كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات ألحان
رد: 107 - باب النعيم ( من روايات الحان المكتوبة )
- ولكني لم أقل إنك معقدة , وإنك لم تكوني معقدة , اسمعي يا سارة لم نعد في العصر الفيكتوري ولست رجلاً مما يغازلون الخادمات في الأركان .
- اذن ماذا تريد مني ؟
ندمت سارة في الحال على سؤالها . لو كان يريد شيئاً فإنها لن تستطيع ان تعطيه إياه وتواجه اسرتها . وإذا لم يكن يريد شيئاً فإنها تفضل ألا تفكر فيما سيحدث لها من إحباط , قال :
- لنبدأ بقليل من الصداقة يا سارة .
ماذا تفعل ؟ إن الاقتراح مغر جداً . استأنف :
- أنا آسف لأنك فهمتني خطأ , أنا امازحك , هذا هو كل مافي الأمر . ولم تكن لدي نية جرحك .
احست بالضياع امام رقته , إنها لم تعد تتحمل فكرة ان تجرحه , قالت وهي تنظر إلى حذاء مات الذي لم يحكم رباطه .منتديات ليلاس
- اعذرني , لم يكن من الواجب ان اغضب , إنني مضيفة سيئة .
رد مات وهو يقاوم رغبته الجامحة :
- لا داعي للأسف .
اكتفى بأن رفع ذقنها بأصبعه كي يغوص في اعماق عينيها , خشيت سارة في آن واحد ان يضبط او لا يضبط العاطفة التي تشغلها , خشيت ان يتمادى ولكنه اكتفى بالابتسام في حنان .
- لقد مررت بيوم عصيب وانت متوترة واعرف كيف أعالج ذلك .ريحانة
سألته وذهنها مليء بالصور والخيالات :
- كيف ؟
توجه مات ناحية المجموعة الصوتية الخاصة بجون وود والتي كانت سارة تخشى دائماً ان تلمسها , وبلمسة من إصبعه على احد الأزرار كانت كافية لملء الحجرة بالموسيقى الناعمة حيث سحرها وجمالها انتزعا الرجفة من سارة , لقد تربت في بيت مليء بالموسيقى ولكن الاغاني الأميشية تحض كلها على الفضيلة وحب الواجب وقبول العذاب ودخول الفردوس بعد معاناة طويلة في حين ان الموسيقى الخاصة بالامريكيين تحض على إقامة علاقة بين الناس . بدا لها ان تلك الموسيقى والأغاني تتكلم عن الحب والسعادة وانتصار الحب. والمطرب الذي يشدو للحب كان صوته عميقاً ومؤثراً , قال مات معلقاً :
- إنه بول يونج إنها موسيقى ترفق المشاعر , هيا قومي بعمليات الشهيق والزفير ببطء.
اتبعت سارة تعليماته ولكنها احست بالاختناق عندما وضع يده على كتفها , زجرها مات بعينيه فاسترخت . لقد اربكها تماماً. ودت لو جرت مسرعة إلى حجرتها ولكنه كان يحيرها ويجتدبها.
قال :
- اخشى انني تحولت إلى عاجز فلا مجال إذن للرقص مثل باتريك سوايز .ريحانة
- من باتريك سوايز هذا ؟ احد اصدقائك؟
قهقه مات :
- ليس بالضبط.
في وسط مات الاجتماعي فإن النساء كن على استعداد للتنازل عن أي شيء في سبيل مراقصة باتريك سوايز وسارة لا تعرف من هو . من المحتمل انها لم تشاهد فيلماً سينمائياً وإلا لعرفت نجم الرقص الشهير .
فكر في مدى سعادته لو صحبها إلى السينما لأول مرة . وبالنسبة له سيكون ذلك بمثابة إعادة اكتشاف نفسه في عينيها . إنه خلال براءة سارة سيرى العالم بعينين جديدتين وبالنسبة لرجل رأى الكثير من النواحي السيئة فإن الإغراء لرؤية العالم الجديد كان كبيراً .
|