كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 137 - أسمع همس الجراح - فلورا كيد
وقفت السيدة جايسون على اطراف اصابعها لتقبل ليديا :
-لقد استمتعنا برفقتك على الطائرة ياحبيبتي .لا تنسي, عندما تعودين إلى انكلترا ابحثي عنا في لندن.ألم يعطك زوجي العنوان ؟
-بلى ...شكراً لك.اتمنى لكما إجازة ممتازة .
- ولك ايضاً يا عزيزتي ,واتمنى أن تجدي كل ما يتعلق بأبيك وأختك على مايرام .
راقبت ليديا الزوجين يخرجان عبر الأبواب الزجاجية وهي تحس بإن الإثارة التي واكبتها خلال رحلتها قد تبخرت، فالتعب اخذ يغزوا كيانها أكثر فأكثر. بدلتها الصوفية كانت رائعة للسفر, لكنها الآن بدأت تلتصق و تثقل فوق جسدها . تمنت لو انها ارتدت فستاناً صيفياً كفستان هذه المرأة النحيلة الداخلة من أحد هذه الأبواب .
رفت ليديا بعينيها وهي تعيد النظر إلى تلك العنق الأنيقة, وإلى ذاك الشعر الأحمر القاتم للمرأة التي خلعت نظارتها الشمسية لتوها ,ثم صاحت :
-سالي ...هاي سالي ...أنا هنا !
و بما ان سالي لم تلاحظها, التقطت ليديا حقيبتها ,وحملتها بجهد عبر صف من السياح المنتظرين أن تقلهم الباصات إلى فنادقهم ...
-سالي !
-ليديا ! أخيراً ! ,كيف حالك؟
قربت سالي خدها الاسمر الملوح بالشمس الى ليديا تستقبل قبلاتها الحارة ,ثم تراجعت تنظر اليها منتقدة :
-ليدي ...هذه البذلة مريعة ...وشعرك...ماذا حل بشعرك؟
-قصصته ...حتى يسهل تسريحه...مع هذه التسريحة لا أحتاج إلى أي عناء في تصفيفه .
مدت ليديا بصرها الى الرجل الواقف خلف سالي .كان مديد القامة, يتجاوز طوله المئة و الثمانين سنتيمتراً ,شعره الاملس الكثيف اشقر ذهبي ,تتخلله هنا وهناك مسحة من لون القش الباهت. بشرته تبدو من خلال ذراعيه وساقيه التي يكشف عنها الكمين القصيرين والبنطلون القصير ,سمراء برونزية .هو في حوالي الاثنين والثلاثين من عمره. تظهر على وجهه علامات السأم وهو ينظر إليهما .
-من هو هذا العملاق الأبيض الرائع الذي يقف خلفك ؟
-العملاق ؟! عما تتحدثين؟
-لا شك أنه يبدو إلهاً إغريقياً أبيض أمام سكان هده الجزيرة السود...متحفظاً, سيداً يتمنى في هده اللحظة عدم وجوده في هذا المكان لأنه يبدو سئماً مما تفعله فتاتان من الدنيا الفانية مثلنا .
استدارت سالي بسرعة إلى الرجل.ثم تقدمت منه تبتسم له وتدس يدها في ذراعه اليمنى, وأطراف اظافرها الحمراء تلمع كزمرد أحمر فوق بشرته الذهبية .
-كليف, أريد أن أعرفك إلى شقيقتي الصغرى ليدي, ندعوها دائماً ليدي ...ليدي هذا كليفورد برودي لقد اوصلني هنا لأقابلك .
|