كاتب الموضوع :
Koedara
المنتدى :
مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء
رد: علي الجهة الأخري
لدهشتي فتح الباب واصبت بدهشة اكبر مما حدث في الداخل .. اغلق ذلك الشخص الباب خلفي سريعاً لأجد "لي" ترتمي في حضني وكأنها تختبئ .. ترتعش بجنون والماء يقطر من شعرها وملابسها وتبكي بانفعال وربما انهمرت في البكاء الأن فقط وهي ردة فعل لأزالة كل هذا الضغط عنها .. لم افتح فمي بكلمة وابقيتها كما هي وانا اربت علي ظهرها ببطء فمن المستحيل ان اتخيل موقف كهذا منها معي خاصة .. القيت نظرة علي صاحب البيت لأكتشف انها فتاة اكبر كثيراً من "لي" بالتأكيد تبدو قوية وهذا مألوف في وقتنا هذا وضروري .. جميلة وهذا لا شك فيه وتذكرني بشخص ما وجعلني هذا اشعر بالضيق للحظات حتي قالت " لي " بعد ان نالت وقتها لتهدء وتسترد
انفاسها وبدون ان ترفع وجهها : انا اسفة .. كنت مخطئ وانا اسفة .
لا اصدق " لي " تقول انا اسفة تعترف بخطأها ياله من يوم : لا عليك انت بخير الأن وهذا الأهم .
نظرت اليها ثانية وقلت : شكرا جزيلاً لك علي هذا .
ردت بصوت قوي كما وقفتها وعقدة ذراعيها : لا مشكلة علي الرحب والسعه .
ابتعدت " لي" عني قليلاً وهي تخفي وجهها تحت قلنسوة رداءها وتمسح وجهها بيدها وتحاول تمالك نفسها قليلاً وعدت اربت علي ظهرها وابتسم اليها بلطف ربما بشفقة اكثر فها هي الأن تظهر ضعفها وكم هي مرعوبة لكن دافعها قوي .. قلت لها ثانية :سنغادر الأن اسف اذا ما سببنا لك ازعاج .
قالت بشكل اثار استفزازي : من الغباء التسول بدون حمل اسلحة .. كادت ان تقتل هناك وهؤلاء يعثرون علي الضحايا الغافلين لأسباب عده تتعلق ببيعهم لأغراض كثيرة لأشخاص يمدون هؤلاء المرتزقة بالأسحلة والطعام والشراب وكذلك الحماية اللازمة .. ربما تعرضت للمقايضة هي ايضا ً او قتلت و اصبحت وجبة لمن اصابهم السعار .
اشارت نحو " لي " التي مازالت تدهشني بهدوءها ولم تنقض عليها بعدائيتها المعتادة : وهذا يجعل منها فريسة سهلة .
ضيقت عينيها واردفت : فريسة من جميع النواحي وانت تفهم قصدي جيداً .. صحيح .
لا يروقني هذا الحديث عن الفتاة خاصة وهي تقف صامتة ومصدومة هكذا لذا قلت وانا اخبئها بذراعي إلي حتي تتوقف عن مراقبتها وهي بهذا الضعف : لا اعتقد ذلك لقد شكرتك علي صنيعك لكنني لا اسمح لك بأهانتها علي هذا النحو .
كادت ان تقول شيئاً اضافياً لكنني وضعت المسدس في وجهها قائلاً : قلت لا اسمح لك بذلك .. احتفظي بأفكارك المريبه لنفسك .
قالت بعدائية وانا اغادر : كان علي ان اتركهم يلتهمونها شقيقتك الشبيهة بالقططة هذه .
اخذتها وغادرت .. وطوال طريق عودتنا الذي اعرفه جيداً بينما هي ل اظلت صامتة وهي تتبعني بحذر وهدوء وصلنا لحسن الحظ سالمين ووجدنا "زين" في الداخل يمشي ذهاباً واياباً وما ان وقعت عينية علي " لي" حتي قال بغضب : اين كنتما .. كيف ترحلان هكذا ببساطة .
نظر نحو " لي" التي تقف لا يزال تتملكها الصدمة ووجهها شاحبا ًوسأل : وانت منذ متي تسمحين لنفسك بالتجول وحدك .. اين كنت .
قلت في هدوء وانا اخلع رداء المطر : زين .. نعلم اننا اخطأنا لكن من فضلك لتؤجل الحديث معها لوقت اخر .. سأخبرك كل شئ .
: ماذا حدث له .. ماهذه الحال التي هي عليها .. ماذا فعلت بها .
: قلت سأخبرك كل شئ اهدء من فضلك .
اختفت " لي" في الداخل وطلب "سيف" من "زين" ان يتركها وحدها في هذا الوقت وجلس معه بعدها يروي كل شئ .. غضب زين" وكاد ان يذهب ليتحدث مع " لي" لكن "سيف" عاد ورفض الفكرة وطلب اليه ان يهدء فالفتاة لا تتحمل لوم او صراخ عليها او مناقشتها في وقت كهذا واقتنع "زين" بالأمر .. قال "زين" بهدوء : ربما اصابها الفزع لهذا الحد لأن ما حدث المرة السابقة حين هاجمها احدهم لم تكن هينة وربما كانت اصابة ساقها جراء هذا .
: هذا احتمال وارد .. شخص بطبيعة لي من الصعب ان يصاب بالفزع والضعف ببساطة هكذا .. لكن لنتذكر انها بالنهاية مجرد مراهقة ربما طفلة .
لم يخبره "سيف" بأن الأمر تعدي الحدود حيث "لي" تأسفت امامه شخصيا ً وبدت عينيها بكل وضوح تقول ساعدني علي الرغم من انها لم تنطقها : ربما .. وربما لا .. تقول انه تم اختطافها وكادت ان تقتل هناك .. لك ان تتخيل كم هذا مخيف لن ننكر الأمر .
: صحيح .. علي اي حال هي بخير .. طابت ليلتك .
************************
في الصباح اول ما شعرت به " لي" هو الصداع الشديد .. عينيها تؤلمخا حين تفتحها وبعد استغراقها بضعة دقائق ادركت الوضع وتذكرت ما حدث البارحة .. دفنت رأسها في الوسادة ندماً .. لاتنكر شعورها بالراحة لأنها عادت الي المنزل سالمة.. لقد كانت في اشد الحاجة لوجود مساعدة وهذا موقف يجعلها تغير نظرتها عن "سيف" .. تشعر انها لاترغب بالذهاب لأي مكان وبالتورم الطفيف في رأسها جراء ضربة البارحة .. نهضت من الفراش واخذت وقتاً في الحمام فكرها شارد وتتصرف ببطء .. تراودها بعض الذكريات والأفكار بدون ان تعي .. تبدو في حال سيئة لم تنتابها منذ فقدت عائلتها قبل عام تقريباً .. انتهت وتوجهت الي الخارج لتكتشف غياب"زين" للمرة التي لا تتذكرها .. اين يذهب بدونها هذه الأيام منذ مجئ "سيف" الذي يجهز عدتة ويبدو علي وشك الذهاب للبحث وهو منشغل عنها ولم يعد بينهم الكثير من الأحاديث ولم تعد تعرف شئ عنه في الواقع لقد اصبح "سيف" هو الوحيد الذي يعرف الكثير عن كلاهما .. انتبه "سيف" لوجودها وحين وجد ملامحها هادئة وحذرة منه كالعادة اطمئن انها بخير وعاد لعمله .. لكن ثانية تقدمت " لي" نحوه وجلست مواجهة له علي الأريكة جوار النافذة وسألت : لما انا نائمة حتي هذه الساعة .. لقد غابت الشمس .
قال "سيف" بدون ان يرفع وجهه عما يفعل : هل هذا السؤال موجه لي .
: هل هناك شخص غيرك هنا .
: كيف لي ان اعرف الأجابة علي هذا السؤال .
: لماذا لم يوقظني احدكم .
: كنت متعبة ووجدنا من الأفضل ان تبقي نائمة .
لما يتحدث معها بهذا الفتور : شكراً لما فعلته البارحة .
: لا اريد ان اعيش بتأنيب الضمير اذا ماحدث لك مكروه لأننا تركنا لي الصغيرة تذهب للمجهول .
نظر الي عينيها مباشرة يقول بتأكيد : علي الرغم من انك تستحقين ما كان سيحدث لك ولم تستمعي الي تحذيري .
فجأة تذكرت ما كان سبب ابتعادها عن المنزل لذا قالت فجأة بغضب : لا يحق لك التجول عارياً في المنزل بهذا الشكل .
: كنت استحم هل تريدين مني فعل ذلك مرتدياً ملابسي .
: اغلق الباب يا سيد .
: كنت نائمة ولم اعتقد انك سوف تستيقظين .
: لا اسمح لك بذلك .. حتي ان زين لم يتصرف بتلك الهمجية يوماً وهو صاحب المنزل .
استمر "سيف" في تسديد نظرة الا مبالاه نحوها .. هي تعرف ماذا يدور في عقلة .. اذا كنت تشعرين بالرفض لوجودي و تصرفاتي لما ركضت نحوي البارحة كأنني طوق النجاة .. لكنها حينها نسيت كل شئ عن شخصة ولم تكن منتبهه تماماً كيف عليها ان تتصرف : بشأن البارحة .. اريد فقط ان اقول .. كنت اشعر بعدم اتزان حيال تصرفاتي لذا .
قال "سيف" وهو ينهض : لا بأس لن نتحدث عما جري البارحة ثانية اتفهم تصرفك .. علي الذهاب .
قالت " لي " فجأه : هل يمكنني مرافقتك للبحث .
قال "سيف" بدهشة من تلك الصراحة : هل تريدين ذلك .
أومأت اليه " لي" قائلة : لقد تغير شئ ما اتجاهك البارحة انه ذلك الموقف الذي يغير وجهة نظرك نحو شخص ما .. هل تفهم ما اقصد .
: بالتأكيد .. لطالما تمنيت لو تصدقين انني لست بهذا السوء وتتقبينلني هنا كما فعل زين .
تعلم ان "سيف" شخص محترف وحين ستذهب للبحث برفقتة ستتعلم شئ او اثنين .. نزلت معه وراقبته اين يسير وكيف يراقب وكيف يأخذ الحذر اذا ما شك في نسبة خطر قريبه وابتعدت معه اكثر في اماكن لا تعرفها ولم ترافق "زين" من قبل اليها لهذا السبب كان باستطاعتة تخزين كل تلك الموؤن لأنه يحفظ طرقات المدينة كما هو واضح .. عند متجر كبير قال "سيف" بخفوت : سندخل عليك مراقبة الأرجاء واذا واجهتنا المتاعب لا تتدخلي .
سألت " لي " بضيق : لماذا .
رد "سيف" بأقتضاب : لأنك لا تملكين سلاح مجدياً.
ضايقها هذا الأمر كثيراً اذاً لا فائدة من وجودها سوي انها مجبرة علي احضار طعامها وشرابها لكنها ليست الشخص المناسب للأشتراك معه في هجوم ما .. كان المتجر خالياً وأخذ "سيف" يبحث ولكن " لي" قل حماسها ولم تهتم اذا ما وجدا شئ او لا اخذت تتطلع الي الأرفف الخالية بلا اكتراث حتي سمعا صوت زمجرة غاضب يأتي من غرفة في الداخل وبتؤدة ظهر اثنين من الثعالب يقتربان بنهم ويزمجران بصوت خفيض , كانت " لي" في مرمي بصرهما لكن الغريب انهما اتجها نحو "سيف" الذي سحب منضدة قريبة مسرعاً ليضعها حاجزاً بينه وبينهم , كان لديه سلاح لكنه لن يخاطر ويتوقف ليحاول اصابة احدهم فهم اسرع بكثير وفي لحظة سينالا منه وقبل ان يقفز احدهم تراجع الي الخلف يحاول العبور من الجهة الأخري حتي يتمكن من الوصول للغرفة التي جاءا منها , اتخذت " لي" التدبير ذاته وحاولت اتباع "سيف" حتي وجدت واحد منهما امامها , اطاحت في وجهه بأول ما وصلت اليه يدها وقفزت الي الناحية الأخري تركض مسرعة حيث الغرفة , وجد "سيف" باب للخروج وحين وجد " لي" امامة في الغرفة غادر من الباب وهو يصعد السلالم ويسمع صوت خطوات " لي" خلفة اراد ان يطلب منها اغلاق الباب خلفا لكنه لا يملك الوقت لهذا , كذلك هو يرغب بأن يتبعاه حتي الأعلي فسوف يقتلهما , كانت " لي " سريعة وخفيفة اكثر لكي تسبقة الي الأعلي اولاً ودفعت الباب لتجد نفسها علي سطح بناية وحين وصل "سيف" الي هناك بدورة لم يقف ليحاول تحديد خطوتة التالية بل اتجه الي اقصر طريق يصل منه للبناية المجاورة ووقفت " لي " تراقبة تعرف ان تلك الحيوانات في طريقها اليهما لكن هل بأمكانها القفز الي البناية الأخري كما يخطط "سيف" للأمر هذا مستحيل , اقتربت كفاية لتجده بالفعل يقفز الي البناية الأخري في لحظة خاطفة .. نظرت الي الأسفل وتسمرت مكانها , نقلت بصرها الي "سيف" الذي حثها بقوة : هيا اقفزي .
: هل جننت .
: المسافة ليست كبيرة كما تعتقدين .. ستنجحين ثقي بي .
لا يمكنها القيام بأمور جنونية مثله فهو بالتأكيد شخص تعود علي القيام بذلك مرات عده , التفتت الي الوراء وهي تسمع الزمجرة الغاضبة ذاتها للثعلبين واخرجها "سيف" من تفكيرها : هيا يا صغيرة تحركي .
لا تريد ان تكون وجبة طعامهم علي اي حال لذا سوف تتبع "سيف" تراجع عدة خطوات وتحرك الثعلبين كأنهما يعلمان بخطتها في الأفلات منهما , ركضت مسرعة وقفزت الي بعيد بقدر استطاعتها وهي مستعدة لتلقي الأرتداد القاتل علي الأرض لكنها بدلاً من ذلك وجدت نفسها ملقاة ارضاً علي البناية الأخري تسمع صوت طلقتين اطلقهما "سيف" لقتل الثعلبين بعد ان اصبحا في مرماه بسهولة , نهضت تلحق ب "سيف" الذي يكمل طريقة وكأن شئ لم يحدث لم تحاول ان تعلق حتي لا يبدأ في سخريتة اتجاهها كذلك هي تشعر بالهدوء الأن ويمكنها متابعة البحث معه و هي مستعدة لأي خطر اخر قد يواجهانه بعد , مرا علي الكثير من المتاجر بعدها بعض الأماكن ووجدا القليل وعند عدة منازل يحيط بها السياج الذي امتلأ بأوراق الأشجار الضخمة وزحفت النبات للخارج , كانا يسمعان صوت خلف السياج ولم يتأكد لديهم هل هو صوت الهواء الشديد الذي يطيح ببعض الأشياء المجهولة ام انه حيوان اخر او احد الأشخاص يبحث في الداخل , قال "سيف" بخفوت وهو يتقدمها : لنطلع علي الأمر ربما نظفر بشئ ما .
|