كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات ألحان
رد: 107 - باب النعيم ( من روايات الحان المكتوبة )
هجرته سارة وتركت ناقوساً صغيراً فوق المائدة ليستخدمه عندما يريد استدعاءها في حالة الضرورة . تكوم مات فوق وسائده ورائحة إعداد طعام العشاء تصل إليه وتخترق أنفه .
إن سارة تصلح فعلا زوجة جيدة . وإن لم يكن يبحث عن رفيقة لحياته , لقد كان دائماً مشغولاً عن الاهتمام بالزواج وقضى السنوات الست الأخيرة في المستشفى معظم الوقت أكثر مما قضاه في بيته .
تساءل صوت داخله بوقاحة : وما الهدف ؟ في الماضي كان يجد عشرات الإجابات عن هذا السؤال , ولكنه من الآن يشعر بالإنهاك والقلق والتشتت , إنه يعشق مهنته لأنه دائماً يسعد بتقديم مساعدته إلى من يحتاجونها .
وجو المستشفى يشتاق إليه ومع ذلك لا يصبو إلى العودة إليه . ولأول مرة في حياته لا يعرف حقيقة ما يريده .منتديات ليلاس
طوى شكوكه ومخاوفه وقرر ان الحاضر فقط ما يهمه , انه يتحرق شوقاً إلى الصحبة . هز الناقوس الصغير ولم ينتظر طويلاً حتى ظهر بلوسوم في الحجرة وهو ينبح نابحه الشهير.منتديات ليلاس
سأل سارة التي احضرت له صينية العشاء:
- لماذا لم تربي انجريد قطة أفضل من هذا ؟
نظرت إليه سارة بعينين واسعتين, ونظر إليه بلوسوم بعينين واسعتين , قلب مات عينيه وتجهم ثم قال :
- كم أكره أن أكون مريضاً, إن فكرة قيام أحد غيري بخدمتي ورعايتي مرضياً لا تعجبني على الإطلاق .
- وماذا عن مغازلتك للممرضات ؟
كانت سارة تعد جرعات الدواء وطرف فمها مرتفع قليلاً بابتسامة طويلة وإن كان وميض الشك يلمع في عينيها المستديرتين .
يالها من نسيج متناقض, بريئة ووقحة وامرأة قبل كل شيء , وإن كانت خجولاً لأقصى درجة , إنها تسحره ذلك السحر الذي يسيطر على مزاجه العكر. احس بأنه يسترخى كثيراً الآن وهي قريبة منه .منتديات ليلاس
نظر إلى اظافر يدها القصيرة بدون طلاء اظافر , واستدارة رقبتها الجميلة وشفتها السفلى التي تعض عليها وهي تحاول نزع سدادة زجاجة دواء , قال :
- هذا لب الموضوع , إن الغزل عمل جاد .
ردت عليه بلهجة لاذعة :
- واعتقد انه ينقصك التمرين .
- إن المرء لا يكف عن التمرين إذا كان يبحث عن الكمال .
حاولت سارة ان تخطو نحو الباب وهو يبتلع اقراص الدواء التي ناولته إياها مع جرعة كبيرة من الماء وقالت له :
- اتمنى لك شهية طيبة , هز الناقوس عندما تريد مني ان استعيد الصينية .
احس مات بألم في معدته لا صلة له بألم جانبيه , قال لها :
- هل ترحلين هكذا بسرعة ؟ ارجو ان تجلسي معي.
ردت عليه بصوت رقيق:
- امامي عمل لابد ان اؤديه .ريحانة
كانت هذه شبه كذبة اضطرارية , فقد كان امامها باقي الغسيل للأواني وبعد اعمال الترتيب ولكن الاهم ان تحمي عفتها وقلبها . امامها بقية اليوم لتفكر في الوضع ولتقنع نفسها بأن مغامرة مع مات ستوردها مورد التهلكة , إنه ليس سوى رجل عابر ينتمي إلى عالم آخر لا تعرفه على الإطلاق , احتج مات :
- ليس من المعقول ان تفعلي أكثر من هذا , كم عدد الأفراد المقيمين في هذه اللحظة ؟
- ولا واحد ولكني انتظر اربعة افراد في عطلة نهاية الاسبوع ولدي امور اعدها .
|