استطاع الثنائي أن يجدوا لهم مكان في إحدى المحميات ليختبئوا فيه حتى يحل الظلام. قالت له مي انها مغامرة جديدة. لنرى هل سنخرج منها أحرار أو سنعيش بقية حياتنا أسرى. سألها هل ما زلتِ تحبيني مثل الأول. قالت أكون كاذبة إذا قلت مثل الأول لأن ما عملت ليس سهلا على أي وحدة تتقبلك. لكن صمتت قيلا ثم قالت. طول الوقت ونحن في السجن وأنا أفكر فيما لو ابتعدت عنك وتراجعت ووقفت بصفهم، شعرت أني سأندم بقية عمري ولن أستطيع أن أسترجع حياتي الطبيعية أبدا. قال: وما يجعلك تثقين بي قد أغدر بك؟ قالت يا ليتك تفعلها وتقتلني مثل ما قتلتهم. على الأقل سأرتاح من التفكير الذي يقتلني ببطيء.
يأتي المساء ثم يقول لها رومي لنخرج من هذه الجزيرة لأننا إذا بقينا إلى الصباح ستمتلئ الجزيرة بالجنود. قالت وأين سنذهب. قال لها رأيت جزيرة أخرى بالقرب من هذه الجزيرة. يجب أن نستمر بالهروب حتى نجد مكان آمن.
استمر "
الثنائي" بالمشي لمسافات ليست بالقليلة بين البيوت والمنتجعات. قالت رومي أنا جائعة. قال لعلنا نجد بيتا يستضيفوننا، أخذ الثنائي يطرقون بعض البيوت فكان البعض يخاف من استقبالهم حتى وجدوا أهل بيت يستضيفونهم. دخل الثنائي إلى البيت استحما وغيرا ملابسهما ثم تناولا معهم طعام العشاء. سألهم رومي ما اسم هذه الجزيرة فقالوا "
جزر القمر" كان أهل البيت كرماء معهم أرادوا منهم البقاء لكن رومي قال لهم لابد أن نرجع إلى الغابة لنختبئ. بعد أن خرجوا من عندهم سألته مي لماذا قلت له سنعود للغابة. قال في حال سأله أي شخص عنا سيبحثون عنا في الغابة بينما نحن سنذهب إلى مكان القوارب ثم نتجه إلى جزيرة أخرى.
ذهب الثنائي إلى مكان القوارب فوجدوا المكان ممتلأ بالجنود اللذين يبحثون عنهم. قال لنذهب إلى الشاطئ. فذهبوا إلى الشاطئ وكانت هنالك بعض الاحتفالات فاندمجوا معهم حتى وصل الثنائي إلى المحيط. وجدوا بعض بيوت الأثرياء المطلة على المحيط. كان من بينها بيت مظلم عرف رومي أن أصحاب البيت ربما ليسوا بموجودين. دخلوا من الجانب الآخر للبيت وجدوا جسر إلى المحيط في آخره قارب للصيد. قالت له مي ماذا ستفعل قال انتظريني ذهب رومي وقفز إلى البيت بعد أن تأكد ألا يراه أحد ثم عاد إليها بمفتاح المركب وسلة من الفواكه. قالت أصبحت الآن تسرق قال سنستعيره وسنعيده أو قيمته إلى صاحبه.
صعدت "مي" على القارب ثم اخذ رومي يسحب القارب في المحيط لكيلا يحدث صوتا، استمر يسحبه حتى بعدوا عن النظار ثم قام بتشغيله وانتقلوا إلى "
جزيرة مدغشقر" والتي ليست بعيده عن جزر القمر. نزلوا في جزيرة "
نوسي بي" إحدى جزير مدغشقر السياحية.
دخل الثنائي إلى الجزيرة التي تحتوي على منتجعات وأكواخ سياحية مليئة بالسياح من كل مكان. كان الوقت بعد منتصف الليل. قال لها لنبحث عن كوخ فارغ لنبقى فيه الليلة وبالفعل وجدا أحد الأكواخ فارغة قفزا من النافذة ثم ناما في ذلك الكوخ حتى الصباح.
"
في الجزيرة" تخبر كارا الجد بكل جديد. قال لها اجلسي معي يا بنتي. جلست كارا وقال لها: انتِ وأنا نعرف رومي منذ وقت ليس بالقريب. ونعرف أنه من المستحيلات أن يفعل ذلك بعدوه فضلا أن يفعلها بأحب الناس إليه. نحن أخطأنا بتسليمه لهم. كان من الأفضل أن نعمل المزيد لنعرف السبب وراء ما فعل، قد تقولين أنا بقول هذا الشيء لأني جده. وأنا أقول لك نعم تفكيرك في محله. مهما يكن فهو حفيدي. قالت سيدي أنا طول عمري أدافع عن رومي أمام الجميع لكن ما حصل كسر ثقتي به، لكن سألتزم بالدفاع عنه حتى يصدر حكم بحقه، ماذا تريد أن أفعل. قال حاولي بكل ما تستطيعين حمايته هو و مي ومساعدتهم. وتأكدي لو تأكدنا أنه مجرم أنا من سيقطع رأسه. قالت سأفعل ما تريد قالت لا أستطيع مراقبته 24 ساعة لكن سأستعين بجوان فهي ما تزال مخلصة له. قال لها شكرا.
أصبحت كارا وجوان يتناوبان على مراقبة الثنائي لعمل التسهيلات لهم. وبينما ما يزالان في ذلك المنتجع. تواصلت كارا مع صاحب المنتجع وطلبت منه أن يوفر لرومي كافة المساعدة ويخبره أنها بقصد الإعلان.
استيقظ الثنائي في الصباح على صوت طرق الباب. وبعد تردد منهما اضطرا إلى فتح الباب فإذا إحدى عاملات المنتجع وقد أحضرت وجبت فطار فاخرة. قالت لهم هذه من صاحب المنتجع. وهذا مفتاح الغرفة ولكما حرية الإقامة الكاملة المجانية المفتوحة. قالت لها مي لما؟ قالت العاملة: يظن صاحب المنتجع أن إقامتكم في هذا المنتجع ستكون أفضل من دفع المبالغ الكبيرة في الإعلانات. ثم قالت بإمكانكم الاستمتاع بالتكييف. وافتحا التلفزيون فصوركما في كل القنوات. هنالك أربع دول تبحث عنكما في "
جزر القمر"، أمريكا وفرنسا وروسيا وكوريا إنهم يتنافسون على الاستفادة منكما. اطمئنا أنتم بأمان في هذا المنتجع. قال لها رومي شكرا لك ولصاحب المنتجع. قالت سنحظر لكما الملابس وكل ما تحتاجانه. قال لها رومي هل نستطيع أن نحصل على موبايلات. قالوا بالتأكيد.
فرحت مي وقالت ما يزال هنالك من يظن أنك بريء حتى تثبت إدانتك. قال لها وأنتِ ماذا تظنين. قالت أنا متأكدة أنك فعلت ذلك بغير وعيك. أخذ رومي يبكي ويشهق بالبكاء ولم يأكل شيئا. فلما رأته مي كذلك لم تأكل هي أيضا. قال لها سنرتاح هنا يوما كاملا وسنغادر غدا بعد منتصف الليل.
تساءلت هل تعتقد أن هنالك من يراقبنا. قال لا أعتقد فقط، بل ومتأكد. ثم وقف رومي أمام النافذة وقال أيا من كان ينظر إلينا من غرفة القيادة، ألا ترون بأني سلمت نفسي لكم لتقاضوني كما بدا لكم، أعترف أني أستحق الإعدام لأن الذي فعلته كافي ليمحي أي ذرة حب لي في قلوبكم. كنت مستسلما لكم وانتظر الحكم الذي أستحقه. لكنكم سلمتموني إلى هؤلاء الجنود الذين يريدون أن يستغلونني لأنقلب يوما من الأيام ضدكم، ها أنا ذا أهرب منهم ليس لأنني خائف من القتل بالعكس أتمنى الموت على ما فعلت بأغلى الناس عندي، أنتم الوحيدين الآن من لديه القدرة على قتلي أو تفجيري. لكن أتمنى ما تظلمون مي معي فهي بريئة ولم تعاونني بشيء. بالعكس هي من يجعلني هادئ الآن ولم أقتل المزيد.
ارتاح رومي بعد ما قال هذا الكلام وانفتحت شهيته للأكل. فنادا مي قال لنأكل نحن بحاجة أن نتقوى لنعيش. نظرت له باستغراب وقالت ماذا يعني هذا. قال لن أستسلم أبدا للموت نعم أخطأت. والآن أمامي فرصة أخرى لأعوض عما فعلت بقتل الأشخاص المستحقين للقتل.
يشاهد رومي في التلفاز وعمليات البحث في "
جزر القمر" ينظر إلى مي ويقول لن يجدوا شيئا اليوم، وربما غدا يلاحظوا القارب المسروق. ويبدؤوا بالبحث في الجزر المجاورة. يجب أن نستمر في الهروب.
تحضر عاملة الفندق الموبايلات إلى رومي. وفور وصول الموبايلات. يستقبل اتصال عرف أنه من الجزيرة. يرد رومي على الاتصال فإذا هي جوان تقول له أنا متأكدة ان ما صار منك لم يكن بإرادتك وأنا هنا في "
غرفة المراقبة" في خدمتك. فإذا احتجت إلى شيء كل ما عليك أنك تقول ما تريد. نحن نتابعكم ونحميكم بأمر من السيد "رون جاك" قال لها جدي. قالت إنه نادم أنه سلمك للفرنسيين. ويتمنى أن تعود إلى الجزيرة. سألها عن وليم فأخبرته أنه هو أيضا في المختبر يحاول أن يجد أي دليل يثبت أنك لم تكن تتحكم بنفسك في تلك الليلة، ثم قالت أنا في صفك وسأبقى مخلصة لك. قال لها رومي أشكرك على مشاعرك. أريدك أن تبرمجي "
الكاميرات المضيئة" لتعمل على جوال مي. قالت سيدي تعرف أن هذه الوحدات بين يديك غير آمنة وممكن اختراقها. ستصلك غدا صباح وحدتين خاصة بالجزيرة متصلة بالأقمار الصناعية. قال لها أريد أيضا أسلحة. قالت: لا تقلق سيدي سنرسل لك "
سيارة مصفحة" مزودة بوحدة حماية كاملة. قال غدا سننتقل إلى "
موزمبيق". قالت علاقتنا مع موزمبيق جيدة توجد معاهدة بيننا وبينهم. بمجرد أن تصلوا إلى "
مابوتو العاصمة" ستنتظركم السيارة المصفحة على الشاطئ وفيها كل ما تحتاجون. على الشاطئ.
قضى الثنائي تلك الليلة في المنتجع. وما أن أشرق صباح يوم آخر. أعد لهما الإفطار وأعد لهما الفندق رحلة في الجزيرة شاهدا خلا لها الطبيعة الخلابة وأنواع الحيوانات التي لم يرو لها مثيل. استمتع رومي بالرحلة بصحبة مي.
ولما جاء المساء بدأ يعد العدة للانتقال إلى عاصمة موزمبيق مابوتو، وقد جهزت لهم مركبة خاصة ستنقلهم من جنوب شرقي مدغشقر إلى مابوتو في جنوب موزمبيق. وصل المركب الموزمبيقي إلى حدود مدغشقر ثم حمل الثنائي رومي و "مي" عائدا إلى مابوتو وعلى الشاطئ نزلوا واتجهوا إلى السيارة المصفحة المعدة لهم. وجد رومي الموبايلات والأسلحة ومعدات كاملة.
صعدا المركبة المصفحة. طلبت منهم جوان الاتجاه إلى "
مدينة بالما" في شمال موزمبيق. ثم أخذت تشرح لهم جوان ما تعمله "
داعش" بمساعدة بعض المتطرفين في الشعب الموزمبيقي، وحمامات الدم التي تجري في تلك المدينة. مما اضطر أهل المدينة الخروج منها.
سارت السيارة المصفحة. باتجاه "
بالما" وكان رومي ومي يقفون ويستريحون من وقت إلى آخر. في أحد الفنادق ثم يكملون. فلما اقتربا من "
بالما" طلب رومي من جوان الإعلان بوجود رومي في "
موزمبيق" وأنه متجه باتجاه "
مدينة بالما" قالت له لما؟ قال لها فقط افعلي ما أقول لك. وفور إعلانها ذلك اتجهت القوات القريبة وهي الفرنسية ويصلون إلى 50 مقاتل محترفين إلى تلك المدينة ولحقتها بعد ذلك الكورية بعدد قريب من الفرنسيين. وصلت القوات في أطراف المدينة. وانتظروا وصول رومي إلى ذلك المكان.
في الطريق يشاهد رومي الكثير من النازحين والفقراء والمساكين الذين خرجوا من تلك المدينة. فتدمع عيناه. ويشتعل حرقة يريد أن يقتل هؤلاء المتطرفين الإرهابيين.
قالت مي ما الخطة؟ قال: سنهاجمهم ونحاول الصمود. وبينما هم يسيرون عكس الجميع يصلون حدود المدينة فيجدون بعض الإرهابيين يهاجمون الهاربين ويحاولون قتلهم. نزل رومي من المركبة. وبدأ بطلق النار عليهم ويقتل منهم الكثير. وأخرجت مي أيضا السلاح من فتحة في السيارة وقتلت أيضا من تراه بعينها.
"
في الجزيرة" أعدت كارا فريق لاستخدام "
الكاميرات المضيئة" في وضع الهجوم. لحماية رومي فكانوا يقتلون الإرهابيين حتى تمت تصفيت تلك الفرقة. التي تلحق بالناس.
وصل البلاغ للإرهابيين فجمعوا قواتهم لمواجهة رومي عند مدخل المدينة. ولما سمعت القوات الفرنسية والكورية كل على حدا بموقف رومي وأنه في خطر اتجهوا مباشرة إلى ساحة المعركة كانت القوات الفرنسية خلف قوات داعش بينما الكورية كانت خلف سيارة رومي. جلس رومي و مي في السيارة المصفحة المصنوعة ضد الرصاص، فلما علموا بقرب الجنود الكوريين والفرنسيين بدأ بإطلاق النار عليهم وبدأ الهجوم على رومي أخذ رومي يتراجع ويتراجع وقوات داعش تلحقون بسيارته يريدون قتله يسمع الكوريين طلق النار فيتقدمون بسرعة وبينما هم كذلك يشاهدون سيارة رومي محاصرة بالإرهابيين. فيبادر الكوريين الهجوم عليهم من جهة والفرنسيين من الجهة الأخرى. استطاع رومي أن يهرب من ساحة المعركة. وتركهم يتقاتلون. قتل الكثير من جميع الأطراف حتى تم القضاء على "
داعش" في تلك المنطقة.