كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات ألحان
رد: 107 - باب النعيم ( من روايات الحان المكتوبة )
إن اصدقاءه في مينيابوليس يعرفون ذلك ويعتبرونه مجنوناً, الدكتور مات ثورن الشهير عالمياً ينقلب إلى فلاح ارستقراطي ؟ إن التهاب المخ الذي اصابه مؤخراً تبين انه أخطر مما كانوا يعتقدون : كم ود لو سأل سارة عن الظلال التي شابت وجهها قبل ان تجيبه , إنه يحب ان يعرف كل شيء عنها وهو عادة لا يبدي أي فضول نحو عالم النساء الداخلي .
ليس لأنه يسخر من ذلك العالم وانما مسألة النظام العملي . إن مهنته لها الأولوية ولا تترك له سوى مكان ضيئل ونشاط وطاقة قليلة لتجربة هذه العلاقات .
إن كان يضع نفسه كساحر للنساء في مكان عال من العزة بالنفس ويعتبر الحب نوعاً من التشتت . وعندما ادرات سارة عينيها المستديرتين نحوه وهما عميقتان كما البحيرة ارجع آلام قلبه الحادة إلى الرغبة واعتبرها دليلاً على عودته إلى الحياة , قال بصوت مخنوق بعض الشيء .منتديات ليلاس
- إنني احتاج إلى بعض المساعدة كي انهض .
ردت سارة وهي تخلص رسغها من يده واخذت تدلكها لتتخلص من ألم قبضته :
- يجب ان تفحص اذنيك , لا يجب ان تخرج من السرير .
- إنك تأخذين الأمور بحرفيتها , إنني لن اخرج كثيراً من سريري .
- إنك لن تخرج منه على الإطلاق .
نظر إليها مات نظرة متسلطة كانت في العادة ترعب ممرضاته وقال :
- أنا طبيب وأعرف ما أفعله .
ردت عليه دون ان يطرف لها رمش:
- والنتيجة رائعة !
- حسناً , لا تساعديني بمفردي.
عبرت ذهنها في هذه اللحظة الفكرة التي نصحوها بها في حالته ولكن هذه القاعدة لا تنطبق عليه , إنه سيخرج من السرير رغم صرامة النظام .
توخى الحيطة البالغة وهو يتحرك ببطء ووضع ساقيه على حافة السرير وانتظر حتى يكف الدوار الذي يحسه في رأسه . وحتى لا يصدم براءة سارة لف نفسه بغطاء الفراش كزي الهنود , ثم اخذ نفساً عميقاً بالقدر الذي تسمح له رئتاه وجانباه المكسوران ثم نهض , مادت الارض تحت قدميه ومد ذراعيه للأمام وكأنه يريد الإمساك بأي شيء , فسقطت الملاءة فوق السرير اما الشيء الذي امسك به فقد صرخ .منتديات ليلاس
اضطربت نظرات سارة بعض الوقت في دهشة وفزع عندما تشابكت ايديهما في محاولة للإمساك بالملاءة سقطت سارة على ظهرها وهي تطلق صرخة حادة بينما تكوم مات فوقها وهو يتاوه ورأسه يعاني آلاماً رهيبة .
احس بسهم ناري يخترق كل ساقه اليسرى بينما الإغماء يغزوه شيئاً فشيئاً ويحيط عقله بالظلمات . كز على أسنانه حتى نجح في ألا يستسلم للإغماء بعد لحظة بدت له وكأنها الدهر بدأ الألم يزداد وبدأ يتحسس الجسم الذي أصبح بالنسبة له وسادة . اكتشف ان الملابس كانت تخفي امرأة ممشوقة القوام رائعة التفاصيل , كانت نحيفة ولكنها مليئة بالأنوثة , زمجر مات وهي تتقلب تحته وهي تتساءل في دوامة من الخوف.
- هل انت بخير؟
اخذت تصارع حتى تتخلص من هذا الوضع وتماسكت بجهد شديد. همس :
- لا , لست بخير وأنا في الفردوس وأنت ؟
قالت في ضيق وهي تحاول ان تمحو أي تفكير في عقلها :
- أنا مسمرة في الأرض بفعل ثقل قدره تسعون كليو جراماً.
|