لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

قصص من وحي قلم الاعضاء قصص من وحي قلم الاعضاء


عيون الرهاف للكاتبة الرائعة / عيون الليل.

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أعضاء ليلاس الغالين بعد أن استأذنت من كاتبة الرائعه عيون

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-08-22, 03:23 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2012
العضوية: 244631
المشاركات: 30
الجنس أنثى
معدل التقييم: قلب السكر عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 33

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قلب السكر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
Jded عيون الرهاف للكاتبة الرائعة / عيون الليل.

 


الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعضاء ليلاس الغالين

بعد أن استأذنت من كاتبة الرائعه عيون الليل.

سوف أنزل لكم فصول رواية مكونة من 30 جزء..

عيون الرهاف ( الفصل الأول )

نيابة عنها بما انها اعجبتني وراقت لي كثير

كذلك رواية كاملة ..


قراءة ممتعة لكم ........
عاد لا تنسون تفاعلكم ..

 
 

 

عرض البوم صور قلب السكر   رد مع اقتباس

قديم 20-08-22, 03:28 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2012
العضوية: 244631
المشاركات: 30
الجنس أنثى
معدل التقييم: قلب السكر عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 33

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قلب السكر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قلب السكر المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: عيون الرهاف للكاتبة الرائعة / عيون الليل.

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح / مساء يوم جديد ..

ها أنا أقف بين صرحكم جميل ، و أتمنى أن أجد اخوة ترافق عيون الرهاف، كانت وقفة خجولة مني ، فكل يوم كنت اكتب و امسح لأنهض و اكتب من جديد.. فهي مجرد سطور على ورق.. لتعبر عن مخيلتي، قد أكون أصبت فهذا توفيق من ربي، و قد تكون رقيقة تلامس واقعنا، حاضرنا و ماضينا ، عيون الرهاف ليست مجرد رواية بل هي روح أبثها بكل شجن، هي دانة كتبتها و نسجت خيوطها بحبر على ورق عتيق، إذا كان هناك تشابه في الأفكار فهي مجرد تشابه لا غير، تولعتُ بها و أتمنى أن اجد نقد البناء.. وأنا وأعوذ من كلمة أنا ، مجرد هاوية للحرف.. فلا تقسون على عيون الرهاف، فهي الآن ابنتكم ، فضموها بين أيديكم..

كانت هذا المقدمة بسيطة ، تعبر عما بداخلي،
و ختام : أشكر لكل من مر هُنا، و قرأها.




.
.
.




بعض من مقتطفات الـجُزء الأول


في جو عاصف، سكون ناس في منازلهم، يقود سيارة و هو يرفع صوت المذياع على محطة الاخبار.. في طريق وعر و ضيق، و الحر شديد.. شمس الحارة، و المكيف عطلان ، رافع أكمام ثوبه أبيض إلى مرفقيه، و فوق كتفه الأيمن غترته الحمراء مُهمَلة، و صوت تسرب

" حقيقة حول حرب سامة أرهبت الشعب سوري.. "

لينقطع صوت، و يضرب على ( المسجل )
و بنبرة قهر : يعني مالقيتي إلا هاللحين ياهبوب تلعبين بوقت الاخبار !!!!
أخيه الذي يجلس بجانبه ، و هو يمسك بإصبعه إبهام عناقيد من خرز و يستغفر
بنظرته صارمة و قوية : ضاوي.. هبوب كل ما لها وتشد، وأنت تتحلطم على شيء ماهوب بيدنا..
ضاوي بغبن : لا والله بيردها هبوب نجد.. يلا غردنا من صوتك خل نقصر طريق ..
ساري : بحكي لك قصة عن الخيل يقال فيذاك زمان انه بالحيل هاوي خيله..
ضاوي بفضول : اسلم ياساري..
ساري : الخيل من كثر ماهلت مزون مطر على فارسها غدا أكبر فارس بقريته، وصيته يوصل بكل مكان بزمانه وعشق له وحدتن يقول قمر ابعد وهي تجلس بمكانك ...
ضاوي : هالله الله.. أي عطنا علم زين..
ضحك ساري، و هو ينظر للطريق !
و بصوت حدّة : انتبه على نوق!!!! ياضاوي.. وقف ياولد..
ضاوي وعينيه التي تتسع بصدمة : عوذى وين راعيها؟؟؟؟ وش هوله تاركهم مهملين!!!
ساري : وقف..
ضغط على فرامل، و احتكاك المحرك ليصدر موجة من الغبار شديد
و بكحة ضاوي : غربل الله ابليسكم.. وينه راعيها؟؟؟ والله لا اعمله ان الله حق..
ساري : لا والله وفقه .. ابي انزل وأشوف وش سنع هالنياق!!!؟؟

ليترجل كُلٌ من ساري الذي اقترب ولامس إحدى نياق ، بينما ضاوي ذهب ما بين يمينه و شماله أرض رملية ناعمة، و بعض الأشجار صحراوية مزروعة على مد نظر
و يرى من بعيد بعض الخيام ليذهب نحوها، و هو من تعب و حرقة الشمس أصابه العطش.. حين وصل وقف أمام الخيمة
و بصراخ : يأهل بيت.. يأهل بيت..
و يستيقظ رجل ليخرج من الخيمة و يبتسم : اقلط ياولد الشيوخ...
ابتسم ضاوي مجاملة لهِ : ياعم لك نياق ضايعه تهجول بسكك ، مايصير ياعمي ذنبهم برقبتك ..
العم تغيرت ملامحه لضيق : سامحني اخذت لي غفوة ولهيت .. والله أنك تقلط وترتاح وتعين من الله خير ..
ضاوي : تسلم ياعم.. مير انا ماسك خط انا وأخوي ولزوم ما تؤخر عن أهل ..
العم بغضب : والله أنك ماتردني.. أنت رجال واضح انك أجودي وانا ماهوب اللي يرد ضيوف ..


**********


شمس يوم حارقة، و هي تميل حتى تمسك ( مخمة ) و تكنس، و قلبها الذي يغلي من قهر ، و فستانها بارد ربيعي بنقوش زهور بلون عقيق الأحمر، و خاتمها الذي يحتضن اصبعها الأوسط بكل رقة

لتصرخ ذات عقل ناقص : يا منيفة خمي زين، كود ضاوي يحن ويطل علينا..
و ترمي ( مخمة ) و حبيبات عرق على جبينها و تهفهف بيديها : وراه ما تكملين عني.. وإلا فالحه بالأوامر بس..
ضحكت بخبث : يمه منك يامنيفة.. هاللحين ما اشتقتي لنظرة عينه.. يمه منها كذوب ..
لتشاركها ضحكة : هبوب ماهوب ناوي ترسي على بر.. عسى الله يكفينا شرها.. ويعطينا خيرها..


**********


كانت مغلقة باب على نفسها، و هي تدعي في أعماق قلبها
( ربي يستر عليها من عيال حرام.. )
تسمع صوت تكسير و خطوات عملاقة تتضح بأنهم ( الحرامية.. )

تبكي بألم و قهر، حين ضرب باب برجله ليرى طفلة ذات الثالث عشر عاماً اقترب، و هي تبعد بخوف أمسك بها ليشدها إلى صدره بيده يُمنى يضغط على مكان نبض، و فوهة المسدس بجانب رأسها الأيسر

و بغموض : فين مكان الذهب والحلال؟؟؟
تجيب أفنان بصرخة مكتومة على هيئة بكاء !




ضاوي : 33 عاماً
ساري : 32 عاماً
منيفة : 31 عاماً
افنان : 13 عاماً







.
.
.


نهاية المقدمة..
موجزة، و قصيرة لهدف في نفسي..

.
.
.







**********

قراءة ممتعة، ولا تلهيكم رواية عن صلاة بوقتها

 
 

 

عرض البوم صور قلب السكر   رد مع اقتباس
قديم 20-08-22, 03:32 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2012
العضوية: 244631
المشاركات: 30
الجنس أنثى
معدل التقييم: قلب السكر عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 33

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قلب السكر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قلب السكر المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: عيون الرهاف للكاتبة الرائعة / عيون الليل.

 


الجُـزء الأول


.
.

.. عيون الرهاف ..

.
.


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء / صباح يليق في صرحكم رائع..
كان مقصد من مقتطفات أخذ فكرة بسيطة في ( عيون الرهاف ) ..
شكراً ، وشكراً بحدود السماء على لطفكم..

**********

لا تلهيكم رواية عن الصلاة بوقتها
قراءة ممتعة.

**********

.
.
.


ضمي مَلامح صورته ..
ضميه .. لعله يفيق ..
يَشهق .. أو يَردّ النَّفسْ ..
ضمّيه لعَله حبس ..
صٌوته .. رعشة عرٌوقه ..

وخيم حزين الصمت فُوقه ..

مات .. مات
من قبل ما يكتب له فـ قٌربك حياة ..
من لبسه ثوب البياض ..
من سبل عيٌونه ..
مسح غبرة جبينه ..
وش يفيد ..
اللي زرع نصلٍ حديد ..
في قلبه الطيّب نسى ..
قولي عسى .. ما تلمحي ..
فـ طرف ثُوبك له دما ..
يا خٌوفتي .. اللي سبح في نهرك الجَارف ..
غد اموته ظما ..
ضمّي ملامح صورته ..
ضمّيه لعله يفيق ..
يشهق أو يرد النفس ..
صوته جرس ..
ينحب على بوابة الليل ..
يوقظ خدر جرحك ..
يتل من عينك احبال الدّمع
ضمّيه لعله سمع ..
انك تحبينه ..
ولا ..قلتي تحبيه ..
ولا .. قلتي تحبيه ..
بدر بن عبدالمحسن.










**********








الماضي
( قبل عشرون عاماً )

في يوم ممطر، صرخات مقتولة، آهات و لوعة، و حرمان.. في حارة قديمة يسودها الحُب، و الكره، و الغضب، و قسوة تشربت حزن مراراً، و زمن الذي غدرَ بِهمَا.. هي مظلومة، و طفولتها مغدورة !

كان أبو منيفة نائم على فراشه، جسده ثقيل و هو يمسك يدين اخوه، و موت يشوفه زائر
بصوت مرهق : تكفى يأخوي ياطراد تكفى تنتبه على هالبنتين.. مالي من بعد الله إلا هم..
طراد، و الذي يمسك يد اخوه و بصوت خائف : أبشر يأخوي ازهلها… بناتك هُم بناتي يأخوي الله يهداك مير لا تشيل هم دامني حي..

منيفة التي تقف على مشارف حزن، و يدينها صغيرة تحتضن حدائد نافذة، و تبكي بخوف من مجهول، و اختها صغيرة شادن تمسك طرف ثوبها، و تبكي !
نظر أبو منيفة، و هو يمسك يده اليمين بيد بنته منيفة، و ينظر لها نظرة مودع : يأبوك انتبهي على نفسك..
ويكح، و يأخذ نفس ضعيف : استودعتكم الله.. ترى يأخوي هالبيت اللي ساكن فيه و محل اللي ابيع فيه مطاحن.. هو وحيد اللي بقى لهن.. تكفى يأخوك حطهن بعيونك وصيتي بناتي يا طراد…
طراد بحزن : ولا يهمك يأبو منيفة.. أنت بس قوم لنا بسلامة…
لتسقط يد أبوها، و تبكي بحرقة
منيفة : يُبـه.. يُبـه.. طلبتك تقوم..


***********


ماهي إلا دقائق ليمسك يد منيفة، و أمسك طفلة شادن و يقربها لحضنه، بخطوات سريعة خرج من منزل أخيه
في ليلٌ مظلم و مخيف، صوت الرعد و الأمطار التي تبلل ثوبه
منيفة بحزن : عمي خل اشوف أبوي.. عمي لانترك أبوي لوحده..
طراد بخوف يلتفت بين حينة و الأخرى
ليمشي في طريق الحارة ضيقة، و يصل إلى إحدى البيوت ، ليطرق الباب بقوة



ثواني و إذا برجل كبير يفتح الباب
ليتفاجأ بحضور طراد، و طفلتين !
بعقدة حاجبيه : عسى ما شر يأبو ضاوي؟؟
طراد باختناق : يأبو مصلح .. أخوي يطلبك الـحّل.. ومثل ما أنت شايف أبيك تقوم بغسله وتكفنه…
ابو مصلح بحزن : لا حول ولا قوة إلا بالله.. إنا لله وإنا إليه راجعون..
طراد : شف وش اللي تحتاجه وأنا رقبتي سدادة.. مير لزوم اوصل بنات لبيتي …
ابو مصلح : ولا يهمك.. توكل يا طراد …
طراد: دوم ما تقصر يأبو مصلح.. يلا اشوفك عقب..
ابو مصلح : على خير.. على خير يا طراد..
اغلق باب ابو مصلح


**********


يمشي طراد سريعاً نحو منزله، طرق الباب ، فتحت له زوجته و هي تتأمله من فوق لتحت !
و بكره أم ضاوي : خير!!! رغم انه ما وراك خير..
طراد، و انفاسه سريعة : يابنت الحلال جيبي لي ماي.. عطشان يأم ضاوي.. خليني أخذ نفس..
أم ضاوي : وراه جايب بنات أخوك!!!! عسى ما شر؟
طراد بعد أن شرب ماء، و بلل ريقه
يجيب : أخوي أبو منيفة عطاك عمره..
أم ضاوي بقسوة : عظم الله أجرك في أخوك.. بس ليه مجرجر هالبنات معك ؟؟؟؟ ما فهمت !!!
طراد : يعني ما يبي لها فهم هذي ياصيتة .. بنات أخوي بيعشون فيذا.. تحت نظر عيني..
أم ضاوي بقهر : أنت بعقلك يعني فوق اربي عيالك تبيني اربي بنات اخوك…
طراد بصوت منخفض : يابنت الحلال.. هذولي عيال أخوي.. يعني بالله تبيني أرميهم بالشارع ….
أم ضاوي : ينحرقون مالي شغل فيهن .. واسمع ياطراد علم يوصل ويتعداك… بنات موضي ما يجلسن دقيقة عندي… ضفهم عند خالهن… أنا منيب ملزومة اتحمل مسؤولية غيري..
تنهد طراد : لا حول ولا قوة إلا بالله.. يامره افهمي.. هالبنتين اللي ما تبينهن وراهن خير… خير كثير ….
أم ضاوي : الله الغني … شل قشهن ويطلعن … ماعاد إلا هي يجلسن بنات مضاوي عندي …
طراد بحدة : يامضاوي اللي ذبحتيني بسيرتها.. يامره اعقلي حرمة لها زمن طويل من الله اخذ امانته….
ام ضاوي : اي هي ميته وانا اللي انقهر …. اطلع برا ياطراد وخذ بنات أخوك.. يـلا…
منيفة بخوف، و هي تكتم بكاءها، و بكاء طفلة شادن، نزلت لعندها و ضمتها لحضنها
و بطفولة مقتولة : ياعمي انا واختي بنعاود لبيت أبوي… فيذاك بيتنا..
طراد، و هو يفكر بمخرج : وش هوله يا منيفة؟؟؟؟ بعدين ذا أيام كثرة الحرامية وقطاع الطرق، وبسم الله سكنهم مساكنهم شياطين دنيا تطلع لا ظلم ليل…. انا اقول يا عمتس ادخلي، واجلسي بغرفة ضاوي وساري ترى هم بحسبة اخوانتس اللحين..
منيفة بعناد : بس يا عمي اللي تقول عنهم اخواني ما يجوز اجلس معهم بنفس غرفة…
طراد : شفتي كيف فطانة بنت أخوي.. بسم الله عليتس فطينه طالعه على عمتس..
لتقاطعه أم ضاوي بغضب ناري : ذا اللي ناقص يابنت مضاوي ….
لتمسكها، و تسحبها عند الباب : اطلعي برا ياجعل مابقى بنات… وأنت اخرج ولا أبي اشوف وجهك.. والله ثم والله ياطراد يا ان ارميك معهن…
خرج طراد خوفاً منها : لا بالله انهبلتي… ترى اللي طاردتيهن بنات أخوي رضيتي وإلا ان ارضيتي….
أم ضاوي : باللي مايحفظك..










********







الحاضر
( في وقت الحالي )


في جو عاصف، سكون ناس في منازلهم، يقود سيارة و هو يرفع صوت المذياع على محطة الاخبار.. في طريق وعر و ضيق، و الحر شديد.. شمس الحارة، و المكيف عطلان ، رافع أكمام ثوبه أبيض إلى مرفقيه، و فوق كتفه الأيمن غترته الحمراء مُهمَلة، و صوت تسرب

" حقيقة حول حرب سامة أرهبت الشعب سوري.. "

لينقطع صوت، و يضرب على ( المسجل )
و بنبرة قهر : يعني مالقيتي إلا هاللحين ياهبوب تلعبين بوقت الاخبار !!!!
أخيه الذي يجلس بجانبه ، و هو يمسك بإصبعه إبهام عناقيد من خرز و يستغفر
بنظرته صارمة و قوية : ضاوي.. هبوب كل ما لها وتشد، وأنت تتحلطم على شيء ماهوب بيدنا..
ضاوي بغبن : لا والله بيردها هبوب نجد.. يلا غردنا من صوتك خل نقصر طريق ..
ساري : بحكي لك قصة عن الخيل يقال فيذاك زمان انه بالحيل هاوي خيله..
ضاوي بفضول : اسلم ياساري..
ساري : الخيل من كثر ماهلت مزون مطر على فارسها غدا أكبر فارس بقريته، وصيته يوصل بكل مكان بزمانه وعشق له وحدتن يقول قمر ابعد وهي تجلس بمكانك ...
ضاوي : هالله الله.. أي عطنا علم زين..
ضحك ساري، و هو ينظر للطريق !
و بصوت حدّة : انتبه على نوق!!!! ياضاوي.. وقف ياولد..
ضاوي وعينيه التي تتسع بصدمة : عوذى وين راعيها؟؟؟؟ وش هوله تاركهم مهملين!!!
ساري : وقف..
ضغط على فرامل، و احتكاك المحرك ليصدر موجة من الغبار شديد
و بكحة ضاوي : غربل الله ابليسكم.. وينه راعيها؟؟؟ والله لا اعمله ان الله حق..
ساري : لا والله وفقه .. ابي انزل وأشوف وش سنع هالنياق!!!؟؟

ليترجل كُلٌ من ساري الذي اقترب ولامس إحدى نياق ، بينما ضاوي ذهب ما بين يمينه و شماله أرض رملية ناعمة، و بعض الأشجار صحراوية مزروعة على مد نظر
و يرى من بعيد بعض الخيام ليذهب نحوها، و هو من تعب و حرقة الشمس أصابه العطش.. حين وصل وقف أمام الخيمة
و بصراخ : يأهل بيت.. يأهل بيت..
و يستيقظ رجل ليخرج من الخيمة و يبتسم : اقلط ياولد الشيوخ...
ابتسم ضاوي مجاملة لهِ : ياعم لك نياق ضايعه تهجول بسكك ، مايصير ياعمي ذنبهم برقبتك ..
العم تغيرت ملامحه لضيق : سامحني اخذت لي غفوة ولهيت .. والله أنك تقلط وترتاح وتعين من الله خير ..
ضاوي : تسلم ياعم.. مير انا ماسك خط انا وأخوي ولزوم ما تؤخر عن أهل ..
العم بغضب : والله أنك ماتردني.. أنت رجال واضح انك أجودي وانا ماهوب اللي يرد ضيوف ..
بعد ان جلس ضاوي بجانب رجل عجوز، و الذي أمسك بدلة قهوة
ليتناول فنجال قهوة منه
و بهدوء : كثر الله خيرك ، لكن وراي خط مثل ما قلت لك.. وأنت ماقصرت جعلك تسلم..
العم : الود ودي تجلس فيذا وتشوف براد ليل..
ضاوي وقف و قَبلَ رأس العم : عساك على قوة..
خرجا ليمشين سوياً حتى يصعد ضاوي و ساري لسيارة ، بينما عجوز بعصاته يهش على نياقه

ساري : وراه طولت!!!!
ضاوي : شيبة هذا كسر بخاطري، غريب أقلها يجيب له عامل يساعده..
ليقف العم مشيراً له بالسلام
و بإصرار غريب : والله انك تتفضل معي.. و تتعشا أنت وأخوك الأجودي.. ما لك لوا عشاكم الليلة عندي ازهلها..
ابتسم ساري : ياعم لا تكلف على نفسك.. واعذرنا..
العم بإصرار: اقلطوا.. ياولدي خل هبوب يخف شوي..
ضاوي، و هو يأخذ برأي ساري
ساري بهدوء : ولا نرد عزيمتك ياعم ..










**********










شمس يوم حارقة، و هي تميل حتى تمسك ( مخمة ) و تكنس، و قلبها الذي يغلي من قهر ، و فستانها بارد ربيعي بنقوش زهور بلون عقيق الأحمر، و خاتمها الذي يحتضن اصبعها الأوسط بكل رقة

لتصرخ ذات عقل ناقص : يا منيفة خمي زين، كود ضاوي يحن ويطل علينا..
و ترمي ( مخمة ) و حبيبات عرق على جبينها و تهفهف بيديها : وراه ما تكملين عني.. وإلا فالحه بالأوامر بس..
ضحكت بخبث : يمه منك يامنيفة.. هاللحين ما اشتقتي لنظرة عينه.. يمه منها كذوب ..
لتشاركها ضحكة : هبوب ماهوب ناوي ترسي على بر.. عسى الله يكفينا شرها.. ويعطينا خيرها..
شادن : منيفة.. تكفين خلينا نروح يم خميلة .. زمان ماشفتها..
منيفة، و هي تكمل ما بدأت بهِ لتلتفت على اختها
و بهمس : لا تسمعك صيتة ما احنّا ناقصين هرج ثاني..
شادن بتهور : وش بيصير يعني؟؟؟ عمي طراد ماهوب فيذا.. وهي ماغير جالسة بغرفتها.. وانا مليت أبي اخرج شوي …
منيفة : طيب ياشادن ياكثر ماتحنين على رأسي..
لتقترب شادن و بحب : عاد وش اسوي احبك..
منيفة تضحك : طيب ….










**********










بعد أن تناولا العشاء متواضع … جلسا أمام شبة النار ، ورائحة الحطب مميزة.. مع دخول صلاة المغرب
ضاوي : كثر الله خيرك… كلفت على نفسك واجد ياعم..
العم بسرور : والله انه شيء بسيط… عليكم بألف عافية… إلا ياوليدي بسألكم من أي عرب انتم؟؟؟
ساري بهدوء : من عرب بادي ياعم…
ضاوي ابتسم : إلا يا عم ما عندك عامل يساعدك فيذا نياق..
العم : والله ياوليدي أنا مهتويهم بالحيل… عندي عامل وعطيته اجازة عقب كم اسبوع ويعود علي …
ساري : نستأذن منك ياعم…
العم، و الذي يتأمل خروجهم و بمحبة، يتصل على أهل بيته و لكن ما من مجيب !!
كرر الاتصال، و طرف الآخر لا إجابة !!










**********










كانت مغلقة باب على نفسها، و هي تدعي في أعماق قلبها
( ربي يستر عليها من عيال حرام.. )
تسمع صوت تكسير, و خطوات عملاقة تتضح بأنهم ( الحرامية.. )

تبكي بألم و قهر، حين ضرب باب برجله ليرى طفلة ذات الثالث عشر عاماً اقترب، و هي تبعد بخوف أمسك بها ليشدها إلى صدره بيده يُمنى يضغط على مكان نبض و فوهة المسدس بجانب رأسها الأيسر

و بغموض: فين مكان الذهب والحلال؟؟؟
تجيب أفنان بصرخة مكتومة على هيئة بكاء !
يهمس بقرب إذنها : يالبزر اسكتي….
افنان تحاول تملص منه و هروب، تسمع رنين الهاتف أرضي

ليدخل صديقه، و يهتف له بقهر : قم مشينا مالقيت شيء.. لا ذهب ولا فلوس!!!!!
ليشير له بصمت
وهمس لأفنان بخبث : افتحي خط بس ياويلتس لو تكلمتي بحرف …
و هي تهز رأسها موافقة
اقترب ممسكاً بأحكام بجسد طفلة افنان، لترفع سماعة الهاتف
و تسمع نبرتهِ حانية : الووو…
افنان بصوت مختنق بالعبرة
الرجل كبير : افنان ياجدتس أنتي معي.. وراه طولتي؟؟؟
افنان : هلا جدي .. وراه طولت وما جيت!!!
ابو عياش: أمتس ما بعدها جات البيت!!!
لتبكي افنان، و ينتفض أبو عياش
و بغصة : ياجدتس وراه تبكبكين!!!
لينقطع الاتصال…










**********










ساري : طيب توكل على الله..
ضاوي : ماهوب قبل ما تحكي لي عن سالفة قصة..
ضحك ساري : مهم هاللي حبها وعشقها طلبها من أبوها... وهي وافقت لكن شرطت شرط كسر ظهره..
ضاوي، و هو يضرب بإصبعه إبهام على مقود سيارة
و بفطنة : لا تقول أنها تبي الخيل..
ساري : بالفعل ذا اللي صار.. ويوم اللي عقبه جابت الخيل وأخذته.. وقالت له تعرف تعطيني مقفاك .. وباعت الخيل وجاء لها خيراً كثير.. ضفت نفسها وأهلها.. لكن مشكلة ماتهنت لا بفلوس ولا بأملاك.. حاولت تبحث عنه ولا لقيته.. كُل الأرض يوم صارت لها عزول.. وماتت وهي نادمة..
ضاوي : والله انها خسرت حب وجاه.. عسى الله يكفينا شر خساير..
ساري بغموض : آمين..


**********


في قلب الحارة، لعب الأطفال للكورة، و ناس الذين يعملون في المحلات، وصف طابور من الأطفال حتى يتسارعن على من يأخذ خبز من المخبز، وهو يصرخ بهم
راعي المخبز : بالدور كلن يمسك دوره يلا..

ضحك ساري : أربع سنين وبعدها الحارة نفس ماهي.. ما تغير شيء..
ضاوي : أي والله صدقت.. يا اني ولهان على مرقوق والدة..
ساري : ضاوي تراك لزوم تأخذ لك موقف.. أمي ما راح توافق أنك تأخذ بنت العم..
ضاوي بحزن : ماعليه.. متى ما لان رأس أمك أخذها..
ساري : تسذا تظلم نفسك وتظلمها معك.. خل تشوف دربها..
ضاوي و بحرقة : بنت عمي ياساري لي.. لين ما تأخذوني لقبري ساعتها خل تأخذ غيري..
وقف سيارة و ركنها أمام باب منزلهم مباشرة، ترجلا و ابتسم ساري لأخوه ضاوي، فُتِحَ الباب من جهته و أمسك بالحقيبة ، أما ضاوي الذي طرق باب..


***********


على جانب الآخر



كانت جالسة على فرشة أرضية ، في ساحة كبيرة و هي تحيك أسعف نخل و تأكل بعض تمرات، من ثم تشرب من فنجال القهوة..
أم ضاوي : ياشادن.. شادن وسمخ..
شادن بضعف : نعم خالتي..
أم ضاوي بقسوة : تخلخلت عظامك.. شوفي من عند الباب.. واعرفي مين عقبها افتحي باب..
شادن : طيب...
تقدمت شادن بخطوات لتهمس من خلف باب : مين؟؟؟
ابتسم ضاوي : أنا ولد عمتس ضاوي ياشادن..
شادن بخجل : طيب دقيقة افتح باب..


**********


تباعدت شادن، و دخلت سريعاً بغرفتها و هي تنادي أختها بصوت منخفض : منيفة.. يامنيفة..
منيفة التي كانت تمسك سنارة و تعمل على نقشتها الفنية، رفعت رأسها و هي تتأمل ملامح أختها، و بريق عيونها
بهدوء : ايوه شادن وش فيك تسذا؟؟؟
شادن تجلس بالقرب منها على طرف سرير
تبتسم : تخيلي منهو اللي رجع من ديار بعيدة..
تنهدت منيفة : مين يا شادن ؟؟؟؟
شادن : وش فيك؟؟ ولد عمنا ضاوي وشكله حتى اخوه ساري معه..
اغمضت عينيها و هي ترثي حالها، معقولة بعد أربع السنين من غربة ترجع ياضاوي.. كان هذا حديثها بداخلها.. صرختها مكتومة، دموعها التي حاولت سقوط، لتمسحها بقسوة قبل أن تنزل على خديها، و تكمل ما بدأت به
شادن : طيب خلاص ما راح أهرج .. بس لزوم نخرج فيذا يامنيفة..
منيفة بهدوء : عندك حل ثاني.. إذا خالك وضاح تركنا لأجل عيون حرمته.. ترى نار خالتي صيتة ولا حرمة خالي غثيث..
شادن بغيض : الله وخال.. اللي حتى ما نشد ولا كلف على نفسه يسأل عن بنات اخيته.. ماعليه وانا أختك ترى أنا سمعت من عمي طراد.. أنهم فتحوا جامعة فيذا قريب من حارتنا..
منيفة : ومين قال لك بدرس؟؟؟
شادن: أجل تبين نجلس تسذا.. على ملابس اللي تخيطنها ..
منيفة، و هي تنظر لأختها صغيرة و التي تبلغ من عمر السابع وعشرون عاماً ملامحها رقيقة كانت تشبه كثيراً لوالدها، بينما منيفة فملامحها حادة و أقرب إلى تقاسيم وجه أمها
منيفة : هالملابس اللي متذمرة منهم هي رأس مالي هاللحين.. وبعدين ياشادن.. ربي ما عطاني أكمل تعليم بس حمدلله هذاني اشتغل.. صح ماهوب قد مقام بس شيء باليد ولا بدونه..
شادن : انا ما قلت شيء.. انا هرجت مع عمي طراد يسجلني بالجامعة .. تكفين يامنيفة ندرس جميع.. والله انك افطن مني وازين بعد..
ضحكت منيفة : واللي تقول لك ماهوب يم دراسة.. يا حبيبتي ياشادن ترى انا ما امنعك تكملين دراستك جامعية إلا والله بفتخر فيك.. وخل اختك منيفة على هالخياطة..


***********


على جانب الآخر


فرحة صيته برجوع أبنائها، تدمع عيونها و هي تحضن ضاوي الذي جلس أمامها يقبل رأسها و يديها

صيتة : حمدلله على سلامتك يأمك..
ضاوي : الله يسلمتس يأم ضاوي.. علومتس وشلونها صحتس؟؟؟
صيته : منيب بخير يوم انك تغيبون كل هالغيبة.. أربع سنين.. أنت ياضاوي كبير وعذرينك!! مير أنت ياساري وش عذروبك؟؟؟؟؟
ساري ابتسم، و هو يجلس بجانبها و يكبس يديها و قدميها
بهدوء : بعد يايُمَه وظيفتي صعبة بالغصب اللي اخذت لي إجازة..
ضاوي : ما عليتس فيه يالغالية.. ترى ماسكين خط وجوعانين بالحيل…
صيته بغضب : يخسى جوع.. اصبر .. يامنيفة.. منيفة…
ضاوي مبتسم، و النار تحرق جوفه مجرد ما نطقت والدته باسمها..

و هي تقف بعباءتها، و بكل خجل
منيفة : سمي..
صيته بحدة : جهزي عشاء لعيال عمك..
منيفة بنبرة باردة : بس ياخالتي مطبخ فاضي .. وعمي طراد له فوق اسبوع ولا جانا..
ساري، و هو ينظر لوالدته !!
ساري : وش سالفة الوالد يُمَه؟؟؟!!
صيته بتوتر: ما فيه شيء.. وأنتي اشوفك تردادين يا بنت موضي.. انقلعي عن وجهي .. الله من قلة سنع…
ضاوي وبحب : يُمَه.. وراه كل هالعصبية.. هاللحين انزل للسوق وأخذ اللي ناقص بالبيت ولا تكدرين خاطرتس…
صيته بقهر : اسمعني ياضاوي .. دام انكم رجعتوا عندي.. ماعاد لهن قعدة ضف قشهن وخذهن لخالهن…
ساري برحمة : يُمَه تراهن بنات عمي ولا ارضا عليهن.. بعدين اكسبي ثواب فيهن …
صيته : انت بذات اسكت.. من يومك ما ترضى عليهم بشينه… أنتم رجال البيت.. وبيتنا صغير.. قم ياضاوي هاللحين اي بالله هاللحين تسري بهم لخالهن..
ضاوي : مالك لوا.. يُمَه تراني مهتوي منيفة وأنتي تعرفين غلاتس عندي..
صيته بغضب : والله أنك ما تأخذها…
ضاوي بغضب مماثل : اي ليـه! وش تنقدين عليها؟؟؟؟
صيته : يا أمك طعيني بنت موضي ما منها زين…
ساري : يُمَه مايجوز توصفينها..
صيته : علمن يوصل ويتعداك.. بنت موضي ما تأخذها لو أنك تجلس عزوبي…
ضاوي بقهر : يُمَه… ياريحة الجنة أنتي… يعني تهقين لا اخذتها بأنساتس..
صيته بوجع : قم اذلف عن وجهي… وأنت تأخذهن ولا أشوفهن…
قبل رأسها، و هي تدفعه
ابتسم ساري : يُمَه انا اللي افداك.. بعد ما تحملتي عشرين سنة عجزتي تتحملين كم يوم.. وأنتي يالغالية ما تجهلين كفالة يتيم.. بنات عمي يتامى .. اكسبي أجر مرة ثانية.. ما أنتي بخسرانة..
صيته بضيق : بس يا أمك وين بتجلسون!؟
ضاوي بخبث : اتزوج منيفة و ساري يأخذ شادن…
ساري الذي، وكأن لدغة ثعبان لسعته و بارتباك، و تهكم : أنت خذ بنت عمك ولا تنشب لنا.. يا شايب..
ضحك ضاوي : هاه يازين المزايين ياصيتة.. تكفين توافقين.. يا حلوة اللبن ..
ساري : يا أمي وفقي رأسين بالحلال..
صيته بقهر : اقول تأكلون عقلي بهرجكن مير انا غاسله يديني منكم.. قم فارقني يا ضاوي قم..
ضاوي : ولا يهمك أبي اخرج.. يلا ساري قم نشوف وش وضع الحارة..
ساري بهدوء : سرينا يأخوك..










**********










بعيداً في محلات التجارية تحديداً في محل الذهب و المجوهرات.. كانت عشوق تختار من اطقم ذات العيار الثقيل
والدتها التي تجلس على كرسي، و بتعب
عشوق : خلاص أبي الأطقم ثلاثة، وأبي بعد هالأسورة..
التفت على والدتها
ابتسمت لها بحب : هذاني خلصت يُمَه.. يلا مشينا
بتعب : يأمك يلا.. تركنا البيت من وقت..
عشوق، و هي تمسك بأكياس الذهب، وثم تقترب من سيارتها لتساعد والدتها بصعود، و هي تضع الأكياس في المقاعد خلفية
أم عياش : هاللحين أنتي واثقة بالمربية اللي تركتيها لبنتك أفنان تراها وغده وبزر يأمك..
عشوق بحب : أيه يُمَه واثقة بالمربية.. هاللحين أبوي وراه ما عاود من نجد !؟؟
ام عياش تبتسم : والله أن أبوك حب نياق تسري بعروقه.. وما الله رزقه بولد يساعده ويسانده.. وياما وصيته يتزوج…
عشوق بضيق : يُمَه وانا ويني في هالموضوع كله..
ام عياش : انتي مره ياعشوق ويبي من يستر عليك.. انجزي والله قلبي ماهوب مطمن من شغالتك… انا مدري وشلون طاوعتك… وخليت هالبزر نايمه لوحدها.. عسى الله يحميها من عيال حرام..
عشوق بقلق : هالحين بدق عليها ونسمع صوتها..


**********


في جانب الآخر

صوت رنين الهاتف نقال مرمي أمام خادمة، و التي تعرضت لضرب مبرح من قبل ثلاث شباب متلثمين.. ببنيتهم قوية وضخامة أجسادهم، البيت الذي انقلب إلى اعصار من فوضى، كراسي مرمية، و أوراق مبعثرة، و بعض قطرات الدم، و كلّ ذلك و طفلة أفنان بأيدي مجرمين، كبلوها بأحبال متينة، كان بكائها، و خوفها مزعج، و تصمت بوضع قماش خفيف يمنعها من أي صرخة مقتولة !
اثناء نزول عشوق للمنزل رأت الباب مفتوح على طرفه، دفعت باب، و تلجمها صدمة !










***********










( في نفس الحارة في إحدى البيوت )

و هي تلملم بعض بقايا ملابس، و بغيض ترميها في الغسالة
تذهب مباشرة إلى غرفة نومها لترى زوجها مستند على عصاته، و يتحسس بالجدار حتى لا يتخبط يميناً و شمالاً
و بصراخ : أنت قم انقلع.. ماعندي عشا ازين به لك ولولدك..
أبو لافي : يا مره انا جوعان.. خافي ربك انا عَمِي.. اخذتس حتى تواليني (تساعده) .. ماهوب تسذا…
العنود : وش هو؟؟؟ وش قلت ياشايب يا أعمى.. أنت مصدق نفسك اقول انقلع أنت وولدك..
أبو لافي بحزن يغرقه : يامره تعوذي من شيطان.. انا رجالً كبير ولا أخذتس إلا توكليني وتشربيني …
العنود : معصي.. ثم معصي.. قم انقلع.. ولدك جيران يشتكون منه كثير وبعد من عيال أهل الحارة.. وانا مليت منك ومن ولدك.. فاض بي كيل..
أمسكت بيده بشدة، و رمت ثيابه على أرض، و هو بحزن يستغفر و جوع أهلكه هلاكاً مؤذياً !
العنود، و هي مبتسمه اتصلت على صديقاتها، و ماهي بثواني حتى صالة هادئة تصبح ممتلئة بضحكات !!










***********










( في سوق )

تجلس عجوز، تبيع من اغصان من المساويك
اقترب منها لافي
و بحُزن : ياخالة وش عندك؟؟؟ انا جعان...
العجوز بحزن : ياوليدي خذ مسواك ما عندي غيره.. وإذا سنونك نظيفة حطها بجيب ثوبك…
لافي، و دموعه تنزل من محاجره و بقهر
يردف : مابي مسواك.. عطيني أي شيء.. لو ماي..
العجوز بوجع، و هي تمد له ورقة حمراء
و بحزن : والله ياوليدي مامعي إلا ذا.. رح خذ فيها اكلً صايرن عظم..
ابتسم لافي بانكسار : مشكوره..
ابتعد لافي من عجوز، و ذهب إلى أقرب بقالة أخذ فيها خبز و ماء، ذهب مباشرةً إلى منزل أبيه، ويجده ممد على أرض ممسك بعصاته، أقترب منه و هو يساعده حتى يجلسان على درجتين من مدخل البيت
لافي يبتسم بحزن : يُبَه فديتك.. جبت لك رغيف خبز..
ابو لافي، و هو يحضن ولده و بقهر رجال
يهمس : سامحني يأبوك.. سامحني يالافي ..




شادن : 27 عاماً
لافي : 10 عاماً
عشوق : 45 عاماً


**********

نهاية الجُـزء الأول..

**********


اختكم و بقلم : عيون الليل

 
 

 

عرض البوم صور قلب السكر   رد مع اقتباس
قديم 20-08-22, 03:38 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2012
العضوية: 244631
المشاركات: 30
الجنس أنثى
معدل التقييم: قلب السكر عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 33

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قلب السكر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قلب السكر المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: عيون الرهاف للكاتبة الرائعة / عيون الليل.

 

الجُـزء الثاني


.
.
.

.. عيون الرهاف ..

.
.
.








**********

لا تلهيكم رواية عن صلاة بوقتها
قراءة ممتعة.

**********

.
.
.








ادفن يدي .. تحت الثرى ..
واسقيها من جفني ارق ..
يذبل مابين اصابعي ..
عشب و ورق ..
ادفن يدي .. فوق الثرى ..
يلفها برد وسموم ..
واحس بعروقي يبست ..
ما توصل عروقي الثرى ..
ولا تشرب عروقي النجوم
وينبت على جفني سهاد ..
يذبل ورا صدري الشجن ..
اشقق اوراق الزمن ..
وانام ..
في حلقي الليله جفاف ..
شربت أيامي .. ومضت ..
واللي بقى جرحي الوفي ..
في خاطري باب يرد ..
وسراج دوبه ينطفي ..
اغطي الظلمه بظلام ..
كل ما اشد اصابعي ..
على العيون المتعبه ..
جرحٍ ينام .. وجرحٍ شعر بي وانتبه ..
قام وتبعني لشرفة ظلمه بعيد ..
جاني يقاسمني السهاد .. جاني قصيد ..
ادفن يدي تحت الثرى .. فوق الثرى ..
واعيش انا بباقي يدي ..
نصفٍ يموت .. ونصفٍ درى انه يموت ..
يا سيدي .. ربي انا نقطه ف بحر ..
علمني كيف اهوى الحياه ..
علمني كيف اهوى القدر ..
علمني بإماني اكون ..
يارب .. اكثر من بشر ..
بدر بن عبدالمحسن.

**********










الرياض
تحديداً في إحدى فلل - ذات طبقة راقية


أثناء نزول عشوق للمنزل رأت باب مفتوح على طرفه.. دفعت باب
وتلجمها صدمة… بيت في كل زواياه تنطق بالفوضى و بعثرة
ولا يخطر في بالها إلا طفلتها أفنان.. امسكت بحقيبتها و هي بغصة تبلع خوف/قلق رفعت هاتفها نقال وسريعاً تتصل بالشرطة…
وبخوف : في احد متهجم على بيت.. وهذا عنوان.. رجاءً لا تطول..
الضابط : ابشري.. وخذي حذرك لين نوصل…
عشوق بضيق : طيب.. طالبتكم لا تتؤخر..
الضابط : ابشري.. ابشري بعزك.. احنا قريب من موقع.. ما عليكم شر إن شاء الله..
ماهي إلا ثواني
حتى يداهمها إحدى ثلاث رجال ، وهو يباغتها بالخلف رافعاً سلاحه.. و هي بخوفها تكتم وجعها وصدمتها مُرة ولا شيء يجي ببالها بنتها أفنان..
وبحده وهو يشد على زناد مسدس: ارفعي يدك يامره…
وقفت بمكانها وهي تبلع مرارة صدمة..
بإصرار : ارفعي يدك.. وارمي جوال..
عشوق حاولت أن تخفي رعشة يديها
وبغضب : مين أنت؟؟؟؟ يا اللي ما تخاف ربك..!!!
و بفطنة : شرطة بلغتهم وهم على وصول.. أنت اللي ارفع يدينك..
ألجمته صدمة من صوتها واثق .. ولا اهتزاز شعرة من خوف ، قوية تلك لبوة..
ابتسم بخبث : تراني اقتل بدم بارد.. طلعي دراهم وذهب سريع..
عشوق بصرامة : انقلع ولو ما نزلت سلاحك صدقني يا أن اقتلك على يديني…
خرج واحد فيهم وهو مستغرب
شاب: وش فيك يا ضرير؟!
عشوق بارتعاش داخلي : وين بنتي ؟! بنتي وينها! انطق وين بنتـــــي؟

لتدخل عجوز ام عياش و يمسكها ضرير وهو رافع سلاحه موجه لها…
ام عياش برعب ، ورجفة قدميها ليسقط عكازها، بصوت يعلن عن وجعية ليلة ألم
وبريق جاف نطقت : عوذه مين أنتم؟؟؟
عشوق بخوف : اترك امي … لا تقرب منها!!
ام عياش : وخر يدينك جعله للكسر.. تبي تقتل عجوز بعمر امك يا حرامي.. انقلع فيذاك..
ضرير : اسكتي يا خالة ما احنا ناقصينك .. عطونا دراهم وذهب ولا يلحقكم شيء…
عشوق : ابعد سلاح اقول لك…
ضرير وهو يشير لصديقه
وبخبث : جيب بزر.. ما يبي لهم إلا لوية ذراع…

دقائق وصوت عربة دورية… التي تحاوط البيت
وبتفاوض : سلم نفسك.. قبل لا نداهم عليك..
ضرير بخوف : سويتها.. يا بنت ####
شرطة : اخرج حالاً.. اطلع..
بينما أفنان بيد المجرم ملتفة كقماش اسود ، و حزن و خوف ممتلئ عيونها كسيرة...
كانت نظرة كلها خوف.. نظرة ممتدة كأنها تقول

( دخيلك يا يُمه لا تتركيني لهم.. أنا أفنان طفلتك وضي عينك.. )

ضرير : احلف بالثلاث لو ما طلعتي دراهم وذهب ...
رفع سلاحه، وهو يصوبها بإتجاه طفلة أفنان..
بلعت ريقها عشوق : يا عيال كلب.. بنتي.. أفنان يمه...
دقيقة وتتبعها اختها ثانية ، وإذا برصاصة تستقر برأسها..
عشوق بعيون متسعة : يُمـــــــــــــــــــه أفنان.. يا عيال كلب... أفنان يمه..

ضرير حاول يهرب هو ورجاله.. ليخرج من بوابة واثنين من هما يخرجن من شبابيك لكن رجال شرطة بالمرصاد لهم اقترب منهم ويضع بأيديهم قيود.. ومن ثم ليدخلهم بعربة دورية..
عشوق بخوف : يُمه افنان.. بسم الله عليك يمه.. يا نظر عيني ....
من خوفها عجزت تمشي لبنتها.. كلها كانت ثواني لكن حستها كأنها سنين تمر بها.. حاولت تخطو كم خطوة لتسقط ثم تقف على طولها وهي تمسح دموعها لتتعثر من عباءتها على رأس.. وتقف مرة ثالثة بخطوات بطئية تحاول أنها ما تصدق اللي شافته من منظر.. بيت ممتلئ رائحة دم..
وصلت لها وبرجفة رفعت رأسها لحضنها.. وسيل جارف من دمها.. يقولها عوض الله شبابك يا عشوق.. عوض الله شبابك يا يُمه عشوق ..
عشوق بنبرة كسيرة وهي تبعد قماش مكتوم و مختنق شفتين طفلتها.. دموعها نديه على خد اصفرار.. فتحت حبال وهي تضم جسدها فارق لروح باريها.. يلفها برد و دم
عشوق بأنين : أفنـــــــــــان يُمه أفنان.. أنا جيتك وجبت لك إسورة ذهب.. جبتها لك والله يا بعد كل غالي.. قومي أفنــــــــــان..

أم عياش : يا وجع قليبي.. يالله عليك تكلان..
عشوق : لا لا.. هي فيها نبض.. ما ماتت أفنان بنتي قوية على أمها عشوق.. بنتي قوية ...

دخول رجال شرطة...
برهان : يا أم أفنان لزوم نأخذها للمستشفى كود نلحق عليها..
عشوق بخوف وضيق : اي دق على المستشفى.. دق دق هالحين.. بنتي ما تروح أفنان ضي عشوق ما تروح..
برهان بحزن : بإذن ربي.. تعالي معنا إذا ما عليك أمر..
عشوق : ابي ادق على أبوي.. لزوم رجال يقف معنا...
برهان : ابشري ابشري.. عطيني رقمه.. سيارة اسعاف برا.. يا اخت أم فنان..










**********










في إحدى حارات قديمة


كان يقف مستنداً على عكازه.. و أمسك بيد لافي ليكون مقابل باب منزله.. ضرب باب بعكازه..
لافي بحزن : يبه خلنا نروح عند عمي ..
أبو لافي : يا أبوك عمك بيته بعيد عن رياض.. افتحي باب يا العنود.. العنود …
وهي تفتح باب وتقف عند طرفه..
بغيض : وش تبي؟؟؟ انا ما قلت لك مابي أشوف وجهك..
أبو لافي : يا مره حرام عليك.. ارحمي شيبتي..
العنود بقرف : تدخل لكن ان سمعت لك حس .. اطردك من برا رياض بكبرها..
وتصرخ : تفهم …
لافي بقهر و برجولة مبكرة : أنتي ما لك حق تصرخين على ابوي .. وهذا بيتنا انتي اللي مالك شيء فيه… والله والله لا اشتكي لك لشرطة..
العنود وهي ترفع حاجبها : طالت وشمخت.. يا ولد ..
لتمسكه من ثوبه وبقهر : أجل يا ولد أبوك تبي تشتكي لي لشرطة..
أبو لافي يكتم قهره : اترك ولد يا العنود خافي الله .. اقسم بالله علي عظيم ان ما تقعدين عندي ليلة وحده .. ماهوب عشاني اعمى تتمسكنين.. و هاللي عندك خريجهن يلا…
العنود رجعت للخلف من غضبه .. لأول مرة تشوفه غاضب لحد غليان..
أبو لافي : اظن سمعتيني زين… شيلي اللي عندك خرجيهن اقول لك..
العنود ضحكت بخبث : يا أبو لافي انت ما تدري ان هالبيت باسمي.. خذ قشك و اطلعوا برا..
لافي بقهر : يبه هدني عليها خلني اخذ حقك يا أبوي..
أبو لافي ابتسم بحزن : وش قلتي يا العنود؟؟؟ أجل دامك كيذا .. أنتي……
العنود برجعة : أبو لافي لا تنطقها … انت تدخل مير ولدك لافي ماله مكان هنيا..
لافي بحزن : ما عليه يا أبوي انا بروح يم عمي..
أبو لافي : تعوذي من شيطان يا مره.. لا تحديني اعاملك معاملة شينه..
ضحكت العنود : الله يسعدك يا أبو لافي مير ولدك ذا مابي اشوفه.. يسري وين ما يبي مير ما يجلس عندي هنيا ولو ثانيه.. يلا عطني مقفاك يا ولد…


***********


وهو بنظرة كسيرة اجبر نفسه يبتعد عن بيت ابوه.. و حزن و هم ممتلئ قلبه.. ابتعد ولا هو عارف وين يتوجه! للعم الذي غدر ابيه أو بمعنى صحيح تناساه بشكل نهائي …
مشى بخطوات وقدميه تقف عند بداية سوق.. رجع للعجوز التي تبيع اغصان المساويك..
اقترب منها وبهدوء : يا خالة ابي منك طلب .. وإن شاء الله ما ترديني..
ابتسمت العجوز : سم يا وليدي.. غيدي عليك..
لافي بوجع : أبي اشتغل معك.. حتى لو ما عطيتني فلوس.. انا محتاج اشتغل يا خالة.. طلبتك ما ترديني..
العجوز بتعب : الله يسقيك يا وليدي من رزقه.. اقرب وأنا خالتك.. أنت مالك أهل يا وليدي...
لافي بوجع : عندي أبوي.. بس يا خالة أبوي ضرير ما يشوف عمي.. أنا ادري ان صغير لكن أبي اشتغل..
العجوز : سم سم يا وليدي.. تعال اقرب أنا ماعاد لي شدة اقابل هالبسطة.. جابك الله فيذا.. إلا وش اسمك؟؟!
ابتسم وهو يمسح عرق جبينه : لافي.. اسمي لافي يا خالة..










**********










عبر شارع.. في رصيف ثاني قهوة ، و أربع طاولات.. وحده جلس فيها بروحه.. و ثانية للذي بجي من بعده.. و ثالثة مزدحمة بين أخو وصديقه.. أما رابعة كانت فارغة... ليضع كوب قهوة ..
وابتسم ليعدل نسفة شماغه..
التفت له وهو مقبل عليه..
وافي يقف له و بثغره ابتسامة ثقل : يا حي الله نسيب.. يا مرحبا بك أزهت رياض بك والله وأنا صادق بهرجي..
عياف : يا الله انك تبقيك يا أخوك و شلونك؟ عسى امورك زينه يا شاعرنا..
وافي : زين والله.. من الله بخير.. والله يا أخوك ما جيت للمقهى ذا إلا الله عالم بالحال.. وحل وترحال..
عياف بضيق : قل وأنا أخوك عسى ماهوب ناقصك شيء..
وافي : انت أدرى بالحال يا ولد عم.. ما الله كتب لي رزق بوظيفة.. ولا أدري وش اسوي! وامُي على مشارف موت، وبناتي يا عياف.. صغار ولا عندي شيء يكيسهن..
عياف : أفا يا ذا علم.. ابشر وباللي تبيه.. أدري جيب واحد وانت اعلم بس والله يا ان الم فلوسي واجيبه لك..
وافي : لا والله يا أخوك أنا ما جيت هنيا إلا بعد ما تقفلت بيبان بوجهي.. و مشكلة ما أعرف إلا ذا مقهى قديم اللي سنين تتقدم وهي مثل ماهي..
عياف : يا وافي والله ربي عطاك شعراً حرً جزل.. وراه يا أخوك ما تروح للتاجر وتقصد عليه من قصيدك .. كود يا أخوك يرأف بحالك..
وافي : يا أخوك وش لي بهالكلام.. ولا طنازتهم مالي هوى فيهم..
عياف : أجل مالك إلا الأمير تروح له.. ولا هو بيردك إن شاء الله..
وافي : مالك لوا.. بس يا أخوك أنا رجال على قد حالي. وش يوديني يم أمير عسى عمره طويل..
عياف : أقول لك ازهله بس.. أنا بنفسي بأخذك لمه.. وما أنت خسران شيء يا وافي..
وافي : شورك وهداية الله..










**********










يوم جديد.. و هبوب و حر شمال.. و شمس حارقة.. ظل وراف ونخل باسق، وتربة تحمل عبق ملامح أجداد عبروا كالأطياف، وخرير مياه ينساب كهمس شفاف، و طفولتها تتسابق مع رياح الحنين وبراءة طين وهي تقف خلف باب البني عتيق، وردة تنبت بلونها فوشي.. اقتربت بشعرها لون الحنا.. تفتح باب.. وهي تلثم جبين والدها..
خميلة : يا عسى يدينك ما تمسها نار يا أبوي..
وهو ينظر لعينيها كحيلة، و يبتسم بحنان أبوي..
أبو خميلة : جعله آمين.. وعساني أشوف هالمبسم راضي ومبسوط..
وهي تخلخل أصابعها بخصلتها نازلة على عينيها
خميلة : حياك يا بعد طوايفي.. ابي اجيب الفطور..
ضحك أبو خميلة : يا أبيك لا تتعجلين.. ما وراي شيء احتريك..
خميلة : ثواني يا ضي خميلة..
شدت طولها ومشت بخطوات للمطبخ من طين.. البيت التي ظلت تعيش فيه طفولتها ومراحل عمرها.. وذكريات مبسم أمها..
بلعت طيوف والداتها راحلة.. وتمسك بسفرتها ذات نقش البدوي و محبب لقلبها.. وهي التي جهزت أصناف من نواشف زيتون و جبن و بعض من بيض.. وهي تمسك بـ إبريق شاي.. مقبلة لأبوها بكل حب..
تضع سفرة بجلستهم أرضية.. تعدل أبو خميلة بجلسته.. وابتسم لها..
أبو خميلة : ها يا أبوك كيف أصبحتي؟؟
خميلة بمحبة : صبحي زين يوم هلت مزونك يا أبيي..
أبو خميلة : أجل يا أبيك متى ناوية ترجعين هنيا؟؟؟ ترى هالقصر ولهان عليك بالحيل ..
خميلة وهي تقسم رغيف خبز لنصفين وتمدها لوالدها
وبهمس رقيق : تدري يا أبو خميلة بحبي للرياض ولنجد بذات.. ولقصر الخميلة.. مير يا أبيي أنا مدرسة تاريخ ولي عرق ينبض بجامعة الملك سعود.. و مشوار بعيد من بيوت طين لعمارات وأبراج المملكة و الفيصلية ..
ضحك أبو خميلة : على هواك يا خميلة.. إلا يا أبيك ما ودك تتزوجين؟!!!! ترى يا بنتي أنتي بعمر عروس.. ولا وش عروس بعد.. خميلة نجد و رياض و مملكة بكبرها..
ضحكت على غزل أبيها صريح.. لثمت جبينه
وبتهكم : أجل عندك عريس لي.. منهو يكون؟
أبو خميلة التقط تلاعبها : يقولون انه تاجر كبير بسوق، رعود بن بارق ولد ظبية يا بنيتي..
و بثرثرة روحية بداخلها : وش الي جابك عند بابي يا ولد ظبية و بارق؟؟؟؟؟
ابتسمت لأبيها : ما أرخصك يا الغالي.. لكن أنت تعرف أني مالي بزيجة.. تبيني أهدك بقصر الخميلة، وخميلتك تروح عنها...










**********










في حارة
( في بيت طين – أبو ضاوي )

في مكانها جالسة، ولا دقيقة حرك من أشواقها وحبها مضيوم.. ماهي وجه ولا هي ند صيته امرأة عمها.. هي ضعيفة وإن كانت تتحلى بالشجاعة و قوة.. بداخلها طفولة مقتولة، وأنثى كبرتها سنين.. تحاول تقتل كل حب بدأ يكبر معها ضاوي الذي عشقت رجولته وهيبته، ما حست بدموعها نديه على خديها، ولا جرح اللي اكتوى بخزة إبرة على اصبعها إبهام..
شادن اقتربت وهي تلمح اختها شريدة وانتبهت لقطرات دم..
بخوف شادن : منيـــــفة.. يا منيفة!
رفعت رأسها وهي تكبح غصة : وش فيك يا شادن؟؟؟ يعني تجهلين اني مشغولة بفستان عروس!!!!
شادن بضيق : مدري عنك يا بنت أبيي وأمي.. يدينك ينزل منها دم ما أنت حاسة على نفسك..
حينها نظرة لأصبعها ابهام وبخوف : يا ويلي وش اللي يبعد دم من فستان بياض.. يا ويلي يا شادن بروفة عروس يوم!
شادن بهدوء : منيفة اهِدي يا أختك.. علامك يوم ؟؟عجولة بزيادة.. أنا بنظفه لك قومي اغسلي وجهك.. ترى أنا علمت ولد عم وقلت له نبي نسري لبنت شيخ أبو خميلة و أبشرك يا منيفة وافق وقال لي أنا بنفسي اللي بوصلكم.. يم قصر شيخ..










**********










قبل طلوع صباح

كان نائم على المركا، وبحزن ممتلئ قلبه، هم كاسر ظهره.. و حلال برعايته
هو بخيره لكن حبه لنياق مجبر يدينه و قلبه..
سمع صوت هاتفه يرن.. أمسك به ليرى رقم غريب..
أبو عياش العجوز : مين معي؟؟؟
برهان يجيب من طرف آخر : سلام عليكم.. معي أبو عياش
أبو عياش بنبرة كسيرة : اي نعم يا وليدي.. منهو أنت!؟؟؟
بضيق : معك العميد برهان.. نطلب بحضورك للمستشفى يا عم.. حفيدتك أفنان عطتك عمرها..
بصدمة اتسعت عينه : لا حول ولا قوة إلا بالله.. ابي اجي مير يا وليدي هي وينها في ذا المشفى!
ليملي عنوان.. يحاول أن يتماسك ولا ينهار..
وصدفة تجمعه وقوف سيارة ضاوي و ساري..
لمح طيفهم من بعيد رغم ظلام شديد و ضوء خافت من مصباح عتيق ...
ابتسم ضاوي : يا عم الله كاتب لي اجي اسهر يمك بضو ليل...
العجوز أبو عياش : يا وليدي.. طلبتكم ولا أنتم راديني.. حفيدتي توفت.. ضي نور أبو عياش توفت..
ساري وهو يرى انكسار عجوز ليقترب منه و يسنده، بينما ضاوي اسنده بجهة يمين..
ضاوي بمحبة : يمينك اللي ما تعصاك يا أبو عياش..
ساري : اي بالله ياعم.. وعظم الله اجرك ، وغفر الله ميتكم..
ضاوي : قل يا عم تبينا نوصلك لمكان..
أبو عياش العجوز بإختناق : اي بالله.. خذوني يم مشفى..
ضاوي نظر لأخيه ساري وهز برأسه : سم.. سم.. يا ساري يا أخيك.. لزوم ترجع لأمي وأهل.. وأنا بسري مع عم...
ساري : مالك لوا.. أنا الي بسري مع عم.. وأنت اجلس هنيا .. لزوم احد يحرس هالمكان..
ضاوي ابتسم بفطنة أخيه : اي والله أنك صادق و أهل بإذن الله ما عليهن خوف.. طمني عليه..
ساري يمسك بالعجوز أبو عياش متجه للسيارة...






برهان/ 47 عاماً
خميلة/ 31 عاماً
رعود/ 33 عاماً




**********

نهاية الـجُزء الثاني...

**********

أختكم و بقلم : عيون الليل.

 
 

 

عرض البوم صور قلب السكر   رد مع اقتباس
قديم 20-08-22, 03:40 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2012
العضوية: 244631
المشاركات: 30
الجنس أنثى
معدل التقييم: قلب السكر عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 33

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قلب السكر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قلب السكر المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: عيون الرهاف للكاتبة الرائعة / عيون الليل.

 


الـجُزء الثالث





.
.
.



.. عيون الرهاف ..



.
.
.


صباح الخير ، يا وجيه خير.. صباح بشارات وندى هادئ بـ أول الصُبح
صباح خاص لـ ( عيون الرهاف )
صباح الـجُزء الثالث واللي بـ يتضح كل واحد له قصة من أبطالي..
الرواية تتكلم عن بيوت طين عن زمان عتيق و حنين لأيام راحت لكن ( عيون الرهاف ) كفيلة بـ تحيهن من جديد.. هي مجرد مثل ما ذكرت خيال بعقلي و فكري.. ومثل ما ذكرت بمقتطفات إذا في تشابه فهو مجرد تشابه فكري لا أكثر ولا أقل..
وايضاً تتحدث عن زمن الحاضر و الماضي.. زمانين في زمن واحد يمكن يحتاج لها أسلوب ذكي ومتمكن وإن شاء الله اني أكون قدها..


**********

لا تلهيكم رواية عن صلاة بوقتها
قراءة ممتعة.

**********


.
.
.









يا اجمل الحزن .. لدموعك سلام

من حبيبٍ ... بقى منه الكلام

وين انا منك .. غربني الزمان

وخانني النور ... وابعدني الظلام

لو بعزيك ... سالت دمعتي

تدري الدمع في حبك ... حرام

لو بواسيك ... مايكفي الهوى

ولو أبي ... عذر مايكفي الغرام

أعطنى من عذابك يا البعيد

صرخةٍ ... تجعل ظلوعي حطام

آه ...لو في يدي أبكي معاك

قطرةٍ مادرى عنها الغمام

ماابخل الوقت ... يحرمني البكا

وانت لجلك حرمني الإبتسام

يا اطهر الحزن ... لو كان القصيد

يكشف الغم عن بدر التمام

لكتب الشمس شعرٍ في سناك

وامحي إمن السما...عج وكتام

ياعسي البدر نوره مايغيب

عن حبيبٍ بقي منه الكلام
بدر بن عبدالمحسن.










**********










ساري يمسك بالعجوز أبو عياش متجه للسيارة.. ليجلس ابو عياش على مقعد.. ملثم شماغه أحمر.. وجلس ساري بجانبه..
ساري بهدوء وهو يبتعد من مكان..
التفت للعم ووجه ممتلئ حزن..
أردف : يا عم وش اسم المستشفى؟!
عم أبو عياش : والله مدري يا وليدي نسيته..
يمد يده بمخباته ويرفع هاتفه الخلوي..
و بضيق : دق على اخر رقم وهو يعلمك ..
مد يده ساري و أخذ هاتف ، عينه على طريق و عينه أخرى على هاتف.. بحث عن رقم ويتصل به..


**********


الطرف الثاني

برهان كان يقف أمام غرفة طوارئ مسند ظهره على جدار..
سمع رنين هاتفه ليجيب
بحده : اي يا عم!
بصوت ثقيل ورزين : السلام عليكم..
برهان : وعليكم السلام..
ساري : ابي عنوان مستشفى لا هنت..
برهان : برسلك موقع على واتس..
ساري بهدوء : ما في شبكة اتصال طال عمرك..
برهان : رقيب ساري..
ابتسم ساري : عميد برهان اعذرني طال عمرك ما انتبهت على صوتك..
برهان : لا لا.. ولا يهمك.. أول ما توصل قريب رياض علمني..
ساري بهدوء : ابشر و سم طال عمرك..


**********


رجع تأمل لحزن عم مختنق بعبرته..
ساري و هو يشد يده بيد عم عجوز أبو عياش
ساري : يا عم عسى الله يمسح على صدرك.. وذا مكتوب ما منه مهروب.. اعتبرني ولدك اللي ما جبته.. والله ثم والله ما يهون أشوف حالك كيذا..
حاول أن يتماسك عم أبو عياش : عسى من ربتك بطنها جنة.. ما قصرت يا ولد الأجواد.. أنت واخيك..
مع اقترابهم للمكان منشود.. وقف ساري و هو محتزم بخنجره و ثوبه أسود، و غترته سوداء ما تفارق رأسه..
أمسك يساند عم كسير.. ليدخلا بداخل مستشفى وتحديداً بطوارئ.. شد خطواته كسيرة لأجل يلثم جبين بنته عشوق منهارة وزوجته أم عياش تبكي بقهر..

لثم رأسها واختنق دمعته بالحناجر.. حاول ان يصفي صوته المبحوح
و بألم : وش اللي صار؟؟
و هي بنظرات مفجوعة، و قلب الذي انقسم إلى شطرين من ألم..
عشوق : يا أبوي.. بنتي مقتولة قدام عيوني.. بنتي ماتت بيدين اللي ما ترحم.. أبي اقتله بيديني يبه.. بقلته بيديني..
عم أبو عياش بوجعيه : أذكري الله يا عشوق.. اذكري الله يا أبيك ذا مكتوب.. وبإذن الله ما احنا متنازلين بدمه..

برهان بمداخلة : يا عم الله يطول لي بعمرك ابي نتمم الإجراءات.. وحقكم تأخذونه..

عشوق بقهر : ما بي إلا دمه.. دمه بقصاص.. ما بي إلا دمه بقصاص..
أبو عياش وهو يلم بنته بحضنه : سمي وابشري يا ضي ابوك.. سمي وابشري.. أهِدي ... يا عشوق..
عشوق بانهيار : ابي قصاصه.. ابي قصاصه هالحين.. ما يبرد حرة جوف.. إلا شوف دمه..
أم عياش : لا حول ولا قوة إلا بالله.. يا بنتي اركدي.. الله يقويك قليبك ويصبره..
بكت بوجعها مدمي للقلب.. تسقط بين يدين أبوها.. والذي لم يتزن اقترب منه ساري و برهان..
ساري : يا عم.. لزوم ترتاح من بعد مشوار.. وأنتي يا أختي بارك الله فيك أهِدي و بإذن الله أنك مأجورة..
برهان وهو يشير على ممرضة التي كانت تمر من خلال ممر ضيق
و بحدة : تعالي شوفي مريضة .. تحتاج تهدأ شوي..
أبو عياش : الله يسلمكم عز الله انكم ما قصرتوا.. قومي يا أبيك رجولي ماهي حمل كسور.. قومي يا عشوق..
عشوق بوجع : يُبه.. ضي عينك مقتولة.. مقتولة.. بيدين سارق وينه؟؟؟ ابي اقتله.. ابي اقتله..
اقتربت ممرضة وهي تشد جسد عشوق، ومع على لسانها إلا قتله..










**********










في صباح..
بغرفة منيفة وهي تسمح دم بقطنة .. تركت اللي بيدها.. وجلست على فراشها وثير مغمضة عيونها موجوعة
وبثرثرتها روحية : وينك يا ضاوي؟ أيامك طالت يا ولد عمي.. وينك وجمر شوق بالقلب وكاد.. وينك مع طلعة ضو؟؟ ولا بين طيفك في حشا ما غاب ساعة.. وينك يا ضاوي؟؟
شادن تبتسم وهي تضع فستان معلق بغصن خشب..
وتميل لأختها كبيرة .. و لثمت خدها و ابتسمت و هي تشد أصابعها بمعصم اختها : سوالف تجمع أيام وليالي بينك وبين ضاوي..
عيونها بعيون منيفة خجولة بهمس : شادن وش لك بالمواجع؟ ترى قلبي ماهو يم ضاوي.. ارتاحي..
شادن ضحكت : وش الي يدري بك ان احكي بـ ضاوي!!! يختيك هوجاس لعبتن بعقلك.. يلا نبي نسري لخميلة..
منيفة تعدلت بجلستها ونظرت للفستان وحضنت أختها : يا عسى يدينك ما تمسها نار.. وشلون قدرتي تبعدين دم؟؟ ولو انه واضح شوي.. اشور عليك يا شادن اجيب قطعة قماش صغيرة وطرز بها اسمي.. يكون مثل شعار لي..
شادن بغمزة : زين شور ورأي.. والله طلعتي فطينة يا منيفة.. أجل يلا قومي أبي اشوف خالتي صيته وبرجع القاك زاهبة ( جاهزة مستعدة للخروج )
منيفة : ابشري.. بس عقب ما أنفذ الي قلت لك عليه.. بعدين باقي ما جاء ضاوي.. وشلون تبينا نسري بدونه..!
شادن بتنهيدة : صدقتي يا خية..










**********










في قصر بعيد عن حارة.. يقال له انه قصر ولد بارق.. خدم محاطين بيت كلٌ يباري عمله..
ظبية جالسة بصدر بيت ، وعلى يمناها يجلس شيخ رعود بن بارق مرتدي ثوب سواد مع نسفة عمامة سواد ماسك سبحته.. وعلى شمالها تجلس بنت شيخ هيلا بن بارق جدايل شعرها سود، لابسه ثوب عناب.. تاركة شعرها غجري طويل مفتوح تلعب بها نسيم هبوب هادئ.. وكحلة عينها بكحل أسود عتيق مع ثغرها بلون نود ( قريب للون وردي مائل للبيج )

ظبية مبتسمة : يا أمك يا رعود..
رعود مبتسم لها : يا عونك يا الغالية.. سمي..
ظبية بتهكم : لو اني غالية بتسوي اللي اطلبه منك..
رعود : أفا عليك يا أم رعود .. لو تطلبين عيوني لك ثنتين.. آمري بس..
ظبية بتهكم : عشت يا الغالي.. أبي منك تتزوج..
رعود وهو ينظر لابتسامة اخته هيلا ..
ظبية : علامك يا رعود ما رديت؟؟
رعود بحب لها : والله يا الغالية..
ثم تنهد: لكن زيجة ماهي بخاطري هالحين..
لترد له هيلا بخبث : ما يصير يا اخوي!!! ما يصير أنت شيخ رعود بن بارق..
بتهكم رعود : أجل يا هيلا تزوجي بالأول أنتي عقبك أنا باليوم ثاني..
ضحكت هيلا : وش عليك مني؟؟ أقول يا ظبي اشور عليك نتبارز أنا وياه بالسيوف.. وان هزمته بيتزوج..
ضحك رعود بصوت عالي.. ثم قال : تبين تفشليني بين عربان.. والله ولد بارق هزمته هيلا بنت شيوخ.. ترضينها لي يُمه..
ظبية بحنان : لا والله ما أرضاها لك يا ولد يا الغالي.. لكن لزوم تتزوج يا وليدي.. مرة بتسندك..
ليجيب رعود بهدوء : حين يجي نصيب .. ما نقول لا يا الغالية..
ظبية بفطنة : يا رعود نصيب لزوم ندوره يا وليدي..
ابتسم بغموض رعود : و الله يا الغالية نصيب يجي بوقته.. ودي اشورك يا الغالية..
ظبية : أنت تأمر يا ولد الغالي.. وش شوره!!
رعود : أنا لي رفيق مسافر في بلاد الأجانب.. ودي ازوره وانشد عنه.. ولا ودي اتركم هنيا لوحدكن!!
لتجيب هيلا : يا أخوي نسيت اختك شيخة هيلا بنت بارق.. روح يم عربك ولا تخاف.. ابوي خلف ذيبة..
ابتسم رعود : انشهد والله.. كفو يا اختي هيلا.. أجل اترخص عنكن.. لي كم شغلة هنيا ودي اخلصها و اعاود عليكن..
ظبية بـ محبة : الله معك يا ولد الغالي.. الله معك يا رعود..


**********


قبل 48 ساعة

جالسين ثلاث رجال بصدر بيت.. وهو كان يتسمع لهم بدون عيون تتصيد و تنتبه له..
ضرير : ها يا رجال وش شوركم؟
مانع : ما لنا عقبك رأي يا طويل العمر.. بس أنت تعرف عم أبو عياش بخيره.. ماله لزوم نهجم على بيته..
ضرير بحقد وقهر سنين : وأنا ولد وديمة.. ما اتركه ابد.. ما اتركه ابد..
مانع : بس يا اخوك ذا ماهوب تصرف ولد شيوخ..
ضرير : مالك شغل يا مانع! أنت تسمع، سالفة بينا احنا ثلاث ولو خرجت من بينا يا قاتل يا مقتول..
صبيب : أنت تأمر طال عمرك.. وأنا معك بـ اللي تريده..
ضرير : ذا كلام زين.. ولا ابي خصوصاً وقاص لا يدري بشيء ابد..
مانع و صبيب : سم و أبشر.. وثأر جدك بـ تأخذه بعون الله..
ضرير : كفو يا رجال.. كفو والله يا نشامى..










**********










( في إحدى الحارات - وبيوت طين في بيت عجلان ..)

مشعل : ها يُمه ترى زواجي قرب يا الغالية.. تحتاجين شيءٍ قبل ما اسري.. يم بيت شيخ رعود بن بارق..
ابتسمت : لا والله يا أمك.. تسهل الله يحفظك..
مشعل : أجل اترخص يا الغالية..
أم مشعل : بأمانته يا الغالي..
أم مشعل : عسى الله يحرسك ويحفظك من عيال حرام.. يا أمك يا حصة الهمام .. باكر مقام اخوك مشعل نبي كل شيء زاهب..
حصة وهي تبخر غرفة عروسين : ابشري يا أم مشعل كل شيء مثل ما ودك فيه..
أم مشعل : تسلمين يا بنت عجلان.. تسلمين يا الغالية..





**********




في ليل باهي.. وتمام البدر واكتماله.. في زوايا حارة قديمة كان هناك فرح يزهو بلون عتيق
في زواياها غريبة وعجيبة .. كان هنالك جمال أخاذ.. بريق عينيها من خلف نقاب ذهبي..
مرتدية عباءتها وسيعة على رأس.. تمثل بنت شيوخ كل من يهابها.. و غريب انه يخيل لكل من يشوفها تواضع على هيئة شامخة..
عيونها تحكي تفاصيل خميلة..

الفرح بسيط بحضور شيخة ظبية وابنتها بنت شيخ هيلا بن بارق..
عروس مشعل خجول.. تجلس بصدر بيت.. وصوت زغاريط، ورائحة عود ونفحة طيب..
نظرات ظبية لعين خميلة، وهي تتناول فنجال ثالث من قهوة..
هيلا : يُمه.. عينك ما نزلت من عينها يا الغالية..
ظبية بهمس و ضيق : مشغل رفيق أخوك أخذ اللي مهتويها وشيخ رعود بن بارق.. يقول ماله هوى بزيجة هذي لا صارت ولا بتصير..
هيلا بخبث : يا عيوني يا ظبي .. وخاطرك ولا يضيق يا يُمه.. خلي رعود علي.. بهزمه بسيفي.. وبيجي يمك يقول ابي نصيبي..
الظبي : هالفضول بيقلتني .. قومي اسألي أم مشعل..
هيلة تضحك : ولله يا الغالية.. ناس زحام ومشغولين بمقام ولدهم!!
الظبي : صدقتي يا هيلا.. لكن عيونها.. تبارك باري.. مثل عيون نجلاء ما شفت..
هيلا : انشهد مثل بريق عيونها ما شفت.. هقوتك مين تكون هالعيون سود؟؟؟
ظبية : عقب مقام نسأل من تكون بنته؟؟ واضح من عبيها ( تفخيم للعباءة ) أنها بنت أجاويد ونسب..
هيلا : انشهد يا الغالية.. صدقتي..


هواء بارد .. و تشد بعباءتها حتى ما يتضح خامة فستانها خميلة..
صوت صفقات نسوان ، ورقصهن.. وجلسة عروس بمكانها بصدر بيت.. في حياة بسيطة وهادئة ..

شادن وهي تتأمل طلة عروس..
وتهمس بميل لأختها : شفتي وشلون الفستان يهبل يا منيفة.. عز الله يدينك تنلف بالحرير..
ابتسمت منيفة : عسى الله يوفقها.. هي جيدها اللي حلاها ولا فستاني بسيط..
خميلة بمحبة : والله يا منيفة تصميمك تبارك باري.. شيء فوق خيال.. اشور هاليدين تروحين معي يم رياض.. وابد ما نسري إلا وقد أخذنا شور عمك طراد..
منيفة بحزن : لا يا طويلة العمر.. انا مالي بمكان رفيع.. وخالتي صيته مرتن كبيرة ولا اقدر اتركها..
شادن بضحكة وفرحة عيونها تنطق : لله يا شيخة خميلة.. انا بجلس يم خالتي صيتة..
قرصتها منيفة وبخجل : الله يسعدك يا شيخة خميلة.. لا تحرجيني ما اقدر..
ابتسمت خميلة من خلف النقاب : ترى ما احد يدري ان حضرت زيجة ولد عجلان.. لأجل ما احد ينتبه لي.. انا جيت ابي أشوف ضعوف ناس.. و خواطرهم..
شادن بفخر : من يومك يا طويلة العمر.. راعية الأوله..





**********

نهاية الـجُزء الثالث
قفلة هادئة .. ومصيرية لأحداث قادمة..

**********

اختكم و بقلم : عيون الليل.

 
 

 

عرض البوم صور قلب السكر   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم قصص من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:01 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية