الفصل الثالث
(لي)
كان شعور سيئاً ينتابني وانا اسير خلف "زين" الي الباب لنلبي تلك الطرقات الخفيضة التي توترني .. تحقق من الشخص بالباب كالعادة ويبدو ان الأمطار شديدة في الخارج فقد عاد الي الأسفل وهو مبلل قليلاً قائلاً بصوت هامس : انه شخص ما متخفي لا يمكنني التحقق منه .
: ماذا نفعل اذاَ .
: سندخلة الطقس سئ في الخارج .
اقترب من الباب وهو يحمل سلاحة الفارغ لكنه يبقي نوع من التهديد وفتح الباب مسرعاً وحاولنا معرفة من هو فقد كان يخفي وجهه تحت رداء المطر وفي لحظة خاطفة اخرج سلاحة ودفع ب "زين" الي الداخل واغلق الباب بقدمة ووقف يسدد السلاح نحونا بجدية قائلاً : لا تتحركا فلدي نيه قوية في قتلكما .
هو شاب في عمر "زين" تقريباً او اكبر قليلاً اي ربما تخطي الثلاثين .. يملك جسداً قويا يظهر من وقفتة المتحدية وقامتة المديدة ووجهه الوسيم يرمقنا بنظرات مخيفة وعينين خضراوين تجذب كالمغناطيس .. قال بصوت خفيض : اجلسا بصمت اود التحدث قليلاً معكما .
حاولت قول شئ ما ولكن "زين" منعني وهو يدفعني برفق للجلوس .. كان يجلس في مواجهتنا وكأنه منزلة تماماً ينظر نحونا بقسوة وقال "زين" بصوت قوي اسمعة منه للمرة الأولي : كيف تجرؤ علي اقتحام المنزل هكذا .
قال الشاب وهو ينظر نحوي بسخرية ولا اعرف السبب : قمتما سابقاً باقتحام منزلي .
واشار نحونا واردف : وسرقتة .. لكنكما طماعين وجشعين للغاية في المرة الأولي كان بأمكاني التنازل وهذه المرة لم تتركا لي شئ .
"زين" : انت صاحب هذا المنزل ؟ .
الشاب : تعرفه اذاً ظننتك ستكذب وتحاول المناورة .
نهضت بأعتراض وانا اسدد سكيني نحوه بكراهية : اسمع يا هذا يبدو انك جئت لسرقتنا .. يالها من قصة قابله للتصديق ولكن ليس نحن من ستنجح في تلفيقها عليهم .
كنت اكرهه لا اعرف لماذا يبدو متعجرفاً ومغرور يجلس ويضع ساق علي الأخري ويهددنا ويتحدث بأسلوب سئ وينظر نحوي بشكل ساخر طوال الوقت لهذا كل ما اشعر به نحوه هو الكراهية .. اجلسني "زين" ثانية وضحك ذلك الوغد قائلاً
: نعم من الأفضل ان تترك الكبار يتحدثون معاً .. كان حديثي موجهاً لأخيك لا تتدخلي يا صغيرة .
اضاف "زين" مسرعاً : لي تملك الحق في التحدث وقتما تشاء انت لا تضع الأوامر هنا فقط لأنك تملك سلاح.
"الشاب" : لا بالتأكيد ليس لهذا الأمر ولأنني لا احتاج الي سلاح واعلم ان مايجعلك تجلس هادئاً وتجاريني هو انني تمكنت من تخطي نظام دفاعك في منزلك .
تفحص المنزل بعينية وكأنه يقيمة : هو منزل رائع بحق لا املك مثله حتي .. احسنتما .
عاد للنظر نحونا : لذا يا سيدي و لي .. انا هنا من اجل استعادة مخزوني .
قلت باندفاع عدواني : لن نعطيك شئ واذا اعتقدت اننا لا نملك اسلحة فأنت مخطئ .
استمر بالنظر نحوي لوقت ما يحدق بي ويتفحصني بشكل جعلني اشعر بالخوف قليلاً وقال "زين" : تعلم اننا لن نعيد شئ .
الشاب" : لا مشكلة اذاً سأقتلكما واعيش هنا وهذه هدية لن انساها .
رد "زين" بصوتة العميق ذاته وفي الواقع يروقني منه هذا الثبات امام ذلك الوغد : تعرف ان ذلك صعب وما تقوله غير منطقي .
: لماذا .
. هكذا ببساطة وكما قلت انت الأمر لايتعلق بالأسلحة فقد نقضي عليك :
ابتسم بتلك الطريقة الساخرة ثانية : انت و لي ؟ .
وعاد للتحديق بي وكأنه يعاندني حتي صرخت بوجهه غاضباً : لما تحدق بي هكذا ايها الوغد .. نعم استطيع تقطيعك وبأسناني فقط .
تراجع في المقعد وظل صامتاً لدقائق ثم قال : لا املك بيتاً وانتم لا تملكون مخزون لذا .. يمكنني التنازل عن اشيائي مقابل العيش معكم هنا .
قلت مسرعاً : مستحيل لن تبقي هنا لساعة اخري .
قال "زين" بهدوء : وانت تهددنا بسلاح .
"الشاب" : اسمع يا سيدي هذه صفقة عادله تأخذان الطعام والشراب واعتقد انها كمية مهوله لا تدركان مدي صعوبة ماتعرضت له من اصابات ومواجهة الموت لأجمع كل هذا .. لذا ما اطلبه ثمن بخس امام ما اخذتماه ولكما حرية الأختيار .
نظرت نحو "زين" وقلت بأصرار : لا توافق انه قاتل هذا يظهر عليه لا يحتاج للتوضيح .. لاتثق به .
الشاب" : لا اعرف لما لي تكرهني لهذا الحد بالرغم من انها تأكل وتشرب من طعامي ولم اثور عليها مثلما تفعل
معي .
قلت بكراهية : لا لم تفعل لكنك بدلاً من ذلك كنت كريماً للغاية وتريد قتلنا .
قال وهو ينظر نحوي بتحداً : لما لاتدعي اخيك الأكبر يقرر هو يعرف اكثر بالتأكيد .
كان منزل "زين" علي اي حال ويكفي انه حتي الأن لم ينفي كوني لست شقيقتة لهذا هو محق الأمر بيدة لهذا جلست مستسلماً حتي سمعت "زين" يقول : لا املك خيار نحن بحاجة للماء والطعام وانت بحاجة للمسكن .. لكن اذا صدر منك تصرف مشبوه او حاولت قتلنا كما قلت فنحن لسنا وحدنا ياسيدي صدقني .
الشاب" : سيف هذا اسمي .
: انا زين وقد تعرفت لي قبلاً .
: اعتذر عن تصرفي هكذا لكنكما اذا ما كنتما مكاني لقتلتماني علي الفور اعتقد انني هادئ للغاية واتصرف بحكمة رغم كونكما سرقتماني مرتين .
: اسف ايضاً كنا نتضور جوعاً وعطشاً لم يكن امامنا خيار سوي اخذ ما امامنا .. نعلم انها سرقة لكننا لم نجد من نطلب منه المساعدة .
****************************
هكذا بقي هذا " السيف" معنا واخذ غرفة وحده وهي التي كنت انام فيها وانتقلت للنوم مع "زين" فمن المستحيل ان انام برفقة هذا القاتل في غرفة واحدة .. لم تكن الليلة هادئة ابداً لم اتمكن من الأطمئنان والراحة وانا اشد قبضتي علي سكيني اسفل الوسادة واتوقع قدومة في اي لحظة لمهاجمتنا .. في النهاية نهضت وتطلعت نحو "زين" الذي بشكل عادي كان غارق في النوم لا يشعر بأي خطر .. غادرت الفراش والغرفة وانا اسير علي اطراف اصابعي .. لقد ترك باب الغرفة مفتوح وهناك شمعة مضاءه في الداخل هل لا يزال مستيقظ .. اقتربت اكثر ومددت رأسي بحذر نظرت للداخل وكان كذلك مستغرقاً في النوم يغطي جسدة ويبدو انه تخلص من ملابسة لأنها كانت جميعها مغسولة وموضوعة علي المقاعد بالداخل .. ينام علي معدتة لذا لم اتمكن من رؤية وجهه لكن تنفسة الهادئ المنتظم يؤكد انه مستغرق في النوم .. عدت لغرفتي وهذا لم يجعلني اطمئن ولا اعرف متي سقطت في النوم بدوري .
( سيف )
لقد نمت بشكل جيد لم احظي بهذ القدر من النوم المريح منذ مدة طويلة .. ارتديت ملابسي و غادرت الغرفة .. اخذت وقتي في الحمام وانا اشعر بالأمتنان لوجود الماء فهو ملكاً لي بشكل ما .. حين عدت للخارج وجدت "زين" يجلس يتناول الفطور لذا سحبت مقعداً وانضممت اليه قائلاً
: صباح الخير .
رد التحية : ارجو ان الأقامة في منزلي تعجبك .
اشعر انه يذكرني بأن كل منا يدفع للأخر بشكل ما : كثيراً شكراً لاستضافتي .. هل اخذتما القهوة معكم .