لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

قصص من وحي قلم الاعضاء قصص من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-11-22, 10:01 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2021
العضوية: 337109
المشاركات: 85
الجنس أنثى
معدل التقييم: سارة منصور دوار الشمس عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سارة منصور دوار الشمس المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية المتحول الوسيم

 

الفصل السادس عشر
شهقت وهى ترى هذا السكين الحاد موضوعًا بالقرب من كبدها حتى شعرت بتمزق ملابسها أثر الضغط على جسدها .
_ أدخلى ....يلا .. يا تييت.
لم تتخيل أبدا أن إبن عمها الثاني شقيق لبني قد يفعل ذلك ، ولما ..
دخلت الى السيارة والرعب يسري داخلها بامواج ترعد وتبرق حتى نزلت الدموع وعادت بطوفان من جديد . وزادت حينما رأت اشقاءه بالداخل ينظرون إليها كالذئاب الجائعة التى تريد نهش الفريسة من عنقها .
وما إن جاءت لتتحدث بين شهقاتها ، وضع الأخ الأكبر حول فمها شريطا لاصق يمنعها عن التحدث . وقام بإمساك وجها بقوة مقربا من وجهه ينظر اليها بتفقد ساخر ، مرعب ، من عيناه الصفراء .
وأنهال عليها بالصفع على وجنتيها الحمراء ،لتلتهب أكثر .
نظرت اليهم بخوف والأصعب أن عيناهم بها الإجابة على كل تساؤلاتها .
يضحكون بسخرية وهم يرواشقيقهم الأكبر يقوم بمسكها من شعرها وجذبه بقوة .
أنينها الصادر من بكائها وحسرتها ،يبدوا كا نغمة طرب تصل الى أذنهم حتى يظهر إستمتاعهم بها بهذا القدر .
ودموعها تبدوا كابئر ينفجر منه المياه ، التى انتظرها أهل قرية جف منها الماء اعواما ، حتى يفرحون بهذا القدر وهم يروا إنكسارها بشلالات دموعها .
_ مش مكفيك أنك طلعت تتييييت ، لا وكمان عاوز تخطف جوز اختنا ، دا أنت جريئ أوووى
قالها الاخ المتوسط وهو يقود السيارة وينظر من مرآته الأمامية التى تصل صورتها بها .
فهتف الأخ الأصغر وهو يمسك بشعراتها الحمراء ويلثمه بأنفه .
_بس اللى عمل العملية دى شاكله شاطر .
_ هنعرف كلنا لما نوصل ، أنا عندى فضول ، شال أجهزته وركب الحاجات التانية دى إزاى . قالها الاخ الاكبر وهو يقوم بتمرير يده على جسدها ، تحت أنين صرختها المكتوم .. التى تشبع غريزتهم السيئة .
ضحك ثلاثتهم بقوة داخل السيارة وعيونهم تلمع بخبث حاقد .
تميل برأسها بالنفى ووجها غارق بماء دموعها المالحة حتى إبتلت يد الرجل التى تمسك وجهها وتمر عليه بشهوة .
لم يشفع لها الحزن الكاسر الذي طبع على عيناها ، ولا ترجيها لهم الذي لم يتوقف برغم تكميم ثغرها .
مرت ساعتين فى الطريق كانوا كالجحيم عليها ، دعت الله كثيرا أن تسحب روحها ولا تبقي فى حضنهما
. أغلقت عيناها لا تريد أن ترى نظراتهم الشهوانية فهى تذبحها ببطئ .
وقفت السيارة فى مكان صحراوى لا يوجد به عشب ولا حياة ، فقط سيارات مسرعة تمشي على الرصيف بسرعة هائلة ومخزن كبير مغلق بأبواب حديدية .
خرجوا من السيارة بحذر وراء المخزن ، وقام الأخ الأكبر بسحب ياسمين وحملها على ظهره .
كان جسدها يرتعش وينتفض من الرعب حتى فقدت قواها ولا تستطيع المقاومة كأن جسدها قد شل من الصدمة .
دخلوا ثلاثتهم المخزن وألقاها على الارض ، فسقطت على رأسها مغشيا عليها .
_ كل دا بتجبوها .
هتفت بها لبني من وراء ظهورهم ، ليلتفتوا اليها جميعا بدهشةوهو يروها مع والدتهم.
فقال الاخ الاكبر
_ ايه اللى جابكم هنا ، عاوزين تودونا فى داهية .
_ مش لازم أكون هنا ، عشان أشوف البلوة السودة لاخر مرة .
فى تلك اللحظة فاقت ياسمين على تلك الجملة ، فاقتربت لبني تنظر اليها وتنزل على ركبتيها لتكون مقابلة لها .
وتزيح عن فمها اللاصق وهى تضحك بسعادة غامرة وهى ترى دموعها وآلامها .
_ شوفتى دى أخره الطمع ، كنت فاكرة إيه ، أنك هتعرفي توقعى جوزى فى أيدك وتستولى على مركزى ،و نسيتى ان ورايا رجاله ، وإنك ياعيني لوحدك .. هاهاههاها.
هسبهالكم بقي يارجاله...هه على أتفاقنا .
قالتها وهى تقوم بإعطاء الأخ الأكبر قنينة متوسطة الحجم ، ممتلئة بسائل شفاف .
_ منك لله ... منك لله هتفت بها ياسمين بصعوبة بالغة .
فقالت لبني بعد ضحكاتها الرفيعة التى تدوى فى المكان .
_ يلا ياماما ياحبيبتي ، إحنا قلبنا ضعيف ومش هنستحمل .
أقتربت والدة لبني ... وقامت بالبثق على ياسمين وسبتها سبة بأمها بعدم الشرف .
فاهتزرت لها كيانها فحاولت ياسمين أن تقف على اقدامها لكنها فشلت بسبب الثقل الذي أحاط جسدها فاقترب من لبني وهى تزحف .. لكن الأخ الاكبر حملها من خصرها ومنعها عن الحركة .
خرجت لبني مع والدتها بخطوات دلال وسعادة ، ودارت من الجانب الاخر تركب سيارتها .
بقي الثلاث رجال ينظرون الى ياسمين طوال الساعتين وهى ممددة على الارض لا تستطيع التحرك .
فقال الاخ الثاني وهما ينظرون الى بعضهم بشغف ماكر .
_ أنا الأول .. يابوالسيد .
_ لا ياسطا أنا الأول أنا اللى جازفت وجبتها من وسط الناس .
_ لا أنت ولا هو .. أنا الوحيد اللى فيك مجربتش ، أنت متجوز ، وهو بايت فى بيوت لمؤخذة .
وقف الأخان الإثتان مواجها لبعض ، وقد أنقلبت قسماتهم الى الضيق ، من يراهم يتنبأ بحدوث مشاجرة عنيفة .
***
وصل أدم الى غرفته بعد عذاب فقد كان يوما طويلا من التعب ، بسبب تأجيل بعض الأشغال حتى تراكمت عليه ، وكان اليوم لا بد من أن ينتهي من كل أموره .
تسأل فى نفسه عن حال ياسمين وعن حال الامتحان ، فوجئ بزوجته وهى تدخل عليه بملابس كاشفة ، لم ترتديها منذ زمن طويل ، وليس هذا فحسب بل تمسك بيدها مائدة متحركة بالطعام مع ضوء الشموع .
أغلقت الأنوار وجلست بجانبه تتفقد ملامحه بشغف وهى تقول .
_ وحشتيني ياأدم .
_ ياااه لسه فاكرة تقوليها يالبني .
مش أنا اللى جبتلك القميص دا من سنة ، لسة فاكرة تلبسيه ، ياترى ايه المناسبة .
_ لية يا أدم بتقول كدا .
_ عشان مبتعمليش كدا الا ما تعوزى حاجة .
_ لا ياحبيبي مش عاوزة غير أنك تدلعني النهادرة .
قالتها وهى تبسط يدها على ربطه عنقه حتى تزيحها .
فأمسك يدها برقة وقال معتذرا .
_ أنا بجد مش قادر يالبني خليها بكرة .
_ لا النهاردة
لم يعلق على كلامها ، ولم يعيرها بالا فوقف من الفراش وهو يزيح ربطة عنقة . هنا صدر صوت ينبأ باتصال .
فرفع الهاتف الى اذنه ويجيب .
_ ايوة ياأدم انت فين يابني .. وقافل تلفونك الخاص ليه .
_ كنت مشغول ليه فى حاجه ؟
_ الولد الزفت اللى سجنته عشان سرق فلوس الصيدليه رجعته تاني ليه .. أهو ولع فيها .. والمطافى ..
_ ااايه...
أسرع رامي باخراج هاتفه الخاص ، وقام بفتحه واسرع الي سيارته ، شعر بالندم لترك الصيدلية لفترة طويلة ، واهمالها بسبب تراكم شغل شركة والده .
قاد السيارة مسرعا ونظر الي الهاتف الخاص به ، ليري أن مؤشر المراقبه الخاصة بهاتف ياسمين معلق ، فقام بتشغيل الهاتف مجددا ، ليجد أن موقع مراقبه الخاص بياسمين الذي قد وضعه فى الهاتف الذي أتى به اليه بعيدا جدا عن المنزل .
فتوقفت السيارة فجأة ، وأمسك بهاتفه مقربا منه يتفحصه بعصبيه ويداه ترتعش من الخوف .
أوصل الموقع بسيارته واسرع فى الذهاب الى الموقع الخاص بياسمين بسرعة هائلة وقلبه يخفق بجنون .
قلبه يتمني لو كان خيرا ، ويتسأل هل هربت خوفا منه ؟؟
مرت ساعتين كاملين على قلبه بالثقل الشديد ، والرعب يوخز قلبه باأشياء مخيفة ، تسرب العرق من وجنتيه من الخوف ورئتيه تقل بالهواء وهو يري ان الطريق صحراويا يعمه الظلام .
وعند الوصل الى الموقع رأى مخزن ضخما ، خطى اليه بتوجس وأخرج هاتفه ليتصل بالشرطة ،ففرغت البطارية وانطفء الهاتف .
سمع صوت مبهم ، لصرخات جعلته ينتفض مسرعا اليه .
عادت الأصوات مرة اخرى الى اذناه ، لتصعقه أكثر وهو يقترب من الباب الحديدي و يسمع صوتها تطلب العفو .
دار حول المخزن يضرب فى الابواب الحديدية كالمجنون ولا بأبي ليده التى نذفت بالدم من أثر العنف الذي يطرق به .
وما إن ذهب خلف المخزن جحظت عيناه عندما وجد سيارة تشبه سيارة زوجته القديمة التى ابتاعتها لأشقائها ، وجد باب الحديد فى الخلف مفتوحا ، دخل مسرعا ليجد بابا خشبيا أخر .
حاول أن يطرقه باقصي قوته لكي يحطمه . ..وهو يقول
_ ياسمين ... ياسمين .
****
وبعد جدال طويل بين الإخوة الثلاث إتفقا على أن يبدأ الأخ الثانى بالإعتداء على ياسمين .
فقد كان الأخ الثاني أقواهم ، فلم يقف أحد بوجهه عندما أراد مواجهتهم بالقتال .
فأقبل الاخ الثاني على خلع معطفه وملابسه وهو يضحك بخبث ويتفقد جسد ياسمين الملقى على الارض .
خطى اليها ونزل على ركبته وأمسكها من كتفيها ليجعلها تستند على الحائط .
وقف الأخان يراقبنه بسخرية حاقدة قبل خروجهما من الباب .
_ اسلام .. يابن عمى ، مكنش اتوقع فى يوم من الايام أنى تييييت معاك .
متخافش مش هعورك .. أنا بس هعرفك دورك كويس أوى .
قالها الاخ الثانى وهو ينظر الي ياسمين بشهوة ويقرب يده من ملابسها .
كانت ياسمين شبه تائهة عيناها ترى ضباب حولها ،و عقلها نصف غائب عن الوعي ، الشئ الوحيد الذي مستيقظ هى دموعها .
لكن عندما إقترب منها ويزيح ملابسها ، خرجت من شهقة منها برعب ، فلم تكن تتوقع أن يفعلون ذلك ، فقد كان اعتقادها أنهم يريدون قتلها .
فبكت أكثر وتقول برجاء
_ حرام عليك ، أقتلنى بشرفي ، ابعد .. أنا ...
أنا .. عملت ايه ..
صدرت ضحكة عالية ساخرة منه وهو يردد كلمة (شرف )
_ أنتو عيلة تيييت متعرفش الشرف اصلا .
بدأت تشعر أنها تفيق تدريجيا وتتضح رؤية عيناها .
خرجت منها صرخة مؤلمة وهى تراه عاري الصدر ، وأقبلت تطلب العفو والرجاء وهو يزيح ملابسها .
_ البتاع دا بيتقلع ازاى ... دا قطعة واحدة ..
هتف بها .. لتبسط ياسمين زراعها تمنعه ، فقام الرجل بصفعها .
وأقبل يزيح ملابسها وهو يقول ..
_ كل دى هدوم لابسها ..
فأردف بصخب وهو يري هاتف محمول يسقط من جيب البنطلون الذي كانت ترتديه تحت السلوبيت .
_ الله يخربيتك ، التلفون بيعمل ايه هنا .
قالها ثم التفت لير أن اخواته لم يخرجا الى الخارج ، بل يراقبنه ، فهتف بهم بغضب
_ أنت يلا مشفتش الموبايل دا ، هنروح فى داهيه .
اقترب منه الأخان بصدمة ، وهما يقولا ..
_ هى كانت حطاه فى هدمها دا انا قعت افتش الشنطة ملقتش فيها حاجة .
_ الله يخربتك أنا ازاى اعتمدت عليك ازاى .. خد التييت دا من هنا واطلعوا بره .
عاد الاخ الثاني إلى ياسمين ، واقترب منها حتى جرت أنفاسه على وجهها ..
حاولت بكافة الطرق أن تبعده عنها لكن قوتها تتلاشي بخوفها ، فهتفت بأقصي قوتها بالنجدة ..
ولم تعلم أن نجدتها كانت عبارة عن اسم لم تعرف كيف خرج من ثغرها ..
_ أأأدم ..
اتسعت حدقة عيناها وهى تستمع الى حروفها التى خرجت بدون سابق انظار ...
تهتف باسمه ، برغم قوة الضرب التى أنهالت عليها من ابن عمها ..
_ وكمان بتقوليه فى وشي ......
...أنتو لسه هنا اطلعوا بره.. قالها الاخ الثاني وهو يلتفت ليري ان اشقاءه لايزالون داخل المحزن .
شعر الاخان بالخوف من شقيقهم فذهبَ الى الباب الخلفى بسرعة ، وما إن وضع الاخ الاكبر يده على مقود الباب ، ليجد الباب بطوله يسقط عليهم الاثنان .. وشخص يدوس بقدمه عليهم مسرعا الى الداخل .
شهقوا جميعا وهم يروا زوج شقيقتهم أدم واقفا ، والصدمة تتوجه عيناه ..
علا الدم الى وجهه بالغضب وهو يري أنها بين يد أخ زوجته لبني ويحاول تقبيلها ،وملابسها ممزق ..
هرع اليها بسرعة تحت أنظارها المتفاجأة التى تبكي ، ران اليها بتفقد ليظهر أنها تعرضت لتعنيف ..
ذهب الى الأخ الثاني والغضب يشحن داخله بتنبأت كانت صحيحة .
_ انت طلعت تيييت وملكش امان ، عاوز تتجوز على أختى .. أنت اللى خليتنا وصلنا لكدا .
كز على اسنانه بصوت مهيب ويده العريضة تعرف جهتها جيدا .. بلكمته العنيفة لتجعله يرجع للوراء خطوات .
اقترب الأخان منه يحاولون جذب يده ، لكن ، دفعهم بعيدا عنهم بقوة ،
لم يتوقف عن ضربه الثلاث حتى أسقطهم على الارض ويضرب بهم بعنف ، ولا يستطيعون أن يقفون أمامه فقد كان لايري ولايتحدث سوي بالضرب المبرح .. هرب منه الاخ الاكبر والاصغر بصعوبة. ليكون الاخ الثاني هو ضحية غضبه القاتم ..
_ هدمركم كلكم واحد واحد ياولا التييييت
وبقت ياسمين تراقبه بنظرات باردة وقد جفت دموعها وكلمة لبني تردد داخل أذناها
( مفيش وراكِ رجاله ، أنت لوحدك )
كلمة واحدة أخرجتها من شرودها ، وأوقفت أدم عن الضرب ..
_ أعرف أنك اللى بدأت ... يوم ماتخني يبقي مع خنثي .
هتفت بها لبني ببرود وهى تقف بالخلف بالقرب من ياسمين ، وبيدها قنينة صغيرها .
- اخرسي ،دي ستك وست البنات .. والله يالبني لندمك
فى تلك اللحظة هتفت لبني بغضب وهى تقذف القنينة على ياسيمن تحت أنظار أدم الصادمة والخائفة عليها .
_اشبع بيها ..
إنتفض أدم مسرعا الى ياسمين .. لكن لم يصل .. فى الوقت المناسب فاصطدمت القنينة فى اتجاه يدها ليخرج منها سائلا شفافا ينتشر على زراعها الايمن ويحرقها لدرجه التشوه تحت صرخاتها القوية ..
تضايقت لبني من عدم وصلولها الى هدفها بحرق وجهه ياسمين فقامت بأخذ قنينة أخرى تقذفها عن قرب من وجهه ياسمين ، لكن أدم كان قد وصل اليها ويقوم بعناقها ، ليقع السائل منتشرا على ظهره العريض ، وينحرق ظهره بالكامل مع ملابسه العلوية ..
شهقت لبني وهو ترى ادم ينحرق أمامها بسببها من ماء النار .
فهرعت اليه تصرخ باسمه ..
وهو فقط يكتم آلام ياسمين بزيادة قوة عناقه معها. تحت صرخاتها الباكية بآلم بسبب يدها ..
وقف على قدمه مواجها للبني التى كانت تبكي وهى تنظر اليه ، والى ووجهه وعيناه الحمراء الى درجه كبيرة .
_ أدم ... حبيبي ..
هتفت بها لبني ببكاء وهى تقترب من أدم ، ليقوم بدفعها بعيدا وهو يقوم بصفعها على وجهها ، ويقول
_ أنت طالق .. طالق طالق بالثلاثة.
نزل على قدميه جاثيا على ركبته وقام بحمل ياسمين التى فقدت الوعي تماما من شدة الوجع .
خطى الى الخارج تحت صرخات لبني التى لم تتوقف وهى تقول
_ هقتلها ... هتقتلكم كلكم ... أدم ياخايين بكرة ترجعلي زي التيييت .. أنا مراتك مش هي ..
أما أدم كان ينظر الى ياسمين التى كانت فاقدة الوعي وعيناه لم تتوقف عن سكب الدموع مشفقا عليها وعلى معناتها معه.
ادخلها الى سيارته وهو يراقب شهقاتها وينظر الى زراعها المشوه بالكامل ...
لم يأبي الى ظهره الذي أنحرق بالكامل ، فقط كان همه الأكبر ان يحمي ياسمين ..
نزلت الدموع من عيناه وهى يقود سيارته أكثر عليها .
ويتذكر ذكرياتها معه ، بداية منذ الصغر حتى موت والدها ، وكم كان شخصا سئ
والأن لبني .. وماء النار ، وفعلتها التى لن يغفرها لها أبدا ، فهل لها ذنب فى اى شئ ..
إن كان حدث لها شئ لم يكن ليسامح نفسه ابدا .
***
وتمضي الأيام
لمدة أسبوع كامل لم تخرج ياسمين من المشفي ، ولم يخرج من ثغرها كلمة واحدة مهما بكى لها عمها ناجي مترجيا بأى كلمة .
فقط تنظر الى زراعها ولا تتوقف عن البكاء .
وجسدها يرتعش بالكامل .
حتى فقدت الوزن مع بريق عيناها .
وباتت كاللوحة الباهتة التى أختفت الوانها بل لم يعد لها الصلاحية لتتلون مجددا .
استسلمت للحياة ولأحلامها ، لم تملك سوي حلم صغيرا وتلاشي بسبب قسوة الايام عليها .
ألم تكفى معاناتها وثقل الايام التى تصب داخل فمها بمرارة ،والان زراعها بالكامل تشوه .
تسألت مئة مرة مالذي فعلته لحتى تأذيها لبني الى هذا الحد وكان الجواب واحد . ( أدم ) .
كلما تتذكر كل كلمة قام بكتابتها لها ، يصيبها صداع يجعل نبضاتها تضعف ، أنفاسها تقل وعيناها تعم بالضباب .
_ أدم خرج من المستشفي اليوم ، تعرفي أنا كنت مبرتحلوش ، بس لما نادر قالى أنه ظهره أتحرق عشان يحمي وشك من مايه النار ، احترمته .
ياسمين أتكلمى عاوزة أسمع صوتك .. أرجوك
هتفت بها هالة الى ياسمين بحزن ، وبقت تأتى لزيارتها فى المشفي ولم تتوقف عن التحدث لا عن نادر ولا عن أدم .
وياسمين تجلس بملامحها الباردة تنظر أمامها فقط .
****
وتمر الايام ..
أخبرهم الطبيب أنها بأحسن حال ، لكن ياسمين لا تريد الخروج من المشفى كما أنها لا تتحدث مع أى أحد.
_ هتفضلي متتكلميش لحد امته ، زعلانة على دراعك؟ ، هنعملك عملية تجميل وهتبقي كويسة .
بطلى دلع بقي ..
قالها أدم وهى يجلس بالقرب منها على فراش المشفي ويقرب وجهه منها يرنوا الى ملامحها الباردة .
فأردف ..
_ ها الفرح الاسبوع الجاى ..؟
كان يتابع ملامحها الهادئة ، يريد أن يجعلها تخرج عن شعورها ..
فاردف
_ تعرفي أن الجواز مفيد جدا للحالتك النفسية
وأنا نفسي أعالجك يعني مثلا ... تيييييت تييييت هتبقى كويسة ...
إبتسم وهو يري عيناها تتحرك اليه بغضب .
ولكن تلك البسمة اختفت مسرعة، وهو يراها تبصق على وجهه وتقوم بصفعة بقوة .
فبقي عيناه مسلطة عليها بغضب ، وهى !! تقابله بنظرات غضب مشتعلة أكثر .
فوقف من مجلسه وابتعد عنها ذاهبا الى الخارج ، فدارت وجهها الى الجهة الاخرى ، لتفاجأ به يعود مرة أخرى ممسكا بها من ظهرها مقيدا يدها ،ويضع شفتاه على شفتاها ويقوم بتقبيلها بحرارة .. حتى نفد الهواء من رئتيها .
حاولت أن تعض شفتاه لكن كان ذكيا بحركاته الحذرة ..
_ قولى بحبك ياادم وأنا ابعد ..
لهثت وهى تلتقط أنفاسها ، وهى تكز على اسنانها ، تريد أن تهرب من قيده المحكم، لكن هيهات .. فكانت الغلبه له ..
فواصل تقبيلها .. تحت غضبها الذي شجعه على إستفزازها ..
ولم يتركها حتى هتفت ..
_ بكرهك يا تييييت ..
ابتعد عنها وهو يراها تبكي بصياح ، فقال لها ساخرا
_ ماكنت أتكلمتى من البداية ،كان لازم يعني تتباسي خمس مرات وتقطعي نفسي ، طلعتى طماعة ياياسمين .
اطلقت صايحة غاضبة وهى تراه ينظر اليها بجراءة ويتهمها بانها كانت مستمتعة .
ولم تتوقف عن البثق عليه .
_ بكرة أجيلك ..
_ معتش تيجي هنا ياتييتيت غور من خلقتى .
_ وأنا اللى زعلان عشانك قولت ياعيني زمانها جالها حالة نفسية ، وهتعد سنه متتكلمش .
طلعتى سوسة ..
قالها مودعا وهو يخرج لسانه ويمرره على شفتاه بتلذذ ، ويعطي اليها اشارات انه قد احب طعمها .. فرمي اليها عدة قبلات طائرة .
وبقت تبثق وتمحي أثار القبلة من فمها ، وتطلق السباب .
***
وعند أخر يوم للخروج من المشفي ، جهزت ياسمين اشيائها وما ان انتهت ،صدمت وهى ترى رامي يدخل عليها فى غرفة المشفي ويرنوا اليها بقلق ..
_ ياسمين إيه اللى حصلك ؟ قالاها رامي وهو يجلس أمامها على فراشها ممسكا يدها بقلق .
_ أنت عرفت منين أنى هنا ..؟
_ سألت عمك ..؟ أنت كويسة ..
زفرت ياسمين بقوة وهى تقوم بالكشف عن زراعها الذي تشوهه تماما ..
فاقترب منها رامي وقد باد عليه الحزن أكثر .. وقام بعناقها .... ، دهشت ياسمين من نفسها وهى لا تشعر بأى شئ وهو يعانقها ...
فاردف
_ أنا اسف على كل حاجة ياسمين ..سامحيني كنت وحش فى حقك ، بس غصب عني ، كنت فاكر اللى بينا هيخليك تقولى على اسرارك.
لما عرفت باللى حصل وأنك مقلتيش ليا حسيت أنى غريب عنك ، برغم أنى اخذت الفلوس من بابا بصعوبة ، بس كان عشانك ممكن أعمل اى حاجه ،
أنت غالية عندى ياياسمين والله
لو خيرونى بالدنيا ، هختارك ، أنت عشان خسارتك مش هقدر استحملها .
أنت أحسن حاجه فى حياتي .
كانت تنصت الى كلامه الذي كان فى يوم ما حلما صعب الوصول ليه ، لكن ، الأن عندما تحقق لما لا تشعر بأى شئ .
_ أنت فكرتي فى عرضي ..
لمح رامي ترددها والتفات وجهها الى الجهة الاخرى بتوتر فقال
_ ياسمين ، أنا فعلا بحبك أنت حياتي اللى هعيش ليها وبس .
عارفة ...هاخدك ونروح نعيش مع جدي وتوفى على البحر ، أنا عارف انك بتحبي البيت دا .
وهشيلك جوا عنيا ، وهنبقي بعيد عن كل الناس .
...أتمنى توافقي ، أنت بقيتي محتلة كل تفكيري ، ومعتش بشوف غيرك ، أنا بوعدك من دلوقتى عمرك ماهتشوفى أو تسمعي حاجة تزعلك .. أنا هحافظ عليك .
قال جملته الأخيرة وهو يقوم بعناقها .
فابعدته عنها برقه ..
وتنهدت وهى تقول بابتسام ..
_ رامي .. أنت كنت احسن صديق ليا ، وكنت سعيدة جدا معاك ، عشان أنت الوحيد اللى وقفت جنبي ...
_ كنت .؟؟
_ للأسف يارامي .. أنت بقيت مجرد صديق .
_ متتسرعيش ... انا هديلك الوقت اللى عوزاه ..
_ أنا استنيتك كتير يارامي مستعجلتش بالعكس ، أنت اللى أتأخرت .. أوى .. يوم ما تسرعت فى الحكم عليا وكنت محتجالك ..
_ ياسمين انا بحبك ..
_ أانا .......أسفة ..
_ تبقي متعرفنيش ...... انا لايمكن أضيعك من ايدي ابدا
****
وتمضي الايام ..
وينمو الشوق داخل قلبه بالاشتياق رويدا رويدا ، حتى تضخم داخله وبقي الحنين يقتله ويلح عليه بأن يستوطن قلبها فى أحضانها وينصت الى نبضاتها ...ولو لثانية
تململ على الفراش الواسع ،وعقله يرسم خيالات له معها ، فطرق الاشتياق قلبة بلوعة ... فقام من فراشة ذاهبا الى شرفته ومن ثم نزل الى شرفتها بتوجس ، ليراها نائمة فى الفراش ، فاقترب مسرعا منها ، يجث على ركبتيه ، ويتأمل ملامحها الهادئة .
بسط يده الى شعراتها الحمراء يمررها داخل خصلاتها الرطبة ، جحظت عيناه وهو يستمع الى اضطراب انفاسها ،ليعلم انها ليست نائمة ،فابتسم بخبث .
واقترب منها كثيرا ،حتى طبع قبلة صغيرة على جبهتها ..
وبقي بجانبها ... يراقب مجهودها الكبير فى تمثيلها لنوم ..

ومرت الساعات وهو ينظر اليها فقط ...
حتى قام بسحب ورقة من مكتبها وأقبل يكتب عليها ..
وما إن انتهى خرج من الغرفة وهو يقول ..
_ انا دلوقتي ،اتأكدت من حاجات كتير شغلاني ..
اغلق الباب خلفه لتفتح عيناها الزرقاء تحت ضوء الغرفة الخافت ... وهى تراقب الورقة وهى تتحرك مع نسمات الهواء التى تهب من الشرفة .
قامت وسحبت الورقة بغضب ... وقرأت مابداخلها ، لتذهب الى عالم أخر ...

(تعالى وخذني من هذا الجحيم ، يحب أغرقني ولم اعد للحين ،لامسني عبير أنفاسك.. ،دعني اتذوق كل جميل .
يا حب نمي لعنان السماء ، ااتعلم اني بك غنيم......؟
اكنت تغمرتي بعيناك وتشتتني لاكون مهزوم جريح؟
اكرمني بحبك ....،يالك من بخيل
فانا طامع بك ، ورغبتي غلبت كل حبيب.
لاحدود لحب عرف، من سرقه ونبت فيه الحنين.
قبلني.. واشعلني
دعني انسي الماضي حزين
أرني شغف حبك ، لا أريد ان اكون تائه وحيد )
شئ ما تحرك داخل قلبها وهى تقرأ تلك الكلمات ، يجعلها تفقد برودة جسدها ، وانتظام أنفاسها ..؟؟؟
فكيف لمجرد كلمات أن تحمل هذا القدر من المشاعر ...
****
ذهب التعب عن صدره الذي كان يؤرقه لسنوات ، وتأكد من فراغ قلبها ، فلم يجد وقتا أفضل من الأن .. لتقدم لها ..
فاختار إجتماع العائلة على المائدة .. الطعام ..
وإختار قميصا يكشف جزءا من رقبته التى شوها ماء النار ..
وبقي ينظر اليها ... والى هدوءها الغريب ،حتى وقف فجأة معلنا أمام الجميع ..
_ بابا .. أنا بطلب أيد ياسمين ..
نظر اليه الجميع بدهشة .. وخاصة ياسمين التى سعلت بقوة بسبب سمعها الخبر وهى تشرب الماء .
_انت كويسة يابنتي
_ كويسة ...قالت بها ياسمين وهى ترنوا الى أدم بغضب أمام نظراته التى تخترق عيناها طوال الوقت ،فقال العم ناجي ..
_ وهى مش عوزاك ياأدم.
فنظرت ياسمين الى عمها بدهشة متفاجأة .....
فأردف العم وهو يرى نظرات ياسمين ..
_ ولا ايه رأيك ياسمين.
فقال أدم مسرعا مقاطعا لحروفها .
_ هى موافقة .
_ حتى لو هى موفقة ... لا .. مستحيل أجوزك بنتي .. وغير كدا جيلها عريس أحسن منك أساسا
.جنتل مان ، وابن ناس ، ومتجوزش قبل كدا ..وبصراحة أتمنى ياسمين مضيعهوش من ايدها .
كانت الشرارة تخرج من عين أدم لوالده ولياسمين التى كانت تنتظر أن تعرف من هو .. وهل ماتعتقده صحيحا .
_ ايه رأيك بسيف الإمام ياياسمين ..
طبعا لوهتساليني على رأي هقولك وافقى .
_ ايه سيف ... ؟؟؟؟
... بس بقي ....
عشان تعرفو كلكم ...
أنا مابخدش رأى حد فيكم ، واللى فى دماخى هيمشي .
... أنسي انك تفكرى فى الواد دا ..
... وماتنسيش اللى حصل بينا ... هاااه ..
...أنا ظهرى أتشوه بسببك ...
_ أخرس .... أتشوهه بسبب بمراتك، ياسمين ملهاش ذنب . هتف بها العم ناجي بغضب لأدم ...
فوقفت ياسمين من مجلسها بجانب المائدة
_ أنا موافقة بسيف ياعمي ..
هتفت بها لتجعل العيون الرمادية تهتاج أكثر وهى تخرج عن شعورها وهدوء لونها الى عواصف رمادية مشتعلة بالغيرة ..
ولم يكتفى بصاحبها أن يمسك الإبريق الذي أمامه ويحطمه على الأرض ..
بل قام بالاقتراب منها أكثر ..وهو ..

.....يتبع ....

 
 

 

عرض البوم صور سارة منصور دوار الشمس   رد مع اقتباس
قديم 22-11-22, 10:02 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2021
العضوية: 337109
المشاركات: 85
الجنس أنثى
معدل التقييم: سارة منصور دوار الشمس عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سارة منصور دوار الشمس المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية المتحول الوسيم

 

الفصل السابع عشر
وقف مقابلا لها بطوله الذي يناسب مع طولها ومع كل نظرة مشتعلة بنيران الغيرة لم تجد عائق فى الوصل الى عيناها الهادئة الباردة من أى مشاعر ، مما جعله يهيج أكثر بالضيق ، فبعد كل ما فعله من اجلها تتركه وتذهب الى شخص أخر
هل ستبتعد هكذا فقط بعد أن ملء أنفاسه بحبه لها .
_ مش معنى أنى بتكلم بهدوء معاكِ ، يبقي تأخدى عليا ، وبعدين فين السلسة انت نسيتي اتفاقنا ..؟
تنصت اليه بملامح باردة ، وتحيط يدها حول صدرها مربعة اياها .
التفت أدم ينظر الى والده ويردف
_ يعني أنت عارف أنا عملت ايه عشانها ، وفى الأخر تقول كدا .
قالها ثم التفت اليها ويردف
عمرك ماهتلاقى حد يحافظ عليك زيي ، أنت عندك فكرة عن أهل سيف ، دول مرضي فلوس ، والمظهر اهم حاجة. لو امه عرفت أنك كنت ..خنثي .
عض على شفتيه ليصمت وهو يرى إنقلاب قسماتها الى الغضب من خروج تلك الكلمة من فمه . فهتفت به غاضبة
_ وأنت ايه اللى يخليك تتجوز واحدة كانت خنثي .
_ ....عشان بحبها .
_ أنت أخر واحد ممكن أفكر اتجوزه فى حياتي .
هتفت بها وهى توليه ظهرها وتخرج من أمام الجميع الى غرفتها ،فأوقفتها كلمات أدم وهو يقول .
_ محدش طلب رأيك ، واعرفي كويس محدش يقدر يبعدك عنى هاااه ، حطيها فى دماخك كويس أووى ، أنت خلاص فى حكم مراتي .
أكملت خطواتها الى غرفتها مسرعة ، وهى تشعر أن قلبها سيخرج من باطنها من كثر الخفق .
تسألت أهو بسبب الخوف ..؟؟
حقا لا تعرف أى شئ .
تعلم ان داخلها غابة رطبة هادئة لايوجد بها أى حركة حتى تعرف طبيعة شعورها .
لكن الشعور المترصد لها هو الخوف من المستقبل .
***
شعرت بالأرق يحيط جسدها ، ولا يزورها غبار النوم ، فقامت تذهب الى الثلاجة بتوعك لكى تبلل ريقها قليلا .
ضغطت على ذر الإضاءة ، لكن ، لا يعمل فتحسست المكان حتى وصلت الى الثلاجة وأخرجت قنينة ماء ، ووضعتها على ثغرها وعقلها يتذكر كلمه خنثي التى خرجت من فم أدم فسبته فى نفسها وهى تشرب الماء ،وفجأة أشتغلت الإضاءة... لتراه واقفا أمامها يراقبها ، صعقت من رؤيته ، لتنفجر الماء من ثغرها كالنافورة على وجهه بالكامل وتسعل بقوة .
فقال وهو يمسح الماء من على وجهه
_ هتقبلها منك ، بس المرة الجاية مش هعتقك .. تعرفى هعمل إيه ..
تنظر اليه بصدمة وهى تحاول أن توقف السعال ، لكنه توقف فجأة عندما مرت كلماته عليها
_ تعرفي هعمل إيه ...
هخطف شفايفك .. جوا ..تيييييت ..
وأقبل يتحدث بكلمات خارجة ، تحت نظراتها الصادمة ، فلم تتوقع أنه سئ الى هذه الدرجة .
_ يا تيييت إزاى تكلمنى كدا ..أنت قليل الأدب .
_ كلام إيه بس دي مشاااعر ....ومالك زعلانه أووى كدا دا أنا بوستي حلوة وإنت عارفة كويس .. همس بها بطريقة إهتز لها قلبها حتى توردت وجنتيها .
عضت على شفتياها تحاول قطع الحديث معه ، فالكلام معه لن يفيد بل سيجعله يتحدث أكثر .
فنظرت اليه باستحقار ، ودارت بظهرها تخرج من أمامه وعيناها تنظر اليه من طرفها ،تخشي أن يقدم على فعل شئ سئ معها . فقال ساخرا
_ متخافيش مش هعمل غير برضاكِ .
لم تعلق على كلماته وذهبت مسرعة الى السلم الخشبي لتصعد الى غرفتها .. ليوقفها بالهتاف باسمها (ياسمين )
فالتفت اليه وهى فى منتصف السلم ..
_ بحبك ..
قالها بطريقة بطيئة متلذذا بكل حرف ، حتى شعرت أنه قالها بقلبه وبعيناه المليئة بالرغبة .
هربت مسرعة الى غرفتها وأوصدت الباب بقوة ..
تحت نبضاتها التى تخفق بجنون .
وضعت يدها على قلبها تلتقط أنفاسها بصعوبة .
وألقت بجسدها على الفراش ، ونظرت الى السقف غرفتها طويلا ، حتى وصل اليها نسمات شرفتها ، جحظت عيناها وهى تتذكر دخوله من شرفتها ، فانتفضت مسرعة اليها حتى وقعت على الارض متأوهة .
قامت بصعوبة واغلق ابواب الشرفة بعنف ، ومرت بعيناها على أثاث غرفتها لتسحب مرآتها بصعوبة وتضعها على باب شرفتها .
تنهدت وهى تجلس على الفراش وترى صورتها فى المرآة ، التى كانت تعكس وهج عينها الامع ووجنتها الملتهبة بحمرتها .
***
(بدأ الفصل الدراسي الثاني )
وفى أول يوم ذهبت ياسمين الى الجامعة هاربة من أدم الذي أصبح يجلس بكثرة فى المنزل ، ويترقب خروجها .
ويخبرها دائما كلما يراها بكلمة .(بحبك)
وعندما تسمعها تهرب من أمامه ، خشية من أن يقدم على فعل شئ معها فإن كانت عيناه تبدو كذئب وديع ، الا أن بريقها غير مطمئن أبدا ، فهى تراه رجلا لا يتنبأ بتصرفاته .
دخلت الى المدرج الخاص بفرقتها ، لترى رامي جالسًا فى المقعد الخاص بها ينتظر قدومها .
تابعها بعيناه وهى تدخل وتجلس بقربه وتقول
_ محضرتش الإمتحان ليه ؟
لم يسمع كلماتها بل لم تمر عبر اذناه فعيناه الشاردة تتذكر كلمات سيف فى أخر لقاء جمعهما وتتردد داخل أذناه .
فقد آلمته كلماته لم يعتقد أبدا أن أخاه الأكبر يكن مشاعر لها ..
فعندما أخبره سيف عندما ذهب اليه فى مكتبه الخاص ( فاكر يا رامي ، ايام الثانوي ، لما دخلت معاكم الفريق وشوفت اسلام ، استغربت جدا ، ولد جميل بالشكل دا بيجرى ويلعب بالمهارة دي ، ومنظره وهو بيجرى وشعره القصير بيطير على رقبته بطريقه جميلة ، هااااحح..
فاكر لما ضربته فى اليوم دا صعب عليا أووى .. بس كنت عاوز أتأكد أنه بنت ولا لا .
بس شوفت سبحان الله ، طلعت بنت فعلا وزى القمر .. اللى زيها كدا تتحط فى لوحة فنية ، محدش هيشبع أبدا مهما يبص عليها .
أنا روحت أتقدمت ليها على فكرة .. أنا بعرفك .. عشان متقولش أنى خبيت عليكم )
أستيقظ من شروده على صياح الدكتور المعلم به فى المحاضرة ..
_ أنت يا أستاذ ياللى مش فايق خالص، ايه رقبتك موجعتكش .. كل دا بتبص جنبك ...
حد يشوفه ياجماعة ليكون أطرش ولا مابيشوفش .
_ رامي .. فوق لدكتور .. بينادي عليك .. قالتها ياسمين وهى تشير الى رامي الذي كان تائها داخل عيناها ..
_ هااه ...
_ الواحد بيقابل عينات فى الجامعة دي ، قالها الدكتور المعلم وهو يضرب على كفه يده تحسرًا على مايراه من طلاب ، فضحك الطلاب جميعا وأصبح أصواتهم تعلو داخل المدرج .
وبعد إنتهاء المحاضرة .. طلب رامي من ياسمين الذهاب الى الكافيه ، وبعد إلحاح طويل ذهبت فهى لا تريد أن تعطي أمل فارغ الى رامي ، حتى لا يتألم أكثر .
_ بص ، دى أخر مرة ممكن أقابلك هنا .
مال رامي رأسه بايجاب وهو يذهب الى النادل لكى يحضر لهم المشروبات .
تنهدت ياسمين وهى تقلب فى صفحات الكتاب الخاص بها وتتذكر .. ما أخبرها به أدم على عائلة رامي أنهم يهتمون بالمظهر والأموال .
شعرت بالحزن على رامي ،فكانت زيجته من أجل المال والمصلحة .. حتى انقلبت بالسلب عليه .
عاد رامي ليجلس أمامها وهو يمسك كوبا من العصير .. ويقول لها .
_ ياسمين أنت بتحبي سيف ، أخويا .
أحست ياسمين بالتوتر حتى إحمرت وجنتيها ، فقامت بأخذ العصير من أمامه وشربته دفعة واحدة .
حاولت أن تتقنى فى إختيار الكلمات ، وما إن جاءت لتتحدث شعرت أنها تريد النوم بشدة وعيناها ترى خيال متعدد لرامي .. فقالت بصوت متعب جدا
_ أنت حطيت فى العصير .. إي...
نظر اليها رامي طويلا وهو يقوم باإمساك يدها ، وحملها أمام من فى الكافية الى الخارج .
وضعها داخل سيارته وهى غائبة عن الوعي تماما . فقال وهو يضع حولها حزام الامان .
_ أنت اللى خلتيني اعمل كدا ..
مستحيل أضيعك من إيدي ..
ضغط على الفرامل الخاص بالسيارة ليقودها مسرعا بعصبية ..
***
إلتقطت أنفاسها بصعوبة وهى تتأوه ، حاولت أن تحرك رأسها قليلا ، وعينيها مضيقة بتعب ، لترى انها بداخل السيارة وبجانب رامى .
صاد الصمت لدقائق ، فعقلها مايزال تائها لا يتذكر أى شئ ..
وفجأة وقفت السيارة .. نظرت حولها يميا ويسارا ..
نسمات البحر تخطف عيناها ، حتى تذكرت هذا المكان ..
خرجت كلمات بصعوبة من ثغرها .. وهى تتذكر أخر شئ ..أنها تناولت العصير ..
_ رامى أنت عملت ايه ... وليه ..
_ كنت عوزانى أسيبك تتجوزى اخويا ، وترميني ، وأنا اللى وقفت جنبك كتير .
.. ليه بتصعبيها عليا ..وأنت عارفه أنى بحبك ..
قال جملته الاخيرة وهو مقربا منها ويضع يده على كتفيها ، وضي عيناه يزداد بلمعة الدموع .
عقلها يعود تدريجيا الى العمل ، وجسدها يبدأ فى إستعادة نشاطه ..
أنزلت يده بهدوء .. وقالت ..
_ انا مابحبش سيف يارامي ..
جحظت عيناه وقد عاد اليها بريق الأمل وهو يقول .
_ طب ليه رفضتيني ..
_ أنت صديق يارامي ،وقلبي مش شايفك .
لم يعلق على كلمتها بسبب الألم الذي سببته كلماتها داخله .. فاستمر يقود السيارة مسرعًا..
ولم ينصت الى كلماتها وهى تخبره بأن يوقف السيارة .
مرت دقائق حتى توقفت السيارة أمام هذا المنزل الذي تعرفه جيدا ، فشعرت بالأمان ..
_ أسبوع واحد... أديني فرصة .. أخليك تحبيني .
مالت ياسمين رأسها يمينا ويسارا بالنفى. تريد أن تخبره أن قلبها لم يعد يراه ليحبه ، لكن تخشي على مشاعره، من التحطم أكثر .
فأردف .
_ فرصة واحدة ... توفى وجدي .. معانا . متخفيش منى ياسمين ..أنا أحميكي .. مأذكيش أبدا ...
أنت قلبي .. فى حد يأذي قلبه ..
أستسلمت ياسمين لأمرها ..، فهو لن يصمت حتى توافق.. ولأن هذا الطريق يصل اليه فى خمس ساعات ، ومن الصعب الرجوع اليوم الى منزلها .
دخلت الى البيت معه ، لينظر اليها الجد بعجب .. فقال الجد لرامي وهو يقوم بسحبه الى جانب أخر .
_ هى حصلت ياولد تجيب بنت معاك هنا ...
_ دى مش مجرد بنت ياجدي ، دى حياتي ..
تابعه الجد وهو ينظر الى عيناه الحزينة التى لم يراها من قبل .
فأمال رأسه بايجاب وهو يربط عليه ..
جلست ياسمين مع توفى فى غرفتها تتفقد محتوياتها الرقيقة والجذابة ، فقالت لها توفى ..
_ أنت اسلام صح .. ؟؟
_ عرفتي إزاى ..!!
_ من عنيك .. وكمان من نظرات أخويا ليك ..
نظرت اليها ياسمين متعجبة ، فأردفت توفى .
_ بصراحة لما شوفتك أول مرة وأنت لابسة زى الولاد أفتكرتك بنت ورامي خلاكي تتنكرى كدا عشان معرفش أنا ولا جدي ، بس أنا قولت لجد .. ولرامي .. وهو أكد أنك ولد ... فأنا اتصدمت ..
وبعدين كنت خايفة على أخويا لانه بيبصلك زي ماتكونى حبيبته .. وأنت ولد ..فا ... دلوقتى .
مفهمتيش حاجه أنا عارفه ..بس أنا كدا أرتحت ...
قالتها توفى وهى تريح جسدها على الفراش .
طوال الليل لم تنم تتقلب على الفراش ، وعقلها يذكرها بأدم وعمها .. شيئا داخلها يخبرها أن تصمت ولا تخبرهم عن مكانها ..
فأحبت تلك الفكرة ...
***
وصل عقرب الساعة الى الثانية عشر ليلا ، يهيم فى أنحاء المشفى وأنحاء المدينة و فى الشوارع الضيقة ، ولا يجد لها أثرا ، قلبه ينبض بخوف قاتل ، وعقله يخبره ..بأنها هربت منه ..
_ زعلان على ايه ، ما أنت السبب ، بتقرفها ليه ، هى واحده مش عوزاك ليه بتغصب عليها .. أهى هربت وسبتلك البيت ..
يهتف بها والده أمامه وهو يراه جالسا فى غرفتها على الارض يبكي .
لا يعلم أن كلماته كالسكين الحاد يمر على قلبه العاشق حتى ينذف دما ،اشتياقا ،وخوفا.
كان يريد فقط أن يجعلها بين يديه دائما ،يستنشق انفاسها وعطرها صباحا ومساءا ، لم يتوقع أبدا أن تهرب منه .. بسبب اظهار مشاعره لها .
أنهمرت عيناه بالدموع وهو يرى السلسة ملقاه على الارض ، فأمسكها واقبل ينظر اليها بحزن ..
وكأن الدنيا أخذت من حياته الكثير ، ولم يعد بها شئ سوي فراغ قاتل ..
_ مش هسيبك ياسمين تضيعي مني ..ابدا ياحبيبتي ...
***
وفى الصباح الباكر ..
أخبرها رامي أن تتصل بعائلتها وتخبرهم انها فى رحلة مع إحدي صديقاتها .. لكنها رفضت تماما .
لا تعلم لما رفضت لكن أرادت أن لا يعلم أدم عن مكانها ..
فوافق رامي على كلامها ..واخذها الى طريق البحر ..
لم تسقط عيناه عنها طول الطريق ، فى جبعته كثير من الكلمات والمشاعر ..لو بقي طوال عمره يحكي لها كم يحبها لن يكون فى العمر مايكفى ... فواصل التحدث لها بعيناه التى تصرخ بحبها ...
_ ياسمين ..!!
تعرفي أمنيتى إيه ..
...إن أنا وأنت نعيش هنا ، بعيد عن الناس كلها ، مع توفى وجده . ومحدش يعرف عننا أى حاجه ..
طول ما إنتِ معايا مش هعوز من الدنيا أى حاجة .
أنا بحبك جدا .
تلك المشاعر لم تصل الى أذناها التى كانت شاردة فى كلمات أدم لها ولمساته مع صوت البحر ..
مر اسبوع كاملا بالليال الصاخبة الثقيلة التى جعلتها تشتاق الى كلماته التى تمر داخل أذناها برعدها ، حتى جعلت قلبها يلين الى رائحته ،ونبضاته .
لأول مرة تشعر بهذا الشعور الغامر وهى ترى قلبها يفتح لها طريقا خصبا بعيدا عن الطريق الوعر الذي كانت تخطو فيه طوال حياتها .
قلبها أصبح ينبض فقط متألما بذكرياته ، ألما لذيذ المذاق ينعش كيانها .
علمت أن هذا الاسبوع داوى جراحها ، وجعلها تتعرف على مايريده حقا .
وقفت ياسمين أمام رامي ،عند ذلك البيت المجاور بأرضيته المليئة بالعشب الباهت الذي تدهور بسبب عوامل الجو ، وأمام الأرجوحة الخشبية التى تحمل ذكرياتهما وتحت ضوء الشمس البرتقالية التى تسبح فى أنحاء السماء وتطبع بلونها على السحب الخفيفة .
_ أنا أسفه يارامي ..أنا مش هقدر أقبل مشاعرك .
كل لحظة اتمنيتك تبقي قدامي ، كنت بلاقي .. شخص تاني .. دايما ماسبنيش .. فى كل لحظة وقف جنبي بدون حتى ما أسال عليه أو لأطلب منه ، اقتحم حياتي بدون كلمة . أنا كل حاجه فرحتني كانت منه .. واهتمامه .. إهتمامه حتى بأدق الامور .. عشان بس يسعدني ..
انا فعلا مكنش اتخيل انه يعمل عشاني كدا ...
وكان ...
أنت كان بينك وبينه خطوة واحدة بس ..
الفرق بينكم أنه دخل حياتي بدون حتى ما أسمحله ، بالعكس أنا كنت بقفلها فى وشه دايما
عمرى ماحسيت معاه بالنقص ..
أنا بمشي معاه مبكونش خايفة .. من حد .
مرت الكلمات الى أذناه بصدمة ،وخوف وهو يرى حبه يضيع من أمامه .. فهتف .. بغضب مقاطعا لكلامها ودموعهما تهرب من عيناهما بغزارة
_ مين ..؟ هو مين .. أنطقى ..
_ مش مهم هو مين . المهم أنك تنساني . أنا قلبي مش ليك ، قلبي لحد تانى . لشخص يستاهلنى ، وتعب عشانى كتير ..
_ كفايا ..أنت بتوجعيني .. قالها وهو يشعر بأنه يفقد أنفاسه الأخيرة ، وشعور الندم يحيطه من كل مكان ..
ظلت تلقى اليه كلمات تعلم أنها تذبح قلبه ، فزادت أكثر حتى تجعله يكرها وينسي أمرها ..
لكنها أخطات بتقديرها ..
طلبت منه أن يعيدها الى المنزل الأن بأقصي سرعة، لكنه رفض ...
وفى الصباح الباكر تسللت الى الخارج المنزل ، وكلما ترى شخص تسأله عن أماكن مواقف السيارات ..
قلبها شغوف مليء بمشاعر دافئة تذكرها بكافة كلمات أدم الشاعرية التى تذوقت منها وبات داخلها حلاوة مشاعر الكلمات ،و هداياه التى كانت سببا فى حب نفسها .
فكيف لقلبها أن يكفر عن حبه الكبير لها ..
ام انها كانت....
طوال الطريق لايرحمها عقلها عن التفكير به ..ولا من لمساته ...
***
مرت خمس ساعات كاملة حتى وصلت الى المنزل ، لتدخله بحماس .. تبحث بعيناها عنه فى ارجاء المنزل .. لكن المنزل فارغا ..
جلست فى حديقة المنزل تنتظر قدومهم ، وعلى وجهها الندم يسطو عليها ،فرؤيه المنزل خاليا أمر أرعبها حقا..
خافت من تفكيرهم .. ومن رؤيتهم لها بنظرة سيئة .. والأكثر ، إعتقاد أدم بها..
رأت سيارة تقف أمام المنزل فأسرعت اليها ، لترى نادر يخرج من السيارة ويهرع اليها ..
_ ياسمين .. كنت فين .. قلقتينا عليك ..أسبوع كامل بره البيت ..
_ أنا كويسة ... فين عمى و ... أدم .
_ بابا ياعيني هو أدم .. مسبوش مكان غير لما دوروا عليك فيه ، وبالذات أدم . مكنش بينام فى البيت .
حرام عليك اللى عملتيه فيه، يعني مش عارفه أنه بيحبك .. مفكرتش فيه ..
حتى كنت تقولى لعمك ..
_ أنا أسفه ...
رفع نادر هاتفه يتصل بوالده ويطمئنه على ياسمين .. ويتصل با أدم ..
لم تمر نصف ساعة حتى ووصل عمها وهو يبكي ويضعها فى أحضانه ، حتى ندمت ياسمين بشدة ... على فعلتها ..
واخبرت عمها أنها كانت برحلة مع أحدى صديقاتها ..
_ أنا غلطت .. سامحني ياعمي ..
لم يعلق عمها على كلماتها فقد اعتقد انها هربت لتذهق روحها بسبب مامرت به ، وعندما رأها اطمئن .. فقال
_ يابنتي أنا مسمحك بس ، إزاى .. تقلقينا بالشكل دا .. إزاى مفكرتيش فينا .
ولا إنت مش شيفانا أهلك ..
_ أنا أسفه ...أسفة ...
هنا دخل أدم الى المنزل وهو يوصد باب المخرج وراءه .
تقابلت أعينهم لوهلة ،لكل منهما لغة خاصة مختلفة عن الأخرى ..
دهشت من نظراته الصلبة المريرة فكيف لهذا الغضب الكبير أن يسكن عيناه ويلقيه اليها .. فقط بنظرة واحدة .
حتى شعرت بالخوف ..
مضي شهر كامل بدون كلمة واحدة من أدم ، كلما تراه تقف وتنظر اليه ، تنتظر منه كلمة أى أى شئ ، لكن ، لا يعطي لها بالا .
كزت على أسنانها وهى تراه بهذا البرود .. فقالت هامسة الى نفسها ..
_ ماشي يا أدم ..أنت اللى خسران .. هنشوف مين اللى هيستحمل يبعد عن التاني.
***
وتمضي الأيام ...
وإنتهت السنة الدراسية ، وبدأت الأجازة الكبرى ، إختارت أن تذهب الى عمها وهو جالس مع أدم فى مكتبه .
قامت بطرق الباب ثم دخلت .. شعرت بالضيق من أدم ومن عيناه الباردة ..
فقالت بثقة
_ عمى ، أنا هاروح أعيش مع صحبتي .. بيتها جنب الجامعة ..
قام أدم من مجلسه ليقول بنبرة حادة قاطعا لكلمة والده ..
_ معدناش بنات تبات برة البيت ، ولا أنت ختى على كدا ..
_ ملكش دعوة أنا بتكلم مع عمي ..
_ تعالى ياياسمين يابنتي أعدى .، وروح أنت أعمل اللى قولتلك عليه ..
كز على اسنانه ليعود بريق عيناه مرة أخرى بمشاعره الذي أخفاها طويلا.
لم تعرف أن قلبها سيرفرف من السعادة وهو ينهرها بتلك الطريقة .
فذهبت الى عمها تجلس بقربه .. ليعطي لها بطاقة تبدو كبطاقة شخصية ..
_ شوفتى .. بطاقتك الجديدة أهى ..، أدم فضل وراهم لحد ماجبها ... كانت هتعد كم سنة عشان تيجي .. دلوقتي تنسي الماضي بحزافيره ..وتبدئ من جديد ..
كلمة واحدة لمست قلبها ، لتغمره بالحب والسعادة ، فالتفت تنظر الي أدم بطريقة جعلته يندهش .. فأزاح عيناه عنها بسرعة .. ونظر الى الجانب الاخر .. وخطى خارج المنزل .
فأردف العم
_ العنوان فين اللى عاوزة تسكني فيه .
_ جنب الجامعة فى شارع ....
_ حلو أوى ، جنب الشغل بتاعك الجديد ..
دهشت ياسمين من كلام عمها ، فهى أرادت فقط أن تشعل غيرة أدم بأمر خروجها من المنزل.. لم يأتى فى خاطرها ابدا ان عمها سيوافق ..
فقالت متعجبة ..
_ شغل جديد ..؟؟
_ هااه عندك مانع ..،
اعتبريه تدريب ليك ، ودا مكتب مهندسة كانت صحبت ادم .. وشاطرة .. وهو قالها عليك ..وهتاخد بالها منك .
_ صحبت أدم ..!! .. لا ياعمى مش عاوزة اشتغل ..
***
صعدت الى غرفتها وهى تدب على الارض بكعب قدمها من الغيظ ، جلست على فراشها تتفقد السقف وهى تكز على اسنانها بسبب أدم ..
لمحت مرآتها ماتزال مركونه على باب شرفتها ، فازفرت بقوة ، وقامت بغضب تسحبها وتضعها فى مكانها الأساسي .
بقت تتقلب على الفراش ، حتى زار قلبها الأرق فبقت مستيقظة طوال الليل ينهش داخلها الغضب .
أرتفع قرص الشمس فى ناحية الشرق ، يتسلل داخل شرفتها ، تحت عيناها الزرقاء وهى تتابع العصافير التى تزقزق بقوة على سور شرفتها ..
ذهبت الى المطبخ بهالات عيناها السوداء ، تبحث عن طعام للعصافير .
فلمحت العم ناجي مع أدم يخرجون من المنزل .. فى هذا الصباح الباكر ..
رجعت الي العصافير .. وقلبها يزقزق معهم يتمني الحصول على إهتمام أو حتى نبض ينصت اليه .
وعند غروب الشمس بقت مستيقظة ، تأكل فى شفتاها .. حتى جاءها العم عبده يخبرها أن هناك من يريدها .. ذهبت مسرعة وعلى وجهها الفرح وتتسأل أهو ساعي الهدايا ..
دهشت عندما رأت لبني وامها وأبيها يقفون أمامها متوسلين أن تغفر لقضية خطفها التى رفعها عمها على ابناءها .
_ سامحينا يابنتي .. سامحينا .. أحنا بنعترف اننا غلطنا ودول ولاد عمك برضه .. وأنت عارفه عمك مابيشتغلش وهما اللى بيصرفوا علينا ، وكمان ياحبه عينى مرات الكبير لسة والدة ، ولسة مدفعناش فلوس الولادة ..
وصل الغضب الي أوصالها وهى ترى من كانت سبب فى تشويه زراعيها واقفة أمامها ولم توضع فى السجن .. بل تقف بكبرياءها الذي لم ينكسر .
لم تتحدث ياسمين باى كلمة لهم فبقت صامتة. جاحظة عيناها بغضب ،حتى جلست والدة لبني على الارض بجانب أقدامها ، وهى على وشك تقبيل قدمها توسلا .
لكن ،وقفت أم لبني .. وهى ترى ياسمين صامتة ، لا يتحرك قلبها أمام صُفرة وجوههم فبصقت على وجهه ياسمين .. وطلبت لبني منهم ان يخرجوا ..وقالت لبني
_ طبعا بتستغربي أن أدم مسجنيش ليه ، تبقي هابلة لو فاكرة أنه هيعاقبني ، أنا مهما كان مراته .. وأم إبنه اللى فى بطني ..وكدا كدا هيرجعني .. حتى لو أتجوزك هفضل على قلبك ومش هسيبك غير لما تتدمرى .
رمت اليها الكلام بدلال حاقد ، وتركت ياسمين مع نفسها بكلماتها التى حطمتها من الداخل .
***
مر اسبوعا كاملا ..
تجلس معظم الوقت فى غرفتها ولا تريد أن ترى أحد ، تأتى اليها هالة معظم الأوقات ، تجلس معها وتتحدث فى أمور حياتها التى تتغير ...
_ تخيلي ماما أتصلت بيا ياسمين عوزانى أرجع أعيش معاهم تانى .
_ دى حاجة كويسة جدا ،هى فجأة كدا أتصلت بيك .
_ أأأه .. أنا فرحانه أووى .
_ وانا كمان فرحانة ليك أووى .
مرت ياسمين عيناها على هالة التى تغيرت كثيرا ، فدائما تأتى لتأخذ منها الفساتين ومساحيق التجميل .
وما إن جاءت ياسمين لتتحدث معها بخصوص علاجها ... قالت هالة مقاطعة ..
_ تعرفي نادر من ساعة ماعرفته وكل حاجة أتصلحت معايا ، أول حاجه أهلى .. وبقيت بعرف أنام .. ومش بيسبني غير لما يخليني مبسوطة .. بجد أنا بحبه أووى .
عضت هالة على شفتياها بخروج تلك الكلمة بعفوية من ثغرها ، وياسمين تنظر اليها وتضحك ... ساخرة .. منها .. وتقول بسخرية وديعة
_ بس أنت والد .. مينفعش ..
_ لييه هى الفستاين دى مش مخلياني بنت ..؟
_ هالة أنت عارفة أنت بتقولى ايه ..؟
_ طبعا عارفة .... بس
هو ممكن نادر يوافق بيا ؟
ابتلعت ياسمين ريقها وهى ترى هذا التغير الكبير بهالة فقالت باسمة ..
_ وأنت يعني قليلة .. حاولى كدا .. وشوفى هيقول ايه .
مالت هالة رأسها بايجاب .. وهى تقرا عيون ياسمين السعيدة لأجلها بأنها كانت على حق ... وأن حالتها فقط كانت تحتاج الى وقت مناسب وايجاد شخص مناسب حتى يدق قلبها بالاعتراف بمهيتها وبالشئ الذي تريده .
***
قامت ياسمين بتجهيز حاجاتها كاملة التى كانت عبارة عن الملابس التى أهداها اليها أدم ..
شعرت بالضيق وهى تمسك كل قطعة وتقوم بارتداها ، حتى أنها بحثت طويلا على تلك السلسة ذات القلب الذهبي ، فلم تجدها ..
سحبت حقيبها لكى تخرج من المنزل ، لتجد أدم بانتظارها أمام الغرفة ...وعلى وجهه الضيق .
أمكسها من كتفيها بنظرات غاضبة وهو يهتف بها بعنف
_ أتنازلتى عن المحضر والقضية ليه ؟
ابتلعت ياسمين ريقها بصعوبة وهتفت به بغضب ..
_ وانت ما تهمتش لبني ليه ؟ مش هي برضو السبب فى كل دا ..
_ أنت مجنونة عاوزة أسجن بنت عمى ..
أ... مهما كان هى بنت ولازم أحافظ عليها ..
عضت على شفتيها والغضب يفوح منها ،ولت ظهرها له وخطت خارج المنزل .
فخطى وراءها وهو يقول بغضب ..ويمسك معصمها بقوة حتى لا تتحرك .
_ مش هسيبك تنامى بره البيت .
_ أبعد ..أيدك ..
لم يرد عليها وأقبل يسحبها داخل المنزل بكل قوته ..
_ مش هتبعد ..؟
التفت اليها ينظر مقربا من وجهها متحديا وهو يقول
_ لا .
وقام بسحبها داخل غرفتها .. فهتفت
_ إسجن لبني ..هى السبب فى كل اللى حصلي، وحصلك .. شوف ظهرك باظ إزاى .
ولا أنت بتحبها ومش قادر ..
_ لا مش بحبها ...
هتفت به بصياح قوى وهى تقترب منه بشدة
_ كذاب بتحبها
شعر بالضيق منها ، فنظر اليها بغضب أكثر وما ان جاء ليتحدث بعنف ...
حروف قليلا خرجت من فمه لتلمع عيناه الرمادية وهى تنعكس ضوءها داخل عيناها الناعمة ببريق المشاعر وهى تقوم بخطف شفتاه السميكة داخل شفتاها الصغيرة .
وتلتهمها بحرارة ....
ولم ترى من يقف خلفهما ويشاهدهما بصدمة ..
يتبع ...

 
 

 

عرض البوم صور سارة منصور دوار الشمس   رد مع اقتباس
قديم 22-11-22, 10:05 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2021
العضوية: 337109
المشاركات: 85
الجنس أنثى
معدل التقييم: سارة منصور دوار الشمس عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سارة منصور دوار الشمس المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية المتحول الوسيم

 

هذه الرواية كتبت بقلم سارة منصور ، جميع الحقوق محفوظة لدى .

جميع الأشعار والخواطر فى هذه الرواية كتبت بواسطتي .

هذه الرواية كتبتها بقلبي وحروفها بدمي (بكيت فيها كتير ، وضحكت ، وفرحت ، إتأثرت بكل شخصية ) .. عشان كدا تعبت فيها لدرجة كبيرة جدا .

لذا أهدي هذا الرواية بكل حرف بها الى أجمل شخص بحياتي أمى الغالية ( تاج راسي )


(الفصل الأخير)

إشباع لهيب شوقها لم يكتمل مهما تحتضن شفتاه داخل ثغرها الصغير ، ومهما تملأ أنفاسها بحبه، رئتيها لا تتوقف عن طلب المزيد .

إبتعدت عن شفتاه تدريجيا ، لتراه يفتتح عيناه بنظرة جعلتها تشعر بالخجل من نفسها ، مرت ثوانى بدون كلمة ، فقط ينظرون إلى بعضهما نظرات حب ، خوف ، دفعته بايديها الرقيقة من صدره وهى لا تراه يتكلم ،لكن يداه كانت محيطة بخصرها .

- إبعد ...

قالتها وهى تخفى نظرات عيناها عنه بالنظر الى الجهة الأخرى ، فكيف ألا يتحدث فى ذلك الموقف .

عيناه المليئة بالرغبة وقلبه النابض بالحب يلح عليه أن يرتمي فى أحضان عيناها وشفتاها اللذيذة ، لكن عقله يوقفه عن فعل أى شئ خوفًا من أن تبتعد وتهرب مرة أخرى.

خرجت ياسمين من شرودها بعيناه الرمادية بصدمة على نحنحت هالة التى كانت تقف أمام غرفتها وتنظر اليهما بدهشة وتحاول جاهدا كتم ضحكاتها .

قلبها يخفق بجنون شعرت انها عارية أمام صديقتها ، فقامت برفع يدها تصفع أدم وتدفعه من صدره الذي كان تائها عن الدنيا بعيناها الناعمة .

وقامت بأخذ حقيبتها من أمامه والخروج وهى تهتف بكلمة ...

_ سافل .. !

تابعتها هالة بالخطى وراءها ليرتفع صوتها تدريجيا بالضحك الصاخب ، وهى تقول ..

_ سافل ... ..؟ ... قالتها وهى تسرع لتقف أمام ياسمين وتقوم بالغمز لها التى كانت وجنتيها ملتهبة بالحمرة..

فقالت ياسمين وهى ترتسم اللا مبالة ..

_ أنت هنا من أمتى ..

_ لما قولتى أنت بتحب لبني .... هاهاهاها .... الحمد لله لحقت الموقف من البداية ... هههه.

بس إيه ...!! طلعتى شقية .. صدمتيني ..

قالت ياسمين مقاطعة .

_ لو علقتى على أي حاجة لانتِ صحبتي ولا أعرفك ، وهاروح أقول لنادر ..أنك بتحبيه ...

_ خلاص خلاص ياساتر ..

مضت ياسمين وهالة الى شقتهم التى فى حى الجامعة ..، وقامت بإخراج حاجاتها وترتيبها داخل خزانتها الجديدة.. ، وبدأت تشعر بالضيق والندم من فعلتها .. فقالت فى نفسها بصوت ظاهر ..

_ يعني هو مش مفروض يفرح ويطلب منى نتجوز ! .. زى ماكان بيقول ... ولا هو غير رأيه؟ ... أفف ياريتني ماعملت كدا ..

لم تلاحظ ياسمين هالة وهى تقف خلفها ممسكة بكون من العصير .. وتضحك ..

_ انا كمان أستنانيت يعبرك ...بحاجة . هاها. هتلاقيه مش مصدق ياعيني ..

تنصت الى كلامها بعيون جاحظة وتهتفت بها

_ هو أنا كدا على طول مفضوحة قدامك ...

_ هو يعني أنا حد غريب ..، إحمدي ربنا أن محدش شافك غيري .

شردت ياسمين بتوتر ، وهى تتخيل إن رأها عمها أو أى شخص أخر كانت لتموت من الإحراج .

ومن ثم صعقت من تخيلها لأدم وهو يذهب الى عمها ناجى ويخبره بما حدث حتى يوافق على الزواج ، فبقت تأكل فى شفتيها بخوف وتقوم بفرك يدها ..

*

كانت تجرى الأيام على قلبها بصعوبة ، إنتظرت أن يتحدث معها لكن لم تراه منذ تلك الواقعة .

تذهب الى عمها متحججة بالإشتياق إليه ولا تراه فى المنزل ، بل لا يوجد لديه أثر ..

اصبحت حياتها عبارة عن الجامعة والمكوث فى غرفتها ، لا شئ جديد ..، حتى إقترب موعد إمتحان الفصل الدراسي الأول ، لأول مرة تجد رامي يأتى الى الجامعة .. فى أخر يوم ..

حاولت أن تتجنبه برغم الشفقة التى إكتسحت قلبها..لكن هو أيضا لا يتحدث معها ويتجنبها .

إقترب منها بعض الطلاب يتساءلون عن حل مسألة معينة ،

.... فطلبت منهم أن يجلسَ بقربها، ولأن ياسمين دائما ما كان الدكتور المعلم يطلب منها أن تقوم بتحضير بعض الدروس ، وتقوم بشرحها فى المحاضرة أمام زملائها ، كاختبار لها ، فلم تجد أى صعوبة فى حل المسألة ،.. تحت أنظار زميلها المتفوق الذي يجلس دائما بجانبها ، ويتابع الأسئلة الذكية والأجوبة التى تعطيها للمعيدين ..

فذهب إليها هذا الزميل وقام بالتعريف عن نفسه .. وأخبرها بأشياء أسعدتها وجعلت الحماس ينمو داخلها ..

_ إيه رأيك ياسمين نفتح سنتر ونعلم الدفعة اللى أصغر مننا ..أنا شايف أنك متفوقة جدا ، ولو تعاونا مع بعض هنعمل فريق جامد ..

كم شعرت بالحماس بهذا الكلام .. وخاصة انها تعشق كافة المواد الهندسية .. وتجد السعادة .. عند الإطلاع عليها فوافقته على كلامه فورا ..

وبالفعل .. كانت الدفعة الأصغر منها سنا .. تتهاتف على ياسمين وزميلها .. وأصبح لديهما عملا بدخل كبير ..

ولم تكتفى بذلك .. قامت بفتح قناة على التواصل الإجتماعى تقوم فيه بشرح المواد الخاصة بفرقتها ..

كل ذلك لأجل رامي ، حتى وإن كانت تتجنبه .. إلا أن بدخلها أنه صديقا عزيزا عليها تريد أن تقدم له يد المساعدة وإن كانت بطريقة غير مباشرة ..

تردد إسم ياسمين فى الجامعة بأنها الطالبة النبيه .. الجميلة التى تساعد الجميع بشرح المسائل الصعبة..

وبقي الدكاترة المعلمين يطلبون منها أن تذهب وتعمل معهم فى مكتبهم الهندسي .. بسبب دخلوها الى القسم المدنى .

الذي كان يغلب فيه عدد الرجال عن النساء بكثير .

توالت الايام فى المرور ، بتحقيق حلمها .. والتذوق منه ..

لكن هناك شئ كبيرا ناقصا فى حياتها ، فلا يمر يوما الا والحزن يملأ جوفها بسبب الإشتياق ..وقلبها يلح برؤيته ..

ومهما تذهب الى منزل عمها لا تراه ..

لا تملك رقمه الجوال .. وتخشي من الذهاب اليه .. والتحدث معه .. والخجل يدور داخل عيناها يخبرها أنها لن تتمكن من النظر اليه ..

**

_ ياسمين ..... أنا مش فاهم ايه اللى مش عاجبك فيا .. على طول تيجي تعدي فى مكتبي .. وتجبيلي سندوتشات .. واجى أقولك بحبك تهربي .. طب ايه السبب . وحتى لما اروح لعمك يقولى لسة ياسمين مردتش عليا

_ أنت أخويا الكبير ياسيف .. اللى بيشجعني دايما .. وبيساعدني .. وبعدين ياعم ..أنت أى واحده تتمناك .. عندك بنات زي القمر فى الجامعة .. شوفلك واحدة فيهم ولا اقولك شوفت البنت الحلوة اللى هناك دي ، كل لما أجيلك ألقيها بتبصلك ..

_ ..، لا لا وبعدين ياسمين أنت غيرهم كلهم ..

أنت زهرتي الحلوة ..

_ كدا هزعل ومعتش هجيلك تانى والله.

_ خلاص .. خلينا إخوات ياستى على الأقل عشان أشوفك .. ويمكن تغيري رأيك فى يوم من الأيام .

_ صحيح ياسيف ...رامي عمل إيه ..؟

_ مش هتصدقى ، نجح أخيرا بعد سقوط خمس سنين ، وبابا مش مصدق وعمله أحتفاليه كبيرة ..

_ انت بتتكلم بجد ..

أقبل سيف يتحدث عن رامي ،وعن تغيره الكامل ، وعدم ذهابه الى النوادي ورؤية الفتيات كما الماضي ...

حتى أصبح أباه يخشي أنه حدث شئ له

إبتسمت ياسمين .. وشعرت بالسعادة لأجله ، فكثيرا ماكانت تحمل همه وهم كره والده له ،لكن إطمئنت عندما سمعت كلام شيف عن قلق والده .

**

_ أستاذة ياسمين تتجوزيني ...؟؟ قالها إحدى الطلاب فى القاعة المخصصة بالقاء الدروس ..، وهو يجث على ركبتيه أمام زملائه ..

توترت ياسمين وهى تتعرض لهذا الموقف فاختارت الصمت .. لا تريد أن تحرج هذا الطالب الذي تقوم باعطائه الدروس ..

مرت بعيناه على الحاضرين .. حاولت أن تختار كلمات ليست جارحة .

_أنا .... أنا

هنا وقف شابا بطوله المرتفع حليق الرأس والذقن، يضع نظارة شمسية ،يخطوا أمام الطلاب .. حتى وقف أمام الطالب المنحنى على الارض وممسك بخاتما ذهبيا ، فاقترب هذا الشاب ، وقام برفع هذا الطالب من الارض ، ووقف أمام ياسمين ..

وخلع النظارة الشمسية .. لتجحظ عيناها وهى ترى عيناه الرمادية التى إشتاقت إليها والتى تزورها فى الأحلام طويلا ..

فنبض قلبها بجنون ، وأصبحت رؤياها ضبابية .. وهو يقوم بالاقتراب منها ووضع القلادة ذات القلب الذهبي حول عنقها ..

ويقول لهذا الطالب ..وهو يحيط بيده حول كتف ياسمين ..

_ مراتي ..

إنحرج الطالب بشدة تحت عيناه الصادمة وعاد الى مجلسه فى القاعة مطأ طأ الرأس أمام هتفاف الطلاب لاستاذتهم ياسمين .

التى لا تتحرك عيناها عن أدم .. فكم إشتاقت الى نبرته ، وتحدثه بأنها ملكه ، كل ذلك يعيد ترطيب قلبها بزهور الحب الناعمة . التى تطبع بريقها داخل عيناها .

**

وبعد إنتهاء وقت الدرس ..

إنتظر أن يخرج الجميع ، ليقف أمامها بعيناه التى تفصح عن مكنون قلبه وتخرج كلمات تحمل قدرا هائل من مشاعر الحب التى لا تسطيع أن تحملها الشفاة ،والذي أجاد قلب ياسمين أن يترجم كل حرف .

إبتلعت ريقها وهى تنظر إليه عن قرب وهو يبدو بشكل غريب عن كل مرة ، فقد كانت تتساءل بشأن هذا الشاب الذي يجلس فى نهاية القاعة الدراسية ويرتدي النظارة الشمسية دائما .. .

_ مقولتش ليه أنه إنت .. ولا فاكر انك هتفضل مستخبي كدا .. ومش هعرفك عشان قصيت شعرك وشلت دقنك .

_ كنت خايف تهربي منى ؟

_ ممم

صاد الصمت بينهم .. حتى لمعت فى عقلها ذكرة مريرة عن لبني وإبنها الذي فى أحشائها .. فقالت

_ طبعا رجعت للبني ، وإبنك ..!!

_ إبنى ؟ هاهاهاها هى عملتها معاك ..!!

_ مش عارف هي هتستفاد ايه بالكذب ...

انسي لبني دي خالص انا شوفت شغلي معاه كويس

وخدت مؤخرها عشر أضعاف ..وعمرها ماهتدخل حياتي تاني .

قالها ..ثم همس بالقرب منها

لأن حياتي بقت ليك أنت وبس

لم تصدق ياسمين كلماته ، لكن عيناها وشفتاها لم تستطع أن تخفى شعورها بالسعادة ، فارتسمت الابتسامة عليها ... فاردف ..

ياسمين .؟ أنا لو حضنتك دلوقتي .. هتهربي تانى منى ..

_ أنت خت عليا ولا إيه ..؟

... هو بالسهل كدا .. مش أنت بتحبني روح بقي كلم باباك ..!!

عم الصمت لدقيقة كاملة ...

_ أأأأأهههه

تصيح بها بألم ياسمين بعد أن قام أدم بقرصها فى زراعها بقوة .. ويبدو عليه الصدمة بعيناه الجاحظة ..

_ أنت بتقرصني ... ؟

_ خايف يكون حلم ...؟؟ أنا مش مصدق يياسمين مرة تبوسيني ومرة تقوليلي اتجوزني .. كدا كتير هيحصلى حاجة ...

_ أنت مجنون ... !!! مش مفروض تقرص نفسك أنت..أنا ذنبي إيه ..

تنهد أدم بسعادة وعيناه تتحول الى خبث، تعلم هى نوياه جيدا..

فالتفت يدنو الى باب غرفة القاعة ويقوم بغلقها ، ثم يعود اليها ...

فاقتربت منه أيضا وهى تقول ..

_ غمض عنيك ...

شعر بسعادة غامرة ، وقام باغلاق عيناه بحماس وهو يمط شفتاه لها .. ليأتى صوتها تهتف ..

_ لا أنت دلوقتى بتحلم فعلا .. ..!!

قالتها وهى تهرب منه خارج القاعة .

** *

وقفت أمام المرآة تنظر الي قلادتها وعلى وجهها الفرحة ، رفعت أحمر الشفاه الى ثغرها ، وقامت بوضع مساحيق التجميل فوق عيناها .

دخلت عليها هالة الغرفة مفاجأة ، فشعرت ياسمين بالحرج ، فابتسمت هالة وهى تقول ...

_ تعالى وأنا هظبطك ... بس إيه المناسبة ..؟

_ هاروح لعمى ..أدم هيطلبني منه ؟؟

ابتسمت هالة وهى تقوم بوضع مساحيق التجميل على وجهه ياسمين ..وهى تقول

_ أخيرا .... ياشيخة دا أنا هبطلكم والله .. كل دا تأخير .. بس يلا المهم نخلص ...أحم أحم أقصد نفرح ..ههه.

صاد الصمت للحظات فأردفت هالة ..

تخيلي يياسمين لما روحت لأهلى وقعت معاهم شوية .. لقيتهم إتغيروا خالص ... فبتكلم مع ماما لقيتها بتحكيلي على نادر ..!!

أنا لما أفكر فى كل حاجة عملها عشانى ، ببكي أن ربنا عوضني عن كل حاجة فى الإنسان دا ..

عشان كدا عمرى ما هضيعة من إيدي ..

وقفت ياسمين من مجلسها ،وقامت بالتربط على ظهر هالة التى كانت وجنتيها غارقة بدموعها ..

فقالت ياسمين ..

_ خلاص ياهالة ..إهدي ياحبيبتي ..

_ أنا خايفة لنادر ... .. قالتها هالة وهى ترفع رأسها الى ياسمين .. وتنظر بعجب الذي انقلب لسخرية ... بضحكات عفوية ..

فى تلك اللحظة علا صوت الجرس يدوى داخل الشقة ..

فذهبت ياسمين مسرعة الى الباب الرئيسي .. وقامت بفتحه ...

لترى أدم .. الذي كان ينظر اليها متفحصا ..، حتى علم أنها ياسمين .. فقال .. ساخرا ..وهو يكتم ضحكاته ..

_ إيه الجمال دا ..

خجلت ياسمين وتوردت وجنتيها تحت مقدار المساحيق الهائل على وجهها ومع حمرة شعرها جعل مظهرها شديد السخرية ..

فأردف ادم ..

_ يلا تعالى بسرعة بابا مستنينا ..

_ طب استني بس أشوف نفسي فى المراية ..

_ لا كدا حلو أوى ..

سحب أدم ياسمين التى كانت السعادة تجعل قلبها يتراقص مع نغمات الحب بداخلها ..

وحين وصلت الى عمها . فى غرفه المكتب .. نظر اليها طويلا وقال بعجب ..

_ مين دي ..

قالت ياسمين

_ أنا ياعمي ..

_ هاهاها عاملة فى نفسك كدا ليه يابنتي .. أنت جميلة من غير العك دا كله ..

فقال أدم ..

_ شوفت تعبت قد إيه فى الميك أب .. ياريت بقي .. توافق على جوازنا ...

تنهد العم ناجي وهو ينظر الي ياسمين وهو يقول ..

_ بصي ياسمين .. ياحبيبتي .. لو أنت عاوزة مشورتي .. بلاش أدم .. دا بذات .. صدقيني هيقرفك .. وهيطلع عينك ..

قال أدم مقاطعا ..

_ فى إيه يابابا ..أنت بتخرب عليا ...

فقالت ياسمين .. لعمها ..

_ حتى لو زفت ..ياعمى هو برضه طيب ..

_ المفروض دلوقتى أنى افرح يعني بكلمتك دى ..إنت بتهزقيني يياسمين ..

_ أهو شوفتى ...؟؟ سبحان الله ربنا بيحبك ..ظهر على حقيقته ..

_ هو فيه إيه ..؟ يهتف بها أدم وهو ينظر بتعجب الى أبيه وياسمين .. التى كانت تطلق الضحكات .. السعيدة ..

وبعد أن إستسلم العم لنظرات ياسمين التى كانت عيناها تخرج القلوب المحبة الى ادم والى سعادتها التى لم يراها فى عيناها من قبل ..قال لولده أدم ..

_ انا موافق ... بس إسمع الكلام دا يا أدم ..

ياسمين دى بنتي . وأنت ولا حاجة عندي .. انت عيل دلوقتى جاى تخطف بنتي منى .. فا والله العظيم لو زعلتها .. لأخدها منك وما عت أرجعها ليك ابدا..واسيبك مرمي ..

مال أدم رأسه بايجاب الى والده وهو يقول ..

_ ياسمين قبل ماتكون بنتك ، هى عنيا وقلبي . اللى هحافظ عليهم .. ومستحيل أخلي اى حد يخاف عليها أكتر منى ..

_ أنت بتعاندني ياواد ... طب أجرى معندناش بنات للجواز ..

شعرت ياسمين لأول مرة أنها بين عائلتها وأنا عمها هو الأب الحنون الذي يخاف عليها ويريد أن تكون السعادة من نصيبها .

علمت أن عوض الله يأتى لا محالة .. وفى أجمل الأوقات المناسبة .

فكم رأت من الحزن .. وكم خسرت... من وجود والدتها العزيزة وأحضانها الدافئة و التى كان حبها يسكن قلبها ويشعرها أنها موجودة معها طوال الوقت .

والأن عمها ناجى و أدم .. هم كل حياتها

انهمرت الدموع من عيناها بغزارة وهى ترى حب عمها الخائف عليها من ادم إبنه فلذة كبده ..

وأدم الذي كانت عيناه بها حب العالم بأكمله و الذي يدفئ برودة جسدها بعناقه ولمساته الحنونة ..

فقال العم .. وقد أشفق على ياسمين ..من رؤيتها تبكي بهذه الطريقة

_ خلاص ياياسمين يابنتي . هجوزهولك ....ياقلبي .. حقك عليا ..

أما أدم كان يعانقها ويربت على ظهرها حتى تتوقف عن البكاء .. ولم يعلما أنها دموع السعادة ...

وبعد شهرا كاملا ..

لم تريد ياسمين أن يكون لها فرحا كبيرا

فتم تجهيز لها زفافا نهاريا على شاطئ البحر .. فى قاعة صغيرة على رمال البحر ..

تخطو فيه بفستانها الابيض البسيط مع حمرة شعرها ..

وعينيها البراقه التى تخرج وهجا يشبه إنعكاس السماء فى البحر ..

مع أدم الذي كان يرتدي ملابس الشاطئ ..

_ كدا يا أدم .. تخلى منظرى وحش قدام هالة .. فيها ايه لما تلبس بدلة مش فرحك برضه ..

_ معلشي ياحبيبتي .. أنا بخاف على بِدلى .. وكمان دا رمل هلبس جزمة إزاى ..

_ هاااه يعني كمان مش لابس جزمة .. انت عاوز تحرق دمي وخلاص ..

قام أدم بحملها على ظهره وأدخلها الى البحر ويقوم بتقبيلها داخل الماء .

ولم تتوقف ياسمين عن إطلاق السب ...وتقوم بعض كتفه ..غيظًا

فقد تبلل الفستان تماما وتدمرت مساحيق التجميل .

تحت أنظار هالة ونادر الذين كانوا يتابعونهما من بعيد ..

فقالت هالة لنادر بجدية الذي كان يتناول العصير . ويراقب البحر .

_ اية اللى إنت لابسه دا ، حد يلبس ترنج فى فرح ...

_ ياسلام ... على أساس أنك لابسة فستان .. ما إنت لابسة ترنج وإسود كمان ...

_اااه صحيح ... الله يكون فى عونك ياياسمين مش عارفه هى مستحملانا إزاى ...

الحمد لله أن باباك اللى لابس ومظبط نفسه .. (تنهيدة )

نادر بقولك إيه .....تتجوزنى ؟؟

دهش نادر من كلمتها المفاجأة فخرج من فمه العصير على وجهها ..مندفعا بغزارة ...

فانقلب وجهها الى العبوس .. وهى مغلقة العينان .

فأخرج نادر منديلا يمسح به وجها وهو يقول ..

_ هفكر ..

_ إبعد .. ياتيييت ....

....حات المنديل دا ...

... بص ياحبيبي أنا مش فاضية .. إيه هفكر دي ..

.. بالغصب بالرضي هتوافق ... وأنت عارف انى على قلبك ..

إبتسم نادر لها .. وهو ينظر الى إنفعلات وجهها اللطيفة فكم يحب أن يجعلها تغضب ..

***

دخلا الى غرفة النوم والسعادة ستمزق شفتاه من الابتسام .. فقال وهو يقبل يدها على الفراش ... حتى وصل الى زراعها

_ مش مصدق ياياسمين أخيرا اتجوزنا وهبوسك برحتى ..

وأعمل كل اللى عاوزه ... موواة

فقالت ياسمين ..

_ إهدى بس يا أدم عاوز أقولك على حاجة مهمة ..

مش مفروض أصلا تقولى كلام حلو .. الأول .

توقف أدم عن تقبيل زراعيها وقال وهو ينظر الي عيناها ...بتأمل وهو يتنهد أمام جمالها وسحر عيناها الامعة ..

( جميلة .....كالقمر ، تملك رائحة الغسق ، لون وجنتيها حليب بكرز .

ينبثق من فاها العسل ، يغار منها الزهر .

هرب البحر الى عيناها وطل الورد على شعر تلك القمر ، سرقت غرتها كل من نظر ، تملك من الجمال مابين الشمس والقمر ، ترى الفضاء فى عيناها شاسعا، فزهرتي ليست من البشر )

قالها ثم وضعها فى احضانه ويمسح على ظهرها بحنان ..

فقالت له ..

_ أدم .. أنا بالنسبة ليك إيه

إقترب من شفتياها ينظر الي عيناها بشغف وهو يهمس بجانب أذنها

_حته من قلبي

فاقتربت ياسمين تهمس بجانب أذناه هى الأخرى وقد فاضت به رغبته فى الاقتراب منها أكثر

_أدم ...؟

_ ايه ياحبيبي ..

_ عندى ظروف ..

نظر اليها طويلا بدهشة حتى صاد الصمت للحظات وهى تجلس بجانبه فى الفراش ...

تنهد وهو يضعها داخل صدره مجددا .. ويقوم بالمسح على ظهرها .. وهو يكز على اسنانه ويقول ..

_ الف سلامه ياحبيبتي ... بس ...قدامك كم يوم ..

_ سبعة ..

_ إيه ؟؟؟؟

وبعد عدة دقائق ...

نظر الي يديها التى تتشابك مع يده ،ويتذكر أول يوم ذهب فيه المدرسة ،عندما دخل إسلام الأتوبيس الخاص بالمدرسة يجلس بقربه وهو يبتسم بعيناه اللطيفة ، ويقوم بمسك يده .. وهو يقول ..

(ماما قالتلى ابقي معاك على طول ،واروح معاك ياأدم .)

نزلت من عيناه دمعة وهو يقول لياسمين ..

_ تعرفي أنا بحبك من أمتي ..يازهرة الياسمين .

شعرت ياسمين بتلك الدمعة التى سقطت على يدها من عيناه .. فرفعت بصرها اليه من أحضانه وهى تقول

_ من أمتى ياحبيبي ؟

_أول مرة شوفتك فيها .. ولحد دلوقتى ..

فاكرة لما كنا صغيرين ولما انت مسكت ايدي فى الباص ،وانا لويت دراعك عشان تبعدى وانتِ عيطت ...

فى لحظة دي انا ندمت جدا .. وكان نفسي أحضن واطبطب عليك .

أنت كنت عاملة فى حياتي زى الحاجة الحلوة ، اللى قدامى ومش عارف أطولها ، عشان كدا على طول كنت بحس بالنقص .

حياتى مكملتش غير بيك يياسمين ، أنت كل حياتي .

تعرفي أنى قعت فترة كبيرة أروح لأكتر من دكتور نفساني عشان أتعالج ..

لو كنت أعرف بحالتك من بدرى ، كان زمانك بين إيدي من زمان .

وما إن جاءت ياسمين لتخبره عن مقدار حبها له ، كانت شفتاها الصغيرة داخل فم أدم .. تحكي لها عن إشتياقها الطويل وأنها أصبحت جزء من قلبه وحلما كبيرا .. إنفتح أبوابه أمامه .

وفى الصباح الباكر ..

إستيقظ أدم .. ليرى الفراش بجانبه خاليا من ياسمين .. وبداخل يده ورقة معطرة ..

فتحها ..وقام بقراءة كل حرف بقلبه قبل عيناه .

(دعنى أسبح فى سحب عيناك ، لعلى أطير إليها وأسكن .

لا توقظنى من شرودي ، أخشي أن يكون حلما حسن .

عانقنى بجفونك فأنا عاشقة ، تريد أن تتذوق حبك لتأمن .

قيدني ..وأسرق دموعى فى أحضانك فقلبك كان لى وطن .

علمنى .. كيف أشعر بنكهة حبك بين شفتاى لأتزن .

....عانقنى أكثر

وإصغى لنبضات قلبي تعترف بحبك .

تكفى أمواج عيناك فى إشعال رغبة قلبى حتى أُجن .

سأسرق الحب من شفتاك طوال عمرى ، لكى أصل لعمق الحب وأرهن .

ولأملا أنفاسي بعشقك ، وبقلبك أحفى وأدفن )

وما إن أنتهى من قراءتها حتى غامره الشوق ، فأقبل يبحث عنها فى أنحاء الغرفة ، ليراها تخرج من الحمام ، وترتدي ملابس قصيرة .. وتقف مائلة وهى تضع يدها فى خصرها . وتقول ..

_ لو قولتلك إنى ضحكت عليك إمبارح ..هتزعل .

حجظت عيناه .. وهو يرتسم الغضب بوجهه بصعوبة .. فلا يستطيع أبدا ان يحزن منها فقال .. وهو يقترب منها ويحملها على ظهره ..

_ كدا ياسمين .. طب والله ماهسيبك ..تعالى .. بقي ..ياوحشة ..

وبعد مرور سبع سنوات ..

خطت الى غرفة عمها وهى تمسك بيدها اليمني إبنها الصغير ، واليد اليسرى إبنتها ..الصغيرة .

قامت بطرق الباب .. ليفتح لها عمها وهو يقول ..

_ أدخلى يابنتي .. تعالوا ياروح جده ..

هااه ياسمين خير .. قالها العم ناجي وهو يجلس على الكرسي وبيديه الطفلين

_ ياعمي أدم ... مطلع عيني .. شوف عمل فيا إيه ..

قعدت أعمل فى المشروع بتاعي للمسابقه سنة كاملة .. والشركة تتصل بيه .. ويضحك عليا ويقولى معاد إستلام الجائزة بكرة وهو كان من يومين .

ويروح هو ياخدها قدام الناس ... قال ايه!! أزاى أروح وأسلم على رجالة .. وأنا بستلمها ..

أنا كان نفسي اخدها وأتصور واحطها فى مكتبي ..

حتى شوف جيبلي صورته وهو بيستلمها مكانى .

أنا بجد هيجرالى حاجة ..

وكمان بيقرص عليا بالولاد عشان أصلحه .

راح يقول للوجى .. أنه مش هيوديهم الساحل طلما أنا مخصماه ..

_ أنا قولتلك بلاش أدم ... وإنت صممتي عليه ..؟

بس هاروح أعلمه الأدب .. دا تييييت ..تيييت .

هبوظله المشروع بتاعه ..

دهشت ياسمبن من إنفعال عمها فقالت ...مطيبة الخاطر

_ لا مش لدرجة دي .... ياعمي .. هو برضه مش وحش دا أدم غلبان ... يعني قوله بس متغرش أوى على مراتك خليك فاكك شوية ..

وخليه يوديني حفلة الشركة أنا نفسي أروح ..

_ خلاص ماشي بس برضه هعلمه الأدب ..

_ ملكش بركة الإ هو ياعمي هو ابنك برضه ..

_ أنت اللى بنتى وروح قلبي ..أنت والكتاكيت دوول ..

ينفع يالوجى بابا يزعل ماما ...

_ أأاه بابا حبيبي .. ماما هى اللى بتزعله ..

_ لوجين .!!!

**

_ خلاص بقي ياحبيبتي متزعليش ...

قالها أدم وهو يقوم باحتضان ياسمين من الخلف ويقوم بقبيل رقبتها بحرارة ... لكى تسامحه ..

فالتفتت اليه وهى تقول

_ هسامحك بشرط توديني الحفلة ...

_ حفلة ...!! تقصدي حفلة الشركة ...

... مممم خلاص ماشي ... من عنيا ياقلبي .

فالها وهو يأخذها بين أضلاعه .. وقلبه ينبض ويطرق داخل صدرها .

وما إن جاء يوم الحفلة قام أدم بأخذ ياسمين .. وابنائهما الى الحفل ...

فوضعها فى جناح الخاص بالأطفال فى المناسبات .. فتضايقت ياسمين وهى تقول له

_ كان لازم أعرف إنك هتعمل كدا ... يا أدم .

_ ثوانى ياحبيبتي مش هتأخر عليك هشوف حاجة هناك ولما الناس تخف شوية هنزلك للحفلة.

ذهب أدم وترك ياسمين مع أبنائها فى القسم الخاص بالأطفال .. فبقت تنظر الى أولادها وهم يلعبون مع الأطفال الأخرين ..

_العيلة دي شبه بعض .. كدا ليه ..

تهتف بها هالة وهى تدخل على ياسمين.. وممسكة بطفل صغير ..

فضحكت ياسمين وهى ترى أن حالها لا يختلف عن هالة فهى أيضا تعاني من غيرة نادر عليها ...فردت عليها ياسمين ..

_أخيرا شوفتك ... ياهالة وشوفت الصغنون بتاعكم ..

_هه عملالى مهتمة أووى ما إنت نستيني خالص ..

بس إيه رأيك فى الانتاج ... شكلى صح ..?

_شكلك أووى ..

_تعرفي ياسين كمان اللى نسخة منك ،، بس مش شخصيتك دي أبدا فيه طبع العند زي أبوه ...

_أنت هتقولليلي .. ..

_صحيح مبروك الإسكارف .. شكله جميل عليك ..

_ بجد دا أدم بيتريق عليا ،ويقولى ياعم عبده ..

عوزني البس الطرحة وانا بصراحة مش متعودة بتخنق، فجبلي دي اتعود عليه الاول .

_ ما أنا بقولك عيله شبه بعض .. بصي خدي بالك من الولد لما أروح الحمام ..

مالت ياسمين رأسها بايجاب ،وراقبت هالة وهى تخطو الى دورة المياة بعيناها

فرأت هذا الشخص يأتى اليها وهو يبتسم ..، فدهشت وهى تنظر اليه بعجب ..

فارتسمت الابتسامة على وجهها .. تلقائيا .. فلم تراه منذ سنوات طويلة ..

_ رامي ؟؟

_ ياسمين ..؟ إزيك .. ؟

مالت ياسمين رأسها بايجاب وهى تنظر اليه والى الطفلة التى بيده ..

فقال وهو ينظر الى الطفلة التى معه

_ دى حبيبة قلبي ... ياسمين ..

فرفعت بصرها اليه بدهشة .. فأردف ..

_ بنتي .. !!

قام رامي بإنزال إبنته لكى تلعب مع الأطفال الأخرين ، وقال لياسمين

مالك مستغربة كدا .. كنت فاكرة .. أنى هفضل سنجل وأبكي عليك ..

انا أتجوزت .. قبلك .. على فكرة .. بشهر ..

إبتسمت ياسمين وهى تنظر اليه بفرحه والى إبنته التى تشبهه الى حد كبير .. و تتذكر ذكراتهما معا ..

فقالت ..باسمة بتحفظ

_ شبهك خالص ..!!

تنهد وهو ينظر الي عيناها فكم إشتاق اليهما والى سماع صوتها الهادئ ..

_ وحشتيني ..

تعرفي ياسمين أنا كنت فاكر لما أتجوز هنساكي .. لكن فشلت .

ولو أنت ...كنت سبتيني فى الواقع فإنتى مسبتنيش فى أحلامي لحظة ..

أنت كنت أحلا حاجة فى حياتي

كل تلك الكلمات تخرج من قلبه لها لكي تسير الى شفتاه الحزينة التى أوصدت الباب عليها فهى لم تعد له فأكتفى بقول

ياسمين بنتى أحسن حاجة فى حياتي ..

المهم ..أنت عاملة ايه فى حياتك ..طمنيني

كل نظرة اليها تصرخ داخله بكلمات الإشتياق التى وصلت اليها بعيناه الحزينة التى تلمع بلمعة الدموع البائسة ..

فشعرت بالألم لأجله فرامي كان شخصا عزيزا عليها جدا شخصا صادقها فى حين أن الجميع كان يكرها ،ويبتعد عنها ، استمع اليها ولعب معها ،وبقي بينهم ذكريات جميلة ووقف بجانبها كثيرا .. كم تشعر بالإمتنان له .. كم تشعر أنها كانت محظوظة حقا بالتعرف على شخص مثله ..

لكن هو فقط صديقا غاليا، فقلبها مغمورا بحب أدم فقط ...

فقالت وهى تبتسم ..

_ بخير الحمد لله معايا دلوقتى ..لوجى ووياسين

_ أأه شوفتهم مع أدم..

فى تلك اللحظة دخل أدم وهو يهتف بإسمها .. بغضب

فالتفتت اليه وقد شعرت بالتوتر من زوجها ..ومن غيرته ..

فاقترب أدم من ياسمين ويحيط كتفيها وهو يقول ..

_ رامي .. بتعمل ايه هنا ..

مالت عين رامي الى يد أدم والى كتف ياسمين .. فتلك أمنيته التى كان يموت كل ليلة وهو يريد تحقيقها والأن بين يد شخص أخر ..

_ بحتفل بالمشروع الجديد .. مع إمام بيه .. ومعاكم

_ أأأه سمعت انك دخل بكام سهم ..

فرفعت ياسمين بصرها الى أدم بتعجب ، فكانت تعتقد أن والد رامي لن يشاركه فى شركته .. لكن تبين عكس ذلك .. فسعدت لأجله أكثر ..

هنا ظهرت فتاة تخطوا إلى جانب رامي ، حتى دهش كل من ياسمين وأدم فتلك الفتاة بها شبه كبير منها .. طولها .. عيناها . جسدها ..الإختلاف بينهما بسيط ..

_ دى مراتي .. ؟ يهتف بها رامي أمامهما .. تحت عيونهم المتفاجأة ..

فى تلك اللحظة ظهرت هالة وخلفها نادر..

فقام بالتعرف على بعضهم.. وجلسوا أمام أطفالهم .. يتحدثون .. فى أمور العمل ..

فاقترب ياسين إبن أدم يخطو الي أبيه وهو ممسك بيد ياسمين إبنة رامي ويقول لوالده أمام الجميع ..

_ بابا أنا عاوز أتجوز ياسمين ..؟؟
```
تمت بحمد الله
```

هذه الرواية كتبت بقلم سارة منصور ، جميع الحقوق محفوظة لدى .

.....

شكرا على متابعة رواية المتحول الوسيم .. فى إنتظار أرائكم احبائى

ياريت كل واحد قرأ الرواية يقول رأيه فيها .. ���� عرض أقل

 
 

 

عرض البوم صور سارة منصور دوار الشمس   رد مع اقتباس
قديم 22-11-22, 10:06 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2021
العضوية: 337109
المشاركات: 85
الجنس أنثى
معدل التقييم: سارة منصور دوار الشمس عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سارة منصور دوار الشمس المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية المتحول الوسيم

 

سيتم نشر الفصل الثاني ولكن بقصة مختلفة بها نفس المعاناة مع اختلاف الشخصيات ستعجبكم جدا ����
اسم الجزء الثانى "لم تكن انثى"

 
 

 

عرض البوم صور سارة منصور دوار الشمس   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم قصص من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:54 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية