الفصل 15
لم تعاقب ماي بالتأكيد ولم يتهمها احد بأنها من حاولت دفعة ليتشاجر معها بل اتهموة وحدة بالتشاجر ومحاولة الهرب وهكذا قرر الرجل ان يضع له حداً ربما تكون تلك هي الطريقة التي يجب اتباعها معه وانه ليس ممن يفهمون الأمور بتروي , منعه من الخروج مع الأخرين , وحين وقف الفتي امامة يهدده ويرفع صوتة ويطالبه بأن يتركة يرحل كما يريد ازداد غضبة منه ومن طريقتة المتعجرفة التي لا تعرف حدود للوقاحة او رمي الجميع بكلام لاذع بجرأه لذا ارغمة علي البقاء في المنزل فقط , وفي وقت ما حين وجد احد الرجلين اللذان كانا برفقة ماي نفسه وحده مع السيد كلارنس اخبره بحقيقة ما جري وان هي من دفعت بروبي للتشاجر , شعر السيد كلارنس بأن ماي علي وشك افتعال مشكلة وخلاف كبير مع روبي هذا ووجودهم معاً في مكان واحد سيصبح امر خطر ربما ينتهي بشكل سئ .. عاد مرة اخري يحاول التحدث الي الفتي , لكن روبي لم يكن علي استعداد ليتعاون معه لقد شعر بالظلم حيال موقف لم يخطئ فيه وهو وحده من يعاقب لذا سوف يجبر الرجل علي طردة بأي شكل , بدا الأمر ودي في البداية علي الرغم من ان الرجل كان يغضب منه في احيان كثيرة لكنه لم يصل ابعد من التصرف بتعقل, لم يروق ل ماي تلك الطريقة وطلبت من السيد كلارنس ان يتخذ موقف ما : طلبت اليك ان تحاول تأديبه ولكنني اجد انك فقط تحاول اقناعة بأننا لسنا بهذا السوء .
: ما الذي تنتظرينة يا ماي .. ماذا علي ان افعل .
: كل ما يلزم .. واعني بهذا ان بأمكانك حتي ضربة اذا اقتضت الضرورة انه خطر علينا بطريقة تعامله مع الجميع .
القاها بنظرة قاسية : اذا قررت معاقبتة بشكل صحيح فسوف اتخذ الأجراء ذاته معك هل تفهمين .. تتصرفين مثل مراهقة فيما يتعلق بهذا الفتي كان تصرفك طائش كوني ممتنة انني تغاضيت عن المسألة .
: بيننا واشياً اذاً .
: بل هو شخص صالح لم يسمح ضميرة باتهام الفتي وحده .
: اما ان تتخذ حيالة موقف جدياً وألا ستجد احدهم مقتولاً بسببه في المرة القادمة انه عدائي وليس مستعد ليغير معاملتة حيالنا .. ارجوك البعض يظن انه قد يؤذي احدنا .
ضحك السيد كلارنس : تهولين الأمور كعادتك يا ماي .. وانت مخطئة الكثيرون يحاولون التقرب منه انه شخص جيد للغاية لكنه خائف فحسب وهذا امر طبيعي .
: كما تشاء فأنت القائد في النهاية .
لم يكن يحب هذا النوع من طرق العقاب لن يأتي طفل كهذا ليشغل تفكيرة حول كيف عليه ان يعلمة ان يتعامل حيالهم خاصة ماذا يعني له اذا كان يكرههم او لا ولا يملك الوقت كذلك لحجج ماي المستمرة للتخلص منه , كان لديه ما هو اهم من تلك التفاهات , لكن استمرار الفتي في العناد اكثر وتحدثة بتلك اللهجة المتحدية في وجهه طوال الوقت ليمنعه من التدخل في شوؤنة وتحديد اقامتة هنا اغضبة ورغب بشدة في اسكاتة واخضاعة وتعليم لسانة قول كلمة حاضر فقط ببساطة لذا تطاول عليه بعد كل هذا الوقت وقام بضربة بعد ان فاض حد صبرة معه وهو لا يزال يلمح بوضوح تلك النظرة التي تحتقرة بدون ادني سبب وكان هذا يدفعة للغضب والغيظ منه اكثر وهو يلقي عليه تلك النظرة الشيطانية المتحدية في ان يتخذ اي اجراء او موقف نحوه , قام بعزلة عن الأخرين تماماً وكأنه يحتفظ به في المكان , هكذا وقع فريسة سهلة بين يدية .. لأنه كلما تقابل معه كانت عينية تنظر نحوة بنظرة الرضا عن انه تفوق عليه واخضعه وسلبة حريتة وامانة , ونظرا لأنه ممنوع من المغادرة واصبحت حجرتة وسيف زنزانة بديلة عن رمية في الطابق الأسفل ولا احد يعلم بأمر هذه المعاملة وهذه الأوامر التي صدرت نحوه من كلارنس سوي هو واثنين من رجالة يعرفان فقط ان عليهم منع روبي من الخروج بأي شكل , حاول ان يهدء من وتيرة عنادة امام الرجل قد يكون تمادي وهذا ليس في صالحة مع عدم وجود اي حليف له , يوم بعد الأخر بدأت حصتة من الطعام تقل ولم يكن بيدة ان يطالب بالمزيد فهو لا يخرج ليأتي بطعام وشراب كما السابق , هل يحاول كلارنس قتلة قبل عودة سيف , وتملكة الخوف من تلك الفكرة فهو لا يملك اي شئ امامة بينما الرجل يملك كل شئ للتصرف حيالة كيفما يشاء , وكلما سأل احدهم عن غياب روبي بهذا الشكل المريب علل كلارنس بأنه مريض للغاية ويخشي عليه من مرافقتهم لذا سيبقي في حجرتة الخاصة حتي عودة سيف ولا بأس من مشاركتة بعض الطعام والشراب فهو لا يأكل الكثير علي اي حال وكان يضحك بمرح كأنه جدياً يرغب بأن يبقي الفتي في غرفتة الي الأبد , بعيداً عن امر الفتي بدأ يفكر اكثر في انه ربما يخسر رجال الصف الأول لديه مع سيف , من ارسلهم هم من النخبة لديه في بداية قدومهم الي المنزل كانوا اشخاص عادية وساعدهم علي ثقل مواهبهم وقوتهم ليصبحوا رجال الصف الأول لذا لا يمكن ان يشعر بالأطمئنان وهناك احتمال بأن يفقدهم .
حين عجز روبي عن فهم ما يريده الرجل ولما يسجنة بهذا الشكل سألة مباشرة , ووضح الرجل السبب : وتسأل لا اصدق .. انت لا تحترم احد في المكان ليس لديك حد للتوقف عن التقليل من شأن الجميع , لديك غرور وتعتقد انك افضل من الجميع هل هذا ما استحقة لأنني وثقت بك وادخلتك الي هنا لقد جلبت التشويش الي حياتي كما لم يفعل احد من قبل .. ما الذي تعرضت له هنا ليجعلك تكرهنا علي هذا النحو .
: هذا ليس صحيح ما الذي تتفوه به .. الا تري انا عاجز عن التأقلم معكم لا افهمكم ولا اريد هذا في الواقع .. انت تعاقبني لأجل رفيقتك فحسب اعرف ذلك .
رماه السيد كلارنس بنظرة مخيفة وقال بصوت عميق وهو يميل نحوه : اياك والتحدث عن ماي بتلك الطريقة لا تقحم نفسك في مشاكل اكبر منك .. يبدو بالفعل انني بحاجة لأعيد فهمك حيال الكثير من الأمور واولها احترام المكان الذي تعيش فيه .. واهمها احترام قائدك حين يتحدث اليك .
: لست قائدي ولست مديناً لأي وغد منكم بشئ .. دعني ارحل من هذا المكان فحسب .
اقترب عليه وهو يلقيه بنظرة تهديد جدية وبخشونة : اذا لم تعود الي صوابك وتتعقل قليلاً فسوف اجبرك علي هذا.
لم يفهم روبي ولا يرغب بذلك ربما بالفعل اخطأ نحوهم لكنه يفعل ذلك لأنه يشعر بالخطر فليس صحيح انه يكره المكان او يحاول التقليل من شأنه او اية امر من هذا بل يحاول ان يدفعة ليطردة فحسب كل ما يرغب به هو مغادرة هذا المكان قبل ان يقرر الرجل قتلة وهو يثق انه قادر علي القيام بهذا بسهولة , قضي اياماً مخيفة مؤلمة يتلقي فيها الضرب والصراخ بدون ادني حق من الرجل الذي كان مبررة الوحيد انها طريقة لتأديبة لأن لسانة السليط وعينية ذات النطرات الجريئة لا تروقة ابداً وطفل مثلة يجب ان يوضع حد لعنفوانه قبل فوات الأوان , اصبحت حالتة اسوء , اضعف , واكثر رعبا وخوفاً مما ينتظرة وادرك ان نتيجة ما يحاول فعله انعكست عليه ولن يتوقف الرجل فقد وصل غضبة منه مداه ولن يرأف بحالة مهما حدث , لذا عليه الهروب من المكان حتي الي من سيقبضون عليه لن يكون الأمر اسوء علي اقل تقدير , لكن كيف يفعلها , هو ضعيف للغاية وهزيل ومشوش الفكر بالأضافة الي الحجرة الموصدة و ماي التي تنتظر منه خطوة واحدة مثل هذه لتأمر بأن يلقوا به في اي زنزانة في الأسفل وحينها سيصبح لدي السيد كلارنس كل الحق في معاقبتة بشكل قانوني لأنه هارب .. هكذا قضي الأيام وحده يحدق الي فراش سيف وكأنه ينادية بصمت ليعود بأي شكل فهو من ورطة بهذا الكابوس ليته يستطيع ان يري الأن ما هي حقيقة السيد كلارنس الذي لم يكن في نيته التوقف عند هذا الحد لأن الفتي اصبح وقت الرفاهية لديه.. وحين فاض الكيل و رغم حالة الضعف بسبب عدم تناولة الطعام استطاع ان يهاجم الرجل , صحيح انها محاولة فاشلة لأبعد حد , صحيح انه لم ينال منها اية فرصة حتي لأخبار احدهم في الخارج بما يحدث معه .. ألا انه وصل بالرجل لأحتجازة ونزل روبي الي الدور الأول الذي كان معد جيداً كي يصبح سجن .
بدا الرجل علي راحتة اكثر في التعامل مع روبي بعد ان وضعة في السجن وقررتولي شؤونه كما يريد وفعل ما يرغب حيالة واطعامة وقتما يريد والتوقف عن ذلك حين يحلوا له , السماح له بالنوم دافئاً في فراش مريح او علي الأرض الصلبة الباردة , ضربة واهانتة او معاملتة باهتمام ورفق مفاجئ .. هكذا يتحول الرجل من الثلج الي النار من الليل الي النهار الي اي شئ ونقيضة كأنه يقرر التخلص منه لكن يعود شئ ليقنعة بعدم القيام بالأمر لقد تبدل الرجل تماماً وكأنه اقسم علي الأنتقام منه حتي النهاية ولم يعد هناك مناقشات كما السابق او اي حديث سوي التهديد فقط , لا يعرف حتي هل هذه افكار ماي التي تكرهه لسبب مجهول منذ وطأت قدمة المكان لكن الي اي مدي يمكن ان يخضع الرجل لتنفيذ رغباتها حتي اذا كانت بصدد تعذيب وقتل انسان خاصة ان السيد كلارنس ليس من هذا النوع الذي قد يقتنع بأفكار احدهم بسهولة لكن يبدو ان ثمة ما اصاب الرجل وجعله جدياً في معاملتة الغير متوقعة اتجاهه , اخبر احد الحراس روبي انه لم يري السيد كلارنس في حال مماثلة مع احدهم من قبل ويبدو انه يستحوذ علي اهتمامة وتفكيرة بشكل خاص فالبقية يأخذون العقاب بصمت او يعدمون ولا يأتي السيد كلارنس اليهم بين الحين والأخر هكذا حينها عرف انه يرفض ان يتحداه ولن يتركه وشأنه سوي حين يخضع له وينفذ أوامرة بشأن ان يصبح فرد جيداً من أهل المنزل , شعر باليأس والتمرد علي ما يجري معه لا يحق للرجل ان يتصرف بتلك الطريقة نحوه ماذا يملك عليه وماذا سينال من تلك المعاملة , كان يسمح له علي الأقل بالتجول في انحاء المكان لتحريك قدمية خاصة انه تقريبا لم يعد يري الشمس , حينها اقترح الحارس الذي بدا بشكل خفي وراء ملامحة الجامدة يشفق عليه ويحاول التخفيف عنه بالثرثرة معه من وقت لأخر , اقترح عليه ان يري السجن بالكامل هنا بعض الغرف للأحتجاز , وهنا غرف اكثر رقياً وهي التي كان يسمح السيد كلارنس له بالنوم فيها , وهنا الغرف الأقصي بعيدة وباردة ومظلمة , وهنا عيادة صغيرة فليس مسموح للمسجون الأختلاط بالأخرين حتي اذا ما كان مريض , ونعم السيد كلارنس استطاع ان يؤمن حتي العيادة الصغيرة في المبنيين وفي السجن وكذلك الأدوية وبهذا يتفوق علي الكثيرين في شئ , ثم وقف يحدق ورجفة مخيفة تسري في اوصالة واطرافة تجمدت في غرفة الأعدام , كيف يعدم السيد كلارنس المجرمين ذو جرم لا يغتفر , في مفرمة عملاقة من احد مصانع اللحوم , نظر الي الحارس بدون فهم الذي اكدت نظرتة نحوه ان مافهمه صحيح وان السيد كلارنس يعدم ضحاياه وليس مجرمية بهكذا طريقة بشعة , اي جرم قد يرتكبة هؤلاء خاصة انهم في المقام الأول قتلة وهو اولهم بالتأكيد , لكن الحارس قال بمرح وكأن شئ كهذا يخفف من فداحة الطريقة انه يخدرهم اولاً قبل تنفيذ الحكم هكذا لا يكون الشخص واعياً تماماً لما يحدث له , ظل روبي محدق مطولاً الي الألة العملاقة الملوثة بالدماء وهو يفكر في مصيرة , ماهي الجرائم التي تؤدي الي الأعدام في قانون السيد كلارنس , هل ينتظرة هذا المصير , بخطوات زاحفة وساقين لا تحملانه كاد ان يسقط مراراً وهو يشعر بالوهن والرعشة في جسدة بالكامل فجأة حتي ساعدة الحارس في العودة الي الزنزانة , وقضي الليلة شاخص البصر يتصور ويتخيل اسوء الأحتمالات ولم يفارقة شعور البرودة , لكن السيد كلارنس بدا سعيداً بهذه الحال في اليوم التالي حين قام بزيارتة وراقب تلك النظرة السادية الشيطانية التي تعكسها ضحكة علي ثغرة حين عرف ما انتابه بعد ما رأه والقي روبي اللعنات علي الحارس الوغد , لكن السيد كلارنس نفي بصوت رقيق تماما : لا ينتظرك مصير كهذا لست مخبولاً لهذا الحد , ولست شيطاناً كما تخالني من يتم اعدامة هم الخونة فحسب اللذين يعرضون المنزل ومن يسكنون فيه للخطر عدا ذلك ستنال عقابك وستغادر , ربما سأبحث عن ميتة لطيفة لأجلك انت لا تستحق الموت بتلك القسوة بالتأكيد .
علي عكس انه يكاد يتوسل اليه كي يتركه وشأنه او علي الأقل يعيدة لغرفتة الا انه حدق نحوه بتحدً : لا يحق لك الأستمرار فيما تفعل لن تصل لشئ في النهاية .. لست خائفاً منك ومازلت اكرهكم .
لكن الرجل وضح وجهة نظرة بأريحية : انت معاقب هنا لأنك تطاولت علي القائد انت تعرف ما اقترفة لسانك لذا لا تحاول ان تلعب دور المظلوم .
حذرة روبي : ربما سيف قد يكون لديه وجهة نظر اخري تنتظرك عند عودته .
عندها ارتفعت ضحكة السيد كلارنس وقال بصوت مرح : سيف لن يعود انا اكيد من ذلك لقد ذهبوا ابعد كثيراً مما يجب وربما تم القبض عليهم , سيقتلون بوسائل الدفاع المخصصة بشكل آلي لمهاجمة اي شئ يحاول التعدي علي المكان لولا شعوري بالخسارة لأجل رجالي لقلت انه لا بأس في ابتعادة , طريقتكما مريبة وترغبان بالعيش وفق مزاجكما , لكنني لا اريد التخلص منك علي العكس ارغب بأن تظل هنا لكنك فقط تحتاج للتأديب.