الفصل الثاني عشر

- أنا لا اعرف عم تتحدث - كان تعبير كانغهام ناعم كلهجته ولكن شك في انه يعرف الكثير عن مصرع آلان - لو انك تقترح انني لدي أي علاقة بالجريمة و ...
- وأنا اقترح انك استأجرت من يقتله .
- وماذا سأحقق بالضبط من قتل الرجل ؟- تحداه كانغهام - إذا كان متورطاً في سرقة المجوهرات, وهو ما يبدو فعلاً سيكون أكثر نفعاً لنا وهو حي فالموتى لا يتكلمون - ذكر شاين .
وافق شاين على ان رئيسة محق , ولكن كان هناك شيء يعتمل في ذهنه طوال اليومين الماضين , شيء لم يستطع وضع يده عليه .
- وهذا سبب قتله - قال شاين لابقاءه صامتاً.
- نفس استنتاجي.
- القاتل ربما يكون قاتل محترف وصل للمدينة وربما كان محلياً.
- يعرف آلان بليس - وافق كانغهام.
- بالضبط , مما يضيق دائرة البحث لجدة او ينجل شيرشل .
- زيلدا بالطبع سيكون سخفاً. ولكن متعهد الأنتيكات بدا أكثر منطقية لشاين .
- لم أكن أعلم ان شيرشل وآلان يعرفان بعضهما إنهما اصدقاء قدامى في الحقيقة , اخبرتني بليس ان فورشن هو من عرفها على شيرشل .منتديات ليلاس
- المشكلة هي , لو كان شيرشل متورطاً في عصابة المجوهرات , لماذا لم يتعامل مع المجوهرات من خلال متاجرة ؟ - سأله شاين .
- ربما لأن ذلك خطر جداً- اقترح كانغهام- وبما انه يعرف بليس, فلن يكون صعباً تهريب المجوهرات عبر بضائعها .
- بهذه الطريقة , اذا ضبطت المجوهرات, فستكون بليس هي المتهمة, إن هذا منطقي- قرر شاين -
ولكنه شعر ان هناك شيئاً ليس مضبوطاً في الأمر , شيء لم يستطع ان يضع يده عليه بعد.
- على الأقل نفذت بليس من الصنارة .
- اخشى ان عليّ الاتفاق معك.
رفع شاين حاجباً :
- تخشى ؟
لسوء الحظ , رآه لم يعجبه , ادرك مايك - كان محقاً في كل ما فعله وقاله.
- سوف يغير ذلك.

قرر عندما غادر غرفة الفندق. ولكن اولاً عليه ان يسوي اموره مع بليس.ريحانة
اجابت زيلدا على الباب :
- انت شاين او مايللي .
اعطته نظرة طويلة قاسية ذكرته بالأخت إيما كيولانا , التي كانت مسئولة عن الصف الثالث للاطفال التعساء في الثامنة من عمرهم .
- نعم سيدتي , أنا - اجاب في اكثر طريقة مهذبة يمتلكها . لو كان لديه قبعة لرفعها فوراً.
- أنت تدرك بالطبع , انك كسرت قلب حفيدتي .
إنه يعلم ذلك, لقد رأى ذلك على وجه بليس, سمعه في صوتها المرتجف. ولكن لأن يسمع الإتهام يلقى عليه هكذا , مزق شيء في داخله .
- نعم سيدتي وأنا آسف حقيقة على ذلك .
اعطته زيلدا نظرة اخرى طويلة , منحته انطباعاً انها تستكشف داخله .
- لقد كنت على وشك إعداد شاياً مثلجاً لي . هل ترغب في بعض منه ؟
- نعم , سيدتي.
لم يخف ارتياحه لأنه سلك طريقاً عبر اثنين يحرسان الباب . بالطبع الكنز , المسمى بليس, كان أمامه طريق طويل ليمشى إليه .
ادخلته غرفة مزينة بورق ملون ومغطاة بأثاث مريح, مما اعطاه شعوراً بالراحة :
- سأعود حالاً. منتديات ليلاس
- شكراً لك - قال شاين بتواضع .
أقنع نفسه ان خياله هو الذي يصور له الشعور بوجود بليس وهو يراقب الفراشات التي تنتقل من زهرة لأخرى على الجدران .منتديات ليلاس
- بليس صممت ديكورات هذه الغرفة , أليس كذلك؟- سأل زيلدا عندما عادت بصينية الشاي.
- لقد وجدت الأثاث في احد الأسواق بهوميا - اعطته كأساً - لقد خيطت الوسائد بنفسها . الباقي لي خاصة النباتات .
- أنت وأمي ستتفقان معاً , فالنباتات هي المفضلة عندها دائماً.
- سيكون الأمر أكثر ملائمة لو كانت هي اللصة, كنا سنغلق هذه القضية ونستريح.
- لم يكن هذا صحيحاً , هذه المرة بالنسبة لشاين . لقد ظن انه ماهر جداً, احكم الفخ لبليس, ولكنه لم يتوقع ان يقع في حفرته .

- اعتقد ان المهمة التالية ستكون زيارة شيرشل.
- كنت سأقترح هذا ولكن بما انه غادر نيو اورليانز اليوم لمتجره في سافانا فاعتقد ان عليك الانتظار يوماً واحداً, فهذا لن يشكل فرقاً.
سيشكل فرقاً بحق السماء لو غادر البلاد .
- صحيح , ولكنني سأضعه تحت المراقبة من اليوم .
استرخى كانغهام في مقعده قائلاً :
- اعتقد انك ترغب في يوم تسوي فيه امورك الشخصية مع مس فورشن.
ضاقت عينا شاين بشك ففي الثلاث السنوات التي عملا فيها معاً , لم يشاهد أي بادرة إنسانية من رئيسه .
- ما المؤامرة ؟
- ليست هناك مؤامرة , صدقني او مايللي فقد كنت في مكانك منذ بضعة سنوات - غامت عينا كانغهام بينما اشعل سيجارة - كان ذلك في خضم الحرب الباردة وكانت هي عميلة روسية , اخشى ان عواطفي اطاحت برأسي في هذه القضية.منتديات ليلاس
- ماذا حدث؟
- لم ترفض عرض فقط بالعمل كعميلة مزودة, ولكن رفضتني ايضاً مهددة إياي بإبلاغ رؤسائي عني, مما اخرجني من عملي بالاتحاد السوفيتي وقتها .
- هل ما زالت في العمل؟
عبر ظل مختصر في عيني كانغهام الرماديتين .
- عتقد انني سمعت بوفاتها في حادث تحطم طائرة بعدها بشهور .
عرف شاين انه إذا سأل كانغهام عما إذا كان حادثاً ام قتلا فإن كانغهام سيكذب , لقد كانوا جميعهم كاذبين . إنه لا يلومه لقد كان هذا عملهم .
تذكر ان ذلك لم يكن يقلق سابقاً , لقد كان هذا عمله , مجرد عمل تصادف انه بارع فيه جداً جداً.
ولكن عندما قابل بليس التي بدون ان تعلم زحزحت الصخرة التي كان يرتكز عليها مجبرة إياه ان يلقي نظرة على حياته ككل.
اذكر قولها انك عندما تعمل في حديقتك فأنت تكون الأقرب للجنة أومأت زيلدا برأسها .
- يبدو ان والدتك امرأة حكيمة مما يجعلني اتساءل كيف انجبت شخصاً احمق ابناً لها .
- لقد تساءلت مؤخراً ايضاً عن هذا . احتسى رشفة من الشاي المثلج.
- هذا رائع حقاً.
لقد آمنت دائماً ان على المرء ان يعطي الاشياء وقتها حتى ينجزها بإتقان .

- إذن هل آمنت حقاً ان حفيدتي سارقة مجوهرات ؟
- لا سيدتي - بالرغم من ان نيته الأولى كانت الكذب, ولكن شاين عاهد نفسه على تغيير ذلك - على الأقل في النهاية .
- هل تحب حفيدتي ؟
- أنا اهتم بها بدرجة كبيرة .منتديات ليلاس
- لم يكن هذا ما سألت عنه - حدقت عيناها الزرقاوتين اللامعتين في عينيه - أنت تعلم بالطبع ان بليس تحبك.
- نعم سيدتي . منتديات ليلاس
- إذن , قبل ان أقرر هل أقبل قضيتك أم لا , احتاج لمعرفة هل شعورك نحوها مساوي لشعورها . بالرغك من كراهيتي للحديث عن الموتى , إلا ان آلان كان مجرد فأر, جرح كبريائها ولكن انت حطمت قلبها .
- ادرك ذلك يا سيدتي , وأنا خجل من نفسي.
- إذن - كررت - هل تحب بليس؟
قرر شاين إذا كان هناك وقت ابداً للامانة , فهذا هو .
- لا أعرف - اعترف - استطيع ان اخبرك انني لم أشعر تجاه أي امرأة في حياتي كما اشعر تجاه حفيدتك .
- دوبري كان يقول دائماً انه عرف منذ اللحظة الأولى التي رآني فيها انه يحبني .
- من الواضح ان زوجك كان أكثر ذكاء مني.
- ليس أذكى , فقط أكثر تآلفاً مع مشاعره , ربما عرف الكثير من النساء , هل انت ايضاً ؟
اجفل شاين من السؤال , وتساءل هل بليس مختبئة في مكان ما تسمع .منتديات ليلاس
- نعم , سيدتي , اخشى ذلك.
- ليس عليك ان تعتذر , كنت سأقلق لو لم يكن لفت حسن المظهر مثلك نصيبه من المعجبات . ولكن حان الوقت للنضج , كن رجلاً واستقر !
- انا مستعد لذلك , أنا لم ادرك حتى كم تعني نيو اور ليانز بالنسبة لي وكم اصبحت مشتاقاً للوطن ودفء المنزل.
تذكر كم كانت بليس سعيدة ومرتاحة عندما قابلها , شعر بالأسى .
- ستكون هكذا مرة اخرى , إن لديها القدرة على النجاة من الأزمات , لقد كان دوبري هكذا , كان رجلاً يعرف ما يفعله تماماً.
- لم اعتقد ذلك, مس زيلدا , خاصة عندما وقع في حبك.
لم يقل شاين جملة أكثر صدقاً وثقة من تلك في حياته .

ضحكت زيلدا , ضحكة موسيقية عذبة ذكرته لدرجة كبيرة ببليس, ثم ذكر شاين نفسه , في هذه الأيام كل شيء يذكره ببليس.
- هذا تماماً ما يفترض بك ان تقوله - لمعت عيناها بمرح - انت رجل ساحر تماماً , شاين اومايللي مع هذا المجال أنت مختلف تماماً عن شقيقك .
- إن مايك دائماً صريح في كلامه .
- جامد كالصخر , هذا الرجل - وافقت زيلدا - يجب أن اعترف بصراحة انه كان هناك وقت تمنيت ان تقع بليس في حبه .
- كان هذا سيصبح أفضل لها .
- لقد كان ذلك بعد آلان , ادرك الآن انني كنت مخطئة في هذا الشأن .ريحانة
وضعت كوبها من يدها قائلة :
- إن بليس تشعر بالجرح بسبب خداعك لها , يجب ان تفهم ذلك, الآن يجب علينا ان نفكر ما يجب فعله في هذا الشأن , بداية سأبذل قصارى جهدي لاقنعها بالسماح لك بمحادثتها .
- شكراً لك سيدتي .
- أنا افعل هذا لبليس, إنها رقيقة الطبع وحلوة المعشر , ولكنها عنيدة ايضاً لن يكون هذا سهلاً, محاولة كسبها مرة اخرى . ولكنها فتاة ذكية , بعد ان تهدأ الأمور سترى الأضواء مرة اخرى .
كان شاين يستطيع مصافحتها . ولكن اندفع وراء مشاعره وهو نادراً ما يحدث امسك كتفيها بلطف وطبع قبلة امتنان على خدها الناعم .
- استطيع ان أرى سبب وقوع جد بليس في حبك رأساً على عقب - توردت وجنتيها مما انقص عشر سنوات من عمرها مذكرة شاين مرة اخرى ببليس.
- فاتنة - كررت - وكذلك كان دوبري, لقد قضيت معه اجمل سنين عمري التي اسعدني فيها وهذا ما ستفعله لبليس كما أتوقع .
- نعم , سيدتي - وافق شاين بدون تردد.منتديات ليلاس
لم تجر المحادثة كما آمل , كان يتوقع هرولة بليس دامعة العينين رامية نفسها في احضانه معلنة مسامحتها له ولكن عندما غادر المنزل كان يشعر بالتفاؤل أكثر من أي وقت في حياته .
كان منشغلاً بأفكاره لدرجة انه لم ير بليس واقفة في النافذة تراقبه دامعة العينين بينما هو يغادر.
كان كلا شقيقيه ينتظرانه في بهو الفندق عندما عاد شاين .
- مرحباً , يا فتى .