لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

قصص من وحي قلم الاعضاء قصص من وحي قلم الاعضاء


شبيه أنريكي وجميلات النيل الجزء العاشر والأخير (بارت 2) "فادي"

روميو وجميلات النيل الجزء العاشر والأخير (بارت 2) "فادي" مرحبا بكم في الجزء العاشر والأخير (بارت 2) لم تكن النهاية الإفتراضية في الـ

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-04-22, 10:28 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2021
العضوية: 336453
المشاركات: 158
الجنس ذكر
معدل التقييم: روميو ملك البحار عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
روميو ملك البحار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي شبيه أنريكي وجميلات النيل الجزء العاشر والأخير (بارت 2) "فادي"

 

روميو وجميلات النيل الجزء العاشر والأخير (بارت 2) "فادي"



مرحبا بكم في الجزء العاشر والأخير (بارت 2)

"فادي"

لم تكن النهاية الإفتراضية في الـ (بارت 1) الذي بعنوان "وداعا رومي" مقنعة للكثير من المتابعين.
فكتبت هذه الجزء الفريد من الرواية الذي أتمنى أن يعجبكم.

 
 

 

عرض البوم صور روميو ملك البحار   رد مع اقتباس

قديم 20-04-22, 10:29 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2021
العضوية: 336453
المشاركات: 158
الجنس ذكر
معدل التقييم: روميو ملك البحار عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
روميو ملك البحار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : روميو ملك البحار المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي Part 01

 

تبدأ قصتنا هذه المرة في إحدى القرى النمساوية المسلمة الصغيرة. ذات البيوت الريفية الجميلة والخشبية. يعيش فيها بعض الجاليات العربية من المغاربة والتونسيين. يتوفر في هذه القرية جميع ما يحتاجه أهل القرية، ففيها البيوت والمدارس والمستشفيات والبنوك والجامعات. والأسواق الكبير منها والصغير. في غرب تلك القرية توجد المروج الكثيرة والمزارع الخضراء على مد البصر. فكان الكثير من أهل القرية يشتغلون في تربية الأغنام والأبقار. وصناعة الأجبان. ويأكلون مما يزرعون فعندهم الخضار والفواكه بأشكالها والوانها. فكانت القرية مكتفية ذاتيا. ويعرفون بعضهم البعض.


تصل المساحات الخضراء إلى حافة "أخطر جبال العالم". ومنهم من يسميها "نهاية العالم" لم يستطيع أحدهم أن يعلم أو يستكشف ما في أسفل ذلك الجبل فكان الجبل دائري يمر بقرى كثيرة ولا يوجد أي طريق يؤدي إلى أسفل الجبل. فكان يلقب "بجبل الخوف" للأصوات التي تصدر في أسفله. فكثرت الأساطير عن هذا الجبل فمنهم من يقول إن به جن وعفاريت ومنهم من يقول في أسفله حيوانات مفترسه. ومنهم من يقول توجد ساحرة في أسفله. من يسقط من تلك الحافة. لا يمكن لأحدهم أن ينقذه.


يمر القطار بين القرية والمساحات الخضراء. ويقف في محطة القطار التي تتواجد في أطراف القرية.

في وسط القرية يوجد ساحة كبيرة يلتقي الناس ببعضهم ويتعارفون هنالك. وعن طريق تلك الساحة يسمع الجميع ما يجري وما يستجد في تلك القرية. فجميع أخبار تلك القرية تنتشر في تلك الساحة. خلف تلك الساحة يوجد منزل مهجور يظن الناس أنه لا يسكنه أحد. بينما في ذلك المنزل يعيش طفل في السادسة من عمره اسمه "فادي" كان فادي يعيش وحيدا في ذلك المنزل. لم يره أحد ولم يسمع عنه أحد. ولم يشاهده أحد.

دخلت أمه السجن، وهو في الخامسة من عمره، ولم يعرف من يكون والده. فلم يراه منذ ولادته. ولم تسمح أمه لأحد أن يقترب منه فكانت تعزله عن الأولاد. ولما دخلت السجن أصبح فادي وحيدا، فمنذ دخولها السجن وهو يعتمد على نفسه. ولم يخرج من المنزل قط. فكان يظن الجيران أن منزلهم. مهجور.

تفاجئ الجيران في أول أيام المدرسة من ذلك العام بطفل يخرج من ذلك المنزل الذي لم يعهدوا أن يروا أي ضوء أو صوت منه. أخذ الطفل يتبع الأطفال حتى دخل المدرسة ثم يعود بعد انتهاء المدرسة إلى المنزل ويغلق الباب ولا يحدث أي صوت أو ضوء.


بالرغم من أنه وحيد كان فادي من بين المتفوقين في الصف، ولم يره أحدا يُحضر أكلاً إلى المنزل، أو يأكل في المدرسة وكان دائما يغلق المنزل على نفسه ولا يفتح الباب لأحد.

حرص الجيران على مساعدته وإحضار الطعام إليه، يطرقون الباب ولا يفتح لهم. فكانوا يتركون له الأكل عند الباب حتى اليوم الآخر ويأتون ليجدوا ما أحضروه كما هو. حتى توقف الجميع عن مساعدته. فكان يوميا يخرج من المنزل في الصباح إلى المدرسة ويعود في المساء ويقفل على نفسه.

اتفق الجيران وقالوا سنخبر الشرطة بحال هذا الطفل فحاله غريب. يعيش بمفرده ولا يراه أحد يأكل أو يشرب أو يخرج ليشتري أكلا ولم يروا أي أحد يأتي ليحضر له الطعام. ولم يسمعوا أي شخص يشتكي من فقدان طعام ولم يبلغ أحدهم عن سرقات. ودائما سعيد ولا يفتقد لوالديه. فقالوا خلف هذا الطفل سر كبير.

كانت الشرطة من نفس الحي قالوا سنذهب إليه يوم من الأيام بطريقة ودية لنرى كيف يعيش. عاد فادي يوما من المدرسة ووجد بعض الجيران أمام منزله. قالوا للطفل ذو الستة سنوات هل ممكن ندخل منزلك. قال لهم بكل سرور تفضلوا. دخلوا منزله وكان مرتبا ونظيفا. الأواني والكاسات وغرفة نومه وغرفة نوم والدته والصالة والمطبخ. فتحوا الثلاجة فوجدوها فارغة وفتحوا الأدراج والدواليب. كل شيء فارغ. قال لهم تستطيعون الجلوس. تقدم فادي وأعد بعض الكاسات وملأها بالماء وقدمها لهم. استغرب الجميع. سأله المحقق وقال يا بني نحن هنا فقط لنطمئن عليك. لم يرك أحد تشتري أو تأكل، من يقوم بتعليمك ورعايتك؟ قال الطفل هنالك "ملاك" تأتي إلي في أوقات مختلفة لتعتني بي وتحضر لي الطعام وتساعدني على الإستحمام وتبقى معي حتى أنام فترتب المنزل وتختفي. سألوه من أين تأتي قال لا أعلم تأتي وتسألني عن حالي وتحضر لي الطعام والشراب ثم ترتب كل شيئ وتختفي. أصيب الجميع بالوسوسة. وخرجوا من المنزل لا يعلمون ماذا يقولون. قال المحقق. اتركوا هذا الطفل في حاله فبما أنه في صحة ومبتسم ويذهب إلى المدرسة ويعود من المدرسة إلى المنزل ولم يشتكي أحد منه. فلا يجب علينا أن نزعجه.

أقفل الطفل الباب. ثم ذهب يجري وفتح بابا خفيا يؤدي إلى أسفل المنزل. وفي أسفل المنزل مدخل آخر خفي يؤدي إلى "نفق" تحت المدينة. كان الطفل يخرج من كل باب ويقفله جيدا. ذهب يجري الطفل خلال ذلك النفق حتى وصل تحت السجن. طرق الجدار على والدته التي حكم عليها بسجن انفرادي مدى الحياة ولما شعرت أن الوقت مناسب فتحت له وأخذته في أحضانها تُقبّله وتحضنه. ويأكل من يديها ويشرب من يديها. وتعلمه وتلبسه، وفي اليوم الثاني يعود إلى المدرسة. فلم يكن الطفل بحاجة إلى أحد غير أمه. ولم تشعر الأم بأي ألم أو وحشة في السجن الانفرادي ولم تحاول الهرب لكيلا يعلم أحد عن النفق تحت القرية.

كانت الأم تخرج إلى منزلها عبر النفق كل يوم أحد ففي ذلك اليوم يكون يوم الغسيل فلا يسمحون للحراس بدخول السجن الانفرادي. فكانت تعود لتقضي يوم الراحة مع طفلها تغسل له ملابسه وتجهز له كل ما يحتاج في الأسبوع كاملا، وتلعب معه، ثم تقضي بعض الوقت في الحمام الساخن. ثم تعتني ببشرتها وتقوم بعض المكالمات المهمة ثم في صباح اليوم التالي تعود إلى السجن.


كان فادي يحفظ الطريق إلى السجن عن ظهر قلب ولم يحاول أن يكتشف إلى أين تؤدي بقية الشبكة. حتى بلغ العاشرة من عمره. ذهب إلى أمه وكان يناديها "كاتي" قالت انت الوحيد الذي يناديني بهذا الاسم. غنت له "سنة حلوة يا فادي سنه حلوة يا جميل" صمت فادي ولم يتكلم قالت ما بك يا قرة عيني. قال وعدتيني في سن العاشرة أن تخبريني عن أشياء في حياتي. قالت سأخبرك لكن لو سألتني عن سؤال لم يحن الوقت المناسب لأخبرك عنه فلا تزعل مني.

قالت في كل سنة وعدتك أن أخبرك عن معلومة واحدة عن حياتك، ما هو السؤال الذي تحب أن تعرفه في سنك هذا. قال فادي لا أريد ان أعرف عن أبي فتركني منذ أن كنت صغير ولم حتى يعطيني اسمه. ولن أسألك عن اسمه لأنك قلتي: اسمه خطر عليك. ولن أسألك سبب دخولك السجن لأنك قلتي بسبب علاقتك مع أبي. سأسألك عن أمر يهمني، قالت اسأل؟ سأسألك عن الأنفاق؟ فاليوم فتحت طرقات جديدة. ما سر هذه الأنفاق.

قالت الأم أوصف لي ماذا رأيت. قال فادي كان النفق يصل فقط بين المنزل والسجن، كانت هنالك طرقات أخرى لكن كانت مغلقة لا شيء في نهايتها، لكن اليوم فُتحت تلك الطرقات. نظرت إليه الأم وقالت: آن الأوان أن تعرف بعض الحقائق. كنت أنا وأبيك نحب بعضنا. كان أبيك يعمل في منصب لنقل من أكبر المناصب. حصلت مشكلة واضطر أن يتركني حفاظا على سلامتي. ولم يكن يعلم أنه في تلك الليلة التي التقينا فيها قد زرع البذرة التي نورت حياتي.

بسبب علاقتي بوالدك أصبحت أنا أيضا في خطر، فانتشرت صورتي في كل وسائل الإعلام. واضطررت أن أهرب وأختفي إلى هذه القرية الصغيرة، اشتريت هذا المنزل باسمك، فمهما يحصل لا تقوم ببيعه، ولا تتركه أبدا حتى تصل سن الخامسة عشر. أخفيت عن العالم حملي بك لكيلا يعرف أحد بوجودك. ولدتك في هذا المنزل، وأخذت تكبر أمام عيني. عزلت نفسي وعزلتك عن العالم خوفا عليك. غيرت اسمي وغيرت اسم والدك لكيلا يصل اليك أحد.

كنت حريصة ألا يقبض عليّ أحد ولكنهم وصلوا إلي عن طريق بصماتي. أخذوني وسجنوني لمجرد أنى قلت الحقيقة. ثم أراد أن يستغلني أحد المسؤولين لنفسه. قاومته بكل ما أستطيع دفاعا عن نفسي، فسقط ومات فاتهموني بقتله. فحكموا عليّ بالمؤبد.

اضطررت لأدفع الكثير من المال لأسجن هنا بقربك. فلما علم أهل الرجل المقتول أني استطعت أن أنتقل إلى هذا السجن. استطاعوا بسلطتهم أن يزجون بي في سجن انفرادي مدى الحياة. فأحضروني إلى هذه الزنزانة الموحشة. وقاموا بقفل الباب باللحام وقالوا: لن يفتح حتى يخرجوني من هنا إلى قبري.

سألها فادي ماذا عن الأنفاق. قالت بصراحة أنا أيضا لا أعلم من صنعها، بعد ليلتين من السجن الانفرادي كنت أصرخ وأبكي حرقة عليك، تركتك لوحدك في المنزل بدون أن يعرف عنك أي شخص. جفت عيوني ولم يبقى لدي دموع ولا أعرف ماذا أفعل، نمتُ تلك الليلة، ثم استيقظت في منتصف الليل أريد أن أقضي حاجتي. جلست على الكرسي فشعرت بالجدار يتحرك فوقفت ووجدت الجدار ينفتح وكأنه باب. دفعته إلى الخلف فوجدت نفسي في نفق، وما أن دخلت النفق المصنوع بجودة عالية في طريق ناعم وإضاءة ذكية. بدأت الإضاءة تعمل فتتبعت الضوء حتى أخذني إلى أسفل منزلنا. دخلت من المدخل السري ثم صعدت الدرج إلى مدخل سري آخر. فتحته بهدوء فعرفت أني أصبحت في منزلي. ذهبت مباشرة لأبحث عنك فوجدتك نائم في الصالة. وقد أكلت مما وجدته في المطبخ. حملتك وضممتك إلى قلبي. وقلت الحمد لله الذي أعادني إلى ابني المسكين. فأصبحت أتنقل بين السجن وبين المنزل ولم يشعر بنا أحد.

ولما بلغت السادسة كان يجب عليك أن تذهب إلى المدرسة. فكنت رجلا بمعنى الكلمة، من أول يوم كنت تذهب للمدرسة وتعود بدون أن تعتمد على أحد. فكان عليّ ألا أنتظرك في المنزل لأني كنت أتوقع أن أحدهم يوم من الأيام سيأتي ليسأل عنك. فكنت أذهب إلى السجن وألعب دور المجنونة حتى تأتي اللحظة التي تدخل علي فيعود إلىّ عقلي وافرح برؤيتك.

الآن انت كبرت. وأصبحت تتجول في القرية وتعرف مداخلها ومخارجها. وآن الأوان يكون لديك أصدقاء وتمارس بعض الأنشطة وأعتمد عليك في كل شيء. قال فادي أشكر الله لأنك انت أمي. وأعذر أبي لأنه لم يعلم بأن له ابن. قالت: اذهب واستمتع بوقتك واكتشف الأنفاق ولكن بحذر ولا تخبر عنها أحد. ثم سنلتقي لتخبرني بكل شيء.

ذهب فادي ليكتشف الأنفاق ويعرف إلى أين ستؤدي. انطلق فادي مع أول الاتجاهات فوجده يؤدي إلى منزل أحد الجيران. وصل فادي إلى أسفل منزل الجيران فوجد مدخل سري من البدروم تحت المنزل سمعهم يتحدثون ويأكلون. عاد ببطء ثم أغلق الباب السري بهدوء ثم ذهب إلى الاتجاه الأخر فوجد النفق يمر بالمنزل التالي والتالي حتى شعر أنه تعب. أراد أن يعود فلم يعرف أي الأنفاق يعيده إلى المنزل. وكأنه في متاهة. جلس فادي ليرتاح من التعب ثم قال سأحاول أن أعود بالتدريج فبدأ يتذكر المنازل التي زارها بالعكس حتى عاد إلى منزله ونام وفي الصباح الباكر أخذ ورقة وقلم وأصبح يرسم خريطة الأنفاق فوجده تمر من تحت المساجد والبنك والأسواق وغيرها ومنازل الأثرياء وجد نفسه وحيدا في هذه الأنفاق. عاد إلى والدته وبدأ يشرح لها كل شيء. قال لها تمر الأنفاق من تحت جميع منازل القرية والفناء والمساجد والبنوك والمستشفيات والأسواق وفي كل مكان لها مدخل سري لا يعلم به أهل المكان.

استغربت والدة فادي وقالت من عمل هذه الأنفاق ولماذا؟ كون حذرا يا فادي. قال لا تقلقي يا أمي. سأكون بخير. ثم سألها هل أستطيع أن اشتري دراجة؟ ستسهل عليّ التنقل في هذه الأنفاق. قالت: انت تعرف مكان الفلوس خذ منها ما تريد. ذهب فادي فرحا ليشتري لعبته الأولى خرج من المنزل وذهب يسير في الطرقات إلى المكان الذي أراد أن يشتري منه الدراجة.

في الطريق يشاهد الأطفال يلعبون في إحدى الحدائق المخصصة للأطفال. يلبسون تلك الملابس الجميلة، يجرون ويقفزون. وقف فادي أمام الحديقة يشاهدهم. ويبتسم لهم تقدم إليه بعض الأولاد وقالوا له ما أسمك. قال اسمي فادي وأنتم " قال أحدهما أنا محمد والآخر قال اسمي عمر. قالوا له هل تريد ان تلعب معنا. أراد أن يلعب معهما ولكنه تذكر كلام أمه بأن لا يتعرف على الأغراب. قال سأذهب لأشتري دراجة وربما أعود إليكم في وقت آخر.

 
 

 

عرض البوم صور روميو ملك البحار   رد مع اقتباس
قديم 20-04-22, 10:30 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2021
العضوية: 336453
المشاركات: 158
الجنس ذكر
معدل التقييم: روميو ملك البحار عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
روميو ملك البحار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : روميو ملك البحار المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي Part 02

 

غادر فادي إلى محل بيع الدراجات واشترى دراجة جميلة . ثم عاد إلى المنزل سعيداً فرحاً بلعبته الأولى. دخل البيت وقادها سعيداً خلال الأنفاق ليريها لأمه. دخل على أمه في السجن الانفرادي. وجدها لا تتحرك حاول أن يحركها. يناديها بهمس ماما! ماما! ولكنها لا تستجيب. تذكر كلامها حينما علمته كيف يستشعر نبضها ونَفَسَها. فلم يجدها تتنفس. بكى بجانبها بحرقة صامته لكيلا يسمعه الجنود، ثم قبّلها على رأسها وعانقها ثم ودعها وأقفل سجنها كما كان ثم عاد إلى المنزل.

رمى فادي نفسه على سريرها. بكى كثيرا لفقدان أمه، ولم يعلم ماذا سيفعل بدونها. شعر أنه وحيد في هذا العالم. ثم خرج
من المنزل يجري لا يعلم إلى أين يتجه، خرج من القرية إلى المساحات الخضراء، حتى وصل إلى حافة جبل الخوف. توقف هنالك ثم جثا على ركبته وجلس يبكي ويشهق بالبكاء، حتى غلبه النوم في ذلك المكان. نام في ذلك المكان الخطير حتى أشرقت شمس اليوم التالي.

استيقظ فادي وعاد إلى منزله حزين وحيد. يتذكر ما وصته أمه. حينما قالت: لا تظهر الحزن ولا تبكي أمام الناس يوم وفاتي ولا تحضر دفني. ابقي ساكنا ولا تسال عني مهما كان.

في ذلك الصباح حضر مراسم الدفن أُناس كثيرين، اكتظت بهم شوارع القرية والطرقات. لم يُشهد من قبل مراسم دفن تحصل لأحد مثل ما حصل في ذلك اليوم. وبينما فادي عائد إلى المنزل عبر السهول يرى الكثير من السيارات الفارهة وأشخاص كثير تمشي بأقدامها. وآخرون ينزلون من محطة القطار. لم يفهم فادي ما الذي يجري. ذهب إلى شجرة بالقرب من تجمع الطرقات. صعد إلى أعلاها وبدأ يشاهد بحزن.

وبينما هو فوق الشجرة. شاهد فادي قطيع من الأبقار قادمة لتعبر الطريق. نزل فادي من فوق الشجرة. وبدأ يمنع القطيع من التقدم إلى طريق السيارات. فكان يصرخ عليهم ويقول عودوا إلى السهول، ثم حمل جذعا صغيرا وبدأ يلوح بيده حتى عادت الأبقار. رأى راكبي السيارات هذا المنظر فعجبهم الطفل ذو العشرة سنوات وهو يدفع تلك الأبقار، ويبدوا صغيرا بينها لا يكاد يرى.

سقط فادي من الجوع والعطش. توقفت إحدى السيارات ونزلت منها سيدة أنيقة في الثلاثينات من عمرها. قدمت له بعض الماء وبعض الطعام. أخذ فادي منها الماء والطعام وقال لها شكرا. قالت له انتبه لنفسك أيها الراعي الصغير قد تقتلك تلك الأبقار. قال فادي متسائلا. الراعي الصغير؟ قالت الست أنت من يهتم بتلك الأبقار. قال كنت فوق الشجرة أشاهد هذه السيارات الجميلة ثم أتت هذه المواشي وكانت تريد أن تهجم على السيارات فخفت عليها أن تدهسها السيارات. رأت السيدة فادي يتكلم ويشرح. أعجبها أسلوبه الطفولي البريء. قالت ما أسمك. قال: فادي. قالت: أنا لونا اين تسكن قال هنالك في القرية بقرب الساحة. مال قلبها لهذا الطفل. ثم قالت له انتبه لنفسك يا فادي وعد إلى بيتك.

صعدت السيدة لونا إلى سيارتها الفارهة. وودعت فادي. وقالت لنفسها طفل مسكين شعره مجعد وملابسه رثة يا للفقير، أحبت هذا الطفل الجميل. اضطرت السيدة لونا لتوقف سيارتها خارج القرية بسبب الازدحام ثم ذهبت إلى مراسم الدفن خارج القرية ثم عادت إلى القرية. بحثت عن فندق لتقضي تلك الليلة فيه. وجدت كل الفنادق ممتلئة. شعرت بتعب شديد. لدرجة أنها لن تستطيع أن تقود سيارتها ليلا. قررت أن تذهب لتشرب شيئا من القهوة ثم تعود لتنام في سيارتها حتى الصباح. وبينما هي تشرب القهوة في الساحة. شاهدت الطفل فادي يسير في وقت متأخر. تقدمت إليه متسائلة ما الذي تفعل في الساحة في وقت متأخر. قال خرجت أمي ولم أحب أن أدخل المنزل وهي غير متواجدة. قالت له متى ستعود والدتك. قال ربما غدا. ثم قال: هل تبقين معي الليلة حتى تعود امي. قالت يسعدني ذلك. ولكن كيف تتركك أمك لوحدك ولم تأخذك معها. قال أنا رجل أستطيع الاعتماد على نفسي. اشترت السيدة بعض الطعام وذهبت مع فادي إلى المنزل. كان فادي يمسك بيديها حتى اقتربا من المنزل.

تردد فادي قبل أن يدخل المنزل، قالت السيدة لونا: لا تقلق سأبقى معك هذه الليلة. دخلت السيدة المنزل. رحب بها فادي وقدم لها المياه. ثم جلسا على مائدة الطعام وتناولا طعام العشاء. سألته أين هي غرفتك. قال إنها هناك ذهبت معه إلى غرفته. قالت هل تسمح لي بأن اساعدك على الاستحمام. جهزت له بعض الملابس. وأدخلته الحمام وساعدته على الاستحمام ثم نشّفت شعره ثم ألبسته ملابسه. نظرت إليه ذلك الطفل الجميل ذو العين الجميلة والشعر الناعم وكأنه ابن الملوك. قالت لنفسها! ماذا فعلت لعل أمه لم تريد ان تلفت إليه الانظار. وجدت ملابسه وقد أصبحت صغيرة عليه. حزنت على حاله وشعرت بالفقر الذي وصلت إليه هذه العائلة. دخل فادي إلى غرفة نومه، قالت: هل أستطيع أن انام بجانبك. وضع فادي رأسه على الوسادة وأدار وجهه للجدار. وبدأ يبكي. حزنت السيدة عليه شعرت أنه فاقد للحنان. اقتربت منه وحضنته حتى هدأ فادي ونام في حضنها.

استيقظت السيدة لونا ثم استيقظ فادي قالت: كنت أتمنى أن أبقى حتى أرى والدتك لكن لدي الكثير من الأعمال لأقوم بها. هل تستطيع أن ترافقني إلى السيارة. قال فادي: بكل سرور سيدتي. كان فادي ممسكا بيد السيدة ويشعر بشعور افتقده مع أمه أن يخرجا سويا ويراهما الناس مع بعضهما.

شاهد الجيران فادي في الطرقات لأول مرة مع تلك الفتاة فأصبحوا يتساءلون فادي هل عادت أمك؟ شعر رومي بحرج كبير. أراد أن يفلت يده من يد السيدة ولكنها شعرت به فأمسكت يده بشدة. وقال ابني فادي هلا عرّفتني على أصدقائك. ابتسم فادي وبدا يعرّفها على الجميع ويقول هذه أمي أتت من سفر طويل. كانت السيدة تتألم وتقول يا ترى ما الذي يجري مع هذا الطفل. أخَذته إلى إحدى محلات الملابس واشترت له الكثير من الملابس؟ ثم ذهبت إلى السوبرماركت واشترت له الكثير من المواد الغذائية. ثم أخذته إلى أماكن الألعاب وطلبت منه أن يذهب ليلعب. ذهب فادي ليلعب مع الأطفال. نسي الطفل الصغير الذي كان مسجون مع أمه طول مدة سجنها همومه. وكأنه الآن خرج للحياة.

عاد فادي إلى السيدة وقال لها أشكرك لأنك لعبتي دور الأم معي ليوم واحد. وآسف لأني لم أكون صادق معك. فقد كنت محتاج إلى من تلعب هذا الدور معي لكي أبقى في المنزل دون أن يضايقني أحدهم. قالت ظننت أنن من يستغلك. الذي اتضح لي أنك من استغلني. قال لها لا تقلقي فنحن الآن متعادلان.

قالت السيدة: هل أستطيع ان أسألك سؤال واحد فقط. هل تعرف السيدة التي توفت بالأمس. قال فادي. لا لا أعرفها. فلم اراها من قبل. ثم سألها هل تعرفينها؟ قالت: كل ما أعرفه أنها إنه شخصية مهمة جدا. ثم اختفت ولم يتوقع أحد أنها كانت تختفي في هذه القرية. يقول الإعلام انهم وجدوها ميته في إحدى الطرقات. تمالك فادي نفسه ولم يبدي أي حزن. أوصلته السيدة إلى منزله ووضعت له الملابس الجديدة في الدواليب والأكل في الثلاجة والأدراج. ثم عانقته وقالت: انتبه لنفسك سآتي لزيارتك قريبا.

انتظرت السيدة لون قليلا خلف الباب فسمعت بكاءه ونحيبه. تكاد تتقطع من الداخل لكن ضغطت على نفسها ثم ذهبت إلى سيارتها. وحينما وصلت إلى السيارة. قامت بالاتصال بعائلتها وبدأت تحكي لهم عن فادي. قالت إنه فتى مسكين أريد أن أبقى معه لبعض الوقت. رفض والديها وقالا عودي بسرعة لا نريد ان يحصل لك شيء.

عاد فادي ليقفل على نفسه الباب مرة أخرى ولم يعلم أحد هل هو حي أو ميت أم ذهب مع تلك السيدة التي ظن الجميع أنها أمه. بعد عدة أيام بدأ فادي يخرج من المنزل بعد ان نفذ الطعام من المنزل. قرر فادي أن يعمل. فأخذ يذهب إلى المحلات والأسواق يسألهم يريد أن يعمل. ولكن بدون جدوى. من يعطي عمل لطفل ذو عشر سنوات ونصف. فذهب إلى السهول الخضراء وجلس تحت ظل شجرة. يشاهد رُعاة الغنم والأبقار. وبينما هو جالس هنالك رأى الأغنام والأبقار تقترب منه. وكان الرعاة يحاولون أن يبعدوها لتبقى ترعى في السهول لكن لم يقدروا عليها. وصلت الأغنام والأبقار إلى فادي وتوقفت تحيط به. استغرب فادي منها فوقف وكان بتضوع جوعا. فاقترب من إحدى الأبقار ونزل تحتها وبدأ يشرب الحليب منها حتى شبع. جلست الأغنام والأبقار حول فادي فكان إذا وقف وقفت معه وإذا جلس جلست معه. يشاهد الرعاة هذا المنظر فلم تصدق أعينهم ما ترى. جاء أصحاب الحيوانات على أحصنة وسألوا الرعاة ماذا تفعل الحيوانات هنا قالوا انهم يفعلون ما يفعل ذلك الطفل. قالوا غير معقول ما تقولون. فبدأوا يضربون الحيوانات ولكن لا تتحرك من أماكنها. وقف فادي وقال بصوت عالي عودوا من حيث اتيتم. انطلقت الحيوانات لتعود إلى حيث كانت ترعى. وجلس فادي تحت تلك الشجرة. أقبل عليه أحد الرعاة وأسمه كريم وكان في الخامسة عشر من عمره. وسأله ماذا حدث. قال فادي لا أعلم. ثم جلسا معا يخبره كريم كيف يتم رعاية هذه الأبقار والأغنام وكيف يستفيد أصحابها من بيعها وبيع لبنها وصوفها حتى أصبحوا من أغنياء القرية. وأنهم ممكن يصبحون أغنى لولا الحيوانات التي تسقط في أسفل الجبل. سأل فادي وما الذي يحدث لها قال لا يستطيع أحد يذهب إلى ذلك المكان.

دخلت فكرة التجارة بالأغنام والأبقار إلى رأس فادي فأصبح يفكر كيف يفعل ذلك. عاد إلى المنزل فاقد الأمل. فقرر ينزل إلى الأنفاق وكان يقضي فيها الوقت الطويل يقود دراجته يتعرف على الطرقات وعلى الشوارع. بينما يبحث عن عمل.

كان في الحي سيدة مغربية الجنسية في مُقعدة على كرسي عجلات في الثلاثينات من عمرها. تجلس أمام منزلها كل يوم تشاهد الناس وتتحدث مع الجيران.

يوم من الأيام استوقفت فادي. وقالت له ماذا تفعل قال إني أحاول أن أجد عملاً. قالت: عندي عمل يناسبك. اقترب فادي وقال ما هو سيدتي. قالت أنا ليس لدي من يهتم بي أو يسأل عني. أريدك أن تأتي تطرق الباب وتسأل عني كل يوم وأنا سأوفر لك وجبة الغداء يوميا. قال لها والفرحة لم تسعه سأفعل سيدتي. قالت أدخل المنزل ستجد على طاولة المطبخ مفتاح آخر للمنزل، خذه وكل يوم بعد الثالثة مساءً تأتي لتأخذ وجبتك. وإذا وجدتني ميته ستتصل بهذا الرقم وتخبرهم بالخبر. قال لها لن يحصل فأنت ما زلتي شابة. ستكونين بخير.

دخل فادي إلى المنزل ليأخذ المفتاح. فوجد بعض النقود فوق الطاولة. قال لها: سيدتي لا ينبغي أن تُبقي النقود فوق الطاولة. من الأفضل أن تُخفيها. قالت له: تستطيع ان تناديني بـ"السيدة نور" ثم قالت: أشكرك يا ولدي على أمانتك هذه وضعتها لك لتشتري بها ما تريد. ذهب إلى المطبخ وبينما هو ذاهب إلى هنالك يجد البيت غير منظم والغبار في كل مكان والحشرات وبيوت العنكبوت تملأ جنبات البيت.

خرج فادي من البيت وقال لها سنبدأ في اليوم التالي. في اليوم التالي اشترى من المال التي أعطته بعض المنظفات والمناشف وذهب فادي إلى بيت السيدة نور المقعدة قبل أن تستيقظ، وبدأ ينظف البيت ويمسح الطاولات ويغسل اواني المطبخ ويجمع الأوساخ. وفتح النوافذ فدخلت التهوية إلى البيت ورائحة الطبيعة. ومن التعب جلس على إحدى الكنبات حتى غلبه النوم.

خرجت السيدة المقعدة من غرفتها. وكأنها تشاهد بيتها لأول مرة. دخلت الفرحة إلى قلبها. ثم رأت فادي نائما وقالت: لقد أحسنت أمك تربيتك. أينما تكون أنا متأكدة أنها فخورة بك. استيقظ فادي ووجد السيدة نور جالسة بالقرب منه وتبكي. شكرته وعانقته. وقالت: لم يرزقني الله بأطفال لكن أرسلك الله إليّ من السماء لتكون مثل ابني. صنعت له الإفطار وأصبح كل همها أن تعتني بهذا الطفل تلبسه وتحممه وتعد له الطعام. وفادي بالمقابل أصبح يعتني بها ويساعدها ويأخذها إلى الساحة ويشتري لها طلبات البيت ويأخذها إلى الطبيعة. وينام عندها في المنزل.

كان فادي أحيانا يختفي من الصباح إلى قبل الغروب، يقضي ذلك الوقت في الأنفاق حتى أصبح يحفظ المدينة عن ظهر قلب فوق وتحت في الأنفاق. لكن لم يكن ليتجرأ أن يدخل البيوت. من تلك الأبواب السرية أو يحاول ان يتنصت إليها. فكانت توصية أمه ألا يفعل ذلك.

في اليوم الذي بلغ فادي عمره الحادي عشر. فتحت 6 أنفاق ومسارات أخرى. استغرب فادي كالعادة وعرف أن هنالك شيء مرتبط به في هذه المسارات. فأصبح يتتبعها بدراجته عرف أن 5 منها تطل على المروج الخضراء حيث الرعاة والماشية أما السادس فكان مختلفا، فكان يسير بالدراجة إلى مسافة مثل مسافة المروج الخضراء ثم ينزل بقدميه على درج لمسافة ليست بالقصيرة. استمر فادي ينزل وينزل حت وصل إلى بوابة سرية قال سأفتح وأرى ما خلف هذه البوابة. فتح الباب بالتدريج فبدا الهواء المنعش يدخل وبدأ النور يسطع في عينيه. ولما فتح الباب كاملا رأى منطقة ما بين الجبال وعرف أنه نزل إلى أسفل المنحدر الخطير. خرج ووجد طبيعة لم يرى لها مثيل. الأزهار والنهر والأشجار، وعدد ليس بالقليل من الخرفان والأبقار التي ما تزال حية بعد سقوطها من المنحدر. فكانت تسقط في النهر ثم تستعيد قوتها مرة أخرى. جلس فادي في ذلك المكان يتعرف على تلك الطبيعة التي لم يشاهدها أحد قبله.

عاد فادي إلى "السيدة نور" في موعد الغداء قبل أن تقلق عليه. أحظر لها باقة من الورود التي في أسفل الجبل، أحبتها وشكرت فادي على المشاعر الطيبة. قالت له الآن أصبحت شاب فلن أناديك بعد اليوم بالطفل ستنتهي الإجازة عليك أن تعود إلى المدرسة. قال لها حسنا. قالت أريدك ان تتفوق وتحصل على الدرجات العالية. قال لها هل أستطيع أن أناديك امي. بكت السيدة نور وعانقته وقالت نعم تستطيع أن تناديني بأمي. أدخل فادي السعادة في قلب "السيدة نور". فتعلق قلبها بفادي فلم تعد تجلس خارج المنزل. فأصبحت ترتاح في بيتها وأصبح لديها هدف لتعيش من أجله.

أصبح فادي يقضي وقته في رعاية تلك الأغنام والأبقار في أسفل الجبل. ويذهب ليسبح في النهر. وبعد سنتين تكاثرت وأصبح عنده الكثير منها. لكن لا يعرف كيف يتاجر بها أو يخبر بها الناس الذين في أعلى الجبل.

فذهب إلى صديقه كريم وقال له لو أن هنالك شخص عنده قطيع من الغنم والأبقار كيف يستطيع أن يستثمرها ولمن يبيعها . قال: أنا لو مكانه أضع يدي بيد "السيد رشيد" فهو جيد ويعطي سعر مناسب للمواشي. قال هل تعرفني عليه. ذهب إلى السيد رشيد وقال عندي 100 من الأغنام و50 من الأبقار قال له السيد رشيد انت صغير ليكون عندك تجارة. قال أتريد ان تشتري أو أذهب لغيرك. قال له أحضرها غدا هنا المهم ألا تكون مسروقة. ذهب فادي وطلب السيد رشيد من أحدهم أن يذهب ليراقبه. ذهب فادي إلى بيت السيدة نور بقي معها حتى المساء وقال لها اليوم سأذهب لأنام في المنزل. وما يزال ذلك الرجل يراقبه خارج المنزل. في الصباح الباكر قبل شروق الشمس ذهب فادي عبر الأنفاق وأدخل الأغنام والأبقار إلى النفق وأخرجهم من إحدى المخارج. السرية التي تؤدي إلى السهول الخضراء. وقادها مع شروق الشمس حتى وصل إلى السيد رشيد.

رأى السيد رشيد الأغنام والأبقار وكانت ممتلئة أفضل من الأغنام والأبقار التي لديهم. قال السيد رشيد هذه الحيوانات لا ترعى في هذه السهول فالمكان الذي ترعى فيه مختلف جدا. انظر إليها كل واحد منها بقيمة اثنتين مما نملك. أين ترعى هذه الأغنام. قال فادي في مكان سري لا ولن يعلم به أحد. فأراد السيد رشيد يطمّع فادي فأعطى له ضعف قيمتها على ألا يبيع لأحد غيره. عاد فادي بالنقود إلى أمه وقال لها لقد بعت أول قطيع عندي. سأحتفظ بنصفها وسأشتري بنصفها قطيع آخر.

استأجر فادي من السيد رشيد مزرعة وحظيرة ليحتفظ بالقطيع. وما كان من السيد رشيد أن وافق مباشرة وقال له لدي عدة مزارع اختر أيهما تريد. أختار فادي أرخص المزارع التي تمر بإحدى فتحات النفق التي تؤدي إلى أسفل الجبل.

 
 

 

عرض البوم صور روميو ملك البحار   رد مع اقتباس
قديم 20-04-22, 10:32 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2021
العضوية: 336453
المشاركات: 158
الجنس ذكر
معدل التقييم: روميو ملك البحار عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
روميو ملك البحار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : روميو ملك البحار المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي Part 03

 

اشترى فادي بعض الأغنام والأبقار ثم أدخلها إلى الحظيرة. وأقفل عليهم الباب ثم عاد إلى البيت. طلب السيد رشيد من بعض الرعاة عنده أن يتابعوا هذا الشاب ويعرفوا أين يربي ويرعى المواشي.

أصبح فادي يأتي كل صباح عبر النفق ويأخذ القطيع وينزل به إلى أسفل الجبل ثم يذهب للمدرسة ثم يعيدهم مساء. كان الرعاة ينتظرون كل صباح أمام الحظيرة ولكن لم يلاحظوا فادي يُخرج القطيع ولم يلاحظوا أي أعشاب تدخل أو مياه إلى تلك الحظيرة. أخبروا السيد رشيد وقالوا له: الشاب مشغول في المدرسة والقطيع محبوس طول تلك الفترة في الحضيرة سيخرجون ضعافا أو سيموت أكثرهم.

بعد شهرين يأتي فادي يخرج القطيع فإذا هم بأحسن حال منه عندما اشتراهم. استغرب السيد رشيد وقال كثرت علينا الطلبات على القطيع الذي تقوم بتربيته. وخصوصا من القصور الملكية والأثرياء فطعمها ولبناه مختلف عن غيرها. هل ستخبرني عن السر. قال فادي. لن أستفيد شيئا إذا أخبرتكم السر. قال السيد رشيد لن أسألك مرة أخرى عن السر وستبقى تلك الحظيرة لك بالمجان ولكن لن تبيع لغيري.

قال فادي ما رأيك أن نصبح شركاء لمدة سنة واحدة. أنت تحضر لي المواشي وأنا أرعاها لك وأكاثرها لك ونتقاسم النصف بالنصف بشرط ألا تسأل كيف وماذا أعمل ولا تبحث ولا ترسل من يراقبني. قال له السيد رشيد اتفقنا وما المطلوب مني. قال أريد أن تعطيني أكبر حضيرة عندك.


فتحول فادي إلى حظيرة أكبر. وأصبع عنده ثلاثة أضعاف الحيوانات التي كانت عنده. وكان كل ثلاثة شهور تعود المواشي بحال أفضل وألبان وافرة وطعم أفضل. اشتهر السيد رشيد وأصبح الكثير يأتون أليه ليعرفوا ماذا يفعل. فقال لهم لا أستطيع أن اعطيكم السر. لكن وسائل الإعلام أصبحت تراقبه وعند تسليم الدفعة التالية رأى الجميع السر وراء هذا الرجا وهو شاب في الرابعة عشر من عمره. اسمه فادي. أصبح فادي غنيا ولكن لا يعرف ما يفعل بالنقود فكان يأتي كل ثلاثة أشهر. إلى جدته بمبلغ كبير. وتأخذه جدته إلى البنك ويودعه بنفسه.

انتهت السنة وأصبح عند فادي الكثير من المال. وتضاعفت تجارة السيد رشيد. وقبل أن يذهب فادي. سأله السيد رشيد هل ستخبرني ما هو سر المواشي. قال فادي لا أستطيع. عاد فادي إلى السيدة نور احتفلوا تلك الليلة بعيد ميلاده الخامس عشر. وأهدت له حصان. قالت آن الأوان لتتعلم ركوب الحصان. أحب فادي الهدية وعانق السيدة وشكرها على هذه الهدية. أخذ فادي الحصان إلى السهول الخضراء وطلب من صديقه كريم أن يعلمه كيف يمتطي الحصان. قال كريم هذا الحصان جميل وما يزال صغير في السن. قال له: لقد أهدتني أمي هذا الحصان. ثم بدأ صديقه كريم يعلمه كيف يمتطي الحصان ويسير عليه. قضى فادي ذلك اليوم يتعلم على الحصان. ثم تركه في حظيرة كريم حتى يجد له مكان مناسب بالقرب من منزله.


عاد فادي إلى المنزل وفي الطريق يشاهد أحد المنازل القريبة تحترق، أسرع في المشي ولما قرب من المنزل. سمع إحدى الجارات تبكي وتصرخ طفلي في البيت أرجوكم أنقذوه. سحب فادي نفسه واتجه إلى منزله.

ثم وذهب إلى ذلك المنزل مسرعا عبر النفق ودخل عبر الباب السري ووجد الدخان وقد ملأ المكان. وسمع صراخ الطفل الرضيع ثم زحف على الأرض حتى وصل إليه وأخذه إلى الأنفاق. أخذ يفكر لبرهة ماذا يفعل. فلا يريد ان يخرج لهم بالطفل. قرر أن يذهب إلى المسجد ودخل من الباب السري تحت المسجد ووضع الطفل هنالك. ثم عاد وغير ملابسه واستحم لكيلا يظهر عليه رائحة الدخان ثم جلس بالقرب من النافذة ينظر ما يحصل. أُطفئت النيران وفقدت الأم الأمل في عودت طفلها الصغير. وبعد ساعة وبينما كان الشرطة حوليها يسألونها سمعوا رجلا يصرخ لقد سمعت صوت طفل في المسجد.

فتحوا المسجد فوجدوا الطفل يبكي. سألوها هل هذا طفلك. أخذت تجري إليه تتأمله وتقبله. وكان على الطفل رائحة دخان الحريق. وآثار من احتراق المنزل. استغرب الجميع كيف نجى الطفل من الحريق وانتقل إلى المسجد.
فرح فادي عندما شاهد الطفل يلتقي بأمه. وشعر أنه أنقذ حياة ذلك الطفل. فشعر أنه قد يستعمل تلك الأنفاق لمساعدة الآخرين. لكن عليه أن يجد طريقة ليخفي هويته.

عاد إلى والدته وقضى تلك الليلة عندها. قالت سأذهب غدا إلى المدينة، لدي موعد في المستشفى وأريدك أن ترافقني؟ قال طبعا يا أُمّاه. ذهبا إلى محطة القطار. وهنالك حصل فادي على التذاكر. كان فادي يتطلع إلى هذه الرحلة بلهفة، سمع الكثير عن المدينة ولكن لم تأتي الفرصة ليزورها. صعد فادي القطار وساعدها على الصعود إلى القطار. أحب فادي القطار جلس بجانب أمه ينظر هنا وهناك وبعد أن تحرك القطار قالت له السيدة بإمكانك أن تتجول في القطار فرح فادي وبدأ يتنقل في القطار كيف يشاء ثم يعود إلى أمه ويجلس بجانبها. وبعد ساعة بدأت ملامح المدينة من نافذة القطار. قالت تلك هي المدينة سنصل بعد عشر دقائق.

لمعت عينا فادي حينما شاهد المدينة لأول مرة، المباني الشاهقة والطرقات المعبدة والشوارع الكبيرة ومحطة القطار الضخمة. يدفع أمه على كرسي العجلات ينقلها من مكان لآخر. سألها إلى أين تريديننا أن نذهب. قالت سنذهب إلى مستشفى المدينة. ركبا تاكسي وذهبا إلى المستشفى. وفور وصولهما قاموا بعمل فحوصات لقدمها، وقالت لها الدكتورة الان الطب تقدم بإمكاننا أن نجري لك العملية وتستطيعين المشي من جديد. قالت الأم لفادي هيا لنعود إلى القرية. قال لماذا يا أمي وصلنا اليوم. قالت لقد طلبوا مبلغا كبيرا لن نستطيع دفع المبلغ المطلوب في العملية.

دخل فادي على الدكتورة وجلس يتحدث معها. وسألها عن تكلفة العملية؟ قالت الدكتورة ثمن العملية في هذا المستشفى عالي. ستكلف ربع مليون يورو. قال ممكن تعطيني رقم حسابكم. وابدئي بالإجراءات سأذهب لأحول المبلغ لحسابكم. نظرت الدكتورة لفادي مستغربة ولا تعلم هل تأخذ كلامه بجدية أم تعتبره مجرد طفل. لكن رأت أنه جاد فيما يقول فطلبت منهم أخذ الأم إلى غرفتها وتجهيزها للعملية. قال فادي لأمه سأذهب لأحول لهم المبلغ وسأعود. قالت الأم ولكن هذا المال تعبت أنت عليه لتجمعه. قال لها نستطيع أن نجمع غيرها. المهم أراك تقفين على قدميك من جديد.

ذهب فادي إلى خارج المستشفى ولم يكن يعرف شيئا في المدينة. فتذكر تلك الفتاة لونا التي التقى بها بعد يوم وفاة والدته. اتصل بها وقال هل تأتين إليّ؟ قالت أين أنت؟ قال أنا في مستشفى المدينة. هل ستأتين؟ قالت سأصل بعد عشر دقائق. انتظرها عند مدخل المستشفى، رأته الفتاة وقد كبر وبدأت ملامح رجولته تظهر عليه. رحبا بها وقال شكرا لك سيدتي. قالت تستطيع مناداتي لونا. ما لذي أتى بك إلى المدينة هل انت بخير؟ شرح لها فادي ما استجد في حياته. ثم سألته إلى أين تريد ان تذهب؟ قال إلى البنك لو سمحتي. أخذته لونا إلى البنك ولما أراهم بطاقته أخذوه مباشرة إلى المسؤول. قال: كيف نستطيع أن نخدمك أستاذ فادي. قال هل ممكن أعرف كم رصيدي في البنك. قال لديك ثلاثمائة ألف يورو. استغربت لونا وقالت لنفسها تركته وليس معه شيء. قال فادي أريد أن تحول هذا المبلغ من حسابي إلى حساب المستشفى من أجل أمي فهي تريد ان تعمل العملية لقدمها. وبعد أن عمل فادي التحويلات اتصل على والدته وقال ستكونين بخير إن شاء الله.

قالت له لونا هل عادت أمك إلى المنزل قال نعم وإن شاء الله تعود إليه بكامل صحتها. قالت له انت طيب يا فادي. أين ستبقى الليلة قال سأنتظر أمي أمام المستشفى. قالت: سآخذك في جولة في المدينة ثم ستأتي إلى منزلي هذه المرة وتبقى معي. قال لها شكرا. أخذت لونا فادي وفي الطريق تحدثت معه كثيرا وذهبا ليتناولا العشاء في إحدى المطاعم. وكان فادي نبيلا فلم يسمح لها بدفع ثمن العشاء.

ذهبا ليسيرا على الأقدام. شاهد فادي الكثير من الفتيات الجميلات. بتلك الملابس الأنيقة. قالت له لونا على هونك يجب أن تبقى ثابتا ولا تطيل النظر إلى الفتيات، فإن جمالهن سيخترق قلبك. قال لكن جمالك لم يخترق قلبي. قالت: هذا لأني أكبر منك سنا. لكن لما يأتي الوقت وتجد الفتاة المناسبة فستشعر بطعم غريب في قلبك. ثم لا تريد أن تنظر إلى فتاة غيرها. لأنها هي الفتاة التي ستسكن قلب ولن تجد في قلبك مكان في قلبك لغيرها. قال لها لنذهب فقلبي الآن ملك أمي.

أخذته إلى منزلها وقالت مرحبا بك هذه أمي وهذا أبي وهذا خطيبي. وهذه العاملة التي ستريك غرفت الضيوف. ستغير ملابسك ثم ستأتي لنجلس سويا مع العائلة. شاهد فادي المنزل الكبير والراقي والمغطى بالزجاج من كل الجهات. غير ملابسه ثم ذهب ليجلس معهم. رحبوا به وجلسوا معه يحدثونه بلباقة. كان فادي يحاول أن يتكلم بنفس الطريقة التي يتكلمون بها. وبينما هو كذلك تتصل أمه لتطمئن عليه. فيطمئنها أنه مع هذه العائلة الراقية. أحبت العائلة فادي وارتاحوا له كثيرا. قال يجب أن أذهب للنوم فعملية والدتي غدا صباحا.

غادر فادي المنزل صباحا بعد أن كتب لهم رسالة شكر. وذهب إلى المستشفى وجلس مع والدته حتى بدأت العملية. وبقي ينتظرها وبينما هو كذلك قدمت لونا وقالت لماذا خرجت لوحدك. قال لم أرد أن أزعجكم. قالت أنت لا تزعجني أبدا. وجلسا ينتظران حتى خرجت من العمليات، طمأنته الدكتورة بنجاح العملية. فرح فادي وأخذ يقفز فرحا. وقفت لونا تشاهد فرحته وهي تبتسم وتصفق.

بقي فادي مع أمه في المستشفى يتحدث إليها ويحكي لها عن الأماكن التي زارها وعن عائلة لونا. وعن الفتيات الجميلات التي شاهدهن. كانت أمه تضحك من كلامه وترشده وتذكره بأن يحافظ على نفسه وماله. ولما تنتهي أوقات الزيارة يذهب لينام الليل في منزل لونا ثم يعود اليوم الآخر. ويتجول كما يحلوا له في المدينة. في يوم من الأيام وبينما كان يتناول الغداء في إحدى المطاعم. لمح صورة أمه في إحدى البرامج الإخبارية. كان الصوت منخفض ولم يسمع ما قالوه عنها.

وصلت لونا متأخرة. سألها كيف أستطيع أن اعيد خبر جاء في التلفاز. قالت له: لن تستطيع إعادته إلا إذا كان مسجل. أو تبحث عنه عن طريق الإنترنت قال وكيف أحصل على الإنترنت. قالت يجب ان يكون لديك كمبيوتر وتتعلم كيف تستخدمه ثم سيسهل عليك استخدام الكمبيوتر. قال لها أريد أن أعيش في المدينة؟ قالت فادي العيش في المدينة ليس سهلا كما تتوقع. إنها خطيرة وبدون مال كافي وشخص هنا ليقف معك لن تستطيع العيش.

قال وانتِ. قالت قريبا سأتزوج وأكون مشغولة بزوجي. ثم سألها كم احتاج من مال لأشتري منزلا مثل بيتكم. قالت: قد تحصل على منزل قريب منا بمليون يوروا. ومثلها لتفتح مشروع يساعدك على البقاء في المدينة.

عاد فادي إلى والدته في المستشفى. فوجدها وقد سمحت لها الدكتورة الخروج. فرح فادي لسلامتها. فأخذه لتشاهد المدينة ثم أخذها إلى محطة القطار. وعادا إلى القرية. وصل القطار إلى القرية. وأنزل فادي والدته إلى المحطة وما تزال على كرسي العجلات. ثم أنزل الشنطة.

لم ينتظر القطار في المحطة كثيرا. أطلق القطار صافرة الإنذار ليبتعد الجميع عن الرصيف ليغادر. وقبل أن يقفل القطار أبوابه رأى فادي فتاة قريبة من عمره تجري بسرعة وخلفها بعض الحرّاس. ثم قفزت من القطار قبل أن يُقفل الأبواب اصطدمت الفتات بفادي، نظرت إليه وقالت: أرجوك أنقذني منهم. تفاجئ فادي بطلبها ولم يعلم ماذا يفعل. نظر إلى أمه وقال عودي إلى البيت.

أخذ الفتاة وبدأ يجريان، قطعا سكة القطار، وهربا إلى المروج والمزارع الخضراء. توقف القطار فجأة وخرج منه الحراس وبدأوا يلحقون بهم. قال قائدهم لا تقتلوها نريدها حية. كان فادي ممسكا بيد الفتاة ويجري باتجاه حافة الجبل. توقفا هنالك وبدأ ينظر لا يرى إلا الغيوم تغطي أسفل الجبل. وقف فادي والفتاة على حافة الجبل ولما اقترب الجنود شعر فادي بخوف الفتاة الشديد أمسك بها ومن خوفها دفعته وسقطوا إلى أسفل الجبل. شاهدت والدته والناس والمزارعين اللذين كانوا في السهول الخضراء والجميع فادي والفتاة يسقطون من أعلى الجبل. اجتمع الحراس ينظرون من على حافة الجبل فلم يروا إلا الغيوم.

بعد لحظات جاءت سيارة فاخرة للحاكم وابنه. نزل الابن يجري يسأل الحراس أين ليلا؟ قالوا لقد هربت مع شاب إلى حافة الجبل ودفعته وسقطا أسفل الجبل. صرخ الشاب أحضروا الطائرات وأحضروا الجيش أريدها يا أبي. قال له والده لن تستطيع أي طائر ولا جيش ولا أحد الوصول إلى أسفل الجبل. لقد ماتا. جثا الشاب على ركبته وقال أحبها يا أبي. قال له لقد ماتت وتفتت إلى أجزاء أسفل الجبل. فانهار الابن بالبكاء. قال له الأب خلاص انساها سنبحث لك عن فتاة غيرها. أخذ الابن السلاح وأطلق النار على الحراس فأصابهم جميعا ولكن لم يقتلهم وصرخ فيهم قائلا كيف جعلتموها تهرب.

شاهدت أم فادي ابنها يسقط من فوق الجبل مع الفتاة فانفطر قلبها بكاءً على فادي دفعت لأحدهم لينقل لها الشنطة إلى المنزل. وما أن وصلت انهارت بالبكاء على فادي.

سقط فادي والفتاة من حافة الجبل وارتطما ببعض الأشجار العالقة بجانب الجبل فمن شجرة إلى شجرة أخرى حتى سقطا في النهر. وبدأ يجرفهما التيار استطاع فادي التمسك بإحدى جذوع الأشجار وامسك بالفتاة وأخرجها من النهر. استلقى فادي على جانب النهر يلفظ أنفاسه وينظر إلى الارتفاع الذي سقط منه. ثم نظر إلى الفتاة التي هي أيضا بدأت تستعيد أنفاسها. وقال هل انتِ بخير. قالت: أنا بخير بدأت الفتاة تلامس يديها ووجهها فقد سببت لها الأشجار بعض الخدوش في جسمها.

خافت الفتاة وقالت نحن في أسفل الجبل هيا نهرب يقولون إن المكان هنا مخيف. قال لها انظري إلى جمال الطبيعة والزهور والنهر. هل تعتقدين ان هنا شيئا مخيف. قالت هل سبق وأتيت إلى هذا المكان. قال وأعرفه جيدا. صافحته وقالت: ليلى.

قال تشرفت بمعرفتك أنا فادي. قالت أنت التاجر الذي يسمونه الساحر. الآن عرفت سرك انت تأتي بالخرفان إلى هنا وبعد شهرين أو ثلاثة تصبح بحال أفضل. يا لك من ذكي!
سألها ما لذي يجري لماذا الحراس يلحقون بك. قالت باختصار كانوا يريدون أن يزوجوني بدون موافقتي لأبن الحاكم "إدوارد" وأنا لا أريده. قال تقصدين الحاكم في الجزء الآخر من القرية. يقولون إنه عادل ومتواضع. قالت الأب انسان خلوق وطيب. لكن الابن شيطان يريد أن يحصل على كل شيء.

قال لها يجب أن نتوارى عن الأنظار لفترة ثم تعودين إلى والديك. وأنا سأذهب إلى المدينة. قالت والدي باعاني إلى هذه العائلة لأخدمهم. واراد ابنهم ان يحصل علي. فقال له الحاكم ابتعد عنها فأنها لا تزال في الرابعة عشر من عمرها. لم يعجب الكلام هذا إدوارد فأصر أردت أن أهرب إلى المدينة فأرسل الحراس ولما رأيتهم يصعدون القطار هربت منهم واصطدمت بك. فلن أعود إلى والدي. سألته ماذا سنفعل.

قال يجب أن نبقى مع بعض. أنا على وشك ان أخبرك بسر لم أخبره أحد منذ عشر سنوات. ستعديني أنك ستبقين معي وستفعلين ما أطلبه منك. قالت: أعدك بس المهم نكون بعيدين عن هذه العائلة. قال إذا اتفقنا.

سار فادي مع ليلى وأدخلها من المدخل السري لأسفل الجبل. تفاجأت ليلى بهذه الأنفاق وبدأت تسأل عن النفق كيف ومنذ متى قال لها فادي صدقيني لا أعلم كل سنة تمر من عمري يفتح لنا طريق جديد يؤدي إلى شارع أو مكان مختلف. قالت أنت تمزح. قال لها صدقيني، بشكل أو بآخر هذا النفق مرتبط بي. لا أعلم كيف قاموا ببنائه بهذه الجودة ولا متى ولا لأي غرض. لكن في المرة السابقة استطعت أن أنقذ طفلا من الحريق. قالت إذا أنت من نقل الطفل إلى المسجد. سمعت الناس يقولون إنه الطفل المعجزة وأنه سيكون خارق. فضحكت ليلا. أخذها فادي إلى منزله وأعطاها من ملابسه وقال اذهبي واستحمي وابقي في البيت حتى أعود. سأذهب لأطمئن على أمي.

عاد فادي ودخل إلى الأنفاق مرة أخرى، وذهب إلى منزل أمه صعد إليها ولما تأكد إنها لوحدها. دخل عليها من الباب السري. واقترب من سريرها وقال ماما فتحت عينها وقالت: بسم الله هل هذا حلم أو علم. قال أنا بخير يا ماما. مدت يديها وبدأت تلامس وجهه وخدوده وجسمه ويديه ورجليه لتطمئن أنه بأحسن حال. قال لها أمي اطمئني أنا بخير. قالت وماذا عن الفتاة قال إنها أيضا بخير. قال أتيتُ فقط لأخبرك بأننا بخير. تركت الفتاة لوحدها في المنزل. سأعود إليك في الصباح الباكر، لا تخبري أحدا بأمرنا. ذهب فادي إلى الباب السري، سألته" ما هذا المخرج قال لها سأشرح لك فيما بعد وأقفل الباب.

عاد فادي إلى المنزل. فوجد الفتاة نائمة في الصالة. أيقضها وقال اذهبي ونامي في غرفتي وأنا سأنام في غرفت أمي. نظرت إليه وقالت شكرا فادي أنا سعيدة بأنك أنت من التقيت به في محطة القطار. قال وأنا سعيد لأحصل على هذا الشرف. نام كل منهما نوما عميقا فقد كانا منهكين من السقوط. في الليل استيقظ فادي على صوت الفتاة تصرخ وتقول اتركني لا أريد الذهاب معك. ذهب على غرفتها طرق الباب ونادى ليلى لكن لم تجيب، فدخل الغرفة وأيقظها قامت من نومها مفزوعة. وقالت أشكرك لأنك أيقظتني لقد كان حلما مزعجا. قال لا تقلقين سأبقى هنا بجانبك حتى تستغرقي في النوم. نامت ليلى ثم عاد فادي إلى غرفته ونام هو الآخر.

استيقظت ليلى أولا وذهبت إلى غرفة فادي فرأته أيضا يستغرق في النوم. ايقظته وقالت أنا جائعة. قال سنذهب إلى منزل السيدة نور فهي تنتظرنا. خرجا وذهبا عبر النفق ودخلا على السيدة نور. قال لها هذه ليلى. قالت الأم لا عجب أن ابن الحاكم أراد الزواج منها. شعرت ليلى بالخجل وشكرتها على استضافتها. جلسا مع الأم وتناولا طعام الإفطار. ثم سألته الأم ماذا ستفعل. قال سأقوم بصفقة العمر ثم سنغادر إلى المدينة. قالت ماذا ستفعل. قال سأعمل مع السيد رشيد لشهرين قادمين بعدها سأنتقل إلى المدينة. قالت الأم ولكن هذا كثير جدا عليك. قالت ليلى أنا سأساعده ولكن بشرط أن يقسم المبلغ بيننا بالنصف. ومدت يدها لتعقد الاتفاق ونظر إليها فادي وقال: هل انت متأكدة. ابتسمت وقالت: معاك في الحلوة والمرة. مدّ فادي يده وقال: اتفقنا. تشاهد الأم ابنها يكبر أمام عينها ويتحمل المسؤولية. ليس فقط مسؤوليتها بل ومسؤولية فتاة لم يتعرف إليها إلا لساعات. خافت الأم أن تأتيه المتاعب بسبب هذه الفتاة.

اتصل فادي بالسيد رشيد وقال مرحبا، تفاجأ السيد رشيد وقال كيف استطعت أن تنجو من ذلك السقوط. قال فادي سأحكي لك عندما نلتقي، اريد ان نعمل أنا وأنت في صفقة العمر اجمع أكبر عدد من المواشي وبعد شهرين أو ثلاثة ستتضاعف تجارتك. قال السيد رشيد اتفقنا. قال له فادي كل ما عليك أن تجمعها وتضعها في الحضيرة الكبيرة واترك الباقي لي. قال له السيد رشيد. ستجدها بعد يومين في الحضيرة. قال له فادي أريدك أن تحضر أيضا حصاني من عند صديقي كريم وتضعه معها.

خلال تلك اليومين بدأ فادي يقضي الوقت مع والدته يساعدها مع ليلى على السير. ثم يأخذ ليلى ليعرفها على النفق فكانا يقضيا أوقات كثيرة هنالك. ثم يذهبان إلى أسفل الجبل ويقضيان أوقات جميلة بين الطبيعة والأزهار.

بعد يومين أيقظ فادي ليلى وقال لها. يجب أن نذهب الآن. ودّعا السيدة نور التي جهزت لهما بعض الأكل ليأخذاه ويأكلانه هنالك في أسفل الجبل. ذهبا إلى الحظيرة عن طريق الأنفاق وفتح باب كبير وبدأت تدخل المواشي وتسير إلى أسفل الجبل حتى آخر واحدة منهن فكانت ليلى في المقدمة وفادي في المؤخرة. أخذ الحصان وأقفل الباب.

نزلت الحيوانات إلى أسفل الجبل وكان عددها كبير. بدأ فادي وليلى بمهمة رعايتها. فكانا يتركانها ترعى وتأكل وتتنقل على راحتها في المروج الواسعة المغلق من كل الجهات وكانا يتواجدان بالقرب من البحيرة. كانت أجواء رائعة يقضونها بالقرب من الحيوانات. ثم يصعدان على الحصان يتجولون في المراعي الخالية ويعودون كل ليلة يغيران ملابسهما في منزل فادي ثم يستحم كل واحد منهما ثم يذهبان إلى الأم نظيفين.

وبعد شهر ونصف بدأت الأم تمشي على أقدامها فأصبحا يأخذانها معهما إلى أسفل الجبل فكانت الأم في قمة السعادة. تشاهد الطبيعة الرائعة وتنزل معهما في البحيرة. عادت إليها الحياة بعد أن تخلى عنها الجميع أصبح عندها ابن وبنت في قمة الروعة والاهتمام. أصبح الثلاثة اسرة واحدة. يتعامل فادي وليلا مع بعضهما ببراءة الأطفال.


وبعد شهرين ونصف أصبحت المواشي جاهزة لتعود إلى الحضيرة ممتلئة وأفضل مما يتخيل السيد رشيد. اتصل به فادي وأخبره أن الحيوانات جاهزة. فتح السيد رشيد الحضيرة ووجد جميع الحيوانات تتمتع بصحة وقوة. فقام مباشرة بتوزيعها وبيعها وحصل على مبلغ لم يكن ليحلم به. وحصل فادي على نصيبه من الصفقة قال له السيد رشيد هذه المليونين التي اتفقنا عليها وهذا مليون آخر فقط لتخبرني أين ترعى المواشي. أخذ فادي المليون الثالث وقال له كنت أرعاها في أسفل الجبل. احتار السيد رشيد فلم يعلم ان هنالك طريق لأسفل الجبل. قال له فادي سألت على المكان فأخبرتك وأنا متأكد أنك ستجد طريقة لتنزل إلى الجبل.

أراد فادي الذهاب إلى المدينة بصحبة ليلى والسيدة نور التي قالت لا أستطيع أن أرافقكما يجب أن أبقى في بيتي. ولكن فادي أصر عليها لتذهب معهما. فوافقت لتكون قريبة من فادي.

اتصل فادي بالفتاة لونا وقال أريد منك خدمة أخيرة. قالت: ماذا تريد يا فادي قال أريد أن تأخذينا إلى المدينة. فلن نستطيع الذهاب عن طريق القطار. ابتسمت لونا وقالت: سأفعل بالتأكيد
وفي المساء أحضرت الفتاة سيارتها الفارهة وصعد معها فادي وليلى والسيدة نور إلى المدينة.

 
 

 

عرض البوم صور روميو ملك البحار   رد مع اقتباس
قديم 20-04-22, 10:33 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2021
العضوية: 336453
المشاركات: 158
الجنس ذكر
معدل التقييم: روميو ملك البحار عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
روميو ملك البحار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : روميو ملك البحار المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي Part 04

 

استضافة السيدة لونا فادي وليلى والسيدة نور في منزل حتى يجدوا منزلا مناسب. نصحتهم السيدة نور بأن يبحثا عن منزل قريب من المدرسة ليكملا الدراسة هنالك. وأن لا يلفتا الأنظار إليهما بشراء بيت فاخر. قالت يجب أن تقسما المبلغ الذي لديكما على ثلاثة أقسام. فجزء تشتريان به منزلاً مناسباً ولكن في منطقة بعيدة عن وسط المدينة. والجزء الآخر تشتريان به سيارة صغيرة وتكملان به الدراسة. والجزء الثالث تستثمرانه. همس لها فادي وقال ولكن المبلغ لا يكفي. قالت لديكما أكثر من كفايتكما، قال لها أنسيتي نصف المبلغ لليلى. قالت السيدة إن ليلى كانت تمزح عندما قالت ستأخذ نصف المبلغ، وطلبت منه أن يحافظ عليها فقد تكون نصفك الثاني. نظر فادي إلى ليلى وقال: إن كنت تمزحين فأنا كنت جاد. قالت إذا سأشاركك في كل شيء وإياك ان تغدر بي. مدت ليلى يدها وقالت اتفقنا. مد فادي يده وصافحها وقال اتفقنا.

تنظر إليهما السيدة نور وتقول كم هما مناسبين لبعضهما. قالت السيدة لونا لكنهما ما يزالان مراهقان. قالت السيدة نور: الظروف التي جمعتهما والأحداث التي مرا بها كافية لتقوي الترابط بينهما. قالت السيدة لونا لنبحث في الإنترنت عن البيوت المعروضة للبيع في الأحياء الوسطى ليست بالغنية ولا الفقيرة.

وجدوا فيلا في مكان مناسب ولا تبعد كثيرا عن المدرسة الثانوية. ولكنها كانت أغلى من الميزانية التي وضعوها للمنزل. ولكن فادي وليلا أرادا هذه الفيلا بشدة لوجود المسبح. فما كان من السيدة نور والسيدة لونا إلا الاستسلام لرغبتهما. شكر فادي وليلى لونا على مساعدتها لهما. قالت: أعرف شخصا مناسبا سيقوم بتجهيز الأوراق لكما. ثم قالت لفادي كان بإمكانك اختيار فيلا أقل حجما وتكلفة. قال لها أنسيتي ما يزال لدي مبلغ في البنك لم نضيفه مع المبالغ التي حصلنا عليها مؤخرا فلن تهتز الميزانية. قالت: رغم صغر سنك لكنك تتصرف كالبالغين.


بعد أسبوع حصل الجميع على الفيلا. وأصبحوا من أهل المدينة. كانت الفيلا رائعة ومطلة على مسبح جميل كان لفادي غرفة نوم خاصة ولليلا مثلها وأخرى للسيدة نور. قضى الجميع أول ليلة في البيت كل واحد منهما يكتشف غرفته الجديدة. احتفل الجميع بهذه المناسبة في الصالة الكبيرة في الدور الأرضي.

دخلت السيدة نور إلى غرفتها وبقي فادي وليلى لوحدهما. قال فادي لليلى ها نحن أصبحنا في المدينة، وأصبحنا بأمان من تلك العائلة. قالت ليلى أشكرك يا فادي لقد أنقذت حياتي في ذلك اليوم. وها أنت اليوم تعيد السعادة إلى قلبي. أصبحت أنت عائلتي وكل ما أملك في هذه الدنيا. سأكون مدينة لك طول عمري.


قال لها فادي بل أنا المحظوظ بأن أكون متواجد هنالك في ذلك اليوم. لأحصل على صديقة جميلة ورائعة مثلك. سنبقى أصدقاء للأبد ولن يفرق بيننا أحد مهما كان. هذه المرة مد فادي يده إلى ليلى وقال اتفقنا. مدت يده وصافحته وقالت: اتفقنا أصدقاء للأبد.

وبينما هما كذلك دخلت عليهما السيدة نور وشاهدتهما متصافحان. قالت: على ماذا اتفقتم اليوم. قالت ليلى اتفقنا أن نكون أصدقاء إلى الأبد ولا يوجد شيء يفرق بيننا. قالت إنّ ما تتفقون عليه هو شيء جميل. لكن أنتم الآن أتيتم إلى المدينة. حيث يوجد الكثير من الشباب والكثير من الفتيات وكل واحد منهم يتميز بشيء مختلف عن الآخر. قد يرى كل واحد فيهم مالا يرى في صاحبه فيبدأ كل واحد منكما يعجب بشخص آخر. لكن هنالك شيء لو فعلتموه ستبقى علاقتكم قوية وسيكون ارتباطكم فعلا مدى الحياة. ولا يمكن لأحد أن يفرق بينكم. قالت ليلى وما هو. قالت السيدة: أن تكونا مخطوبين لبعضكما وحينما تصلان إلى عمر الثامنة عشر تتزوجان. أنا فقط أقترح عليكم، ثم عادت السيدة إلى غرفتها.

بقي فادي وليلى يفكرون. قال لها هل تريدين أن ترتبطي بي فعليا مدى الحياة. قالت ليلى نحن لا نعرف بعضنا جيدا. أنا ليس لدي ما أخفيه عنك. لكن أشعر أن لديك أشياء ما زلت تخفيها. لم نصل إلى تلك الثقة المتبادلة لنرتبط. فأنا ما زلت لا أعرف من أنت ومن هم والديك قد يأتي يوم ويتدخلون في علاقتنا أو يرفضونها ويفرقوننا من بعض.

قال لها لنخرج إلى الحديقة. لم يريد فادي أحد ان يسمع ما يقول. ثم قال أنا أيضا لا أعرف عن والدي شيء. والدتي كانت مسجونه. تركتني في البيت وعمري 5 سنوات طفولتي كنتُ في سجن مع والدتي التي لا أعرف حتى اسمها الحقيقي، لم أخرج ولم أتعرف على أصدقاء إلا لما وصلت العاشرة، كل ما أعرف عن أمي أنها كانت في علاقة حب مع شخصية مهمة، وأنا أتيت نتيجة شهوة عابرة. ماتت أمي في السجن ولم تخبرني من هو والدي ولا ما أسمه، دمعت عينا فادي وقال هل تعلمين؟ ليس عندي صورة لأمي. وابي لا يعرف عني شيء. وأنا أتيت إلى هنا لأعرف حقيقة من أكون؟ كل هذا ما يهمني؟ قالت لي السيدة لونا يوم من الأيام " لما يأتي الوقت وتجد الفتاة المناسبة فستشعر بطعم غريب في قلبك. ثم لا تريد أن تنظر إلى فتاة غيرها. لأنها هي الفتاة التي سكنت قلب ولا مكان في قلبك لغيرها" وأنا أشعر بهذا منذ اللحظة التي التقت عيني بعينيك. ويجب أن تعرفي إذا ارتبطنا. ما في قوة في الأرض تجعلني أتغير عليك. لن أفعل مثل ما فعل والدي وأحصل على مولود من علاقة عابرة. نظرت إليه ليلى وقالت: انت طيب وحنون وشجاع ووسيم. وأنا أيضا ما في شخص في العالم يملى عيني غيرك، وسأساعدك على معرفة حقيقة والديك. عانقا بعضهما ثم ذهب كل واحد منهما إلى غرفته وناما نوما عميقا.

استيقظت السيدة نور في صباح اليوم التالي. بحثت عنهما. فوجدت كل واحد منهما نائم في غرفته. نزلت للدور الأرضي وأعدت لهما الفطار. ثم أيقظتهما. جلس فادي وليلى ينظران إلى بعضهما. قالت السيدة: أرى أن الاتفاق بينكما تطور إلى مرحلة أقوى. أمسك كل واحد منهما بيد الثاني على مائدة الإفطار وقالا قررنا أن نعقد القران.

اتصلت السيدة لونا. وأخبراها بالقرار. فرحت لهما وقالت: يجب أن يكون عقد قرانكما عائليا، لا يجب أن يصل عقد قرانكما للصحافة، أعرف مأذون زواج مناسب، سأحظره إلى المنزل في الثامنة. قالت السيدة نور سنكون في انتظارك. أما انتما بعد الإفطار عليكما أن تذهبا للسوق الذي في آخر الشارع وتشتريان خاتم الخطوبة.

ذهبا إلى السوق واختارا خاتمين غير ملفتان للنظر ثم عادا إلى المنزل. شاهدت السيدة الخاتمين وقالت ألف مبروك لكما. ثم قالت لهما آن الأوان لتفكرا في مشروع لتقوما به. ما يزال لدينا المتسع من الوقت قبل بدأ الدراسة لنفكر في مشروع نستثمر فيه ويعود علينا بالدخل. قالوا لنخرج إلى الأسواق فلدينا متسع قبل المساء فربما نجد فكرة مميزة. صعدوا المترو واتجهوا إلى الأسواق. أخذوا يتجولون في الأسواق ويبحثون عن فكرة مشروع مناسبة لكن كل الأفكار كانت غير مناسبة. جلسوا في إحدى المطاعم ليأكلوا وجبة خفيفة. ويرتاحوا من عناء المشي.

في المساء أحضرت السيدة لونا عائلتها معها ومن ثم أتى المأذون. رحبوا بهم تم عقد النكاح. وألبسا بعضهما الخواتم، ثم بعد عقد النكاح. احتفل الجميع فغنوا ورقصوا. كانت ليلة جميلة انتهت بقبلة رقيقة رسمها كل واحد منهم على خد الآخر.

بعد الحفلة عادت عائلة لونا، بينما بقت لونا معهم. بدأ فادي يحكي لها المعاناة في البحث عن مشروع في هذه المدينة. ابتسمت وقالت هل أستطيع أن أقترح عليكم مشروعاً مناسب. قالت ليلا أرجوك أننا في مأزق. قالت "صالة أكيدو" سألها فادي لم نفهم. قالت: (الأكيدو) من أقوى وأشد العاب الدفاع عن النفس. لا يوجد لها مثيل في المنطقة. في آخر هذا الشارع توجد صالة كانت تستخدم لتدريب لعبة الكاراتيه. يريد صاحبها التخلص منها لأنه لم ينجح في إدارتها. سنستأجر الصالة منه ونغير النشاط إلى الأكيدو كل ما نحتاجه هو الحصول على مدرب جيد. قال فادي أنا أعرف أين نجد المدرب الجيد. هل تأخذينا غدا إلى الأسواق. رأيت هذا الصباح رجل يستعرض فنون القتال من أجل كسب المال وكان مكتوب في الكرتون الذي يلقون فيه النقود أن يجيد تدريب الأكيدو والكونفو. قالت لونا إذا غدا صباحاً سنذهب لنرى الصالة الرياضية ثم نذهب لنرى هذا الرجل.

انتهت الأمسية. عادة لونا إلى منزلها. أراد فادي أن يأخذ ليلى إلى غرفته. قالت لهما السيدة. لن تناما في غرفة واحدة حتى تتزوجان. يجب أن تتحكما في غريزتكما حتى تصلا إلى الثامنة عشر. وأفضل طريقة هو أن تركزا في دراستكما لتتخرجا بتفوق. قبل أن تذهبا إلى الجامعة. قال لها فادي حسنا يا أمي سندرس ونتفوق. قالت سأراقبكما. نظرا إلى بعضهما وضحكوا جميعا.

دخلت السيدة لتنام وبقي فادي وليلى يفكران في اليوم الجميل. بارك كل واحد منهم الآخر. وعدها أنه سيحافظ عليها ويحميها. ووعدته بأن تكون مخلصة بحبها له مهما كانت الظروف أو الصعاب.

ثم جلسا يفكران كيف يبدآن البحث عن معلومات تخص والدي فادي. قالت ليلى وكانت تفهم قليلا للكمبيوتر والإنترنت. قالت له حاول تتذكر كلمات كانت تقولها لأمك أو كانت تقولها لك. ماذا كنت تناديها؟ قال كنت أناديها ماما لكن مرة كنت أناديها "كاتي". بدأ يسجلون كل المعلومات التي ممكن تساعدهم في البحث عن والديه. لكن لم يجدوا أي شيء أو أي خيط يساعدهم في البحث عن والديه إلا يوم وفاتها. بحثوا في الصحف عن أي خبر. فوجدوا فقط خبر عن وفاة أحد أسرة محافظ تلك القرية. وفي خبر صغير وفاة فتاة مجهولة في أحد شوارع القرية. ولم يذكروا أي شيء عنها. وصلوا إلى باب مسدود.

قال فادي في ذلك اليوم التقيت بالسيدة لونا. غدا سنسألها ونعرف منها ما تعرفه عن ذلك اليوم. هيا لننام فغدا أمامنا يوم طويل. ذهب كل واحد منهما إلى غرفته وناما نوما عميقا.

في اليوم التالي ذهبوا ليشاهدوا الصالة الرياضية وفور وصولهم هناك. أعجبتهم فقاموا باستئجارها. ثم ذهبوا إلى المطعم الذي أكلوا فيه الوجبة الخفيفة انتظروا هنالك لكن وبعد قت ليس بالطويل أتى الرجل. تقدمت إليه السيدة لونا وعرّفت بنفسها، ثم عرّف بنفسه السيد "جيراد" تحدثت إليه السيدة لونا وقالت نريدك أن تعمل معنا في صالة رياضية لتدريب لعبة الأكيدو، وبعد نقاش طويل وافق الرجل أن يبدأ بتدريب فادي وليلى تدريب خاص حتى يحصل على طلاب في تلك الصالة. وافق الرجل على أن يسكن في غرفة في تلك الصالة.

بدأ "السيد جيراد" اليوم التالي بتدريب فادي وليلى فأصبحا يأتيان عنده كل مساء ليقوم بتدريبهما والتركيز عليهما. بينما قامة السيدة نور بتوزيع الإعلانات في كل مكان. بعد أسبوعين شعر فادي وليلى بالتغير الملحوظ في مهاراتهما. فأحبا اللعبة وبدأ ينقلان ما تعلماه إلى البيت فكانا كل صباح يستيقظان قبل شروق الشمس ويتمرنان مع بعضهما. بينما يبقيان ساعة قبل المنام يفكران في والدي فادي. لكن بدون جدوى. وبعد شهر من المحاولات فقدا الأمل في أيجاد أي خيط ممكن يقربهما من والدي فادي.

قررا أن يستمرا في حياتهما بين الدراسة وتمرين الأكيدو فقد امتلأت الصالة الرياضية بالمشاركين وكان التنافس جيدا. أما في المدرسة الثانوية فكان فادي وليلى بينهما منافسة شخصية لمن سيحصل على أعلى الدرجات. فكانا يذهبان للمدرسة سويا ويجلسان بقرب بعضهما ويخرجان سويا. وعلاقتهما في تطور مستمر فأصبحا كالتوأمين، لا يستغني أحدهما عن الآخر.

مرت سنتين وصلا إلى آخر المرحلة الثانوية وقاربا من سن الثامنة عشر. خلال تلك السنتين. تعرفة السيدة نور على مدرب الأكيدو وكان من المقرر أن يتزوجا في نفس اليوم الذي سيتزوج فيه فادي وليلى.

أصبح فادي وليلى متمكنان جدا من الأكيدو وكانا يساعدان "السيد جيراد" في التدريب. أصبحت الصالة تُدخل الكثير من المال عليهم. وأصبح الكثير يأتي إليها ليتدرب فيها. تزوجت السيدة لونا منذ سنه وانتقلت مع زوجها إلى العاصمة "فيينا".

قرر فادي وليلى أن يتزوجا بمجرد حصولهما على شهادة الثانوية. حضر الكثير من الجيران والأصدقاء وحضرت السيدة لونا وزوجها من "فيينا" لحضور الزواج المزدوج. قالت أرى أنكما أصبحتما رائعين وعانقتهما وقالت اشتقت لكما. وأهدت لهما هدية. قالت أتمنى أن تعجبكما لا تفتحاها إلا في صباح زواجكما. شكراها على حضورها وعلى الهدية الرائعة.

في ليلة الزواج أعدت الطاولات حول المسبح. واستعد الجميع بالملابس الرائعة. وكان الدي جي يعزف أجمل الأغاني. الكل يغني وينتظر دخولهما. وما هي إلا لحظات ويدخل العريسان. ترمى عليهم الورود وتردد مع الأغاني الجميلة. حتى جلسا في المكان المخصص لهما يلتقط الجميع الصور التذكارية لهما. ثم دخلت السيدة نور وزوجها السيد جيراد وبنفس الحماس فرح لهم الجميع وألقوا عليهم الورود. ثم رقص العريسان. ورقص الجميع حولهما. كانت ليلة جميلة ومختصرة. أخذ السيد جيراد زوجته واتجهوا إلى منزلهما. ثم خرج الجميع من المنزل ليبقى فادي وليلى. ينظران إلى بعضهما. قال هيا لندخل إلى منزلنا. قالت له عليك أن تحملني. حملها فادي وصعد بها إلى غرفة نومهما. قضى الاثنان ليلتهما الأولى بحب ورومنسية وسعادة.

في صباح اليوم التالي استيقظا على اتصال من السيدة نور التي كانت تريد أن تطمئن عليهما وتدعوهما لتناول طعام العشاء سويا. قالت لها ليلى سنأتي. استيقظ فادي واستمتعا بالماء الساخنة تنهال عليهما ثم تناولا طعام الإفطار. وبعد الإفطار قالت ليلى تعال لنفتح الهدايا. قال أشعر أني بحاجة لأدخل إلى المسبح أحضري الهدايا بجانب المسبح. قالت ما هذا أشعر بأني متزوجه سمكة، كم يحب النزول إلى المسبح.

 
 

 

عرض البوم صور روميو ملك البحار   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم قصص من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:00 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية