كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 478 - مقهى الفردوس - دار ميوزيك
توجهت آبي متوردة الوجنتين مرتعدة الأوصال نحو باب المطبخ، في اللحظة التي اندفعت فيها فتاة ترتدي البيكيني إلى الخارج. قالت الفتاة دهشة:
" اخيراً وصلت، آه لكن من أنت ؟ ".
سكنت في مكانها تتأمل جاك بعينين ذاهلتين بينما جاء صوت من الداخل يتساءل :
" ما مصدر هذه الضوضاء؟ ".
" أبي ... أمي ! اصطحبت آبي معها صديقاً ".
لم يكن إدخال جاك ذلك المطبخ الصغير أكثر صعوبة من تقديم أسد إلى قطيع من الغزلان, كان والدا آبي صغيري الحجم, نحيفي القوام, أحرقتهما الشمس, لحظت آبي حيرتهما و توترهما أحاطتهما علماً بإيجاز انها قد التقت بجاك في كولورادو لكنها لم تخبرهما بالظروف التي جمعتها به ,وكان ذلك من قبيل العمل على تهدئة أعصابهما واشترك جاك معها في الحديث حيث تحدث عن حياته في الغرب وعن الجبال وعن فندق الصنوبر العملاق.
و تحدثت جانيت بسرعة مائة كلمة في الدقيقة :
" تمارس رياضة التزحلق على الماء ؟ وأنا أيضاً ,هل أخبرتك آبي أنها تتزحلق حافية القدمين ؟ "
" كفى يا جانيت لا اهتمام لديه بمثل هذه الأمور ".
فأجابها جاك و هو يغمز لها بعينه :
" بل إني مهتم بها جداً ".
" لحسن الحظ تعلم أنها تجيد أشياء كثيرة أخرى إلى جانب أعمال المطبخ ؟ ".
تبددت حدة التوتر التي كانت قد سادت الجو ونهض والد آبي :
" ما رأيكم في أن نتناول القهوة في الشرفة ؟ هناك مكان مناسب جداً بين أشجار الصنوبر ".
أشار العجوز إلى جاك بالجلوس فوق مقعد خشبي ثم أمسك بنظارته المعظمة موجهاً إياها نحو الغابة. وضع بعد ذلك يديه فوق ركبتيه وانتظر الجميع القهوة في إبريق كبير تحيط به الأقداح الأنيقة.
سأله السيد كلارك بأسلوب ينم عن عدم سابق حديثه في مثل هذه الموضوعات :
" تحب ابنتي إذن ؟ ".
صاحت به آبي وقد كاد الانفعال أن يقتلها :
" أبي!".
و مع ذلك استطرد الوالد محدثاً جاك :
" هل حدثتك عن نفسها ؟ هذا ما يحيرني إنها فتاة غير عادية. بدونها كنا سنعيش في كوخ حقير بين الأشواك , لقد أخفقت في كل شيء لكن آبي حققت نجاحاً من أجلي ".
صاحت آبي راجية مرة أخرى ويدها فوق ذراع والدها، بينما تلقت عيناها نظرات جاك :
" أبي! ".
" ابنتي, أريد أن يعرف هذا الشاب من تكونين لعلمك إنها لا تصحب رجالاً كثيرين إلى هنا, أتريد قدراً آخر من القهوة ؟ ".
فقالت آبي :
" سأذهب لإحضار المزيد منها ".
تبعها جاك إلى داخل المطبخ , استند إلى الحائط وأخذ يمسح قوام الفتاة النحيل بعيني المتيم قائلاً:
" لا تتضايقي ".
" هذا مستحيل, بل فظيع كيف أمكنه وهو الرجل المتحفظ عادة ".
|