كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الخامس )
فأجابته بخجل :
- كنت نائمة ولم اعتقد انك تريدني في شيء , قلت إنك تريد ان تقضي هذا اليوم وحدك.
- لكنني لم أتصور أنك بهذا الغباء حتى تستلقي هكذا تحت الشمس وتحرقي بشرتك.
انحنى بجانبها ولمس كتفيها فأجفلت وعرفت انه على حق وانها قد حرقت بشرتها قليلاً , لكن هذا ليس سبباً كافياً لثورته ولمست غضباً مكبوتاً داخله.
قال لها بجفاء:
- لم أكن أعلم أنك هنا, اعتقدت أنك ذهبت للحديقة اعتقدت انك ذهبت .
- ذهبت ؟
ماذا يعني بقوله هذا ؟ إلى اين يمكن ان تذهب ؟
قال لها مفسراً وهو على وشك ان يقفد صوابه :
- ظننتك رحلت , لكن لم تفعلي بل جئت إلى هنا لتأخذي حمام شمس متناسية الحقيقة التي ...
كان حاد المزاج بشكل غير عادي, احست لوريل بالنصر عليه وشعرت بالزهو لاثارتها غضبه لكن في الحقيقة كانت خائفة من ثورته. وقالت بصوت ضعيف :
- قررت ان اخذ حمام شمس وبدت الفكرة جيدة .
- هذا ما يبدو لي.
وعاد الى سخريته المعتادة وتنهدت لوريل بارتياح .
- ستحصلين على علامات فوق جلدك بسبب هذه الشمس القوية .
وانحنى خلفها محاولاً ربط شريط المايوه , كانت اصابعه باردة على ظهرها الملتهب فأرتعشت.
قطب اوليفر جبينه قائلاً:
- آه لوريل, بحق السماء لا تفعلي هذا , فأنا لا أنوي ان اغضبك , اظن أننا قد ناقشا هذه المسألة , ومع ان ردة فعلك تجعل المرء احياناً راغباً في هذا , أنا ...
لم تكن لوريل تسمع ما يقول , فقد كان يردد ما كان زوج أمها يتهمها به , لقد قال زوج امها إنها هي من شجعته على ما فعل, وهذا ما يقوله لها اوليفر الآن , انتصبت لوريل واقفة واحست انها سيغمى عليها واخذت كلمات اوليفر تدور في رأسها , خطت خطوات متعثرة ثم هرولت بلا وعي وكأنها تهرب مما قال . وفجأة سمعت اوليفر يحذرها من شيء لم تعِ ما هو , وفجأة سقطت في البركة , كان الماء بارداً جداً وكان له فعل الصدمة على جسمها الملتهب, حاولت ان تتنفس فامتلأ فمها بالماء , وحاولت برعب ان تمسك بأي شيء واخذت تتخبط في الماء لكي تتنفس لكن بلا جدوى , فقد امتلأت اذناها بالماء وكذلك عيناها وانفها وحلقها واحست انها تغرق , وشعرت بيد قوية تمسك بها وتمنعها من التنفس وبالتالي منعها من ابتلاع المزيد من الماء, ثم تسحبها بشدة فأحست انها تتمزق تحت وطأة هذه الأصابع الفولاذية . وازداد هلعها عندما سقطت في دوامة من الظلام .
|