كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 478 - مقهى الفردوس - دار ميوزيك
وقفت على اطراف اصابع قدميها وطبعت قبلة على شفتيه اعادها إليها بحرارة قبل ان يتلقى منها تشجيعاً في صورة ربتة فوق ظهره.
" أتعدينني بذلك ؟ تعدينني! لا يا حبيبتي لو بقينا هنا فسوف تنامين أو تعملين كعادتك بينما لدي مشروعات أخرى " .
لم تمض دقائق معدودة حتى كانا يطويان الطريق متجهين إلى خليج المكسيك . بدد نسيم الصباح الدافئ الرطب ما تبقى من آثار رغبة آبي في النوم والصق قميصها القطني الخفيف الذي طبعت عليه كلمة الحياة شاطئ بجسدها .
عندما ارتدت آبي هذا القميص لم يستطع جاك أن يقاوم رغبة في ان يمرر اصبعه ببطء فوق حروف الكتابة البارزة فصاحت فيه بين نوبتين من الضحك العميق:
" كفى! ".
" لا يمكننى بالتأكيد! ".
وقبل ان تتمكن من ان تقول المزيد كان قد جذبها إليه كي يقبلها عندما تذكرت آبي ذلك احتوتها موجة رغبة تولدت بداخلها وغمرت كل قطعة من كيانها إذا كانت قبلة قد كفت لإثارة كل هذه المشاعر فيها و إذا انتهى هذا اليوم وفقاً لرغبتها فلن يمكنها أن تعود إلى حالتها الأولى أبداً .
بدت آبي مثل ملاك سقطت أولى أشعة شمس الصباح على شعرها الذهبي الكثيف فأكسبته لمعاناً غير عادي مؤكدة نحولة كتفيها ودقة قسمات ذقنها وفكيها بدت عيناها أكثر زرقة من سماء الصيف وأكثر زرقة من جميع الأنهار التى أرتادها جاك . قبض على عجلة القيادة يقاوم رغبة جامحة محمومة في أن يوقف السيارة على الطريق وأن يضمها إليه وسط أشجار النخيل القزمة وأن يمارس معها الحب حتى الموت .
وضعت على كتفيه يداً رطبة:
" ماذا بك ؟ ".
" لا شيء ومع ذلك تحدثي معي ".
" حسناً ... كانت الصالة بأسرها محجوزة أمس و...
"لا, ليس في العمل ".
" حسناً, أقنعت جانيت بالأشتراك في دورتين دراسيتين صيفيتين ".
" لا, ولا عن جانيت ولا عن والديك ولا عن قططك ولا عن شريكك " .
" لم يبق شيء تقريبا ً ".
“ بلى يا آبي العالم بأسره " .
فكرت لحظة ثم التفتت إليه مبتسمة رأت انه محق فيما قال . حدثته عن مذاق البرتقال الطازج حديث القطف وعن شتلات البرتقال التي تعطي ثمرها في غضون عامين إذا تم تطعيمها وتشذيبها على الوجه الصحيح وحدثته عن الصقيع الذي يرغم المرء على إخراج الجرارات ورش المياه فوق الأشجار لحمايتها من تراكم الجليد فوق فروعها وأوراقها وكيف انه لم يعد عدد الرجال القائمين على تشغيل المضخات ليلاً أو نهاراً كافياً مما يترتب عليه موت أشجار البرتقال لكن إذا قدر لهذه الأشجار أن تعيش فلن تعرف آبي شيئاً يفوقها جمالاً في الوجود بأسره, عندما اقتربا من تامبا حدثته الفتاة عن قوارب القراصنة التي كانت تغزو الخليج في شهر فبراير من كل عام لمهاجمة المدينة وعندما توجها نحو تاريون سبرنجز تناول حديثها مطاعم قرية الصيادين اليونانيين باطباقها اللذيذة الشهية .
وطئت أقدامهما رمال الشاطئ قبل التاسعة بسط جاك غطاء فوق الأرض وخلع حذاءه و قميصه.
|