رواية مذكرات خاطف التجميل ** مكتملة **

تنتهي الفتاة عبير التي تبلغ من العمر 35 سنه من التسوق، ثم تصعد مع سائق الأجرة، عائدة إلى منزلها. تعطي عبير العنوان لسائق الأجرة، ثم تجلس في الخلف تقلب في هاتفها المحمول. تشعر عبير بالنعاس فتغفو عينيها. وبعد عدة دقائق تسمع سائق الأجرة يناديها سيدتي لقد وصلنا إلى العنوان.

تدفع عبير المبلغ المتفق عليه لسائق الأجرة، ثم تنزل من السيارة. ويغادر سائق سيارة الأجرة. تفتح عبير باب المنزل بمفتاحها الخاص، ثم تدخل إلى المنزل، وكعادتها قبل أن تنزع حجابها تسلم على الجميع وتقول "السلام عليكم أنا عُدت". سمع كل من في المنزل صوت الباب يفتح، ثم صوت عبير تسلم كعادتها. فهب الجميع مسرعين إلى المدخل، فأختها الصغرى كانت في غرفتها فخرجت مسرعة تصرخ عادت أختي! عادت عبير! وكانت الأم في المطبخ فأتت هي أيضا مسرعة إلى المدخل. والأب كان يشاهد التلفاز فتركه وذهب إلى المدخل.

انتبهت عبير أن الجميع أتو إلى المدخل لاستقبالها على غير العادة. فتسمرت مكانها. وقالت وكانت تحب المرح " كل هذا استقبال" أنا فقط تغيبت لساعتين. نظر إليها الجميع وفي عيونهم استغراب قاتل. التفتت إلى الأب فرأته يتقدم وعينيه تقدح من الشرارة، فأمسكها مع شعرها ولم تنزع حجابها بعد، سقط كل شيء في يدها، ضربها ورمى بها إلى الأرض مخاصما لها بصوت عالي: أين كنتِ؟ اعترفي وإلا قطعت رأسك.

لم تعرف عبير ما الذنب الذي فعلته. ولم يترك لها والدها المجال لتفهم ما يجري وتدافع عن نفسها. استمر الأب يضربها ويعنفها حتى قالت الأم للأب توقف ستموت البنت بين يديك. إنك تكاد تقتلها. وما أن توقف الأب عن تعذيب الفتاة. أزاحت حجابها من على رأسها ورمت به. وقالت: ما الذي يجري نفسي أعرف ماذا فعلت. كنا منذ ساعتين نضحك ونمزح مع بعضنا كعائلة سعيدة. خرجت إلى السوق فقط لساعتين وعدت إليكم وجدتكم تغيرتم عليّ وكأني أصبحت يهودية.

توقفت لحظات لما شاهدت نظراتهم لها، فكانوا ينظرون إليها وينظرون إلى بعضهم بإستغراب. شعرت عبير أنّ هنالك شيء غريب يحصل. نظرت إليها الأم وسألتها من انتِ؟ قالت أنا عبير ابنتك لماذا تسألين هذا السؤال؟ نظرت عبير إلى أختها الصغرى "ريم" وقالت: اختي ما لذي يجري؟ ممكن أحد يفهمني ليه تعاملوني هكذا؟

نظرت إلى أبيها ورأته يغض النظر عنها. قالت: لها أختها ريم بهدوء من أنتِ؟ وكيف دخلت المنزل؟ قالت أنا أختك الكبيرة "عبير". كيف نسيتموني في ساعتين. قالت ريم أختنا عبير اختفت منذ أسبوعين ذهبت لتتسوق في مثل هذا الوقت ولم نراها حتى الآن. ظننا أنك أختنا الصوت نفس الصوت. لكن الشكل مختلف كلياً.

قالت عبير ماذا تقصدين "الشكل مختلف كلياً". قالت ريم لقد كانت اختنا عبير فتاة عادية أنفها كبير وهنالك جرح في خدها الأيمن وأسنانها غير متناسقة يعني باختصار متشوهة خلقيا من يراها يقول أنها في الستينات. لم تستطيع الزواج، لأنها لم تعجب أي عريس يتقدم لها. أما انتِ بصراحة ملكة جمال العيون والوجنتين والشفاه والأسنان والشعر. كل شيء فيك جذاب. صرخت فيها عبير وقالت: هل تحلمين. من أين أتيتي بهذه المواصفات. أنا ما تغيرت. شكلكم مسحورين.

شعر الجميع أن هنالك سوء فهم في الموضوع. قالت لها ريم انظري إلى نفسك في المرآة. نظرت عبير إلى صورتها في المرآة. فتفاجأت رأت نفسها تغيرت وأصبحت أجمل بكثير مما كانت عليه، فبدأت تلمس فمها وخديها وشعرها. فجثت على ركبتها من الخوف. قالت: هذي ليست أنا وجلست تبكي. وتقول ماذا يجري. فهموني، أنا لا أستطيع أن أصدق إن الي في المرآة هي أنا.

سألتها أمها لنفرض أنك عبير ابنتنا. فأين كنتِ منذ أسبوعين. قالت عبير تريدون تجننوني! أنا خرجت فقط لساعتين وعدت. قالت أختها: خرجت ساعتين ثم عدت بشكل جديد كيف تريديننا أن نصدق كلامك. لنا أسبوعين ما في أحد منا ذاق لذة النوم، سألنا عنك عند العائلة وعند صديقاتك. لم نترك أحد إلا وسألناه عنك، ولولا العيب لوضعنا صورتك في الصحف، بعد كذا بلغنا الشرطة وهم الآن يبحثون عنك.

استغربت عبير من كلامهم، قالت صدقوني صعدت سيارة الأجرة وذهبت إلى السوق اشتريت الي طلبتموه مني، ثم صعدت سيارة أجرة اخرى وعدت إلى المنزل مباشرة. قال الأب يجب أن نتصل بالشرطة وهم يعرفون كيف يتأكدون أنك ابنتنا أو شخص آخر. ويقدرون يعرفون أين اختفيتِ.

اتصل الأب على الشرطة وأخبرهم ان ابنتهم عادت، لكن بشكر جديد. طلب منه الضابط أن يُحضرها إلى مركز الشرطة. أخذ الأب عبير إلى مركز الشرطة. وشرح لهم ما الذي جرى، وكيف عادت.

التفت الضابط إلى عبير وقال هل أنتِ فعلا عبير؟ ثم حذرها قائلا إن انتحال شخصية شخص آخر جريمة يعاقب عليها القانون. قالت عبير أنا متأكدة من نفسي.

الضابط: أولا لنتأكد من بصماتها. أخذوا بصماتها وقارنوها ببصمات عبير فوجدوا ان البصمات متطابقة
قال الضابط: إذا أخبرينا الحقيقة ماذا جرى معك؟
عبير: صعدت سيارة أجرة من المنزل ثم ذهبت إلى السوق واشتريت ما طلبته مني أمي ثم صعدت سيارة أجرة آخر وعدت إلى المنزل مباشرة. كنت لا أريد أن أتأخر عنهم. لأني لا أريد أن أخسر ثقة أبي.
الضابط: ماذا تفسرين تغير شكلك وملامحك.
عبير: حلفت لهم أنها لم تعلم بتغير ملامحها إلا لما عادة إلى المنزل.
سألها الضابط: أسبوعين أهلك يبحثون ونحن نبحث عنك. هل ممكن تخبريننا خلال أسبوعين ما الذي جرى معاك.
أكدت للضابط أنها لم تغيب عن أهلها إلا فقط ساعتين. ولم تشعر بشيء مختلف. توقفت لحظات ثم قالت: فقط شعرت بالنعاس أثناء العودة، وغفت عيني، ثم أيقظني قائد سيارة الأجرة عند المنزل. ثم تساءلت! هل ممكن تكون هذه الغفوة استمرت لأسبوعين. قالت بصراحة ستكون أفضل غفوة في حياتي. لأني عدت بشكل جديد.
ابتسم الضابط من كلامها وقال: ستذهبين إلى المستشفى ليفحصوك ويتأكدوا أن جسمك سليم. ثم ستعودين إلى المنزل. وسنكمل التحقيق لما ترتاحين، وقد تتذكرين ما حدث معك.

ذهبت عبير مع والدها إلى المستشفى وأكدوا لها أن جسمها سليم ومتكامل. لكن الدكتورة استغربت متسائلة: كيف عُمل لك عملية تجميل وبعد اسبوعين لم يبقى لها أي أثر؟
شرحت لهم الدكتورة أن عمليات التجميل تستغرق فترة الشفاء من ستة أسابيع إلى سنة. ثم فحص الدكتور أسنانها وقال أيضا طريقة علاج الأسنان رائعة. مستحيل أن تحصل في فترة قصيرة.

ثم قال الدكتورة هل انت متأكدة خلال الأسبوعين لم تشعري بنفسك. لم نرى أي مشكلة في التغذية، أو الجهاز الهضمي، وجسمك متكامل، لم ينقصه شيء، وما تزالين بكر. ثم أرسلت الدكتورة التقرير إلى مركز الشرطة. وعادت عبير إلى منزلها.

دخلت عبير إلى المنزل. شعرت أنها فتاة جديدة. الكل ينظر لها بنظرة مختلفة. وكأنها شخص جديد على المنزل. دخلت غرفتها واستمرت تنظر إلى نفسها في المرآة، تتساءل كيف مرت أسبوعين من عمري بدون أن أشعر بها. ولماذا عدت بشكل ثاني؟ ولماذا من بين العالم كله اختاروني وفعلوا بي ذلك. كثرت التساؤلات في رأس عبير.
ذهبت إلى أختها وبدأت تفتح قلبها لها. قالت ريم: كانت أصعب وأسوء أسبوعين مرت في حياتنا. خصوصا أمي وأبي. لم أراهما بحالة عصبية مثل ما رأيتهم خلال فترة غيابك. الحمد لله أنك عدتِ. أنا أيضا شعرت أني افتقدتك كثيراً. وعانقا بعضهما.

ثم قالت ريم الآن بما أنك الآن عدتِ، وبشكل جديد. سيتسابق عليك الشباب. قالت عبير. الي يجنني ليه خطفوني لو طلبوا مني لذهبت إليهم بنفسي. لم أتمنى أن يسببوا هذا الخوف لعائلتي. قالت ريم: هل انتِ نادمة على هذا الشكل الجديد؟ نظرت إليها عبير. بالعكس لم أكن أحلم بذلك. خصوصا بعد المعاناة التي عشتها في حياتي من استهزاء الطالبات أثناء الدراسة ثم في الجامعة. وقلة الحظ في الزواج.

قالت ريم أتوقع ستأتي العائلة كلها اليوم ليطمئنوا عليك فاستعدي. عماتي وخالاتي الي عمرهم ما فكروا في يوم من الأيام أن يخطبوك لأبنائهم الليلة سيتخاصمون عليك. ضحكت عبير وقالت: لن أنتظر حتى أشوف نظرة الإعجاب في عيونهم.

أتى المساء واجتمعت العائلة، ثم خرجت عليهم عبير فكان دخولها عليهم كالشمس، كل من شاهدها ذكر الله. تغيرت نظرة الجميع لها. أصبحت الفتيات يجلسون معها ويستأنسون بالجلوس معها. فجمعت بين المرح والجمال.

بعد أسبوع، يأتي الضابط إلى منزلهم. ثم يسأل ريم. هل تذكرتي شيء عن مواصفات سيارة الأجرة أو السائق. قالت لا وكأن تلك الأسبوعين لم تكن في حياتي. قال لها حاول تتذكرين أي شيء ممكن يساعدنا في إيجاد الفاعل. سألته عبير أرى أنك مهتم بالقضية وكأني لست الوحيدة. قال الضابط كلامك صحيح لقد اختفت فتاة أخرى اسمها "نوال" ولما تحرينا عنها وجدناها كانت تعاني مما كنت تعانين من التشوه الخلقي. خرجت من منزلها ولم تعد.

قالت عبير لا أدري هل أبارك لها، أو أحزن لقلق أهلها. ثم قالت للضابط لا أتذكر شيء سو أن شاب في أواخر العشرينات من عمره. محترم ولم يلتفت كثير. أما السيارة فلم أدقق في التفاصيل. سوى أن لونها أصفر، شكرها الضابط ثم خرج.

ذهب الضابط لعائلة نوال. ليتحرى عن الفتاة المخطوفة. قالوا إنها كانت منعزلة ولا تحب أن يراها أحد، وترفض من يأتي إلى خطبتها، لأنها تعلم انها لن تعجبهم، فكانت في حالة نفسية سيئة.

قال لهم الضابط منذ أسبوع عادت فتاة إلى منزل أهلها بعد ما كانت مخطوفة اختفت لأسبوعين لا أحد يعرف أين ذهبت. كانت أيضا تعاني من التشوه الخلقي. لكن لما عادت إلى أهلها لم يعرفونها. لأن من خطفها أعادها بشكل جديد، وروح جديدة لم يتعرف عليها أهلها لأنها عادة كملكات الجمال. كتب لها حياة جديدة.

لم يعرفوا عائلة نوال إذا يفرحوا لأبنتهم أم يقلقوا عليها. قال لهم الضابط لا تتفاءلوا كثيرا قد تكون نفس طريقة الخطف أو غير ذلك. لن نتوقف عن البحث عن نوال حتى نجدها.

استمرت الشرطة تبحث عن نوال ولكن لم يجدونها. مرت أسبوعين ولم تعد إلى المنزل كما عادت عبير. لكن بعد عشرين يوم اتصل أهل الفتاة على الضابط وقالوا عادت ابنتنا نوال بشكل جديد وإطلالة جديدة.

ذهب الضابط إلى منزلهم وبدأ يسأل نوال عما رأت ولاحظت. كان جوابها مثل عبير. لم تشعر بشيء ولم تسمع شيء ولم تتعرف على الشاب.

سمع الإعلام عما جرى لعبير ونوال. وانتشرت قصة خطفهما وكيف عادتا بشكل جديد. لكن حذر الإعلام أن هذا قد يكون كمين ليصطادوا فيه النساء. وحذروهم بأن ليس كل من خطفت تستطيع العودة إلى أهلها. وقد يكون الخاطف مجرما حقيقيا.

وفي مجال آخر تكلم خبراء التجميل عن جودة وسرعة العمل الذي تقوم به هذه العصابة. فكتبوا أنّ علم التجميل لم يصل إلى هذه الجودة والسرعة في مدة الشفاء.

لم يعلم الإعلام بأنهم قاموا بالإعلان المجاني لـ "خاطف التجميل" كما سمته بعض الصحف أما الفتيات اللاتي كانوا يعانون مثل عبير ونوال فكتبن في تويتر "أرجوك اخطفني أنا مليت من حياتي" وبلغ هذا الهشتاق عنان السماء.

وفي لقاء مع الضابط على أحد القنوات. سألوه هل مازالت تأتي بلاغات أخرى عن الخطف. قال بعد نوال لم تعد تأتي أخبار أخرى. إما أنه قد يكون توقف، أو أن الناس لم تريد ان تبلغ، وهذا خطير، أتمنى من الناس استمرار البلاغ عن أي حالات خطف.

بعد شهر يسير الشاب سامي 26 سنه بسيارة الأجرة. وبالتحديد بالقرب من إحدى عيادات التجميل في المدينة التي يسكن فيها. فوجد فتاة تحاول أن تخفي وجهها بيدها. أشرت له ثم صعدت معه. ثم بدأت تشتكي من عيادات التجميل. واستغلال حاجة البنات لتحاول أن تبقى جميلة وجذابة. وأثناء ما هي تشتكي تقول يا سلام لو يأتي "خاطف التجميل" ويخطفني ويرجعني إلى أهلي بشكل آخر.

سألها ألا تخافين أن تخسري ما هو أهم من الجمال. قالت انه لا يفعل ذلك. قال لها وما الذي يجعلك واثقة. أليس رجل وقد تجذبه إحدى الفتيات. وقد لا يستطيع أن يسيطر على نفسه ثم تخسرين كل شيء. توقفت الفتاة لبرهة وقالت: صدقت لا يجب أن أفكر هكذا. سألها ما الذي حصل لوجهك. قالت كله بسبب الفرن تجمع الغاز ولما أشعلت النار انفجر في وجهي. قال لها اطمئني ستكونين بخير.

شعرت الفتاة بالنعاس. فنامت في سيارة الأجرة. أخذها سامي إلى منزله ووضعها على السرير ثم قام بتصويرها. وأدخل بياناتها في الحاسوب. ثم اختار لها الشكل الذي يناسب ملامحها. ثم أخذها إلى غرفة العمليات. وقام بإجراء عملية التجميل لها. كان يحادثها وهو يقوم بعملية التجميل. فيقول سنعمل هكذا ونضيف هذا وذاك. طبعا الفتاة لا تشعر به كليا لأنها تحت التخدير. ثم يأخذها إلى سريرها. في العادة تفيق المريضة وتحادث سامي وتأكل وتشرب وتذهب إلى الحمام لكن لا تشعر بذلك.

بعد أسبوعين قام بنزع الضماد. ورأى وجه الفتاة الطبيعي. فكانت جميلة غير الفتيات الاتي عالجهم. بدأ ينظر إليها ويمتع عينيه بالنظر إليها. لكنه استطاع أن يتمالك نفسه ثم أعادها إلى منزلها. وقبل أن تصل أيقظها وقال سيدتي لقد وصلنا إلى المنزل. لم تستوعب الفتاة التغيير الذي حصل لوجهها. فلما دخلت المنزل وقف الجميع وذكروا الله. ثم بدأ الجميع يقول لها تبارك الله. لقد عدتي أفضل من الأول.

بدأت تلامس الفتاة وجهها وتنظر إلى المرآة فعرفت أنها خُطفت ثم عادت إلى منزلها. فهمست أشكرك. في المساء نامت الفتاة براحة نفسية وهي تفكر في هذا الدكتور الذي عالجها.

عاد سامي إلى منزله حيث يعيش لوحده. وفي الطريق مر على مركز التجميل فرأى فتاة أخرى يائسة. صعدت معه وبعد أن شكت مأساتها. خدرها وأخذه إلى المنزل، وضعها على السرير ثم بدأ يصورها ويدخل بياناتها في الحاسوب على مكتبه. وبينما هو هنالك استيقظت الفتاة ورأت شكله وملامحه. لكنها تظاهرت بالنوم وأنها مازالت تحت التخدير. ذهب ليجهز غرفة العمليات ولما عاد وجدها جالسة على السرير تمسك بهاتفها المحمول وتلتقط له الصور. تفاجأ سامي وقال مستحيل يجب ان تكوني تحت التخدير.

أخرجت الفتاة مناديل من حقيبتها وبدأت تمسح الميك أب الذي عملته على وجهها لتبدوا وكأنها مشوهة خلقيا. سألها لماذا تظاهرتي بهذا. قالت: أنا "ناهد" دكتورة تجميل. مبتدئة كنت أتوقع أن تأتي يوم من الأيام. سألها وماذا تريدين؟ أجابته قائلة اريد ان أتعلم منك سر المهنة. ابتسم وقال وما الذي جعلك متأكدة أني ممكن ان أخبرك بسر المهنة.

قالت عندي صديقة صورت دخولي إلى سيارتك. ابتسم مرة أخرى وقال أما عن السيارة فالأرقام التي عليها ليست تخص سيارتي. وثانيا كل مرة أقوم بالخطف أسرق سيارة جديدة. ثالثا أنا أغير مكاني بعد كل عملية تجميل. ورابعا سأسجنك حتى أرى ما أفعل بك. أخذ منها الهاتف المحمول وأقفل عليها الباب وقال نحن في منطقة لا توجد فيها شبكة ولا يوجد حولنا ناس فاصرخي ما شئت. وإذا هربتِ لن تصلي إلى أقرب طريق إلا بعد يومين. فأنا مستعد لكل شيء.

فقدت الدكتورة "ناهد" أي أمل في أن تضغط على سامي. طرقت الباب مرات كثيرة لكن لم يفتح سامي الباب. وبعد عدت ساعات فُتح الباب فوجدت الشرطة لدى الباب. قال لها الضابط انت مقبوض عليك بتهمة اختطاف الفتيات وعمل عمليات جراحية غير مصرح بها. بدأت ناهد تقاوم وتقول أنا لم أفعل شيء. لقد كان الفاعل هنا وأقفل عليّ الغرفة.

وجدت ناهد أنها في قلب المدينة والمنازل تحيط بها من كل مكان. قالت: لقد أوهمني أننا خارج المدينة لذلك لم أستطيع أن أطلب المساعدة. فبدأت تصف لهم شكله، وملامحه، ونوع سيارته وأرقامها.

لكنهم لم يجدوا سيارة بهذه المواصفات، قال الضابط أما الشكل فكثير من الناس لهم نفس المواصفات. وأما الاسم فنتوقع أيضا أعطاك اسم مستعار.
رجعت الدكتورة ناهد بخيبة أمل. وعادت إلى منزلها.

بينما غادر "سامي" العاصمة متجها إلى مدينة أخرى. بقي في المدينة الأخرى فترة يدرس المدينة. ويحاول أن يجد أماكن عيادات التجميل. فقام بمراقبتها، ثم يحاول أن يجد الفتيات الاتي قست عليهم الحياة ولم يجدوا طريقة للنجاة منها.

كان الدكتور سامي يبحث عن الحالات المستعصية التي عجز أطبة التجميل عن علاجها. وكان يحصل عليهم عن طريق المواقع التي تشتكي فيها الفتيات للأخصائيين عن حالتهم. وكان يبحث عن الحالات الشبه مستحيلة لأنها تشعره بالتحدي.

كان من أسوأ الحالات التي كانت تعني له التحدي. فتاة عمرها 9 سنوات سقط الزيت المغلي عليها فتشوه نصف جسمها. لكن التحدي الأكبر له كيف يأخذ فتاة بهذا العمر من أهلها. فقرر أن يخطفها هي وأمها. فبقي يراقب منزلها لأسبوع كامل حتى عرف متى يخرجون ومتى يعودون ومتى تذهب للمستشفى. ففي اليوم المناسب أخذ الفتاة وأمها على سيارة الأجرة الذي سرقها. ثم ذهب بهم إلى المنزل الذي أعده لعلاج الطفلة. خدرهما جيدا ثم بدأ يعمل العملية للطفلة. استغرقت منه العملية نصف يوم.

ولما انتهت العملية أيقظ الأم. فزعت ولم تعرف ما تفعل كلمها من خلف الباب قائلا لقد عالجت ابنتك وأريدك ان تكوني بجانبها حتى نقوم بفتح الضماد. هي الان في حالة تخدير نصفي. لن تشعر بالألم لكن من الأفضل ألا تتحرك لمدة أسبوع كامل، قالت لكن هذه طفلة كيف أستطيع أن أسيطر عليها. وجدتها ستقلق علينا. الا يجب أن نطمئنها علينا. قال المكان الذي نحن فيه لا توجد فيه أي شبكة. لكن تستطيعين أن ترسلي لها رسالة صوتية وسآخذ هاتفك إلى مكان فيه شبكة لتصلهم الرسالة.

ارسلت الأم الرسالة إلى الجدة. وأخبرتها بأنها في المستشفى. وطمأنتها بأنه قاموا بالعملية وستكون بخير. سنغيب لأسبوعين ثم نعود إليك.

عاد إليها سامي يخبرها أنه أرسل الرسالة، وأن الجدة أرسلت لتبارك لك ذلك. بقيت الأم في الغرفة مع ابنتها. وبدأت تكلم سامي من خلف الباب سألها ما أسمك. قالت سعاد. قالت أولا أشكرك على كل ما عملت لنا وثانيا لماذا تعمل هذا. لماذا لا يكون لديك عيادة خاصة وتعالج الناس من غير أن تخطفهم.

أجابها سامي أولا أنا لست بدكتور ولم أدرس الطب ولا التجميل، أصبت بتشوه خلقي عجز عنه اطبة التجميل. فبدأت أجرب كل شيء على جسمي. استغرقني سنتين حتى أجد هذه الطريقة السريعة لعلاج التشوهات والشفاء في وقت قصير. فاستطعت ان اعالج نفسي. ثم كتبت تلك الوصفة وأردت أن أحصل على براعة اختراع. لكن كان مكانها في الزبالة. لأني لم احصل على شهادة طبية. أنا الوحيد الذي يستعملها في العالم لعلاج حالات التشوه. بجودة عالية ولا تستغرق وقت أكثر وبدون آثار جانبية.

تعاطفت سعاد مع سامي. وقالت قد يكون معك الحق فيما تقوم به. لكن يجب أن تكون حذر. قال أحاول أن أكون كذلك. ثم استأذنها ليرى الطفلة. فأذنت له. دخل الغرفة وبدأ يفحص حال الطفلة. وجدها في تحسن. قال للأم خلال الثلاث الأيام القادمة ستصبح ابنتك بخير. وقد تفيق من البنج وستحتاج إلى التغذية. قالت اسمح لي اساعدك في اعداد الطعام فانا أعرف ما يناسب طفلتي. قال لها تستطيعين أيضا أن تذهبي إلى المنزل لتطمئن أمك.
سألته ألا تخاف أن أخبر عنك الشرطة. قال أنا أتوقع أن يقبض عليّ يوم من الأيام. فأنا مستعد لهذا. نظرت إليه وقالت اطمئن فلن أخبر أحد.

لم تشعر سعاد بانها مخطوفة. فكانت تعيش وتتصرف بحرية كاملة. تطبخ وتغسل الملابس. وتنظف المنزل. ولما استيقظت الطفلة. بدا سامي يتحدث إليها ويلاعبها ويمضي أكثر وقته مع سعاد وابنتها. أحب الطفلة وتعلق فيها. ولما جاءت لحظة الوداع. لم يتمالك سامي نفسه فبكى وعانق الطفلة وودعها بدموع. قالت له الأم تستطيع زيارتها في أي وقت. قال حتما سأزورها.

شعر سامي بفراغ في حياته. تمر عليه الكثير من الفتيات. يعالجهن ثم يعيدهن إلى عائلاتهن.
فقرر أن يعالج آخر فتاة ثم يحاول أن يجد وظيفة أخرى. شاهد مقطع في السوشال ميديا عن فتاة تستنجد به. تقول إنها تتمنى أن يحقق لها أمنيتها ويعالجها من التشوه الذي بها.
ثم أرسلت مرة أخرى ان التشوه بدأ ينتشر في جسمها. بأسباب لا تريد ان تذكرها إلا له شخصيا.
احتار سامي هل يذهب إليها؟ وقد يكون كمين للقبض عليه. فقرر أن يستعين بالسيدة سعاد. طلب منها أن تذهب إلى منزل الفتاة. وتحاول أن تلتقي بها ثم تخبر سامي بحالها.

ذهبت السيدة سعاد إلى منزل الفتاة. واستطاعت أن تلتقي بها. ثم سألتها لماذا كنت تريدين أن تلتقي بـ "خاطف التجميل". دمعت عينا الفتاة وقالت هل أرسلك لي. أخبرتها بأن هذا الشاب عالج ابنتها ولا تريد ان يلقى القبض عليه. فأريد أن أتأكد بأنك فعلا بحاجة إلى علاجه.

قالت الفتاة وأسمها "ندى". قد يخدعك شكلي الخارجي وتقولين ما أجمل هذه الفتاة ونعومتها. أنا مشهورة من مشاهير السناب. لكن ما لا يراه الناس! ثم كشفت عن جسمها لسعاد. فرأت سعاد ما يجعلها تشفق عليها. قالت سعاد سامي يشك إنك مراقبة. هنالك من يريد ان يقبض عليه. سأخبره وسيجد طريقة ليعالجك.

فرحت ندى بالخبر وشكرت سعاد. قالت لها سعاد سترتدين الآن عباءتي وستخرجين ستجدين سيارة سوداء اللون ستخرج ابنتي تعانقك تظنك أنا. ستصعدين بجانب السائق وسيأخذك إلى "خاطف التجميل". أما أنا سأصعد سيارة الأجرة الصفراء الذي ستمر بعد قليل. سيظنونه الخاطف وسيلحقون بنا سيوصلني سيارة الأجرة إلى منزلي.

صعدت ندى مع سائق السيارة السوداء، أخذا الفتاة الصغيرة إلى جدتها. ثم ذهبا إلى سوبر ماركت نزلا إلى السوبر ماركت وخرجا مباشرة من الجهة الأخرى وصعدا سيارة تاكسي. قال لها السائق حظا أوفر. عرفت الفتاة أنها الآن مع "خاطف التجميل". سألها وقال هل تشرحين لي مشكلتك. قالت أنا كما تعرف فتاة مشهورة في السناب. ذهبت إلى مركز تجميل لأجعل من نفسي جذابة أكثر. قالوا لي نجحت العملية لكن النتيجة كانت عكسية جدا.

رجعت إلى مركز التجميل. عرفت أنه أقفل بسبب كثرة الشكاوى عليهم. فقالوا لي أفضل حل لمثل حالتك هو "خاطف التجميل". أعطاها قطعة قماش وقال ستضعينها على عينيك أخبرها بأن حالتها ستستغرق شهر أو أكثر. ستنقطعين عن العالم. ولن تستطيعي التواصل مع أي شخص ولن تخرجي في أي حال، حتى تعودين إلى طبيعتك. بمعنى آخر ستبقين اسيرتي حتى تتعالجي.

فكرت ندى قليلا ثم قالت: أنا تحت أمرك. أقفلت هاتفها المحمول وقالت: تفضل. أخذها إلى منزله. استغربت ندى أنه لم يخدرها أو يخفي وجهه عنها. طلب منها أن تريه مكان التشوه. شعرت ندى بالخجل الشديد. ثم خلعت ملابسها أمامه واحد بعد الآخر وأرته مكان التشوه.

قال قد تكون هذه أصعب عملية في حياتي. قالت لماذا؟ قال كل الذين يأتون إلى هنا بهم تشوه خلقي ثم لما يخرجون يظهر جمالهم. لكن أنا الآن أمام فتاة أصلا جميله. وسأقوم بعملية في مكان حساس جدا. وهنا تأتي الصعوبة. لكن أريدك أن تطمئني بأنك في أمان تام هنا. وستعودين إلى منزلك أفضل مما كنتِ.

ارتاحت نفس ندى لما سمعت هذه الأخبار. قال الآن سأخدرك وسأحاول أن أزيل التشوه ثم سنقوم بمعالجة البشرة من جديد. نظرت إليه وقالت لو حصل لي شيء. لا أريد العالم يعرفون بهذا. قال اطمئني. لم ولن أفشي سرك. فنامت من التخدير.

بدأ سامي العملية الأولى فاستغرقت منه عدت ساعات. ولما انتهت العملية ذهب ليرتاح. استمرت ندى تحت التخدير لمدة ثلاثة أيام. استيقظت من التخدير متألمة. أمسكت بيده وقالت مؤلم جدا. قال يجب ان تستيقظي لأطمئن بأنك لا تشعرين بألم آخر.
سألها كيف تشعرين. قالت اشعر بالجوع. قال من الأفضل ألا تأكلي شيئا. ستقوم المغذيات بدورها. سأبدأ الآن بالعملية الثانية، قام بتخديرها ثم بدا بالعملية الثانية. استغرقت منه وقت طويل. ثم استمرت تحت التخدير لمدة سبعة أيام. وفي اليوم السابع أيقظها ثم سألها كيف تشعرين. قالت اشعر بالجوع. ابتسم وقال الآن تستطيعين أن تأكلي.

شعرت ندى أن ملابسها على جسمها ولا تشعر بألم ثم بدأت تتحسس نفسها فوجدت كل شيء رجع إلى وضعه الطبيعي. سألته هل نجحت العملية. قال لها نعم أنك بأحسن حال. شكرته وقالت كيف أكافئك. أخبرها بانه لا يبحث عن المال. قالت إذا هل أستطيع العودة إلى منزلي وإلى جمهوري. طلب منها أن تنتظر أسبوع آخر ليطمئن على سلامتها. قالت أستطيع العودة إليك إذا شعرت بتغير. قال حينها لن تعرفي كيف تعودين إلى هذا المكان. فقررت ندى البقاء مع سامي.

سألته هل أستطيع أن اسال ما يحلو لي. قال لها تستطيعين. قالت: وهل ستجيب بصراحة كاملة. أخبرها أنه ليس لديه ما يخسر. قالت كيف تستطيع التعامل مع هذا العدد من الفتيات ثم لا تجد في نفسك انجذاب إلى أي واحدة منهن. قال لها: ومن قال لك انني لم أنجذب إليهن أو تأتيني لحظات ضعف. ساعات أتمنى أن أحتفظ بالفتاة وأعلم انها أيضا تريد ذلك.

طيب اثناء ما تكون الفتاة تحت التخدير. ألا تشعر بانك تريد أن تستغل الوضع. قال لها في البداية كنت أجد صعوبة في المقاومة. لكن مع الوقت بدأت أتعود على ذلك. قالت وما الذي يجعلنا نصدق أنك لم تستغلنا أثناء التخدير. قال هنالك كاميرات في كل مكان تصور كل صغيرة أو كبيرة منذ أن تصعد الفتاة إلى السيارة إلى أن تعود إلى والديها. لا أريد ان يتهمني أحد بشيء لم افعله.

قالت أنت دقيق جدا. قال رغم ذلك رأيتني وقد تستطيعين أن تصفيني أو حتى ترسميني. على العموم انتِ آخر فتاة أعالجها. لدي رغبة كبيرة أن أسافر للخارج وأحصل على شهادة لأعود وأفتح عيادة طبية مرخصة.

قالت إذا فعلت ذلك وأصبح عندك عيادة سيكون لي الشرف أن أعمل لك إعلانات فلدي الكثير من المتابعين.

كان أسبوع رائع بين سامي وندى تحدثا كثيرا، وشاهدا العديد من الأفلام والبرامج التلفزيونية واستمعا إلى الموسيقى. وكان يطمئن على العملية كل ثلاثة أيام.
قبل يوم على عودة ندى إلى منزلها. شعر سامي بتعب شديد وارتفعت درجة حرارة جسمه. وأصبح طريح الفراش. حاولت ندى أن تساعده، ولكن لم تستطيع التغلب على ارتفاع درجة الحرارة فأغمي عليه. لم تعرف ماذا تفعل فأخذته إلى المستشفى. وبقيت بجانبه حتى أفاق.

قال لها أرى أنك لم تذهبي. قالت لن اتركك. تعرّف بعض الناس في المستشفى على المشهورة ندى. وبدأ يكثر الكلام عنها حتى شك بعضهم ان الشاب التي تزوره قد يكون الخاطف. طلب منها سامي أن تعود إلى منزلها فالوضع سيكون خطر عليها وعلى سمعتها. قالت لن أتركك فكان كل من يسألها عنه تقول لهم أنه أخوها من الرضاعة.

سمعت الشرطة بما حصل في المستشفى. فأتى الضابط المسؤول عن قضية "خاطف التجميل" وسأله من أنت قال اسمي سامي. سأله الضابط هل انت الخاطف. اختفت المشهورة ندى ثم عادت معك سليمة. ونعتقد أنك "خاطف التجميل"! بعد أن خرج سامي من المستشفى. قام الضابط بالقبض عليه للتحقيق معه. وانتشرت صوره في الإعلام والسوشيال ميديا بانه هو "خاطف التجميل".

تم التحقيق معه. لكنه أنكر ما حاولوا أن ينسبوه له. سأل سامي الضابط سؤال هل لديك أي دليل على انني أنا الخاطف. قال الضابط سنحضر كل الذين خطفتهم وسيعترفون عليك.

أحضر الضابط جميع المخطوفين. فلم يتعرفوا عليه ولم يتهمه أحد بشيء أو يعترف بأنه هو "خاطف التجميل". قال الضابط أنا متأكد بأنك الخاطف سأراقبك. وأقبض عليك متلبس.

خرج سامي ورغم أن الشرطة لم تجد عليه دليل إلا أنه أصبح مشهور منذ ذلك اليوم. الكل يشك بأنه "خاطف التجميل" لكن لم يثبت عليه أحد أي دليل. فور خروجه من مركز الشرطة يلتقي مباشرة بندى. قالت له اصعد معي. سألها ما الذي تفعلين. قالت أحضرت جواز سفرك سنذهب مباشرة إلى المطار. باقي على الرحلة 3 ساعات. استغرب من تصرفها وقال لم أجهز حقيبتي. قالت لا تقلق جهزت لك كل شيء يجب ان تخرج بسرعة.

ذهبا إلى المطار وقاما بإنهاء إجراءات السفر ثم انطلقا إلى إحدى الدول التي فيها أفضل جامعات في تخصص الجراحة التجميلية والترميمية.

في الطائرة سألها ما لذي يحدث. قالت: من الأفضل أن تخرج مباشرة. لأن الكثير من الناس المحتاجين إلى جراحة تجميلية سيلتفون حولك، ولن تستطيع أن ترفض طلبهم فيقبضون عليك متلبس. نظر إلى عينيها وقال هل فعلا هذا السبب. ارتبكت ندى ثم قالت. كنت أتوقع بعد العملية أن أعود إلى حياتي والمتابعين. لكن لم اشعر أني اريد أن أفعل ذلك. خلال الفترة التي كنت فيها تحت التحقيق. كنت هنالك اسأل عنك. لا أعلم ما لذي جرى. وكأنك أصبحت جزء من حياتي كأخ وصديق طبعا. أردت أن تكون بخير ولا يصيبك شيء. لأجل ذلك قررت أن أخطفك. وأخرجك من هذا المكان حتى ينسى الناس قصتك.

قالت له هذا أقل شيء أعمله لأجلك. اذهب واختفي سنتين واحصل على شهادة وتعال بقوة. سألها مرة أخرى هل عندي خيار آخر قالت طبعا لا. أنت مخطوف وعليك أن تستسلم للخاطف.

قامت ندى بدفع رسوم التعليم كاملة لسامي وقامت بتوفير المسكن المناسب له. وفتحت له حساب في البنك ووضعت له مبلغا مناسب. قالت له هذا أقل شيء ممكن اعمله لك. وأتمنى أن تحصل على الشهادة التي تتمنى الحصول عليها وتعود إلى الوطن. واستأذنته بالعودة إلى الوطن.

شكرها على ما عملته له. وتمنى لها حياة سعيدة. قالت سأتواصل معك باستمرار. وأخبرها بانه لن يتوقف عن متابعتها في السوشال ميديا.

بدأ سامي دراسة جراحة التجميل فقط من أجل الشهادة. فلم يقتنع بكثير مما يعلّمونه في الجامعة. مع ذلك كان يجتهد ليحصل على شهادة معترف بها. استمر يدرس يحاول أن يخفي هويته عن الجميع.

فكان يركز على دراسته ثم يختفي بقية اليوم. حتى يوم من الأيام تعرف عليه أحد الأساتذة. فسأله هل أنت "خاطف التجميل" الشهير. حاول سامي يقنعه بأنه ليس بـ "خاطف التجميل". لكن الأستاذ مازال مقتنعا بان سامي هو "خاطف التجميل". ومن هنا بدا المدرسين الآخرين والطلاب يطلقون عليه "خاطف التجميل".

تغيرت معاملة الأساتذة تجاه سامي. فبعضهم أصبح يسأله عن طريقته الخاصة في التجميل. تعب سامي من كثر الأسئلة من الأساتذة. قال لهم، حتى لو علمتكم طريقتي فلن تعتمدونها في التدريس لأنها ليست من أستاذ أو أخصائي. فما الفائدة؟

فبعد ما كان من المتفوقين أصبح معدله في تنازل. فكانت طريقة من الأساتذة لإجبار سامي ليعلمهم الطريقة. ولكن سامي يريد ان يحفظ حقه في تعليم تلك الطريقة بنفسه. لكن لا أحد يريد ان يتركه بحاله.

ضغط سامي على نفسه أكثر في الجامعة. فرغم الضغوطات التي عليه. استطاع انهاء الفترة الدراسية بتفوق. ولم يبق له سوى فترة التدريب في العيادات المتخصصة. فقاموا بإرساله إلى احدى العيادات التي ليس عليها إقبال.

ذهب سامي إلى تلك العيادة. وهنالك التقى بموظفة الاستقبال. أعطاها الأوراق وقال لها أنا متدرب هنا. قالت اذهب إلى منزلك واستمتع بوقتك وتعال في نهاية التدريب لتحصل على التقييم الذي تريد. سألها لماذا تطلبين مني هذا الطلب. قالت لأنهم لا يرسلون هنا إلا الفاشلين. ابتسم وقال هل أستطيع أن ألتقي بمدير المستشفى.

قالت إنه في اجتماع انتظر وسيلتقي بك بعد ساعة. خلال تلك الساعة عرف منها. لماذا طلبت منه أن يبقى في المنزل. فقالت لان عدد من يأتون إلى هذه العيادة للعلاج قليل جدا فيمل الطلاب ويبدؤوا بمضايقة موظفات الاستقبال. وعمال العيادة.

بعد ساعة أتى مدير المستشفى. دخل عنده سامي وقال أنا متدرب عندكم. سأله المدير هل أخبرتك موظفة الاستقبال بكل شيء. قال نعم! لكن أنا هنا أعرض عليك صفقة العمر. ستعلن بأن المركز سيستقبل فقط الشخصيات المهمة والمشاهير وأنا من سيتحكم في الأسعار. ثم سنقتسم الأرباح النصف بالنصف. سأله المدير من أنت لتطلب هذا الطلب. قال له أنا "خاطف التجميل".

وقف المدير من على كرسيه، وطلب لسامي القهوة، ورحب به وقال العيادة والموظفين وكل ما تريد تحت أمرك، طلب من موظفة الاستقبال أن تصحب سامي وأن تجهزوا له غرفة علاج وغرفة عمليات بالمواصفات التي يريدها.

سألته عفوا لم أفهم له هل أنت متدرب أو دكتور. قال كنت دكتور والآن أنا متدرب لأحصل على شهادة. قالت: تشرفت. وبدأت تجهز له المكتب والعيادة. ولما أصبح كل شيء جاهز. قال أريد ممرضة لتساعدني. قالت أعتذر منك لدينا فقط ممرضة واحدة وتعمل مع دكتور التجميل الآخر.

وبينما هم كذلك تتقدم فتاة جميلة وأنيقة وتبدوا من الطبقة الراقية اللباس والشنطة والساعة وتقول أنا ممكن أعمل معك مساعدة. نظر إلى موظفة الاستقبال. قالت هذه "الدكتورة ابتهال" ابنة مدير المستشفى. تركتهم موظفة الاستقبال في المكتب وغادرت. تقدمت ابتهال بابتسامة وجلست أمامه، قالت: الحقيقة لست دكتورة همست له لقد نجحت بمساعدة والدي. أنت لديك المهارة وتبحث عن الشهادة وأنا عندي الشهادة وأبحث عن المهارة.

قال لها جميلة ومتواضعة وصريحة. سألها هل تحبين مجال التجميل. قالت بشوق حلمي أن أكون أفضل دكتورة تجميل في العالم. أعجبه حماسها فقال: وهل ما زلت تريدين ذلك قالت: نعم لكن الدراسة كانت صعبة؟ طلبت من أبي أن ينشئ هذا المركز لي شخصيا لأكون الدكتورة الوحيدة التي يأتيها المشاهير والممثلين والفنانين لتقوم بهذا الدور. مد يده لها وقال لما لا نحاول أن نصل إلى هذا الهدف سويا. اسمي سامي. قالت: وأنا اسمي ابتهال.

جلس معها يفهمها طريقته وأسلوبه في العلاج والدور المطلوب منها. ثم انتظروا عدة أيام، كان يستغل ذلك الوقت ويتبادل مع ابتهال بعض المعلومات الطبية. حتى أتت أول زائرة للعيادة. سيدة كبيرة في السن يبدوا من ملابسها أنها غنية. تريد ان تعود بضع سنين للوراء.

استقبلها سامي وشرح لها طريقته ثم سألته كم تكلف العملية؟ قال أولا انظري إلى النتائج ثم ادفعي ما شئتِ. قام سامي بمساعدة ابتهال بعملية التجمل بطريقة بسيطة ورائعة. ثم بعد أسبوعين عادة السيدة إلى شبابها.

فلما رأت السيدة النتائج دفعت لهم الكثير. وبسبب تلك السيدة زادة شهرة العيادة التي يعمل فيه سامي. شاهدت ابتهال طريقة سامي وقالت طريقتك مختلفة عما تعلمناه في الجامعة. فقال لها هذه طريقتي ابتكرتها ورأيت انها أفضل مما تقوم به عيادات التجميل الأخرى.

فأصبح الكثير من الزوار والأغنياء يأتون إلى تلك العيادة، ويطلبون الدخول على الدكتور سامي. حتى لما قرب تخرج سامي طلب منه مدير العيادة أن يستمر معهم إلى نهاية السنة. وافق سامي لأنه يريد المزيد من المال.

كان مدير المستشفى يعامل سامي بمعاملة خاصة وكأنه أحد أفراد العائلة. فكان سامي يقضي معهم أوقات كثيرة. حتى يوم من الأيام طلب منه المدير أن يسكن معهم في غرفة الضيوف في المنزل.

تخرج سامي من الجامعة بمرتبة الشرف، وأصبح سامي يعمل في العيادة ساعات كثيرة حتى في أيام الراحة. أصبح يزور العيادة الكثير من الشخصيات الفنية العالمية الذين أتوا إلى عيادته لعمل العمليات التجميلية السريعة. وأصبحت أكثر العيادات العالمية تقدم له العروض ليعمل معهم.
لكن سامي فضل أن ينشئ عيادته الخاصة في بلده. وبالفعل بدأت ندى تساعده في إجراءات البناء وتجهيزها قبل ان يعود.

بعد سنة كاملة انته العقد بين سامي ومدير العيادة. شكره سامي على كل ما قدمه له من المساعدة. وشكر المدير سامي على هذه السنة المميز. ودع سامي العائلة. ثم ذهبت معه ابتهال إلى المطار وهنالك ودعته بالدموع. على أمل أن يلتقيا مرة أخرى.