كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الرابع )
وعدها برقة قائلاً :
- لن تندمي أبداً أعدك .
اقترب منها وعانقها بلطف, ولدقيقة لم تصدق ما حدث , وشعرت بالرضا والخوف معاً , احست بعواطف لم تعهدها من قبل.
ورن في داخلها جرس انذار يحذرها من هذه العواطف, فطالما وجدت العواطف يتواجد الخطر.
قطع اوليفر حبل أفكارها بقوله :
- سأعمل في غرفة الجلوس , إذا أردت شيئاً سأكون هناك.
واقترح عليها قائلاً :
- لم لا تتربصين وتكتشفي المكان , لكن لا تتوغلي بعيداً.
فإن الشمس حارقة , فنحن الآن في آيار.
- نعم , اعلم هذا , سأذهب إذاً.
استدارت لوريل متجهة نحو الباب , كان تفكيرها مشوشاً فلم تلحظ النظرة التي رماها بها وتفاجأت عندما استوقفها قائلاً:
- لوريل ؟
والتقت عيناهما بنظرة طويلة, احست لوريل بنفسها على وشك السقوط بهاوية لا قرار لها , ولكن لدى اوليفر القدارة ان يدعها تسقط او يدعها بسلام , لكنه تقدم منها قائلاً بهدوء:
- يعجبني ما ارتديته .
ولدهشتها احست لوريل بالامتعاض عندما أدار ظهره وابتعد بدلاً من ان تشعر براحة .
كانت الشمس حارقة في الخارج كما اخبرها اوليفر , وهشت عندما اكتشفت فناءً رائعاً مرصوفاً
في مؤخرة البيت , كان مزيناً بإطارات حجرية , لكن يبدو انه أُهمل وبدأت الأعشاب الضارة تنمو بين الأحجار , تبعت لوريل الدرب أمامها فقادها إلى أيّكة من اشجار الزيتون ووجدت هناك بركة السابحة ممتلئة لنصفها . وكما توقعت كانت بركة السباحة كبيرة ومزخرفة , مسيجة بأشجار السرو التي لا تسمح بمرور ولو نسمة هواء من خلالها . وعند احد أطراف البركة , كان هناك غرفة صغيرة لتبديل الثياب , وفي زاوية اخرى يوجد مكان مخصص للشواء واكتفت لوريل بما رأت وعادت الى البيت . استوقفها منظر الأعشاب الضارة الكثيفة بفعل الزمن , فالمكان مهمل بشكل كبير.
انحنت على الاعشاب واخذت تقتلعها بانهماك , ووجدت ان هناك عدداً هائلاً من هذه الاعشاب. اخذت تتخيل الساحة المرصوفة لو اقتلعت هذه الأعشاب.
كانت لوريل وحدها وهي تعمل بجد واخذت الشمس تلفحها من خلفها . وسمعت صوتاً ضعيفاً لعصفور يغرد ويسلي وحدتها , ساعدها الجو الهادئ المحيط بها على بلورة افكارها .منتديات ليلاس
لقد طلبت بنفسها ان تعمل لدى اوليفر لتنتقم منه , لكنه الآن يحاول استغلالها حتى النهاية .
قال لها إنه يريد تحويلها الى امرأة اخرى , تساءلت بريب ماذا يقصد بهذا ؟ اثبتت اليوم ان لا قدرة لها على مجاراته فمقدرته تفوق مقدرتها . عبست لوريل عندما تذكرت كيف اجبرها على اطاعة أوامره بإرتداء الملابس التي جلبها , لم تستطع الاعتراض . وهذا شيء جائر, لم يستطع احد خلال الست السنوات ان يغير رأيها بطريقة انتقائها لملابسها او تسريحة شعرها . إنها دائماً تفضل شعرها مشدوداً ومرفوعاً , واليوم ارتدت بشكل طارئ ملابس لا تفضلها أبداً , وأجبرت على ترك شعرها مسدلاً لأول مرة , والآن تعمل هنا في هذا الفناء ونسيت كل شيء عما حدث لها , وأتى عملها هذا كردة فعل ليرجعها إلى الواقع وترى ان الفتاة المرتدية التنورة القصيرة وتسدل شعرها هي نفسها لوريل الفتاة المتحفظة .
|