كاتب الموضوع :
روميو ملك البحار
المنتدى :
قصص من وحي قلم الاعضاء
P07: شبيه أنريكي وجميلات النيل الجزء الثالث "شهر عسل في بطن سمكة القرش"
استراح الجميع قليلا فكانت النهاية وشيكة. يشكر رومي "ميليسا" على ملاحظتها التي ساهمت في انقاذ حياة الجميع. ثم شكر ديانا على وجودها الذي أحدث فارق كبير في الرحلة. تواصلت مي مع لميس وسألتها أي كهف يؤدي إلى وادي الأسماك المكهربة. كانت نهاد مع لميس تتلهف للتحدث إلى وليم. استدعى رومي وليم. ابتسمت نهاد لرؤيته. أخذ كل واحد منهما ينظر للآخر بصمت. تكلمت قلوبهم قبل أن تتكلم أفواههم، قالت كلمه واحده "فقط عد إلي سالم" ثم خرجت.
عادت لميس لتكمل الحديث مع رومي. ستدخلون من الكهف الثالث أكبر الكهوف وأوسعها. قالت ميليسا لكن لا يعني أنه آمن لأنه الوحيد الذي يسمح للأسماك العملاقة بالمرور. يسأل رومي لميس هل من طريق آخر. قالت لحظة فنحن نحاول أن نرسم خريطة الأعماق عن طريق الكاميرات المضيئة. سألتها مي وكم سيستغرق ذلك قالت لميس ستأخذ يوم أو يومين والسبب أن الكاميرات المضيئة لم تصمم للأماكن المظلمة. فهي تعتمد على تقنية الرادار في الأماكن المظلمة.
تتقدم مي ووليم للقيادة ثم تدخل الغواصة في الكهف الثالث. يذهب رومي إلى غرفة الجيم. بينما بقية فريقه منهم من ذهب للراحة ومنهم من فتحت شهيته للأكل. تتقدم الغواصة في الكهف تراقب آيتن وجوان جنبات الغواصة تبدأ تظهر لهم بعض الحيوانات والأسماك البحرية ذات الأشكال الغريبة والمخيفة فمنها من تلتصق بزجاج الغواصة ومنها من تهاجم بشراسة. تتبع الأنوار الخافتة بداخل الغواصة بدأت الأسماك تكثر بشكل غريب وتتصادم في الغواصة. لكن مي ووليم يقودون الغواصة بهدوء.
ما يزال رومي يتمرن في غرفة الجيم.
ويشعر بتصادم الأسماك يفتح الستار فيرى العدد الهائل من الأسماك الغريبة التي توقفت عندما فتح رومي الستار. تضيء لمبة في غرفة القيادة عندما يفتح أي شخص الستار وتتحول الكاميرا تلقائيا إلى غرفة الجيم يشاهدون رومي يقف أمام النافذة وقد توقفت الأسماك عن الاصطدام يشاهد الجميع الأسماك عن طريق انعكاس "الإضاءة السوداء" على جسم الأسماك. ينظر إليها رومي وتنظر إليه حرك يده للجهة اليمنى فتحركت الأسماك للجهة اليمنى حرك يده للأعلى فأصبحت تستجيب لحركته. تدخل عليه ميليسا تشاهده فقال لها اقتربي. فاقتربت تشاهد الأسماك من النافذة العريضة وبينما هما كذلك فجأة تختفي الأسماك تقترب ميليسا من النافذة لترى أين تذهب الأسماك. وبينما هي كذلك تأتي احدى الأسماك المخيفة جدا تصطدم بالنافذة وجها لوجه مع ميليسا.
تصرخ ميليسا مفجعة تعانق رومي من الخوف وتبقى في حضنه لبعض الوقت حتى تهدأ نفسها. تحاول أن تستعيد شجاعتها ثم تبتعد عنه قليلا ثم تخرج من الغرفة.
يبقى رومي ينظر للسمكة وهي تنظر إليه ثم ذهبت وكأن حديثا قد دار بينهما لا يعرفه إلا رومي. أقفل رومي الستار ثم عاد إلى غرفة القيادة. تساءلت آيتن ألا تذهب إلى النوم. قال لنحاول أن نزيد الإنارة هنا. قالت مي لأي درجة قال فقط 40% يشاهدوا الكثير من الأسماك وقد كفنت بخيوط يمنة ويسره. قالت ميليسا هذا عمل عنكبوت الأعماق. يقتل ضحاياه ثم يكفنهم ليعود ليأكلهم فيما بعد فنحن الآن في المخزن الخاص به. قالت مي لنكن حذرين فالرادار لا يظهر أي شيء سوى الصخور. والمنحنيات.
كانت العنكبوت الضخمة تراقبهم ولكن لم يشعروا بها نظرت كارا إلى الأعلى فأعجبها تركيبة الصخور في سقف الكهف. لم تعلم أنها العنكبوت. قالت لها ميليسا انها العنكبوت لما توسطوا العنكبوت انقضت عليهم وبدأت تنسج خيوطها حول الغواصة. قالت مي هل نسرع يا رومي. رد عليها لو أسرعنا ستهاجمنا بقوة وقد يكون هنالك المزيد.
استسلموا لها حتى انتهت من غزل خيوطها واستقرت غواصتهم في وسط الكهف أطفئوا المحرك ولزم الجميع الهدوء. بقيت العنكبوت تراقب فريستها لبعض الوقت ثم تقدمت لتبحث عن فريسة أخرى. قال لهم رومي الآن. حاول وليم تشغيل المحرك مرة أخرى فلم يعمل عاد رومي وكارا إلى مؤخرة الغواصة ليتفحصوا المحرك. وجدوا أن حرارة المحرك قد وصلت إلى مستوى عالي ووجدوا أن هنالك تسرب للزيت في غرفة المحرك نتيجة ارتطام الغواصة بأسفل الكهف. قام رومي وكارا بملء المحرك بالزيت. ثم تفحص رومي الزيت الخارج من المحرك فوجده وقد اختلط بمياه التبريد. فقال لها هذا لا يبشر بخير.
اتصل وليم بغرفة القيادة وطلب من وليم إعادة تشغيل الغواصة فاشتغلت.
عاد رومي إلى غرفة القيادة وقال اوقظوا الجميع. قال لهم الوضع لا يطمن في غرفة المحرك. لن نستطيع اكمال المهمة. لدينا تقريبا خمسة عشر ساعة تقل أو تزيد لنعود إلى سطح المحيط. حزن الجميع لهذا الخبر. قال لهم رومي يجب أن نخرج سالمين من هذا المكان وسنعود بعد أن نستعد جيدا. طلب من وليم أن يخرجهم من خيوط العنكبوت. ضغط وليم على زر الأسلحة فأخرجة الغواصة السيوف وهي عبارة عن أداة حادة كالسيف تخرج مخترقة خيوط العنكبوت ثم تدور دورة كاملة طوليا حول الغواصة ليتخلصوا من خيوط العنكبوت.
يتواصل رومي مع لميس فيجد سارة ترد عليه. فرح لرؤيتها وفرحت للقائه سألها ما وضع مخطط الأعماق. قالت أرى الآن الخريطة وقد وصل مخطط الأعمال حول المنطقة المتواجدين فيها إلى 50% فقط. قال أريدكم أن تراقبوا الشاشة. بمجرد أن يظهر لكم مخرج إلى سطح البحر يجب أن تخبرونا مباشرة. تساءلت ما لذي يجري. قال لها نعاني من مشكلة في المحرك وسنعود أدراجنا. قالت يؤسفني أن أسمع ذلك. قالت لها مي طريق العودة مغلق ونحن عالقون هنا إذا لم نجد مخرج. فأخبرتهم أنها ستوقظ لميس.
استمروا بالتقدم إلى نهاية الكهف. حتى بانت لهم "الأسماك المضيئة". أطفأت الأنوار داخل وخارج الغواصة السمكة لم تبقى إلا الأضواء السوداء التي بدأت تعكس لمعان الأسماك. ثم شاهدوا الأسماك الكهربائية حينما تتزاوج تطلق شرارة تنير المكان كالبرق. يهبطون إلى قاع المحيط لينتظروا اكتمال مخطط القاع المحيط. يذهب البعض إلى النوم والبعض الآخر يتابع الأسماك بينما رومي وديانا يحاولون أن يجدوا طريقة لإصلاح المحرك. لكن فرص النجاة ضعيفة جدا. يجلس رومي حيران مهموم تحاول ديانا أن تخفف عنه. قال لها لقد أخطأت خطئا كبيرا بسبب أفكاري وعنادي وحب المغامرة هو الذي جاء بنا إلى هنا في أخطر مكان مع أخطر مخلوقات المحيط. انظري إليها لن تتردد أن تهجم علينا أو تلتهمنا. وبينما هما كذلك تأتي مي لتخبر رومي أن لميس تريد أن تحادثك. يذهب رومي وديانا إلى غرفة القيادة فتخبره لميس أن المخرج الوحيد هو الذي قفل بالحمم البركانية. سألها هل هنالك طريقة أخرى للخروج من هذا المكان. قالت سأحاول أن أبحث من الجهة الأخرى من الجبال. قال لها افعلي.
كونت لميس فريق آخر سيقود الغواصة الأخر وسيذهب إلى الجهة الأخرى من الأعماق. لرسم مخطط آخر للأعماق. وبعد ثلاثة أيام قام الفريق بتجهيز الغواصة. ذهبت معهم سارة ولميس انتقلوا إلى الأعماق ثم أرسلت سارة المئات من الكاميرات المضيئة. لترسم خريطة أخرى حول المكان، أو لتبحث أي طريق بين الصخور يؤدي إلى رومي ورفاقه. بدأت الكاميرات المضيئة تتنقل بين الصخور وجحور الحيوانات البحرية لتبحث عن أي طرق أو فجوة توصل إلى رومي ورفاقه تحت سطح قاع البحر.
تمر الأيام بعد الأيام ورومي ورفاقه عالقون تحت سطح قاع البحر لا يريدون أن يتحركوا بالغواصة لكيلا يجهدوا المحرك. يتابع رومي وديانا حال المحرك. وجدوا ان التسرب في ازدياد والزيت في تناقص وقد استنفذوا الزيت الاحتياطي. يبدأ القلق والتوتر في الغواصة. يودع كل واحد منهم أصدقائه ورفاقه. فبعدما كان العالم يتابعهم أصبحوا يتابعون ما يجري مع لميس وسارة في الجانب الآخر. ومتخوفين من الأسماك الكهربائية التي أصبحت تحوم حول غواصتهم. باقي ساعات قليلة على نفاذ الزيت. عندها سيتوقف المحرك فلن تستطيع الغواصة الحراك بعد ذلك. سيستمر الأكسجين ويستمر التبريد لكن كل خوفهم أن ينتهي الطعام والماء.
يلوم رومي نفسه بشدة ويعتذر من الجميع لأنه أحظرهم إلى هذا المكان. قالت كارا كلنا نعلم بخطورة المكان وكلنا قررنا بملء إرادتنا أن نلتحق بهذه الرحلة. لم تضغط على أحد ولم تجبر أحد. أخذ كل واحد منهم يتكلم عن أمنياته لو خرج من هنا سليما. ثم تبادلوا المشاعر. جلسوا مستسلمين لا يريد أي واحد منهم الأكل ليوفر نصيبه من الطعام للآخرين. مرت أيام أخرى. أصبح رومي يجبرهم على الطعام والشراب لتكون فيهم القوة عندما يخرجون من ذلك المكان.
في الجهة الأخرى تستعجل لميس في البحث عن أقرب طريق يؤدي إليهم. وبعد أيام أخرى من البحث وجدت أن جحر إحدى الحيوانات التي تحفر في الأعماق يمتد لمسافات تحت الأرض بينها وبين الوصول إلى رومي ورفاقه صخرة تسد الطريق. فرحت سارة بالخبر لكن لميس بدأت تبكي. قالت سارة لماذا تبكين. قالت هذه الفتحة لا تستطيع الغواصة المرور خلالها. تستطيع فقط الكبسولات التي تحمل فقط شخص واحد. عدد الكبسولات سبعه بينما عددهم ثمانية. من تتوقعين يضحي بنفسه لأجل الجميع. فهمت سارة الوضع وجلست تبكي مع لميس. قالت سنبلغ رومي بالمخرج وأنا أعرف رومي لن يحب أن نخبرهم أن عدد الكبسولات غير كافي للجميع.
في الغواصة تستمر المعاناة. من الجوع والعطش فيبقى الجميع في غرفهم على أسرتهم مستسلمين للموت. تخبر ميليسا رومي أن هنالك أخبار حلوة من سارة ولميس. يذهب رومي مسرعا الى غرفة القيادة. فأخبرته لميس عن الممر. فرح رومي للخبر. وقال لهم لقد عملتم بجد. تعد لميس الكاميرات المضيئة في وضع التفجير لتفجر الصخرة. فانزاحت الصخرة قليلا بما يسمح لهم بالمرور خلال الفتحة.
شاهد رومي المكان التي تحركت منه الصخرة. قال للميس كونوا مستعدين سنبدأ بإرسالهم واحد بعد الآخر. تحاول لميس وسارة أن يتمالكون أنفسهم لكيلا يرى البقية الحزن الذي في عيونهم.
بقيت ميليسا في غرفة القيادة فكانت ما تزل لديها بعض القوة لتضغط على زر إطلاق الكبسولات، بينما ذهب رومي لنقل رفاقه فبدأ بـ"وليم" الذي أصر أن يجربها قبل الجميع ذهبا إلى المصعد الذي هو على شكل كبسولة نجاة. اعتذر رومي منه وعانقه مودعا ثم دخل وليم في الكبسولة التي تبدو على شكل مصعد زجاجي بحجم شخص واحد معدة بحيث كلما تنطلق كبسولة تأتي أخرى في مكانها من قاع الغواصة. قام بتثبيته بأحزمة الأمان ثم وضعت السماعات على رأسه للتحدث معه. ثم ضغطت ميليسا زر الإطلاق فانطلقت الكبسولة المزودة بمحرك دفع لتسير في المسار الذي رسم لها عبر النفق. ذهب رومي إلى غرفة القيادة ليطمئن أن الكبسولة تسير في المسار الصحيح. تستمر الكبسولة في التقدم يتواصل رومي مع وليم ويخبره بأنه بأحسن حال. خرج وليم من الجهة الأخرى لتراه سارا ولميس تستمر الكبسولة في الصعود حتى تصل إلى سطح الماء حيت يستقبله فريق آخر إلى الطائرة. يفرح رومي وميليسا بوصول أول كبسولة. ثم يأخذ رومي آيتن ثم ديانا ثم مي إلى المصعد يعانق كل واحده بشدة ويودعها بالقبلات. ثم يطلقها ثم التي بعدها ثم التي بعدها ثم ودع رومي كارا وجوان. واعتذر منهما وعانقهما مودعا. قال رومي لميليسا دورك. قبلها على رأسها ثم ودعها ثم انطلقت ميليسا. بقي رومي ينتظر لعل هنالك مصعد آخر، هو يعلم أن ذلك آخر مصعد فكان يأمل أن يكون هنالك مصعدا آخر ليلحق بهم. جثا رومي على ركبتيه يبكي من الفرح لسلامتهم.
ينتبه الحيوان لكبسولة ميليسا. فيلحق بها قبل أن تدخل الجحر. فيلامس الكبسولة. فتصطدم بحافة الجحر وتسقط في الأعماق بين الأعشاب.
تتواصل لميس مع رومي وتقول لم تصل كبسولة ميليسا بعد. يقف رومي على قدميه ويذهب إلى غرفة القيادة ينظر يمنة ويسرة ولكن لا يرى شيئا. قال هل ممكن أن تكون علقت في الجحر. أرسلت لميس كاميرات مضيئة لتكتشف أنها ليست في الجحر. قال لها رومي ابحثي عنها. فبحثوا ولم يجدوها.
صعد الذين نجو إلى الطيارة حيث هيئت لهم العناية الكاملة ينظر بعضهم إلى بعض. نظروا إلى بعض للحظات متسائلين أين رومي وميليسا قال قائد الطائرة طلبت منا لميس نقلكم إلى الجزيرة. لعلمهما سيأتيان مع لميس وسارة في الغواصة. تأخذ جوان الريموت وتقلب في القنوات الإخبارية. يفاجئون بخبر نجاتهم وبقاء رومي في الغواصة وفقدان ميليسا تحت سطح قاع البحر.
يستمر البحث ثلاثة أيام فلم يجدوا أي أثر لميليسا. فقد الجميع الأمل في بقائها حية طول هذه الفترة.
يشاهد الملايين على قناة الشركة على اليوتيوب معهم. المحادثة التي بين لميس وسارة من جهة ورومي من جهة أخرى. تسأله لميس: كيف تشعر يا اخي. فيجيبها أشعر بالندم والوحدة. إن حصل لي شيء في هذه الأعماق فأنا أستحقه. ما كان يجب علي إحضارها إلى هنا. أتمنى ان أرى جدي والذي أتوقع أنه الآن يشاهدني وأقول له سامحني يا ليتني استمعت إلى نصائحك. تحدثت إليه سارة بصوت حزين باكي وقالت فقد عد إلينا سالم لنبقى مع بعضنا مع الرفاق في أمان وسعادة. يفزع رومي من مكانه وتهتز الصورة. تسأله سارة ماذا يجري يا رومي. قال لقد اقتربت الأسماك الكهربائية. وبدأت تلامس الغواصة.
طلب رومي من لميس وسارة العودة إلى الجزيرة فلم يعد لبقائهم في الأعماق حاجة. قالت سارة والبكاء يقطع قلبها سننتظرك على سطح الماء حتى تعود إلينا. ودع رومي الجميع بكلمات وطلب من الجميع عدم البكاء وبينما هو يتكلم صعقت السمكة الكهربائية الغواصة من قوة الكهرباء رمت برومي إلى أخر غرفة القيادة. تكسر الزجاج الأمامي للغواصة وبدأت المياه تتدفق إلى الغواصة. يشاهد الجميع رومي ملقى على الأرض كجثة وقد خرج الدم من عينيه وفمه وأذنيه وقد اسودة بشرته من صعقة الكهرباء. دخلت المياه بغزارة إلى غرفة القيادة فقط وبدأ رومي يطفوا حتى يلتصق بسقف الغواصة. بكى الجميع على رومي ومنهم من انهار ومنهم من أغمي عليه. وبينما هم كذلك صعقت سمكة أخرى الغواصة انطفئت الأضواء وانقطع الإرسال. ورجعت لرومي أنفاسه. وعاد ليرى بعيون آيتن.
يشاهد رومي الحزن الذي حال برفاقه. فمنهم المريض ومنهم المنهار. فقال لنفسه لن أستسلم للموت على هذه المركبة، إن كان باقي لي أيام من الحياة فأحب أن أقضيها مع رفاقي. أكمل رومي كسر الزجاج الأمامي ثم خرج من غرفة القيادة. ونزل من مقدمة الغواصة. ودخل من الجهة الأخرى. حيث يوجد مدخل طوارئ يدوي يؤدي الى مؤخرة الغواصة. دخل إلى الغواصة ولم تصلها المياه فقد كانت المياه فقط في عرفة القيادة. ذهب إلى حيث الغرف وما تزال إضاءة الطوارئ تعمل. دخل رومي غرفة ملابس الغوص فلبس ملابس الغوص. وأخذ نظارات الرؤية الليلية. ثم أخذ شنطة وملئها بالأطعمة والسكاكين والمصابيح اليدوية وطبعا أخذ معه السيوف الصينية. وكل ما ظن أنه بحاجة إليه. جلس ثلاثة ايام يراقب هذه الأسماك الكهربائية يريد ان يرى أين نقطة ضعفها. ويسجل كل شيء. وجد أن عددها اربعة وأنها لا تبتعد عن جحرها المغطى بالعشاب البحرية فلا يكاد يرى، ولا تدخله كأنها تحرس شيئا ما. لاحظ انهم بعد التزاوج وخروج الشرارة تأتيهم لحظات من الخمول، ثم لاحظ أنهم لا يتزاوجون في نفس الوقت. يبقى الفريق الاخر في الحراسة حتى تعود إليهم قوتهم. أخذ رومي الفضول فأراد أن يعرف ما في ذلك الجحر. وقبل ذلك لا بد أن يقضي عليهم.
كان رومي في نفس الوقت يلاحظ الأسماك المضيئة فوجد أنها لا تقترب من الجحر ولا الأسماك الكهربائية. بدأت تضعف لمبات الطوارئ شيئا فشيئا بدى رومي ينتابه شيء من الخوف. فهو يخشى الظلام. قرر بعد لحظة التزاوج القادمة أن يهجم عليهم. قرب وقت التزاوج قام رومي بإشعال شمعة في غرفة المحرك وصب الكثير من الوقود في كل مكان. ثم خرج من السفينة وابتعد قليلا عن المركبة. فلما حصل التزاوج اهتزت السفينة وسقطت الشمعة واشتعلت غرفة المحرك. رأى الحيوانان الباقيان الضوء فذهبوا إلى الغواصة وأخذا يحيطانها بأجسامهم. ثم انفجرت الغواصة وقطعتهما أشلاء. ذهب رومي إلى الآخرين هجم عليهما ولم يستطيعا المقاومة وقطعهما أيضا. هجمة الأسماك المضيئة عليهم وأخذت تأكل منهم. ابتعد رومي ينظر إليهم أضاء المكان من كثرها. فلم يجد رومي مكان ليختبئ فيه منهم.
شعرت به الأسماك ثم التفت حوله من كل الجهات. رومي واقف في النص وحوله عشرات الأسماك المضيئة. خاف رومي بشده وقال هذه نهايتي. أزال النظارات واستسلم يقول في نفسه أرجوكم لا تقتلوني فلدي عائلة أريد أن أرجع إليهم. فجأت وجد الأسماك وقد ابتعدت عن ودخلت في الجحر الذي كانت تحرسه الأسماك العملاقة.
في الجزيرة لم تيأس عائلة رومي وخصوصا لميس التي جمعت أفضل من في الجزيرة لصنع مثقاب بحري يخترق أشد الصخور تحت الماء. قالت سأعيد أخي إلى الجزيرة حيا أو ميتا وعندي شعور أنه ما يزال حيا. عملت لميس وديانا على المثقاب البحري ليل نهار لينتهوا من صناعته في 5 أيام. طاروا بالمثقاب ثم دخلوا إلى المحيط. اتجهت ديانا ولميس وفريقهما إلى الأعماق حتى لما وصلوا للنقطة التي خرجوا منها بدأ المثقاب بالحفر التدريجي.
في تلك الأثناء شعر رومي أن المكان أصبح آمن فكان في حيرة هل يخرج من الفتحة إلى سطح الماء أو يدخل في الجحر خلف الأسماك. قرر العودة إلى رفاقه ويوم ما سيعود ويكتشف المكان. انطلق إلى الفتحة في نفس الوقت الذي بدأ فيه المثقاب بالحفر. شعر رومي بالاهتزازات وبدأت الصخور تتساقط وتسد عليه الطريق. قال لعل هذه إشارة بأن أذهب إلى الاتجاه الآخر. فرجع مسرعا، وبينما هو عائد شاهد كبسولة ميليسا بين الأعشاب، نظر إليها فلم يعلم إذا ما تزال حية أم ماتت. فسحب الكبسولة وذهب خلف الأسماك المضيئة في الجحر. دخل الجحر في نفس الوقت الذي تمكنت لميس وديانا الوصول إلى مكان الغواصة. أخذت لميس وديانا يدورون في المكان حتى وجدوا الغواصة وقد انفجرت إلى أجزاء. لم يجدوا رومي ولا أي أثر له في المنطقة. استمروا في ذلك المكان ثلاثة أيام قالوا لعل رومي إذا كان حيا يرانا ويأتي إلينا. لاحظوا أن المكان وقد أصبح خاليا من الأسماك. قالت ديانا يمكن خرجوا من الفتحة التي أحدثناها لما خرجنا.
سار رومي في الجحر ساحبا كبسولة ميليسا بين الأعشاب البحرية بين الأسماك التي أخذت تنير له الطريق. أصاب رومي القليل من الرعب لكنه كان مستأنسا بوجود تلك الأسماك حوله. كان الجحر عميقا وبينما هو يسبح بين الأسماك. تظهر له بعض الآثار والرسومات على جنبات النفق وكأن هنالك من أتى قبله إلى هذا المكان. يتفاءل رومي ويقول لعلني أجد مخرجا من الجهة الأخرى.
خرج رومي مع الأسماك من الجهة الأخرى ليجد المفاجئة. وجد عالم ثاني تحت قاع المحيط مستوى آخر من الجبال والكائنات وقف لحظات ينظر فوجد ضواء خافتا بين الجبال اقترب رومي ليرى خلف الجبال مدينة بحرية في أعماق المحيط. لم يتعجب رومي من هذا الشيء فقد كان يسكن مع والديه وعائلته تحت الماء.
ينظر حوله فإذا الأسماك تحارب أحد تلك الأسماك الكهربائية الذي بدأ بالتهام الأسماك. قرر رومي أن يهاجمه هذه المرة. فوضع الكبسولة في مكان آمن
ثم انطلق رومي بـ"سيفي الساموراي" الحادة جدا داخلا إلى فم ذلك الحيوان وبدأ يقطع في لحمه وأمعائه والحيوان يتلوى ويعاني حتى سقط ميتا. خرج رومي وبعض الأسماك التي ما تزال حية من بطن الحيوان. قضى على الأول بينما لازلت الأخيرة تراقب الموقف. هز رومي سيفه وتبادل النظرات مع الحيوان لبرهة ثم انطلق بسرعة تجاهه وتحرك الحيوان باتجاه رومي، ثم التف عليه سدد رومي بسيفه على الحيوان لكنه باغته وضربه بذيله فتراجع رومي للخلف قليلا وسقط أحد السيوف. انطلق رومي ليمسك بالسف الآخر لكن الحيوان لم يعطه الفرص سد الطريق بينه وبين الحصول على السيف. امسك رومي بالسيف الآخر بيديه الثنتين. بدأت الأسماك المضيئة تتشجع وتهاجم الحيوان من كل الجهات. استغل رومي انشغاله بالأسماك المضيئة. وهجم عليه بالسيف قاطعا الحيوان إلى نصفين. ثم استل سيفه مرة أخرى وسحبه على جسم الحيوان من أسفله إلى رأسه. حتى سقط الحيوان ميتا.
أخذ رومي الكبسولة ثم نزل إلى المدينة التي تكاد أن تكون مظلمة. تفحص رومي المدينة بعينه وجد أهلها ينظرون إليه باستغراب متسائلين من هذا ومن أين نزل وكيف وصل إلى هنا. التف رومي على المدينة فوجد مدخل المدينة من الجهة الأخرى. فتح له الباب ودخل مع الكبسولة غرفة تعقيم قبل أن يدخل المدينة، تم شفط الماء. بدأ رومي يفتح الكبسولة عن ميليسا وجد أنها لديها نبض ولكن ضعيف جدا. فأخذ يحاول أن ينعشها حتى بدأت تستنشق الهواء. وبدأت تتنفس طبيعي. ينظر رومي إليهم من خلف الزجاج لكن لم يفتحوا لهم طلبوا منه أن ينزع أسلحته ويضعها جانبا. ثم طلبوا منه أن ينزل ملابسه ويضعها جانبا. قام رومي بخلع ملابسه وأبقى ما يستر عورته. لكنهم أشاروا إليه بأن يخلع كل شيء. اضطر رومي إلى خلع كل شيء ثم طلبوا منه أن يخلع ملابسها بنفس الطريقة. نظر إليها وقال لها انهم يريدوننا أن نخلع ملابسنا ونتعقم قبل أن ندخل. أشارت إليه أن افعل ذلك. ثم دخلا بعد ذلك إلى غرفة التعقيم. وهي عبارة عن مزيج من المواد الكيميائية والأشعة لتعقيم الداخلين. ثم دخلا إلى غرفة أخرى ليستحما فيها. كانت ميليسا مستنده إلى رومي بالقوة تستطيع تحريك قدميها فساعدها على الاستحمام. ثم انتقلا إلى غرفة أخرى فيها الكثير من الدواليب فتح له أحدها فوجد ملابس مناسبة له وفتح آخر فوجدت ملابس مناسبة لها. لبسا ملابسهما وقبل أن يخرجا همس لها لا تتكلمي بشيء ولا تذكري أي شيء وافعلي ما أفعل. خرجا إليهم.
أمسكوا بهما رجال يلبسون ملابس بيضاء معقمة وأدخلوهما مباشرة إلى سيارة الإسعاف ولم يتحدث إليه أحد ثم نقلوه إلى المستشفى وأخذوا يفحصونهما. رومي ينظر إليهم مستسلما وكأنه يقول لهم افعلوا بنا ما شئتم فقط اتركونا نعيش.
بعد ما انتهت الفحوصات. جاء إليهما رجال آخرون وذهبوا بهما إلى مركز الشرطة. ثم جاء رجل أنيق وخلفه ثلاث من الفتيات وقد احضروا الشنطة وملابسهما والأسلحة التي كانت معه. ووجبة طعام. قال له نعتذر عن سوء الاستقبال ولكن هذه سياستنا. اسمي فرانك وأعمل مديرا للأمن في هذه المدينة. رفع رومي رأسه وقال هل تسمح لنا أن نأكل أولا. فأشار إليه أن تفضل. أكل رومي وميليسا بتأني ثم شربا الماء. ثم قال هل نستطيع النوم فلم ننم منذ ثمانية ايام نظر إليه الرجل بتعجب. ثم قال حسنا أخذه الرجل إلى بيته وهيأ لهما مكانا ليناما ثم نام رومي وميليسا نوما عميقا.
في الجزيرة عادة ديانا ولميس بعد ان بحثوا عن رومي ولم يجدوه، أعلن الجد أخيرا وفات رومي وميليسا. تناقلت الصحف والأنباء خبر وفاتهما. حزن عليه أهل الجزيرة ومن في مدينة "الغردقة السياحية". ومن أحب رومي في أرجاء العالم. اتفقت زوجاته على البقاء في الجزيرة وعدم التفرق. واختارت عفراء البقاء. واستمر الإعلاميات في نقل أحداث وفعاليات الجزيرة. وأخذ وليم ناهد إلى "برج فرح".
انتهى هذا الجزء. ,أتمنى أن يكون حاز على إعجابكم
في الجزء القادم بإذن الله سنعرف ما قصة " المدينة المفقودة".
|