كاتب الموضوع :
روميو ملك البحار
المنتدى :
قصص من وحي قلم الاعضاء
Part 05
بقي كريم في منزله لفترة. ينتظر اللحظة التي ستدخل عليه وترتمي في أحضانه. ولكن تأخر ذلك. لم يعد يعرف كيف يصرف على نفسه من جديد ولا كيف يدفع حساب الماء والكهرباء. فانقطعت عنه الكهرباء. وبعد فترة انقطعت عنه المياه.
ترك المنزل من جديد وذهب إلى مدينة أخرى. كانت المدينة الأخرى أكثر تطور وأهلها أكثر ثراء من المدينة السابقة. بحث عن عمل لكن لا أحد يوافق قبل أن يرى وجهه. وكان كريم لا يريد أن ينزع الكرتون من على رأسه. فأصبح يبقى في الشوارع. ساعده بعض أهل تلك المدينة. قدموا له بعض الطعام وما يغطي نفسه به في الليل.
في يوم من الأيام وبينما هو نائم استيقظ على صراخ أطفال، فتح عينيه وشاهد أحد المنازل يحترق. وشاهد طفلان يصرخان من غرفة النوم العلوية. فقال لهما انتظرا. فقفز الى المنزل ووجد مكان مناسبا ليصعد عن طريقه إلى المنزل. فأخذ الطفلان ورمى بهما في المسبح وجاء الناس وأخرجوهما. ثم نزل إلى الدور السفلي فوجد الأم مغماً عليها على أرض المطبخ فحملها ورمى بها في المسبح. عاد إلى الأسفل ليبحث عن أي شخص آخر في المنزل، في تلك اللحظة انفجرت أسطوانة الغاز في الدور الأرضي واشتعلت النار في كامل المنزل. سقط كريم ولم يعد يستطيع الهروب من المنزل، ذهب إلى الحمام وفتح الماء في البانيو وأدخل جسمه في البانيو. وسلم نفسه للموت لما رأى النار تحيط به من كل الجهات. انتشر الحريق والدخان حتى اختنق كريم وفقد الوعي. فاشتعلت النار في الكرتون حتى أحرقت وجهه وملابسه.
وصلت إليه وحدت دفاع الحرائق. وأخمدت النار وأخرجوه إلى المستشفى. بقي كريم لساعات في العناية المركزة. قام الدكتور باستئصال اللحم المحروق من وجه ورأس كريم. استغرقت العملية وقت طويل. ولما انتهى الدكتور. نقلوا كريم إلى غرفة خاصة في المستشفى. حرص والد العائلة التي أنقذها كريم السيد "علاء" على تقديم العناية الكاملة لهذا الشاب.
بعد ساعات استعاد كريم وعيه. ولكن رأسه ووجه ما يزال مغطى بالضماد الطبي. دخل عليه الدكتور وأراه صورة لوجهه قبل العملية. فسأله كيف كنت تستحمل حياتك بهذا المنظر وبهذا الشكل. قال كريم هكذا ولدت وهكذا وجدت نفسي. لم يعتني بي أحد منذ ولادتي فالكل كان يهرب مني حتى أمي. قال له الدكتور لقد استحملت الكثير.
سأل السيد "علاء" الدكتور. لم أفهم ما تتحدثان عنه. قال له الدكتور إن كريم كان يعيش حياته منذ الطفول في حالة رعب له وللناس حوله. فكان شكله المخيف سبب بأن يضع كرتونا على رأسه معظم الوقت لكيلا يرى نفسه أو يراه الناس. وأثناء الحريق اشتعل الكرتون وأحرق وجه ورأس كريم. والحقيقة أنه لم يحرق وجه ولا رأس كريم الحقيقي. وإنما أحرق طبقة جلدية شحمية تكونت حول وجه كريم الحقيقي. فلما احترق كريم ذابت تلك الطبقة الجلدية وقمنا بإزالتها ليخرج لنا وجهه الحقيقي.
قال الدكتور سننتظر ثلاثة أيام لتلتئم جروحه، ثم سنزيل الضماد عن رأسه. شكر السيد "علاء" الشاب كريم على انقاذ حيات عائلته، وقال إن ما فعلته لعائلتي دين عليّ طول عمري. ثم سأله هل هنالك شخص تريد منّا أن نتصل به. قال كريم من الأفضل ألا يراني أحد الآن أريد أن أفاجأهم.
مرت الثلاثة أيام بسلام. دخل الدكتور على كريم وقال له: هل انت مستعد لا نعدك بشيء. قال كريم نعم مستعد مهما تكون النتيجة لن تكون مثلما كنت بالسابق. بدأ الدكتور بفتح الضماد عن وجه كريم. سأله هل انت مستعد لترى شكلك الجديد. رفع الدكتور المرآة وشاهد كريم وجهه الجديد. فرح وقال في نفسه الآن أستطيع أن أذهب لأرى أحلام مرة أخرى.
بعد يوم خرج كريم من المستشفى. شكر السيد "علاء" على علاجه. ثم أعطاه السيد "علاء" بطاقة أعماله وقال لا تتردد أن تتصل بي إذا أردت وظيفة.
عاد كريم إلى مدينته. فأصبح يرى الناس بشكل آخر وأصبحت نظرة الناس إليه مختلفة. عاد إلى منزله صعد الدرج وفي الطريق التقى بجارته كثيرة الكلام التي رحبت به بحرارة وقالت: وأخيرا رأينا رجلا وسيما في العمارة. ثم قالت إن كنت أتيت من أجل كريه فإنه لم يعود إلى منزله منذ ثلاثة شهور. من أنت؟ وماذا تريد من ذلك الشاب؟ هل تعرفه؟ توقف عند منزله ونظر إليها وقال هل أتت الفتاة أحلام. قالت المجنونة بعد أن عاد إليها عقلها ما زالت تسأل عنه. اختفت هي الأخرى.
فتح كريم الباب بالمفتاح. لم تتركه الجارة فسألته: كيف استطعت أن تفتح الباب؟ ماذا فعلت بكريه. قال لها أنا كريم. ودخل المنزل وأغلق الباب. قالت: إن الصوت نفس الصوت لكن الشكل تحول من إبليس إلى يوسف. أين كنت تخفي هذا الجمال.
استحم كريم وغير ملابسه. ووضع الكرتون على رأسه، وذهب مباشرة إلى منزل أحلام. وصل إلى المنزل فوجد لديهم الكثير من الضيوف، طرق الباب ثم أتت والدتها لتفتح الباب، قال مرحبا سيدتي، قالت مرحبا كريم، قال هل أستطيع أن أرى أحلام. ترددت الأم وقالت: اليوم عقد زواج أحلام وزواجها. ثم قالت نشكرك على كل ما فعلت من أجلها. اذهب واتركها تعيش حياتها بسلام.
عاد كريم إلى منزله وقال تأخرت كثيرا. وبقي طول الليل حزين. ثم نام بحسرته، فقرر ترك المدينة.
وذهب إلى السيد علاء في المدينة الأخرى، وبدأ يعمل لديه. مرت الأيام والأسابيع. لكن كريم لم يستطيع أن ينسى "أحلام". وفر له السيد علاء كل سبل الراحة من السكن والمواصلات والعلاج وكل ما يتمنى. فرغم كل المميزات والرفاهية التي يحصل عليها في تلك المدينة إلا أن سعادته لن تكتمل بدون أحلام.
في يوم من الأيام وبينما كريم يتصفح في الإنترنت، وجد صورته حينما كان يضع الكرتون على رأسه، على إحدى مواقع السوشال ميديا. وتحتها اعلان فظلا من رأى هذا الشخص يتصل على الرقم المسجل.
طلب كريم من أحد زملائه في العمل أن يتصل بالرقم ويسأل عمن يبحث عن هذا الرجل. فتح زميله السماعة ثم اتصل على الرقم. سمعا صوت فتاة! عرف كريم أنه صوت أحلام. تسال بلهفه هل تعرف هذا الشخص ارجوك أخبرني أين رأيته، قال كريم لزميله أغلق الهاتف، لكن زميله لم يغلق الهاتف وقال انه في هذه المدينة وأعطاها العنوان كاملا. سمع كريم فرحة أحلام وقالت أشكرك: نلتقي غدا بإذن الله.
سأله كريم لما فعلت هذا؟ أعاد إليه زميله السؤال: لماذا اتصلت عليها في البداية. يجب أن تواجه مشاكلك ولا تتهرب منها.
أتت أحلام إلى المدينة التي يسكن فيها كريم واتصلت بزميله. وقالت: أنا قادمة إليك. لبس كريم الكرتون على رأسه واستعد للقائها. لما رأته أتت أليه تجري وتعانقه بشدة. وقالت: أنا أحبك يا كريم بكل حالاتك ولا يهمني شكلك ولا من تكون المهم أنا احبك وأريد أن اتزوجك انت. وأريد ان يكون لدينا عفاريت صغيرين يشبهونك، ولن أفعل مثل أمك سأعتني بهم وأقبّلك وأقبلهم ولا يهمني في الدنيا إلا سعادتكم.
ثم صرخت في وجهه وقالت أخبرتك بأن لا تضع هذا الكرتون أمامي. ونزعته من رأسه. وتفاجأت بما رأت. رأت شاب وسيم. فبدأت تنهال عليه بالضرب وتقول ماذا فعلت بكريم. حاول أن يسيطر عليها ويمسك بها حتى استطاع أن يسيطر عليها وهي ملقاة على الأرض. قال لها متى يتوقف هذا الجنان. سمعت صوته فعرفت أنه كريم فهدأت نفسها وبدأت تلامس وجهه وتقول أحببت وجهك الاخر. نظر إليها وضحك من كلامها. ثم قالت، ولكن هكذا أفضل فعانقا بعضهم بشوق.
عادة الفرحة لقلب كريم وأحلام. أخذها وذهب إلى حيث يسكن. ثم حكى لها ما حصل معه. ثم قال أتيت إلى منزلكم فوجدت ترتيبات زواجك. قالت كانت أمي تريد أن تزوجني وتضعني أمام الأمر الواقع. ولكني أخبرتهم بأن قلبي ملك كريم. وسأبحث عنه حتى أجده. وها أنا وجدتك ولن أبتعد عنك مرة أخرى.
انتهت هذه الرواية التي أتمنى أن تكون حازت على إعجابكم
وانتظرونا في روايات أخرى
|