كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 478 - مقهى الفردوس - دار ميوزيك
" حضر جاك إلى هنا أمس وصباح اليوم. بدا مكتئباً للغاية. أصابني سوء حاله بتوتر شديد دفعني إلى أن أطلب منه أن يتركني ويمضي. إذا كان يهمك أن تعلمي... فقد ارسلته إلى أحد الأنهار. هذا هو المكان الوحيد المحبب بالنسبة إليه ".
فقالت آبي متنهدة:
" لا ليس النهر. إلى أي نهر أرسلته يا بابي ؟ ".
" ينبغي عليكِ أن تسألي بير عنه ".
فقالت متنهدة وهي تتذكر ذلك اللقاء به:
" بير ؟ ".
" إنني قلق جداً. لا شيء سهل في هذا العالم. اليس كذلك يا صغيرتي؟ ".
صافحت بابي :
" لا. لكنني صلبة جداً. والآن وقد عرفت ما أريد لن يستطيع شيء أن يعوقني ".
ضحك بابي وهو يراقبها تبتعد قائلاً بصوت خافت:
" يا لهما من قرينين مدهشين! ".
تركت آبي سيارتها تنتظر أمام محال زورق المياه البيضاء وكان مزدحماً بالسائحين. لمحها بير وهي تقترب من المنضدة.
" صباح الخير يا بير , إنني أبحث عن جاك ".
" إنه غير موجود ".
" أعلم, على اي نهر أجده؟ ".
فأجابها وهو يلتفت إلى العميل التالي:
" لا أعلم ".
أمسكت آبي بقميصه دهشة من جرأتها أكثر منه.
" بل تعلم جيداً, وسوف تخبرني حالاً وإلا فسوف أحدث جلبة شديدة يتم إخلاء هذا المكان على إثرها في غضون ثوان معدودة ".
" إنكِ فتاة شديدة التوتر ".
" بل يائسة ملحة ".
" حقيقة؟ لست الوحيدة. لكن جاك صديقي ولا أدري. هل يريد أن تعرفي مكانه أم لا؟ ".
ارتعد صوت آبي وهي تجيبه:
" لا أنا ولا بير يعرف ذلك لكنني واثقة بأنني أريده وينبغي علي أن أبذل محاولة للاهتداء إليه. وعليك أن تعاونني في ذلك ".
تأمل وجهها بحثاً عن أية علامة أو إشارة كما اعتاد أن يفعل في تكهنه بحالة الجو أو البحر. قال:
" سوف نذهب إليه. استقلي السيارة الجيب ".
سألته:
" إلى أين نحن ذاهبون؟ ".
" إلى بولدر كريك, لا تزال هناك فرص لنزول الماء ".
وقفت مجموعة من الرياضيين يحتسون المشروبات المثلجة عند حافة الماء في انتظار النزول التالي, لكن جاك لم يكن بينهم.
" هل رأى أحدكم جالاجار ؟ ".
" لقد انصرف تواً. ويسعدنا أننا قد تخلصنا منه, إنه شديد الغضب والاكتئاب ".
|