بعد عدة لحظات سمعا صوت كعبين عاليين يهبطان الى القاعة ومادلين لافريك دخلت الغرفة . كانت ترتدي ثوباً أصفر قاتماً, الذي عرفته اندريا كموديل لانفان - كاستيللو , مع سلسلة طويلة من خرز الكهرمان تتدلى حول عنقها .منتديات ليلاس
نهض جوستين , وسحب اندريا الى قدميها وظل ممسكاً يدها " يا مادلين , هذه هي اندريا " قال بهدوء.منتديات ليلاس
مهما توقعت اندريا , فإنه لم يكن بالنسبة للسيدة لافريك ان تنزلق الى الامام مع ابتسامة لامعة وتقول بحرارة " أنا سعيدة بقائك اخيراً, يا عزيزتي . أنا لا استطيع ان اتخيل لماذا لم يحضرك جوستين لرؤيتي من قبل, لكن , كما اكتشفت , هو مخلوق لا مركزي . أنت تعلمين انني شاهدت صورك كثيراً لدرجة انني شعرت بأنني اعرفك من قبل. أنا لا استطيع ان أقول كم أنا سعيدة عندما أعلن لي جوستين النبأ. أنا يئست منه تماماً بجعله يتزوج ما لم تكن فتاة جدية بشكل رهيب التي ستعتقدني مشتتة الفكر الى حد الذهول "
قبل ان يكون لدى اندريا الوقت لتستفيق من دهشتها عند هذا الاستقبال المسكوب, هي وجدت نفسها على الصوفا والسيدة لافريك بجانبها .
" اخبريني الآن عن جميع خططك , متى سيكون الزفاف ؟"
" نهاية الشهر القادم " قال جوستين .
" هكذا سريعاً ؟ يا طفلتي العزيزة , ستندفعين بعيداً عن قدميك . لا بأس , لقد اخبرني جوستين ان والديك ميتين , وهكذا فإنها ستكون مهمتي لمساعدتك بكل التحضيرات . سنبدأ على الفور "
" ربما تفضل اندريا زفافاً هادئاً" اقترح جوستين .
كانت على وشك ان تقول انها ستفضل ذلك, لكن شقيقته تدخلت اولاً " أي هراء هذا ! كل فتاة تريد زفافاً لائقاً, واندريا ستكون عروساً جميلة جداً " ابتسامة اخرى لامعة " لدرجة انه سيكون اجرامياً ان يكون لديها احد تلك الاعمال المؤقتة . مع ذلك, الشيء الأول هو حفلة خطوبة . لقد دعوت بقية أفراد العائلة للعشاء يوم الجمعة وبعد ذلك ستكون لدينا حفلة رقص غير رسمية "
وبينما كانوا يتناولون الشاي ومادلين تواصل احتكار الحديث هي كانت واعية ان جوستين كان ثانية يزعم ان يكون ما اصطلحت عليه عقلياً الخطيب المناسب. الطريقة التي ابتسم بها إليها, والطريقة التي اشعل بها سيجارتها , والطريقة التي اشعل بها اسمها - كل هذه كانت محسوبة بإتقان لجعل شقيقته تعتقد انه غارق في حبها .ريحانة

كانت مرتبكة ومشوشة , وقد كانت راحة عندما هو قال بأنهما يجب ان يغادرا . شقيقته رافقتهما الى السيارة , لكنه كان برداً شديداً لها لتبقى تتحدث عبر النافذة لفترة طويلة .
وفي طريق عودتهما الى الشقة , قال جوستين " مادلين لديها نزعة التنظيم , يمكنك ان تتركي معظم التخطيط لها . ارجو ان لا تمانعي في هذه الحفلة التي ستقيمها. ان معظم أقاربي لا يؤذون"
" أرجو ان يوافقوا علي " قالت اندريا بارتياب .
" بالطبع هم سيوافقون " قال بحزم.
كانت حفلة عشاء مادلين امتحاناً أقل مما توقعت اندريا . بالرغم من عادته بالتنحنح كل عدة ثوان, وجدت نفسها معجبة بروبرت لافريك . كان رجلاً هادئاً , محجوباً تماماً بواسطة زوجته المتطايرة .كان على الأقل أكبر من مادلين بعشرين سنة وهما ظهرا زوجاً متناسباً بغرابة .
قدمت الى مختلف ابناء العمومة والعمات والأعمام الذين كانوا مفرحين لها بطريقة بعيدة نوعاً ما , لكن العضوة البارزة للعائلة كانت لورا العمة العظيمة لجوستين , سيدة عجوز في الثمانيات التي تفحصت اندريا عبر منظار وقالت بعبوس " أنت لديك ادراكاً أكثر مما توقعت يا جوستين . هذه الفتاة لديها الكثير من الذكاء في رأسها . هيا ابتعد . أنا أريد التحدث إليها "
لتكدر اندريا , جوستين أطاع أمرها وهي تركت لوحدها مع هذه السيدة العجوز القاهرة , التي بدأت في الحال تنهال عليها بالأسئلة . من الواضح ان اجوبتها كانت مقنعة , لأنه عندما انتهى الوعظ , ربتت العمة لورا على ذراعها بيد رفيعة كالمخلب وقالت " لقد نال الشاب أكثر مما يستحق . فكرت دائماً بأنه يجعل من نفسه مغفلاً, لكن يبدو انني كنت مخطئة . لقد حان الوقت ليكون لديه شخص يبقيه في نظام , كيف تعاملك مادلين ؟"
" هي كانت لطيفة جداً" قالت اندريا , وفكرت انه كان سؤالاً غريباً.
" اوومف , اعتقد انها تريد الحفاظ على الجانب الأيمن لجوستين " قالت العمة لورا بطريقة لاذعة ." لم اعرفها تحب امرأة اخرى بعد, خاصة التي تكون أجمل منها . اخذت هذا عن والدها , الشخص الغبي جداً. لا استطيع ان أفهم لماذا تزوجته لويزا . أنت تعرفين ان والدتهما كانت اسبانية , على ما اعتقد "
أطرقت اندريا برأسها .ريحانة

" فتاة جميلة , لديها روح في اصبعها الصغير أكثر مما كان لدي كلايف في جسمه كله . جوستين يشبهها تماماً . يحتاج الى شخص ما يعرف كيف يديره .جوستين لن يدع زوجته تخبره ماذا يفعل . هو سرعان ما سيظهر من كان السيد , لكن ذلك لا يعني انه لا يمكن التعامل معه . ذلك هو السر الكامل للزواج , يا عزيزتي . دائماً دعي الرجل يعتقد أنك تعتمدين عليه وهو سيأكل من يديك "
كانت قد اعطت هذه النصيحة الغريبة هي استدعت ابنة اخيها الكبيرة , التي كانت واقفة على بعد مسافة ما , لحسن الحظ على بعد من مسمع الاذن وسألت لتعرف كم يتوقع ان ينتظروا للعشاء.منتديات ليلاس
" كيف سارت الامور مع لورا ؟" سأل جوستين المساء عندما استقر الكبار على لعبة البريدج, بينما رقص الشباب . غير قانعة بتقديم اندريا الى أقربائها المستقبليين , دعت مادلين جمهوراً من صديقاتها للقائها .
" هي كانت تخبرني عن والدتك " قالت اندريا .
لان وجهه.منتديات ليلاس
" نعم, هما كانتا مولعتين جداً ببعضهما . أنا سعيد لأن لورا معجبة بك. هي الوحيدة في العائلة التي احترم حكمها"
" كيف عرفت انها معجبة بي؟"
" هي كانت ستقول ذلك اذا لم تكن معجبة بك "
" لقد قالت عمتك انك كنت عنيداً جداً وذاتي الارادة " ألمحت اندريا , مهتمة لترى ردة فعله لهذا التقييم لطباعه .
ضحك جوستين " هي يجب ان تكون قد اعجبت بك كثيراً لكي تسرد نواقصي . هل هي نجحت في اعطائك افكاراً ثانية ؟"
" لا , أنا عرفتها مسبقاً"
" اوه , كيف ؟" استعلم بجفاء.
قبل ان تستطيع ان تشرح هما قوطعا بواسطة شقيقته , التي ارادت تقديم بعض القادمات الجديدات , وهما لم تسنح لهما فرصة اخرى للتحدث حتى وقت متأخر جداً عندما بدا ان جوستين قد نسي الموضوع .منتديات ليلاس
كانت الاسابيع التالية مزدحمة جداً, رغم ان مادلين تولت مسؤولية معظم تحضيرات الزفاف , هي لم توافق على إصرار اندريا على صنع ثوب زفافها وحاولت اقناعها بأن يصنع بواسطة خياطتها الخاصة . لكن حيث ان جوستين كان يدفع لكل شيء آخر, فقد كانت اندريا مصممة على ان ثوبها وثوب الاشبينة جيل يجب ان يكونا مسؤوليتها . في النهاية , حتى مادلين اعترفت انهما كلاهما كانا جذابين جداً.
بعد مقدار كبير من التفكير, قررت اندريا اخيراً على شريط ابيض , وهي وجيل امضتا امسية كاملة على تفصيل تنورة متماوجة , التي كانت لتسند بواسطة صدرية التول الزوبعة .

اختارت جيل شيفون أزرق فاتح لثوبها مع قوس من المخمل الأزرق المتدلي بأعلام شريطية طويلة الى الحاشية تقريباً.
قبل اسبوعين من الزفاف بدأت الهدايا تنهال, واندريا امضت عدة امسيات في سايون بلاس تساعد جوستين على فتحها . معظم الهدايا كانت من اصدقائه الذين لم تلتقيهم بعد.
" أنا سأكون سعيداً عندما ينتهي كل شيء " قال جوستين عندما دخلا الى المكتبة " لا يزال , على ما اعتقد هناك نساء يستمتعن بهذه الاشياء"
لاقطاً مشهداً من تعبير اندريا , هو قال " أنت لا تبدين متحمسة جداً"
" بالطبع أنا متحمسة . إنه لطف عظيم من مادلين ان تقوم بكل هذا العمل الكبير" قالت , بسرعة مدعية نظرة سرور .
تأملها جوستين بحدة للحظة.
" اعتقد انك في الواقع لا تريدين مهرجاناً ضخماً بتاتاً" قال بذكاء.
لأسابيع هي كانت تنتظر هذه اللحظة , لكن حتى هكذا هي لم تستطع السيطرة على التصلب المخادع لجسمها عندما هو عانقها .
قبل ان تستطيع ان تقول أي شيء هو أطلق سراحها على الفور وذهب, وهي تركت واقفة في الظلام , شاعرة انها الآن هي عرفت حتى القليل من طباع الرجل الذي ستتزوجه .
في صبيحة يوم الزفاف ألحت جيل بأن اندريا يجب ان تتناول الفطور في السرير.
" ان امامك يوماً طويلاً " قالت بحزم عندما اعترضت اندريا بأن كونها عروساً لا يعني بأنها معاقة .منتديات ليلاس
" كيف تشعرين ؟"
" عادية تماماً. ماذا تتوقعين ؟" قالت اندريا .
ادخلت جيل في الحال صينية محملة بعصير الفواكه , والبيض المسلوق والتوست والقهوة .
" عليك ان تأكلي كل قطعة , لأنني لا اتوقع بأنك ستحصلين على أكثر من قضمة في حفلة الاستقبال ووجبتك اللائقة التالية ستكون العشاء في باريس" قالت , ودفعت وسادتها الخاصة خلف كتفي اندريا ومدت فوطة ملونة فوق الشرشف.
" المرأة المتهمة أكلت فطوراً شهياً" اضافت مع تكشيرة , بدون ان تلاحظ النظرة الحادة التي اطلقتها عليها صديقتها .
كانت اندريا قد توقعت ليلة مقلقة , ممزقة بشكوك الساعة الحادية عشرة , لكن في الحقيقة هي نامت بسلام.

كانت لتوها تخرج من حمام مريح عندما جيل طرقت على الباب وصرخت " أسرعي ! بعض الرزم وصلت بتسليم خاص , واحدة لكل منا "
لفت منشفة الحمام الصفراء الكبيرة حولها , ودخلت اندريا الى المطبخ حيث كانت جيل تقطع خيطاً على طردين ثقيلين مختومين بالشمع الأحمر.
" أنت افتحي طردك اولاً" قالت بتبرم .منتديات ليلاس
مقدرة ان الطردين كانا من جوستين , نزعت اندريا اللفافات . في الداخل كانت علبة جلدية دمغت بالأحرف الأولى أ. أ.ت. بالذهب.
" اوه, هذه لك أنت , اندريا اليزابيث تمبلار" قالت جيل بفرح , متكئة فوق كتفها . عندئذ , عندما رفعت اندريا الغطاء, هي اطلقت صفارة طويلة منخفضة .ريحانة
كانت العلبة مبطنة بالحرير البنفسجي وفي الوسط بروش ماسي ضخم على شكل وردة متفتحة . على كل جانب منه قرط من نفس التصميم على أصغر.
" يجب ان يكونوا قد كلفوا ثمناً باهظاً " قالت جيل باحترام " أنا لن أجرؤ على ارتداء مثل هذا الثروة , هل رأيت أي شيء بمثل هذا الجمال؟"
بحذر شديد رفعت اندريا الوردة الماسية من العلبة ووضعتها في راحة يدها . ذات مرة كطفلة صغيرة هي كسرت قطعة جليد من على حافة النافذة ورفعتها الى ضوء شمس كانون الثاني الشاحب .
تلألأت ولمعت كهذه القطع الماسية وهي أرادت الاحتفاظ بها في صندوق مجوهراتها , لكن بعد عدة ثوان الدفء من اصابعها جعلها تذوب. الماس لا يذوب , لكنها تعجبت فجأة اذا كان البروش في يدها يمثل شيئاً ما زائلاً مثل قطعة الجليد اللامعة .
بعد ذلك, سرعان ما حضرت السيدة ايفرارد لمساعدتها على ارتداء الثياب . كانت اندريا قد كتبت الى السيد ايفرارد تسأله اذا بإمكانه ان يزفها وهو قال بأنه سيكون سعيداً . هما وصلا الى لندن في اليوم السابق , وامضيا ليلة في فندق قريب, لكنهما سيقيمان في الشقة لعدة ايام بينما السيدة ايفرارد ستساعد جيل لشراء بعض الاثاث لشقة أكبر التي كان وجدها نيك.
بحلول الساعة الحادية عشرة والنصف كانت الشقة في دوامة, لكن العروس والاشبينة كانتا قد ارتدتا ثيابهما ومستعدتين لوصول السيارات خلال ربع ساعة .
فيما بعد هي تستطيع ان تتذكر القليل جداً عن خدمة الزفاف ما عدا الصوت العميق لجوستين وهو يردد القسم الوقور ولمسة يده عندما يدس خاتم البلاتين في اصبعها .