كانت المكتبة غرفة ضيقة طويلة مع نوافذ على كل جانب, وستأثر مخملية . كانت النار مشتعلة في الموقد والغرفة كانت مضاءة بمصباح على مكتب مغطى بالجلد . الجدران على كل جانب كانت من رخام مبطنة برفوف من الكتب, معظمها يحمل مجموعات من مجلدات مجلدة بالجلد لكن رفاً واحداً كان مليئاً بمنشورات حديثة.
" تعالي واجلسي " قال .
غرقت في كرسي عميق مغطى بالمخمل بينما جوستين سحب حبل جرس من الطراز القديم بجانب النار.
" اعتقد ان هذه هي واحدة من أكثر الغرف اماناً التي دخلتها " قالت بتقدير.
" شقيقتي مهووسة بالديكور الداخلي , هي تريد اعادة تجهيزها بطراز معاصر " قال , وناولها علبة سجائر فضية .منتديات ليلاس
" اوه لا ! ذلك سيفسدها , بكل تأكيد أنت لن تدعها ؟"
" بالتأكيد لا , أنا افضلها كما هي "
كانت هناك طرقة على الباب ودخل خادم عجوز مع دورق على صينية فضية.
" هذه هي الآنسة فلمنغ , هوبارد"
" مساء الخير يا سيدتي "
" مساء الخير"
" سنكون جاهزين في حوالي عشر دقائق" قال جوستين .
" حسناً جداً يا سيدي" انحنى لأندريا وانسحب.
" انه رجل عجوز طيب" قالت اندريا عندما هو اغلق الباب " أنا لم أكن أعلم ان خدماً من اصحاب الشعر الأبيض يتواجدون في هذه الأيام"
" هوبارد كان هنا عندما كنت طفلاً, هو لم يعترف بسنه , لكنني اعتقد انه فوق السبعين " قال جوستين , وصب كوبين من العصير " أنا اقترحت بأنه يتوجب عليه ان يتقاعد منذ سنوات , لكنه شعر بالإهانة , وهكذا سمحت له بالمتابعة "
ناولها كوبها ووضع كوبه على طاولة صغيرة.
" بعد العشاء ستتفرجين على الغرف الأخرى . المطبخ والحمامات هي الوحيدة فقط التي تم تحديثها "
" أنا أحب العيش في منزل قديم " قالت بانعكاس " المنازل الحديثة لا جو لها"
" انت خليط غريب من المذهب المادي والمذهب المثالي يا اندريا " قال , وراقبها .
قبل ان تتمكن من الاجابة , ظهر هوبارد ثانية ليقول ان العشاء جاهز . ولم يكن ذلك حتى عادا الى المكتبة ان قال جوستين " الآن , اخبريني لماذا سمح لي بمتعة مرافقتك؟"

انهت اندريا قهوتها وأعادت الكوب والصحن على الصينية التي وضعها هوبارد بجانب كرسيها .منتديات ليلاس
" لأنني لغاية الآن , أنا دائماً أمتع نفسي" اجابت بخفة.
ألقى سيجاره في النار ووقف , وتعبير غريب على وجهه الأسمر. للحظة هي تعجبت اذا كانت قد اغضبته . عندئذ هو استدار من تأمله لكتل الحطب المتوهجة , ونظر اليها .
" ايا اندريا , هل تتزوجينني ؟" سأل بنعومة .منتديات ليلاس
حدقت اندريا اليه غير مصدقة .
" تبدين مندهشة " قال , بعد لحظة .
" أنا ... أنا ليست لدي فكرة ..." قامت بإيماءة مرتبكة, ما زالت مذهولة باقتراحه المذهل لكي تفكر بوضوح .
" إذن انت اعتقدت ان نواياي كانت سيئة "
توردت ونظرت الى يديها .
" أنا لم أكن متأكدة بأن لديك اية نوايا" قالت بصوت منخفض.
" هل تعنين انك اعتبرتينني كصديق ؟"
" نعم , انا اعتقد ذلك"
" اذن أنت خدعت نفسك, يا عزيزتي . ليس هناك مثل هذا الشيء كصداقة بين رجل وامرأة " قال بهشاشة .
كانت هناك فترة توقف غير مريحة بينما هي بذلت جهداً لكي تتمالك نفسها .ريحانة
" لكن ... لماذا أنا " سألت اخيراً , عندما كان واضحاً انه توقع منها ان تقوم بالحركة التالية .
" عدد من الأسباب . السبب الرئيسي هو ان لديك معظم الصفات التي اريدها في زوجتي "
نظرت اليه " لكنك لم تقع في حبي"
" هل تؤمنين بالحب يا اندريا ؟" عيناه كان من الصعب قراءتهما.
وزنت السؤال بعناية , وتعجبت كيف يتوقعها ان تجيب .
" لا , أنا لا أؤمن به " قالت بهدوء.
" اذن نحن نفهم بعضنا "
جلس ثانية , واضعاً ساقيه الطويلين على بعضهما , مرتاحاً تماماً.
" اخبريني , هل فكرت في الزواج ؟" سأل.
" نعم , من الطبيعي . أنا لم أتوقع الذهاب الى العمل الى الأبد"
" اذن, حيث انك لا تؤمنين بما يسميه الناس الوقوع في الحب, فأنا اعتبر انك ستتزوجينني طلباً للأمان "
" نعم وللأطفال , أنا أحب ان يكون لدي بعض الأطفال "

"هل لديك اخوة او أخوات ؟"
" لا, أنا كنت طفلة وحيدة"
" عندما تفكرين بالأمان هل تنظرين الى منزل شبه منفصل في ويمبلدون مع زوج يقضي بعد ظهر أيام السبت يجز أعشاب المرجة؟"
عند ذلك, ومضة تسلية أضاءت عينيها الخضراوين " ليس بالضبط " اجابت .
" تعالي هنا"
بعد تردد هي ذهبت ووقفت بجانب كرسيه .
" أعطني يدك "
مدت يدها وهو امسكها بخفة عند المعصم , وفرك ابهامه على البشرة الناعمة ودرس اظافرها المطلية .منتديات ليلاس
" لن يكون لديك وقت لطلاء أظافرك اذا كانت لديك قمصان للغسيل وأراض للمسح " قال بنعومة .
" ربما لا , لكنني أقوم بكمية محددة من أعمال المنزل الآن, أنت تعلم"
" اوه, أنا لا أشك بقدراتك المنزلية" قال بطريقة عادية " أنا أجرؤ على القول انك ستديرين الفيللا في ويمبلدون بطريقة ممتازة اذا كان عليك ذلك. لكنني اعتقد ان هذا المنزل سيكون مقراً مناسباً أكثر لك"
سحبت يدها وبدأت تسير حول الغرفة , متمنية لو انها تستطيع ان تكون مع نفسها لفترة لتراجع عرضه الخيالي في إطار من عقل أكثر هدوءاً.
لقد كان وضعاً ساخراً . الحافز الوحيد لإهتمامه الذي اخذته بعين الاعتبار كان انه يريد ان يجعل منها خليللة له. إنه لم يخطر ببالها انه كان يفكر في الزواج . منذ سنوات , عندما كانت لا تزال في سنوات مراهقتها الأولى , قررت انها ستتزوج لأجل المال , ومع ذلك الآن عندما أغنى رجل هي كان من المحتمل ان تلتقيه كان يعرض عليها كل شيء هي أرادته, فإن شيئاً ما جعلها تتردد.ريحانة
" أنت تعرف القليل عني يا جوستين " قالت فجأة , واستدرات لتواجهه عبر الغرفة.
" أليس هناك مثل يقول انك لن تعرف الشخص حتى تعيش معه ؟ انا اعرف كل ما أريده , انت جميلة وذكية ولديك قدرة نادرة على الجلوس ساكنة ولا تثرثرين بإلحاح حول التفاهات " اجاب.
" أنا لدي طبع سيء جداً" قالت .
" اذن سنكون مناسبين تماماً , فأنا كذلك"
لم تستطيع ان تتخيله في ثورة غضب , يصرخ ويعصف ويطرق الأبواب مثل معظم الرجال النزقين . نوعاً ما سوط السخرية بدا أكثر في الطباع , او الاشمئزاز الصامت البارد الذي كان أكثر ارهاباً من الثورة الساخطة .

" افترض ... افترض انه كان هناك شيء ما يسيء الى سمعتي ؟" قالت ببطء.
" هل هناك ؟" بدا متسلياً.
" أنا لا انتمي الى عالمك يا جوستين , كل شيء لدي عليّ أن أقاتل من أجله . حتى جيل لا تعرف الحقيقة عني"
" ما هي الحقيقة ؟" قال بهدوء.
قامت بحركة قلقة , متعجبة كيف تبدأ لتجعله يفهم .منتديات ليلاس
" أنا اخبرتك انني نشأت في ليفربول وبدأت العمل في الخامسة عشرة " بدأت ببطء " اعتقد انك فكرت بأن والداي كانا قاسيين , لكنه كان أكثر من ذلك. توفي والدي عندما كنت في السابعة . هو كان سكيراً لا أمل منه . أهل والدتي لم يوافقوا على زواجها ولم يساعدوها , فكان عليها ان تعمل في مصنع , وتتركني في رعاية الجيران . نحن عشنا في بيت تحت الأرض في شارع يدعى بريغز لين . كان عبارة عن زقاق . كان هناك مقياس للغاز خلفنا تماماً وكل شيء كانت رائحته غازاً, حتى الطعام . حسناً, ذلك هو نوع الخلفية التي جئت منها . توفيت والدتي بعد ان بدأت بالعمل وعشت في دار للضيافة للفتيات العاملات . لقد بدت أشبه بالجنة بعد البيت تحت الارض"
كانت طوال الوقت تتحدث بدون ان تنظر اليه , مقدرة الاشمئزاز الذي يجب ان يظهر على وجهه . لشخص مثل جوستين , الذي لم يعرف ما هو الفقر, التلاوة بدت مزدوجة القذراة.منتديات ليلاس
" هل هذا هو كل شيء؟"
" نعم, ذلك هو كل شيء " قالت بفظاظة " الباقي أنت تعرفه "
سمعته ينتقل وبعد لحظة هو كان بجانبها , يديرها لتواجهه.
" أنا طلبت منك ان تتزوجينني " قال بأسى" اين ولدت او كيف عشت كطفلة لا علاقة له بالموضوع "
" أنت لست مضطراً لتكون شهماً" قالت بمرارة .ريحانة
" عندما تعرفينني أكثر ستجدين ان الشهامة ليس واحدة من فضائلي"
" لنفترض انني قبلت , ما الذي ستعتقده عائلتك وأصدقاؤك ؟"
" ما يعتقده الآخرون لا يهمني بوجه خاص"
" من السهل ان تقول ذلك الآن , لكنك قد تندم عليه لاحقاً"
" يا طفلتي العزيزة , ان الفائدة الرئيسية لامتلاك مبلغ ضخم من المال هي انها تمكن المرء بأن يفعل بالضبط ما يحلو له , بغض النظر عن ردات فعل الاشخاص الآخرين . بالاضافة الى ذلك, ليس هناك شيء مشين بوجه خاص حول ما اخبرتيني به . الفقر هو سوء طالع شائع " نظر الى ساعته " لقد تأخر الوقت , اعتقد أننا سنؤجل جولتنا في البيت حتى ليلة أخرى. أنا سآخذك الى البيت "

ذهب الى الموقد وسحب حبل الجرس . وبينما انتظرا هوبارد ليجيب , هو قال " أنا سأعطيك ثلاثة أيام لتفكري بهذا , يا اندريا . اذا قررت قبل ذلك الحين , اتصلي بي هاتفياً . واذا لم تقرري فسوف نتناول العشاء يوم الجمعة "
هما لم يتحدثا على الطريق الى الشقة , لكن خارج بابها هو اخذ يديها بيديه وقال " خذي وقتك حول الموضوع , يا عزيزتي , وتذكري ان ما لديك لتقدميه هو قدر ما عندي لأقدمه . كما حدث , أنا قررت ان اطلب منك ان تتزوجينني منذ بعض الوقت , لكنني انتظرت حتى الليلة لأتعرف عليك أكثر . ان لدينا الكثير مشتركاً , وأنا اعتقد أننا نستطيع ان نتعامل معاً بصورة جيدة "
عندما ذهب هي صعدت السلم الى الشقة , وهي تشعر بإعياء غريب , كأنها مرت في محنة جسدية . كانت جيل لا تزال في الخارج مع نيك , وهي اعدت لنفسها كوباً من الشاي وجلست في المطبخ تفكر في كل ما قاله جوستين .
ذات مرة عندما كانت في حوالي العاشرة , استيقظت في الليل وسمعت والدتها تبكي , اندريا لن تنسى تلك الشهقات المخيفة , وكان ذلك عندئذ , في سن عندما معظم الاطفال قلما يدركون الحزن والمصاعب, لدرجة انها قررت انها ذات يوم هي ستهرب من بريغز لين وكل ما يمثله .منتديات ليلاس
عندما توفيت والدتها لم يكن هناك من احد يواسيها في نكبتها ولاحقاً, الناس كثيراً ما كان لديهم انطباع بأنها كانت عديمة التأثر لأنها لم تظهر عواطفها . هم لم يقدروا انها كثيراً ما كانت وحيدة ومهجورة بيأس.
في الوقت الذي بلغت فيه السادسة عشرة هي صممت بعنف ان تنجز كل الأشياء التي حرمت منها , لكن ذلك لم يكن حتى بعد ثلاث سنوات عندما فكرت ان عرض الازياء سيكون مفتاحاً لطموحاتها . هي وصلت الى لندن مع المال الذي يكفي لدروس التدريب والمسكن الرخيص, وفي البداية التلاميذ الآخرين, الذين كان اغلبهم فتيات من بيوت الطبقة المتوسطة المرتاحة, رفعن حواجبهن فثيابها الرثة والنقص الواضح لما يساهم في جعلها عارضة ناجحة . لكن مديرة مدرسة عرض الازياء , امرأة خبيرة وذكية تدعى ماري ليال, قد عرفت ان اندريا لديها شيء ما ينقص الفتيات الأكثر جمالاً. عندما بدأت تدريبها , كانت اندريا الفتاة التي يغفلها معظم الناس.