كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
كان هناك شيء بالسيد سميث وشريكه, هذا دون ذكر زوجيتهما, واللتين لم تكونا كذلك, لكن في ذلك الوقت كانت في حالة يائسة جداً مما جعلها تضع شكوكها جانباً وتقفز فرحاً للفرصة التي اتاحت لها العمل لتتمكن من الوصول الى انكلترا.
بكل الاحوال, عندما يكون المرء متشرداً في بلد غريب وبدون مال وبدون جواز سفر ,وكذلك بدون اي مكان للاقامة فعندها الخيارات المتاحة محدودة جداً.
لقد حذرتهم انها لا تجيد فن الطبخ لكن السيد سميث اكد لها ان كل ما يطلب منها طعاماً بسيطاً طالما تستطيع تقديم البيض المخفوق وان تشوي البفتاك .
فكرت بيأس وبمرارة, الكذبة الكبرى لم يكن هناك حاجة لطباخ, لقد تعاقدوا معها للعمل ككبش فداء في حال ساءت الامور معهم, والآن بعد ان وجدت ما هم حقاً وراءه فانهم سيعلمون وبصورة اكيدة ان لا تحظى بفرصة للوصول الى الشرطة.
من المحتمل ان يرموها من فوق ظهر السفينة عندما يبتعدون عن الشاطئ. بالنسبة اليهم لن يكون هناك امر سهل, فلقد قامت بعملها وليس هناك احد غيرهم يعلم انها كانت على متن هذه السفينة وان اختفت بصورة غامضة عن وجه الارض فلن يربط امر اختفاءها معهم. لكن من سيتفقدها ليقدم على التحري عنها؟ لا احد تستطيع التفكير به.
حسناً, بامكانها ان تجلس هنا وتحزن وتصبح اشد رعباً كل لحظة تمر وهي تنتظر السيد سميث او بامكانها ان تقوم بعمل ما ينقذها. وقفت واتكأت على سريرها لتنظر خلا فجوة السفينة. كاد ان يحل الظلام لكن كان بامكانها ان ترى حدود الشاطئ بالكاد يبعد ربع ميل. لكن اين هم بكل الاحوال؟ لقد مرت خمسة ايام على مغادرتهم للبرتغال. من المؤكد انهم اصبحوا بالقرب من انكلترا الآن؟
لم تكن فجوة السفينة كبيرة, لكنها هي صغيرة الحجم, سيكون عليها ان تعصر نفسها لكنها تعلم ان بامكانها القيام بذلك. كانت غرفتها من الناحية الخلفية من القارب, واذا لم ينظر احد من ظهر السفينة ستتمكن من الهروب بدون ان يراها احد.
كما وانها تجيد السباحة ولا يبدو ان البحر عاصفاً وقاسياً عليها. لو ان هناك اشارة ما تظهر ان هناك اناس على الشاطئ حتى ولو ضوء من منزل ما... اي شيء. عليها ان تتمكن من الاتصال بالسلطات ولا تستطيع القيام بذلك ان وصلت الى جزيرة صغيرة مهجورة. وان حدث لها ذلك فربما ستموت من الجوع او من التعرض لعوامل الطبيعية.
فجأة رمشت بعينيها, ثم حفتهما وحدقت باتجاه اليابسة, هناكً هناك للمرة الثانية لمعان ابيض يهتز وكأنه لهب شمعة كبيرة.
|