ظلت الأحوال كما هي لعشرة ايام وحين استعاد روبي بعضاً من صحتة عاد يخرج للبحث معهم وافق الرجل علي هذا بعد ان نصحة ريفين بالأمر حتي لا يشك احد السكان ان هناك مشكلة بصدد الفتي وانه يشكل خطر عليهم ولهذا يعامل بهذا الشكل ويمنع من الخروج برفقتهم , لكن ولا مرة شعر السيد كلارنس بالراحة حين يذهب للخارج فهو بالفعل يتوقع منه اية رد فعل يكون نتيجتة الهجوم علي المنزل لكنه يعلم انه يعجز عن الأبتعاد اكثر حتي يقوم بالتبليغ عنهم و الأنضمام لتلك القوات انتقاما منه , لكن شئ لم يحدث و قرر السيد كلارنس ان وقت بقاءه في الداخل قد حان وانه لن يسمح له بالخروج والبحث ثانية عليه العودة لعملة في تصنيف الأطعمة , ولو ان الفتي توقف عن محاولة تحدية وعدائة وتهديداتة وصوتة العالي المتعجرف دوماً لوفر علي نفسه والرجل كل هذا التشويش في حياتة حين اخذ يعترض مرة اخري استطاع السيد كلارنس ايقافة بنظرة واحدة فقط لأن روبي اصبح يخشاه ويعرف ماهو قادر علي فعله : انت تلتزم بقوانين المكان الأن .
واكد عليه وهو يمرر اصبعة علي وجنتة المجروحة : لا داعي لأذكرك بما جلبتة علي نفسك في المرة الأخيرة التي عاندتني فيها .
العجيب ان الفتي لم يعلق وشعر السيد كلارنس انه ليس مرتاحاً لهذا النمط الجديد وادرك انه يهتم لأنه يتحداه وكان هذا ما يشغلة عنه وحين اصبح مطيع كما طلب منه مراراً فقد هذا الأهتمام , لكنه لم يستغرق سوي ايام قليلة واصابة الأرهاق لأنه اجبر نفسه علي تقليل حصتة من الطعام فهو لا يريد شئ من هؤلاء القوم ولا العيش معهم كل شئ يكفيه حتي هنا , مع عدم الأكتراث من قبله تغيرت معاملة الرجل نحوه فجأة وكان يهتم كثيراً ان يجدة علي مائدة عشاء العائلة معهم ومع ماي التي بشكل ما كانت اقرب الي زوجتة لكنه لم يصرح بذلك لهما عند الوصول وكذلك لم يسأل اياً منهم وتعجب من ان هذا الرجل يملك اية مشاعر انسانية تؤهله ليصبح زوج يطاق , صحيح انه لا يدردش معه بشئ كما يفعل مع البقية , صحيح ان روبي لم يهتم لهذه العادة المقدسة اليه ألا انه بدا يحاول بدأ صفحة جديدة معه وهذا بالتأكيد ما لن يسمح به الفتي فهو عدوة اياً كان الوجة الذي يرتديه الأن , وبدأ يجده في طريقة دوماً يوقفة لدقائق يسأل عن احواله هل تغير شئ بعد نحوهم وقرر ان يصبح فتي مهذب , لم يكن لدي روبي رد اليه سوي نظرة باردة ويرحل بصمت بعدها لم يعد يبادلة كلمة تقريباً , ما جعل الرجل يتغير انه في وقت ما حين يجلس يؤنب نفسه مثل الجميع ادرك انه بالفعل تمادي , ما خطبة مع ما فعل , لم يرتكب الفتي خطيئة كبري لهذا الحد حتي يوشك علي قتلة , ما الأمر الذي اثار استفزازة تجاهه , نظراتة القوية دوماً , عجرفتة وكلماتة اللاذعة .. كل ما يعرفه ان عليه اصلاح الوضع وانه بعد شعور الكراهية الشديد نحوه بات يتقبل وجودة في المكان , فهو مثابر للنهاية وحتي في اشد ساعات خوفة لا يضعف بسهولة , يظن ان لا مجال لأقناعة بالعيش معهم هنا ألا انه كذلك لديه عدة طرق للمحاولة .
كان روبي يعمل علي تصنيف الأطعمة مع البعض مثلما تم تكليفة بهذا مؤخراً وشعر بيد توضع علي كتفة وتنتشلة من استغراقة في التفكير , وكان اخر ما اعتقده ان يلتفت ليجد نفسه يحدق لتلك العينين الخضراء المشوبة بالرمادي .. وهذا الوجه الذي لا يدرك مدي سعادتة لرؤيته ثانية , كان هو امامة حياً ً وبصحة جيدة ربما اكثر مما كان حين مغادرتة ظن انه يهذي , لكن نظراتة القلقة ويده التي كانت تربت برفق علي كتفة كان شئ ملموس واقعي , احتاج لدقائق حتي يستوعب كل مايجري ويحاول تحديد ما يشعر به فأول ما جاء الي خاطرة انه لم يعد وحيد في المكان هذا شخص يدعمة , لن يعاند لن يرفض لن يفعل اي شئ هو يريدة معه , وحين ظل سيف صامتاَ ينتظر منه اي كلمة اي رد فعل اي تعبير استعاد تركيزة وهنأه بعودتة سالماً وجاء هذا بجفاء ينبع من داخلة وتسائل ما الذي تغير به ليعود ويجد هذا الشخص البارد امامة , مع ان عينية الدامعة تؤكد ان خطب ما قد حدث , لم يتمكن روبي من قول شئ بل اي سؤال او كلمة من سيف كادت ان تدفع به للبكاء والبوح له بكل ما حدث معه كأنه طفل صغير يشكو له حتي يذهب ويوبخ السيد كلارنس , هكذا لم يعيد محاولة التحدث اليه طوال اليوم واكتفي فقط بالأطمئنان علي احوالة و مراقبة نظرتة الحزينة , بدا السيد كلارنس واثقاً من استحالة عودتهم ويبدو ان امر عودة سيف للمنزل تجعله مشوش , لكنه كان يعرف ان الفتي لن يجرؤ علي البوح بشئ فقد كان ذكياً كفاية ليجعله صامتاً حيال عقابة , اكتفي سيف بالتركيز علي صحة الفتي المتدنية بشكل واضح وقرر ان يؤجل الأسئلة لما بعد , اخذت المجموعة تروي ما حدث معهم في ذلك الوقت وكيف استطاعا بمساعدة بعضاً ممن يعيشون هناك الأختباء والتسلل لكنهما لم ينجحا في الأقتراب اكثر من الدفاعات الخاصة بالسور , قال سيف : لكن يبدو الأمر في الداخل منظم للغاية وثمة احتمال كبير ان ما يجري ليس بذلك السوء .
كان السيد كلارنس عصبياً للغاية وهو يحاول نفي هذا الكلام خاصة وقد أيد الكثيرون كلام سيف
: هذا ليس تأكيد كافً هذا يعني انكم لم تتمكنوا من ايجاد معلومة واضحة حيالهم .
نظر الشاب الذي لم ينسي انه شاهد سيف يحادث احدهم : لديه معلومة ما بالتأكيد لقد تحدث مع واحد منهم شخصياً .
استغرب السيد كلارنس وقال بشك : هل فعلت حقاً .. وكيف سمح لك بالرحيل بعدها .
قال سيف بضيق وهو يشعر انهم يتهمونة بشئ خفي : كان وحدة وكنت محظوظ لأنني تمكنت من الأنفراد به .. كون جماعتك تعجز عن فعل هذه الأمور بجرأه ليست مشكلتي .
هاجمة الشاب مرة اخري وهو يقول بحنق : نجد انك محترف للغاية وكنت السبب في انهم جاءوا للقبض علينا بسبب فعلتك تلك .. هذا يسمي تهاون .
صاح سيف في وجهه غضباً : اذا استطعت الحصول علي معلومة منه لكان هذا في مصلحتنا جميعاً .. كان الأمر يستحق المخاطرة .
ابتسم الشاب بطريقة ساخرة وحين كاد الموقف يتعرض لعراك قال السيد كلارنس ليسيطر عليهما
: لا بأس سيف محق .. لقد تصرف وفق ما تطلبة الأمر منه ويكفي انه اقترب كفاية من احدهم للتحدث هذا يعني ان لديه الجرأة للأقدام علي امور من هذا النوع .
لم يفهم سيف ما يرمي اليه تماماً هل يمدحة ام ان خلف كلماتة تلك شئ اخر يقصدة لكنه لم يحاول جعلها مشكلة لينشغل بها .. هكذا عادت المجموعة وكل ما حصلا عليه ان الأحتمال الأكبر ان تلك القوات ليست بالخطر الذي يعتقدونه لكنه ليس تأكيداً ليذهبوا جميعاً ويسلموا انفسهم .. يوماً بعد الأخر عادت الحياة الي وتيرتها العادية واستطاع روبي العودة للخروج والبحث من جديد حتي حين كان يلقية السيد كلارنس بنظرة يفهم منها جيداً انه حتي بعودة صديقة للمكان فهو يملك شئ عليه يجعله ملتزماً .. بدأ روبي التكلم مع سيف ليس كثيرا وكان لدي الأخير الكثير من الصبر ناحيتة ليمنحة التكلم علي مهل وحده فهو يشعر انه يخفي شئ ما عنه .. لم يجد روبي شئ يقال سوي حالتة ان قول السيد كلارنس عنه انه مات ولن يعود يوميا يكرر عليه الكلمة جعله في حال قلقة .. يعرف ان سيف لن يصدق حرفا منه سوي اذا كان يتحدث بصدق.. لم يتوقف سيف عند روبي بل حاول معرفة الأمر من بعض الأشخاص في المكان وخاصة حارس السجن الثرثار الذي اخبرة عن امور كثيرة .. كم كان السيد كلارنس قاسياً معه .. كم ضربة واهانة مرارا .. وحدق سيف لوقت طويل بالرجل وهو يشرح هذا .. لم يصدق ماحدث في غيابة لا شك في تعلو تلك النظرة وجه الفتي , لكن احد لا يعرف امر حبسه اياه ومحاولة قتلة ببطئ .. هكذا بكل الغضب والأندفاع وجد نفسه في طريقة لمكتب السيد كلارنس .. لكنه تراجع .. لا ليس الأن , يجب ان يعد له خطة ما اولاً لن يفلت بتلك السهولة .. لينتظر ويعرف كيف سيتصرف السيد كلارنس فابلتأكيد سيخبرة حارس السجن الثرثار بالمحادثة التي دارت بينهم , لكنه ابدا لن يشبع فضولة كون هذا حدث بالفعل او لا , وماهي ردة فعله ؟ ليتعذب بمرارة الأنتظار حتي يرتب افكارة , كذلك لن يأتي علي ذكر شئ امام روبي كونه عرف بهذا الأمر , تلك الليلة في عشاء العائلة اخذ بعض الأشخاص يتداولون الحديث عن ان هناك بعض العصابات في الخارج يتخذون احد البيوت مسكن لهم و مؤخراً بدءوا يثيرون بعض الشغب معهم ويحاولون مهاجمتهم للأستيلاء علي متاعهم , لم يعلق السيد كلارنس حينها بشئ واكتفي بالصمت و في اليوم التالي كان قد قرر الخروج وحده للتقصي عن الأمر عرض عليه ريفين اصطحاب احدهم لكنه لم يسأل الي اين هو ذاهب وحده فهو دوماً يفضل ان يرافقة احدهم , لم يرفض العرض ووجد خطواتة تقودة الي روبي الذي كان يلعب الكرة مع شخصين اخرين يمرران الكرة فيما بينهم ويحاول كل منهم الحصول عليها , هذا لم يمنعة من الأقتراب نحوهم وهو يراقبة كيف انه مستمتع ومنغمس في اللعب بمرح وكأنه نسي كل شئ عما يجري حوله واصبح ما يفعله في الوقت الراهن هو شغلة الشاغل , علي الرغم من القوة والصرامة البادية علي وجهه ألا انه بداخلة يشعر بالتردد للتحدث معه فلم يفعل هذا منذ وقت لذا يخشي ان ينال فقط بعض الكلمات المؤذية امام الجميع كالعادة لكنه كذلك يدرك ان الفتي يحسبها جيدأً الأن قبل ان يتفوه اتجاهه بكلمة , قبل ان يتحرك روبي شعر باليد التي توضع علي كتفة التفت سريعاً وتفاجأ قليلاً بالشخص الذي يقف خلفة قبل ان يفتح فمة قال السيد كلارنس لرفاقة : سينسحب روبي من اللعبة .. اسف لكن لديه عمل .
لم يفهم ما يجري لكنه جاري الرجل الذي يدفعة برفق امامة ليتحرك قائلاً بسخرية : اري انك تقضي وقتاً جيداً ولم المح نظرتك العدائية هناك .
توقف روبي فجأة : ماذا تريد .. لا تسمح لنفسك بالتصرف بحرية اتجاهي كأننا اصدقاء يحق لك اخذي والذهاب من وسط امر اقوم به .
: هدئ من روعك اولاً .. ثانياً يحق لي التصرف كيفما اشاء اتجاه شخص يلعب فحسب ولديه عمل كما قلت .
اصر روبي وقد بدأت نبرة صوتة ترتفع : لا يحق لك ذلك معي علي الأقل .. انا اكرهك يا سيد كلارنس ولا احتمل تبادل كلمة واحدة معك .. وبينما انت تتجاهل ذلك وكأنك لا تعرفه تتصرف حيالي كأن شئ لم يحدث .
لم يهتم الرجل لأي كلمة : اذاً ألا ترغب بتعلم اشياء تساعدك اكثر .. سترافقني للخارج يا روبي سنذهب لنلقي نظرة اقرب لمكان تلك العصابة التي تحدث عنها الرفاق .
: لا اريد ذلك .. لديك الكثيرون بانتظار هذا الطلب منك لترافق احدهم .. ليتهم يقتلونك هناك ولا اضطر للنظر في وجهك ثانية يوماً .
ظل الرجل صامتاً يراقبة بثبات ثم قال بهدوء في النهاية : انه دورك .. قررت تعليمك شئ يفيدك يا عزيزي .. اراهن انك تعلمت الكثير مني حين خرجت برفقتي من قبل وألا لما تجرأت علي مهاجمتي يوماً .
هو لا يستوعب كم الهدوء واللباقة التي عليها الرجل كأنه ليس ذاته الذي عذبه منذ اسابيع وكاد ان يقتلة , لما يهتم اذا ما تعلم شئ او لا , هل يخطط لشئ اخر حين يصطحبة وحده في الخارج ؟ هل ينوي التخلص منه ؟ او سجنة في مكان اخر بعيد ؟ لم يعد بأمكانة التفكير حيالة سوي بتلك الطريقة ولايمكن ان يصدق تلك النظرة الدافئة ولا حديثة المهذب علي الرغم انه كان ليثور غضباً في وقت سابق اذا ما تفوه امامة بمثل تلك الكلمات : اذهب يا روبي واحضر اغراضك لأننا سنذهب بغض النظر عن مزاجك .
بدأ يلمح تلك النظرة التي تدل ان الرجل بدأ ينفد صبرة من عنادة امامة ويعرف ان ما سيلي ذلك الكثير من المشاكل لم يكن في حاجة اليها لذا نفذ لأنه ليس لديه خيار اخر ولأنه في قرارة نفسه اذا ما تغاضي عما بينه والرجل فهو يريد التعلم اكثر والخروج للبحث اكثر برفقة اشخاص مثلة مستعدون لأي ما سيحدث ويجيدون التصرف اياً كان الموقف لذا ربما كان هذا كل ما سيربحة من وجودة في المكان , لقد شاهد الأشخاص الذين دربهم من قبل كيف يقاتلون في الخارج وشاهدة هو نفسه وبما انه من يعرض عليه الأمر ولن يخسر شئ سيرافقة لكنه متيقظ له تلك المرة جيداً .