كاتب الموضوع :
Koedara
المنتدى :
مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء
رد: علي الجهة الأخري
جلس سيف يستريح علي احد المقاعد الموضوعة في الحديقة وهو يراقب زينا وميمي يلعبان بمرح , كانت زينا بحق فتاة محبوبة للغاية وفي يومين فقط استطاعت ان تكتسب الكثير من الأصدقاء وكانت بجد موهوبة كثيرا في القتال وشعر سيف بالأطمئنان لهذا فهو في النهاية من احضرها لكنها لم تخيب ظنة ابدا , وحين تعرفت الي ابنتة شغلت اوقات فراغها معها ووجد الفتاة سعيدة وهي تلعب معها فهي لديها روح مرحة مع الجميع وحديثها دوما مسلياً وخفيف , في منتصف اليوم وهم في غرفة الطعام التي تمتلئ بالموائد وكل مجموعة اصدقاء يخصصون مائدة ليلتفوا حولها وهذا شئ اخر يختلف عن نظام السيد كلارنس في تناول عشاء العائلة , الناس هنا اكثر محبة مع بعضهم البعض واكثرهم لا يعرف القتال لذا سمح لهم ياس بالعيش بدون ان يفرض علي احد ضرورة تعلم القتال او الذهاب للبحث لأنه بالفعل يوفر اعمال اخري خفيفة لمن يرغب بالمساعدة ومن لديه حرفة ما تساعدهم , هل اذاً يصنف الأمر علي ان منزل السيد كلارنس هو الشرير ومنزلهم هو الجانب الطيب , لكن الأمر ليس كذلك فقط النظام يفرض بعض الضروريات ومنزل السيد كلارنس كان يضم الكثير من المقاتلين بالفعل الأمر الذي يجعل المكان مهيأ اكثر ليكون شديد القسوة والصعوبة وسكانة اكثر شراسة وخشونة ولا يوجد به الكثير من الأستقرار مثل هنا , كان يعرف انه سيعجز عن المشاركة في اي قتال في الوقت الراهن بسبب حالة لكن حين عرف البعض بوصولة عرضوا عليه ان ينضموا الي مجموعتة في البحث يشعر بالأمتنان كونه يستطيع ان يعقد صداقات في كل مكان يمر به ولم ينساه اي شخص قابله سابقاَ قبل ان ينتقلوا الي هنا , وسط كل هذا كان هناك شخص واحد باقياً منعزل ولم يتكيف مع احدهم بعد وهي ألونا التي لولا قوتها القتالية العالية لما سمع احد بها , كان يراها طوال فترة جلوسة تسير هنا وهناك وهي في عجلة من امرها ورأها ايضاً هذا الصباح في وقت الطعام لكنه لم يتبادل معها كلمة وانشغل بتناول طعامة مع اشخاص اخرون تعرف اليهم ايضا من الزيارة السابقة وزينا وابنتة واخذ يقص عليهم بعضاَ مما حدث معه طوال هذه الفترة , ووجدها تجلس وحيدة تتجنب الجميع فهي لا تتحدث ولا تكون اجتماعية سوي في التدريب او في رحلات البحث حين تكون مع مجموعة فقط حين التشاجر والقتال والمشكلات تأخذ في التحدث والجدال وتجيد هذا لكن في امور طبيعية وعادية تظل صامتة ولا تتمكن من قول اكثر من كلمتين , كيف يستطيع ان يغير من طباع فتاة كهذه كيف يجعل لسانها العنيد هذا يتعود علي التحدث بعفوية مع الأخرين , ربما معه بشكل خاص , اخبر زينا انه بحاجة للذهاب الأن واذا كانت في حاجة للذهاب هي ايضا لتترك ميمي مكانها فهي تستطيع ان تتولي شؤنها , كان فخور بأبنتة كثيرا فهي مميزة بشهادة الجميع ولم يشعر احد انها عبأ يوما او كونها طفلة مزعجة تبكي وتنتحب وتغضب وتصر بعناد الأطفال علي شئ بل كانت تتفهم كل شئ وتسمع ما يقال لها والأهم ان لديها الذكاء الكافي لتفرق بين شخص سئ وشخص جيد عاشت الفتاة في بيئة جعلتها مؤهله لهذا لم تكن كأي طفلة بل تحملت معه الكثير حتي وصلا الي هذه الحال حيث تلعب بأمان وسعادة وسط الحشائش والأشجار الخضراء في تلك البقعة التي قلما يجدها احد في هذا الوقت لكن يبدو ان احدهم هنا يعتني بها ويحاول زراعة شئ ما , كان في حاجة لرؤية نوين والتحدث اليها لا يزال الفضول يملاءه بشأن ماحدث معها , سمحوا له بذلك واخبروه انها سألت عنه مراراً , طرق علي الباب مرتين ثم فتحة ببطء وهو يلقي نظرة الي الداخل , كانت مستيقظة تستند الي الوسادة وجهها مشرق وتبدو في حال مختلفة تماما عما كانت عليه حين وجدها وهذا اكد له ما قاله الطبيب انها تتحسن لكن حالتها غير مستقرة لأنها ضعيفة للغاية وبحاجة لتبقي في المشفي اكبر وقت تحت الرعاية , تقدم منها وهو يبتسم بلطف حين وجدها تبادلة الأبتسامة بعفوية , هي حقا جميلة للغاية كان زين محق في محاولة اخفاءها عن الجميع , جلس علي احد المقاعد جوار الفراش قريبا منها : ها انت ذا .. انا سعيد يا نوين انني وجدتك .. كنا قلقين بشأن مصيرك و زين .
|