كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات ألحان
رد: 107 - باب النعيم ( من روايات الحان المكتوبة )
قالت آنا :
- إنها من اجل حياتك الجديدة , كوني سعيدة يا سارة واعلمي انك ستظلين ابنتي وداخل قلبي .
***
ابطأ مات من سرعة سيارته الجاجواز عند مدخل جينا وظل في صبر وراء العربة الآميشية المربوطة في جواد اسود . بدأت السيارة التي خلفه نقيرها في ضجة فاخرج ذراعه ليشير للسائق ان يهدأ.الا يعلم هذا الإنسان غير الصبور انه في ركن من العالم يأخذ فيه كل شيء وقته ؟
استدرات العربة عند ناصية ولكن الباص كان يعترض الطريق الرئيسي , وبسبب السيارات القادمة من الطريق المعاكس لم يعد هناك منفذ للمرور . انتهز مات الفرصة ليعيد دراسة خطته . سيذهب اولاً لمقابلة انجريد التي تعرف دون شك اسماء اقارب سارة في أوهايو ثم يقابل سارة ويبذل قصارى جهده لإقناعها انها لا تنتمي بأي حال إلى عالمها وإنما لعالمه هو .منتديات ليلاس
اخذ يمسح بعينيه مجموعات السائحين الذين ينزلون من الباص ويتوجهون نحو حانوت الهدايا ومجموعة صغيرة اخرى من الاشخاص لا شك انهم في انتظار صعود الباص آخر وهم واقفون تحت حماية جدار من الطوب الأحمر واثارت انتابهه .
كانت المجموعة مكونة من زوجين عجوزين وجندي صغير حليق الرأس ومن سارة اميشية داخل معطف اسود . شدد مات قبضته على عجلة القيادة وبدأ قلبه يدق في جنون . إنها سارة ! كيف حدث هذا ؟ إنها موجودة في اوهايو .
كانت سارة بعيدة جداً ومختفية تحت قبعتها الضخمة مما تعذر معه التعرف على ملامحها ولكن شيئاً ما أكد له انها هي ... القطعة التي تنقص قلبه .
لما لم يكن لديه اية وسيلة لركن السيارة ولا للتقدم او التراجع ترك بكل بساطة سيارته الثمينة خلف الباص واخذ ينادي :
- سارة ! سارة ! لا ترحلي وانتظري.
احست سارة وكأن صاعقة انقضت عليها في اللحظة التي كان فيها الباص سيقلها إلى مينيا بوليس إلى مات . هاهو نفسه يظهر بمعجزة على الجانب الآخر من الطريق , لقد عاد من أجلها .ريحانة
صاحت سارة وهي تخلع قبعتها الثقيلة اخذت تلوح بها في كل اتجاه ووجهها مضيء من الفرح.
- مات !
عبر الطريق وكأنه في سباق دولي ودون ان يسمع نقير الشاحنة الضخمة الآتية من الاتجاه المعاكس والذي افلت منه بمقدار شعرة . لقد تبقى امامها عدة دقائق قبل رحيل الباص وسيحاول فيها ان يقنعها ان تتزوجه .
على اية حال لقد سقطت صريعة حبه في الحال . وإذا لم يتمكن من إقناعها قبل رحيل الباص فإنه سيصعد معها داخله ويتضرع إليها حتى يصلا إلى اوهايو , وسينتهي بها الأمر ان تقيل على الأقل حتى تحظى بالهدوء وتتخلص من إلحاحه , وبخته :
- مات ايها الحيوان الضخم , لقد اوشكت الشاحنة ان تصرعك.
كان مقطوع الانفاس والرياح ترفع شعره البني عالياً . كان مليحاً وقوياً ورجولياً أكثر مما قبل , وقف امامها وقد دس يديه في حزام الجينز , قال لها بابتسامة طفولية :
- انا طبيب واستطيع ان اشفي نفسي .
- ستحكي عن ذلك كثيراً.
- في الحقيقة كنت افكر ان باسطاعتي معالجة جروحي إلى ان اكتشفت انني لا استطيع ان اصلح قلبي المكسور , لقد اتيت إلى هنا لأقابل شخصاً عزيزاً وخاصاً إلى قلبي وساعدني من قبل على الشفاء .
لمست سارة جرح ذقنه بأصابعها وكلها حب .
- بدونك يا مات لا املك شيئاً.ريحانة
- إذن لماذا انت راحلة ؟
|