كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات ألحان
رد: 107 - باب النعيم ( من روايات الحان المكتوبة )
كانت سارة مستمرة في النحيب وسقطت على ركبتيها عند أسفل فراش الصبي , بينما وقف بقية افراد آل موست بعيداً في صمت عدا إسحق الذي كان يفح كالحية :
- لسنا في حاجة إليك , لدينا طبيبنا ودون تدخلك ...
ترك مات فحصه للصبي وتوجه إلى إسحق ووجهه متجمد :
- إن تدخلي سينقذ ابنك إذا استطعنا نقله في الحال إلى المستشفى ... إن الزائدة الدودية على وشك الانفجار.منتديات ليلاس
قتم وجه إسحق لأنه كان يعلم ان مات لا يكذب , سأل :
- وماذا يمكننا ان نفعل ؟
- الصلاة !
لم يكن لديهم تليفون لاستدعاء الإسعاف , لفوا يعقوب في بطانية ووضعوه في المقعد الخلفي لسيارة انجريد ورأسه على ركبة سارة وجلس مات بجوار انجريد , وإسحق وآنا استقرا في المقعد الخلفي من السيارة ستيشن واجون , كان مستشفى جينا عبارة عن مبنى من الطوب الأحمر على شكل حدوة الحصان به ملجأ للعجائز وبعض الأسرة في الجناح المقابل وتقع على حدود المدينة . وقفت سيارة انجريد امام لوحة الطوارئ الحمراء وفتح مات الباب الزجاجي وهو يحمل الطفل الذي يتأوه ويصرخ بين ذراعيه .
كانت سارة تجري بجواره وهي متعلقة بكم سويتر مات الجلدي كانت ممرضة الوردية سيدة في منتصف العمر وقابلتهم في ود , اعلن مات :
- أنا الدكتور مات من المستشفى العام مينيسوتا , إن هذا الصبي على وشك الإصابة بالالتهاب البريتوني وأود ان تعدوه لإجراء عملية اين يمكنني تطهير يدي ؟
أشارت إليه الممرضة :
- آخر البهو , سأستدعي إخصائي التخدير الذي سيصل بأسرع وقت ممكن .
قال مات وهو يبتعد :
- أسرع من ذلك .
اصطدم مات بالدكتور كوزويل الذي خرج من مكتبه وسيجار في فمه ليعرف من أين تأتي تلك الضجة.منتديات ليلاس
- الدكتور ثورن ولكن ماذا جاء بك إلى هنا ؟
- ليس لدي وقت للثرثرة يا كوزويل لدي عملية التهاب بريتوني حاد لابد من إجرائها .
قال كوزويل بصوت كالنباح :
- ولكنك لا يمكن ان تجريها بدلاً مني.
نظر اليه مات نظرة باردة:
- أتعتقد هذا ؟
قال كوزويل بصوت مختنق:
- ولكن هذا مخالف للتعليمات تماماً وأعارضه كلية.
- إنني أفضل ان أفتح كرشك بسكين قبل أن أدعك تقترب من هذا الصبي بمشرط الجراحة يا كوزويل , أتحب ان تجرب ؟
وقف الرجل البدين مذهولاً في مكانه بينما ذهب مات لينقذ حياة يعقوب موست بدا الانتظار امام الجميع بلا نهاية . كان والدا سارة جالسين على الاريكة المنخفضة وقد امسك كل منهما بيد الآخر للاطمئنان , بينما سارة تسير ذهاباً وإياباً تحاول ان تسكت قلقها حتى لا تصرخ من الإحباط . كان شعرها منسدلاً على ظهرها حتى منتصفه في هالة وحشية . انضمت إليها انجريد وامسكتها من وسطها واسندت رأسها على كتفها وقالت بصوت رقيق :
- إن مات طبيب ممتاز وعنيد كالبغل وسينقذ يعقوب .منتديات ليلاس
همهمت سارة :
- أعلم , إنني استطيع ان أتمنه على حياتي .
- هل تفعلين ذلك؟
|