الفصل الثاني

لمجرد ان خرجت من المبنى , وجدت بليس , شاين ينتظرها . لم تكن مندهشة تماماً.
- إذن - قال كما لو ان محادثتهما لم تقطع ابداً.
- كم سيتكلف الأمر ؟
- كم ماذا ؟
- كم سيكلفني من الأموال التي علي التخلي عنها قبل أن توافقي على تناول الحلوى معي ؟
- لقد اخبرتك .
- اعرف .
قبل ان ينتظر دعوة , انضم إليها عندما بدأت تمشي.
- انت لا تتورطين مع الاغنياء , ولكن ألا تعتقدين ان هذا التصرف متصلب نوعاً ما , خاصة هنا في باريس؟
الـ تاب تاب تاب الخاصة بكعبها العالي على الرصيف ذكرتها انها هنا في بلد غريبة ليلاً مع شخص غريب مما يعد تهوراً تاماً ومخاطرة من ناحيتها .
- إن هذا هو مقصدي تماماً.

اكملت بعزم .
- إن باريس هو المكان الذي ينزلق فيه الناس تماماً.
- إذن أنت ضد الانزلاق مع رجال اغنياء ايضاً؟ لقد كنت اظنه فقط التورط الذي ستتجنبيه .
وقفت تحت الضوء الاصفر المنتشر في الشارع قبل ان تخاطبه.
- هل أنت دائماً بهذا الاصرار ؟
- عندما اريد شيئاً بشدة , نعم .
- وانت تريدني؟
- حبيبة قلبي , على الرجل ان يدق من حجارة عندما لا يريدك بالرغم من ذلك ففي هذه اللحظة سأكتفي بنزهة في النهر وتمضية الوقت بود معرفتك عبر الحوار فقط .ريحانة
- وإذا لم أكن اريد معرفتك؟
ضحك, غمرها الصوت مثل شمس دافئة.
- بالطبع , انت تريدين بنفس الدرجة التي اريدها , سأعقد معك صفقة .
- عندما اسمع احدهم يقول ذلك , ينتابني الشك دائماً.
- انني فقط لست في مزاج جيد اليوم, لا احب ان اظل بمفردي.
ربما هذا بتأثير الشراب , عندما تدأب على ذكر المزاج السيء وأنت بمفردك مع امرأة في شارع مظلم فلا استعجب ان تكون بمفردك فعلاً ضحك مرة اخرى غافراً إياها بذات الدفء .منتديات ليلاس
- حسنا , دعينا نخرج من هذا الشارع المظلم .
- ما الذي يدور في عقلك ؟
- اعتقد انني ذكرت شيئاً عن قارب في النهر.
مرة اخرى كان الأمر مغري جداً جداً .
- لقد وعدت بإبقاء يديك في جيبك.
- بالطبع .
بعد عشرين دقيقة , جالسة على ظهر مركب في نهر السين بينما برج إيفل يلمع بالأضواء من خلفهم , ادركت بليس انها ارتكبت خطأ . بالرغم من الحقيقة ان المركب كان يغص بالسواح , فقد كانت هذه بلا شك , اكثر تجارب حياتها رومانسية .
- أنت هادئة تماماً فجأة .
- لقد كنت أفكر ان هذه ليست طريقة سيئة انهى بها زيارتي لباريس.
ابتسم لذلك , ابتسامة جريئة واثقة والتي كان عليها ان تجعلها تكرهه ولكن لسوء الحظ كانت تحوي سحراً شديداً استحوذ عليها تماماً. ريحانة

- هل يعني ذلك انك تعيدين التفكير في موقفك تجاه الرجال الاثرياء .
- لا .
في ذلك كانت حازمة , قبل آلان , كانت معتمدة على نفسها كلياً. الآن صارت كذلك مرة اخرى, ربما كانت الأرض تحت اقدامها غير ثابتة ولكنها ستصمد كما كانت في الماضي .
- ولكن ذلك يعني انني سأعيد الحكم فقط بالنسبة لليلة .
- الليلة بداية.
اخذ يدها, واصلاً اصابعهما معاً.
- أعلم انني وعدتك باحاطتك بحراس - قال عندما توقف المركب , لالتقاط مجموعة من اليابانيين - ولكن ماذا عن الذهاب في تمشية صغيرة لبعض الوقت ؟
متجاهلة آخر تحذير , ونهضت .
- سأحب ذلك .
ذكرت بليس , ان هذه باريس وهذه آخر ليلة لها هنا , لا ضرر من بعض التحرر من القيود التي فرضتها على نفسها ستعود على الطائرة بعد بضع ساعات , ما القدر الذي يمكن أن يحدث الآن ؟
تمشيا على الضفة الغربية , مارين بالأبواب الحجرية , توقفا واشتريا الآيس كريم من بائع عجوز والذي أصر ان بليس هي اجمل امرأة في المدينة كلها .منتديات ليلاس
توقفا مرة اخرى عندما أصر شاين ان ترسم عند رسام جالس على طاولة بالقرب من الطريق العام. بدأ جمع من الأمريكيين في التزاحم شعرت بليس بقليل من عدم الارتياح لأنها صارت محل الانظار ولكنها اعترفت لنفسها بالسرور من عبارات الثناء التي تناهت لمسمعها من المحلقين حولهما.
- الآن , أنت .
قالت بمجرد ان نهضت ملوحة لشاين .
- لا اعتقد ذلك - قال مبتسماً - لقد كان خبيراً في الا يدع صورته تؤخذ ابداً ففي مهنته شيء مثل هذا لا يمكن السماح بحدوثه .
- ولكن ...
غير راغباً في الدخول في مجادلة , ولكن مدركاً انها لن تستلم بسهولة فعل اول شيء خطر في ذهنه , أحنى رأسه وقبلها .
لم تدم القبلة ثوان . ولكنها دامت بما فيه الكفاية لأنه يسبب لها لهاثاً...
- لماذا كانت هذه ...؟
سألته مهتزة , محاولة ان تخفي ذلك.
- إنها باريس .
كما لو ان ذلك يوضح الأمور .

- لقد وعدت بابقاء يديك في جيبك.
- لقد فعلت .
سمعت صوت فكة كدليل وادركت انه كان يقول الحقيقة , إذن لماذا تخيلت ان ذراعيه كانتا تحيطانها .منتديات ليلاس
- لقد علمت ان هذه كانت غلطة.
- لقد كانت مجرد قبلة .
- صحيح .منتديات ليلاس
- أنت محقة بالطبع .
اخرج يده اليسرى من جيبه ولمست التجعيدة بين حاجبيها .
- تقنياً , لقد غششت ولكن اخشى انني استمتعت بذلك كثيراً فلن اعتذر.
ذكرتها كلماته انه رجل معتاد على الحصول على ما يريد, رجل ثري .
- يجب عليّ حقاً الذهاب - همهمت - يجب عليّ حزم حقائبي.
- لا اعتقد أن بإمكانك تغيير ميعاد رحيلك ؟
- لا , لا استطيع .
توقعت مجادلة ولكنه ادهشها مرة اخرى .
- كما تحبين .منتديات ليلاس
اوقف شاين تاكسياً , حيث جلسا بجوار بعضهما في الخلف لم يقولا أي كلمة ولكن الجو كان مشدوداً حولهما . ابقت يداها متشابكتان في حجرها , نظراتها ثابتة بعيداً عنه محدقة من النافذة عندما وصل التاكسي للفندق , اوصلها للباب .
- شكراً على الأمسية الساحرة واتمنى ان تتاح لنا فرصة تكرار ذلك.
رفع يدها لشفتيه قبل ان يمنحها احدى ابتساماته التي توقف قلبها ثم غادر في الحال.
دخلت بهو الفندق , ولكن غير راغبة في التخلي عن سحر الأمسية اتجهت للنافذة تراقبه وهو يركب التاكسي مبتعداً.منتديات ليلاس
عندما ابتعد عن ناظريها , تنهدت قبل ان تصعد السلالم لغرفتها كي تنهي حزم حقائبها .
- ماذا تعني بحق الجحيم, هل فعلت ذلك ثانية ؟
بعد يومين من مقابلة بليس فورشن, كان شاين في مكتب رئيسه , كان الإحباط وعدم التصديق يسيطران عليه كلياً.
- إن الأقراط الماسية التي وضعناها في غرفة المعاطف اختفت بعد رحيل آنسة فورشن- أوضح دافيد كونتغام.
لعن شاين بحدة .
- هذا مستحيل.

- بالقطع لا .
- لقد راقبتها طوال الوقت.
- أعلم, ولقد فعلت بطريقة مثيرة للإعجاب.
- لا استطيع فهم ذلك - مرر يديه في شعره .
- لقد تتبعتها جوين لغرفة الملابس , بيننا نحن الاثنان لم يكن هناك وقت مكثت فيه بليس فورشن حتى تتمكن من سرقة أي شيء .
- بالرغم من كراهيتي للاعتراف بذلك , فالسيدة سارقة متمكنة.
- ما زلت لا استطيع إدراك كيف تمكنت من ذلك .منتديات ليلاس
لقد كان لأفضل , لا احد يتغلب على او يخدع شاين او ميللي .
- إن واشنطن يفقدون الصبر.
اخترق صوت كاننغهام افكار شاين .
- إن الرجال في الانتربول يضحكون علينا لعدم تمكننا من القبض على مجرد امرأة . يجب عليك ان توقف بليس فورشن الآن .
- ما الذي تتوقع مني فعله ؟
- الذهاب لنيو اورليانز.
- حقاً وحبسها في متجرها وتوجيه الأضواء لعينيها وأظل اضربها بحزام جلدي حتى تعترف؟
- مهما تكلف الأمر- قال رئيسه ببرود ولكن لمعان الفولاذ في عينيه أكد لشاين أن التعليمات هي كذلك بدون مبالغة .

نهاية الفصل