كاتب الموضوع :
Koedara
المنتدى :
مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء
رد: علي الجهة الأخري
الفصل 22
جلس سيف ليستريح قليلاً علي الطريق الذي يبدو بلا نهاية وربما يلمح سيارة تمر في فترات متباعدة لكنه لم يحاول طلب المساعدة لأن التعب قد يكون اقل خطورة من محاولة طلب المساعدة من اي غريب حيث لا يزال الشعور بالحذر يغمر حواسة فلم يصبح العالم عاديا مرة اخري بعد , كان يعرف وجهته جيدا لكن المشكلة الوحيدة هي كم ان المسافة بعيدة لذا عليه ان يجد سيارة ما بأي شكل , وافاده كثيرا في ذلك الوقت انه يعرف المدينة كلها غيبا ً, بعد ان نال الكثير من الراحة واكل شئ سريع نهض في طريقة الي وجهته حيث موقف للشاحنات منذ بضعة اشهر قليلة لم يكن احدهم ليجرؤ علي الأقتراب عليه لما يعيش به من اعداد مهولة من تلك الحيوانات لأنه كان الأظلم والأبعد اما الأن في وضح النهار وبعد عمليات التطهير التي قامت بها تلك القوات اصبح المكان خاليا , هو بحاجة فقط للبحث عن وقود يكفية ليصل الي وجهته والسيارة موجودة امامة صغيرة انيقة وبها اعوجاج بسيط في الجانب الأيمن , يتمني ان يحالفة الحظ وان احدهم لم يأتي لنهب المكان بالكامل , لم يكن باستطاعتة القيام بأعمال بطولية في هذا الموقف فهو بذراع واحدة منهك القوي ولو ان احدهم في مكانة لبحث عن مكان يقضي فيه ليلة الأقل حتي يبدء بمحاولة التخطيط والترحال لكنه يرغب في الوصول للمنزل بأسرع وقت , تري ماذا يقول لأبنته حين تسأل عن اكونية وقد وعدها بالعودة اليها وهو معه فيعرف كم هي متعلقة به وتحبه و قد تركه هناك للمجهول بل زاد الطين بله بما اخبره به وتقريبا قطع علاقتة معه للأبد , وقف امام باب كبير لمخزن خلفي وهو ينظر اليه بمقت بعد ان حاول فتحة عدة مرات لكنه موصد الي الأبد بل مقدار الأتربة والصدأ يؤكد ان احدا قبله لم يأتي الي هنا وفي هذا الوقت وهو بذراع واحدة ليس من حسن حظة , لم يكن الوقت في صالحة فهو ليس بحريتة قد تمر تلك الدوريات للقوات بين كل حين واخر لذا تحرك ليلقي نظرة الي السيارة , رائعة وجيدة وحالتها ممتازة وقد يجعلها سيارتة منذ الأن فصاعدا لولا انها بلا وقود تبقي خردة عديمة النفع , تفقد مخازن الوقود لبقية الشاحنات حولة بعضها تم افراغة بالفعل , نظر حولة يتفقد كم مبني يحيط به , حسنا سوف يقضي بعض الوقت في البحث عن وسيلة يفتح بها باب المخزن , وقضي ساعات يفعل هذا وهو يصعد الي كل بيت وجميعها فارغة بالتأكيد وكلما عثر علي شئ مناسب يعتقد انه قد ينجح في مساعدتة لفتح الباب لكن يأبي ان يحدث هذا , احيانا يكون متحمس ونشيط واحيانا يغضب ويقنت واحيانا يلقي كل شئ هنا وهناك بلا اكتراث واحيانا يجلس بلا حيلة وقد يأس بالفعل , وفي النهاية كانت الشمس في طريقها للغروب و هو مازال مكانة لم يفلح معه شئ تري كم تبعد اقرب محطة وقود من هنا واذا ما وصل اليها لا ضمان هنالك انه سيجد بها اي شئ متبقي , لم تكن المحطة تبعد كثيرا وايضاً المكان لم يكن معروفا للكثيرين لذا ربما قد تنجح محاولتة , نهض وعاد للسير في طريقة وقد بدأ المكان يظلم ابتعد عن الطريق العام وتوغل بين الأبنية المتباعدة , كانت منطقة جبلية وبعض السكان منذ زمن قاموا ببناء هذه المدينة الصغيرة وزودوها بطبيعة الحال بموقف للسيارات ومحطة الوقود , يبدو ان الكهرباء لم تصل الي هنا بعد وعلي ضوء البطارية الخافت كان يتلمس خطواتة بروية وهو يصعد صخرة ما وسط الطريق المتعرج غير الممهد , لكن محطة الوقود كانت مزودة بالكهرباء او حين تم مد كل الأسلاك السليمة بالكهرباء كانت تعمل تلقائيا حتي اذا لم يشرفوا عليها , اغلق البطارية ووقف يأخذ نظرة شاملة علي المكان , المشهد المألوف لسيارات تقف هنا وهناك , لافته كانت في يوم ما انيقة , الأرضية المليئة بأوراق الأشجار والأتربة , لكن ما جذب اهتمامة بشدة هو ذلك الشبح في الداخل , ثمة ضوء خافت داخل المتجر لكن هناك شخص يتحرك بخفة ونعومة يتفقد كل شئ سيكون لديه صحبة اذاً , نظر الي جوار المتجر رغم الأضاءه الخافتة هناك لكنه لمح الجسم اللامع الذي يحتاج اليه وهو بالتأكيد ملك لهذا الذي يسلب محتويات الداخل ليأخذها ويهرب بالسيارة المليئة بالوقود الذي جاء في الأساس لأجله , تقدم خطوات الي المتجر وقرر ان يبدأ هو كانت هناك الكثير من الأغراض في الداخل هذا المكان كنز حقيقي , فقط بحث عن بعض عبوات الماء واخذها ثم وقف مكانة يحدق الي الغريب الذي التقي به اخيراً , لا ينكر انه شعر بالدهشة حين وجد امامة فتاة في السادسة عشر علي الأكثر تحمل الكثير من اكياس البقالة وتضمها الي صدرها , ترتدي الكثير من الأساور الملونة و قرط في اذنيها وحلي اخري وملابس تصف بوضوح كم انها تتمتع بسنها الصغيرة , لا يذكر متي كانت اخر مرة شاهد فيها مشهد كهذا لكنها وقفت صامتة وقد توقفت عن مضغ العلكة للحظات وهي تلقي عليه نظرة تدرس بها كل شئ فيه ومظهرة واصاباتة علي الأرجح ثم قالت بصوت انثوي ناعم مراهق : مرحبا .
قال سيف وهو يبتسم اليها رغماً عنه لعفويتها تلك : اري انك اخذت كل شئ في المتجر وكأنها نهاية العالم عليك ان تتأكدي انك لم تخلفي شئ وراءك .
: بالنسبة لي من الصعب العثور علي هذا الكم من الأغراض انها تلك المرات التي تسميها فرصة ذهبية .
لم يعلق سيف وهو يحاول تحديد موقفة معها لكنها عادت تقول وهي ترفع الأكياس التي في طريقها للأنزلاق من بين ذراعيها : اعرف لما انت هنا علي اي حال وبحالك هذه افضل عدم الشجار .
ضيق سيف عينيه : حالي هذه .
: نعم تبدو وكأنك خرجت من معركة للتو .
|