قلت الحقيقة بعدين...بس ولا زعلك المرة الجاي بحاول بس مو أكيد... ولفت وجهها مغيرة الموضوع: المهم هلأ ايش صار معها تحتى تتعب وتجبوها ع المستشفى بدون ما تاخدوني معها.. وتخصرت بعدم رضى...
أم عبد العزيز طالعتها من طرف عيونها مجاوبتها: لسا إلك عين تحكي... كان فطّنتي حالك لتصحي بكير...
جوري بلعت ريقها مسايرة أمها: صح كلامك.. المهم جوجو شاللي صار معها... تركتها امبارح وما فيها أي بلى؟
أم عبد العزيز لفت مطالعتها ناطقة بهمس: شو قصدك وليه؟ وشو بدور بعقلك علشان تهتمي كل هالقد... انا خابزتك وعاجنتك يا أبو إصبع الاعتراض...
جوري ردت ببرود لتشيل عنها الشك: ما فيه شي بس مالك يا حجة علي... اكلتيني بقشوري... بعدين البنت تعبانة... جايين نتعبها ونزيد تعبها شو هالعيلة الحما يلي عندها خزاة العين عنا...
أم عبد العزيز كتمت ضحكتها لإنها بتحس حالها ما بتحكي مع بنتها إلا مع وحدة مطقعة للدنيا كلها: انتي في حدا بقدر ياكلك صدق أرسلان لما قال حفيدة شامخ...
جوري تنهدت بدها تفهم مال جودي: طيب فهميني مالها... زهقت وأنا عم كرر السؤال...
أم عبد العزيز ضربتها بخفة ع كتفها وقعدت ع الكرسي مجاوبتها: عارفة السوسة يلي عم تدور ببالك بس تريحي يا فضولية لا ما في شي بخوّف وما تشغلي بالك إنو أخوكي ضرها لكن هي عندها نقص حديد وفيتامينات وغير الجفـ ~~ وفجأة لفت عليها مغيرة مجرى كلامها... إنتي لليش بتوجعي راسك بهيك قصص... هاتي خبريني..
جوري ولا معها خبر: بجاوبك بس ابحث شو دخل هدول بروحتها للمستشفى..
أم عبد العزيز فتّحت عيونها بذهول من ردها المستنكرتو: كأنك عم تشككي بكلامي..
جوري لفت لإلها بتودد: يا حجة صلي ع النبي والله ما رحمتيني من أول شفتيني جاية لعندكم وإنتي نازلة فيي سلخ... إن قلت خير أولتيه شر... وابتسمت بوجهها... صح عادي صحيها..
أم عبد العزيز جحرتها: لا خليها نايمة ومرتاحة... ملحقة حضرتك ع الحكي معها... بعدين مية مرة صرت قايلتلك مصطلحات الشارع مو عندي بتنحكى... سلخ ومدري شو!!
جوري تنهدت بهمس هي شاللي جابها هون... واضح أمها مزعوجة من شي فحبت تلف عليها مقربة منها: من عيوني يا أحلى آمون... ورفعت إيديها ع خدود أمها مغيرة مزاجها... يسعدلي خدودها التفاح يا ناس...
أم عبد العزيز خجلت منها فبسرعة بعدتها عنها ناطقة بحزم مخبية فيه خجلها: إلا صح وينو اخوكي وغيار مرتو؟
جوري ردت بعجلة: أنا سبقتو لهون بعد ما تركتلو شنطة غيارها ليحملها هو مش هو جوزها يتعلم مسؤوليتها...
أم عبد العزيز دقتها بإيدها طالبة منها: تأدبي!
جوري تنهدت لإنو شكلو الكل مو طايق نفسو فسايرتها لإنها مهتمة بجودي: حاضر... بعدين مو سألتيني وينو راح يصلي الظهر لإنو أدن آدان الظهر أول ما وصلنا...
أم عبد العزيز شهقت: معقول والله ما سمعتو... خليني بسرعة أقوم اتوضى وأصليه (واصليه) حاضر....
وقامت من جنبها لغرفة الحمام... وجوري هون يا فرحة قلبها كرمال تصحي حلوة أخوها وتتكلم معها... فلفت وجهها مفقّدة الغرفة كتصبيرة لإلها لحد ما أمها تصل الحمام إلا لمحت كم كرسي مع طاولتين قصار وعلى وحدة منهم فيه وجبتين أكل مع بعض المشروبات وكمان سرير فاضي.. فحركت عيونها ببرود إلا جت عيونها سهوًا ع ضمة الورد الكبيرة يلي جابها أخوها لمرتو وتاركها ع الكرسي المقابلها... فابتسمت بأعجاب بذوق أخوها لأختيارو لون الزهري والنهدي مع بعض... وفورًا قامت بخفة بس سمعت صوت طبقة باب الحمام... وقربت من كتف جودي هاززتو بخفة ناسية إنها البنت تعبانة ولا موجوعة لإنها ما شافتها كيف كانت عم تتوجع ولا لكان آخر شي رح تفكر فيه إنو تصحيها...فمع جهلها باللي صار معها تصرفت هيك... فنطقت بهمس وهي عم تقعد ع طرف السرير النايمة عليه: جودي حبيبتي سامعتيني!
جودي بدون هالواسطة كانت عم بتحس في أصوات محيطة فيها... متل صوت المكيف.. وصوت رجلين ع الأرض.... وطبق باب... وحدا عم ينادي عليها... فبلعت ريقها شاعرة بجفاف حلقها الجاف... وحاولت تفتح جفونها التقال.... بس ما عم تشوف بوضوح... فردت سكرت عيونها وفتحتهم محاولة تستوعب حالتها وشاللي عم تحس فيه... وفجأة حست بحركة سريعة جنبها... فبلش حدسها يطالبها تصحصح تشوف شو فيه... إلا كانت جوري رادة لمكانها كرمال ما تتبهدل من أمها يلي نازلة بساحلها من أول ما دخلت الغرفة... وهي عم تطالع تليفونها ببراءة كأنها ما كانت عم تصحي مرت أخوها قبل ثواني بسيطة... ومتل ما بقولوا كذبت الكذبة وصدقتها مكمّلة بحث عن علاقة نقص الفيتامينات عند الحامل بالروحة ع المستشفى... وهي شو حيصانة لتصحّي جودي بس شو تعمل يعني لو صحتّها وأمها قاعدة لتقرؤو الفاتحة عليها لا قدر الله... فقعدت أمها ع الكرسي المقابل لإلها بعد ما لفتو ناحية القبلة لتصلي الضهر وهي مو عارفة إنو بصوت حركة الكرسي صحت كنتها ع الآخر...
فاضطرت جودي تفتح عيونها مطالعة السقف وهي عم تحاكي حالها...
هي ويــ~~ (وين)؟
ايش~~~
وليه إيدها عم توجعها (من إبرة المغذي)...
وسكتت مو قادرة تكوّن سؤال كامل في عقلها من وجع راسها... فبلعت ريقها وهي عم تضغط ع حالها لتتذكر شاللي صار معها وفجأة تذكرت كل يلي صار معها فأنت بوجع بدون قصد منها منبهة جوري عليها... وجوري ما صدقت تسمع أي صوت منها كرمال تقوم لعندها وتقلها بلهفة: الحمد لله على السلامة...
جودي كان نفسها ما تشوف حدا من نشفان ريقها الحاسة فيه... ومشاعرها المضطربة من ورا الكلام يلي قلها إياه واللي حسسها فيه إنو مانو راغبها... ومن الكلام يلي دار بينو وبين أمو عليها واللي حسسها إنها شي مالو قيمة عندو وهي ناسية كل يلي صار بعد هيك.... فبكت بحرة على نفسها من جسمها الواجعها والمو قادرة تحس فيه هي من وين موجوعة بالزبط من كتر مهي حاسة حالها مخشبة (متصلبة)... فحاولت بصعوبة تحط إيدها فوق بطنها المنفوخة بشكل خفيف من الوجع الحاسة فيه حوليه ومن تحت.... وهي مو سامعة اسئلة جوري: تعبانة شي؟ اجيبلك الدكتورة؟
فلفت جوري ع أمها يلي كانت عم تسلم من سنة الظهر محاكيتها بعجز: أمي تعالي شوفيها ما عم ترد علي!!
ام عبد العزيز قامت عن الكرسي بعجلة لعند كنتها موقفة جنب سريرها بالزبط وهي عم تسألها بقلق: بنتي مالك عم تبكي؟ منحرة شي؟ اجيب الدكتورة تشوفك؟
جودي هزت راسها نافية... رغم موتها من الوجع الداخلي ردت بهمس: بدي أرجع ع البيت..
أي بيت ترجع عليه بعد يلي سمعتو.. معقول البيت يلي سمعتهم عم يتكلموا عنها فيه؟
ولا للبيت يلي كان يحتوي جناحها قبل ما تسمع كلامهم الصبحيات عنها؟
فغمضت عيونها رافضة تطالع حماتها... ما بدها حدا بس بدها جناحها... لكن وين يا بنت جاسر تلاقي جناحك هلأ ليس كل ما يتمناه المرء يدركه... وهادا يلي بالزبط كانت حماتها حاسة فيه... فردت عليها ع أمل تهوّن عليها: انشالله يما بس تيجي الدكتورة تِطمّن عليكي بعدها بنروّح ع البيت وبتاخدي راحتك...
جودي مو عارفة ليه هيك موجوعة من روحها بهالعمق هادا... فبكت بزيادة بعد ما سمعت كلام حماتها... وهون جوري تضايقت على حالها لإنو بكاها مع تعبها فعلاً بخلي الواحد يزعل معها عليها... فشو صار مناها تمسك عبد العزيز وتقطعو لقطع وترمي كل قطعة من جسمو في بلد تحتى ما يندفن و يتعذب لإنها مو مقتنعة تعب جودي مجرد شي جسدي إلا ما يكون صاير شي بينهم... فقربت منها شادة ع إيدها الفوق بطنها ناطقة بمواساة وهي حاسة أمها واقفة قبالهم وهي مو ع بعضها: بعرف المستشفى متعبة بس ولا تقلقي بس نرجع ع البيت رجلي ع رجلك رح كون متل ظلك نحضر ولا نقرأ شي... وغمزتها محاولة تفرحها... بعدين ما شفتي زوجك شو جابلك ولفت مؤشرة ع ضمة الورد...وكملت معلقة بسخرية... بس ما بستحي جابلك أكل معها ومو جايبلك علبة شوكولاتة متل الفرنسيين ولا الرومنسيين... شكلو عارف ما بتتوحمي عليها... وغمزتها... بس لو جابها يعني إذا إنتي ما بتتوحمي في غيرك حاضر ياكلها عنك... وضحكت مهونة عليها... هههههه...
إلا بتعليق أم عبد العزيز: ولا زعلكم أنا بجبلكم علب شوكولاتة مو علبة بس المهم حلوتنا تتحسن..
جودي بس سمعت رد جوري وحماتها ترددت واحتارت... تجافيهم ولا تتبسم معهم... فما لقت حالها غير رافعة إيدها اليسار ممسحة دموعها وهي عم تسمع رد جوري: نيالهم العيانيين يا ناس جيبولي سرير اعيى معهم واتنعم بهالنعيم..
وهون شو تطمنت ام عبد العزيز بس لمحت كنتها وقفت بكى... لإنها هيك هلأ بتقدر تكمل صلاتها بأمان.. ولفت لبنتها رادة بمزح معها قدام كنتها لكن بنبرة صوت بتحمل رسايل مشفرة لجوري كرمال تستحي شوي: أم لسان مو لاقية تحسديها لهالمسكينة غير ع وجعها... بعدين مشالله عنك إذا إنتي عييتي لمين تتركي وجعة الراس...
جوري طالعت جودي بنظرات مو مبالية مخبرتها بكل صراحة ع سمع أمها: أمي بتسوّق قدام الكل عني بشكل مشجع لإلي...
أم عبد العزيز طالعتها من طرف عيونها: بقولوا القرد بعين أمو غزال إلا عندي... وكملت رادة لكرسيها: أنا بدي كمّل صلاتي وبعدها بنادي الدكتورة بأذن الله لحتى تشوفك يا بنتي وتتكلم معك... ولفت لجوري... ما تتعبيها فاهمة!
جوري طالعتها ببرود ولفت هامسة لجودي يلي تنهدت بتقل من وجعها: أمي كأنها قصدها بتشوفني قرد.. الشغلة منطق القرد إذا ما انشاف غزال شو رح ينشاف غير قرد...
جودي ما بتعرف كيف قدرت تضحك غصب عنها مع الوجع بس تخيلت جوري ع شكل قرد: ههـ ~ فضغطت ع شفتها متوجعة من جنابها مع الضحك...
جوري علقت برحابة الصدر: أيوة اضحكي خلي سنك يبين.... المهم ما صار شي عليكم إنتي والحلو الحاملة فيه... وكملت بعرم (كلام مبالغ فيه)... وعبد العزيز حسابو معاي بعدين لإنو زعلك~
جودي فتحت عيونها بخوف من الكلام يلي عم تسمعو... وهون جوري ابتسمت بخبث وغمزتها: ليه هيك خفتـ~~
وسكتت بس سمعت أمها عم تكبرلها وهي عم تصلي بمعنى تترك البنت بحالها لإنها حاسة بنتها عم تخبّص مع كنتها الشو خافت ليصير شي يزيد وجعها في حالة لو هو سمع كلامهم... وفجأة لفت وجهها مدورة عليه لإنها سهيت تفكر فيه من كتر زعلها منو... ولفت متنفسة براحة إنو مو هون... لكن بنفس الوقت شو حست خوفها منو إنو ليكون هون تعبها... فردت راسها لوضعيتو القديمة وهي ناسية ترد ع كلام جوري يلي قاعدة مكانها وهي منتظرة فيها لترد عليه كرمال تتأكد من شكها إذا طلع صح ولا لأ... من حاجة جسمها للنوم من الاوجاع يلي مرت فيها من الصبح لحد هلأ مع قلة نومها...
وجوري هون استنزفت طاقتها من التحليل والتفكير وصار وقت إنها تاكل... وأنفها لحالو صار يشم ريحة الأكل يلي جابو عبد العزيز قبل ما يرجع ع البيت ويجيبها... فلفت عليها سألتها بنبرة مغرية للقبالها ليقوم ياكل معها ولو هو حتى مو جوعان: بدك تاكلي شي؟ مانك جوعانة؟
جودي حركت عيونها لافة عليها كأنها فطنت إنها جوعانة... فبلعت ريقها مطالعتها بجوع كبير... وهون جوري ضحكت بشر: هاها هادا الحكي الصح... وغمزتها مقربة منها هامستلها: شو حابه تاكلي إنتي اطلبي وتمني ع حسابي...
جودي بس سمعت اطلبي وتمني شو اللي ما خطر ع بالها غير يلي ما بتاكلو بالأيام العادية... بوظة... همبرغر... بيتزا... بطاطا مقلية... بطاطا وجبنة... شاورما...
إلا بصوت حماتها بعد ما خلصت من صلاة الركعتين التانيات من السنن الاربعة قبل فرض الضهر من حبها لتكون قريبة من ربها ليرضى عنها: سامعتك شو عم تقوليلها بس قبل ما تشتري شوفي شو جابلها أخوكي... ولفت موجهة كلامها لجودي محاكيتها بنبرة حنونة حريصة فيها: وأنتي يما شوفي جوزك شو اشترالك كتقدير لعنايتو فيكي وإن ما اشتهيتي من عيوننا بنشتري شو بدك... لإنو المهم عنا رضاكي!!
جوري رفعت حواجبها بتفكير باللي قالتو أمها ونطقت بخجل من نفسها: مزبوط كلام أمي... أنا بوافقها الرأي...
أم عبد العزيز تنهدت من جيل اليوم فنطقت قاصفة جبهة بنتها: إنتي أهم شي توافقيني ما كان ضايل علي غيرك...وردت تكمّل صلاتها وهي عم تستغفر ربها وعم تدعي لبنتها بالهداية...
وكعادة المطقعة بنتها كملت عادي تكلم جودي المذهولة منها كيف هي عادي عندها تسمع هيك كلام من أمها... يعني لو هي سمعتو بدالها من حدا غريب قبل القريب لسنة ما طلعت من غرفتها شو حال لو حدا قريب لوقعت بأرضها: بنجرب ندوق الأكل يلي جابو زوجك ما رح نخسر شي بس من هلأ بقلك ما تقلقي عازمتك بالسر من وراهم الله وكيلك إنتي عارفة اختصاصي صار جاب الأكل من وراهم ولا من قدامهم...
جودي هزت راسها وهي مدهوشة اليوم كتير من جوري مع الجوع الحاسة فيه... فحاولت تعدل وضعيتها بصعوبة لتقوم تاكل وهي جاهلة إنو فيه ع سريرها كم كبسة خاصة برفع ضهرها وتجليسها والعكس كمان... والمطقعة جوري مو فطنة بهيك قصص هلأ لإنو عقلها بالأكل فقربت من الأكل يلي جابو أخوها مفقدة شو باقي جايبلهم وهي عم تقلها: والله أنا بالأكل ما حدا بعرفني وبفهم علي غير أم محمود بجميل وهنا... وحملت الوجبتين قاعدة جنبها معلقة: لو أريام بس معنا... يلا لعلو خير... ما اندلني (انذلني)...
جودي خلص لعابها سال مع ريحة الأكل فمدت إيدها بدها تفتحهم قبل جوري لكن جوري سبقتها فاتحة الوجبة الأولى إلا كانت كبسة وريحتها شو فاحت بس كشفت عنو الغطا...
جودي هون عبست لإنها ما بترغب هيك أكل بس مع الجوع قبلت فيه وبلشت تاكل فيه وهي شو مذهولة بالطعم... وطبعًا هي تاكل بدون جوري مستحيل... لإنو معروف عن الأخت جوري ما بتحب شي قد مشاركة الأكل... ففتحت الوجبة تانية إلا كانت مختلفة عن وجبة جودي لإنها كانت برياني وعبد العزيز بالعمدًا اختار وجبة الكبسة لجودي في حالة كان معها التهابات أو لأ لإنو ما فيها بهارات مضرة عليها وعلى يلي ببطنها... فسبحان الله الكبسة كيف جت من نصيب جودي ووجبة البرياني كيف مكتوبة لجوري رغم إنها كانت كانت لأمو...
فشو كانت فرحت جوري هون لتاكل البرياني يلي من الوجبات المقربة لقلبها... فبلشت تاكل فيه وهي جد شو عاجبها الطعم رغم إنو مو كتير سخن فعلقت بعدم تصديق: يما الطعم شو فظيع... شكلو رح مر هون لآكلو... وينها رولا تدوق منو وتسويه هيك عنا بالبيت... ع الأمانة عزوز بدو بوسة ع هيك طعم وأمي بدها ضمة لإنها قنعتنا لنشوف شو جايب...
جودي بلعت ريقها ع ذكر زوجها الغايب عنها... وشو حاسة حالها محتاجتو هلأ ليجي ياخدها من هون لجناحها... ملت هون وهي مو جاي ع بالها تكون مع أمو واختو... فليه ما اجى اخدها... وكمان بعدين مع الدكتورة يلي طولت عليها فما حست ع حالها غير ماكلة الوجبة بغل ولفت معطيتها لجوري يلي عم تاكل بوجبتها بمتعة كبيرة فنطقت بنبرة مخنوقة: بدي نام!!
جوري انفعلت هون فنطقت بحرة: الله أكبر شو تنامي.. لليش جيت ع هون بس عشان اشوفك نايمة؟
إلا بصوت أم عبد العزيز يلي كانت معطيتهم ضهرها وهي ع الكرسي عم تدعي ربها بسرها بعد ما خلصت صلاتها: جوري سيبي البنت بحالها!!
جوري قامت من عندها بعصبية بعد ما اخدت منها الوجبة ولفت معطيتها من الهايجين (هايجل) من شنطتها يلي ضلت ع كتفها كرمال تنظف إيديها وفتحت الشبابيك علشان ريحة الأكل المعفرة بالغرفة تروح... وطلعت ماخدة معها الوجبتين لتكبهم برا لكنها تذكرت ما خلصت وجبتها وهي ما تربت تكب الأكل فكمّلت أكلها قبل ما تكب علبة وجبتها مع وجبة جودي وبعدها رجعت للغرفة داخلة الحمام لتغسل إيديها وردت لمكانها وهي متحاشية جودي العوّدت (الردت) تمددت ع السرير وهي جد مقهورة من عبد العزيز ليه ما اجى أخدها؟ وليه تركها لحالها هون وما اجى يشوفها؟ مش هي بالمستشفى ليه هو مو معها؟
عقلها خلص حافظ وباصم هو معها بكل شي... فوينو لهلأ فجت رح تبكي من احباطها منو... وهي لو كانت تعرف شو عم يعملها لطارت وبكت من الفرح مو من الأحباط... لإنو زوجها الفاقدتو بقوة هو بنفسو مشغول عنها بخصوص مفاجئتها بالاتصالات بعد ما صلى الضهر كرمال يضمن كل شي يصل قبل ما يرجعوا البيت وما حدا يشوف الهدايا قبل جودي... ولهيك سكر منهم مخطط مع رولا ع كم شغلة وهو قاعد بسيارتو بكراج السيارات الخاصة منتظر وصول عاصي لياخد منو الملف البخص الموضوع يلي شغالين عليه من فترة ليوسعوا استثمارات العيلة... فما لحق يسكر من صاحب محل التغليف ويتنفس براحة إنو طلبياتو بطريقهم لبيتو... إلا رن عاصي عليه ليشوف وين صافف السيارة وهو عم يكلمو من سماعتو البلوتوث: أيوة وينك يا خيي... بعدين شو قصة بنت دهب وروحتها ع المستشفى كل فترة إنت متجوز نخب أول ولا نخب مضروب؟!
عبد العزيز رد عليه بدفاع عن مرتو: سيب مرتي بحالها بعدين يلي بتمر فيه ما بتقارن بتعب عمتي نداء أيام حملها بابنك... فأصحك تحكي... المي بتكذب الغطاس... بعدين أنا صافف يا طويل البال قريب مدخل المستشفى عجل بس...
عاصي رد عليه من مايكروفون بلوتوث السيارة وهو عم يفقد وين سيارتو صافة لأنو طلع قريب منو: عجّل بس يسعدلي المشغول عقلو بشوفة مرتو...
عبد العزيز بلع ريقو مسلكو: ولا يعني اشغلو فيك... بكفينا أسابيع بوجه بعض... جية المستشفى كانت تغيير مشوار... وضحك بمزح معو...
عاصي انفجر من الضحك: هههههههه اه والله صدقت فيها يا أبو ضرغام والله انا اشتقت اقعد مع ابني لك صار يمشي وانا ما معاي خبر غير الصبح ويا الله لحظتها شو تمنيتك معاي لتشوفو كيف كان عم يعجق حالو قدامي... ووقف السيارة قبالو بس لمح سيارتو وين واقفة: افتح الشباك اعطيك الملف...
عبد العزيز فتح الشباك ماخد منو الملف وهو عم يسكر الخط بينهم من السماعة اللاسلكية: اكيد تريحت بس مشي من كتر ما كنت مستعجل عليه يركض مو ليحبي لسا...
عاصي تبسم بوجهو: آه والله.. ومدلو الملف... بس تجيب ابنك انتا رح تستعجل مو ليركض الأ ليدرس... من كتر قراءتك ومعلوماتك ماشاءالله... وغمزو... يلا خليني اتركك لتروح لعند يلي عم تعجلني علشانها...
عبد العزيز طالعو من طرف عيونو مدخّل الملف بشنطة اللاب توب وهو عم يقلو: طير من قدامي!
عاصي قبل ما يحرك السيارة: بالله كيف عمي تقبل منك الخبر لإنو بستنى مرتك تجيبلو ابن ولي العهد...
عبد العزيز تبسم بمرار: ما تقلق ما سمعني كم كلمة من يلي حابب إنتا اسمعهم منو...
فضحك عاصي وهو عم يسمع باقي كلامو: بعدين ما خبرتو شي باقي يعرف من قبل ما اتصل عليه وخبرني عن عزيمة بكرا علشان مرتي تغير جو...
عاصي ضحك منفجر بوجهو: هههههههه وصفق... هادا بعمل معك متل ما عمل مع مرتي يلي خلاها تقعد عندو شهور من خوفو ع حفيدو وعزايم رايحة وعزايم جاي... ورحلات... يبقى شو حال مع ابنك إنتا... الله يستر ما يقعّد مرتك عندو...
عبد العزيز مسح ع وجهو: عاصي ما تلعب بعقلاتي... وخليني ساكت بكفي بكرا كان عنا شي بس علشان جدي بتكرم العينتين وتأجل... ويلا تسهل من هون طوّلتها علينا...
عاصي هز راسو مقلدو: طولتها علينا... ماشي يخي هيني رايح... يلا الحمد لله ع سلامة المدام بشوفك بعزيمة اليوم!
عبد العزيز هز راسو: انشالله!
ولف عاصي سيارتو بعد ما رفعلو إيدو بمعنى سلام... وتحرك بعيد عنو كرمال يطلع من المستشفى يشوف باقي يومو بالوقت يلي هو سحب معاه شنطة غيارها نازل من الجيب... متحرك لعند أهلو ومرتو ليطمن عليها إذا صحت ولا لأ وهو عم يقفلها بالريموت...وما عندو علم عن مرتو القاعدة ع نار مستنية فيه يجي يروّحها وهي متمددة قبال اختو يلي عم تفكر بخصوصها إذا هي عاملتلها شي... ولا مزعلتها كرمال تكون معها هيك اليوم وهي ناسية وغافلة عن قصة وجعها وهرمونات الحمل... وعم تعصر ذاكرتها مدققة باللي صار بينهم من امبارح لحد هلأ محاكية حالها بسرها (معقول هي زعلانة مني علشان يلي كذبتو عليها امبارح) إلا بصوت دقة الباب... فبسرعة قامت أول ما سمعت صوت أرسلان عم يحاكي حدا من ورا الباب لإنها مستعجلة ع ترويحة جودي من المستشفى كرمال تختلي فيها ع جنب وتفهم مالها وهي عم تسمع أمها عم تقول: بنتي جودي انبسطي شكلهم رح يروحوكي هلأ..
جودي بس سمعت آخر كم كلمة قالتها حماتها قلبها رفرف وحبت حماتها من قلبها.. ورفعت ضهرها شوي مستعجلة ع الترويحة... باللحظة يلي جوري فتحت فيها الباب بترحيب حار بس شافت أرسلان واقف مع الدكتورة ومعهم كمان بنت باينتها متدربة فنطقت بإحترام: تفضلوا...
دكتورة ردت عليها بنبرة فرحة: تسلمي يا مزوقة... ودخلت الغرفة بطاقة مفعمة مدورة ع وجه جودي وهي عم تقلها بنبرة متحمسة للحياة: كيفها حلوتنا الصغيرة انشالله حاسة حالها أحسن؟
فهون بسرعة أم عبد العزيز أشرت لجوري تروح تخبر عبد العزيز بالتليفون كرمال يجي يفهم شو عم يحكوا يعني هي صح بتفهم بالحياة بس بالمستشفيات وهالقصص هاي ما بتفهم كتير... بعدين هادي مرتو لازم يكون مسؤول عنها دامو هون... ويعوّد حالو ع رعايتها لإلو... فلفت مركزة معهم بعد ما طلعت جوري... وهي مصوبة عيونها ع كنتها يلي مو قابلة تنطق بحرف بعد ما شافت وجه الدكتورة يلي شو بشبه وجه عمتها ليلى وصوتها شو بشبه صوت عمتها نهاية يلي شافتهم آخر مرة بمباركتها... فزمت شفايفها أول ما حست ع وجعها... فقربت الدكتورة منها بحنية: مالك يا دلوعتنا موجوعة شي؟
جودي بلعت ريقها بخوف بس حستها صارت قريبة منها ولحظتها نسيت تتنفس... فشرقت وهون الدكتورة خافت عليها فتحركت مطبطبة ع ضهرها مهونة عليها وهي عم تؤمرها: تنفسي تنفسي... ولفت ع المتدربة يلي كانت عم تراقبهم طالبة منها: سدرة مية بسرعـ ~~
فسكتت بس انتبهت ع أرسلان مادد قنينة المية الصغيرة يلي جابلها إياها عبد العزيز مع الأكل... بعد ما سحبها عن الطاولة وفتح غطايتها ناحية جودي وهو عم يقلها: تفضلي بس اصحك تشربيها فورًا استني شوي واشربيها ع مهل... تمام!
جودي نزّلت عيونها بخجل من يلي صار معها قدامهم لإنها مو متعودة كل هالتركيز عليها... فمن توترها من تركيز عيونهم الشاعرة فيهم عليها رفعت إيديها التنتين ع حلقها من الغصة يلي حست فيها بعد شرقتها وحالتها حالة وعم تتنفس بس كأنها بنفس الوقت عم تتنهد مع ارتفاع منطقة الصدر فما سمعت كلامو... فأضطر أرسلان يحني حالو بسرعة مقرب بوز القنينة من شفايفها بحرص وهو مانو مركز على شكلها... فهي فتحت تمها وبدات تشرب وهي مو منتبهة ع عيون الدكتورة يلي عم تحاكي أرسلان بشي... وهما مو منتبهين ع اللي دخل عليهم بعد أختو جوري وهو عم يقول: السلام عليكم!
جودي هون ما بتعرف ليه ارتعبت لمجرد ما سمعت صوتو فشرقت كمان مرة وهي عم تشرب المية... فالدكتورة بسرعة عدلت وضعيتها داقة ع ضهرها علشان المي ما تعلق بحلقها مع الكحة وتختنق... فهو من خوفو عليها قرب منهم بعد ما رمى شنطة غيارها لأمو ليشوف شو مالها.. إلا رجعّت يا دوب رشفة مي ع إيدو يلي حطها قريب تمها قبل أرسلان... وسحب محرمة من جيبة بنطلونو منظف إيدو... وهو عم يسمع الدكتورة عم تنصحها بالوقت يلي بعد أرسلان ابن عمو فيه كم خطوة لورا لإنو مالو داعي وجودو بهالقرب منها: انتبهي ع حالك وإنتي عم تتنفسي ولا بتشربي وعدلي حالك... لإنو ما تنسي إنتي حامل هلأ... ومسؤولة عن حدا تاني غيرك جواتك...
هادا يلي كان ضايل عليها جودي تسمع نصايح وبهادل... وتبسمت الدكتورة بعدها محاولة تطري الوضع شوي: شفتي كيف وقفتي قلبنا كلنا... وبعدت عنها مكمّلة كلامها: خلينا نشوف شو وضعك... وإذا مقصرة مع حالك يا ويلك مني... وسحبت التقرير من المتدربة يلي واقفة مراقبة كل حركة عم تطلع من عبد العزيز وجودي وهي حاسة في شي بينهم غريب وجاذب... وصارت الدكتورة تدقق بنتايج الفحوصات بالوقت يلي عبد العزيز عدل المخدة وراها علشان تعرف تقعد وتتنفس متل الخلق وهو عم يهمسلها: صرتي أحسن؟
صرتي أحسن.. ما بتعرف ليه قلبها هيك رفرف بس سمعت صوتو الرقيق الخايف عليها مع ريحة عطرو يلي بتعشقها... فكابرت من خجلها قدامهم... وما ردت عليه لإنو عقلها طار ورا قلبها المرفرف...
فعليًا مزاج المرا الحامل مو طبيعي.. لإنها مرة بتكون زعلانة.. مرة بتكون مرا متفهمة... مرة بتكون طايرة من الفرح وبتطيش ع شبر مي... ومرة بتكون مالها خلق حدا... فهي هلأ وبهاي اللحظة شو كانت خجلانة وميتة ع قربو.. فطالعتو من طرف عيونها وهي مستحية تطالعو لإنها بلشت تتذكر كلامو يلي قلها إياه الصبحيات وهي موجوعة...
آسف إذا وجعتك!
...... يا عمري من متى وجعك بلش؟؟؟
هيني يا قلبي!
وقلبها دق كتير... فنزلت عيونها بخجل لكن غصب عنها من طرف عيونها تطالع رجليه من رغبتها الغريبة لتتأمل فيه وتنام ع صدرو... وهي فعلًا حاسة حالها مع صاحب الظل الطويل من رجليه الطوال... مع عقلها يلي شطح لبعيد بكوكب الزهرة... صارت تشبك إيديها ببعضهم كرمال تفصل حالها أكتر عنهم حاسة بوجع بأيدها اليمين من أثر أبرة المغذي يلي قامتها الممرضة عنها وهي نايمة... فزمت ع شفايفها بتوتر من هدوء الغرفة ومن قربو منها بالوقت يلي الدكتورة رفعت راسها أول ما حست ع أرسلان عم بحاكيها بصوت واطي: دكتورة إنتي كملي معها أنا بدي أروح مستعجل... ورفع التليفون المكتوم صوتو وعم يهز بين أصابع إيدو اليمين بمعنى لازم يروح بسرعة يشوف شو فيه... فهزتلها راسو مدققة بسرعة بباقي الفحوصات علشان تحدد بعدها هل تبات هون ولا ما بتحتاج... وهي عم تسمع أرسلان عم يحاكي عبد العزيز: بدي روح ع الطوارئ شوف شو فيه فالحمدلله على سلامتها!
رد عليه عبد العزيز وهو منتظر الدكتورة شو رح يطلع معها: الله يسلمك يا رب...
وتحرك بعدها بدو يطلع من الغرفة لكنو انتبه بآخر لحظة ع قنينة المي يلي ضلت معو حاملها من بعد ما شرّب جودي منها... فبسرعة لف راجع ناحية مرتعمو معطيها إياها وهو عم يقلها: منيح ما نسيت ارجعها...
أم عبد العزيز بعفوية حلوة ردت: بسيطة يا ابني ...
ولفت معطيتها لبنتها جوري الواقفة جنبها بعد ما انسحب أرسلان بعجلة ناحية الطوارئ بدون ما يرد عليها بحرف واحد لإنو عقلو مشغول يصل الطوارئ بسرعة يشوف شو فيه: يما حطيها جنبها لبلاش تعطش مرت أخوكي...
جوري والله ما كذبت خبر وأصلًا ما صدقت تاخد تصريح من توترها لتقرب من جودي من جدية الوضع يلي حاسة فيه... فقربت منها حاطة القنينة جنبها وهي عم تهمسلها: مالك منزلة راسك هيك؟
جودي لفت عليها وهي عم تزم شفايفها باللحظة يلي الدكتورة رفعت راسها فيها موجهة كلامها لجودي بعد ما هزت راسها باستياء من نتايج فحوصاتها: شوفي يا ست جودي عندك جفاف غير نقص الحديد والكالسيوم والدم عندك سبعة... هادا بدل إنك ما عم تاكلي منيح... وما عم تاخدي مقويات الحمل...
جودي نزّلت راسها بخوف لإنها هي صح مرات بتتهرب من الحبوب يلي رولا بتحطلها إياهم ع الصينية مع أكل... لإنها بتكبهم لما تكون لحالها بدل ما تاخدهم... بس إذا كان حدا حواليها بتاخدهم كتسليكة قدامهم.. فمن الخوف ركزت منيح مع كلام الدكتورة وهي قلبها شو عم يدق بتوتر من أمرها يلي انكشف وهي يلي باقية مفكرة إنو ما فيه حدا بقدر يكشفها إنها ما عم تاخد هالحبوب الهبل (يلي مالها داعي)... بس اتريه الموضوع أكبر من هيك وحتى بسهولة بنكشف: فأنا بقلك من هلأ قدام أهلك لازم تديري بالك ع صحتك كرمال اللي في بطنك واشكري ربك إنو حملك مستمر لأنو كتير حوامل حملهم ما بستمر مع هيك مؤشرات... ورفعت إصبعها السبابة بتنبيه: وغير هيك الراحة ثم الراحة مهمة لإلك و للي بطنك علشان تكونوا بأمان... فإذا إنتي بدك هادا الطفل اهتمي بصحتك وابتعدي عن الضغوطات والتزمي باللي رح اكتبلك إياه اتفقنا!
جودي ع فجأة بعد ما خافت من الدكتورة لإنها بتذكرها بعماتها... صارت هلأ تدوب من حنيتها بالكلام معها... أما مع حماتها سبحان الله شو بتخاف منها وما بدوب معها لو سانتي... لإنها بتقلها يا بنتي... ولا يما... وهي عندها هدول الكلمتين شي مهم وممنوع حدا يطب فيهم... لإنهم بذكروها بأبوها اللئيم من كتر ما كان يقلها ريتك متي مع أمك... فلو أمها أم منيحة كانت ما ماتت وتركتها لحالها هون...
وكملت الدكتورة كلامها بود: واصحي تنسي تتنفسي...
فضحكوا على كلامها... وهون جودي ضاعت شو فيه ليه عم يضحكوا... فحاولت تعوض الفات منها بتركيزها بكلام الدكتورة التابعت بتوصياتها معها: وما تشربي مية فورًا بس تردي تشرقي لا قدر الله فبتستنى ع الأقل دقيقة وبتشربيها شوي شوي... ولفت الدكتورة لعبد العزيز مقويتو عليها: وإنتا دامك جوزها لازم تشد ع إيدها... ولفت على أمو... ولا شو رأيك يا خالة؟
أم عبد العزيز طالعت ابنها ومرتو: والله شو أعمل إذا حملها صعب وعقلها عنيد ما بساعد...
عبد العزيز طالع أمو بابتسامة صغيرة لإنها الصبح كانت بتلومو وهلأ صارت تقول متلو وهو مو منتبه ع عيون جوري المراقبتهم كلهم...
فتخصرت الدكتورة بإيدها الحاملة فيها التقرير باعتراض: جودي ما توقعتها منك عنيدة إنتي... احنا ما بنحب العنيدين... ولفت على عبد العزيز مازحة معو... ولا شو رأيك نجوزك وحدة تانية؟
عبد العزيز رفع حاجبو مطالع الدكتورة بإحترام وهو عم يبتسم: إنتي بدك تخربي بيتي ولا شو؟
ولفت الدكتورة ع المتدربة يلي معها بمعنى بنعطيك بنتنا... هون جودي غارت كتير وصارت تبكي... والدكتورة انفجرت ضحك عليها فعلقت قبل ما تروح لإنو في عندها كمان مرضى: لأ يا حلوة عم نمزح معك... ولفت ع عبد العزيز... باينتها بتحبك كتير... يلا الله يحفظكم لبعضكم...
ردت عليها أم عبد العزيز: آمين!
وتحركت الدكتورة وهي عم تقلها: ديري بالك ع حالك يا جودي وخلينا نشوفك الأسبوع الجاي نطمن عليكي إنتي والبيبي ماشي! وصح ما تنسوا قبل ما تروحوا تاخدوا ورقة الروشتة مع علبة فحص زراعة البول كرمال نتطمن ع الآخر عليها ونهدي بال الجد...
جودي ما رح ترد عليها لإنها زعلانة منها... هون رد عبد العزيز: انشالله! بالوقت يلي قعدت جوري جنبها هامستلها بدهشة من ردة فعلها: ما عرفتك غيرانة عليه...
جودي عصبت منها فدقتها بخصرها بمعنى مالك واسكتي... إلا بضحكهم عليها... لإنو باقي صوت جوري مسموع... وانسحبت الدكتورة والمتدربة يلي معها والبسمة ع وجههم...
فلف عبد العزيز عليها ـ وهو شاكك إنو الدكتورة شكلها هي يلي محاكية الجد ومخبرتو عن جيتهم هون لكنو تأكد بآخر لحظة بس تذكر اسمها واسم عيلتها ع روبها المستشفى إنها بتكون بنت صاحب جدو اللزم وممكن كمان تكون ناس تانية يلي خبرتو لإنو عيون جدو كتيرة- متفقد بنت دهب المتوقع سبب بكاها من هرمونات الحمل ودار وجهو لأمو ناطق: طيب أنا خلوني روح خلّص أمورها هون وساعدوها تلبس... علشان نروّح ع البيت... وتحرك بسرعة بدون ما يطالعها لإنو ما بحب يبيّن مشاعرو اتجاه مرتو قدام أي حدا... وطلع من الغرفة... إلا بصوت أمو يلي عارفة مرتو بتخجل منها فلليش تساعدها بالشلح واللبس: استنى خدني معك!
فلف عليها مستغرب منها فتمسكت فيه بعزم علشان تحكيه كم كلمة ع جنب كرمال تعدل يلي صار بينهم الصبح وتفهم منو شوي عن يلي قالو لحظتها... وهيك بعد ما طلعت حماتها وتسكر الباب... صارت هي وجوري لحالهم... فلفت لجوري أول ما سمعتها عم تتنفس براحة جنبها لإنهم أخيرًا رح يرجعوا للبيت... وتوقفت بعدها بكل نشاط مواجهتها وهي عم تقلها: يلا خليني أساعدك علشان تغيري ونروّح بسرعة ع البيت من كتر ما انا متشوقة أتكلم معك لحالنا... بدون ما حدا يدخل ولا يطلع...
جودي نزلت راسها خجلانة من حالها كيف بكت قدامهم شو يجوزوه وحدة غيرها بتدبحهم بأسنانها... هو إلها هي بس...
جنوا شي ليمزحوا هيك معها...
وبلش عقلها يربط الكلام ببعضو... جاب سيرة أهلها قريب الفجريات اليوم... وكتير أهملها وهي هون... وهلأ بدهم يجوزوه... شكلو هو علشان هيك بدو يتخلّص منها... فنزلت راسها أكتر بزعل مطنشة جوري... لكن وين عند جوري العنيدة متل جوزها... فبسرعة جبرتها تعدل قعدتها علشان تغير أواعيها... وجابتلها الشنطة مطلعة غيارها... واللي كان عبارة عن بيجامة قطنية مريحة من النوع الناعم وبتيجي كم طويل ولونها رمادي بارد مع عباية سودا وحفاية طبية بيضة مريحة للمشي مع جربان ناعم... فلفت لإلها مخليتها تلبس بنطلون البيجامة تحت الفستان اللابستو بعد ما سحبت البنطلون يلي كانت لابستو وهي عم تعلق: أفهم أنا شو متهيألك لابسة هيك؟
كلامها يلي بتحكيه لإلها بدخل من دان جودي الأولى وبطلع من الدان التانية لإنها من جواتها غيرانة ورح تموت من الغيرة...
فاضطرت جوري تشلحها الفستان مساعدتها تلبس بلوزة البيجامة وهي شو مطولة بالها عليها لإنها ما بتقدر تتحرك بسرعة او تتني حالها... وشو بتتوجع المسكينة لما تميل خصرها ولا لما تحركو... وتنفست براحة بس لبست البيجامة كاملة وصار هلأ دور العباية... فلبستها إياها وعدلتلها حجابها بعد ما رتبت شعرها يلي تعقد من تدخيلو تحت فستانها من زوجها الكريم.. وساوتلها فيه جدلة ودخلتو تحت العباية بدون ما تنطق بحرف واحد معها... لإنها مركزة بإتقان ع يلي عم تعملو... وبعدها لبستها الجربان والحفاية البيضة... ولفت طاويه أواعيها ومدخلتهم بالشنطة مع قنينتها المية يلي شرّبها منها أرسلان وهي عم تقلها: الحمدلله إنو خلصنا...
وتحركت بسرعة ساحبة القنينة المية يلي ضلت ع الطاولة من كل يلي جابو عبد العزيز كرمال تشربها هي لإنها من الصبح ما شربت مية معلقة: والله يا بنت عديتني صرت انسى اشرب مية.. وحطتها بشنطة غيار الحاملتها وهي عم تقرب من جودي يلي لا من تمها ولا من كمها من الغيرة الحاسة فيها وحطت إيدها ورا ضهرها كرمال تساعدها لتقوم عن السرير: يلا خلينا نتسهّل!
جودي شدت ع إيدها رافعة حالها وهي عم تضعط ع رجليها أكتر لتسند ضهرها ع جسمها بشكل مريح لإلها... وضغطت بعدها بخفة ع ضهرها بأيدها اليسار ناطقة بشكل عفوي: يسلمو!
جوري راقبتها بنظرات استغراب: مو بيناتنا بس كأنك متغيرة.. صايرة لطيفة يا بنت ومؤدبة بزيادة كل هادا علشان غيـرانــ~~ (غيرانة)
جودي هون لفت جاحرتها فانفجرت جوري من ضحك بس شافتها عم تجحرها هيك... فنطقت مغيرة الموضوع علشان بلاش تحرجها هلأ بس يصلوا البيت إلا تجننها وهي تنادي عليها يا غيورة: بعدين مين قدك معطينك غرفة خاصة رغم إنو لازم مكانك يكون في الطوارئ مو هون بس شكلو عبد العزيز خاف عليكم وحابب يريحكم.. ولفت وجهها ناحية الورد ... بعدين ما شفتي هالورود عبريهم شوي... إذا ما بدك إياهم بعطيهم للبنت يلي قالت عنها الدكتورة...
جودي هون عصبت وكرهت الورد واللي جاب الورد ونطقت بغل: ما بحبو...
جوري حركت حواجبها وهي ماسكة حالها لتنفجر: بلاش في ناس تانية بتحبو...
جودي انقهرت منها وضغطت ع جنابها يلي عم بوجعوها ومشيت لعند الباب بغل إلا بفتحة الباب منو... وهي بس شافت رجليه الطوال جت رح ترجع لورا فورًا... إلا بصوت جوري القاطع جو التوتر بالغرفة من هدوءها وانفعال جودي: طلعت مرتك ما بتحب الورد... خليها بالمكدوس!
عبد العزيز رفع اكتافو وهو عم يطالعها بجدية: بسيطة... ويلا خلونا نتسهل...
جوري لفت حواليها: ما رح ناخد معنا شي طيب أمي طلعت بدون شنـ~(شنطة)
قاطعها عبد العزيز: لأ ما جابت أمي شي معها... وإذا ما بدها الورد اتركيه هون!
جودي مو معهم من كتر ما هي جنت من كمية غيرتها وتحركت لعند الورد بدها تحملو رغم تعبها بس استوعبت قصد كلامو لجوري اتركيه هون علشان يروح للمتدربة الحلوة يلي قالت عنها الدكتورة... ما فشروا كلهم الورد إلها هي... سبحان الله تفكيرها بشتغل ألف ألف بس تغار عليه... فجت بدها تسحب الورد لولا ما هو سبقها حاملو: شو عم تعملي ع مهلك ع حالك!!
جودي صارت تبكي مو عارفة شو ترد عليه من غيرتها وخجلها وعصبيتها منو... فتدخلت جوري مختصرة عليهم القصة وهي عم بتقلو بلكي يفهمها لحالو إنها غيرانة عليه: قصتها قصة مع الورد فهات الورد أنا~~
جودي رغم يلي بتمر فيه رفعت حالها مطنشة كلام جوري وقربت منو بدها تاخد الورد... وهي مصرة بدها تحملو...
بس الورد بالنسبة لإلو هو (مفكر هيك) تقيل عليها مع الأوجاع يلي عم تحس فيها... فلف عنها ساحب شنطة غيارها وهو عم يقلها: تقيل عليكي... ولف ع جوري موصيها... أنا بوصل أمي وبحطهم بالسيارة وإنتي خليكي عندها لحد ماني راجع مش ترفعي ضغطها....
جوري ابتسمت ع اللي قالو لإنها فعلًا هي فقعتها... وطلع تاركهم موصل أمو للسيارة بعد ما أخد علبة شفافة كرمال تعمل فحص زراعة البول ليتطمنوا إذا عندها التهابات ولا لأ مع ورقة الروشتة وحط الورد وشنطة غيارها ع المقعد الفاصل بينها وبين جوري يلي شكلها هتفقّع مرارة مرتو.. مو بقولوا الدب ما بحب إلا خناقو... وبسرعة ترك أمو وهو عم يقلها: بنتك ومرتي غريبات اليوم عقلهم تقولي مضروب...
فردت أمو برد ضحكو: الله المستعان...
هز راسو مكرر كلامها: اه والله الله المستعان علينا العوض منهم... وبعد عنها راجعلهم من خوفو ع مرتو لتنضغط من اختو المستفزة... إلا لقاهم عم يطلعوا من الغرفة فتحرك لعندهم... وهو حاسس بمرتو التعبانة... فقطع المسافة بينهم وهو عم يشوف جوري عم تطالعو وهي عم تقول لمرتو: هي أجى جوزك... هلأ إنتي بأمانتو...
وبعدت عنها وهي ناسية إنو جودي ما بتتحرك بسرعة متل قبل ولا حتى اتزانها بساعدها تبقى واقفة لحالها فوراً بدون ما تسند حالها ع شي او تجهز حالها لتسند حالها بعد ما كانت مستندة عليها من وجعها يلي رجع يشد عليها من عصبيتها... فما لحقت تبعد خطوة عنها ألا جت جودي رح تقع لانو الحيطان بعيدة عنها ولولا تدارك عبد العزيز وسحبها لدراعو محذرها بصوت شوي عالي ولا لكان وقعت: انتبهي!
فارتعبت جوري من يلي صار وجت بدها تتكلم وتبرر انو ما كان قَصدها... لكنو رد عليها: جت سليمة هادي المرة.... فديري بالك المرة الجاي... ولف يحاكي مرتو جودي بكل تركيزو: توجعتي شي؟ ساهي عن جوري يلي بس شافتهم مع بعضهم مندمجين بعدت عنهم وهي متضايقة من حالها لإنو عجلها ليكونوا مع بعضهم نساها وجعها...فعزرت نفسها بنفسها "جوري إنتي شو بتهيألك" ودخلت بالاسانسير مسكرة الباب ع حالها سابقتهم لتحت وهي عم تلوم حالها ع عجلتها... لإنو قصدها شي وبصير شي تاني شكلو ما لازم تتدخل بينهم علشان ما تخرب الدنيا بيناتهم لتالت مرة... فتنهدت تاركة أخوها لحالو يبتلش بمرتو يلي طالعتو ع فجأة وهي عم تبكي بحرة: جوعانة!
تخلبط ابن الخيّال ماسح ع شعرو القصير من ورا... لإنو هادا يلي كان ضايل عليه هلأ تجوع... فقرب منها وهو عم يقولها: من عيوني شوي وبتاكلي بس جاوبيني هلأ لساتك موجوعة؟
جودي نزلت راسها على الأرض وهي عم تهز راسها شمال يمين... لإنها لهلأ هي موجوعة بس يعني بتقدر تتحملو لطالما هو معها هيك حنون...
عبد العزيز تنهد وهو عم يحاكيها: ليه ما خبرتيني من قبل عن وجعك؟
جودي طنشت سؤالو من جوعها الحراق... فنطق وهو عم يمشيها ناحية الاسانسير يلي سكر قبل ما يصلوه... جاوبيني ولا تعبانة تحكـ~
لفت عليه وهي مو شايفة الفضا قدامها من الجوع مقاطعتو وكأنو قبل ساعة ألا.. ما كأنها ماكلة وجبة كبسة: جوعانة!!
تبسم بس شاف وجهها وهي عم ترد تدمع: جوعك حراق يا بنت مو طبيعي... هلأ بس نطلع (ناسي قصة أكل المستشفى البقدر يجيب منو من عجلتو ليروح فيها) بنمر ع مطعم ولا ما بدك وبتفضلي تاكلي بالسيارة...
هادا شو عم يحكي مطعم... مستحيل بدها جناحها أول شي... فعبست بنفور... فنطق وهو عم يوقف قبال الاسانسير: لساتك مشتهية بوظة؟
كشرت كمان مرة خلص فهم مو جاي ع بالها... بس هو تحسبًا رح يجيبلها... فرد سألها بحرص: طيب بدك مكدوس؟
لفت عليه بعيونها يلي عم يلمعوا وهي عم تقلو بهمس كأنها خايفة حدا يسمعها عكس صراحتها معاه بالبيت... لإنو أبوها كان يكره ما عليه تطلب شي غير المعمول لإنو هي مجبورة غصب عنها تاكل الموجود مو تتشرط وتتدلع عليه قدام الخلايق (وجود ناس غير عمها وجدها)... لأنو هادا يلي كان ناقص يجيب بنت تعجب عليه... ما تموت ولا يندعس على راسها أحسن: بدي بطاطا مع جبنة... ومخلل وكل شي...
عبد العزيز شو بحب تعابير وجهها مع نبرة صوتها: بدك كل شي.. طيب يا ستي... فكبس ع زر طلوع الاسانسير مكمّل بكلامو معها: بس من هلأ بقلك ما فيه مخلل علشان إذا عندك التهابا~~~
ردت لفت عليه مقاطعة كلامو بتجعّد وجهها... شو ما فيه مخلل.. فكتفت إيديها رادة بغصة ناطقة: ما بدي!
عبد العزيز رد عليها وهو عم يدفعها لتدخل الاسانسير لحظة ما فتح: شاللي ما بدك؟
جودي عم تحرك عيونها شمال ويمين بتفكير شو ترد عليه.. إلا لمحت مو بالقصد منها لبس بنت مشابه للبس البنت يلي اقترحت الدكتورة إنو يتزوجها ع مزح نازلة معهم بالأسانسير... فردت نار الغيرة شبت فيها وتمسكت فيه ملزقة بصدرو... وهي عم تلف كل شوي ع بنت يلي جنبها من كتر مهي حاسة حالها مخنوقة مع تسكيرة الباب فبس انفتح الباب ع رقم واحد وطلعت المتدربة... تنفست براحة وبس رد تسكر الباب حست بالخجل والخوف... فجت رح ترجع... لكن وين وإيدو على ضهرها مانعتها: وجعك زاد شي؟
هزت راسها... وهي مو عارفة شو بدها غير تروح ع البيت ما بدها تحس حدا حواليها من كتر ما الغيرة اكلتها... فبس رد فتح الباب ع طابق الأرضي وشافت كم دكتورة وكم ممرضة وناس بالممرات تمسكت فيه... وهي بدها تبكي مو فاهمة شاللي عم بصير معها... ما عادت بدها شي غير تصل البيت وتأمن عليه... فهو حس عليها مالها شي... فنطق مفكّرها ميتة من الجوع: هلأ بنمر ع مكان لتاكلي فبس اصبري شوي!
هزت راسها برفض ناطقة غصب عنها: بدي روّح!
يا أبركها من ساعة ليه ما يروّحها ع البيت... لإنو هو ما بحب يجيبلها الأكل من أي محل بعدين هادي حامل ووضعها مو مساعد فإذا صابها تسمم لإنو الأكل مش نظيف ناقصو يخاطر بالروح يلي عم تكبر جواتها: تمام المهم عندي راحتكم!
فمشي معها لحد السيارة وهو عم يحاكي رولا كرمال تحضرلها شو عم تشتهي علشان بس تدخل البيت أول شي تعملو تروح تاكل... وبعدها سكر الخط منها ولف فاتحلها الباب الوراني لإنو أمو قدام قاعدة... فجت جوري بدها تساعدو لكنو رفض: لأ تريحي... فرفعها عن الأرض مجلسها... وحاطلها الحزام... ولف مسكر الباب ليركب قدامها ويحرك الجيب للبيت... وهو مو ضايل غير ساعة ع آدان العصر.. فشكلو رح ينزلها ويصلي بالبيت وبعدها يروح مع جدو ورجال عيلتو ع عزيمة الغوانم يلي ما بقدر يتسحب بعيد عنها... فلف لأمو معلق بعد ما راجع خططو لكم ساعة الجاية: تعبناكي يا حجة معنا...
أم عبد العزيز ردت بحب: تعبكم راحة بس انشالله كنتي تدير بالها ع حالها علشان يلي ببطنها...
جودي حطت إيدها ع اللي ببطنها وهي مو فاهمة شي غير إنو بطنها عم يكبر بس كيف هالقد مهم عندهم وهو ما فيه شي منو طالع... فتحسستو وهي شاعرة بتصلبو... إلا بتعليق جوري: بدك كنتك تدير بالها ع حالها اطلبي العوض من الله!!
عبد العزيز رد بمزح مدافع عن مرتو: شوفولكم مين بحكي أكتر وحدة فيكي يا بلد ما بتدير بالها على حالها..
جوري ردت عليه وهي مبتسمة: انا معليه خبص بس مرتك لأ لأنها حامل بحبيبة قلب عمتها... ولفت ع جودي مقربة منها: والله لأورجيكي يا جودي إذا ما بتديري بالك عليها اشترتلها مليان اشياء حلوة للبنت ~~
إلا بمقاطعة عبد العزيز: مشالله حضرتك متأملة من هلأ إنها حامل ببنت من وين الثقة هاي هاتي لأشوف... إذا بالفحوصات ما بيّن... وسحب نظارتو الشمسية لابسها...
جوري ردت ببراءة: شو دراني بحس هيك بعدين أنا يعني علشان ما اتخيّب جبت ألوان بتنفع لتنيناتهم... وقلك إياها من الآخر هيك أحلى أول حفيد لأمي يكون بنت احنا مو بدنا ولاد مزعجين... بس البنات مؤنسات غاليات متل ما قال الرسول عليه السلام...
عبد العزيز رفع حاجبو: اه والله ما اختلفنا... على ذكر مؤنسات غاليات... شو وضعك مع القرآن والحفظ... شايفك لاهية بالمسلسلات...
جوري صارت بدها تتخبى شو مالهم عليها وهي عم ترد ع كلامو بتصلب: لا حول ولا قوة إلا بالله... بتحب يعني تحشرني بالزاوية وتخجلني...
أم عبد العزيز ردت بفخر: الحمدلله اعترفت إنو يلي عم تعملو ما بقدملها شي لحياتها... خير ما عملت إنتا وجدك لما اقترحتوا تجيبولها مدرسة تدرسها لغة لحد ما تسجل الفصل الجاي بالجامعة...
جوري مسحت ع وجهها بامتعاض معلقة: بس الله يجيبك يا طولة البال...
أم عبد العزيز بسرعة ردت باندفاع: بنت تأدبي!
جوري رجعت لورا متكتفة وهي عم تقول: جودي دافعي شي عني قدام جوزك...
جودي كانت عم تبكي لا من تمها ولا من كمها من عيونها يلي عم يتجاهلوا ضمة الورد... إلا برد عبد العزيز عنها: اتركيها لمرتي بحال سبيلها...
جوري ردت عليه بمزح: بس أقعد معها لحالنا شوف كيف رح جننها..
عبد العزيز رد عليها وهو عم يلمح السيارات عم تمر ع التقاطع وبالوقت المناسب قطع الشارع داخل لمنطقتهم مجاوب: هادا إذا طلع بإيدك... لإنو رح كون معها.. ودخل حيهم وهو عم يقول: الحمدلله الطريق سالكة كانت وما أزمت معنا...
ردت أمو عليه وهي عم تتنفس براحة لإنها وصلت بيتها: آه والله الحمدلله...
وزاد السرعة شوي لحد ما بصفها دايمًا بعد ما عبر من البوابة الفتحلهم إياها الحارس... ووقف السيارة وهو عم يقول: لازم شوف جدي هلأ.. ووقف الجيب ساحب المفتاح منو وهو عم يسمع سؤال أمو المبين عليها خايفة بزيادة عليه من جدو: يعني هو بعرف ولا خبرتو؟
رد عليها وهو عم ينزل من السيارة: خبرتو ع السريع بس ما تقلقي... ويلا انتو تسهلوا لتتريحوا وأنا هلأ بساعدها تنزل وبعدها بروح شوف جدي...
جوري مو مركزة معهم عقلها بالأخت جودي يلي مو معهم من أول الطريق فقامت حزامها هاززتها من إيدها: يلا جودي وصلنا مالك قاعدة هيك...
جودي بس صحت ع حالها بسرعة مسحت دموعها ملتفة حواليها تشوف هي وين إلا انتبهت إنهم قبال البيت... وصدمت فيه لما لقتو فتحلها الباب... فرفعت عيونها مطالعتو وهي عم ترد تبكي قدامو للمحيرتو عاجز يفهم مالها...
ومن الطبيعي ما يفهم مالها دامها هي نفسها مو عارفة بشو تحس ولا ع شو تركز...
ع وجعها؟
ولا ع غيرتها؟
ولا على يلي سمعتو منو ومن حماتها اليوم؟
ولا ع جوعها؟
ولا ع بردها؟
فهو بصم مالها شي... فتنهد باللحظة يلي أمو حست الوضع ملخبط بينهم فسحبت بنتها معها لجوا البيت كرمال يغيروا أواعيهم ويلحقوا يشوفوا الجد ويقعدوا معاه شوي قبل ما يروح يصلي العصر بالجامع ويتركوهم ع راحتهم ليختلوا شوي مع بعضهم بلكي الوضع يتعدل بينهم... وعبد العزيز بس لمحهم بعدوا عنهم بلع ريقو محتار شو يعمل معها لإنها حامل... يعني كلامو معها عن أهلها فجّر الدنيا عندها وخلاها تتعب ع الاخر وتروح ع المستشفى... لإنو أكيد هي ما تعبت كل هالتعب إلا بعد ما ازعجها... فمو معقول يعيد الغلطة نفسها... بيبقى غلطان وغلطان كتير لحظتها...
فقرب منها ماسح دموعها وهو مناه ما حدا يكون قريب منهم ويشوفهم بهيك وضع وبحنية رهيبة قلها كرمال توقف بكى وتهدى: هلأ رح تاكلي وتتمددي وتشوفي شو جبتلك اشياء بتحبيها...
جودي دابت مع كلامو... وخجلت منو كتير... فبلعت ريقها وهي متشوقة تشوفهم وهمست بصراحة جايبة القصة من آخرتها بدون ما تسألو شو هالأشياء الحلوة يلي جبتها وهي عم تلعب بإيديها متل الولاد الصغار من كترة الحماس: وينهم؟
ابتسم عليها قارصها ع خدها بخفة: وين يعني رح يكونوا...
جودي ردت بلعت ريقها ناطقة بتعب أول ما حست راسها بفتر فيه فنطقت بصوت تقيل: راسي بلف...
حرك راسو وهو باصم مو بس عم يلف إلا لازم تدروخ لإنو الله أعلم من أي ساعة من امبارح حضرتها مو ماكلة متل الخلق... فأجى بدو يفك عنها الحزام إلا لقاه مقيوم عنها فسحبها لعندو حاملها وهو ما عندو علم إنها أكلت كل وجبة الكبسة يلي جابلها إياها بالمستشفى... فأجى بدو يبعد إلا بردها: الورد!
فاضطر يسلّك معها ويغلّب حالو مع حرصو ع حملانها ليسحبلها إياه: هي الورد تهني!
فسحبتو منو بكل خفة لتضمو لصدرها بتملك رهيب من غيرتها عليه وهي عم تعلق بكل رضى لنفسها التعبانة: بس إلي الورد!
فرد عليها داعمها وهو عم يطبق باب السيارة بعد ما سحب شنطة غيارها وهو عم يشكر ربو إنو باقي مطفي السيارة وساحب المفتاح منها قبل ما ينزل يحملها ولا لكان تعيّق بين حملانها وتنزيلها... فبس بضل عليه هلأ يقفل السيارة بالريموت علشان الملفات المهمة يلي بشنطة لابتوبو: آه بس إلك!
وسند حالو ع الجيب كرمال يدفع الريموت من جيبتو لفوق ويقفل السيارة والمدام ولا عن هوى داري لإنها مبسوطة بعد ما صار الورد وهو إلها... ولا مو بس مبسوطة إلا قاعدة عم تتوحم فنطقت طالبة منو بحماس: بدي بوظة...
رد مسلكها وهو عم يتحرك فيها ناحية البيت: حاضر... وفتح الباب عابر معها منو لجوا الليوان العريض... وهو عم يسمعها عم تقلو بهمس: بدي مكدوس كمان وبوظة ع رمان... وبطاطا وجبنة...
كمل طريقو ناحية الدرج وهو لساتو مسلك معها... شكلها البنت مو عاملة افتح قلبك معو إلا افتح لسانك وأطلب ما لذا وطاب متل الهمبرغر والبيتزا... فضلو راخي سمعو معها وهو مستغرب إنو فيه عالم جواتها...
عالم بعيد عنهم وما حدا بعرف عنو حتى هي نفسها...فدخل فيها الجناح منتبه ع نظافتو وجمالو مع الحركات واللمسات الجديدة العاملينها امبارح بالجناح... فرمى شنطة غيارها ع الكنب...ولف كوعو لورا مسكر فيه الباب وراهم... وهو عم يقلها: هلأ بخلي رولا تطلعلك الأكل... وكمّل فيها لغرفة نومهم المنظفة من فوضة اليوم وهو محاول يتناسى كل شي صار الصبح معهم لإنو ما هانلو يوّصل عيلتو الصغيرة بإيدو لهيك وضع... فنزّلها ع السرير مع ضمة الورد الحاملتها إلا بسؤالها المستعجل: وينهم؟ وهي عم تحرك رجليها بمهل لتشلح حفايتها البيضة ببوز الحفاية التانية لإنو مو قادرة تشلحهم عادي مع وجعها... ودفشتهم ع الأرض بعيد عن السرير منبهتو بصوت وقوعهم ع الأرض ع سرحانو بالكائنة يلي عم بتعرف عليها اليوم لأول مرة بشكل مختلف عن قبل...
فما لقى حالو غير عم يبتسم ع طريقة شلحها لحفايتها الطبية متل الصغار... وع طريقة اختصارها للحكي كلو بكلمة وحدة... على أساس يلي قبالها رح يفهم بسرعة هي شو بتقصد... إلا هو قرب منها بدو يشلحها المنديل... لكنها هي رفضت... فرفع حاجبو باستغراب وهو عم يقرب من خدها ماسح عليه بحنية... فلفت وجهها وكأنها فصلت برا الجناح شي وجوا الجناح شي... فنطق بذكاء: إنتي زعلانة مني؟
سكتت ونزلت راسها هاربة من المواجهة مطالعة الورود الحاملتها بين إيديها... فقرب منها رافع دقنها لتواجهو: ليه زعلانة مني؟
بعدت عيونها عنو رافضة تطالعو خوف ما تواجهو والمشكلة عندها هلأ هو مصر معها ليعرف... فبكت بضياع قدامو... فاضطر هو يسحبها لصدرو مهون عليها: ما كان قصدي.. إنتي فهمتي كلامي غلـ ~~~ إلا غير مجرى كلامو لإنو حس الموضوع رح يزعلها بزيادة... فحرك إيدو ماسح ع ضهرها بحنية... وباسها ع منديلها مبعد عنها وهو عم يقلها: إذا بتضلك تبكي هيك ما رح تقدري تشوفي الأشياء يلي جبتلك إياها؟
جودي بسرعة رفعت راسها ماسحة دموعها ببطن إيديها... ففهم بدها تشوفهم فرد سألها: بدك جيبهم لهون ولا تقومي معاي لعندهم؟
فردت عليه بتحريك الورد بعيد عنها وجهزت حالها بدها تقوم... فرد تبسم عليها معلق: طيب اشلحي منديلك وعبايتك والحقيني...
جودي والله ما خيبتو... فشلحتهم وهي قاعدة ع ركبها... وجت بدها تقوم لكنو حملها بحرص وهو عم يقلها: لازم تنبهي ع أكلك ماشي...
أي ماشي يلي كلام عم يقلها إياه هلأ وهو دايبة معو... فركت راسها ع صدرو وهي شو خجلانة منو ومتمنية تخبي وجهها جواة قلبو للي تحرك فيها لغرفة الغيار فاتح الباب ومضوي ضوها كاشف عن كم صندوق مشمشي اللون حجمهم كبير... فتعجلت بدها تنزل لتشوف شو فيهم متل الأطفال... فهو نِزل فيها لعندهم وهو عم يقلها: ع مهلك.. لاحقة!
لاحقة ولا مو لاحقة ريّح لسانك البنت سمعها مو معها ولا معك...
فتحركت مبعدة عنو ناحية الهدايا الجايبلها إياها... في حين هو قعد بس مراقب بردة فعلها كيف كانت عم تحسس على الصناديق والتغليف والشبر والفرحة مبينة عليها لكن للأسف لإنها معطيتو ضهرها كان صعب عليه يشوف تعابير وجهها فما كان شايف منها غير شعرها المجدل واللي مو عاجبو وضهر بيجامتها القطنية الرمادية الباردة واللي الله أعلم متى رح تقلو بردانة منها... هادا في حال إذا عرفت إن البيجامة بتعطي برودة... أو ممكن مع يلي هي فيه ما رح تحس ببردها كرمال تطلب منو يدفيها... فانتبه عليها عم تلفلو وجهها بدها تحمل الهدية لتشاركو فتحها لكنو تخيب ظنها لما لقتو تقيل عليها... فجعّدت جبينها متوجعة من شدها ع حالها...
فتدخل بسرعة حاملها قبلها وهو عم يحذرها: ممنوع تحملي شي تقيل فاهمة!
هي تفهم... أبدًا!
مستحيل من عقلها بالهدايا... ففتحلها أول هدية وهو عارف عقل مرتو مضيّع... وقرب منها الصندوق لتشوف شو محطوط فيه إلا لقت جواتو كاميرا زهرية ودفتر ضخم مع قصاصات ولزاق فهي صارت تقلب فيهم بإنفعال مو فاهمة لإيش هادول... إلا هو دخل إيدو معها ساحب الدفتر... محاكيها: شوفي هادا الدفتر! وفتحلها إياه مقربها منو ليحط إيدو ع بطنها... ونطق بنبرة حنونة: هادا علشان تحطي فيه كل شي بخص ابننا من شرا أواعي وكل شي بخصوص تطورو وفحوصاتو... وسكت منتظر بردها للي
دابت من كلامو وقربو وريحتو واللي عم تشوفو فبكت فاتحة الصندوق التاني بدالو وهي خافية دموعها عنو... إلا لقت طواق فخمين مع أرواج وعطورات... وما حست عليه غير مقرب منها الصندوق التالت واللي هو اتقلهم... ففقدت شو محطوط فيه ودهشت بس لمحت مليان جواتو روايات متل يلي شافتهم عند جوري... فما عرفت شو تقول من كتر مهي متفاجئة... وفجأة إلا بصوتو وهو عم يسحب شي من صندوق الطواق: ما انتبهتي ع اهم شي بينهم؟
هي بسرعة مسحت دموعها لافة عليه تشوف شو فيه... لإنها ما ركزت شو قال... إلا لقتو مقرب منها وهو عم يفتح العلبة الناعمة قدامها واللي مبين عليها هتكون من المجوهرات... فبس فتحها وهو عم يحوطها بإيديه بين ايديها شلت مكانها بس شافت سنسال مع تعليقة دهبية جاية هيكل خارجي لراس أم ضامة ابنها...ولونها شحب وعيونها طلعوا من مكانهم وبعدها اتضيقوا منفجرة بكى بصوت عالي... من خوفها...
لإنها هي مو مستوعبة ولا شي من كتر ما كلشي بجي بسرعة معها من امبارح لحد اليوم... فلفها لإلو محتويها: ليش هالبكى هلأ... مش كنتي مبسوطة؟
حاولت تعبر فالخنقة تقتلها... فتبلع ريقها... فنطق بخوف عليها لتشرق: أبلعي ريقك وتنفسي... ما تستعجلي ع شي ماشي...
هزتلو راسها وهي عم تبلع ريقها بصعوبة لإنها حاسة ممكن تنخنق بأي لحظة... فقرب جبينو من جبينها وهو عم يسمح دموعها محاكيها بود علشان تهدى: عمري إنتي هلأ حامل وتعبانة كتير فما تبكي هيك وتتعبي حالك بزيادة... إذا تعبانة ما تغصبكي حالك ع شي...
ردت عليه وهي خلص بدها تنام من كتر ما عيونها حرقوها مع البكى ومن كتر ما جسمها مر بأشياء كتيرة متعبة عليه وفوق تحمّلو: بدي نام... تعبانة!
فتنهد حاملها بين إيديه وهو عم يتنهد لإنو حس حالو فشل معها ليرضيها... وطلع فيها لغرفة النوم وهو عم يقلها: ما فيه نوم إلا بعد ما تاكليلك شي؟
هزت راسها بنفي وهو عم ينزلها ع السرير تتسطح... وهو مناه يقلها ما تنسي تصلي بس واضح عليها هلأ مو قادرة تستوعب شي فبس تصحى بخليها تصلي لو هي قاعدة... المهم تصلي قد ما بتقدر لو على الأقل الفروض... فبعد عنها مغطيها... إلا بدقة الباب... فتبسم بوجهها: اجى الأكل... فرد بصوت مسموع: ادخلي!
إلا كانت الخدامة رولا داخلة بصينية الأكل وهي عم تقلو: انشالله ما ازعجتكم يا بيك؟
رد عليها عبد العزيز وهو عم يوّقف ع رجليه: أي ازعاج سيبك من هالكلام... وهاتي عنك الصينية... أصلًا لو ما تذكرتي تجيبي الأكل لمرتي الجوعانة كان ذكرتك..
الخدامة رولا قربت منو معطيتو الصينية وهي بلبسها الرسمي المحترم: تفضل يا بيك...
عبد العزيز اخد منها الصينية المنزلة رجليها القصار وهو عم يسمع بقية كلامها: وأنا تأخرت شوي علشان الست تاكل البطاطا والجبنة... ونزل الصينية الخشبية قريب من رجلين جودي وهي مستمرة بكلامها: بعد ما يجهزوا فورًا كرمال تنبسط بطعمهم المانو بارد...
فلف عليها ناطق وهو منتبه ع المدام يلي تحمست للأكل شوي مع تقل جسمها المحتاج ينام: الله يسلم إيديكي ما قصرتي... فيكي هلأ تروحي!
الخدامة رولا هزت راسها: حاضر والحمدلله على سلامة الست!
ولفت طالعة بعد ما قلها عبد العزيز: الله يسلمك... تاركة جودي تقلب معدتها مع ريحة البطاطا المقلية... بس فكرة تكون البطاطا معها جبنة سايحة ومكدوس اللفت ها يعني تشجعت شوي.. فتأملت بالجبنة كيف طرية وريحتها شهية مع طعم اللفت الرهيب لعابها سال وقلبها داب ع الآخر... وجت بدها تاكل منهم بدون تفكير منها وهي مو منتبهة ع اللي قاعد بس عم يراقب فيها... إلا بإيدو مانعتها: يا بنت استني عليهم شوي ليبردوا بلاش تحرقي سقف حلقك ولا لسانك!
جودي رفعت عيونها جاحرتو ع هالحركة المحطمة لقلبها وع هالكلام المالو داعي وهي مو منتبهة ع تنفسها...فنبهها من قبل ما تنسى تتنفس وترد تشرق: اصحك تنسي تتنفسي... اشربي الشوربة بالأول!
هي تشرب الشوربة جنت شي فمدت الصحن لألو... يعني اشربو إنتا... فضحك بوجهها: ههههه قويانة يا بنت... بس صبرك علي من يوم وطالع ماني ساكتلك ع إهمالك... افتحي تمك!
جودي رفعت ايدها ع تمها وهي عم تقلو: مو زاكية وشكلها يع!!
عبد العزيز انفجر ضحك: ههههههههه يع استغفر الله إنتي ممنوع تقعدي مع جوري ساعة... والله خربت عقلك (والله إنها خربت عقلك)...
جودي صارت تأشرلو: ريحتو...
عبد العزيز سحب المعلقة مغاوظها: خليني شوف طمعها... زمان ما أكلت شوربة... وصار يشرب فيها... فعلق وهو عم يبلعها بإعجاب كبير: طعمها زاكي... الله يسلم إيديها رولا ع عملانها...
له يا عبد العزيز الله يسامحك ضروري تقول هيك... ضروري تنكد ع البنت وتخلي نار الغيرة تشب شب جواتها وتحرقها... فقربت منو بعصبية ناطقة: لأ مو زاكية وما بدي آكل!
عبد العزيز لف عليها باستغراب ناطق: مالك يا بنت الحلال.. ليه ما بدك تاكلي ونزّل الصحن ع الصينية مكمّل معها: له ليه ما بدك تاكلي؟ مش الأكل مهم للي ببطنك.. ومد إيدو ع بطنها... ولا كيف بدك إياه يكبر وتحسي بحركتو...
جودي ضاعت بس حست بإيدو ع بطنها... فرفعت إيديها ع شعرها ماسحة عليه بحيرة...
فبعد عبد العزيز إيدو عنها مسايرها: يلا افتحي تمك طعميكي!
هي تاكل من أكل رولا مستحيل بس رح تاكل علشان ما تيجي هلأ تاخد الأكل... فأكلت اول لقمة من البطاطا والجبنة يلي شوي بردت وهي معتمدة تعضو ع إيدو... فهو صدم من عملتها... وهي بعدت عنو مبتسمة برضى... فرفع حاجبو كأنو حاسسها عم تنتقم منو ع اللي عملو معها الصبح... فضيق عيونو محاكيها بصراحة: كنك حابرة عليي؟
حابرة عليه؟؟؟
كلمة غريبة عليها... فسكتت ماكلة من البطاطا كمان وهي عم تطالعو بنظرات مو مفهومة لإلو... وفجأة أدن آدان العصر فنطق بحرص: كلي هيني قايم اتوضى وأصلي قدامك فبس خلص صلاتي بدي لاقيكي مخلصة كل يلي بالصينية... فاهمة!
حركت حدقات عيونها لأطراف عينها بأعتراض ع كلامو وع أي شي رح يقولو... فقام من عندها وهو مسايرها علشان ابنهم يلي ببطنها ووضعها الحساس... وبسرعة قام يجدد وضوه ويصلي العصر ع وقتو... فصلاه ودخل يغير يلي لابسو للبس كاجوال بنطلون جينز وقميص زيتي.. مع حفاية زيتي وحزام عسلي ع بني وساعة ع إيدو اليسار لونها نفس لون حزام الخصر وتعطر وهو حاسس حالو فاقد كم عطر من عطورو... معقول هو بنساهم ع التواليت فتحرك لعند التواليت مفقد فيهم وما بعرف شاللي خلاه يفتح جرارها سهوًا وجت عيونو فورًا ع عطرو المفضل تحت طواقها... فبعد طواقها لامح كمان عطرين لإلو معهم فلف عليها منذهل منها... يعني شو بدها بعطورو... فما حمّل الموضوع أكبر من حجمو... وسحبهم معو مرجعهم لمكانهم... وهو مفكرها ممكن مع الحمل نسيت وين مكانهم او تلخبطت...
فما لحق لسا يلف حالو إلا سمع صوت استفراغها جاي من غرفة نومهم.... بسرعة طلع ركض لعندها... يشوف شو مالها..
ما بعرف إنها بلعت الشوربة ع شربة وحدة خوف ما يشربها هو من غيرتها وهي مو طايقتها... فكانت معدتها مليانة مع اشمئزازها من ريحة الشوربة وطعمها طلّعت كلشي اكلتو في المستشفى وحتى هلأ ع الأرض وع غطى السرير لإنو ما فيها حيل لتقوم بسرعة ع الحمام... فقرّب منها وهي عم تبكي مو ملحقة تغيراتها يلي عم تصير معها اليوم... فبعد الصينية عنها تاركها ع الكوميدينة وزاح عنها الغطا وهي عم تحاول تكمّل استفراغها فنطق بنبرة حنونة: بسيطة بسيطة!
ورفعها ع إيديه محركها ناحية الحمام لتكمل استفراغها هناك وشو حست روحها عم تطلع مع وجع جنابها فمسح ع شعرها وضهرها: بسيطة فترة وبتعدي أجر وعافية انشالله عند ربنا..
ولما حست حالها دابت من الاستفراغ ركت راسها ع صدرو... فساعدها توقف ليغسلها تمها وهو حاسسها مانها قادرة توقف ع رجليها... فحس ما فيه أحسن من إنو يحطها عند أمو لإنو لازم هلأ هو يروح ع العزيمة المهمة لإلهم... فخبّرها بكل صراحة وهو عم يرفعها ع إيديه: رح أتركك عند أمي لكم ساعة لإنو ما فيني ضلني عندك... تمام!
جودي مو مصحصحة معو...
جسمها ما فيه حيل بعد يلي استفرغتو... وروحها طلعت مع وجعها فما ركزت معو بشو قصدو... فطلع فيها من الجناح وهو عم يتنهد فدق جناح أمو بس ما فيه رد ففتحو يتأكد إذا موجودة هون ولا لأ... لكن ما لقالها أثر... فلف فيها لجناح جوري معلق: أحسن حل خليكي عند جوري صاحبتك...
جودي مو فارق عندها وين يتركها هلأ لإنها بدها تنام من كتر ما العالم عم يلف فيها... فدق الباب عليه بس ما فيه رد فأضطر يفتح الباب داخل فيها جناح أختو يلي مالها أي أثر فيه بدل ع وجودها... فسطحها مغطيها وموطي درجة المكيف لإنو جناحها بوظة وقرب من جبينها بايسها: هلأ بخليها تيجي عندك... ما تتعبي حالك اليوم ماشي...
هزت راسها بمسايرة... وبعد عنها مدور ع الأخت جوري...
إلا لقاها قاعدة عم تاكل ع طاولة السفرة بعد ما رجعت من بيت الجد لحالها... تاركة أمها مع مرت عمها كوثر يحيكوا اواعي شتوية للبيبي الحاملة فيه جودي بكل رواق دام ما حدا رح يكون بالبيت غيرهم لإنو الجد معروف عندو مشوار رح يقضيه من بعد العصريات... فبسرعة رجع لجناحو حامل مفتاحو وتليفونو ونزل تحت سامع صوت جوري وهي عم تحاكي الخدامة رولا: قلتلك المسلسلات التركية احضري وما تدققي...
إلا بصوتو هو: صبرك علي إنتي وهالمسلسلات...
جوري جفلت بس سمعت صوتو... وكمل كلامو لرولا: رولا معليه بعينك الله تنظفي جناحي من استفراغ مرتي... ولف ع جوري... تركت مرتي بجناحك بتخفي عليها مو تجلطيها فاهمة لإنها مو حمل شي!!
جوري هزت راسها هي ست الفهم هلأ... المهم رضاه هلأ: حاضر!
وبعد عنهم طالع من البيت وهو محتار من قصة بكاها لحظة ما شافت سنسال هيكل جسم الأم وابنها...
هالقد هي رافضة الحمل ولا شو بالزبط... وفجأة تذكر إنها بلا أم... فبلع ريقو كيف راحت عن بالو هادي الفكرة...
جد شو صاير غبي يا عبد العزيز وين عقلك باقي!!!
فتنهد من عقلو يلي صاير يضيّع مع الضغط يلي عليه... فاستغفر ربو فاتح
سيارتو راكب فيها وهو لسا مانو ناسي قصة ادويتها وفحص زراعة البول بس لإنو مشغول اليوم...
فرح يخلي حدا تاني غيرو يجيبهم للبيت وكان لبكرا عملت فحص زراعة البول إذا فيها حيل... ورفع تليفونو متصل ع جدو يشوف وين أراضيه علشان يعرف وين رح يتلاقوا كلهم لإنو ما لمح سيارة جدو صافة مكانها وهو عازم كل العزم بس يرجع ع البيت رح يعيد قراءتو لكل شي جابلو إياه أشرف عنها بالنص الحرفي... كرمال يفهم شو هي بالزبط... لإنو شخصيتها مزيج رهيب... بين عقلها المغيّب وعيشتها ع سجيتها... غير سكوتها المريب... وانعزالها وخوفها غير المبرر... كلامها المختصر... استسلامها وضعفها وقصر ذاكرتها... جوعها الحراق... وقلة أكلها بنفس الوقت... واهمالها لنفسها... وجهلها بكتير أشياء... ورغم هالعيوب كلها هي حابه تعيش وعادي عندها يعني تكون حياتها محدودة المداخل بدون ما تنحبط ولا يصيبها اكتئاب شو هالمناعة النفسية يلي عندها من وين جايبة هالثبات هادا؟؟
سؤال جدًا محير وخطير بذات الوقت... وبحتاج لجواب يشفي فضولو... يعني ما عمرو تعامل مع وحدة متلها... صحيح شاف كتير ناس بحياتو بس متلها ما شاف ولا بتوقع رح يشوف... فلازم يفهم مالها بالزبط لإنو شاكك عندها شي من الولادة متل قصر الانتباه وصعوبات تعلم... او شي قريب منهم... بس ما رح يحكم فورًا إلا لما يدقق بكلشي وصلو عنها وشافو منها ويربط ما بين السطور... لإنو هو خلص اكتفى من مراقبتو لإلها وصار وقت يجمع الجزئيات ويحلل شخصيتها علشان يرسى معها ع شي...دامو وثق إنها هي هبلة كتير مو شوي وغير إنها هبلة ... مغفّلة... فكرمال يرفع منها صح لازم يعرف وين وجعها عشان ما ترتفع بالمكان الغلط...
فسلم موضوعها لليل لبعد ما يخلص مع عيلتو.... من العزومة يلي مالو خلقها... بس شو يعمل يعني جدو قلو لازم تكون حاضر معنا فيها دايم كلنا رايحين... فتلاقى معهم كلهم قبال مفترق عين كسير (اسم منطقة) وكلهم ورا بعض متحركين لعزيمة عيلة الغوانم يلي معروف عنهم بحب عملان العزايم والمناسبات الكتيرة بين الفترة والتانية ليتلاقوا مع الناس ويكون إلهم مكانهم بتعريف التجار وأصحاب رؤوس الأموال ع بعضهم... فعزيمة اليوم مالها داعي إلا كرمال يتلاقوا اصحاب الأموال بين بعضهم ليتكلموا ويتعرفوا ويتبادلوا الأرقام ويغيروا جو ويعبروا عن افكارهم وانزعاجاتهم من وضع سوق المحلي والاقليمي والعالمي... وهو راسو بهيك قعدات بتصدع وطبعًا حالو مو أحسن من حال عاصي يلي كان بتنقل من حدا لحدا... ليحصل ع أجوبة لاسئلة عم تدور ببالو... في حين عبد العزيز كان عفآن الكلام وسنينو بس شو بدو يعمل غير إنو يجاري الناس ومواضيعهم المكررة... بخصوص الثورات والمحلات يلي خسروها ببعض المناطق وإنو حتى اوروبا ما عادت مغرية للاستثمارات ووين تركيا والصين وجنوب افريقيا من الوضع... وقصص بتدخل وبتطلع... وهو مكمّل... بس الكارثة في عيون شب قريب من عمرو عم تطالعو بين الفترة والتانية بشكل غريب عليه وفيها إصرار كبير... وبتوحيلو للحظة إنو في بينهم معرفة... تجاهل الموضوع رغم إنو حاسو حدا مانو قليل... فجأة إلا لقى عاصي مقرب منو هامسلو: كبير الأشقر (أبو محمد يلي عرفو عليه ع العيد) مو جاي بس سمعت باعت ابنو خالد وحفيدو...
عبد العزيز هز راسو براحة: يبقى في شي صاير كرمال ما يحضر... أو ممكن لفت انتباه لحفيدو...
عاصي ضحك بمرار: براڤو عليك... بعدين ماني لامح حدا من عيلة دهب غريبة... حبايبنا مانهم حاضرين...
عبد العزيز ردلو بعجلة لإنو شاف في رجال جاي لعندهم: سمعت إنو عثمان دهب تعبان... وصاير يروح ع المستشفى كتير...
عاصي هز راسو: شكلو صلحنا معهم بغم.... وضحك متبعدين عن بعضهم مكمّلين مع الرجال حواليهم لحد ما اجى موعد الأكل... فتحركوا ناحية الطاولات والدنيا ضجة وضحك فاللي أكل وروح واللي أكل وبقي... فكانت عيلة الخيّال من الفئة التانية لإنو معارفهم كتار... فالجد غاطس بالحكي مع صحابو الكبار وعمو جميل وزيدان وبدران قاعدين وحواليهم مجموعة كبيرة.... وعمو جابر لحالو قاعد مع كم رجال كبار كتير بالعمر في حين عمو جواد الدكتور بالأردن لإنو كان عم يحضر ندوة طبية... وعبد العزيز وعاصي متنقلين ليجسوا النبض وجبر مانو فاضي لهالقصص هاي مشغول بقراءة تقارير طلابو وأرسلان لاهي بشفتو الليلي يلي بدّل فيه مع رفيقو بالمستشفى لظرف طارئ عندو...
فصلوا المغرب والعشا جماعة ببيت الغوانم... وبعدها رجعوا لبيوتهم... وهما محمّلين بكتير أفكار عن وضع البلد والتجار... فعبد العزيز احتفظ باللي بدو إياه واللي ما بدو إياه أرشفو لوقت اللزمة... وتعمد يوقع بالأزمة هو وعاصي يلي عندو مشوار مهم هلأ لازم يقضيه.. كرمال يحاكوا بعض ع الحراك بعيد عن عيون رجال العيلة... فتعجلوا رايحين ع زاوية متكلمين بسرعة... وبعدها افترقوا... واحد ليقضي مشوارو... والتاني ليرجع لبيتو عند مسكنو مرتو المريضة بعد ما تركها بجناح اختو لتعتني فيها وتدللها... وهو فعلًا مستغرب كيف الأيام دارت فيهم لحد ما وصلوا مع بعض هون... من اجبار وخوف... لعقاب وجفا... لحد تعب واحتواء... فالله أعلم بعدها الأيام الجاية وين رح تروح فيهم لحب وشوق... ولا لهجر وقسى...
فتنفس براحة كبيرة بس وصل بيت أهلو... وصف سيارتو مكانها لامح سيارات عماتو ورجالهم صافة قبال بيت جدو... ففهم إنو عماتو باينتهم يا جايين يسهروا أو جايين يناموا... فسحب معاه شنطة اللابتوب نازل منها داخل البيت المطفيين ضواو... وهو عارف ومتأكد أمو قاعدة معهم هناك... فتحرك وهو حامل شنطة لابتوبو لجناحو يلي كاد رح يدخلو لكنو تراجع بآخر لحظة مقرر يتطمن عليها فتحرك لجناح أختو التاركة باب جناحها شبه مسكر... إلا وصلو صوت ضحك أختو جوري وأريام... فما حب يدخل يزعجهم فانسحب راجع لجناحهم المضوي من قبل ما يدخلو تارك شنطة لابتوب ع الكنبة وعبر ياخدلو حمام سريع لينشط فيه جسمو كرمال يسهر ع الملف يلي عندو وع تحليل شخصية مرتو الغريبة... لإنو ما عاد فيه يأجل اكتر من هيك... وسحب روبو طالع من الحمام بعد ما أخدلو حمام بارد أبو خمس دقايق... وهو حاسس جسمو متنشّط رغم قلة ساعات نومو وهو مانو عارف شاللي بستناه... فتحرك ناحية غرفة الغيار كرمال يلبسلو شي وشل مكانو بس لمحها في غرفة الغيار قاعدة قبال الهدايا الجايبلها إياهم والمفرودين حواليها بشكل عشوائي... وعم تطالع السنسال يلي ماسكتو بأطراف أصابعها وهي عم تبكي بحرقة بدون ما تحس ع وجودو من انغماسها بمشاعرها يلي ما فكر مرة وحدة يفكر فيها بشكل إنساني غير اليوم من بعد ما أوّل سبب بكاها عصريات اليوم هو فقدانها لأمها يلي خلاها تكون بمتل شخصية الطفلة الصغيرة المانها واعية ع شي في الحياة... والبريئة بزيادة... والقلبها نقي كتير لدرجة بخليها تنسى كل شي هو عملو فيها... على عكسها هو يلي من كرهو لأهلها وخوفو منها لتدنس اسمهم... كان متربصلها ع كل حركة بتتحركها بكل تشكيك منو لمقاصد نواياها... كرمال يعاقبها ع الصغيرة قبل الكبيرة بدون أي ذرة رحمة خوف ما تفضحهم... وتجيب اسمهم بالعاطل... وهالخوف هادا خلاه يتعامل معها كأنها رجل مو بنت... ويشوفها كأنها عدوتو مو مرتو... ولولا ما حملت بابنو ولا لكان ما رحمها بمعنى الكلمة...
وشو قلبو شد عليه لحظة ما شافها عم تطالع السنسال مرة وتمسح ع بطنها بإيدها الماسحة فيها دموعها وأنفها بكل براءة بكُم بلوزة بيجامتها مرة تانية... رجولتو هون تصدعت.... لدرجة ما قدر فيها يقرب منها ولا قدر ينبهها ع وجودو إنو عم يتأمل حالها... لإنو ما توقع يكون عندها هيك مشاعر...
صحيح هي بتبكي من الخوف بس ما توقع عندها شي عم بوجعها هالقد وخافيتو عن عيون الكل بكل براعة... فما لقى حالو غير داخل عليها~~~
وبنتهي الفصل هون ولله الحمد❤
شو رأيكم في فصل اليوم؟
الفصل هادا كان مركز ع عيلة الخيّال بعيد عن جودي وعالمها الداخلي متل دايمًا...
فإنشالله عجبكم هادا التغيير وطول الفصل يلي بشفعلي بإذن الله ع تأخري اسبوعين...
فكركم شو رح يصير بالفصل الجاي... شاركوني توقعاتكم.. هل رح يقدر يرضيها ولا رح ترجع الأمور بينهم تشد.. وفكركم بكرا جوا العزيمة كيف رح يكون دامها هتكون حاضرة فيها... وفي حدا من عيلتو مانو طايقها...
صحيح شو حبيت كم مقطع بهادا الفصل بالبداية ووقت ما روحوا من المستشفى وبالمستشفى كل شي بخصهم الله يحفظهم لبعض..
صحيح ما تنسوا التصويت والتعليق وشكر كبير لسماح ع مساعدتي بالتدقيق ولمرح واسراء وآية ع القراءة والمناقشة واعتراضات والمؤيدات يلي كانت بيننا كرمال يطلع الفصل بهيك احداث جميلة بخصوص الحمل والكلام بينهم... رغم إني كنت قلقانة من رأي آية... بس طلع هادي المرة لازم أقلق من رأي مرح ههههههههه... انشالله ست مرح هنيتي هلأ...
وحب كبير لأبو إصبع بهادا الفصل قد ما ضحكتني….
وحبيت تدخلات أم عبد العزيز وكأنو هي وبنتها ضراير …
|