كاتب الموضوع :
Koedara
المنتدى :
مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء
رد: علي الجهة الأخري
الفصل 12
اردت منه ان يصمت لقد لاحظ ضعفي اعرف هذا اراه في عينيه وهو يتقدم نحوي بخطوات بطيئة واثقة بملامحة الحادة التي تبدو الأن في الضوء الخافت اكثر رجولة وقسوة .. اغلق علي الطريق بوضعة يدية علي يد المقعد وانحني ينظر في عيني بثبات جعلني اشعر انه قد تم القبض علي بالفعل وانه احد اللذين يستجوبونني .. لكن لأي شئ ماهي التهمة الموجهه ضدي .. كل ما حدث بدأت الحياة تندثر ببطء انقطعت الكهرباء وعم الظلام وتسلح الجميع وعشنا في المجهول .. من يلام في النهاية مذا فعلنا ونحن من خسر كل شئ .. عائلاتنا .. كل ماهو عزيز علينا .. كل ما بنيناه .. احبائنا اللذين حرمنا منهم رغماً عنا .. الألم والخوف والخسارة التي نالت منا في البداية ومع الوقت تحول داخلنا الي عنف وعداء علي احدنا الأخر واصبح القتل من اسهل الأمور .. وتعيش محاط بوسائل التأمين كأنك في حرب دائمة لا حلفاء فيها .. لا امان .. لا حماية .. وكم هي صعبة الطريقة التي تتعلم بها ان تترك انسانيتك وتتحول الي قاتل .. كم هو صععب ما اختبرناه حيث كنا بشر بهذه الهشاشة والمناظر الكاذبة ثم ظهر الكل علي حقيقتة كم هو مرعب ما يحدث لك وانت تائه في البداية وسط كل شئ متاح بلا قوانين .. افقت من افكاري وانا اشعر بأصابعة تلامس وجهي وهو يحيط به بكفة .. انتبهت انني انتفضت من البكاء .. انتبهت انني سرحت كثيراً وكل ما يضغط علي اعصابي جعل الدموع تنساب رغماً عني وقال بصوت رقيق لم اسمع مثلة منذ زمن بعيد : انا اسف .
ولم اصدق الصوت الذي خرج مني ضعيفاً ناعماً : علي ماذا .
: علي كل شئ واي شئ حدث وسبب هذه الدموع .
ابعدت يدة عني بعنف ونهضت وانا احاول التنفس ببطء لأسيطر علي اعصابي المحطمة وقلت كأنني ابرر له لماذا ابكي علي الرغم انني لست مرغمة علي ذلك لكن ليتني اختفيت من الحياة قبل ان ابكي امامة علي هذا النحو : لا تفهم المسألة خطأ .. لاتعتقد انني اجلس وحدي ارتجف واجهش بالبكاء علي الدوام .. هذا فقط ضغط عصبي اكثر من اللازم .
كنت اتحدث اليه وانا اوليه ظهري حتي يتسني لي ظبط اعصابي واستعادة جدية ملامحي وصوتي وابعد هذا الضعف عني .. تنفست بهدوء لبضعة دقائق ثم استدرت لمواجهته ووجدته مكانة امام المقعد : تأكدي ان كل ما عانيت منه حدث لنا جميعاً .. لا يوجد بيننا من عاش الفترة الأخيرة بشكل طبيعي .
: كلا .. هناك اشياء من الصعب حدوثها للرجال .
وقف يحدق نحوي بصمت .. علي التوقف عن قول اشياء غبيه و طرد هذا الشخص خارجاً لأنني في وجودة اكتشف الجزء الصعيف مني ومازلت اجهل السبب .. كان لبق ولم يسألني عما اعنيه وتركته يفكر كما يرغب .. اخذ يتجول بنظراتة في منزلي ثم قال : علينا الذهاب الأن .
عاد للنظر في وجهي : هل ستأتي .. اعدك انك في امان .
: لما تفعل هذا معي علي اي حال .
فعلته مع كل من اعرفهم .. سبق وذهبت الي صديقيي المتبقيان واخبرتهما بالمكان .. لكنني وجدت من اللائق ان ارافقك الي هناك بنفسي .
لماذا .. اردت سؤالة مرة اخري لكنني التزمت الصمت .. نظرت حولي في المنزل كما فعل هو منذ قليل وقلت : انا بحاجة لأخذ بعض الأغراض .
: لا مشكلة ,
تحركت باستسلام في النهاية .. في الواقع قدومه الأن هي هدية لم اتوقعها لقد أتي ليأخذني الي مكان آمن شئ كنت سأقاتل عليه لوقت طويل هذا اذا لم ينتهي امري قبلها .. ايضاً اشعر بالهدوء الأن وبأعصابي مسترخية يمكنني التفكير بشكل عقلاني وبعيدا عن كوني اتلقي المساعدة من رجل بل هو الرجل ذاته الذي تعرضت معه لموقف لا احبه حتي الأن .. ألا انه الحل الوحيد كما قال .. تري متي ينجح هذا الشخص في تدبر امورة بهذه السرعة اذا لم نكن رجل وامرأة لأصبحنا افضل صديقين .. نعم اريد صديق كهذا واثقة ان الجميع يحبونة وربما يعتمدون عليه حين تضيق الظروف لكن فكرة الصداقة بيننا هي مستبعدة من قبلي ولدي شئ سلبي اتجاهه كونه الرجل الوحيد الذي بكيت امامة .. تري كيف يراني الأن لم يجدر بي ان استسلم لأفكاري بهذا الشكل .. لكن هذا الخوف الذي احتل كياني فجأة في لحظة هو من تسبب بحالة البكاء هذه .. انتهيت من اخذ كل ما اريد ووقفت امامة وقال وهو ينظر الي السلاح ثانية : اقترح عليكي ان تتركي هذا الشئ هنا .. اذا كان هناك أمل ان هؤلاء صادقون وحين يقبضون علينا سنجد حياة مثالية فبهذا الشئ في يدك سنعدم بتهمة القتل بدون سؤال حتي .
قلت بأصرار : انا ادرك ما افعله .. من فضلك لا تملي علي اوامر اذا ما تم القبض علي يجب عليك ان تتركني وترحل عندها .
: هذه ليست اوامر هذه نصيحة .. سأرحب للغاية بأي نصيحة تسديها الي .. اعتقدت اننا اصبحنا اصدقاء الأن وواجب الصداقة يحتم الثقة .
اصدقاء .. ها هو يقولها لكنه لا يعنيها انا اعلم انه فقط يرغب بتنفيذ قراراته لذا تمكست برأيي اكثر : اسمع انت تقدم لي مساعدة وانا اقدر هذا لكن من فضلك لا تتدخل في شؤني .. ثم ها انت ذا تحمل سلاح .. اذا ما اعترض هؤلاء طريقك ستقتلة وتستولي علي سلاحة وهذا ما فعلته .. تلك مكافأتي وانا فخورة بها في الواقع .
: اذاً .. لا تتلقين النصائح من الرجال ولا تقتلين سوي الرجال ولا تصادقي الرجال ولا تثقين بهم كذلك .. كيف عساك تأتي معي اذاً .
: اعتبرني رجل ايضاً ليس عليك حمايتي والتعامل بتحفظ او بطريقة الطف او ما شابه .
: تأكدي انني لا افعل اتعامل معك بطبيعتي كما مع الجميع .
. ربما لكنني اعرف كيف تصر لتفرض وجهة نظرك فقط لكونك رجل .
: لديك افكار غريبة في الحقيقة .. سيكون هناك وقت اسحب فيه الكلام من فمك فأنت تخبئين الكثير .. اذا كانت صدمتك وشخصيتك هذه سببها رجل اؤكد لك لسنا كلنا سواء .
: نعم نعم سمعت هذا كثيراً .
لا اريده ان يخوض معي حول كلام مماثل لما لايتحدث بشكل عادي حتي عما سنفعله حتي نغادر المنزل بأمان .. حملت حقيبتي علي ظهري وتوجهت الي الباب ليوقفني قائلاً : ماذا تفعلين .
: هل تنوي ان نجلس ونكمل المحادثة اولاً .
: لا احب الي من ذلك .. لكن ما قصدت الخروج من الباب ليس فكرة جيدة .
: حقا .. من اين سنغادر اذاً من النافذة .
: تماماً .. قبل ان اصعد الي هنا وجدت اسفل نافذتك الكثير من الأكوام لأشياء مجهولة هذه ايضا حارة صغيرة يمكننا الأختباء فيها حتي نتبين طريقنا في امان .. ماذا اذا فتحنا هذا الباب ووجدنا احدهم امامنا يقبض علينا ببساطة .
كان كلامة منطقياً وتنازلت هذه المرة واطفأت الشمعة وكوننا معتادان علي الظلام لم نجد صعوبة في النزول بحذر نتلمس طريقنا بين العديد من الأثاث والركام .. لم يعرض علي مساعدة ولم يتفقدني حتي وصلت الأرض بسلام ووجدني اقف الي جوارة .. انا اعلم تماماً لماذا لم يفعل لأنه ادرك ما سأقول من اعتراض ورفض فلماذا اشعر بالضيق اذاً .. اختبأنا عند مخرج الزقاق نراقب المكان و التزمنا مكاننا بصمت و تأهب لدقائق حتي رأينا سيارة تمر اضواءها الساطعة تكشف كل شئ بوضوح .. السيارة تسير ببطء تنقب وتبحث وهؤلاء الأشخاص ذو الملامح الجليدية والحديث اللبق المطمئن والنظرة الحازمة يفتشون بدورهم وهم يتجولون علي القدمين .. ابتعدت السيارة عنا بسلام وتحركنا حينها من شارع لأخر نختار الأماكن الأكثر ظلمة والأكثر ركاماً وبعثرة والأكثر ضيق حيث لا تدخلها تلك السيارات التي ينقلوننا بها الي جهتهم المجهولة .. ومن حين لأخر نصعد الي سطح احد المباني وننتظر هناك نتفقد الوضع من الأعلي للمحيط حولنا واقرب سيارة اين هي وكم تبعد عنا المنطقة الأمنة التالية .. وهذا شئ يبدو هذا الرجل بارع فيه ويجيده تماماً .. لكننا لا نبقي في مكان واحد اكثر من عشرة دقائق علي الأكثر ونتحرك بعدها .. اكتشفت ان الهروب او البحث وهو لا يختلف كثيراً عما نفعله الأن كم يكون ممتعاً برفقة احدهم معك .. عينان اضافيتان معك تنظران في الأتجاه الذي تغفل عنه وعقل تدور فيه افكار مختلفة تتوه عنك .. علي الرغم من الخطر الذي يحيط بنا الا انني اشعر باستمتاع شديد واثقة انه سيتلاشي اذا ما وقعنا في قبضتهم وسيزول كل هذا الأنبهار والفخر حول كوننا ذكيان واستطعنا الفرار .. حتي انني وجدت نفسي كثيرا ما اضرب كفي بكفة في الهواء او اضربة بخفة علي الكتف حين ننجح في الهروب وسط هذا الظلام من سيارة ما او احد هؤلاء .. لم اعي انني افعل هذا لكني اتصرف فجأة بعفوية وهو لم يعلق او يتضايق بل بدت عيناه سعيدتان .. حتي وجدنا انفسنا في سوق قديم وعلي الطريق الطويل سحبت المناضد حتي المحال المغلقة ذات اللافتات الظاهرة حروفها بصعوبة لكثرة الغبار .. بعض من المقنيات ملقاه هنا وهناك .. من الصعب ان تتخيل هذا الطريق المكفهر كان ملئ بالحياة والصخب ذات يوم .. قمت بركل لعبة معطوبة وقلت : علي الأعتراف انك ماهر للغاية .. لا شك كونك حياً وبحال ممتازة حتي الأن .
. ياله من شرف ان اسمع مثل هذا المديح من كارهة الرجال :
ابتسمت قائلة : انا لست كارهة احد كنت اتحدث عن اسبابي الخاصة .. وانت تستحق ذلك لأجل مساعدتك لي .. اعرف انني احيانا اتصرف بشكل فظ لكنني لست مطالبة بالثقة في اي شخص اقابلة .
نظر نحوي : اصبح هناك ثقه اذاً .. اننا نتقدم بشكل ملحوظ .
: حتي الأن هناك بالتأكيد والا لما قبلت ان اغادر شقتي برفقتك .. تعرف انني اعيش وحدي لذا يجب ان اتعامل بخشونة كل مرة .
: اتفهم ذلك جيدا .. لا الومك علي شئ يا انسة كل منا له الحق في اختيار طريقة حياتة :
: اسمي الونا لما تتعامل برسمية هكذا .
: انا اتجنب العاصفة من قبلك فحسب .. انظري في هذا الطريق لن تجدي اية سيارات او تفتيش اننا نقترب من المنزل .. قاموا بتمشيط المنطقة واخلائها سابقاً من السكان واعدام كل تلك الحيوانات التي كانت تعيش هنا .. وزودوا المكان بالكهرباء وهذا ما يستمرون بفعله في كل مكان الأن .
: كيف استطعت الوصول الي هذا المكان .
|