كاتب الموضوع :
روميو ملك البحار
المنتدى :
قصص من وحي قلم الاعضاء
Part 05
عاد سامي إلى بلاده حاملاً الشهادة. وكانت في استقباله ندى التي فرحت بعودته وفرح هو بلقائها. قدمته إلى جمهورها. بدكتور الفنانين والمشاهير، ثم بعد ذلك ذهبا سويا إلى منزلها حيث أعدت حفلة استقبال حضرها بعض العائلة والأصدقاء لتعبر له عن امتنانها. ثم أخبرته أن عيادته أصبحت جاهزة في المكان الذي يريد وبالتصميم الذي يريد. شكرها وأخبرها أنه ليس عنده أحد غيرها ليعتمد عليه.
بعد انتهاء الحفلة التي أعدتها له، أراد سامي أن يذهب إلى منزله. طلبت منه أن يبقى عندها. قالت: لقد استضفتني في منزلك لفترة طويلة. والآن دوري أن أستضيفك. قضى سامي تلك الليلة يتحدث مع ندى وتخبره بمستجدات حياتها. ويحكي لها من القصص والمواقف في تلك البلاد. وأهمها عائلة مدير المستشفى التي قدمت له كل العون. وحدثها طبعا عن المساعدة ابتهال ومدى جمالها وذكائها وأناقتها.
ذهب سامي مع ندى لتريه العيادة الجديدة. كانت سعادة سامي لا توصف بالحصول على العيادة. قالت: لقد صممت المستشفى كما تريد، يحتوي على عيادتك وغرفة العمليات وعيادتين أخريين مستقبلية. وعشرة غرف تنويم.
في الدور الثاني شقتك الخاصة صممتها وأثثتها كما تريد. نظرت إليه وقالت بقلق: هل ستستمر في خطف الفتيات. حتى رغم عندك شهادة وعيادة. قال لها لن افعل ذلك فلم اعد بحاجة إلى الخطف فمعي الشهاد وعندي العيادة.
انتقل سامي إلى الشقة الكبيرة في الدور الثاني من العيادة. ثم بدأ يجهز العيادة بطريقته، ثم أختار موظفين إدارة وعلاقات واستقبال وتنظيف، وغيرهم. وأخبرهم أنه اختارهم بمواصفات معينة، وسيدفع لهم رواتب عالية، قياسا بالعيادات الأخرى، لأنهم سيتعاملون مع مسؤولين وفنانين ومشاهير.
جاء يوم الافتتاح حضره الكثير من المسؤولين والفنانين والمشاهير. من بينهم صديقته ندى
كان سامي سعيد بوجود شخص مألوف في الحفلة. فبدأت ندى تعرفه بأسماء المشاهير. حتى وصلت إلى أحدهم وقالت أرأيت ذلك الشاب الوسيم الذي يقف بجانب النافذة. هذا "حازم" درسنا مع بعض في الجامعة، وأخبرني انه معجب بي، أراه في كل مناسبة أكون أنا فيها.
قالت قد لا يكون لي إخوان أو أخوات ولكن أشعر بأنك الأخ الذي لم تلده أمي، أنا محتاجة لرأيك ووقوفك معي. قال لها قد يكون وجودي حولك يجعله يغير رأيه. قالت لا تقلق أنا شرحت له كل شيء وكنت معه صريحة في كل شيء وفهمته أنك أخي من الرضاعة. نظرت إليه وقالت: انت مثل أخي وتهمك مصلحتي. قال لها أكيد. لن أسمح لأي شخص يؤذيك أو يجرحك.
كان الافتتاح رائع كان من بين الذين حضروا الافتتاح! الضابط المسؤول عن عمليات الخطف فتقدم إلى سامي، وبارك له على العيادة وسأله بطريقة مستفزه، هل ستعود للخطف؟ سنراقبك جيدا وإذا اكتشفنا أنك عدت إلى طريقتك القديمة، كن متأكد أنك لن تفلت من يدي هذه المرة. قال له سامي إذا وجدت دليل يثبت إدانتي فافعل ما يحلوا لك. سألته ندى لماذا قلت له ذلك. قال لقد استفزني. لم يكن عندي أي نية للعودة لاختطاف الفتيات، لكن الآن أصبح الوضع تحدي بيني وبينه.
وقبل أن تنتهي تلك الليلة، يتلقى الضابط اتصال يخبرونه بأنه حصلت منذ ساعة خمس عمليات خطف لفتيات بنفس مواصفات "خاطف التجميل". نظر الضابط إلى سامي! وقال لا أعلم كيف فعلتها. قال له سامي من الأفضل ان تذهب لتؤدي عملك وتقبض على الخاطف. قال الضابط كما قلت لك سنستمر بمراقبة حركاتك ولن أتأخر في القبض عليك. تركه سامي وقال لندى هيا لأعيدك إلى منزلك. ثم نظر إلى الضابط وقال بالتوفيق في إيجاد المخطوفات.
ذهب سامي مع ندى، سألته ما الذي يجري. فقال أخبرني الضابط بأنه تم اختطاف خمس فتيات منذ ساعة. قالت هل لك يد في ذلك. قال كنت معك طول الحفلة. نظرت إليه وقالت افعل ما يحلوا لك سأكون دائما في صفك.
نظرت ندى للخلف قالت هنالك سيارة تتبعنا. وصلا إلى منزلها ثم جلسا يتحدثان على الشرفة.
كانت ليلة غريبة في المدينة! كل ساعة تختفي خمس فتيات. وكلهم بنفس المواصفات التي يتعامل معهم "خاطف التجميل". حتى أعلن الاستنفار في المدينة. غياب خمسة وعشرين فتاة في ليلة واحدة.
جنّ جنون الضابط. سأل المراقبين أين سامي. قالوا مع ندى على الشرفة يتحدثان. سألهم هل أنتم متأكدين أنه سامي الخاطف، قد يكون شخص يشبهه. انتظروا سأحضر الآن. ذهب الضابط وطرق على ندى المنزل. وسألها أين سامي. قالت انه على الشرفة ينتظرك، سأحضر لك فنجال شاي. تقدم الضابط إلى الشرفة. سأله سامي هل وجدت المخطوفات. قال لقد اختفت عشرين فتاة أخرى. قال سامي وهل ما زلت تظن أني أنا الفاعل. انظر إليّ الآن عندي شهادة وعيادة. لست محتاج إلى الخطف مرة أخرى.
ذهب سامي إلى شقته في الدور الثاني من العيادة. وعند وصوله، قال الضابط عندنا تصريح بتفتيش العمارة كاملة. أليست كلها باسمك. قال سامي: نعم.
فتشت الشرطة العمارة والعيادة فلم يجدوا شيء. ودعهم سامي وقال هل انتهت شكوكك الآن؟ قال الضابط انتهينا الليلة. قال له سامي اذهب وابحث عنهن قد يكونوا في خطر حقيقي.
خرج الضابط وترك مراقبين يراقبون تحركات سامي طول الليل. وفي الصباح الباكر اجتمع الإعلام أمام عيادة سامي وسألوه هل انت من خطف البنات. قال بابتسامة. أتمنى أكون من خطفهم على الأقل سيكونون في امان معي. لكن كما تعلمون كنت ليلة الأمس في حفل الافتتاح. والآن نستعد لنستقبل أول ضيوفنا.
وصل زائر العيادة الأول وكانت أحد الفنانات المشهورات! أخذ سامي يعتني بها ثم بدأ بالعملية الجراحية. ثم أخذها إلى جناح التنويم ليطمئن عليها. ثم استقبل الزائر الثاني. والثالث وهكذا. ولما انتهى عمله في العيادة! أتت ندى وذهب معها يقودان السيارة حول المدينة حتى جاء العشاء ثم عاد إلى شقته ونام.
مرت ثلاثة أسابيع، كان جدول سامي واضح للمراقبين. وما تزال الفتيات مختفيات. تعب الضابط من البحث. ثم ذهب إلى سامي وكان في المطعم مع ندى. وقبل أن يتكلم يتلقى اتصال بأن الفتيات ال 25 عادوا إلى منازلهم سليمات وجميلات.
ذهب الضابط إلى الفتيات وقام بالتحقيق معهن. أين كنتن؟ قالوا كلهن لم يشعروا بأنفسهن حتى عادوا إلى المنزل. لم يستطيع الضابط أن يجد أي خيط يؤدي إلى الفاعل.
كان سامي مشغول طول النهار في العيادة. وبعد أن ينتهي من العمل في العيادة تأتي ندى لتقضي بقية اليوم معه. قالت له هل قرأت الأخبار. أخبرها أنه كان مشغول في العيادة فلم يسمع شيء. عادت ال 25 فتاة إلى منزلهن بعد أن حصلن على عمليات تجميل رائعة. والملفت للانتباه في ذلك، يقول الخبراء أن عمليات التجميل كانت أفضل مما كنت تعمل. هل يا ترى هو منافس لك في السوق. قال لا أعلم! لكن سعيد ان هنالك من يسير على خُطاي، يساعد الفتيات ويعتني بهم.
سألها هل وافقتي على الزواج من "حازم". قالت بابتسامة وخجل لقد وافقت وقريبا سيأتون إلى منزلنا ليخطبوني، أتمنى تكون موجود، قال لها أكيد سأكون بجانبك، لكن الآن يجب أن اعود إلى العيادة لأطمئن على المرضى ثم سأذهب إلى شقتي للنوم مبكرا.
بعد شهر اختطفت أيضا 25 فتاة. تأكدت الشرطة من أن هنالك شخص آخر يقوم بعمليات الخطف. فأصبحوا يركزون فقط على متى ستعود الفتيات ليقبضوا على الفاعل. ولكن الفاعل كان محترف يضعهم في حافلة واحدة ويتركهم أمام احدى الأماكن التي لا يوجد فيها كاميرات ثم يختفي.
أصبح هنالك تحقيقات شاملة مع الفتيات ليحاولوا أن يعرفوا أي خيط إلى الفاعل. لكن أيضا لا يتذكرون شيء. سوى أنهن صعدن سيارة الأجرة. ثم شعروا بالنعاس. ولم يستطيعوا أن يعطوا مواصفات السائق.
وبعد شهر آخر اختطفت 20 فتاة أخرى فلم تعرف الشرطة ما تفعل. سوى الانتظار حتى يعودون. توقف الجميع عن مراقبة سامي. ثم أتى الضابط إلى سامي وقال أتيت لأعترف أنك انتصرت ونحن خسرنا الرهان. المهم أعيدوهم إلى أهلهم سالمين. قال سامي لا تقلق سيعودون إلى أهلهم سالمين. التفت إليه الضابط وقال يعني انت من خطفهم. قال سامي من خطفهم سيعطي لهم حياة مختلفة وسيعيدهم سالمين. أليسا هذا ما يفعله كل مرة.
ضحك الضابط وقال ذكي! جواب بتحفظ كامل. ثم اتجه الضابط الى باب الخروج من المستشفى وقبل أن يخرج. قال له سامي. تأكد من قام بالخطف لن يفكر في الخطف مرة أخرى. يجب أن تكون جاد مع عمليات الخطف القادمة لأنها ستكون حقيقية. قال الضابط قد نصبح صديقين يوم من الأيام وتشرح لي مالم أستطيع فهمه. قال سامي سيأتي يوم ويكتب "خاطف التجميل مذكراته" وستعرف منها كيف فعل ذلك.
خرج الضابط من العيادة في الوقت الذي دخلت فيه فتاة جميلة وأنيقة وتبدوا من الطبقة الراقية اللباس والشنطة والساعة وتقول هل تحتاج مساعدة. عانقها وقال مرحبا بزوجتي الغالية ابتهال. ثم التفت إلى الموظفين وقال أعرفكم بزوجتي ابتهال. فرح الموظفين والتفوا حولها يرحبون بها. ثم طلب منهم فتح العيادة رقم 2 وتجهيزها لها.
همست له هل انتصرنا. همس لها نعم. ثم قال هيا لأريك عيادتك. أخذها إلى عيادتها وقال لقد جهزتها لك لتعملي فيها بطريقتك. قالت لقد قمت ببعض التطوير على طريقتك التي علمتها لي. قال لقد كنتي رائعة مع الفتيات في طريقة خطفهم وتخديرهم وعمليات التجميل التي قمتِ بها لهم. جميع الخبراء أشادوا بعملك. ثم قال أصبح التلميذ أفضل من الإستاد.
قالت بحب لا أعرف كيف أشكرك على كل ما فعلته من أجلي. لقد حققت لي احلامي وأصبحت بمساعدة تلك الفتيات أفضل طبيبة تجميل في العالم. كنت في أوقات فراغي أشاهد المقاطع التي صوروها قبل الخطف والحالة النفسية التي كانوا يعانون منها. ثم أشاهد المقاطع التي صوروها بعد العملية والفرحة والثقة بالنفس التي أصبحوا عليها. فتدمع عيوني فرحا لهم.
قال لها وجودك معي هو أفضل شيء في حياتي. لن أنسى اليوم الذي وافقت أن تتزوجيني وأصبح والدك مثل والدي وأهلك مثل عائلتي. رغم أني كنت غريب عن المكان إلا أني معك كنت أسعد رجل في العالم.
ضحك سامي وقال هل تتذكرين اليوم الذي خططنا فيه كيف ستأتين إلى هنا. وتبدئين تخططين لخطف الفتيات. قالت: الكل كان يركز عليك عشان كذا أنا أخذت راحتي وكنت في أمان كامل. عارف أهم شيء في هذا لا أحد كان يعرف أن المخطوفات في العمارة التي قمت ببنائها في خلف العيادة وأن هنالك باب سري إلى شقتنا يجعلني كل ليلة أنام في حضنك. بصراحة كانت خطة رائعة واستمتعت في خطف الفتيات وكانوا متعاونين فلم يخبروا عنا.
قال لها باقي دقيقتين على فتح العيادة فأمامنا الكثير من العمل لنكسب قلوب الناس، ولكن الآن بدون خطف او نخفي أنفسنا. قالت ستستمر أنت مع المشاهير وانا سآخذ الفتيات من قائمة المعاناة.
عمل سامي وابتهال يد بيد في العيادة، حتى أصبحت من أكبر وأشهر العيادات في العالم وأصبحت ابتهال فعليا أفضل دكتورة تجميل في العالم. عاش سامي وابتهال بسعادة ولا أحد يعلم بسر الفتيات المخطوفات إلا بعد ما قرأ الناس مذاكراتهما بعد عمر طويل.
انتهت هذه الرواية التي أتمنى أن تكون حازت على إعجابكم.
|