- اعتقد انهم عندما يفتحون بوفيه العشاء , سوف آكل مثل سائق شاحنة ضخم .
ابتسم محدقاً في جدائل شعرها الحمراء .
- إن النساء الفرنسيات لا يأكلن ابداً, إنك تشاهدهن دائماً في المطاعم بأطباق الطعام اماكهن ولكنهن لا يأخذن قضمة أبداً. اعتقد بحزن ان ذلك ضد القانون .
دارت نظراتها بالغرفة قبل ان تعود لتستقر على طاولة العشاء الممتدة .
- بالرغم من ذلك اعتقد انني قد اقتل أحداً في سبيل شريحة من اللحم الآن .
- لماذا لا تشاركيني الطعام ؟ - اقترح - تستطيعين ان تتصرفي كسيدة لطيفة متناولة قطعة من الجبنة او الفاكهة , بعدها نتوجه للشرفة حيث تستطيعين تناول ما يحلو لكِ .
ابتسمت له مسببة حيرة فلو لم يكن يعرف حقيقتها لظن أنها روحاً بريئة حقاً.منتديات ليلاس
- إن هذا لطيفاً جداً منك . وبأمانة انا لست عادة بهذه الشراهة , ولكنني تقريباً لم اتناول شيئاً منذ الأمس بحق السماء أنا اتضور جوعاً حقاً - توقفت للحظة قبل ان تتابع - هل تعرف , أنا لا اعرف لماذا اخبرك هذا , في الواقع أنا لا اعرف حتى من أنت .
- أنا شاين بروسارد - كان هذا اسم امه بالعماد .
- أنا بليس فورشن.
مدت يديها , عندما التفت اصابعه حول كفها شعرت بصدمة مفاجئة وبرعشة غريبة .
عندما حدقا ببعضهما , كان على شاين ان يذكر نفسه , إن بليس فورشن كانت مجرد واجباً عليه , مهمة عليه انه ينجزها بنجاح , مرسلاً السيدة المرحة لأحد السجون اللطيفة .
- جاهزة للطعام ؟
مذكرة نفسها ان الفرنسيين هم أول من أعطى العالم عبارة ( حب من أول نظرة ) , شعرت بالفخر لأن هذا الرجل الرائع , وجدها جذابة .
- قطعاً .منتديات ليلاس
حدق شاين عبر الغرفة تجاه الرجل الذي عانقها منذ قليل.
- ماذا عن صديقك ؟
- صديقي ؟
تتبعت نظراته.ريحانة
- اوه , آلان . إنه ليس صديقي بالتأكيد , فقط شبح لزواج قديم .
- آه - أومأ لها - لقد فهمت .
تساءلت ما الذي رأته في آلان فورشن وجذبها , مقررة ألا تدعه يفسد عليها رحلتها , أزاحته من تفكيرها لاحقة بشاين تجاه المائدة الذي افسح لها الطريق لتمشي أمامه .
لم يشعر بأي بادرة ذنب مستمتعاً بمشاهدتها , لقد طلب منه كانينغام ان يراقبها وهذا ما يفعله تماماً, بعض الواجبات, فكر , تكون أكثر متعة من بعضها الآخر.

كانت الليلة باردة , عندما اخذا طريقهما تجاه الشرفة لاحظ شاين ارتعاشة تصدر منها .
- خذي .
خلع جاكته ووضعه على كتفيها .
- لا نستطيع ان ندعك تمرضين على أي حال .
- لا اريد ان أفكر في ذلك - حتى استقرت في مقعدها , اخذت قطعة من الستيك من طبقة متذوقة إياها , اغلقت عينيها بينما هي تمضغها .
- اعتقد انني مت وأنا الآن في الجنة .
- إن هذا الستيك يصنع بطريقة خاصة بتتبيلة لمدة طويلة قبل ان توضع في اطباق ضخمة تغلي بالسمن مركزة الحرارة والبخار عليها لفترة قبل ان تنضج .
- كيف عرفت ذلك؟
سألته عندما انتهت من المضغ . جذب نفسه من متعة مراقبتها متسائلاً .
- عرفت ماذا ؟
- عن الستيك , هل ستأكل هذا الجبن ؟
- تفضلي.
وضع طبقه امامها واسترخى في مقعده.منتديات ليلاس
- أنا استمتع بالطبخ , اجده مهدئاً وباعثاً على الاسترخاء لقد تلقيت دورة تدرييبية منذ بضع سنوات في كوردن بلو .
توقفت بليس عن نشر الكريمة الناعمة فوق قطعة من الخبز المحمص.
- هل تلقيت حقاً دروساً في مدرسة كوردن بلو للطهو ؟
هز كتفيه .
- لقد اخبرتك إن الطبخ يساعدني على الاسترخاء , ولقد قررت بما انني سأتناول المطبخ الفرنسي فلابد ان أبدأ بالأفضل .
- طبعاً.
اخذت قضمة مستمتعة بالجبن كما استمتعت بالستيك.
- اعتقد انك تفضل الفرنسي اسلافك, أنت امريكي , أليس كذلك؟
- صحيح , ولقد اخذت الفرنسي لأنني أشاهده كتحدي .ريحانة
- وانت تستمتع بالتحدي.

- أنا اعيش له.
- وأنا ايضاً , في الأوانة الأخيرة تعرضت لبعض التحديات ولكن الحياة بدونها تصبح مملة , أليس كذلك؟
- إن هذا ما يقولونه.
قرر شاين أن أياً من والديها الذي قرر تسميتها بليس فقد اختار الاسم المناسب , يبدو على المرأة انها تستمتع بأبسط الاشياء , ذكر نفسه مرة اخرى بحقيقتها .
- هل أنت غني ؟
اصابته طريقة السؤال المباشرة بالدهشة .
- هل هذا سيهم ؟
- إنه فقط , أنا بدأت اعجب بك - اوضحت بليس - ولكن أنا لدي قاعدة بشأن التورط مع رجال الاغنياء.
- اعتقد ان عملك يعتمد على اشخاص اغنياء .
( فكر شاين فهي لا تستطيع اكتساب اموال ضخمة من سرقة الفقراء)
- لقد حاولت دائماً فصل العمل عن الحياة الشخصية .
- وهل نحن على وشك التورط ؟
- لا , لسنا كذلك , ولكن ربما نفعل .منتديات ليلاس
نهضت مادة يدها ناحيته .منتديات ليلاس
- عمت مساءً سيد بروسارد لقد كان وقتاً ممتعاً حقاً.
اخذ يدها الناعمة بين يديه .
- لن تغادري قبل الحلوى ؟
- أنا آسفة , لقد اخبرتك , لدي قاعدة ضد التورط مع رجال الاغنياء.
- ليس علينا التورط.
- ولكن هذه هي المشكلة ...
صارت عيناها الخضراوتان جديتان.
- ليس لدي دفاع ذاتي , حسناً, في الواقع لدي على الأقل بالنسبة لأمور العمل والانتخاب والضرائب ولكن دائماً أتصف بالتهور في حياتي الشخصية وبما انني اعترف بانجذابي إليك منذ اللحظة التي ولجت فيها الباب .
- لم ادرك انك لاحظتني .
- من الصعب ألا تدرك وجود رجل شديد الجاذبية والوسامة خاصة عندما لا يرفع نظره عنك.
- لقد كنت الأكثر جاذبية في الغرفة .
اجابها عندما مر ضوء مفاجئ امام الغرفة .
- أتعلمين ؟ انت لم ترين مدينة الاضواء حقاً, حتى ترينها من النهر . تعالى لنزهة بالمركب معي . بليس, سوف تحاطين بالسياح الذي سيكونون كحراس شخصيين لك لو كان هذا سيجعلك تشعرين بالأمانة , اعدك ان تظل يداي في جيبي .

اللعنة , لقد طرق الوتر الحساس, لقد كان الإبحار احد أروع الإغراءات التي قد يقدمها . إنها تحب ذلك, بل تعشقه. اعادت التفكير , مقررة ان تبعد نفسها عن الإغواء .
- أنا آسفة , لا اريد ان اتورط معك - وبعدها هزت كتفيها - وبعدها تذهب.
- اذهب لأين ؟
- لتحجز في فندق القلوب المحطمة .
هذه المرة كانت ابتسامتها ضائعة مذكرة إياه بطفلة جائعة تقف مراقبة عربات الطعام.
- اعتقد انه من الأفضل ان ارحل الآن . قبل ان تعتقد الأمور.
سحبت يدها بلطف من يده قبل ان تتجه ناحية غرفة المعاطف , ونهض شاين .
ضحك قبل ان يومئ برأسه بسرعة لسيدة تقف بجوار المدخل أومأت بدورها قبل ان تتجه ناحية غرفة المعاطف.منتديات ليلاس
- ياله من معطف جميل .
ابتسمت بليس للسيدة التي جذبت معطفاً من المنك من المشجب.
- شكراً.
ارتدت معطفها القصير الأحمر اللون .
- إنه ليس ملائماً في الواقع لهذا النوع من الحفلات, ولكنني أؤمن بالسفر خفيفة .
- إن هذه حكمة .
- هل أنت امريكية ؟
- من سياتل - كذبت المرأة ببراعة - ولكنني اعيش في باريس منذ عشر سنوات , هل سمعتك تخبرين احدهم أنك خبيرة مجوهرات وتحف؟
- نعم , جاهزة دائماً- التقطت بليس كارتاً خاصاً بها - لو أتيتي في أي وقت لنيو اورليانز , مري لإلقاء التحية .
- ربما سوف افعل ذلك.
وضعت المرأة الكارت في حقيبتها العاجية بدون النظر إليه.
- هل ستمكثين بالمدينة طويلاً, ربما نستطيع تناول الغداء معاً؟
- للأسف سأرحل في الصباح.
- آه انجزت عملك بنجاح كما افترض ؟
- ليس في الواقع - ولكنني تركت متجري كثيراً واخشى أنا عليّ العودة .ريحانة

- حسنا , تمتعي برحلتك للمنزل وإذا زرت مدينتك سأمر عليك بالطبع .
- سأحب ذلك .منتديات ليلاس
ردت بليس بابتسامة سريعة قبل ان تغادر الغرفة.
بينما هي تتجه لمغادرة الشقة , فكرت في شاين , لابد انه قد رحل الآن , تنهدت . إنه رجل وسيم جداً وعلى درجة لا يستهان بها من الجاذبية .
كان شعره اسود مثل منتصف الليل , عيناه زرقاء مثل سماء الصيف, كان التناقض مذهلاً قبل ان تتبع خط أنفه الأشم وأسنانه المنتظمة.
كان طويلاً, لقد كانت هي خمس اقدام وستة إنشات وكان عليها بالرغم من ذلك رفع رأسها للنظر إليه .منتديات ليلاس
هزت رأسها محاولة طرد هذه الافكار , إنه ليس لك على اية حال لقد علمتها الثلاثة شهور التي قضتها متزوجة البعد عن امثاله من الرجال .
لقد كانت مثل سندريلا , ولكن للأسف لم تكن تعلم انه عندما ينتصف الليل سيتحول اميرها إلى فأر !

نهاية الفصل