كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات ألحان
رد: 107 - باب النعيم ( من روايات الحان المكتوبة )
- يا إلهي ! لقد نمت ولحقت بالبيت الصغير في البراري.منتديات ليلاس
كانت سارة التي نعست ! استيقظت فزعة على صوت الرجل , لم تكون متوازنة فانزلقت من فوق مقعدها الى الأرض بكل ثقلها عند نهاية السرير , ورغم ان فكرة المسارعة إلى نجدة امرأة فاتنة سرته كثيراً إلا ان مات ثورن لم يتحرك قيد أنملة , لأنه لم يكن قادراً على ذلك لشلله والألم الذي يسري في عضلاته . اكتفى إذن بملاحظة العيني الواسعتين بلون البحر الداكن والأنف البارز في إغراء للجمال النائم عند نهاية السرير .
كانت سارة ترتدي زياً رسمياً للممرضات عفا عليه الدهر بلون ابيض ومغطاة بمريلة سوداء. وطاقية تمريض بيضاء بدت مطبقة وتغطي جزءاً من شعرها الكستنائي الغامق والذي ضمته في ضفيرة واحدة . إن مظهرها هو مظهر طالبة تمريض في مدرسة دينية للشابات الصالحات.
اضاءت البراءة من بين عينيها بلون خليط من الازرق والاخضر , إنها ملاك الرحمة النقي والعذراء . كانت هذه الصورة الخيالية تعجب مات وهي توجه له ابتساماتها الشهيرة . سألها بصوت متقطع من أثر النعاس:
- الا تتجاوزين اختصاصك بعض الشيء ؟ على الاقل فإن دور الحارس الليلي هو تخصص مدرسة نوتر دام للفتيات المؤمنات الصالحات ؟
طرفت بعينيها ثم اخذت عيناها تتركزان عليه . إنه يذكرها بالفأر الذي حاصره قط ضخم في الركن .منتديات ليلاس
همس وهو يعدل من وضعه في حذر ومع ذلك احس بألم يشبه ألم رصاصة في جانبه :
- استرخي يا ذات العينين الجميلتين فلست في حالة يمكن ان تمس سمعتك عند الادارة .
احست سارة بحمرة الخجل والشعور بالذنب تصعد خديها , إنه يعتبرها راهبة ! وهل قلوب الراهبات لا تضطرب امام عينين سوداوين تلمعان كليل تضيء فيه النجوم ؟او لا تقفز من صدورهن عندما يسمعن صوتاً رجولياً.
ورغم انها كانت تنوي ألا تبقى سوى لحظات بالقرب من فراش المريض الجريح إلا انها غرقت في شبه نعاس وخيالها الخصب طار في الفضاء . في حلمها رأت نفسها تعيد مات إلى الحياة من ابواب الموت وتصحبه في إعصار من العاطفة في رحلة حول العالم . ولكن ها هو يظنها راهبة ! لم تفهم سارة ابداً لماذا تصر على ان تحلم دائماً بالحب في حين تعليمها يمنعها من الحب تماماً.
إن حياة إحدى فتيات مجتمع الأميش موهوبة كلية للرب ولأسرتها . واحلامها دائماً ما تقودها إلى لا شيء . ولكنها لم تنجح في خنق تلك الاحلام.
اطلقت زفرة يائسة ونهضت ومسحت التراب من فوق الجيب الذي ترتديه . قالت بوضوح وصوت ناعم وخفيض بانجليزية تشوبها لكنة المانية كانت تسحر مات :
- لست اختاً راهبة .
قال لها وهو يوجه إليها إحدى ابتساماته الساحرة :
- سعيد بأن اسمع ذلك.
اضطرب قلب سارة في صدرها , لقد كان الرجل يهمس ولكن صوته كان عميقاً وحاراً , احاطها بغطاء من الصوف الموهير , احست بأن جلدها يحترق وتراجعت خطوة للخلف في تصميم وهي تعقد ذراعيها على صدرها .ريحانة
قالت مؤكدة :
- أنا من الأميش.
|