كاتب الموضوع :
Koedara
المنتدى :
مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء
رد: علي الجهة الأخري
الفصل العاشر
سطع الصباح بطيئاً منعشاً بسماء صافية بعد ليلة طويلة باردة .. وبدون تبادل كلمة واحدة نهض "سيف" بتثاقل يشعر بجسدة منهك .. ليس من عادتة الشعور بالمرض لكن الذي يعرفه انه ضعيف امام الصداع والم نزلات البرد العادية اكثر مما يضعفة الم قتال مع احدهم او ايه اصابة .. قالت "الونا" التي نهضت بدورها : يمكنك استعادة معطفك .
: يمكنك الأحتفاظ به لا اريده بعد الأن .
قوله يحمل الكثير من المعاني : ماذا تعني .
اخذ خطواتة الي الخارج : ملابسك لا تسمح بالسير بها وسط الطرقات حتي المنزل .
توقف ونظر اليها لتتوقف بدورها قبل ان تصطدم به وهي تتبعه : ثم ما اسهل العثور علي ملابس في الوقت الحالي .
ابتسمت بجفاء وتبعته بحذر وسط الصخور حتي وصلا للأسفل ووقفا علي ارض صلبة : ها قد اطلق سراحنا اخيراً .. يوم سعيد لك يا انسه .
: ما اسمك في حال اردت اعادة المعطف اليك .
: سيف .
: الونا .
تلك المرة بادلتة ابتسامتة اللطيفة ابتسامة مماثلة فقد كانت تشعر انها محتجزة علي حد قوله وهي الأن تشعر بالراحة والحرية وايضاً هو لم يكن بذلك السوء .. ثم اخذ كل منهم طريقة وسط الشوارع وبرك المياة وقد غسلت الأمطار كل شئ ودمرت الرياح الكثير .
اخذ "زين" "ميمي" وغادر المنزل تشبثت بالبقاء مع "روبي" الذي تصر انه "لي" ولم تتمكن من تصديق انهما اخوين فهو يشبهها الي حد كبير ويحب الطفلة مثلها بل تعلقت به اكثر ربما بعد ابتعادها بعض الوقت عن "لي" .. لم يجيب علي اسئلة "ميرك" و"يام" حين عاد ووجهه مصفراً وتائه .. لكنه علل علي ذلك انه يشعر ببعض التعب وظل بقية الليل شارد الذهن صامتاً .. لم يدري ماذا يقول لأنه لا يصدق ما رأه كان بحاجة لبعض الوقت لا يعرف لما .. عليه فقط العودة للمنزل وترتيب افكارة .
لم تعي " لي" تماماَ ما قالته "نوين" زوجة "زين" .. لقد وصلت في وقت قياسي لتوقف مصيرها الوحشي في القتل .. تحدثت معها قليلاَ لكن مع الوقت شعرت انها لا تجاريها وتكتفي فقط بالأيماء برأسها وانها ليست في مزاج مناسب لتبادل الحديث فذهبت لغرفة زوجها لتنام .. كانت لا تزال مكانها في الفراش تعلق نظرها بالباب وقد اخفت اي اثر لذلك الشجار الذي حدث بينها والسيد "بيهان" الذي قضي الليل مستمر في السير جيئة وذهاباً تتناقض الأفكار في رأسة حتي توقفت الأمطار غادر بعدها المنزل بصمت .. سمعت صوت الباب يفتح هذا "زين" علي الأرجح الذي وقف يتفقد منزلة ثم توجه لغرفة " لي" التي حاولت اخذ نفس عميق لتهدأ واستقبلت "زين" بملامح باردة بينما تراقبة يتقدم منها وهو يحمل "ميمي" .. جلس الي جوارها قائلاً : كانت ليلة غامضة صحيح .
اكتفت " لي" بالنظر اليه فقط وحتي لم ترحب ب "ميمي" كعادتها او اخذتها منه : اين الجميع هل انت وحدك هنا .
استدار لينظر حيث نقلت " لي" بصرها عنه ليحدق بفم فاغر الي"نوين" التي تقف عند باب الغرفة وقالت : لا ليس وحده .. اين كنت طوال الليل يا زين .
وضع "زين" "ميمي" جوار " لي" ونهض في مواجهتها قائلاً بلهجة بدت غاضبة : ماذا تفعلين هنا .
: لقد علقت في الأمطار وتلك العاصفة البارحة والمكان الأقرب الوحيد كان هنا .
: من كان هنا حين اتيت .
: لي والسيد بيهان .
لم تعيرهما " لي" اهتمام هو يغار عليها كثيراً هذا واضح وسبب غضبة الشديد .. بين حالتة والأزعاج الذي يسببه "زين" بصوتة المرتفع علي غير العادة امام زوجتة الجميلة وجد "سيف" يقف عند الباب خلف "نوين" ورأسة يعلو فوق الأثنين .. بدا وجهه مرهق شاحب كما لم يراه من قبل مع هذا يحتفظ بمظهره المسيطر ونظرتة الساخرة .. ثم نظر نحو "نوين" التي استدارت تتطلع اليه وعلي الأقل نجح في ايقاف هذا الأزعاج الذي يسببانه وقال : مرحبا جميعاً .. لم اتخيل هذا المشهد عند عودتي .
استعاد "زين" هدوئة : مرحبا يا سيف .. هذه نوين زوجتي .. هذا سيف والد ميمي .
قال "سيف" بتهكم : يا لها من طريقة للتعارف .
ابتسمت اليه "نوين" وحتي "سيف" لم يخفي رغماً عنه نظرات الأعجاب بها فهي حقاً شئ يأخذ النظر .. ولم يحتمل "زين" هذا الأنسجام شدها من ذراعها وقرر ان يكمل المحادثة في غرفتة وحدهما .. قال "سيف" وهو يتجه نحو ابنته : والأن يعرف الجميع لما يخفي زين زوجتة بعيدا ً.
حمل ابنتة وهو يرفعها عالياً بذراعية لتطلق ضحكة عالية طفولية وهي تحدق بوجهه الباسم نحوها وتحاول الوصول له بيديها الدقيقتين .. اعادها الي حضنة وهو يقبلها ثم نظر نحو " لي" المتجهمة الوجه الهادئة : يبدو ان هناك بعض الأشخاص يجب بالفعل ان يظلوا في الخفاء حفاظاً عليهم .. اذاً ايتها العابسة كيف حالك .
لم يكن لدي " لي" نيه للتكلم وتمنت لو تستطيع ان تهنأ بمكان لها وحدها .. هي ترغب بأخبارة بما حدث سيهتمون بأمر كهذا بالتأكيد هناك شخص خطر يعيش بينهم بحرية تامة واذا ما تداعت الأمور ربما عاد كل منهم ليجد بقايا جثتها علي الفراش .. شعر "سيف" بالقلق لهذا التحديق مذهول النظرات وهذا الشرود .. لذا جلس الي جوارها قائلا بجدية تظهر ثانية الي ايه مدي هو مرهق : ماذا بك .. اين ذلك المغرور .. هل غادر ثانية .. هل قضي الليل هنا .. هل ضايقك بأي شكل .
ظلت " لي" صامتة حتي صاح "سيف" بوجهها فجأه جعلها تنتبه : تكلمي .
عاد يلاطف "ميمي" التي جفلت من صوتة لكن هذا علي الأقل جعل " لي" تقول بصوت قصدت ان يكون عادياً لكنه خرج من حلقها مرتجف : انا بخير .. نعم .. نعم .. لقد غادر المنزل .
استمر "سيف" بالنظر اليها لوقت طويل : ماذا حدث يا لي .. لقد مررت بليلة صعبة ولدي صداع يقتلني لذا كوني مطيعة واخبريني بهدوء .
: علي العكس يبدو انك قضيت ليلة جيدة جئت وانت تمزح مع الجميع .
: هيا تكلمي .. لا بأس تعرفين ان بأمكانك اخبار العم سيف كل اسرارك ولن يبوح بها ابداً .
جعلها كلامة تبتسم لا تعرف لماذا لكنه يقول اشياء في غير وقتها ثم انقبض قلبها فجأة حين تلاشي صوت "سيف" وتنهدت وهي تتذكر الواقع .. نهض "سيف" قائلا : لم تأكلي شئ هذا واضح عليك وانا ايضا جائع سأحضر شئ ما وسأعود وحين افعل اريد جواب مقنعاً يجعلني مرتاح لما انت عليه مفهوم .
اخر ما تفكر فيه هو الأكل .. لا ترغب بوضع شئ في فمها لا تريد سماع تلك الكلمة .. اخذ "سيف" ابنتة انشغل بها ويبدو انه يكون بحال رائعة طوال انها في حضنة ويصل الي " لي " صوت ضحكاتها الصغيرة فهي حين تكون مرحة تفعل هذا لأقصي حد وحين تهدء تكون كذلك لأقصي حد لكن نادراً ما سمعها احدهم تبكي او تتذمر كالأطفال العاديين .. حين اصبحت الحجرة خالية عاد اليها الشعور بعدم الأرتياح والترقب لأن السيد "بيهان" سيعود .. سيكون في المنزل مرة اخري كأن شئ لم يكن .. هل من الصواب اخبار احدهم ام ماذا تفعل .
تناول اربعتهم الطعام في الخارج حين تحججت " لي" برغبتها في النوم علي الرغم من ان عينيها لم تغمض للحظة .. لكن في المساء جلس الخمسة في غرفتها يتناولون الطعام معا حتي ميمي الصغيرة لتشاركهم .. اخذ كل منهم يروي ماحدث معه في الليلة الماضية لم يقل "سيف" الكثير سوي انه ظل مختبئ في ذلك المكان مع "الونا" ونظر الجميع نحوه بطريقة ماكرة لكنه لم يوضح شئ وترك خيالهم يجمح كما يرغبون .. بدأ "زين" يروي عن الضوء الذي شاهده بعيداَ وهذا جذب اهتمام الجميع واضافت "نوين" المزيد من الدهشه حين اخبرتهم عن القوات التي تقبض علي كل من في المدينة هذه الأيام ويأخذونهم بعيداً لااحد يعرف الي اين .. استغرق "سيف" في التفكير وقال نعم .. من قاتلهم البارحة هم من هؤلاء اللذين تصفهم "نوين" يرتدون الأسود وبنيانهم قوي .. زي موحد شكل موحد مريب .
قال "زين" : ثمة شئ يجري لا يريحني .. هل عزلنا انفسنا طوال هذه الفترة ظناً منا ان الوضع هكذا في كل مكان .. هناك حياة اخري عادية لا تبعد عنا كثيراً.
"سيف" : لا يا رجل هذا احتمال بعيد .. لقد تجولت في كل مكان الي ابعد مما تظن رأيت كل شئ ورأيت جماعات واناس تختلف عن كونهم بشر .. رأيت قوانين غريبة واحداث اغرب وجماعات لها تفكيرها الخاص .. لكن ابداً لم يكن الضوء شئ متواجد ولا اية حياة افضل مما نحن فيه الأن .
"نوين" : ربما ليس كذلك .. قد تكون هذه القوات قد اتت لأخلاء المكان وقتل الجميع ظناً منهم اننا فقدنا عقولنا واصبحنا بدائيين .. و ليتم كذلك القضاء علي تلك المخلوقات وبناء المدينة من جديد ربما هذا ماحدث في كل مكان حولنا في الفترة الأخيرة ونحن لاندري لأنه ما من وسيلة اتصال .
"سيف" : من الصعب الوصول الي هذا البعد الذي يصفة زين الأمر اخطر مما تعتقدون .. لا وقود ولا اسلحة تكفي .
"زين" : ماذا بشأن هذه القوات التي تتحدثان عنها .
"نوين" : مطلقاً .. لن اتق بأي منهم .
"سيف" : كانت الونا تهرب منهم البارحة .. قاموا بأصابتها لمحاولة ايقافها لكنهم لم يقتلوها علي الرغم من ان ذلك بدا اسهلاً.
"زين" : تريد الوثوق بهم اذاً.
: اعني التحدث .. معرفة ما يجري حولنا .. كما قلت انت عزلنا انفسنا عن كل شئ ظناً ان هذا هو الوضع الراهن في كل مكان لكن يبدو ان الأمور تتطور .
: ربما السيد بيهان يعرف شيئاً ما .. يقول دوماً ان لديه العديد من العلاقات والمعارف .
: لا .
قالتها " لي" فجأة بعد ان اكتفت بالأنصات اليهم فقط .. حدق اليها الجميع : من الجيد انه ليس هنا ليعرف كل هذا ولا يفترض بأحدكم اخبارة .. هذا الرجل لا يمكننا الوثوق به .
قال "زين" وهو ينظر الي "سيف" بتهكم : عجباَ عجباَ .. لقد نقلت اليها شعور الكراهية نحو الرجل .
لكن "سيف" استمر فقط بتثبيت نظراتة علي ملامح " لي"وعينيها المليئة بالمعاني .. بالغضب .. بالخوف .. بالأصرار .. لا يعرف .. عادت تقول بجدية : كاد السيد بيهان ان يرحل البارحة واحذر ماذا يا زين لم يهتم لسلامة المنزل .. لم يهتم اذا ما سرقنا احد او هاجمنا .. هو لا يشعر بالأهمية نحونا .
: واين كنت انت .
: تعرف انني اعجز عن النهوض .. هذا الشخص ليس منا من فضلكم انسوا امرة انا اعني ما اقول .
قال "سيف" وهو يتثأب : حسناً يا رفاق .. اخبار كثيرة واحداث اكثر لكن علي كل ذلك ان ينتظر حتي الغد لا اقوي حتي علي الذهاب الي الفراش للنوم .
"زين" : سنضع خطة ما .. علينا التحرك .
"نوين" : اختفت فتاة ممن يعيشون معي واحداهن قالت انها شاهدت هؤلاء الرجال يقبضون عليها .
"سيف" : سنعرف كل شئ .. الونا ايضا تعرف شئ هذا اكيد .
عاد "زين" لتهكمة الواضح : الونا .. اصبح الأسم يتردد هكذا ببساطة .. يبدو ان ليلة واحدة كفيلة بتغيير الكثير من الأمور .
|