كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي
وأول مستأجرة لديها كانت مدرسّة , وقد أحبتها لوريل ,كانت تدرس في مدرسة عريقة وكبيرة , وتروي للوريل مدى عظمتها وكبرها وكانت لوريل تحدق بها عندما تقص عليها شيئاً مثل هذا . فلوريل كانت تقارن بين تلك المدرسة الكبيرة ومدرستها الصغيرة المتواضعة . ولكن ولسوء الحظ حصلت الآنسة سيرس على عمل آخر وتركت المنزل . وأحست لوريل أن أمها قلقة بسبب هذا , ولكن في أحد الأيام عادت لوريل لتجد أمها تبتسم وهي جالسة تحتسي الشاي مع رجل لم تره من قبل .
ومنذ رأته لم تحبه وانقبضت لوريل عندما علمت من أمها بأنه المستأجر الجديد.
كان يبدو مرهقاً وكأنه يعمل بائعاً , وكانت كلما رجعت لوريل من مدرستها تجده مع أمها في المطبخ .منتديات ليلاس
لوريل كانت دائماً ممتعضة لأن هذا الوقت مكان مخصصاً لها مع أمها , حتى أن جديها لم يكونا يتطفلان عليهما في مثل هذا الوقت . لذا لم تحبه أبداً . وكان هذا الشخص قصير القامة ذا بنية قوية وكان أصلع .
لم تحب لوريل الطريقة التي كان ينظر بها إلى أمها وأحياناً إليها , فمع أنها صغيرة لكن كان جسمها الأنثوي قد بدأ يتفتح وينضج من تحت زيها المدرسي. كانت ترى في عينيه بريقاً كلما اقترب منها وصرحت لأمها بما تحسه تجاهه لكن أمها لم تكترث لقولها , فقد بدا أن أمها معجبة ببيل ترينشارد , وكان يظهر هذا في عيني أمها.
وفي أحد الأيام عادت لوريل إلى البيت من المدرسة في وقت مبكر على غير العادة ودخلت المطبخ وفوجئت بهما يبتعدان عن بعضهما فور دخولها ولمحت في عيني أمها نظرة اعتراف بذنب بينما لمحت نظره رضا في عيني بيل مما جعلها تشعر بالغثيان , لقد كان يقبل أمها لقد احست بهذا فهي لم تعد صغيرة , فقد سمعت الكثير مما تقوله صديقاتها عن الحب , كانت لوريل لا تحب إقامة صداقات بسرعة, وليس لها صديقة مقربة تستطيع البوح لها عن شعورها تجاه هذا الرجل الغريب الذي لا تطيقه .
كل ما كانت تفعله هو التفكير في أمها الجميلة وذلك الرجل البغيض وهما معاً , وكانت لوريل قد سمعت ما يمكن أن يحدث بين اثنين مما زاد نفورها وإحساسها بالوهن الشديد. وهذا ما حدا بها لتفضيل العزلة والانفراد بنفسها طوال الوقت وكرهت نفسها وأمها وذلك الشخص اللعين ووقفت عاجزة عن فعل أي شئ . في إحدى الأمسيات ابتهلت لوريل إلى الله أن يبتعد هذا الرجل عن بيتهم ولكن المفاجأة حدثت , فقد أخبرتها أمها أنها ستتزوج من بيل .ريحانة
وناشدتها أمها عندما رأت نظرة عدم التصديق في عينيها قائلة:
- أرجوك ياعزيزتي افهميني , لقد كنت دائماً وحيدة ولمدة طويلة وكذا بيل . صدقيني سنكون عائلة رائعة . إن بيل يعبدك يا لوريل ... أنا أعلم أنك ستستغربين الوضع في البداية لأنه لم يكن لك أب من قبل ...
قاطعت لوريل أمها قائلة بمرارة :
- بيل ليس والدي.
وعندها دخل بيل وخيل إليها أنه سيضربها , فقد بدا مهتاجاً وغاضباً فرجعت لوريل إلى الوراء , وتمنت أن تغير أمها رأيها وترفض هذا الزواج.
وعندما خرجت لوريل وأغلقت الباب خلفها سمعت بيل يطمئن أمها ويقول:
- لا تقلقي ياعزيزتي ستعود قريباً إلى رشدها . انت تعلمين ما يمكن ان تفكر فيه فتاة بعمرها , ربما تكون ميالة إلى...
ولم تستطيع لوريل أن تسمع أكثر من ذلك : أنا ميالة إلى رجل كهذا ؟.
امتلا قلب لوريل بالحقد والاشمئزاز وسالت دموع حارقة على خديها .كيف لأمها ان تتزوج رجلاً كهذا ؟
|