كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 478 - مقهى الفردوس - دار ميوزيك
سأل وهو يشير إلى آبي :
" هل يريد أحدكم نزول النهر مع هذه المرأة؟ ".
قالت آبي مذهولة:
" ماذا ؟ ماذا ؟ ألحق به على صفحة الماء؟ "
" لا بديل عن ذلك ما دمت تريدين أن تريه الآن ".
أغمضت آبي عينيها ورفعت قلبها نحو السماء مستسلمة لهذه الفكرة, قالت:
" في أي قارب أذهب؟ ".
عندما غادر القارب الشاطئ أغمضت الفتاة عينيها بكل قوتها.
" لا داعي للتوتر الرحلة سهلة ".
لكنها اندفعت إلى عمق القارب تطلق الصيحات المكبوحة مع كل اهتزازة. وبعد فترة قصيرة قال المرشد:
" يمكنني أن أراه ".
دققت آبي النظر نحو الأمام. فرأت ذلك الرأس القاتم والكتفين والظهر القوي. صاحت متجاهلة كل شيء آخر.
" جاك ؟ ".
استدار وقد أخفق في ترك مجدافيه. قرأت آبي على شفتيه كلمة " يا إلهي "! ولم تتمكن من أن تكبح ضحكها.
" جاك أريد أن أتحدث معك ".
برزت عضلات ظهره وكتفيه تحت وطأة الجهد الذي بذله في سبيل تهدئة سرعة القارب كما حدث في المرة الأولى التي رأته فيها، اقترب قارباهما كل من الآخر. صاح متسائلاً:
" ماذا تفعلين هنا؟ ".
" أحبك ".
وقاطعهما المرشد بقوله:
" دقيقة واحدة! لا أريد أن يكون لي أي شأن بما يدور بينكما. جالاجار سوف أقترب ويمكنها أن تنتقل إلى قاربك ".
" هذا مستحيل, سوف تموت جزعا ً".
فصاحت آبي وقد نهضت وقفزت إلى القارب الآخر حيث تشبثت بساقي جاك :
" بماذا تراهن؟ كما ترى يمكنني أن أنجح في عمل أي شيء كذلك يمكنني أن أتغير. كان يكفيني أن أفكر في أنني لن أراك أبداً ".
لم تظل عضلة واحدة في وجه جاك بدون حركة, لكن آبي أدركت تلك المشاعر الساكنة في عمق عينيه القاتمتين. قدمت إليه وجهها المشرق سعادة ثم قالت:
" والداي وشقيقتي والفردوس ..ستظل لجميعهم مكانة في نفسي لكنك أنت محور حياتي ولن يمكنني أبداً أن أعيش بدونك ".
رمقها جاك بابتسامة ابتهاج غامر، وجّه قاربه نحو شاطئ فرعي صغير حيث أخذها بين ذراعيه إلى صدره في عناق كاد أن يكون خانقاً.
" يستحق هذا الصبر الذي تكبدته والمعاناة التي تحملتها. هل تحدث بابي معك عن مشروعاتنا؟ ".
" أية مشروعات؟ ".
" قرر بابي الاعتزال والسفر إلى فلوريدا , على ذلك تم بيع الفندق لزوجين من كانساس سيتي . سوف يكون لك شركاء جدد وسوف يؤول الفردوس إليك بحق. أما أنا فأعتزم أن أفتتح معسكراً لصيد الاسماك على أحد أنهاركم الخاملة ".
" جاك . أحبك. أحبك. أحبك وسوف أظل أحبك مدى الحياة ".
" انتظري لم تستمعي إلى بقية الشروط: أولاً : أتوقع منكِ مهراً ".
" مهراً ؟ ".
" نعم, أعتقد أنني قد فهمت أن عندك مجموعة كبيرة جميلة من صنارات صيد الأسماك ".
" جميعها لك! ".
" ثانياً: سوف يكون بير المسؤول عن الزوارق لكنني سوف أنزل النهر مرة واحدة في كل عام على الأقل. هل ترين أن هذا مناسب؟ ".
" وإذا كنت أرى أنه مناسب؟ ربما أنزل تلك المرات معك الآن. وقد عرفت أنك فأر نهر مدهش! ".
طوقت عنق جاك بذراعيها وقبلت فمه بحرارة قائلة:
" السؤال الحقيقي هو أن أعرف: هل سوف يمكنني أن أتأقلم معك؟ ".
" الحياة أمامنا بطولها من أجل هذا يا حبيبتي ".
تمت بحمد الله
|