كانت دموع رفيقة أحزانها وصديقة همها الأول.. كيف تنازل عن حُبهما العذري والعشق الفاضح كانت ينادونها بابنة ماجد أكثر من اسمها .. اسمها الذي له حلاوة الروح من شفتيهِ.. تذكرت
قصص الألغام والألغاز التي تصل عبر الخادمة عبر اقصوصة قصيرة.. كانت تتلهف لقراءتها وتبتسم عينيها حتى تمتزج بضحكة يشرق بها نور وجهها البريئ..
كانت كالقلم الذي يعانق جيبه العلوي من ثوبه التقليدي السعودي..
لكن العلاقة بدأت بموتها قبل الاحياء ألم يقولون أن النبض حين يفارق ينعش.. لماذا تجد نفسها حتى ضربات وطنين الذي يصعد فوق رأسها كصوت السكك الحديدية حينما تعبر فوقها القطار
سلاف ابنة عمها.. واختاً لماجد
: بشاير تكفين خلاص صياح.. ماجد ماراح يروح لآخر دنيا...
وهي تشهق بانكسار
: الحين ماجد راح.. راح.. وش بتذكر منه؟؟؟؟ بعدين هان عليه مايودعني.. ماهو أنا حبيبته وكل دنيته وإلا نسى...
سلاف التي كانت تشدها لتقربها من حضنها، وتبرد تلك التي قُهرت
: أنتِ راضيه عن نفسك وبهالوضع... أنا اللي أخته مابكيته كثرك.. وش دعوة بشاير...
وهي تهز رأسها بانكسار
: يعني خلاص صرت بعمر البنات حتى يتركني ويهج... ليه؟؟ ليه سُلاف...
ضحكت عليها وبخبث توشوش قرب اذنها اليُمنى
: بشاير.. كنت عارفه مصيره يرحل ... وماهو من قريب... بعدين اسكتي أنت لو تدرين وش كثر قال لي ... خليها تنساني... ولا تفكر فيني...
تهز رأسها وتدفعها بقسوة وكأنما أصبحت قطة شرسة...
: أساساً أنتِ وحده كذابه.. اخرجي سُلاف...
وهي تقترب من ابنة عمها
: أنا علمتك وأنتي بكيفك... يلا باي..
بشاير بعمر 20 عاماً ... تمتلك روح الكتابة عبر الورق وتخفي الالام .. الابنة الوحيدة لغامر الزاهر..
سُلاف بعمر 24 عاماً ... عاطلة عن العمل ولم تكمل دراستها الجامعية اكتفت بوثيقة الثانوية..
...
خرجت تغلق الباب وكأنما أوصدت جميع المفاتيح بوجهها طفولي البرئي.. هي لا تملك ملامح جميلة بقدر صفاء بشرتها لكن ليلة عانقت الشحوب وأصحبت كورقة صفراء تداول عبر ريح عاصفة
...
بهمومه التي ثقلت على ضلعه كان يمسح حُبيبات العرق التي تتناثر عبر جبينه، صاح به احدى زبائن.. ثوبه الذي يتكون من بنطال وقميص باكمام قصيرة باللون الأورانج الفاقع للعين متراكم فوقه مزيد من الدهون و البقع من طبقات سوداء..
خرج بسحب الجهاز الذي يسند جسده
وجد ذلك الشاب الرياضي بسيارته سبورت الفارهة والتي تتضح عليه العلو و الرفاهية التي تمكنت من بنطال الجينز وتي شيرت بماركة شهيرة
أجاب بفوقية وبسخرية
: غير لي زيت السيارة ... بروح مكان وعقب ارجع لك...
بطولة باله المتعارف عليه
: إن شاء الله أخوي.. بس ما احد قال لك.. انا هنا موكل بتصليح السيارات ماهو تغيير زيت!!
نظر له بغضب ثم رمى حجرة حتى لامست مباشرة على صدره
ليرد له نظرة باردة حتى يعود لعمله بقي حتى هلك وشعر بالتعب شديد.. فهو بقي طوال النهار حتى لم يضع لقمة في جوفه الخالي سوى الماء الذي يشربه عبر رشفات قليلة...
صوت مديره كبير بالسن
: يا حمود ياعمك اترك العمل هاللحين.. وتريح لك كم يومين.. لا تعود ....
بنبرة باردة ثلجية وهو يرى كبر هذا العم شيخ طاعناً لكنه يمتلك هذا المكان بمهارته حتى أراد أن يصقل مواهب الشباب بهذا المحل صغير ويعطيهم حقوقهم عكازه الذي يتركز عليه
: سم ياعمي.. بروح مير جاي باكر وبفتح أنا باب الورشة لا هنت عطني المفتاح..
العم نظر به بحزن لحاله
: ياعمك ما انكر انك مهموم من وجهك مير تكابر.. و بهالوقت دنيا مامنها الا تعب.. قط كل شيء وراء ظهرك.. ومصير ربك يعوضك..
هل وضح عليه عزة النفس والانكسار بآن واحد..
: ياعمي عسى الله يطول لي بعمرك.. انت اترك المداحرة وتراقب المكان.. والشباب والله فيهم الهقوة..
ضحك مستبشراً
: عسى الله يقويك ياعمك.. أجل تصبح على خير...
حمود هو شاب في مقتبل العمر طعن عبر اخٌ له.. وأصبح في خاصرة الدنيا متقلب الأحوال.. عامه الآن 25 عاماً ...
**
نار تتقلب عبر المواقد تحمل فوقها القدور.. فاليوم مهامها وعليها أن تحسن صنعيها
تشير للخادمة التي تتناول من الصينية اللحم المشوي وتضع فوقه الورقة ذات القصدير تضعه على الفرن مسبق التشغيل وتبتسم برضا وهي تتأمل الصواني العملاقة و جاهزة
: ألما... انتبهي على الفرن زين...
حينما خرجت وهي تضع طرحتها فوق رأسها من المطبخ الخارجي الذي يفصل عن الفيلا وتجد أبيها الأجمل
ابتسم لها بحنانه الذي يغرقها وحدها فهي ابنته
: عسى الله يرضا عليك.. مشكوره يأبوك..
علم بأنها قد جهزت مائدة الصدقة التي تعملها شهرياً للعمال المصانع والصدقات التي تجريها
: جعله أجر وثواب من ربي العالمين.. إلا يأبو حسين ماودك هالمرة نسير على عمتنا... خبرك لها فترة طويلة عنا...
ضحك لها بوجه حنون
: أماني يأبوك.. أبيك تجمعين كل الحفيدات وخصوصاً بنت غامر ... عقب صلاة العشاء تجهزن..
حتى تلبي بكلمتين
: أبشر يُبه.. ماهنا إلا كل خير...
أماني الزاهر حياة لفتيات اخيها، 30 عاماً.. أرملة و لا تملك أبناء فهي تعتبر فتيات وشباب اخويها هُن أبنائها...
...
كان يعلو صوت الموسيقى صاخبة وسلسة التي تعانق عنقه يضحك بضحكات عالية مدوية كالرصاصة أصابت بمقتل، وتلك التي تجلس بجانبه تبكي ألماً لما رأت من جنونه وجبروته التي بقيت تحت ثقل ترهلات وأمسيات وأكاذيب لا نهاية لها
: علاء ابليز نزلني....
لكن كان لا يسمعها فصوت ضجيج يغلق به جميع الهفوات ...
علاء الزاهر دمار شامل لرجال العائلة ومعروف لا يعرف ... فهو فاسق.. الفساد يمشي بدمه مجرى الوريد.. بعمر 22 عاماً...