كاتب الموضوع :
عيون الود
المنتدى :
المنتدى العام للقصص والروايات
رد: رواية (بين الماضي والحاظر ) للكاتبة(شغف)
مساءالخير للجميع.. يسعدني كلامكم الحلو يسعدني دعمكم تسعدوني في كل الاحوال..وشكر لكل من يدعي لوالدي..
للكاتبة (شغف)
-/البارت الحادي و العشرون/-
(ادعو لوالدي برحمه والمغفره )
في ظلام الليل والصمت المهيب…
ذكريات تزورنا ونشغل بالنا ..
تجعل الماضي من الحاظر قريب…
وتستعيد قلوبنا قصة لنا…
قصة عشناها نظن فيها نصيب…
والحقيقة مات فيها حلمنا…
بثينه بالاخير قررت تتصل عليه قبل فوات الوقت لعل وعسى الله يهديه ويرضى بان يعتمرون…
فتحت هاتفها وضغطت على رقمه رنتين ورد بصوته الخشن / هلا بثينه ؟؟..
صمتت لتشعر بسعير نار محرقه من نبرة صوته مع سماعة الهاتف لتجعل الماضي يعود بذاكرتها…
فهي متعبه من الكبت و مستنزفة من الشوق له
تريد زمان يعود بها على ورا تسع سنين…
وتقضي سكون اليل تهاتفه ليغرقها بنبرته الدافئه الرجوليه وتغرقه بنبرتها الشفافه الانوثيه..
اخر مكالمه كانت بينهما من ثمان سنين وانتهت بتهديد وصراخ من كايد وعناد و اصرار من بثينه…
قطع سرحانها نداه الحاد / بثينه بنت اكلمك فيكم شي؟؟…
بثينه ردت بحه موجعه/ كايد ممكن تجي بتكلم معك شوي؟..
كانهما تبادلو الادوار و كايد الان من اغلق عينيه ليشعر بان قلبه انتزع من مكانه …
ليتها لم تتصل كي لا تنزف جروحه الذي لن يضمدها شيء و روحه العصية مازالت مدمرة ممزقه تماماً…
تنهد كايد بتسال حذر / الكلام اللي بتقولينه ماينفع بالجوال؟؟…
بثينه بتوجس غريب/ لا ماينفع الا وجه لوجه وبعدين ليش ماتبي تجي انت وينك؟؟…
كايد رد بحزم بالغ / بثينه لا عاد اسمع ذا السوال مره ثانيه والموضوع اللي تبيني فيه اجليه لين ارجع…
بثينه زفرت بنفاذ صبر / ليش وانا ماعندي شغل عشان اسهر للفجر انتظر حظرت جنابك لين ترجع؟…
كايد كان على وشك الرد لولا بانها اغلقت الخط بوجهه لتثير غضبه وهو يشد على الهاتف بكفه كاد يحطمه…
استدار لمصدر صوت محسن المتسال/ علامك واقف بالحوش ماتحس بالبرد انت ؟؟…
كيد رد بغموضه المعتاد /كنت اكلم بالجوال وهذا انا بدخل …
محسن اتجه للمطبخ / بشوف العامل وش سوى لنا عشا موصيه على كبيسه مادري هو سمع الكلام ولالا..
كايد مازال واقف وهو يفكر ماذا تريد بثينه منه لو كان شيء مهم لاصرت عليه بان يعود فوراً…
هو عنده علم برحلة والدته وحامد لمكه لاكن لم يتوقع بانها اليوم على باله بعد يومين….
لذالك مافكر يعود الا البيت الا متاخر و لايدري ان بثينه تريده ياتي لجل تطلبه عمره …؟
عاد كايد بداخل الى الشباب وكمل سهرته معهما بلعب البلوت ليحاول ينفضها من عقله..
——————————————————-
الساعه الثانيه عشر ليلاً…
عساف متمدد نصف تمدد وظهره مريحه لظهر السرير و بحجره كتابا ثقافياً كان مفكر ان يقرا به…
لاكنه لم يركز بالقراءه وهو يبتسم من غير لا يشعر لذكرى اقتحام الطفله المثيرة عليه بالمجلس…
سحرته بما فيها حركاتها البريئه ونبرتها الطفوليه فيس ملامحها و توريده خديها …
دعكها لعينيها وبوز شفتيها وانفها الصغير الذي يتحرك مع دعكها لذيذه بمعنى الكلمه…
يشعر ببركان يتفجر بين ضلوعه ليرفع حرارته ودقات قلبه تزايد على وشك التوقف …
فهو لن ينظر لرشا كزوج لزوجته يهئ له بانها طفله يتيمه وهو من تبناها وصار لها الاب والامان…
رمى الكتاب بجواره من السرير وحمل هاتفه بين يديه
ليطبع لها رساله ويطمئن عليها ويهدي قليلاً من لهفته..
ارسل: مساءالخير ؟…
انتضر دقيقه دقيقتان نصف ساعه ساعه كاملا ولن ترد عاد ورسله لها مره اخرى كاد تنتبه لهاتفها؟؟…
الرسالة: اخبارك رشا اذا انتي فاضيه بتصل عليك؟..
انتصف اليل وطال الانتظار بالاخير عساف رمى هاتفه على الكتاب بتافف وضيق..
(معقوله انها نايمه بس هي ماصحت الا الظهر وش ذا النوم ولا تكون حاقرتني بس لالا مستحيل رشا ما تسويها بنتظر شويات يمكن ترد؟)…
الذي لا يعلمه عساف بان رشا ماكانت نايمه وهي ترا رسايله لاكنها لا تريد ان ترد عليه لسببين..؟؟
الاول محرجه منه من بعد الموقف السخيف الذي صار ظهر هذا اليوم ليراها بشكل غير مرتب..
السبب الثاني بانه علمت بانسحابه المحترم وقررت تعمل معه كما عمل معها بضبط…
رشا اغلقت هاتفها وهي تضعه على الطاولة المجاورة لسرير اطفئت الانوار و تغطت بفراشها مستعده لنوم..
لولا بانه جلست مفجوعه وهي ترا مسكة الباب تحرك ومن ثم طرق هادي عليه عدت مرات…
لياتيها صوت عمها عبيد خافت لها / رشا افتحي الباب بتكلم معك شوي يا قلبي انتي لا تسمعني امك وتجي تنهق على راسي رشا افتحي …
عاد يطرق الباب وينادي لها بذات الخفوت ليجعل رشا
تنكمش على نفسها برعب وبدات دموعها تنزل…
اندست تحت الفراش كامله كاد تطمن قلبها الصغير بانها مازالت بامان وهي تان باكيه بخفوت..
( ياربي اكفني شر عمي وشر نيته وبعده عني مابي اذل نفسي لعساف اكثر من كذا مابيه يشهد على ضعفي كفايه اللي شافه من قبل كفايه )..
استمر عبيد يطرق ويطرق بالاخير فقد الامل وابتعد عن الباب بخطوات غير ثابته من اثر الشراب…
اتجه للمجلس الخارجي يقضي ليلته خوف بان انتصار تراه بهذا المنظر راح ترميه بشارع…
—————————————————————-
جمانه لن ياتيها النوم وهي تفكر باقتراح بثينه لها
لم تتخيل انها قد تساوم نفسها بمجرد فلوس…
لاكنه عزام اخذ منها اغلا من الفلوس وانتهى الامر
الذي فقدته لن يعود حتى ولو دفعت الرخيص والغالي..
فلازم ترد شيء من كرامتها وتسترجع قوتها مهمها كان جرحها يعجز الطب عن طبه فهي لن يعجزها شيء…
اول خطوه تطلب منه الورقة الرسميه الذي بصم عليها والدها لتحميه من السجن…
ثاني خطوه تبدا تنتقم منه بطريقة مثل طريقته تماما
تهديد واستفزاز و حقاره وخباثه…
لتجعله يعرف بنت رواف الذي يستحقره ويشمت به ماذا ياتي منها؟؟…
نهضت جمانه وهي توقف امام المراءه لمت شعرها الحريري الاسود كسواد اليل بكفيها…
نظرت بملامحها وهي تبتسم رغماً عنها فهذا الجمال الذي يكسيها قادرً على مساعدتها بالانتقام…
لاكن ماسرع ما اختفت الابتسامه وهي تقطب جبينها الصغير الشفاف لتفكر لماذا هاجد عزام؟؟..
لن يرسل ولن يتصل بها من بعد عودتهما من المزرعه يوم الامس…
معقولة يكون مركز على شيء معين حتى وصل مبتغاه وانتهت القصه هكذا؟؟..
لاتعلم جمانه بان عزام حتى بوقت عمله وهو بدوله اوربيه لن تغيب عن باله يفكر بها بكل ثانيه …
هذا هو الان بالفندق الخاص به جالس في البلكونه
تحت نسمات الهوا وينظر بشوارع الهاديه..
ليتذكر ليلته معها في المزرعه لما كان يشدد احتضانها كأنه يريد ان يطبع تفاصيل جسدها على جسده…
يستنشق رائحة انفاسها وهي تترجاه بان يعفيها بهمس
مذيب و ارتعاش انوثي بين يديه الجبرتين..
كاد يحلف عزام بانه حاول يستجيب لها ويبعد لاكنه
ما استطاع ما استطاع هي فتنه صعبة المقاومه…
لو انها لمحت له من قبل بسر الذي تخفيه ولا حتى لو بذاك الوقت لكان خيرً لها لانه يستحيل ان يجبرها على شيء لا تريده؟…
زفر بينه وبين نفسه( اللي صار صار والندم ما يغير شي المهم الحين هي مزنه لازم ارجع بسرع وقت وفهمها قبل لا تهور وتكلم عاد من يفكها من يدي والله لا خنقها لين تموت)…
هو متاكد بان مزنه لن تحكي لعساف و تجرح مشاعره ومنصور لتشعل اعصابه و مليحه لتفجر بهما..
لاكن خوفه من فهد الفاهد بكبره فهو اقرب واحد لمزنه ولو علم لن يسكت ولن يتقاضى عن فعلة عزام برواف و ابنته..
———————————————————
الساعه الثانية في منتصف اليل…
دخل كايد جناحه اغلق الباب وقف بوسط الصاله محتار هل يروح يسال بثينه ماذا كانت تريد لتتصل به؟..
لاكن فكر ان تكون نايمه بهذا الوقت فهي وراها دوام لذالك قرر ينتظرها لصباح ويفهم منها…؟
استدار كايد لياخذ نظره على غرفتها عقد حاجبيه بشده مستغربه الباب مردودا و الانوار شغاله؟..
ليشعر بسكينه مسنونه تغرز بوسط صدره لتمزقه تمزيقاً من مجرد خطر في باله ان تكون مريضه؟؟..
ولن تبلغه بالهاتف اتجه غرفتها من دون تردد ليطرق الباب بهدو من باب الاحترام لخصوصياتها…
بثينه كانت جالسه امام التواليت لتضع كريماً على ساقيها بعد مارفعت طرف من بنطلون البجامه..
كانت ترتدي فوق بجامتها روب دافىء ومن سمعت طرق على الباب وهي متاكده بانه كايد…
انزلت الروب ورمته بعيد عنها بخبث لتبين عضديها من تحت التيشيرت الذي بعلاقتين فقط على كتفيها..
هتفت بهدو / ادخل …
كايد فتح الباب كاملا و دخل بهيبه واثقه وعينيه عليها وهي مازالت جالسه على الكرسي امام التواليت …
منحنيه و تدعك سيقانها من غير لا تنظر به ومع انحنائها جزء كثير من صدرها كانا مكشوفاً…
توتر كايد فعلاً منظرها هكذا غير مريح لنظر الرجل لاكنه ادعا الثبات و عدم الانتباه وهو يهتف بسلام…
من ثم ردف بتحكم / ممكن اعرف وش هو الموضوع اللي كنتي تبيني اجي عشانه؟؟…
بثينه رفعت عينيها له وهي مازالت منحنيه / بدري كان اجلت سوالك بكرا ولا بعده ماله داعي تمرني بذا اليل ومسوي مهتم؟..
كايد رد بحزم هادي/ اتركي عنك الكلام الي مايودي ولا يجيب وقولي للي وش تبين؟؟…
بثينه هزت كتفيها العاريه بدلع / ابد يا زوجي العزيز كنت بطلب منك نروح مع خالتي وحامد لمكه بس عاد انت ما عطيتني فرصه لطلب وهم راحو الله يستر عليهم…
كايد رفع حاجبيه بتعجب / راحو متى وليش ماحد قال للي؟؟..
بثينه نهضت واقفه من بعد ما اضفت بنطلون البجامة على سيقانها وهي تتجه لسريرها…
خفتت بنبرة مقصوده/ ليش وحنا نشوفك اصلاً عشان نقول لك؟؟..
تمددت وهي تغطي جزها السفلي حتى الخصر بالفراش وتردف بذات النبرة/ طول وقتك برا البيت لايكون بس متزوج بسر وحاط لك شقه خاصه؟؟..
كايد لم يرد عليها وعينيه مرتكزه بعينيها لثواني ثم سال بهدو / بكرا عندك دوام؟؟..
بثينه هزت راسها بيه وهي صامته ليسال كايد للمره الثانيه / وليش باقي مانمتي؟؟…
بثينه مغطت يديها بدلع / هذا انا بنام تعال نام عندي..
كايد طارت عينيه وهو يراها تبتسم بخبث ولا حتى خجلت منه…
استدار ليخرج فهذي الصبيه بنسبه له وضعها خطير لياتيه صوتها الناعم الجرئ/ اقل شي نومني بعده روح…
كايد سفها وخرج من الغرفه لترتسم على شفتيه هو بعد ابتسامه لذيذة عميقة الذة…
—————————————————————
يوم جديد…
قبل صلاة الظهر…
مزنه تدخل البيت تتبعها وحده من الخادمات لتحمل عنها عدد من الاكياس…
هتفت بتافف متعب/ ياربي رباه يا رجولي احس ورمة من كثر الوطي عليها…
ابتسمت مليحه وهي تنزل عباتها/ هذا وانتي بعز شبابك اجل وش خليتي لنا يا العجز؟؟..
مزنه رمت نفسها على الاريكه / مانتي عجوز لايسمعك فهد بس..
مليحه تجلس بهدو من بعد ما وضعت عباتها
بجوارها/ سمع ولا ماسمع ذا الصدق يامك ماهو بكيفنا ناخذ زمنا وزمن غيرنا…
مزنه تنهدت بعمق/ اه يا راسي مابقى عن العرس الا ثلاث ايام وباقي ما خلصنا…
ثم لفت لوالدتها وكنها تذكرت شيء/ الا بطاقات الدعوة لاتكون باقي ما جهزت بعد؟؟…
مليحه ردت بود / الا يامك وزعنا من يومين لجل الناس يمديها تجهز لاكن نسيت لا عطيك بطاقاتك فوق بغرفتي مري و خذيهم معك قبل تروحين بيتك…
مزنه قطبت بضيق/ هذا وعساف اجل الموعد بعد لو ماجل وش نسوي تنبت لنا جناحان ونطير.؟..
انفتح الباب الخارجي على وسعه ودخل عزام مرتدي لبس الكابتن ويحمل بيده الكاب…
اتجه لهما وملامحه توضح عليه الارهاق الشديد وهو يقترب عينيه كانت تخطف تفاصيلا من ملامح مزنه؟..
مليحه ابتسمت بحب / نورت بقدومك الدار يا غالي واسفرت من عقب ما غاب راعيها..
ابتسم عزام وهو ينحني ويقبل راسها/ منوره فيك يا بعد راسي شلونك عساك طيبه؟؟…
مليحه بذات الابتسامه / طيبه طاب حالك سلامة الاسفار ..
عزام استدار لمزنه كي يسلم عليها وهو يرد على والدته /الله يسلمك..
مزنه عطته نظره قارصه وهي مازالت جالسه ولا حتى فكرت ان تقوم لتسلم عليه…
مليحه قطب بغرابة / ورا ماتقومين تسلمين على اخوك وهو جاي من سفر ؟؟…
مزنه هزت كتفيها وهي تبادل عزام الانظار /مابيني وبينه سلام …
مليحه انتفضت وهي تسال عزام الذي جلس امامهما
برود متصنع / بينكم شي وانا مادري عنه؟؟..
عزام رد بذات البرود / زعلانه عشاني قطيت كم كلمه على منصور عاد هو عندها اغلا حتى من اخوانها..
مزنه رفعت حاجبها واحد / على الاقل منصور رجل ماشي سيده ماخان ولا بار مثل غيرة…
عزام طارت عينيه بتوعد غاضب بان تسكت افضل لها لانه يعلم بذكاء والدته تفهما وهي طايرة…
مليحه زفرت عليهم بشدة/ بتقولون شفيكم ولا طلعت الكلام من افواهكم بالغصب؟..
ثم ناظرت في مزنه وهي تردف بذات الزفرة/ وانتي وش الكلام اللي هو قاطه على منصور مخليك تقطين كلام كبير مثل هذا؟؟…
مزنه تنهدت بضيق/اساليه لا تساليني …
عزام رد بنبرة غاضبه/ يومه السالفه ماتسوى بس بنتك ما ترتاح لين تكبرها كبر راسها…
مليحه تنحره بغضب اعمق / وانت ماتعرف تحشم احد يبي لك كويه على السان عشان تثمن كلمتك قبل تنطقها؟..
عزام نهض واقف ببتسامه / لو تقصين لساني ماهو بس تكوينه ماراح احبس الكلمه اللي بخاطري بقولها ولا سالت عن ادسم شنب..
مزنه هتفت بتقصد مهدد/ اجل بمشي على شورك وبطلع الكلمه اللي محبوسه بخاطري ولا بسال عن الدسم شنب..
عزام اشر لها تقوم بصرامه غاضبه / الحقيني لغرفتي وعندي هناك طلعي كل اللي محبوس بخاطرك..
مزنه تنظر له وهو يبتعد/ ماني بجايه واللي بالخاطر خله بالخاطر…
عزام يرقى الدرج وهو ينفخ بشدة / تجين غصبن عليك تعالي…
مزنه انتفضت من صرخته وهي تخفت من غير
شعور/هيب يا وجهه …
مليحه سالت بحزم / وش هو قايل لمنصور مزعلك منك كذا ؟…
مزنه تنهض واقفه / يومه انتي خابرة طبوع ولدك مايقدر احد لا بالكلام ولا بالفعل وانا ابي اسوي اني زعلانه عشان يتادب ..
مليحه تنهدت بعدم اقتناع / مادري ليش حاسه انكم كذوبين انتي وخوك..
مزنه اتجهت لدرج / الله يهداك يومه وش كبرنا ونكذب؟…
عزام من دخل غرفته رمى الكاب بالارض بقوه غاضبه
خلخل اصابعه بشعره وشده بذات القوه..
زفر بقهر / هين يا مزنه انا تستفزيني قدام امي اذا ما وطيت على خشمك و صكيت فمك ماني برجال..
دخلت مزنه وهي تزفر / نعم وش تبي؟؟..
استدار عزام لها وعينيه تقدح شراراً /ادخلي وسكري الباب وراك ..
مزنه لا تنكر بانه اخافها وهي تسكر الباب وتقدم له بنظرات عاتبه قاتله..؟
عزام اشر على الاريكه / اجلسي يا مزنه بجيب لك شي ورجع ..
مزنه جلست وهي عاقده حاجبيها باستغراب وعينيها تتبعه وهو يفتح الخزنه برقم السري الخاص به..؟
خذا منها ورقه وعاد وهو يمدها لها بحزم / قبل لاتكلم وقبل كل شي اقري اللي بالورقه عدل…
مزنه مدت يدها وخذتها وهي تفتحها وتقرا قفزت واقفه من غير لا تشعر وعينيها مازالت على الورقه..
..عقد نكاح باسم عزام و جمانه وبشرط منه يكون زواج سري وبشرط منها لن يمنعها عن وضيفتها؟؟…
مزنه رفعت عينيها الذي بدات تذرف الدمع هتفت بعدم تصديق / وش هذا؟؟..
عزام هز كتفيه بتبلد / مثل ما تشوفين عقد زواج ..
مزنه نفضت الورقه وهي تنفجر باكيه / ليش تسوي كذا ليش مالقيت الا جمانه يا عزام جمانه تبيع اخوك عضيدك عشان وحده خاينه ؟؟..
عزام زفر عليها بحده / بنت امسكي لسانك وافهمي السالفه قبل لا تحكمين عليها جمانه مالها دخل انا وابوها جبرنها على هذ الزواج..
مزنه وضعت اصبعها على انفها بقهر / اص ولا كلمه مافي بنت تجبر على الزواج تفهم..
عزام كاتم غضبه قدر المستطاع / ليش نسيتي انه جبرها على ولد عمها من قبل ولا هو عاجزه يجبرها علي افهمي يا مزنه جمانه والله انها ضحيه..
سحب له نفس ثم ردف بذات الكتمان / بيني وبين رواف دين قديم وهددته بالسجن ولا يزوجني بنته بس عشان اكسر خشمه ماكنت ادري انها مزيونه كذا وتعلق الواحد فيها غصب..
مزنه عادت جالسه بانهيار جسدي/ في الف حل وحل تقدر تقول زوجها اخوي عساف اللي اقضى نص عمره ماتزوج ينتظرها تصير من نصيبه ليش تغدر فيه يا عزام ليش؟…
عزام جلس بجوارها وهو يشعر بالقهر الفعلي / البنت صارت بذمتي والكلام اللي تقولينه عيب عليك عساف الله عوضه باحسن منها…
مزنه رقمته بنظره/ يعني عادي عندك عساف يدري؟؟..
عزام انتفض بشده مهدده / لا طبعاً لو نطقتي له بكلمه حتى ولو بالغلط شقيت لك حلقك تفهمين؟؟..
مزنه وقفت ورمت عليه الورقه / ماتوقعتك كذا خسيس تستغل بنات الناس عشان فلوس وفوق هذا تبيع عشرت اخوك الوحيد؟…
عزام وقف بنفاذ صبر / مزنه لا تحديني على شي ماطيقه وبعدين من قال بعت عشرة اخوي هاه؟؟..
مزنه تناظر به بوجع / وش اللي ماتطيقه تمد يدك علي مثلاً والعشرة انا اللي اقول لاني اعرف عساف زين لو عرف مارح يمشيها لك والله ليهدم الاخوه اللي بينكم..
صمت عزام و انفاسه تضيق ونضيق وتضيق وهو يرا مزنه خرجت من الغرفه بجرح عميق واضح…
———————————————————-
مكتب المحامي عساف الفاهد…
من الصباح وهو مشغولا بعدد من الاستشارات القديمه قبل ان يغلق مكتبه نهائية هذا الاسبوع…
ليفضي نفسه لزواج والضيوف ومن ثم السفر ورحلة العلاج الذي لا يعلم كم شهر سا تستغرق؟؟…
عساف رفع راسه من الملف الذي امامه على الطاوله وهو يمسد رقبته بكفه بخفه …
استدار بالكرسي الا التليفون رفعه وهتف بحزم/ جيب للي فنجال قهوه وخل الموكل ينتضر شوي لين اخلص كم شغله …
من اغلق التليفون عاد وحمل هاتفه ليتاكد من رشا هل مازالت لن ترد على رسالة ليلة البارح؟؟..
لو كانت نايمه يمدي انها قد فاقت لدخول وقت صلاة العصر عاد الاتصال بها مغلق..؟؟..
زفر بغبنه (حتى انتي يا رشا تعرفين تطنشين وش ذي قلة الادب اللي عندها ؟؟)..
احتار ماذا يعمل وكيف ان يتصرف فهي ماترد وانتصار نسى ان ياخذ رقمها من قبل…
لايوجد حل الا ان يتصل بعمها عبيد ليطلب منه ان يكلم انتصار ويطمن عليهما ليرتاح قلبه قليلاً…
اتصل عدت مرات في عبيد ولم يرد عليه ليضيق عساف اكثر و اكثر من هولا الاوادم…
لا يريد يروح لهما بالبيت لعدم ردها مثل المره الاولى
وتكون نايمه ومريحه راسها وهو مشغول البال عليها..
وصلاً لم يكن عنده وقت كافيً ليترك عمله لجلها كفايه عليه ضغوطاته الاستشاريه…
————————————————-
الساعه الثامنه مساً..
جمانه كانت جالسه مع والدتها على مائدة العشاء وتاكل بصمت هادي…
العنود هتفت باهتمام/ شلون الدوام معك اليوم؟..
جمانه رفعت عينيها الناعسه لتنظر بها/ والله صاير متعب ياربي المستشفى ما يفضى من المراجعين الله يشفي لهم الحمدلله اني دكتورة اسنان فقط..
العنود بحنو / الله يشفي مرضنا ومرضا المسلمين لكم الاجر يامك تخدمون دينكم و وطنكم …
جمانه هزت راسها وهي تعود تاكل بذات الهدو/ايه الحمدلله اللي يشتغل بامانه ياخذ على قد شغله بدنيا والاخره..
العنود هتفت بحزم ودي/ جمانه يامك ترا ام غدير احرجتني بتصالاتها اخرتها قبل شوي العصر يبون ردك وانا خفت اقول تعالو وابلش فيك ..
جمانه انتفضت بعصبيه / يومه انتبهي تغلطين غلطتنا مع اهل عساف قلنا موافقين بعدين رفض ابوي وفشلنا عند الناس..
العنود تنهدت بضيق / اي والله لو ما مليحه معاشرتنا و عارفه طبع رواف زين كان زعلت علينا العمر كله …
جمانه ردت بحزم / وانتي لا تكررين الغلط وبعدين انا قايله لكم الف مره ماني موافقه لا عليه ولا على غيره فكوني من ذا الموضوع خلاص..
العنود زفرت بنفاذ صبر / عطيني سبب مقنع ليش ماتبين الزواج جمانه انا و ابوك ماحنا دايمين لك وخوك الداشر هذا ما سنع نفسه تبين يسنعك؟…
جمانه ردت بثقه / الله يطول بعمركم هذا اولاً ثانياً انا ماني بحاجة احد اصلاً لا اخو ولا زوج ولا غيره…
العنود زفرت بضيق / طيب ليش ماتبين العرس زينك من بالعيار الثقيل وعقل وثقل غير وش يمنعك؟؟…
جمانه نهضت واقفه بضيق اعمق / تكفين يامي اذا تبين راحة بنتك صدق اقطعي ذي السيره وفكيني منها جابت للي الحموضه بالمعده…
العنود تنظر بها وهي تبتعد هزت راسها بياس/ الله المستعان وكاد فيها حسد ماهي طبيعيه يبي لها شيخ يقرا عليها…
رن الجرس وسوسن اتجهت الى الباب لتفتحه ثواني ولفت العنود لمصدر الصوت وهي تبتسم..
مزنه تقترب وبيدها تحمل حافظة طعام / مساءالخير..
العنود وقفت بتقدير / يا مساء النور حي الله ام جميله..
سلمت مزنه عليها /الله يبقيك شلونك وشلون العيال الا وينهم اشوفك لحالك؟..
العنود بموده / لا والله ماني لحالي جمانه تو طلعت غرفتها وانتي الله جابك تشاركيني بعشاي..
مزنه تمد لها الحافظة / والله اني متعشيه عند اهلي وهاذي نقصه جبتها لك ..
العنود اخذتها بامتنان / يمال العافيه ليش تكلفين على نفسك يامك ما بالبيت الا انا وجمانه ان تغدينا ماتعشينا..
ابتسمت مزنه / لا كلافه ولا شي المهم بطلع لجمانة اسلم عليها قبل يجي منصور..
العنود بحب / ابد خذي راحتك البيت بيتك…
مزنه رقت الدرج ومع كل خطوه تخطيها تزيد دقات قلبها ماذا ان تقول وكيف تبرر عن ضنها بها ؟…
وقفت عند باب غرفة جمانه الذي تعرفها عدلا وهي تطرق الباب بخفه عدت مرات..
جمانه فتحت الباب وكل توقعها بان تكون سوسن لاكنها من رات مزنه رجعت خطوه على ورا بصدمه!!..
مزنه هتفت بثبات/ ممكن ادخل ؟؟…
جمانه وسعت لها طريق بصمت من بعد مادخلت مزنه اقفلت الباب خلفها…
جلست جمانه على طرف السرير بذات الصمت وهي صاده النظر عن مزنه الذي سحبت كرسي التواليت وجلست امامها…
عم الصمت بينهما لعدة دقايق قبل ان تهتف مزنه بحزم هادي/ جمانه انا مابي ابرر عن سو ضني فيك ذاك اليوم ولا تقدرين تلوميني المنظر اللي انا شفت والله انه ذبحني وانا حيه لاكن الان ابي منك الصدق وش اللي حدك تزوجين عزام من بين الرجال اللي يطلبونك؟..
جمانه رفعت عينيها باستماع ومزنه تردف بذات الحزم / اذا ظلم لك ابشري باللي توقف معك وتنصفك واذا غدر منك ماقول الا حسبي الله ونعم الوكيل؟؟…
جمانه ردت بنبرة جارحه مميته وعينيها تلمع بالانكسار / تاخرتي يا مزنه كثير تاخرتي ليتك طحتي علينا قبله بليله و تنصفيني من وحشية عزام وقسوته..
مزنه انتفضت وهي ترا جمانه تحضن وجها بين كفيها و تنفجر بالبكا الموجع الخائف المرتجف…
مزنه شدت يديها بنفاذ صبر / جمانه قولي للي وش صاير حلفتك بالله لا تسكتين كذا؟؟…
جمانه ترد من بين شهقاتها وبكاها المرير/ ليلة المزرعه عزام سحبني لغرفته و خذا مني اغلا شي تملكه كل بنت يا مزنه فقدني قيمتي بالحياة اخوك ظالم ظالم ولا يخاف ربه..
مزنه تصلبت بصدمه غير قادره تركز على شيا وهي تسال بتشتت/ كيف اغلا شي تملكه كل بنت وانتي اصلاً مطلقه وقد سبق لك الزواج ؟؟…
جمانه ردت بالم عميق من اعماق قلبها / زواجي من فارس كان قدام الناس فقط والله اني معه ست شهور مثل الاخت مع اخوها كان يقدرني يحترمني فوق ما انا عوبا ولساني طويل عكس عزام الله لا يبيحه…
مزنه نزلت دموعها بتدافع وهي لتو تستوعب الموضوع هتفت من غير شعور/معقولة عزام يسوي كذا؟؟…
جمانه زفرت بقهر حقيقي/ و اكثر من كذا هذا متبري من انسانيته مجرم درجة اولى …
جمانه انفجرت بالكلام لتبوح لمزنه بكل شيا صار
من بداية انقذ عزام لها في الحمام حتى اخر يوم بينهما…
مزنه زادت بكاها وهي تضم راسها بين كفيها/ ماصدق ماصدق عزام الصايم المصلي يسوي كل هذا يبيلكم بدين ويهدد بالسجن عشان بس شافك معقوله!!…
جمانه من بعد عاصفه من البكا و الانفجار بالحديث
جففت دموعها بالمنديل..
تنهدت وهي ترد بصوت مبحوح/ حتى ابوي هج من اهله وديرته بسبب عزام صار لنا عقوبه بحياتنا كرهني بدوام وبالبيت وبكل مكان…
مزنه مصدومه بشده / لا حركاته ماهي بحركات انسان طبيعي يهجم على بيتكم باخر اليل مافكر لو ابوي ولا عساف لمحه وش راح يصير فيه؟..
جمانه هتفت بياس حقيقي /الواضح انه متبري من نفسه ولا يهمه احد اقولك حتى بالملكه قفل علي بمستودع لولا ستر ربي ولا كان عساف ومنصور طاحو علينا ويمكن ينكر الزواج بعد..
مزنه مازالت تحت تاثير الصدمه/ بسراحه من بعد اللي سمعته منك صرت اتوقع منه كل شي الله يكفيه شر نفسه ويكفينا شره بس..
جمانه هتفت بحرج عميق وخديها تحمران / مزنه بسال عن شي بس خجلانه منك؟…
مزنه بود /اسالي لا تستحين ؟..
جمانه اشد احمرار خديها/ليله وحده بيني وبينه يصير بعدها حمل؟؟..
مزنه صمت ثواني وهي تنظر بها ثم هتفت/ايه جمانه يصير بس الحقي نفسك وخذي موانع..
جمانه تنهدت بوجع عميق/ ابي الموانع اللي تاخذين وش اسمها بستخدمها الشهر ذا لين تنزل الدوره..
مزنه فتحت شنطتها وهي تخرج كرتون صغير /هذ هي اخف نوع خذيها انا عندي بالبيت كرتون ثاني..
من انهت جملتها الا الباب يطرق وياتيهم صوت منصور الخشن / يا بنات وينكم للي ساعه تحت احتريكم؟…
انتفضت مزنه واقفه بتوتر وهي تهمس/ هذا منصور عطيني منديل امسح عيوني وجهي…
جمانه وقفت معها ولا هي اقل منها توتر/ وجهي واضح اني باكيه ؟؟…
مزنه قطبت بهم / ايه انتي بشرتك شفافه يوضح عليها الحمار روحي لحمام غسلي وخبي الحبوب وانا بفتح له…
عاد منصور يطرق الباب بغرابه/ هاه شفيكم ماحد يرد علي ماتبون تفتحون …
مزنه فتحت له ببتسامه مغصوبه / هلا منصور جبت جموله معك؟؟..
منصور رفع حاجبه / اي تحت عند العنود شفيكم منقعيني برا وين جمانه؟؟…
مزنه مازالت تبوسم / جمانه بالحمام وانا كنت افتش بغراضها كاد يعجبني شي وسرقه …
منصور مال من طوله لا طولها بهمس / افا تسرقين وابو جميله موجود انتي بس اشري على ماتبين ويجيك لتحت رجولك..
جمانه تقدمت وهي تنحنح ببتسامه / احم حنا هنا ..
منصور اعتدل واقف بذات الابتسامه / زان لنا جو غرفتك تصلح لرومانسيه…
مزنه ضربت بخفه محرجه / يا رجال اثقل عيب..
منصور يضحك وهو يهتف بنبرة مقصوده / خلينا نتغزل بعض كاد الله يهديها وتحن للعرس بدال ماهي مشغله فكر هالضعيفه اللي تحت تقول انها محسوده ويبي لها شيخ يقرا عليها…
توترت مزنه فعلاً / العرس ماهو غصيبه خلوها براحتها..
منصور لف لها بصرامه بالغه/ وشو براحتها بدال ما تشورين عليها كاد تفهم العلم ترا العمر يمشي ماهي واقف لها على سن العشرين…
ثم ناظر بجمانه بذات الصرامه/ تختارين الحين بين سليمان ولا صالح خلصينا ترا الناس ماهو منتظرين ردنا اكثر من كذ؟…
جمانه هتفت بتعب واضح بنبرة صوتها ولمعة عينيها / وغلاة جميله عندك لا تجبرني على شي ماطيقه خلوني اعيش باقي حياتي بختياري لا تسوون سوات رواف فيني من قبل…
منصور انتفض بالحميه وهو يتقدم ويحضن راسها بحنان / افا وانا خالك تضيقين وانا موجود القرار بيدك لاكن انا خوفي تفرطين فيهم وابوك يرجع ويجيب لك واحد ما يستاهلك..…
جمانه رفعت نفسها على طرف اصابع قدمها وهي تقبل راسه بتقدير / الله يخليك للي ذخر طول العمر وابوي لاتشيل همه انا اقنعه..
————————————————————-
ما قبل صلاة الفجر بساعتين..
بثينه تقاوم النوم وهي تنتظر وصول كايد كي تشاكسه بحركاتها المثيرة الذي اصبحت روتين يومي يسعدها..
وبذات انها اشتاقت له بالفعل اليوم كله لم تراه حتى بداوم كان عنده عمليه جراحيه وقضى وقته بها…
طال الوقت وطال الانتظار تاففت بضيق/ انا بعرف وين يروح كل هالوقت ياربي مايجي الا وجه الصبح يغير ملابسه ويكمل لدوام مايعرف النوم ابد؟…
خرجت بثينه لصاله جلست عدت دقايق حتى سمعت منادي لصلاة..
ضاق خلقها بجد ضاع عليها اليل كاملا فهي كيف ان تنام الان و اقترب موعد دوامها؟..
نهضت لتوضي وتصلي ومن ثم تجهزت لدوام ونزلت للمطبخ كي تريق مع شقيقتها وابنها...
جواهر كانت تحمل بيدها بريق الحليب وهي تتجه لزيد الصغير الذي جالس على الطاولة و امامه وجبة الافطار..
هتفت بحنو / ماما كلو صح عشان تركز على الدرس..
زيد هز راسه/حاظر بس ماما ماحب البيض ابي كورن فليكس ..
جلست جواهر على الكرسي مقابله له/ ماما البيض والحليب يخليك قوي ..
هتف زيد بحماس/ تطلع للي عضلات زي سبيدرمان؟..
جواهر تهز راسها له بيه وهي ترحب في بثينه/ هلا وغلا وسلة حلا..
بثينه تقترب و تضع شنطتها وشالها على حدا الكراسي وتجلس بجوار زيد الصغير..
وهي هتفت بخبث/ ترحيبك اليوم يفرق عن كل يوم وكاد ان قرب ابو زيود كان جايب لك الغامت..
جواهر تضحك وهي تسكب حليب في الكاسات/ والله انك خبيثه ما تطوفين شي ياربي والله اني فاقدته عسى ربي يجيبه للي بسلامه …
بثينه ابتسمت وهي تاخذ الكاس الذي كانت مادته
لها/ امين الله يعقله عليك ولا زيود حبيب خالته..
زيد ناظر فيها / بتروحين دوامك ؟؟..
بثينه تجاوب معه / ايه بروح دوامي تروح معي؟..
زيد بحماس / ايه ايه بروح..
جواهر تبتسم / اقول اركد انت وخالتك والروضه وين راحت ؟؟..
بثينه تضحك بدلع وهي تهتف لزيد / قول نسحب عليها ..
زيد ناظر في جواهر / نسحب عليها…
بثينه انفجرت ضاحكه / شفت خبول من قبل بس مثل ولدك ماشفت بحياتي كلها..
جواهر تبتسم / خليك من خبلي الا رجلك وينه بعده نايم ماهو مداوم ؟..
بثينه تغيرت ملامحها الى الضيق/ اصلاً هو رجع عشان ينام مادري وين يقضي ليله مايعرف النوم طول الشهر مواصل؟..
جواهر قطبت بغرابه / لا مستحيل مافي انسان ما ينام بس هو يسهر اليل ونهار ينامه؟..
بثينه تنهض واقفه وهي ترتدي شالها ومن بعده
نقابها/انا ادري عنه كيفه حياته وهو حر فيها …
جواهر اشرت على الافطار/ تريقي؟..
بثينه رفعت نقابها ورشفت من الحليب / مو مشتهيه المهم زيود نحطه على طريقنا ولا يرجع له السواق؟…
جواهر تنظر بساعه / لا بدري حتى انتي توه دوامك انتظري شوي..
بثينه اتجهت لباب / ابصم بدري عشان اقدر اطلع بدري ورجع انام مازلت مواصله …
جواهر تنهدت بضيق على حال شقيقتها العوج الذي لم يعتدل ولا تعلم هل سياتي يوم ويعتدل؟؟…
من بعد خروج بثينه بساعه تقريباً نهضت جواهر وهي تخرج مع زيود بساحة الحوش كي يغادر للمدرسه مع السواق..
لاكنها تفاجئة بوقوف سيارة كايد وهو ينزل منها ويتقرب برزته وطوله الفارع..
زيد الصغير اتجه له راكض وكايد يفتح يديه ويحمله بخفه قبله مع خده بتسال/ بتروح الروضه؟..
زيد هز راسه بطفولة / ايه بيعطوني هديه لاني حليت واجبي صح…
كايد قبله مره اخرى / لانك شطور..
ثم ردف وهو يرفع عينيه لجواهر/صباح الخير ام زيد اخبارك؟…
جواهر ردت بهدو / صباح النور الحمدلله تريقت ولا اجهز لك ريوق؟…
كايد ينزل زيد بالارض / لا متريق ابوي نايم ؟..
جواهر هزت راسها بود/ ايه رجع من الصلاه ونام يصحى الضحى يتريق و يتقهوا..
كايد بهدو عميق/ الله يعطيك العافيه..
زيود اشر لهما بكفه الصغير باي وهو يتجه لسيارة السايق/ باي بروح روضه..
جواهر تبتسم وتاشر له/ بحفظ الله ..
كايد سال بتقطيب/ وين بثينه ماهي مداومة؟..
جواهر ردت بحنو / قد راحت دوامها وصلها السايق ورجع ياخذ زيود..
كايد مازال قاطب وهو يرفع معصمه ويرا الساعه هتف من غير لا يشعر / بدري تو الناس على الدوام؟…
جواه هزت كتفيها وهي ترد بعمد / مادري عنها تقول عشان اطلع بدري و ارجع انا مانمت من البارح…
كايد صمت قليلاً بغموض ثم استاذن منها ودخل لجناحه كي يجهز لدوامه …
جواهر من راته دخل البيت انزلت الشال من وجها وهي تعض شفتيها السفليه بغبنه عميقه…
ثم زفرت بخفوت / واضح من وجهه انه تو صاحي من النوم الحمدلله ان بثينه راحت قبل تشوفه والله تقلب الدنيا على روسنا الا تعرف وين كان نايم حسبي الله عليه جننها..
الذي لم تعلمه جواهر بان بثينه هي السبب بنومة كايد خارج البيت ليهرب منها ومن كيدها..
——————————————————-
دخلت انتصار لغرفة رشاء وكانت تغرق في الضلام والبراد الشديد فالوقت كان بداية العصر..
شعرت بان الجو كئيب وهي تقترب لسرير باحثه عنها
فتحت الفراش لتراها نائمه و وجها محتقن بالحمرار..
انتصار قطبت وهي تهز كتفها مناديه بحنان/ رشرش ماما قومي النوم ماهو بزين هالحجزه..
رشا فتحت عينيها بخدر/ يومه راسي بيتفجر بطني يوجعني مانمت من اليوم استفرغ ..
انتصار انتفضت وهي تحسس جبينها بظاهر كفها كانت بالفعل دافئه ..
زفرت برعب /من متى وانتي تعبانه وليش ماقلتي للي انا احسبك سهرانه قلت اخليك تنامين على راحتك..
رشا تحاول بان تعتدل جالسه وتفشل وتعود لتسطح
وهي ترد بذات الخدر/ مادري مافي حيل اقوم ارجولي تنافض..
انتصار ادخلت ذراعيها تحت كتفيها لتساعدها على الجلوس وهي تزفر بحزم / بجيب عباتك وعباتي واتصل بسواق يجهز السيارة لازمك مستشفى حرارتك مرتفعه..
صمتت رشا وهي تنظر بوالدتها خرجت مع الباب غابت دقايق وعادت وهي ترتدي عباتها…
اقتربت وساعدت رشا على ارتدى العباية وساندتها كي تنهض واقفه…
همست انتصار بامومه / يلا حبيبتي السواق برا ينتظرنا..
بسيارة طول الطريق للمستشفى كانت رشا تحرص والدتها بان لا تبلغ عساف في مرضها..
انتصار سايرتها وهي مستغربه ولا تعلم ماذا بها لاكنها تستحيل بان تفعل وتبلغه و ابنتها لاتريد ذالك؟..
من وصلت المستشفى كانت حرارتها مرتفعه بالفعل اعطوها خافض حراره بسلك المغذي..
وهذا هي تحت غطاء الفراش الابيض مدعسه يديها وترجف من البروده..
انتصار كانت جالسه بجوارها تمسح على شعرها بحنان صافي و تقرا عليها من ايات الله…
من بعد دقايق رشاء شعرت جسدها بدا يدفى دليلاً على انخفاض الحراره..
ابعدت الغطا وهي تهتف بحه / ابي موياء عطشانه..
انتصار وقفت / ابشري يا ماما الحين اجيب لك..
خرجت انتصار وعادت وهي تحمل بكفها علبة مويا
فتحت الغطا ومدتها لها بهدو/ سمي بالله ..
رشا اعتدلت نصف جالسه سمت و رشفت كثير من الما مدته لوالدتها وهي تغلق عينيها بقوه…
انتصار بتسال وخوف / شفيك يوجعك شي ؟؟..
رشا مازالت مغلقه عينيها/ راسي يومه للحين يوجعني..
انتصار انحنت وضمت راس رشا في صدرها الحنون وهي تهمس لها بود/ فيك خشت برد لا رجعنا لبيت اسوي لك حمام بخار يدفيك…
رشا ناظرت بها بضيق/ يلا بنرجع البيت انتي تعبتي يلزمك راحه..
انتصار اصمتتها بحزم / لاطبتي رجعنا وبعدين انا مرتاحه وانتي قدام عيني..
رشا ابتسمت بصعوبه/ يخليك لعيني..
انتصار بتسال جدي/ ليش ماتبيني ابلغ عساف بمرضك قولي للي الصدق؟…
رشا هزت كتفيها بعدم اهتمام / مابيه يفكر اني انمرضت من قرب الزواج اخاف يأجله و يتأجل رحلة علاجك بعد…
انتصار بعد اقتناع / ماهو هذا السبب بس الظاهر انك الفتره الاخيره تعودتي على الف والدوران ..
رشا تنهدت بارهاق ثم زفرت وصمتت لا تريد ان تكثر الحكي و بالفعل ماهذا السبب الذي لا تريد عساف ان يعلم بمرضها…
———————————————————-
عزام من عاد نهار الامس وهو يتصل بجمانه مغلق ارسل لها على الواتس عددت مرات ولن تستلم..
نام بعد صلاة الفجر نبه هاتفه على الساعه ثمان صباحاً كي يتجه لها بدوام ويتفاهم بينهما..
لاكن للاسف لم يشعر بالمنبه من شدت ارهاقه وقلة نومه الفتره الاخيره…
لتو يصى من بعد صلاة العشاء نهض جالساً ليفتح هاتفه طارت عينيها بعدم تصديق بالوقت الحالي..
تافف بضيق عميق ومن ثم زفر بقهر/ يعني مالقيت اسدد نوم الا اليوم وش ظرني لو واصلت لين اشوفها وتكلم معها وبعد ارجع اخمد لين اشبع؟…
اتجه الحمام توضى وصلى ومن ثم لبس له ثوب شتوي بالون الزيتي لف شماغه على راسه بعمه..
نزل تحت ليراء والده جالس بصاله امام شاشة التلفزيون ويشاهد الاخباريه …
اقترب عزام انحنى وقبل راسه/مساك الله بالخير يا وجه الخير..
فهد ابتسم / يمسك بالنور والسرور وش ذا النوم المنقلب وانا ابوك النهار الناس تطرد رزقها وانت نايم واليل الناس تريح روسها وانت هايت؟..
عزام يجلس بجواره ببتسامه / اصحى وش اطرد وانا خابر رزقي بين السما والارض على قولة امي ..
فهد هتف بحزم/ وهي صادقه يومين تقضيه بالارض وباقي الايام بسما طاير عسى الله يحميك هذا اللي انا اقول وانا ابوك…
عزام رد بموده عميقه / هذا اللي انا ابي الدعا بس..
افتح الباب ودخل عساف وهو يقترب لهما بفخامة هادئه /مساكم الله بالخير…
عزام نهض واقف بتقدير كي يسلم عليه فهو لم يراه من بعد رحلة المزرعه..
ابتسم مرحب/ مساك نور حي الله معرسنا..
عساف سلم عليه انف بالانف / الله يبقيك شخبارك سلامة الاسفار؟؟..
عزام جلس / بخير الله يسلمك انت تو ترجع من المكتب؟؟..
عساف من بعد ماقبل راس والده رد على سوال عزام بحزم هادي / ايه احاول اسكر كم قضيه قبل الخميس..
فهد ينظر بعساف الذي جلس قبالهم/ لا تضغط على نفسك اللي ماخلص اجله لابعدين ولا حوله لمحامي ثاني..
عساف بذات الحزم الهادي/ هذا عملي لازم انجزه ويعني الله سبحانه..
عزام هتف باخوه صادقه / ترا ماعندي دوام الا بعد العرس على خير اي شي تبيه انا تحت امرك..
عساف ابتسم / ما يامر عليك عدو اي والله بكلفك بشغال واجد بس استعد…
عزام اشر على انفه / على هالخشم تامر امر اذا ماخدمك بعرسك اخدم من ؟؟…
ابتسم فهد براحه / يجعلكم عون لبعضكم وعقبال مايخدمك هو بعرسك..
عزام شعر بضيق لاكنه لن يوضح وهو يبتسم/ ان شاءالله ماهي بعيد بس الحين خلونا بعساف وملحوق علي..
مليحه تقترب وهي تبتسم برقه/ يالله جمعهم على رضاك وعفوك قومو العشا جاهز…
فهد وقف ببتسامه / يالله يسلم يديك ولا يخلينا منك..
عساف اقترب لوالدته مال وقبل راسها/ مساك الله بالخير..
يتبعه عزام الذي مال بعد وقبل راسها/ شلونك ياحبيبة قلبي؟..
مليحه اتسعت ابتسامتها/ بخير يالله من فضلك تعالو يامي يوم ربي جمعكم مسويه لكم ذاك العشا الزين ..
————————————————————-
كان الجو بارد وفيه نسمة هوا يلفح الشواية الكهربائيه الذي مصفوف في داخلها عديد من الحم والخضار..
جواهر كانت تقلب الاسياخ كي ينضج الحم وبثينه تقص السلطه وزيد الصغير يلعب كوره..
محاولات بتغير الجو من الفضاوه وضيق النفس من بعد غياب خالتهما عن البيت…
جواهر هتفت بهدو وهي تقلب سيخ/ ياربي ياليل الشتاء تحسينه حزين ساكن بزياده..
بثينه تبتسم / عندك انتي الجو حزين عشان حبيب القلب غايب..
جواهر بنبرة حزن حقيقيه/ والله فقدي على خالتي اكثر من فقدي على حامد الام هي ضو البيت ان غابت اضلمت اركانه..
بثينه ناظرت بها بذات الحزن / والله حتى انا فاقدتها بس كنت كاتمه مابي اضايقك..
جواهر حاولت تكافح الدمع / الله يردها لنا بسلامه والله ماذكر بيوم شعرت باليتم وهي كانت موجوده..
بثينه نزلت دمعه حاولت بان تخفيها وهي تستمر بقص السلطه / متى بيرجعون والله مانقدر نتحمل غيابها؟…
جواهر ردت بهدو / الخميس..
بثينه بصدمه /جد عاد ماتوقعت بيتاخرون كذا؟..
جواهر هزت كتفيها /كان بودهم يصلون الجمعه بالحرم بس خالتي بترجع من شان عرس ولد مليحه صديقتها..
بثينه زفرت بغبنه / وحنا بنجلس للخميس كذا بالبيت من غير رجال حتى كايد اللي معتمدين عليه ماندري وين يذلف باليل؟..
جواهر ردت بهدو مدروس/ اول شي البيت فيه عمي موجود وكايد يدري بشيء ذا ولا كان مخلانا..
بثينه شعرت بضيق وهي ترا زيد الكبير يدخل البيت لتو ياتي من مجلس جاره مفلح ..
خفتت بضيق اعمق / هاه الطيب عند ذكره هذا عمك جانا الله يعيني على نغزاته..
جواهر استدارت ونظرت به يخطي لهما بثقل وهي تزفر على بثينه بذات الخفوت/ عمي عمك وبعدين ترا رجل كبير تحملي كلامه و اياك تردين فاهمه؟..
بثينه تاففت / اكيد ماراح ارد تبينه يفضح فيني بعد..
جواهر هتفت ببتسامه مرحبه/ يامرحبا جيتك بوقتها شاويه لك ذاك الحم اللي تحبه نفسك..
زيد ابتسم / حبك ربك يذكر الله وش ذا الجلسه الزينه؟..
جواهر تعدل له كرسي / استريح..
زيد جلس وبثينه تقترب وتقبل راسه/مساك الله بالخير..
زيد نظر بها رد من غير نفس/هلا هلا..
بثينه عادت لمكانها وهي تكمل قص السلطه بصمت..
جواهر تمد لزيد سيخ من الحم / انطح فالك..
زيد مد يده وهو ياخذ قطعه / سلمتي وليدك وينه برد عليه..
جواهر تبتسم / لا ماعليه مدفيتة بالملابس ..
زيد ناظر بثينه وهو يزفر بعمد /وانتي وين رجلك هج من البيت بعد يالله اني اعوذبك من قلة البخت..
بثينه رفعت عينيها وتبادلت الانظار هي و جواهر بصمت..
زيد ياكل من قطعة الحم الذي بيده وهو
يردف/ما شوفه يرجع الا وجه الصبح هو علامه؟..
بثينه ردت بتماسك / والله مادري عنه يا عمي..
زيد عطاها نظره/ اذا هو رجلك وماتدرين عنه اجل وش تدرين عنه هاه الهياته والمستشفيات؟؟..
بثينه تنهدت طولة بال/ اذا رجع انشده وكاد يعلمك علامه..
زيد ينهض واقف يستعد لدخول البيت/ ماقول الله يعوضه بوحده تعرف قدره وتصون بيته..
لف لجواهر ثم ردف/ لا ستوى العشاء خلي الخدامه تجيبه للي داخل هنيه برد..
جواهر ردت باحترام /ابشر …
ابتعد وهو يوصي/ لا تجلسون هنيه كثير برد عليكم ودخلي وليدك لا يخشه البرد…
بثينه زفرت بخفوت غاضب/ ياربي رجل بالدنيا ورجل بالقبر ولا يتوب من سم لسانه ويطلب الله الجنه..؟
جواهر تضحك /قسم بالله ان قلبه انضف من ثوبه بس ترا خلقته كذا يقط الكلام حتى على خالتي..
بثينه تاففت بقهر/ اللهم صبر ايوب ..
——————————————————-
تحياتي (شغف)…
|