كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات ألحان
رد: 107 - باب النعيم ( من روايات الحان المكتوبة )
فضل إسحق ان يعود إلى لهجته المحلية ويتهم سارة :
- إنه يتحدث عن حبك يا ابنتي ! إن خطاياك أفظع مما كنت أظن .افظع من الفظاعة نفسها .منتديات ليلاس
مرة ثانية فضلت سارة عدم الاجابة رفعت ذقنها مما ضاعف من ثورة والدها . واصل والدها بأبشع الأوصاف . وظلت هي على صمتها وزادت رفع رأسها عالياً وانفجر فيها التمرد الذي حاولت ان تكبته . تغير وجه إسحق من الغضب واخذ يلعن ابنته ثم بسرعة البرق رفع يده وصفعها بكل قوته مما سبب جرح شفتيها ورغم ما شعرت به من ألم رفضت البكاء . نجح مات في ان ينتزعها من بين مخالب والدها ويديرها نحوه كي يفحصها ويفحص ما حدث لوجهها الذي امسك به بين يديه . مسح الدماء المتساقطة من فوق شفتيها بطرف إصبعه , همست :
- لا بأس , من فضلك يا مات , لا تزد الموقف سوءاً.
رد عليها قبل ان يستدير إلى إسحق ويصيح فيه :
- لست أرى أسوأ من ذلك , من أجل السلام من حقك ان تغرب عن وجهي ! لم يحدث ان شخصاً أساء معاملة امرأة أمامي , اغرب عن المكان... في الحال .
أمر إسحق سارة وكأنه يعامل كلباً:
- تعالي!
هبط غضب إسحق وبدا وجهه بلا تعبير خطت سارة نحوه خطوة ولكن مات امسك بها , قالت :
- كل شيء على ما يرام يا مات .منتديات ليلاس
اتسعت عينا مات غير مصدق وقال :
- لا على الإطلاق ! انت بالغة وليس من حقه ان يأتي ويوسعك ضرباً وان يسحبك من شعرك ولا حق له في التدخل في حياتك.
- إنه أبي!
- وذلك لا يعطيه أي حق.
سمع صوت انجريد تناديه وهي تقف متوارية في الشرفة وقد عقدت ذراعيها على صدرها تحتمي من نسيم الليل البارد :
- مات ! دع الأمر فسارة تعرف ما تفعله .
كز مات على اسنانه حتى لا يجادلها , لقد أراد ان يكون الفارس المقنع المستعد دائماً للدفاع عن سارة , وادرك ان والدها بسببه صفعها واصبحت مهددة بالنبذ من عشريتها . مرة ثانية اضرها وهو لا يرغب في ذلك , لقد بدا واضحاً جلياً ان عالميهما مختلفان تماماً ولا يمكن ان يندمجا .
همست سارة متوسلة والدموع في مآقيها .
- من فضلك يا مات .
إنها تطلب منه ان يكف , لو استسلم لقلبه ودافع عنها فسينتهي الأمر بتحطيمها, إنه لا يستطيع ان يجبرها على التغيير وعلى ان تضحي بأسرتها ونمط حياتها وعقيدتها من أجله لأن حبهما بهذه الطريقة لن يكتب له الحياة بالتأكيد , بذل جهداً غير عادي حتى يترك ذراعها ويترك الانتصار لإسحق .منتديات ليلاس
قالت سارة بصوت شبه مسموع وتعبير على وجهها مزق نياط قلبه :
- اعذرني يا مات ! اعذرني وسامحني لأنني جرحتك.
تصاعدت الدموع في عينيها وتأمل مات لآخر مرة وجهها وهو يحاول ان يسجل في ذاكرته كل تفاصيل وجهها للأبد , قال وهو يبتعد ويعرج ولديه إحساس بالشيخوخة والهزيمة .
- لا تندمي أبداً على أنك احببتني .
بعد دقائق كانا قد رحلا هي وإسحق , جلس مات فوق مقعد من الحديد المشغول بجوار الإسطبل وهو يراقب خلفية العربة التي يجرها حصان وهي تبتعد وسط ظلام الليل . ثم رفع عينيه نحو السماء المرصعة بملايين النجوم ووجد نفسه فريسة استغراب وحيرة لم يحسها من سنوات طويلة .منتديات ليلاس
|