كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 478 - مقهى الفردوس - دار ميوزيك
عندما حملها التيار من جديد رأت قمم اشجار الصنوبر من فوق صخور الشاطئ المنحدرة ومن المياه البيضاء الثائرة، نبه الجذع ساقيها دافعا اياها الى السباحة في عكس اتجاه التيار .
ظهر وبطريقة معجزة زورق آخر يقوده مرشد قوي البنية بني الشعر رأت عضلات ذراعيه تبرز تحت وطأة المجهود الذي بذله وسائر اجزاء جسده من يديه وعنق وحقوين تجاهد جميعها في سبيل انقاذ حياتها أبطأ الزورق عندما وصل اليها بحيث يمكنها محاولة التشبث باليد
التي امتدت اليها . اخذ يقاوم شدة التيار وهو يصيح بذلك الصوت المبحوح الملح الذي كان قد طلب منها – به فيما قبل – ان تترك الزورق.
" اسبحي! يا الهي! اسبحي! ".
حاولت آبي لكنها كانت تشعر ببرودة شديدة تحول دون ان يطيعها جسدها وكانت امواج النهر عاتية في ذلك اليوم . اختفى الزورق وسط تلك الدوامات وغاصت هي تحت الماء فاصطدمت باحدى الصخور فاحست وكانها قد طعنت بخنجر .
فقدت كل امل في النجاة وفي اللحظة التي توقفت فيها عن التفكير وعن التوسل الى الله وعن التنفس وجدت نفسها محاصرة وسط فروع اشجار متشابكة غطت صفحة النهر مثل شبكة محكمة .
لمست خشب تلك الفروع وتبينت انه صلب بدرجة معقولة فتولت غريزتها القيادة مملية عليها ان ترفع نفسها الى خارج الماء. هبطت فروع الشجرة اليابسة تحت ثقل جسدها لكنها نجحت من خلال مجهود غير عادي في الوصول الى اقرب الصخور منها .
بدأت آبي ترتعد بردا وخوفا دون قدرة على التوقف اصطكت اسنانها ولم تقدر على الوصول الى ذلك التشابك العشبي الذي يعلوها حتى يمكنها التسلق الى اعلى ولا على الاستغاثة وطلب النجدة.
عندئذ وضع يده على كتفيها:
"لا تخافي سينتهي كل شيء على خير ".
وامتدت اصابع قوية الى وجهها تنزع من عليه الطحالب وتغسل الوحل العالق بوجنتيها .
"هل اصبت بأية جراح؟ اخبريني بمواضع الألم ".
ارتعدت آبي بشدة لم يمكنها معها الاجابة عن سؤاله تحسس الرجل ذراعيها وجبينها برفق ثم جثا فوق ركبتيه ومرر يده فوق ساقيها المصابتين بالخدوش .
كانت شبه متجمدة بفعل برودة الماء وتركزت نظراتها المتسائلة عليه.
"ستكونين بخير لا كسور بك سوف اعتني بك وستغادرين هذا المكان .سوف تقبضين على هذا الحبل وتجذبينه بينما ادفعك انا ".
كانت مضطربة الى حد لا يمكنها من بذل اي جهد او اتيان اية حركة تنهدت يأسا. علمت انه يتعين عليه اخراجها مما هي فيه وباسرع ما يمكن بعد ما ثبت الحبل حول احد معصميه انحنى فوقها في وضع قريب جدا بحيث ارتعش شعر آبي تحت انفاسه.
" ليس عليك سوى ان تطوقي عنقي بذراعيك وسوف احملك ".
اطاعت امره فالتصقت به بينما التفت ساقاها حول وسطه كانت آبي على الرغم من ابتلالها في مثل وزن ريشة جافة تساءل هل جرحت بحق؟ استبدت به الرغبة في معاقبة ذلك المرشد الهاوي الاحمق . ضاعف الغضب قوته فاندفع نحو الجدار .
لم ترغب آبي في تلك اللحظة سوى شيء واحد ان تزداد قربا من جسده الدافئ القوي النشيط فقد كان قوي البنية موفور العافية طغى صوته على خرير المياه وبدت عضلاته اكثر صلابة من الصخور ودفؤه اقوى اشعاعا من سطوع الشمس . يتضاءل الكون باسره امام لمس
جسده وتموج عضلاته وعبير عرقه.
|